يتميز الحبار من بين جميع الحيونات بإمكانية التمويه الطبيعي الأفضل. فهو يتمكن من الاختلاط مع البيئة المحيطة حتى أن الضحية لن تلاحظ وجود المفترس بالقرب منها حتى اللحظة الأخيرة. ويعود ذلك إلى وجود خلايا خاصة على جلد الحبار تحتوي على عدة طبقات من البروتين رفلكتين. ويساعد هذا البروتين الحبار على التخفي بسهولة من أجل اصطياد الفريسة.
وقد جذبت هذه الخاصية انتباه العلماء العاملين على اختراع ما يشابه "قبعة التخفي".
ويعمل الخبراء الأمريكيين على صنع زي للجنود من جلد الحبار. وأعلن العلماء عن إنجازاتهم يوم 23 آذار/مارس من عام 2015 خلال الاجتماع الوطني للجمعية الكيميائية الأمريكية. إذ صنع العلماء زيا للجنود يستخدم فيه بروتين الحبار. وأثار الاختراع اهتمام الجيش. وجاءت فكرة العمل على زي التمويه لأول مرة بعد الإعلان عن إحصاءات مقتل الجنود ليلا. فقد كانت الإحصاءات رهيبة بسبب استخدام العدو لأجهزة الرؤية الليلية.
ومن الجدير بالذكر أن أزياء التمويه المختلفة، بحسب المنطقة، فعالة من أجل التخفي من مقاتلي العدو في النهار، لكن عند حلول الظلام تفقد تلك الأزياء فاعليتها بوجود أجهزة الرؤية الليلية، الأمر الذي دفع عالم الكيمياء من جامعة كاليفورنيا الون غوروديتسكي إلى استخدام خاصية جلد الحبار والخلايا القادرة على تشكيل مجموعات أو طبقات خاصة تحت تأثير التفاعلات الكيميائية الحيوية، بالإضافة إلى القدرة على تغيير سمك الطبقات والمسافة بينها.
فقد قام العلماء بتثبيت شرائح من خلايا رفلكتين في مادة البوليمير التي تشبه الشريط اللاصق من حيث الخصائص. ويمكن لهذه المادة أن تثبت بسهولة إلى العناصر المختلفة، بما في ذلك الأنسجة.
وأشار الخبراء في مجال المعدات العسكرية إلى أن مثل هذه المواد اللاصقة قادرة على حماية الجنود من أجهزة التصوير الحرارية والرؤية الليلية.
وأعربت عدة وحدات من الجيش الأمريكي عن اهتمامها بالابتكار العلمي الجديد. إذ تلصق شرائط البوليمير المزودة ببروتين الرفلكتين على الزي والمعدات العسكرية ببساطة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه التكنولوجيا ليست جاهزة حاليا لاجتياز الاختبارات، إلا أن الجنود سيتمكنون من استخدام الشريط في القريب العاجل.
http://arabic.sputniknews.com/military/20150329/1013865279.html#ixzz3VrXdIF9m