طيران البحرية الروسية الجديد نحو تعدد المهام

AL RAGH

عضو
إنضم
24 أكتوبر 2014
المشاركات
17,678
التفاعل
69,339 0 0
طيران البحرية الروسية الجديد نحو تعدد المهام
RIAN_00142704.HR_468.jpg

نتيجةً للإصلاحات التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي، وصل الطيران البحري إلى أسوأ حالاته بالمقارنة مع بقية أصناف قوات الأسطول البحري الروسي. فبعد فقدانه لجميع طائراته الاستراتيجية من طراز قاذفة القنابل وحاملة الصواريخ (تو-95)، بالإضافة إلى الطائرات الهجومية والمقاتلة، فقد الأسطول البحري الروسي قدرته على حماية سفنه وقواته الساحلية بشكل مستقل. كما فقد القدرة على تأمين الدعم الجوي لها بالنيران. روسيا الآن، عازمة على إحياء طيرانها البحري. ولكن، سيتوجب عليها قطع طريق طويلة لتحقيق هذه الخطة الطموحة.


اختار سلاح الطيران البحري الروسي السير في طريق تحديث ما لديه من طائرات الدوريات المضادة للغواصات، التي أصبح بالإمكان رفع قدراتها القتالية جدياً عن طريق تزويدها بمنظومة راديو- إلكترونية جديدة.

في صيف عام 2014، وصلت أول طائرة دوريات محدثة (إيل-38N) إلى مركز الاستخدام الحربي وإعادة تأهيل طواقم طياري القوات الجوية البحرية رقم 859 في مدينة ييسك. ووفقاً للعقد الموقع مع وزارة الدفاع، ينبغي على شركة "إيل" القيام بتحديث خمس طائرات من هذا النوع.

الميزة الرئيسة لطائرة (إيل-38N)، هي نظام البحث والتوجيه الجديد (نوفيلا - 38P). وقد تم تثبيت النموذج المخصص للتصدير من هذا النظام، الذي يحمل اسم "ثعبان البحر" على طائرات (إيل- 38SD) المطورة والتي استوردتها الهند لقواتها البحرية. واليوم دخلت خمس طائرات منها حيز الخدمة الفعلية. ومن خصائص هذه الطائرات قدرتها على حمل زوج من صواريخ (KH-35E) المضادة للسفن.

تتكون منظومة (نوفيلا - 38P) من رادار عالي الدقة (وقد تم تثبيت هوائي الرادار في حاوية خاصة أسفل مقدمة الطائرة)، ومنظومة (لانير- А) للرؤية بالأشعة تحت الحمراء (تعمل في الليل والنهار ومزودة بجهاز غيروسكوب للحفاظ على استقرارها مثبت داخل حاوية كروية الشكل في مقدمة الطائرة)، ومنظومة قيادية- تكتيكية، بالإضافة إلى نظام استطلاع راديو تقني.

من جهة أخرى، وفقا للعقد المبرم في عام 2012 ، من المفترض أن يستلم الأسطول البحري الروسي خلال الفترة 2014- 2016 طائرتين متعددتي الأغراض (Be-200ChS) وطائرتين للبحث والإنقاذ (Be-200PS). إلى ذلك، فقد بدأ في مجمع تاغونروغ العلمي التقني للطيران الذي يحمل اسم مصمم الطائرات بيرييف غيورغي ميخائيلوفيتش تحديث طائرات (12- Be) التابعة لأسطول البحر الأسود. وقد سلمت أول طائرة محدثة للقوات البحرية في تشرين الثاني/نوفمبر 2014. وهناك ثلاث طائرات أخرى على وشك التسليم.
مخصصة لحاملات الطائرات المستقبلية

كانت المقاتلتان المحمولتان على السفن (سو-33) و(ميغ-29К) قد صممتا في وقت واحد في إطار البرنامج السوفييتي لتطوير طيران لحاملات الطائرات بكل ما تعنيه الكلمة. صممت الأولى منهما كمقاتلة لاحراز التفوق في الجو. أما الطائرة الثانية فكانت متعددة الوظائف ولتأمين الدفاع الجوي في المسافات القريبة ولمهاجمة الأهداف العائمة والأهداف الأرضية.

فيما بعد، بدأت منافسة حادة بين هاتين الطائرتين.

TASS_4932095_468.jpg


إن حجم الحجوزات المتسلسلة المتواضع، والقدرات القتالية المحدودة لطائرة ( ) (على الرغم من تفوقها في الاشتباك مع طائرة (ميغ-29) في البداية)، والمحاولات الفاشلة للعثور على مستوردين لها، فضلاً عن استخدامها المحدود والافتقار إلى الموارد اللازمة لعمليات الصيانة والتحديث، كل هذه العوامل أدت تدريجياً إلى تقليص تعداد (سو-33). وإذا سمينا الأشياء بمسمياتها، فإن مخزون هذه الطائرات لم يعد يشكل تلك القوة الحقيقية، التي كان الأميرالات يعولون عليها. ولذلك، كان الفوز من نصيب (ميغ-29К) في هذه المنافسة من أجل "اعتلاء سطح السفن".

تم حجز النموذج المطور من (ميغ-29К) لأول مرة من قبل القوات البحرية الهندية.

وفي عام 2008، دخلت الطائرة حيز الإنتاج المتسلسل. سمح عقد التصدير الناجح لشركة (ميغ) الروسية لتصنيع الطائرات ببناء طائرة К) بمقعد واحد، وطائرة (ميغ-29KUB) التدريبية القتالية بمقعدين لسد احتياجات الطيران البحري الروسي. في عام 2012، وقّعت وزارة الدفاع الروسية عقداً لتوريد 20 طائرة (ميغ-29К) وأربع طائرات (ميغ-29KUB). وقد بلغ عدد هذه الطائرات المدرجة في عداد الطيران البحري الروسي لغاية كانون الأول/ديسمبر لعام 2014 عشرة طائرات (ميغ-29К) وأربع طائرات (ميغ-29KUB). وتختلف هذه الطائرات جدياً عن الجيل الأول من طائرات (ميغ-29К)

.فهي مجهزة بأنظمة إلكترونيات طيران جديدة، بالإضافة إلى قدرتها على استخدام طيف واسع من الأسلحة الموجهة وغير الموجهة من نوع "جو-جو" و"جو- سطح".


وفي حال تم إنشاء حاملات طائرات داخل الأسطول البحري الروسي، فستكون طائرات (ميغ-29К) و(ميغ-29KUB) القوة الضاربة الرئيسية لهذه القوات.

المقاتلات متعددة المهام (سو- 30СМ) التي يتم شراؤها يجب أن ترفع بدورها القدرة القتالية للطيران البحري. وهي مكرسة في الدرجة الأولى لاستبدال طائرات (سو-24) التي عفا عليها الزمن في شبه جزيرة القرم. في كانون الأول/ديسمبر 2013، تم توقيع أول عقد لتسليم 5 طائرات (تم تسليم أول ثلاثة منها في صيف 2009 هذا العام).

وفي أيلول/سبتمبر 2014، وُقّع العقد الثاني لسبع طائرات. وبلغت القيمة الإجمالية للعقد 12 مليار روبل. خلال حفل توقيع العقد، أشار نائب وزير الدفاع يوري بوريسوف إلى أن: "هذه الطائرات الحديثة قادرة على مواجهة الأهداف الجوية والعائمة والأرضية. وستسمح برفع القدرة القتالية للطيران البحري بشكل ملموس".
المروحيات الصيادة

ترسانة مروحيات الطيران البحري الروسي هي الأخرى تنتظر تحديثاً جدياً. أولاً، يجب أن يحصل الأسطول البحري على المروحيات الضاربة (كا- 52К) المحمولة على السسفن، والتي تتميز بريش المروحة الحاملة والجناح القابلة للطي. وقد تم توقيع عقد لتسليم 16 طائرة في شباط/فبراير، عام 2014. كان من المفترض أن تدخل الطائرات المروحية في تسليح سفينيتين (DVKD) (سفن قيادة هجومية وحاملة مروحيات وإنزال) من نمط "ميسترال"، التي سبق للأسطول الروسي أن اقتناها. ولكن المشاكل المتعلقة بتسليم فرنسا لسفينة القيادة يضع تحقيق هذه الخطط موضع التهديد.

يتمثل البرنامج الثاني في تحديث الترسانة الضخمة من مروحيات البحث والإنقاذ المحمولة على السفن (كا-27PS) والمروحيات المضادة للغواصات (كا- 27PL)

RIAN_00827641.HR_468.jpg


.بينما ستصبح منظومة الرادار القيادية التكتيكية الجديدة الميزة الرئيسة لمروحية (كا- 27М). وتتكون هذه المنظومة من محطة رادار للمسح الدائري مع هوائي عاكس. وتسمح محطة الرادار الجديدة باكتشاف وتصنيف الأهداف فوق المائية بفعالية عالية وتحديد مدى بعدها.

في الإجمال، من المحتمل أن يطال التحديث حوالي 50 مروحية (كا- 27PL) و(كا-27PS) مما سيزيد من عمر خدمتها بمقدار 10-15 سنة. كما من المفترض أن يحصل الأسطول البحري الروسي على عدد من مروحيات المراقبة والتوجيه بالرادار (كا- 31Р) الفريدة من نوعها، والقادرة على كشف ومرافقة 20-40 هدف جوي وسطحي في وقت واحد وعلى مدى حوالي 100-150 كم. وتستطيع أن تبقى في الجو حوالي 2.5 ساعة متواصلة. وقد دخلت المروحية الأولى من طراز (كا- 31Р) حيز الخدمة الفعلية ضمن تكوين الأسطول البحري الروسي. ومن المزمع شراء عدد إضافي من هذه الطائرات في المستقبل.

في حالة التحقيق الناجح لجميع الخطط المرسومة وتنفيذ البرامج الطموحة الهادفة إلى رفع القدرات القتالية للطيران البحري التابع للأسطول الروسي، سيستطيع هذا الأخير وللمرة الأولى في عهد ما بعد الاتحاد السوفييتي امتلاك الشمولية وتعدد الوظائف بكامل أبعادهما
.​
 
عودة
أعلى