آفاق تطوير القاذفات الاستراتيجية في روسيا والولايات المتحدة الأمريكية

إنضم
9 مارس 2014
المشاركات
2,176
التفاعل
9,298 1 0
الدولة
Egypt
18_RIAN_00477180.HR.ru.jpg


يوم 5 نوفمبر\ تشرين الثاني من عام 1941 صدر مرسوم سري من مجلس مفوضي الشعب في الاتحاد السوفييتي بتأسيس سلاح القاذفات البعيدة المدى التابع للقيادة العليا للجيش الأحمر، مع تطور التكنولوجيا العسكرية، هذا النوع من الطائرات تطور باستمرار، وارتفعت مكانته في القدرة القتالية للقوات المسلحة.


نمو سريع قبل الحرب

القاذفات بعيدة المدى كانت موجودة قبل هذا المرسوم، ولكن تحت اسم آخر. في عام 1936 تم فرزها في قسم خاص سمي الجيش الخاص لإحتياطي القيادة العليا.

الجيش الخاص أصبح أول مجموعة للأغراض الاستراتيجية في العالم لتنفيذ عمليات استراتيجية لطيران الجيش الأحمر، وإجراء عمليات جوية مستقلة، وتدريبات عملية وتكتيكية للأنواع المختلفة من طيران الجيش الأحمر. بعد ذلك تم تشكيل جيشين آخرين خاصين، تكون كل منهما من لوائين: لواء القاذفات البعيدة المدى السريعة، ولواء المقاتلات. كان كل جيش يمتلك 250 طائرة.

ولكن، تبين أثناء الحرب الفنلندية عام 1939، أن هذه التشكيلة غير فعالة. لذلك تم استبدالها يوم 5 نوفمبر 1940 بسلاح القاذفات البعيدة المدى التابع للقيادة العليا للجيش الأحمر. تكون سلاح القاذفات البعيدة المدى من: خمسة فيالق جوية، وثلاثة ألوية جوية خاصة، ووفوج جوي خاص، ضمت 1500 طائرة من ثلاثة أنواع TB-3 (توبوليف)، وTB-7 (بيتلياكوف- توبوليف)، وDB-3 (إيلوشين). أفضل هذه الطائرات كانت طائرة TB-7 (بيتلياكوف- توبوليف)، التي صممها فلاديمير ميخائيلوفيتش بيتلياكوف في مكتب التصميم توبوليف، في كثير من النواحي هذه الطائرة كانت تتفوق على أفضل الطائرات الأجنبية من فئتها. إذ كانت تستطيع التحليق بسرعة 450 كم \ الساعة بل وتحمل 5 طن من الذخيرة وعلى ارتفاع 9500متر مما يجعلها في منأى عن مقاتلات ذلك الوقت، أضف إلى ذلك تسليحها الفعال: مدفعين عيار 20ملم، وأربعة مدافع رشاشة، فكان في إمكانها الاستغناء عن حماية المقاتلات لها، ومدى طيرانها 3500كم يمكن أن يزداد إلى 6000كم باستخدام خزانات وقود إضافية. عموما طائرة TB-7 كانت ملكة السماء، فليس عبثا في عام 1942 أن استخدمها مولوتوف للسفر إلى لندن دون أن يخاف من النيران المضادة للطائرات أو من المقاتلات الألمانية.

مراحل طريق طويل

تم تغيير اسم سلاح القاذفات البعيدة المدى أكثر من مرة، وكذلك تبعيته، منذ عام 1942 أصبح يسمى سلاح الجو البعيد المدى التابع مباشرة لمقر القيادة العليا.

في هذا الوقت بلغ عدد طائرات سلاح الجو 3000 طائرة، أساسها القاذفات إيل-4 ذات المحركين، التي أُنتج منها أكثر من 6000 قاذفة من عام 1942 وحتى عام 1944.

منذ عام 1944 وحتى يومنا هذا، الطائرات القاذفة البعيدة المدى أصبحت تسمى الطيران البعيد المدى وهو جزء من القوات الجوية في روسيا.

خلال هذه الفترة دخلت الخدمة في الطيران البعيد المدى عدة أنواع من الطائرات التي تركت أثرها ليس فقط في تاريخ سلاح الجو الوطني ولكن أيضا العالمي. منها طائرات "3 ام" التي خدمت من 1956 وحتى 1994 ، أما طائرات تو-95 فما زالت حتى الآن في الخدمة، رغم عمرها الذي تعدى الستين عاما، طبعا باستمرار تجري عليها تعديلات وتحديثات من التسليح وحتى المحركات وأجهزة التحكم الالكترونية وتسمى الآن تو-95 س (TU-95C ).

في عام 1987 انضمت إلى الخدمة في الطيران البعيد المدى، قاذفة استراتيجية فريدة، توبوليف 160(TU-160 ) "بيلي ليبيد" (البجعة البيضاء)، هذه الطائرة هي الأقوى (100 TF ) والأكبر، سرعتها أسرع من سرعة الصوت، ذات أجنحة متغيرة الأبعاد، وأثقل طائرة مقاتلة في العالم، ذات أكبر حمولة عند الاقلاع (275طن) وذخيرة صاروخية-قنبلية قدرها 45 طنا، وسقف تحليق قياسي 22 ألف متر، وسرعة أدنى بقليل من سرعة القاذفة الأمريكية В-1А (2230 مقابل 2300 كم \ساعة)، ولكن ينبغي الأخذ بالاعتبار بأنه لدى الولايات المتحدة فقط 4 قاذفات من نوع В-1А (أغلب القاذفات الأمريكية هي В 1- В سرعتها القصوى 1330كم\ساعة) بينما لدى سلاح الجو الروسي 16 قاذفة من نوع TU-160 .

ما هو الوضع الراهن؟

إذا قارنا فقط كمية تشكيلة الطيران البعيد المدى لدى روسيا ولدى أمريكا، فإن روسيا أضعف بقليل من أمريكا: في القوات الجوية الروسية 89 قاذفة استراتيجية، بينما لدى القوات الجوية الأمريكية 132 قاذفة. ولكن التحليل النوعي يظهر العكس، تقريبا نصف القوة الجوية الاستراتيجية الأمريكية هي قاذفات قديمة من بعد الحرب، نوع B-52 ، نسبة الطائرات الروسية المماثلة تو-95 فقط 20%، الأمريكيون يعتزمون استبدال B-52 في عام 2040، بينما الروس ينوون استبدال TU-95 في منتصف العشرينيات من القرن الجاري بطائرة جديدة PAK DA من تصميم توبوليف.

تصميم الطائرة الجديدة في توبوليف يتم بسرية صارمة، المعروف عنها فقط أن سرعتها مثل سرعة الصوت وبتكنولوجيا الشبح ومزودة بصواريخ من الجيل الجديد.

الأكثرية العظمى (70%) من القاذفات الاستراتيجية الروسية هي تو-122ام

(TU-122M ) . منافساتها B-52 الأمريكية أقل سرعة ووفقا لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة الاستراتيجية START-3 تعتبر غير حاملة للأسلحة النووية.

أقوى القاذفات الأمريكية هي В-2 Spirit (الروح) التي تصنعها شركة نورثروب (Northrop ) ولكن نظرا لأنها مكلفة للغاية، تكلف أكثر من 2 مليار دولار أمريكي، تم تصنيع 21 طائرة فقط. خلال خدمة أكثر من 20 سنة تم فقد اثنين منها. إذا قيمنا هذه القاذفة ذات السرعة القريبة من سرعة الصوت، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن ميزتها الرئيسية تكمن في قدرتها على التخفي. أما حمولتها من الصواريخ والقنابل تصل إلى 27 طنا أي أقل بمقدارالضعف تقريبا من حمولة توبوليف 160 (45 طنا). فيما يتعلق بجميع الخصائص الأخرى، ما عدا التخفي، تو-160 أفضل من "الروح" الأمريكية بكثير.

إن مقارنة القوة الجوية الاستراتيجية الروسية والأمريكية ستكون ناقصة من دون النظر إلى تسليح القاذفات الاستراتيجية. أحدث صاروخ لدى القوة الجوية الاستراتيجية الروسية هو الصاروخ المجنح X-102 ذو الرأس الحربي النووي، والذي يبلغ مداه 5500كم.

نظيره الأمريكي AMG-129ACM مداه أقل من مدى X-102 ، 3700 كم وانحرافه عن الهدف أكثر بثلاث مرات (30-90 متر مقابل 10 أمتار).




 
عودة
أعلى