تهديد من تحت الماء

إنضم
30 سبتمبر 2014
المشاركات
797
التفاعل
1,214 0 0
دخلت تصاميم الألغام البحرية السوفييتية التاريخَ العالمي للحروب البحرية، وتحتوي ترسانة القوات الروسية على ألغام لم يكن لها مثيل في العالم، وفيما يلي نقدم لقرائنا الحقائق التي جمعناها عن أكثر النماذج فعالية في مراحل زمنية مختلفة.

1_d4def648_468.jpg

تحتوي ترسانة القوات الروسية على ألغام لم يكن لها مثيل في العالم. (روسيسكايا غازيتا)
الموت " الحلو"

يُعدُّ لغم" أم 26" أحد أخطر الألغام التي أنتجتها روسيا في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية، فقد كان يحتوي على شحنة متفجرة تزن 250 كليو غرام، أما في عام 1920 فقد صُمم لغم المرساة مع مفجر بصاعق ميكانيكي.
وكانت الميزة الكبيرة للتصميم الجديد في أن اللغم يتموضع بشكل أفقي على المرساة الناقلة، الأمر الذي سهّل عملية نصبه، علماً بأن قِصَر حبل ربط اللغم بالمرساة وإبقاءه على مسافة محددة تحت سطح الماء كان يحدّ من استخدام هذا السلاح في البحر الأسود وبحر اليابان.

أما لغم نموذج عام 1926 فكان الأكثر عدداً بين جميع الألغام المستخدَمة في الأسطول الحربي السوفييتي خلال سنوات الحرب الوطنية العظمى، علماً بأن الاتحاد السوفييتي كان يملك في بداية الحرب حوالي 27 ألف لغم فقط.

Yakornaya_mina_1943_240.jpg



كما حقق تصميم آخر لصنّاع الأسلحة الروس قفزة هامة عشية الحرب وهو لغم " كا بي" الكبير ذي الصاعق الكهربائي المخصص للسفن الذي جرى استخدامه أيضاً كسلاح مضاد للغواصات، فللمرة الأولى في العالم طُبقت عليه أغطية أمان نحاسية تعمل بصورة أوتوماتيكية في الماء, حيث كانت تغطي عناصر الصاعق الكهربائي (محتويات اللغم)، والمثير في الأمر أن هذه الأغطية كانت مثبتة على الجسم عن طريق مسمار فولاذي مع صمام أمان من السُكَّر، فكانوا يسحبون المسمار قبل نصب اللغم، وبعد ذلك، كان الحبل يهبط في المكان المناسب نتيجة ذوبان السُكَّر، وبذلك يصبح السلاح جاهزاً للانفجار.


في عام 1940 تم تجهيز لغم " كا بي" بصمام إغراق بحيث يسمح للغم في حالة الانفصال عن المرساة بالغرق من تلقاء نفسه، وكان ذلك يضمن سلامة السفن السوفييتية التي تتواجد على مقربة مباشرة من الحواجز الدفاعية، وجدير بالذكر أن هذا اللغم كان في بداية الحرب من أكثر الألغام الملصقة بالسفن تطوراً بالنسبة لذلك الوقت.

وبصورة عامة، فقد زُرع خلال الحرب في الممرات البحرية أكثر من 700 ألف لغم من مختلف الأنواع، ما أدى إلى تدمير 20 بالمئة من العدد الكلي للسفن والبواخر التابعة للبلدان المتحاربة.

اختراق ثوري

Mina_KPM_468.jpg

(روسيسكايا غازيتا)

في سنوات ما بعد الحرب، استمر المصممون الروس في المنافسة على الصدارة، وفي عام 1957 صمموا أول صاروخ غواص ذاتي الحركة في العالم، وهو لغم " كا آر أم" النفاث ـ العائم الذي كان الأساس لإنشاء نوع جديد تماماً من هذه الأسلحة وهو " آر أم ـ 1"، " آر أم ـ2" و" بي آر أم".

وجرى استخدام منظومة صوتية سالبة وموجبة بمثابة فاصل في لغم " كا آر أم" ، وكانت هذه الألغام تكتشف وتصنف الهدف، وتعطي الأمر لفصل الجزء الحربي وإطلاق المحرك النفاث، وكانت جميع المواد المتفجرة تزن 300 كغ، كما كان يمكن نصب اللغم على عمق يصل إلى مئة متر، فلم تكن تكشفه الاتصالات الصوتية، وكذلك كاسحات الألغام الموجودة في القاع، وكان يجري إطلاقه من السفن البحرية مثل المدمرات والطرادات.

بدأ في عام 1957 تصميم لغم نفاث عائم لإطلاقه سواء من السفن أو الطائرات، وأحدث هذا الجهاز ثورة حقيقية، ذلك أن تصميم لغم " كا آر أم" أثر بصورة جذرية في التطور اللاحق للألغام البحرية الروسية ومساراتها وتصميم نماذج من الصواريخ الباليستية والمجنحة، التي تطلق من سطح الماء.

لا مثيل لها

في ستينيات القرن العشرين، بدأ الاتحاد السوفييتي بإنتاج منظومات من الألغام الجديدة نوعياً وهي الصاروخ ـ اللغم المهاجم، واللغم ـ الطوربيد، وبعد حوالي عشر سنوات جرى تسليح الأسطول الحربي بألغام "بي أم آر ـ 1" و " بي أم آر ـ 2" الصاروخية التي لم يكن لها مثيل في العالم.

واختراق آخر سجله اللغم ـ الطوربيد " بي أم تي ـ 1" المضاد للغواصات، فقد كان يملك منظومة ثنائية القناة لاكتشاف وتصنيف الهدف، وكان ينطلق بوضع أفقي من حاوية الجسم الحربي المحكمة الإغلاق ( الطوربيد الكهربائي المضاد للسفن)، وكان يُستخدم على عمق حوالي 600 متر، ودخل هذا اللغم ـ الطوربيد الجديد في تسليح قوات الأسطول الحربي في عام 1972، وللمرة الأولى في قطاع صناعة الألغام الروسية طبق مصممو الألغام الروس مبدأ المُعامل في التنفيذ، فقد استخدموا الصلة الكهربائية للعُقد وعناصر الجهاز، وعمل ذلك على حل مشكلة حماية السلاسل خطرة الانفجار من تيار التوتر العالي.

donnaya_468.JPG

(روسيسكايا غازيتا)

وساهمت الخبرات التي تراكمت خلال تصميم واختبار لغم " بي أم تي" في إعطاء دفعة لإنتاج نماذج جديدة أكثر تطوراً، ففي عام 1980 أنهى المصممون العسكريون العمل على أول لغم ـ طوربيد روسي شامل (من حيث الحوامل) مضاد للغواصات، وبحسب الخبراء الروس فإنه حتى عقد السبعينيات، كحد أدنى، لم يكن هناك مثل هذه الألغام في تسليح القوات البحرية التابعة للبلدان الكبرى في العالم.

mina_raketa.JPG

(روسيسكايا غازيتا)

جرى تزويد القوات البحرية بلغم " أو دي أم ـ 2" الشامل المُعدّ للقاع في عام 1978، وكان مخصصاً لإصابة السفن والغواصات من جميع الفئات، وتجلت شمولية هذا السلاح في كل شيء، فقد كان يمكن إطلاقه من السفن والطائرات على حد سواء ( الطائرات الحربية وطائرات النقل)، علماً بأنه في الحالة الأخيرة كان يمكن رميه من دون منظومة المظلة، وإذا كان اللغم يسقط في منطقة مياه ضحلة أو على اليابسة فكان يُدمَّر ذاتياً، علماً بأن وزن الشحنة المتفجرة في لغم " أو دي أم ـ 2" يبلغ 1350 كغ.

منقول
 
عودة
أعلى