هذا الموضوع بالكامل نقل من اخونا ابوزهره ( تايفون 99 )
بسم الله الرحمن الرحيم
معركة بسل 1815م
مع جيش الامبراطورية التركية تبين المصير والتاريخ المشترك لجميع السعوديين حدثت بين الطائف والباحة تمثل تلك الحقبه التاريخية بكل مافيها من حروب ومعارك وتضحيات ودفاع عن ارضنا انصع صفحات تاريخنا الحديث.
هذه المعركه المصيرية التي سبقها عشرات المعارك والانتصارات للجيش السعودي ابناء هذا الشعب العظيم الجامع لكل القبائل وابناء العوائل ومن اشهرها معركة وادي الصفراء عندما تواجهت القوات السعودية بقيادة عبدالله بن سعود، وسعود بن مضيان الحربي وتم هزيمة الامبراطورية التركية هزيمه نكراء..
معركة بسل ملحمة الامة السعودية:
بلادنا قاره والرحلة في تلك الايام الجحيم بعينه في ظل لهيب الصحراء وندرة الماء لذلك حضر
من هم اقرب لمكان المعركة كلنا شركاء في هذا التاريخ .
وكيف وصفها بوركهارت وهو اعظم من كتب عن تلك المرحلة.
وعن الحياه الاجتماعية والدينية والاقتصادية للشعب السعودي في ذلك الوقت.
بوركهارت ليس شخص عادي فهو مكتشف ابو سنبل في جنوب مصر والبتراء .
قال الكولونيل ليك عن بوركهارت ومؤلفاته "لقد قدم بوركهارت للجمعية الافريقيةفي لندن أدق المعلومات عن الحجاز، خاصة عن مكة والمدينة، على نحو لم يصل أبداً إلى أوروبا قبل ذلك".
لقد مكنته معرفته باللغة العربية وعادات المسلمين من الظهور بشخصية مسلم بنجاح كبير.
لقد أقام في مكة طيلة موسم الحج وقام بأداء مناسك الحج دون أن يثير أدنى شك حول حقيقة شخصيته"..
قابل بوركهارت محمد علي باشا في الطائف.
حيث كانت الجيوش التركية تحارب في جبهات عدة، جيوش الدولة السعودية الأولى.
ودوّن بوركهارت بشكل دقيق ملحوظاته عن تلك الفتره.
وهو كان ضيف مأكله ومشربه على نفقة محمد علي
الذي لم يسلم منه الشريف غالب بن مساعد بعد ان تعاهدا عند الكعبه اللا يغدر احدهما بالاخر
ولكن التركي غدر بالشريف ونفاه هو واهله الى"سالونيكا"حيث قتلوا جميعا في فتره قصيره في ظروف غامضه.
وهرب الشريف راجح ومن معه والتحق بالمقاومين السعوديين في منطقة الباحة قبل ان يغريه محمد علي بالسلطة .
قبل ملحمة بسل تعرض الاتراك لهزائم في اكثر من موقع .
ومحاوله من محمد علي لرفع الروح المعنويه لجنوده قام بأسر ثلاث عشر رجل من ابناء قبائل الحجاز
ليس بينهم محارب واحد وممن تقدم بهم العمر وكلهم من ارباب الأسر.
كانو مقيدين مروعين يغطيهم الغبار .
تم جمع الجنود الاتراك ليشهدوا الحدث وعلى عجل قرء احد الضباط احكام الاعدام باللغه التركية
وكان احد الخدم المصريين يقوم بالترجمة وهي لهجة غير معروفه عند الحجازيين في ذلك اليوم
كانت التهم ترتكز على انهم وهابيين ولصوص.
احدهم رب اسره تتكون من سته بنات اكبرهن في العاشره
لواصطففن في صف واحد لكانت كل منهن في مستوى اذن الاخرئ
اخذ يؤكد بمراره انه برئ ليس بسارق ولا بوهابي .
وهو لايعلم ماذا تعني تلك الصفهة الاخيره كان قلبه مع بناته من يعولهن بعده
وعينيه تبحث في الحاضرين عمن يؤكد برائته.
في تلك الاثناء هرب ثلاثه منهم فلحقهم جماعه من الحجاج الاتراك وقتلوهم.
اعدمو وقطعت رؤوسهم جميعاً ووضعت على خوازيق في مكان مكشوف
خارج مكه امام حشد كبير من الجنود والحجاج
وقليل من السعوديين الذين وقفو ليترحمو على ابناء جلدتهم بلاحول لهم ولا قوه.
كل ذلك ليرهبهم بالرغم من التاكد انهم ذهبو الى جدة لشراء مؤن.
كان الجيش السعودي في تلك المعركة جله من الجنوبيين والنجديين
وبعض بوادي الحجاز وفرسان الجزيره الذين اتو من
عموم السعودية من الجوف وتبوك ونجران وجازان وحائل .
ليشاركوا في هذه المعركة المصيرية في تاريخهم الحديث على بعد المسافة.
جاء فيصل بن سعود بقوات نجد والشمال وهو القائد لتلك القوات,
وابن ملحة يتقدمهم وهو شيخ قبائل عسير وأحد أكبر زعمائهم
وفهاد بن سالم بن شكبان بأهالي بيشة ؛وابن خرشان بأهالي تربة
وطامي بن شعيب بجيش عسير بكل قبائلها وشكل ثلث الجيش السعودي .
ووصل الامير بخروش بن علاس بفرسان غامد وزهران.
وابن قطنان بقبيلة سبيع ؛وابن ماحي بقبيلة الدواسر؛. وابن دهمان بقبيلة شهران
والقثامي بالجزء الأكبر من قبيلة عتيبة ؛وغصاب العتيبي بالخيالة وجيش الدرعية والقصيم؛
كان الجيش السعودي يقدر بما يقارب من خمسة وعشرين ألف رجل
وقليل من الفرسان حسب ما يراه بوركهارت.
بينما يذكرابن ضويان في تاريخه أنهم يزيدون عن ثلاثون ألف رجل؛
ويعتقد أمين الريحاني أنه بلغ أربعين ألف مقاتل..
كانت المرأة السعودية حاضره
يتمثل في الاسطوره غالية البقمي اميره تربه المدافعة عن وطنها والكثيرغيرها
جاءت من عميق مجتمعنا ومن رفيع حسبه.
غاليه البقمي هي من اللاتي اسمها يلهب الاخيله؛ وحولها تشيع حماسة الرجال،وتنسج غيرة النساء.
هي قائدة لجيش تربـــه الهبت خطبها روح الحماسه في صدور أبناء تربه.
تطالبهم بالوقوف والثبات في وجه الاستبداد والاحتلال التركي ان كانو يريدون الحريه والكرامه.؛
يقول الشيخ محمد البسام أن فيصل بن سعود
بعدان هزم الجيش السعودي في ملحمة بسل توجه إلى المرأة غالية(بيت ابن محي)
وانها لما علمت بنصرة جيش الاتراك عليهم أغلقت الأبواب دونهم وأخذت ترميهم بالبنادق والحجاره.
كانت قوات الاتراك بقيادة محمد علي باشا تقدر من20 الف الى 25 الف
في تلك المعركه المصيرية مجهزه بالمدافع واحدث ادوات الحرب في ذلك الوقت والدعم الوجستي بالسلاح والرجال والدعم المالي:
شاركت جنسيات دولية عديده من خلال حرفيين وشخصيات وقادة وافراد في ذلك الجيش.
فاشتغل ببناء السفن لتلك الحمله قرابة الالف وخمس مائه عامل من اليونانيين
واقل من ذلك ايطاليين ومرتزقه آخرين ،وكان أحد أشهر قادته العسكريين االاسكتلندي توماس كيث
وقد اشترك أوروبيين على مستوى القادة أو على مستوى الجند ففي وادي الصفراء كان كثير من القتلى غير مختونين.
كما سجل المؤرخين كثير من الضباط أركان حرب وقادة فرق وأطباء وصيادلة فرنسيين
وبريطانيين وإيطاليين ، بل وحتى قائد فارسي شارك في هذه الحرب.
حيث ذكر سادلير أنه قابل قائد فارسي كان يقود ويرأس فرقة من الجيش الذي دمر الدرعية .
كقائد لمعسكر من معسكرات جيش الاتراك هذا قرب الحناكية وأسمه غلان من مدينة تبريز.
* شاركت الشام او ما يعرف"بعرب الشمال"كلها في دعم هذه الحرب ضد السعودية.
ضمن مشاركة إقليميه واسعه شملت(العراق والشام ومصر)
كأقاليم تابعة للامبراطورية التركية العثمانية ؛وذلك بتقديم آلاف الإبل(قرابة الخمس عشرالف)
لتخدم هذا الجيش قبيل خوضه لمعركة وادي بسل.بالاضافة الي توفير جيش من الخدم وحاملي قرب الماءوالعتاد والطباخين من تلك الاقاليم لخدمة الجيش التركي.
* ظل العراق يدعم المجهود الحربي بفرض المزيد من الضرائب على العراقيين
لدعم جيش التحالف بقيادة محمد علي باشا حتى حصار الدرعية ؛حين هبوا لإمداد جيش إبراهيم باشا
المحاصر للدرعية في الوقت الذي انفجرت فيه مستودعات الذخيرة في معسكر جيش التحالف عام 1818م .
* شارك الشمال الافريقي"بلاد المغرب"بكل امتداده ممثلة بالقبائل في الصحراء الكبرى
من عرب وبربرفي هذه الحرب ؛ سواء من خلال دعم محمد علي باشا بآلاف من الإبل
أو بتزويد جيش التحالف بعدة آلاف من الفرسان المرتزقة الذين احتاجهم محمد علي باشا
لتشابه مستوى أساليبهم القتالية مع مستوى السعوديين القتالية وتشابه التضاريس والمناخ
مع الصحراء الكبرى .
رأهم ووصفهم سادلير في رحلته من نجد الى الحجاز
وهو في طريقه بين المدينه وجده وذلك اثناءعودتهم مع الجيش التركي..
وما يثير الريبه ويوجب التساؤل حيالهم ، أنهم كانوا مسلحين بأسلحة أكثر حداثة من الأسلحة
التي يمتلكها جيش التحالف.
الذي يقوده محمد علي باشا نفسه ، فأي جهة كانت وراء تسليح تلك المجموعات؟!المرتزقة؟
يصف بوركهارت جزء من تلك التضحيات بقوله:
"وجدنا الوهابيين الجنوبيين قد ربطوا ارجلهم الى بعض بالحبال على الجبال المطله على الوادي
فقد حلفو يمين الطلاق قبل القدوم الى المعركه اما النصر اوالشهاده تم أسرثلاث مائة ومحاوله
من محمد علي لفرض هيبته وجبروته
طلب ان يتنازلوا ويركعوا له لطلب الرحمه ليعفوعنهم فلم يتنازل الا"القليل"
في لحظه بين الحياه والموت ثبت الشجعان السعوديين لم ينحنو ولم يركعوا
ثابتين تحت نيران المدافع وقفو في وجه المستعمر رافعين رؤوسهم.
وفي حصار المدينه سطرالسعوديين اروع انواع الصمود، والشجاعة، والبسالة
وقاتلو الاتراك في كل شارع وزقاق وعند كل باب.
بعد ان قامت مجموعه استوطنت المدينه ولا تمت للمدنيين بصلة بفتح الابواب للاتراك
ذكر سادلير والجبرتي ان الاتراك لم يسمحو بدفن السعوديين واكلت جثثهم السباع والطير
بعد ان القي بجثثهم في العراء وان الجنود الاتراك قطعو رؤوس الجثث وبنو منها قلعه صغيره.
وبعض الرؤوس حملت وعلقت على خوازيق على الطريق المؤدي بين المدينة وجدة
كان ابراهيم يعطي قطعه فضيه عن كل اذن يتم قطعها حتى كانت تحمل بزنابيل؛
وارسل لوالده في مصر هديه ثلاثه الاف من الاذان.
كان الجيش المتحصن في المدينه هم من النجديين والوهابيين الجنوبيين
كما كان يسميهم بوركهارت وابناء قبائل الحجازالعظيم..
قال الجبرتي علامة مصر في القرن التاسع عشر الذي أرخ لحوادث حملة محمد علي باشا على السعودية. أنه عثر على عدد من الجنود القتلى أثناء هجومهم على المدينة المنورة أنهم كانوا غير مختونين كانو مجموعه من الايطاليين والفرنسيين المرتزقة.
او من الارمن والصرب يتم تربيتهم من الصغر في الجيش التركي فيما كان يعرف بأسم(ضريبة الدم)
اغلب الفرسان المحترفين والقاده في جيش الاتراك هم من بقايا جيش نابليون وذكراول مسيحي يحكم المدينة.
هوالاسكتلندي توماس كيث الحاكم العسكري للمدينة المنورة في سنة 1812م
الجبرتي يقول مندهشاً لا تخلو من طرح تساؤل كبير حول مصادر محمد علي باشا المالية حين يذكر إسرافه وتبذيره فقط على العمليات اللوجستية من نقل الذخيرة من المدينه إلى موقع عمليات الجيش
في الدرعية بأنها تصل إلى"مائة واربعين ألف من الفرانسة"
وهو شي مستمر ويحتاج الي كنوز قارون وهامان واكسير ابن حيان
وذكر ذلك سادلير وروى مشاهداته عما ارتكب في نجد من فضائع.
******
معركة بسل , معركة تاريخية عظيمة نزف فيها الكثير من دماء اجدادنا العظام التي اريقت على كل شبر وذره من تراب ارضنا المقدسة
التي بنو منها بيوتهم ان كانت طين او من حجر.الآف الاجساد الطاهره ترقد في وادي بسل .
والمرتفعات المطله على الوادي وفي كل مكان بطول بلادنا وعرضها في امسياتهم قبل المعارك اختلط صوت الربابه بالزير.
ان كانت المعارك في الصيف يتصببون عرق من فرط الجهد والتعب عرقهم كالمطر يروي الارض
وفي الشتاء يرتعشون بردا من قرص الريح .
يخوضون في الاوديه الموحله حفاة او بنعال من جلد غير مدبوغ تدمي قدمي من يلبسها
لدى كل منهم ثوب واحد لايغسله خشية ان يتقطع من الماء.
فيهم كبرياء وعفه علمتهم الصحراء الصبر والوفاء والشجاعة.والجبال الشده والقوه. والبحر التحدي والمغامره..
اقسم ان نصفهم كان يربط بطنه من الجوع اثناء المعركة نفرو اليها حفاة الاقدام يسابقون الفرسان الى ارض المعركة ليدافع كل فرد منهم عن ثري وطنه بكل شجاعة وفروسية وحمية
كم رجل"انتخي"برفيقه وقام له وجرحه ينزف!
انها كلمة سحرية تجعل من كان ينزف يقف لنصرة رفيق الكفاح لايعرف معناها الا الشعب هذه بلادنا امانة الاجداد للاحفاد.
لو كان هذا الوادي في بلد اخر لجعل منه مزارا لسياح
ليرو ماذا قدم الاباء والاجداد من تضحيات ليعرف الجميع ان لدينا تاريخ عظيم
لانقراءه سوء في كتب التاريخ المترجم كتبوا عن تاريخ اجدادنا بكل احترام.