الدكتورة ماريا ستيلا تحكي قصة اعتناقها الدين الحنيف

جزائر

صقور الدفاع
إنضم
25 مارس 2012
المشاركات
3,253
التفاعل
1,239 0 0

الإسلام أنصفني كامرأة وأمي المسيحية شجّعتني

هي قصة أقرب إلى الخيال والأسطورة منها إلى الحقيقة، حوادثها في بداياتها جرت برومانيا، وانتهت في شوط أول وما تزال تتواصل في شوط ثان على أرض الجزائر، بطلة القصة سيدة تزوجت بشاب عراقي عشق الجزائر ولم يرغب إلا فيها حتى توفي وتحقّق حلمه في أن تختلط روحه بترابها كما أراد في وصيته، فيما هي تمضي بقيت مشوارها بين التدريس لعلوم الوراثة والعيش مع ابنتها عالية وصغيرها آدم. وتقول السيدة ماريا في حديث هادئ مع “الخبر” إن بداية مشوارها كانت مع مطلع سبعينيات القرن الماضي، سافر زوجها حسين كامل من العراق إلى رومانيا للدراسة في معهد البيطرة والفلاحة. وشاء القدر أن يلتقي الشاب الوسيم بفتاة تدعى ماريا وشلّة من الأصحاب من مختلف الجنسيات، وكان كل يوم يلتقي فيه الجميع إلا ويحتدم فيه نقاش طويل وكان ذلك الشاب أول من أرشدني إلى طريق النور والراحة والسعادة الروحية.

من هنا بدأت أدرك عظمته

تطرقنا ذات مرة إلى موضوع المرأة، وهنا أذهلنا النقاش وشدّني الموضوع كيف للدّين الذي كنا نسمع عن وجوده في كتب المقرر المدرسي كدين ثالث إلى جانب المسيحية واليهودية يعطي شأنا عظيما للمرأة ويكرّمها بشكل دفع بي الفضول أكثر لمعرفته، خاصة وأن صورة حية كنت أعيشها في مجتمعي جعلتني أُبدي موازنة غير طبيعية خلخلت خلاياي العصبية التي لا تقبل التجدد، ذلك لأن المجتمع الذي كنت أنتمي إليه معروف باستغلاله للمرأة وترتيبها إيّاها في صف الدونية والانحلال، وفي الجهة المقابلة صورة القِوامة في المجتمع الإسلامي وتحمّل الرجل مسؤولية تربية الأولاد بدرجة أولى وبنية المجتمع على التكامل بين الجنسين والحقوق التي لم نسمع عنها إطلاقا. هذه الأشياء جعلتني أمرّر شريط صور واقع المرأة في مدينتي، استغلال فاحش لها وشربها الخمر بشكل مقرف وتحمّلها مسؤولية الأولاد، كانت بمثابة مُنبّه أيقظني.

أمي المسيحية شجعتني

والدتي بدورها شجّعتني على الإهتمام بالإسلام بعد أن لاحظت وهي السيدة الملتزمة في تطبيق شعائر المسيحية، أن أمورا كثيرة تجمع بين تعاليم الإسلام والمسيحية. كان “حسين” بالنسبة إليّ فعلا حلقة في حياتي أحيا فيّ إعادة التفكير والتبصر بمنطق عاقل يحسن الحساب والنظر، فدعوته إلى بيتنا حيث تعرفت إليه والدتي وزوج أمي وشقيقتي. وتكرّرت زياراته ونقاشاته حول الإسلام، إلى أن جاء يوم زارنا فيه “حسين” مع رفاق له وفاجأني بطلب يدي للزواج، كانت لحظات سعادة لم أحلم حتى بها من قبل وأعلنت إسلامي على يديه، فتزوجت منه بفاتحة القرآن ولم أحظ بشرف التعرف على القرآن بعد وبشكل عملي إلا وأنا في الجزائر.

طيبة جيراني زادتني إيمانا

تصف ماريا في كلمات دقيقة وبهدوء، الجزائر على أن اسمها بالنسبة للعديد من الأجناس كان يرادف الأماكن المقدسة ومقبرة الشهداء وتاريخ الرجال، لم أكن أتصوّر أن الجزائر بتلك المواصفات، استقرّيت مع زوجي في مروانة بباتنة قبل أن أنتقل إلى سطيف ثم إلى البليدة للتدريس بالجامعة، واستطعت رفقة زوجي أن أحصل على عمل كمدرّسة لمادتي العلوم والرياضيات، ما كان يشدّني في ذلك المجتمع المحافظ الصغير هو معاملة الجيران الطيبة لي التي دفعتني للبحث والمطالعة عن حقيقة الإسلام أكثر، وتمكنت لأول مرة في حياتي أن أدخل المسجد وأصلّي الصلوات المكتوبة، شعور عجيب لم أحياه من قبل جعل روحي التي تسكن بين جنباتي تكاد تقفز إلى خارج جسدي، تلتهُ مشاعر صوم أول رمضان”. تقول السيدة ماريا أنها كانت تعتقد بأن السعادة لها حدود، لكن في حقيقة الأمر أنّها ممدودة وليست محدودة، وظننت أنني لمست السعادة التي كنت أفتقدها”، لكن أعتقد، تقول السيدة ماريا ، “أنّ صيامي شهر رمضان هو ذروة العبادةّ.

هدية العيد أكثر ما كان يسعدني

وتروي ماريا كيف كانت تقضي فرحة عيد الفطر، حيث كانت وقتها قد رزقت ببنت سمّتها “عالية” نسبة لعلوّ الإسلام، وفاجأها فيه زوجها بهدية العيد، التي - كما تقول - أبكتها لأنها كانت تعلم بأن الأطفال فقط هم من تُقدّم لهم الهدايا، ليزداد تعظيمها لهذا الدين الذي لا يترك مناسبة تمر إلا والجوائز الروحية تشهد على عزته. وتختم السيدة ماريا بأمنيتين، الأولى أن تحصل على الجنسية الجزائرية والثانية زيارة بيت الله الحرام للحج.


 
عودة
أعلى