الثورة الجزائرية : ملاحم بطولية شهدتها منطقة الجنوب الغربي للبلاد

ammar boum

عضو
إنضم
4 سبتمبر 2011
المشاركات
175
التفاعل
46 0 0
arton1733-57333.jpg


شهد الجنوب الغربي للبلاد عديد المعارك البطولية حيث كان مسرحا للكفاح المسلح الذي خاضه جيش التحرير الوطني الباسل عبر تلك المناطق ذات الطابع الصحراوي.

و في تلك المنطقة التي لم تسقط في قبضة المستعمر الفرنسي إلا مع بداية القرن العشرين اندلع الكفاح المسلح بقيادة جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني ببشار في 17 جوان 1956 ليلا حيث كانت عديد المناطق والمواقع مستهدفة من طرف الفدائيين الذين كان معظمهم من مناضلي الحركة الوطنية لاسيما حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية على غرار المجاهد أحمد مكناسي المدعو رضا.

و قد تم تنظيم هذه العمليات المسلحة شهرين قبل انعقاد مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956 "وهو ما يثبت مدى التنسيق السياسي والعسكري بين الهياكل المحلية والهيئات الوطنية التي تقود ثورة نوفمبر 1954" حسب ما أكده هذا المجاهد.

و قد تم توحيد هذه الهياكل المحلية بما في ذلك الخلايا السياسية و الجماعات العسكرية تحت قيادة واحدة للمنطقة الثامنة من الولاية التاريخية الخامسة" حسب ما أوضح هذا الضابط السابق الذي كان منضويا بهذه المنطقة. و منذ ذلك التاريخ ( 17 جوان 1956 ) عرف مجمل الإقليم الجنوب الغربي للبلاد بما في ذلك بشار و أدرار و تيندوف استحداث خلايا سياسية عسكرية تحت إشراف جيش التحري الوطني بقيادة موحدة تابعة للمنطقة الثامنة التي شهدت منذ 1957 تعيين النقيب الشاب لطفي على رأسها الذي أصبح في ما بعد قائد الولاية الخامسة برتبة عقيد.

و سمح تعيين النقيب لطفي على رأس قيادة هذه المنطقة لهذا الشهيد ورفقاؤه بجيش التحرير الوطني من إعطاء دفع جديد للتنظيم السياسي العسكري لثورة الفاتح من نوفمبر 1954 عبر الجنوب الغربي حيث شن جيش التحرير الوطني معارك ضارية ضد قوات المستعمر .


معركة العرق الغربي


و تمثل معركة العرق الغربي واحدة من أكبر المعارك الحربية الضارية التي شنها جيش التحرير الوطني ضد قوات المستعمر الفرنسي بالمنطقة.

و كانت هذه المعركة بعد أن أبدى 63 عسكري جزائري من فرقة المهاري كانوا يتمركزون بثكنة حاسي ساقا على بعد 84 كلم من تيميمون بولاية أدرار رغبتهم في الالتحاق بالثورة بعد أن اتصلوا بقادة المنطقة الثامنة. و في 15 من أكتوبر 1957 قضوا على قائدهم للمفرزة ومعاونيه الفرنسيين (2 برتبة رقيب أول وواحد برتبة رقيب و2 برتبة عريف و3 جنود) قبل الإلتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني حسب الشهادات التي أدلى بها هذا المجاهد.

و إثر هذه المعركة البطولية الشرسة شن جيش الاستعمار هجوما عنيفا حيث قامت فرقة بكاملها بالبحث عن 63 عسكري من فرقة هؤلاء المهاري.

و تتكون هذه الفرقة حسب المصادر التاريخية من 1.570 جندي من بينهم مظليين ومجندين أجانب ووحدات كومندوس و فقر المهاري مدعمين ب 12 طائرة مقاتلة ومروحيات فضلا عن عتاد وذخيرة حربية هامة. و كانت هذه المعركة التي دارت وقائعها ب"الصحراء " وسقط خلالها 79 شهيدا تتراوح أعمارهم ما بين 16 و 45 سنة حاسمة لاستمرارية حرب التحرير الوطنية عبر المناطق الصحراوية المبعثرة عبر الجنوب الغربي للبلاد كما أنها "أثبتت للمحتل الفرنسي قدرتنا العسكرية والسياسية من خلال تعبئة واسعة لمجمل فئات السكان بهذه المنطقة" كما أكد المجاهد مكناسي أحمد.

"و قد زادت الوسائل العسكرية الهائلة التي سخرتها قوات العدو تحت قيادة الجنرال بيجار و قساوة البيئة الصحراوية من شراسة وعزم عناصر جيش التحرير الوطني ما مكنهم من الانتصار فيما بعد بعديد المعارك و الاشتباكات عبر المناطق الصحراوية التي تظل جزاء من التراب الجزائري" كما ذكر ذات المتحدث.


و جاءت معركة جبل بشار


و كانت معركة جبل بشار أيضا من بين أكبر الملاحم البطولية التي سجلتها صفحات حرب التحرير الوطنية عبر الجنوب الغربي للبلاد حيث تعد إحدى أهم روايات هذه الحرب المجيدة دون نسيان المجاهد الفقيد عيسى بن عروسي الذي شارك بهذه المعركة إلى جانب الشهيد العقيد لطفي

bechar2.jpg


"عندما التقيت بلطفي قبل بضعة أيام من هذه المعركة التي وقعت في 27 مارس 1960 كشف لي عن مشروعه حيث طلب مني حمل سلاح آلي واختيار خمسة جمال من بين الأقدر على المقاومة حيث كنا خمسة مسلحين العقيد لطفي القائد فراج ومجاهدين الشيخ الزاوي وولد أحمد وأنا حيث تسللنا انطلاقا من الحدود الجنوبية باتجاه بشار" كما يتذكر المجاهد.

و قبل ذلك كان على الضابطين حضور اجتماع هام لإطارات جيش التحرير الوطني و مفارقة المجاهدين وأنا بمنطقة ودنيب بالحدود الجزائرية المغربية.

"و كان الاتفاق يقضي بالالتقاء بعد ثلاثة أيام إلا أن هذا الاجتماع لم يدم سوى يومين" كما ذكر المجاهد الفقيد في شهادة مكتوبة على مستوى المنظمة الوطنية للمجاهدين ببشار".

و أثناء العبور تم تحديد مكان هذه المجموعة ومحاصرتها قبل شروع الطائرات في إنزال المظليين وإطلاق النار ومع ذلك " تمكنا من إسقاط طائرة ب 29 عندما ظهر أولى مروحيات الإسعاف لإجلاء قتلاهم وجرحاهم" حسب نفس الشهادة.

و تروي نفس الشهادة الخاصة بهذا الاشتباك "بأن سي لطفي أصيب برصاصة على مستوى القلب بعد أن اخترقت حافظة أوراقه حينها تعرف القائد الفرنسي وقائد الكوموندوس على جثتي لطفي والرائد فراج أبدى أسفه الشديد لأنه لم يتمكن من أسرهما".

و لم تكن الخسائر التي اعترف بها العدو إلا تلك التي كبدتها لهم كتيبة واحدة و التي لم تكن المرة الأولى التي تدخل في معركة. حيث تمثلت الخسائر المعترف بها حينها في خمسة قتلى من بينهم حركي وجريحين.
 
رد: الثورة الجزائرية : ملاحم بطولية شهدتها منطقة الجنوب الغربي للبلاد

الشهيد دغيـــــن بن علــــي المعروف بالعقيد لطفــــي

p1070172-28558500.jpg

شهيد الوطن دغين بن علي المعروف خلال الثورة التحريريـة باسم العقيــــــد لطفي من مواليد 7 ماي 1934 بمدينة تلمسان ينتسب لأسرة وطنية متوسطـــــة الحال، دخل المدرســـة الابتدائيــة الفرنسيـــة بمسقط رأسه و بعد نهاية المرحلة الابتدائية انتقل إلى مدينة وجدة بالمغرب الأقصى للمشاركــة في امتحان الشهادة الابتدائية باللغة العربية و بعدها عاد إلى مسقط رأسه لمتابعة دراسته المتوسطة و الثانوية.

فــي بدايـــة الخمسينات انضــم إلـى صفــوف الحركـة الوطنيـة ( حركة الانتصار للحريات الديمقراطية ) و ناضل في صفوفها بعد ذلك.
و لما تأسست اللجنـة الثوريـــة للوحـــدة و العمل في شهر مارس من عام 1954 واصل الشهيد نشاطه النضالي ضمن صفوفها تحت إشراف و توجيه نخبة من القيادات الوطنية.
في عام 1955 انقطع عن الدراسة و هو بالمرحلـــة الثانويـــة ثم تفرغ للعمل النضـــالي استعدادا للالتحاق نهائيا بصفوف جيش التحرير الوطني و قد شــــارك في هذا النطاق ضمن فرق جيش التحرير التي كانت تنشط آنذاك عبر المنطقــــة الخامســة ( الجنوب الغربي ) مع الاستمرار في الاتصال مع خلايا جبهـــة التحرير السريـــة التي كانت تنشط آنذاك عبر مدن و قرى المنطقة.
لقد تمكن بفضل ما يمتلكـــه من إرادة ووعي أن يعبئ المناضلين و يمكنهم من مواجهـــة أساليب العدو و ادعاءاتــــه المغرضـــة و أن يحقـــق في ذلك عدة انتصــــارات ميدانيـــــــة ( سياسية و عسكرية ) الأمر الذي جعلــه يحوز على ثقــة قيادة الثورة بالناحية فأسندت إليه مسؤوليات أداها بكفاءة و مهارة عاليتين.
في عام 1956 و بعد أن أظهر من المقدرة و الكفاءة في الميدان أوكلت إليــه قيادة الثورة بالمنطقـــة الخامســة مهمــة تنظيم و تسيير النشاط العسكري لجيش التحرير الوطني بجنوب غرب البلاد و قد تمكن بعد مجهود معتبر رغم ظروف المنطقة الصعبـــة من توسيع رقعـــة الثورة و تبليغ رسالتها مما أهلــــه لأن يحوز من جديد على ثقة قيادته و أن تسند إليه مهمـــة قيادة المنطقة الثامنة من الولاية الخامسة و قد عرف خلال هذه الفتــرة باسم سي إبراهيم كما شهدت المنطقـة الثامنة أثناء فترة قيادته لها نشاطات كبيرة في الميادين السياسية و العسكرية مبرهنا في ذلك على مدى قدرتـه و خبرته الميدانية في قيادة الرجال و تحقيق الانتصار على العدو رغم عدم التكافــؤ بين القوتين و ما معـــارك أخناق عبد الرحمان و القعـدة بضواحــي مدينة أفلو لبرهان أكيد على مدى قدرة و شجاعـة هذا البطل و تعاملـه مع الوقائع و الأحداث بوعي و إدراك.
في عام 1957 رقي إلى عضوية قيادة مجلس الولاية الخامسة برتبـة صاغ أول عسكري فانبرى من جديد لمواجهة مخططات العدو و تطورات الحرب و تعقيداتها.
في عام 1959 رقي الشهيد إلى رتبــة صاغ ثاني ( عقيد ) قائدا للولايـــة الخامســة خلفا لقائدها السابق الصاغ الثاني ( العقيد ) هواري بومدين رحمه الله... و ظل يمارس مسؤولياته بنفس الإرادة و الكفاءة بعد ذلك.
في نهايــــة 1959 شارك الشهيد لطفي بمعية نائبـه الصاغ الأول فراج " لواج محمد " في أشغال دورة المجلس الوطني للثورة الجزائريـــة الذي جرت أشغاله بالقاهرة و خلال هذا الاجتماع أهدى للمشاركين في اجتماع المجلس علما مخضبا بدماء الشهداء كرمز لقيمــــــــة الحرية، ثم عاد بعد ذلك لميدان عملياتــه عن طريق المغرب الأقصى لقيادة النضال و الكفاح المسلح حتى النصر المبين.


واقعـــــة استشهــــــاده:

arton2996-f8300.jpg


سقط الشهيد العقيد دغين بن علي ( لطفي ) رفقة نائبــــه الصاغ الأول فراج يوم 27 مارس 1960 بجبل بشار الواقع جنوب مدينـة بشار و على بعد حوالـــي 20 كلم إثر معركة كبيرة غير متكافئة مع قوات العدو الجويـــــــة و البرية و ذلك عندما كان عائـــدا في طريقه إلى ميدان عملياته بالولاية الخامسة.

رحمه الله و رحم كل الشهداء الأبرار
 
رد: الثورة الجزائرية : ملاحم بطولية شهدتها منطقة الجنوب الغربي للبلاد

398182_449218188464248_2076987417_n.jpg


527632_449218211797579_1258349552_n.jpg


302121_449218225130911_2125546928_n.jpg


229374_449218265130907_1997254435_n.jpg


398463_449218308464236_1158645967_n.jpg


385002_449218328464234_1616939054_n.jpg


261824_449218348464232_422585212_n.jpg


576335_449218385130895_1633680407_n.jpg


550735_449218401797560_1170626092_n.jpg


246596_449218415130892_417350712_n.jpg
 
رد: الثورة الجزائرية : ملاحم بطولية شهدتها منطقة الجنوب الغربي للبلاد


رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

 
رد: الثورة الجزائرية : ملاحم بطولية شهدتها منطقة الجنوب الغربي للبلاد

معركة غنبو

لقد كانت معركة غنبو بقيادة الشهيد السِّي امحمد الهاشمي ونوابه بشراير فضيل وبليتيم الشيخ وعبدالقادر الزيادي كحلوش، في حوالي50مجاهداً؛ وكانت طاحنة كما وصفها الشهود من الجانبين وكما شهد شاهد من أهلها واعترف بأن الرصاص مر حذو أذنيه ونجى من الموت، بينما سقط صريعاً أحد مسؤوليه من ضباط فرنسا الذين شاركواْ في حرب الهند-الصينية في غرب فيتنام حالياً بمعركة ديان-بيان-فو، 1954م، وكان رفيقاً للعقيد بيجار الذي سمى معركة غنبو-21نوفمبر 1957م- بمعركة ديان-بيان-فو الثانية. كانت 6طائرات هليكوبتر تحمل قتلى فرنسا نحو حمادة قرب تبلكوزة ليحملواْ في شاحنات6*6 ، نوع دودج، رباعية الدفع ولاندروفر نحو ثكنة ومستشفى تيميمون. بينما في صف المجاهدين من جيش التحرير الوطني استشهد43 شهيداً ونجى من وسط الملحمة 8مجاهدين، واحد إلتحق بقصر تاعنطاس ثم ذهب للمنيعة، و2 إثنان من أهل المنطقة نجيا داخل واحات قصور تينركوك المجاورة و5الخمسة الذين انسحبواْ ليلاً توجهواْ لحاسي الذكار المجاور فوجدواْ خمسة من رفاقهم كانواْ يشاهدون الملحمة من بعيد عندما كانت المدمرات ب26 تدك الرمال والرق بقنابلها وتتبعها طائرات بالرشاشات وتغربل كل ما تحتها برصاص12.7 فكانت الأرض مغطاة بخراطيش وبقايا الرصاص والقنابل بمختلف أنواعها ومنها الممنوعة دولياً والمملوءة بالنابالم وبالكيماويات والفوسفور

هلكى الاستعمار

index10.png



شهداءنا الابرار


ouooo_10.jpg
 
رد: الثورة الجزائرية : ملاحم بطولية شهدتها منطقة الجنوب الغربي للبلاد

رحم الله شهداء الواجب
وحفظ الله الجزائر ورجال الجزائر
 
رد: الثورة الجزائرية : ملاحم بطولية شهدتها منطقة الجنوب الغربي للبلاد

قدم أباؤنا النفس والنفيس والدم الغالي لأجل تحرير كل نقطة من ترابنا وكل ذرة رمل من رمالنا كل قمة شماء من قمم الاطلس جبالنا
حاربوا في السهول الفسيحة والهضاب العالية والجبال الشامخة والصحراء القاحلة

تحضرني المؤامرة الفرنسية بفصل الصحراء واقامة دويلة هناك ، ويحضرني الرد العراقي الحاسم لما تم عرض المبادرة الفرنسية : لاتخلقوا فلسطين ثانية

ولم يتم خلق فلسطين ثانية بل جزائر واحدة موحدة من التاء الى التاء

وقل الجزائر واصغ اذا ذكر اسمها................تجد الجبابر راكعين وسجدا
 
رد: الثورة الجزائرية : ملاحم بطولية شهدتها منطقة الجنوب الغربي للبلاد

الله يرحم الشهداء ... وتبقي الجزائر ان شاء الله
 
عودة
أعلى