أضواء علي الخلل البنيوي في الجيش الإسرائيلي وتأثيراته المستقبلية

night fury

عضو
إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
4,508
التفاعل
1,267 1 0
الدولة
Jordan
لقد مر وقت كاف لإلقاء نظرة متمعنة على واقع الجيش الإسرائيلي الراهن، بعيدا عن انفعالات التطورات الساخنة للحرب التي شنها هذا الجيش ضد لبنان في صيف العام 2006م، والتصعيد الدموي والمدمر الذي مارسه على امتداد نفس ذلك العام في فلسطين المحتلة، وخاصة في غزة، مع إدراك أن هاتين المواجهتين أكبر وأخطر من أي تجاهل لتأثيراتهما العميقة.
لعل أول ملاحظة للدارس المتمعن هي إجماع المراقبين والخبراء على أن الجيش الإسرائيلي يمر بأسوأ أزمة تتعلق بصورته العامة، منذ إسهامه الرئيس في فرض إقامة إسرائيل على أربعة أخماس أرض فلسطين سنة 1948.

وزاد في خطورة الأزمة التي تعكس خللا بنيويا كبيرا ذلك الشرخ العميق في الإجماع الاستراتيجي الذي نجحت الحركة الصهيونية في ترتيبه لنحو خمسين سنة عقب إقامة كيانها الاستيطاني على ما اغتصبته من أرض فلسطين. يستذكر كثيرون قول ناحوم غولدمان، الرئيس الأسبق للمنظمة الصهيونية العالمية والمؤتمر اليهودي العالمي قبيل وفاته، قبل ربع قرن، أن إسرائيل، التي لعب دورا كبيرا في إقامتها، تتغذى من الوهم، لا من الحقيقة التاريخية، وأن "عدم اليقين حالة إسرائيلية بامتياز".
من أبرز مظاهر الأزمة: انهيار ثقة المجتمع بجيش اعتبره أسطورة وصانع خوارق لا يقهر، وتآكل الثقة بالنفس لدى وحدات هذا الجيش وأفراده بعد افتضاح المسافة ما بين القدرات الفعلية من ناحية وخداع ذات ضاعفه تفوق تقني. لقد اتضح انتهاء فعالية أوهام خادعة صنعتها انتصارات عسكرية إسرائيلية فائقة السهولة سببها أساسا خفة الإدارة العربية للحرب وللصراع عامة، وشرذمتها وتباين رؤاها. ولئن أظهرت استقالة عدد من قادة الجيش الإسرائيلي، بسبب الفشل في حرب لبنان والإحراج الذي سببته مجزرته المروعة في بلدة بيت حانون في قطاع غزة، أن بعض هؤلاء المستقلين يحترم نفسه، وبعضهم حرص على النجاة بجلده من تبعات توقعات بتفاقم الأزمة، فإن هذه الاستقالة قد تشكل حلا فرديا لمن أقدم عليها، لا حلا شاملا لأزمة الجيش.
يلاحظ هنا أن هذه الاستقالات قد واكبت وتلت التقرير الأولي عن التحقيقات المتعلقة بفشل الجيش الإسرائيلي في الحرب الأخيرة التي شنها في لبنان، فقد أدان التقرير كافة القيادات العسكرية التي راحت تتبادل الاتهامات فيما بينها وتسرب وقائعَ ومعلوماتٍ وأسراراً إلى وسائل الإعلام عن التقصير والتخاذل والخلل وسوء التقدير وتدهور المعنويات (هآرتس 12-10-2006). أبرز المستقيلين: الميجر جنرال عودي آدم الذي قاد الجبهة الشمالية في مواجهة حزب الله، والبريجادير جنرال جال هيرش وهو قائد فرقة مسؤول عن القوات على الحدود اللبنانية.. وينظر الكثيرون في "إسرائيل" لاستقالة هؤلاء على أنها بداية ما قد يصبح أكثر التعديلات العسكرية جذرية منذ عزل اثنين من كبار قادة الجيش بعد حرب عام 1973. وأثارت الخلافات الداخلية في الجيش بسبب الاستقالات، ثورة بين الأفراد الاحتياط على طريقة خوض الحرب، كما طالب معلقون صحفيون باستقالة قائد الجيش اللفتنانت جنرال دان حالوتس. أما وزير الدفاع عمير بيريتس، فنكتفي من بين آلاف الانتقادات الموجهة إليه بجملة ليوئيل ماركوس، أحد أبرز المعلقين الإسرائيليين، إذ كتب قائلا عن بيريتس: "ماذا حل بنا لكي تحكمنا هذه البلاهة؟".
كانت صحيفة يديعوت أحرونوت قد رفعت الصوت عاليا مرددة تساؤلات يموج بها المجتمع الإسرائيلي، من قبيل: كيف يعجز عشرات آلاف الجنود مع طائرات قاذفة وعموديات فائقة التطور ودبابات ميركافا -4 وبوارج ومدمرات مدججة بالصواريخ والرادارات ووسائل الاستشعار التي تنسق مع أقمار التجسس الصناعية... عن مواجهة ألفي عنصر ميليشيات في لبنان، وتفشل في الحد من قدرتهم على إمطار القواعد والمنشآت العسكرية الحيوية والصناعية الإسرائيلية بالصواريخ على نحو لم تعرفه إسرائيل منذ إقامتها؟ وردت الصحيفة قائلة: لقد انهارت الرؤية الاستراتيجية للجيش الإسرائيلي.
أما الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال أوري ساغي فقد شبه طريقة اتخاذ قرار شن الحرب الأخيرة وإدارتها بطريقة إبرام صفقة لشراء بطيخ! وتابع قائلا: "لم يعد بوسعنا بعد الآن التحدث عن دولة لا تقهر". وهنا تذكر كثير من الناس ما قرره قادة سياسيون وعسكريون ومفكرون واستراتيجيون من أن إسرائيل لا تحتمل أي هزيمة، لأن هزيمتها الأولى سوف تكون الأخيرة والقاضية. وهذا ما أكده دافيد بن غوريون أول رئيس وزراء لدى فرض إقامة إسرائيل على الأرض الفلسطينية، إذ سئل: متى تكون آخر الحروب؟ فأجاب: "عندما تزول إسرائيل من الوجود، فهزيمة إسرائيل في حرب واحدة تعني نهايتها". هذا القول كرره الجنرال أرئيل شارون رئيس الحكومة الإسرئيلية السابق عندما قاد كوزير للدفاع اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان واحتلاله بيروت سنة 1982، ففي مقابلة مع الصحافية الإيطالية الموغلة في العداء للإسلام والمسلمين أوريانا فالاتشي -التي ماتت مؤخرا- قال شارون آنذاك: "يعرف الجنرالات في إسرئيل أنه لا مجال لأن يهزموا، لأن هذا يعني هزيمة إلى الأبد".
اليوم، لم يعد هناك إسرائيلي عسكري أو مدني يجادل في أن حرب لبنان الأخيرة انتهت إلى هزيمة للجيش الإسرائيلي، فحتى الجنرلات الذين راوغوا وكابروا في البداية، راحوا يعترفون بالهزيمة، أو الفشل، أو الإخفاق.. والنتيجة واحدة وكان أول المعترفين الجنرال شاؤول موفاز، وزير المواصلات الحالي، ووزير الدفاع ورئيس الأركان السابق، الذي قال بوضوح قبل نهاية الحرب: "يجب أن نعترف بأننا قد هزمنا في هذه الحرب". ولئن حاول سياسيون وعسكريون الهروب إلى أمام، فتحدثوا عن حرب أخرى قادمة حتما قبل صيف العام 2007، للإيحاء بأن نتيجة حرب العام 2006 لم تحسم بعد، فإن هذا يؤكده باحثون في الشأن العسكري مثل يائيل ليفي الذي كتب قائلا: "إسرائيل لا يمكن أن تعض على الجرح إلى الأبد" فقد حذر بأنه "لا داعي لفضيحة أخرى بعدما ذهب الجيش ضحية للسياسة، فالمجتمع الإسرائيلي مضطرب جدا، والجيش يئن ويرغي ويزبد، وصارت الأولوية لإعادة النظر في كل المؤسسات" (فضيحة الجيش الإسرائيلي: هل تقود إلى انقلاب عسكري؟ الاتحاد، أبو ظبي، 11-10-2006). وشدد الجنرال عاموس يدلين رئيس الاستخبارات العسكرية على القول: "إن المواجهة القادمة مع حزب الله ليست سوى مسألة وقت فقط" (الحياة الجديدة، رام الله، 15-8-2006).
وقد أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد يرأسه جنرال احتياط بارز ونشر في منتصف شهر نوفمبر 2006 أن أكثر من نصف الإسرائليين يشعرون أن الجيش لا يوفر لهم إلا قدرا ضئيلا من الأمن، وأبدى نصف عدد المستطلعين شكوكهم إزاء مصداقية جيشهم. ويؤكد معظم الخبراء والمتابعين تفاقم تراجع تأييد أغلب الإسرائيليين للجيش مما سيؤثر تأثيرا بعمق على مدى الالتزام بالخدمة العسكرية الإجبارية أو الحماسة لها وعلى أداء هذا الجيش وثقته بنفسه.
قال المحلل العسكري في جامعة بار إيلان ستيورات كوهين في هذا الصدد: إذا ألقينا نظرة عامة يمكننا أن نلحظ أن الجيش أصبح أكثر عرضة بكثير للانتقادات وأقل قداسة بكثير مما كانت عليه الحال يوما... لقد بدأ تراجع التقدير والاحترام والحماسة العامة للجيش على نحو بلغ الأوج عقب فشل الجيش خلال الحرب التي استمرت 34 يوما في لبنان في يوليو وأغسطس 2006، وظلت القوات الإسرائيلية تراوح في الأمتار القريبة من الحدود". وكرر كثيرون على امتداد العالم جوهر ملاحظة مريرة تضمنتها مقالة نيهيميا ستريزلار مع انتصاف الحرب، وهي أن الرأي العام بات يرى كيف أن منظمة مقاتلة صغيرة استطاعت الصمود في وجه آلة الحرب الإسرائيلية العاتية.." (هآرتس، 1-8-20006).
وقال مايكل أورين، وهو صاحب كتاب مشهور حول حرب عام 1967 أسهم كثيرا في تضخيم هالة دعائية حول قدرات الجيش الإسرائيلي: "هناك قدر كبير من مشاعر الإحباط الآن تجاه هذا الجيش.. وإذا لم تعالج إسرائيل بعض القصور الذي ظهر في حرب الصيف الماضي فإنه إذا حدثت أزمة مثل تلك في المرة المقبلة فإن أغلب الجيش ببساطة لن يظهر في المعركة.. يمكنني أن أتصور موقفا تعلن فيه الحكومة قيام حرب لا يحضر لخوضها أحد"!!.
احتج آلاف من جنود الاحتياط الذين يمثلون العمود الفقري للجيش الإسرائيلي علنا على نقص الإمدادات والتدريب وتشوش الجبهات خلال حرب لبنان (الخليج، الشارقة، 10-12-2006) ، حدث هذا على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي قد تضخم عدديا إلى نحو ثلاثة أضعاف ما كان عليه بعد حرب العام 1973، حيث ارتفع عدد أفراده من (61500) فرد إلى (161500) فرد في العام 2005، وبات لديه (425000) جندي احتياطي و (107500) مكتتب للتطوع في الجيش، وتطورت قدراته التقنية كثيرا مستفيدا من تدفق متزايد للمساعدات الأمريكية. لقد تجاوزت قيمة المعلن من المساعدات العسكرية الأمريكية المباشرة للجيش الإسرائيلي حتى العام 2006 مبلغ ألف وستمئة مليار دولار، وهو مبلغ يقول تقرير أعده الخبير الاقتصادي الأمريكي البارز أنه لو تم توزيعه على كافة سكان العالم اليوم لبلغ نصيب كل إنسان على وجه الأرض خمسة آلاف وسبعمئة دولار، كما يفوق هذا المبلغ مجموع ميزانيات عشرين دولة عربية -أي كل الدول العربية عدا السعودية ومصر -لعشرين سنة وفق أرقام سنة 2000. لكن هذا لم ينفع في مواجهة ثلاثين ألف جندي إسرائيلي معززين بسلاحي الجو والبحرية والمدرعات وأقمار التجسس الصناعية لألفي من مقاتلي المقاومة اللبنانية.
ولتوضيح الإنفاق العسكري الإسرائيلي أكثر، نشير إلى ما كتبه الكاتب رؤوبين بدهستور الذي نعى ضياع انتصارات إسرائيل المتلاحقة منذ كرستها حرب 1967 (قوة إقليمية عظمى) نتيجة هزيمتها المذلة في لبنان التي عبرت عنها معركة بنت جبيل أوضح تعبير، إذ جدد صمود مقاومي تلك البلدة اللبنانية الصغيرة أسطورة صمود ستالينغراد أمام قوات الغزو الألماني النازي، وقد ذكر بدهستور أن فشل الجيش الإسرائيلي جاء على الرغم من تخصيص أحد عشر مليار دولار ميزانية سنوية له، إضافة إلى تخصيص 15% من الناتج القومي لأغراض الأمن سنويا، وهذا يجعل ميزانية الجيش الإسرائيلي أ كبر بخمس عشرة مرة من ميزانية الجيش الياباني، وأكبر بثلاث مرات من ميزانية الدفاع الأمريكية، عند مراعاة عدد السكان (هآرتس 16-8-2006).
نقل د. فوزي الأسمر، بعد جولة ميدانية في فلسطين المحتلة، صورة الحالة الجمعية للمجتمع الصهيوني فكتب (هل هناك حرب قادمة؟، الخليج، الشارقة 10-12-2006) قائلاً: "العقل الباطني لدى رجل الشارع، والقائمين على السياسة في إسرائيل، يقول انه يجب أن تكون هناك حرب أخرى ينتصر فيها الجيش، ولكن الواقع يشير إلى غير ذلك. ففي رأي الكثيرين من الخبراء العسكريين، أن الجيش الإسرائيلي غير قادر على خوض حرب خاطفة ينتصر فيها بسرعة كما تعوّد. وقد حملت صحيفة هآرتس مقالاً افتتاحياً عنوانه "مع جيش كهذا لا يمكن أن نهدد" (14-11-2006).
نكتفي بعرض نماذج قليلة جدا مما نشر عن فضائح القوات الإسرائيلية في تلك الحرب وبعدها، فقد نشرت صحيفة معاريف رواية الجنود لمراسلها العسكري فيلكس فريش عن حادثة تلخصت في إرسال طائرة هيركوليز الضخمة لنجدة إحدى وحدات النخبة من لواء المظليين قرب قرية رشاف بإمدادات مكونة من شحنات تحتوي كل منها مئة صاروخ من طراز (لاو) وخمسمئة قنبلة يدوية، لكن الجنود رفضوا تنفيذ أوامر متكررة بالتقدم لإحضار الشحنات التي أسقطتها الطائرة قبل أن تقع في أيدي مقاتلي حزب الله. وفي حالة أخرى، جرت معركة في قرية لبنانية حدودية كادت تتطور إلى كارثة عندما أمر قائد لواء المظليين ايال ايزنبرغ بقصف منزل في القرية، افترض أن مجموعة من المقاتلين اللبنانيين يطلقون النار منه على جنوده، وبعد تبادل إطلاق النار تبين أن المتمركزين داخل ذلك المنزل اللبناني كانوا جنودا اسرائيليين على رأسهم نفس قائد اللواء الذي أصدر الأمر بقصف البيت! (الاتحاد، أبو ظبي، 28-10-2006، ص8). وأورد تحقيق رئاسة الأركان الإسرائيلية أن منزلا في قرية (دبل) الحدودية احتله نحو 120 جنديا إسرائيليا أثناء معركة قادها العقيد داني قد تعرض لثلاثة صواريخ من طراز ساغر أطلقها المقاومون اللبنانيون، فانفجرت متفجرات كان الجنود الإسرائيليون قد خزنوها بأنفسهم داخل البيت، مما ضاعف الإصابات في صفوفهم، وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت عن هذه الواقعة أن استخبارات الجيش الإسرائيلي أنذرت الجنود المتمركزين في ذلك البيت بأنهم مستهدفون بالقصف، لكن الإنذار لم يصل إلى الجنود، فسقط منهم تسعة قتلى وعشرات الجرحى.
في حالة أخرى دخلت سريتان من 110 جنود في الطابق العلوي من منزل لبناني منعزل، خلافا لتعليمات ناتي ياهاف، قائد إحدى السريتين الذي قتل عقب ذلك، وغال غرين قائد السرية الأخرى، الذي حذر من الدخول إلى أي مبنى وفضل البقاء خارج المبنى والبقاء أهدافا مكشوفة للمقاتلين اللبنانيين. لكن الازدحام جعل جنود إحدى السريتين ينزلون إلى الطابق الأرضي الذي تعرض لهجوم من المقاومين اللبنانيين.
بل لقد كشفت مصادر أمنية إسرائيلية أن قلة من مقاتلين لبنانيين قد تمكنوا بعد شهر ونصف من انتهاء العمليات الحربية في جنوب لبنان، من التقدم من قرية عيتا، عبر الحدود اللبنانية، إلى مخزن أسلحة للجيش الإسرائيلي عند أطراف كيبوتس (شوميرا) في شمال فلسطين المحتلة واستولوا على كميات ضخمة من صواريخ (لاو) وأسلحة مضادة للدبابات وألغام وعدد من الأسلحة المتطورة والتجهيزات التقنية الهامة (الاتحاد، أبو ظبي، 30-9-2006). نشير إلى أن موقع مخزن الأسلحة هذا هو نفس الموقع الذي دارت فيه معركة تمكن فيها مقاتلو حزب الله من قتل ثمانية جنود إسرائيليين وأسر اثنين وجرح نحو عشرين آخرين يوم 12-7-2006، مما جعل الحكومة الإسرائيلية تعجل شن الحرب التي كان موعدها مقررا بعد ثلاثة أشهر منذ ذاك.
جاءت أزمة أخرى محرجة للجيش الإسرائيلي بقصف بلدة بيت حانون بشمال غزة مما أسفر عن استشهاد 19 مدنيا، معظمهم نساء وأطفال كانوا نياما، وأعادت مجزرة بيت حانون للأذهان مجزرة قانا اللبنانية في 30 يوليو 2006 التي استشهد فيها 27 مدنيا. وإذا كان الفيتو الأمريكي التقليدي قد أنقذ إسرائيل من إدانة مجلس الأمن الدولي لها بسبب مذبحة دير حانون الجديدة، على نحو ما وفر هذا الفيتو دائما حماية وحصانة لإسرائيل مهما ارتكبت من جرائم تنتهك القانون الدولي، فإن الإدانة التي صدرت بعد ذلك بأيام قليلة، وتحديدا يوم 17-11-2006، عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بما يقترب من الإجماع زادت من تراكم أزمات مجتمع الاحتلال الصهيوني لفلسطين وجيشه، بل إن رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت قد أبلغ وفدا من مجلس الشيوخ الأمريكي قابله يوم 3-10-2006، قبل يوم واحد من وصول كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية للتباحث معه، نفس ما صرح به نائبه شمعون بيريز لدى بدء الحرب الأخيرة التي وصفها بالحرب المصيرية التي يتوقف عليها بقاء إسرائيل، فقد قال أولمرت حرفيا، وفق ما نشرته الصحف الإسرائيلية الصادرة يوم 4-10-2006: "لأول مرة في حياتي أشعر بأن هناك قوة تهدد بقاء إسرائيل".
لا تتعلق المسألة ببضعة آلاف من المقاومين اللبنانيين فحسب، ولا حتى بالمقاومين الفلسطينيين فقط، ناهيك عن تعلقه بالوضع العربي الذي يعاني من شلل وتمزق وتعدد البلدان العربية المحتلة والمهددة بالاحتلال، وإنما تتعلق بتراكمات من الخلل البنيوي في الكيان المجتمعي لمشروع الاستيطان الصهيوني في فلسطين، وهو خلل جرت تغطية الكثير من جوانبه وجذوره والمكابرة بشأنها من خلال التركيز على افتعال قوة عسكرية طاغية ذات أنياب نووية.
تحت عنوان "الهجوم الأفضل هو الدفاع" كتب موطي شيفر في منتصف سبتمبر 2006 (يديعوت أحرونوت): "تقول الأراجيف أننا نملك قدرة عسكرية نووية، كقوة هجومية، وإذا ما سئل مخططو الجيش الإسرائيلي: ما هي الحكمة من وراء هذه الصياغة، فسيردون عليكم ببساطة أن هدفها ردع أعدائنا عن إبادتنا. تساءل شيفر ساخرا: "هل تحقق هذه النية الحسنة غايتها، أم أنها الطريق إلى جهنم؟ إن السلاح النووي ضمانة للردع في إحدى حالتين: توجيه ضربة ردعية استباقية، أو ضربة للرد.. أما عندما يكون العدو جزءاً حيوياً من سكان مدنيين فالضربة الردعية (النووية) ليست خياراً في الحقيقة لشعب سويّ العقل".
اعتبر الصحفي والكاتب الإسرائيلي أمنون كابيلوك أن المأزق نتيجة "استشراء ثقافة الدهاليز في المجتمع الإسرائيلي، تجديدا لثقافة الغيتو (المعازل) التقليدية". ورأى عدد من المعلقين الإسرائيليين أن الصحفي الأمريكي المشهور سيمور هيرش قد كان مصيبا عندما كتب قائلا: إن القصف الإسرائيلي التدميري الوحشي للأحياء السكنية اللبنانية والفلسطينية ليس مجرد تعبير عن تفوق تقني يتيح ممارسة القتل العشوائي الجمعي والإبادة الشاملة للمدنيين، وإنما هو انعكاس لأزمة داخل العقل الاستراتيجي الإسرائيلي"، بينما استرجع كثير من هؤلاء المعلقين ما سبق أن كتبه المفكر اليهودي الأمريكي البارز نعوم تشومسكي إذ قرر أن "المجتمع الإسرائيلي بأسره يعاني من شتى أنواع الهستيريا"!
من السهل الاتفاق مع من يرون أن غطرسة الحمق الأمريكي الإسرائيلي المركب قد أوقعت الطرفين أيضاً في ورطة مركبة؛ فالولايات المتحدة كانت تمارس الهيمنة في المنطقة بثمن بخس من خلال الاحتواء المزدوج للعراق وإيران، ولكن غزوها للعراق لطخ هيبتها سياسياً وعسكرياً".. في الوقت الذي تحولت فيه إسرائيل إلى عبء على الولايات المتحدة بعد كسر شوكتها في الحرب اللبنانية الثانية.. النوم على وسادة السلاح النووي لم يعد يجلب الطمأنينة للإسرائيليين، رغم أنه عطل الجيوش العربية النظامية، إلا أن المقاومة الشعبية المسلحة في فلسطين وجنوب لبنان، تواجه اسرائيل بتحديات تفرض عليها: إما الاتجاه إلى السلام، أو تأجيج المقاومة بالغطرسة والعنف، مما يجعل الإسرائيليين يشكّون في بقاء إسرائيل بعد ثلاثين سنة" (يديعوت أحرونوت، 27-11-2003).
قبل ذلك حمل غلاف مجلة نيوزويك الأمريكية (Newsweek,2.4.2002) رسم نجمة داوود، شعار إسرائيل، إعلانا عن موضوع رئيس عنوانه "مستقبل إسرائيل، كيف يتسنى لها البقاء؟" لم تتردد المجلة في طرح سؤال يقول: "هل ستبقى الدولة الإسرائيلية على قيد الحياة؟ وبأي ثمن؟ وبأي هوية؟". وقد رد الكاتب الإسرائيلي عاموس ايلون على السؤال قائلا: "إنني في حالة يأس. أخشى أن يكون الأمر قد فات".
كان ناحوم غولدمان، الرئيس الأسبق للمنظمة الصهيونية والعالمية وللمؤتمر اليهودي العالمي من أبرز من عبروا عن تشاؤمهم إزاء مصير مشروع الغزوة الصهيونية لفلسطين، على الرغم من أنه أجهد نفسه طويلا لكي يتحاشى التصريح الواضح بقناعة لم يلبث أن كرر الإعراب عنها مرارا في أواخر أيامه، محورها تشاؤمه العميق وشكه الكبير بأن يطول بقاء الكيان الصهيوني في فلسطين. ومثله فعل إيغال آلون، أحد أبرز القادة العسكريين المؤسسين لهذا الكيان، وأحد أهم الاستراتيجيين الذين ضمنوا له تفوقا عسكريا غير طبيعي. فقد روى كمال حسن علي، الذي تولى وزارة الدفاع ثم رئاسة الحكومة المصرية في عهد السادات، أنه التقى آلون، يوم 30-7-1979، أي قبل موته بأسابيع قليلة، في منزل تقاعده في شمال فلسطين المغتصبة، فوجده مغرقا في الاكتئاب والتشاؤم، وقال له: "أخطأنا حين أنشأنا إسرائيل في فلسطين.. ربما كان من الأوفق لو أن التاريخ أعاد نفسه أن نختار مكانا آخر في أفريقيا أو غيرها من العروض التي قدمت إلى هرتسل في مؤتمر بازل" (كمال حسن علي، محاربون ومفاوضون، 1986 عن دار الأهرام، ص258).
لئن ظل مأزق المشروع الصهيوني هو أنه أقيم على أرض وطن تمت سرقته اغتصابا بدعم أورو - أمريكي، واقتلاع معظم أبناء شعب ذلك الوطن وتشريده في المنافي، وارتكاب المجازر المتلاحقة، وتهديد شعوب المنطقة كلها والمجاهرة بالسعي إلى استعبادها... فإن الخلل القيمي والأخلاقي والبنيوي في مؤسسات هذا المشروع قد ولد معه ورافقه دائما. وكان لا بد لهذا الخلل أن يفرز أمراضا وأوبئة اجتماعية وسلوكية، أبرزها: الفساد.
حتى البنك الدولي، - بعد تولي الصهيوني بول وولفويتز رئاسته- خلص في تقرير أصدره في أغسطس 2005 إلى أن "إسرائيل دولة قائمة على الفساد". وقال التقرير الذي تحاشته معظم الصحف الإسرائيلية أن نسبة الفساد في المؤسسات الرسمية الإسرائيلية جعلت إسرائيل على رأس قائمة الدول (المتقدمة) الأكثر فسادا، وأكثر الدول خطورة من حيث عدم تطبيق القانون وتأصّل ظاهرة الفساد في المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة على حد سواء. وقد أقر البروفيسور يسرائيل أومان والبروفيسور أهارون تشاحنوفر بتدهور قيم المجتمع الصهيوني واضطراب الروح وأفولها، وأكدا أن إسرائيل تدفع في الطريق الخطأ، وتنجرّ في الظلمة نحو هلاك، لا بسبب أعداء خارجيين بل بسبب مجتمعها. وقال البروفيسور تشاحنوفر: "كل شيء هنا يبدو بلا قيم.. كل شيء مؤقت. الخلل يجري ترقيعه أو طلاؤه لإخفاء مظاهره، لكن الطلاء سوف يزول عند هبوب ريح قوية" (يديعوت أحرونوت، 27-10-2006). وقد كشف تقرير إسرائيلي نشر في خريف 2006 أن 73% من الإسرائيليين يعتقدون أن مستوى الفساد عال جدا، بينما رآه 3% فقط منخفضا، وقال التقرير: إن الأحزاب السياسية تتصدر قائمة الفساد يليها الكنيست (البرلمان) فالوزارات ثم السلطات المحلية والشرطة.
من المتعارف عليه أن الهزائم إما أن تدفع المجتمع المهزوم إلى صدمة حقيقية توقظ الوعي وبالتالي تفتح الباب أمام أسئلة كبرى بشأن المستقبل، أو أن تدفع إلى التراجع السياسي: شتائم وهروب إلى الأمام ومكابرة وإنكار الواقع... يلفت النظر مقال لجدعون ليفي، حمد فيه الله بمرارة لأن إسرائيل منيت بالفشل والهزيمة، ففي رأيه أنه لو انتصرت انتصاراً جارفاً وسهلاً على حزب الله، كما توقع الإسرائيليون، لتسبب ذلك بضرر فظيع لها، إذ كانت (الضربة الخاطفة) ستلحق بها كارثة كبرى، لو حدثت، فنشوة الانتصار كانت ستغري بتكرار ذلك في ساحات أخرى.
يقول: "فلو انتصرنا على طريقة الضربة الخاطفة كانت الولايات المتحدة الأمريكية ستزجنا في مواجهة مع سوريا، ومن بعد سوريا سننتقل الى إيران وكنا في موازاة ذلك سنتفرغ لحل المشكلة الفلسطينية بالقضم والافتراس والإزالة والقصف والتفجير... بينما من شأن هذا الفشل العسكري أمام حزب الله، الذي أدى إلى تحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، أن يمهد إلى رؤية ودروس جديدة في التعامل مع جيران لم تُجْدِ معهم سياسة القوة أو المزيد منها، فالرد على التهديد السوري في حال حدوثه لن يكون بالاندفاع لتهديم سوريا وبنيتها التحتية كما حصل في لبنان، بل بإعادة هضبة الجولان لسوريا وإنهاء فترة الاحتلال البغيضة، وأن الاستجابة للخطر الإيراني تكمن في تقربنا من العالم العربي الإسلامي وإزالة العوائق بيننا وبينهم.." (هآرتس 13-8-2006).
اعتادت إسرائيل أن تتغذى من متوالية التنازلات العربية في إثر انتصارات سهلة تنهي بها حروبا شكلية تخوضها أو تهدد بها، ثم تحول نتائج اغتصابها وسرقاتها إلى أمر واقع لا يلبث أن يفرض استحقاقات يقر الطرف العربي بها مرغما. كلما لقيت إسرائيل مزيدا مما يسمي مرونة، (التسمية الملطفة لتنازلات عربية) تجعل التاريخ والحاضر خادماً للخرافة اليهودية. لكن الوضع بدأ يتغير جذريا في أعقاب الانتفاضتين الفلسطينيتين والحروب في لبنان.
تكررت محاولات معالجة هذا الوضع المستجد على مستوى عاجل وآخر طويل الأمد، من هذه المحاولات ما تضمنته توصيات لجنة خاصة تضمنت الرؤية الاستراتيجية الإسرائيلية لعشر سنوات قادمة. حددت هذه التوصيات التحديات الأمنية على النحو التالي:
1 - الأسلحة غير التقليدية، وخاصة النووية، وهنا تشكل إيران تهديدا وجوديا لإسرائيل.
2 - ضرورة الاستمرار في التعمية والتعتيم على البرنامج النووي الإسرئيلي لحمايته.
3 - للأردن دور حيوي في تحقيق الأمن الإسرائيلي.
4 - مكافحة "الإرهاب" المعادي لإسرائيل مسؤولية حيوية دائمة. (هاآرتس 25-4-2006).
توصيات هذه اللجنة، وسواها من لجان ومراكز دراسات ومؤسسات أبحاث، لم تعدّل الرؤية الإسرائيلية التقليدية إلى المكونات الاستراتيجية، وهي:
1 - بناء قوة رادعة.
2 - تحقيق أمر واقع جديد، ومن ثم تكريسه وفرض تحويله إلى شرعية دائمة.
3 - المحافظة على قنوات نشطة فاعلة مع العالم الخارجي.
4 - حماية وتوسيع استراتيجي ومجال حيوي.
5 - توسيع دائرة الحلفاء.
6 - تطوير القاعدة الصناعية والتقنية التي يغلب عليها الطابع العسكري.
7 - تعزيز الردع النووي.
ظلت هذه المقترحات والمحاولات تدور في إطار الاعتماد على تفوق عسكري وحماية خارجية لابتراز حصانة مطلقة استثنائية غير قادرة على تغيير جاد في الوضع المستجد، فقد سقطت هيبة الجيش الإسرائيلي، وتداعت نظرية الأمن الإسرائيلية، وتآكلت قوة الردع، وفشلت نظرية الضربة الإجهاضية الاستباقية، وتبددت أسطورة تفوق إسرائيل الاستخباراتي الخارق، وانهارت القاعدة الرئيسية التي حرص الجيش الإسرائيلي على التقيد بها بشدة وحزم في كل المواجهات الحربية السابقة، متمثلة في خوض العمليات الحربية على أرض عربية بعيدة عن الأرض الفلسطينية التي احتلها الصهاينة في العام 1948 واستكملوا احتلال بقيتها في العام 1967، وقبل كل هذا فَقَدَ معظم أفراد المجتمع الإسرائيلي الثقة بالنفس، والمستقبل، وبالمشروع الصهيوني في فلسطين أساساً، وخاصة بعدما لفحت نار الحرب المستوطنين الصهاينة في شمال البلاد ووسطها للمرة الأولى منذ اغتصاب فلسطين، في حين اعتادوا أن تدور المعارك دائما بعيدا عنهم. ولقد وضعت مواجهة الانتفاضتين الفلسطينيتين والمقاومة اللبنانية المجتمع الصهيويني بأسره أمام لحظة الحقيقة ونذر بداية النهاية.
تكفي نظرة إلى ما كشفه تقرير مراقب الدولة في الكيان، الصهيوني، ميخا ليندنشتراوس، في نهاية العام 2006. قال التقرير أن الخلل الخطير في المؤسسة العسكرية أسهم في فشل الجيش الإسرائيلي الذريع في لبنان، وعجزه عن حماية الإسرائيليين من القصف الصاروخي. كشف التقرير عدم تأهيل غالبية ضباط القيادة الرفيعة للجيش لأداء مهامهم، وعدم فهم المسؤولين العسكريين في أمور تخصيص وإدارة الموارد المالية للجيش، وتفشي ممارسة الخداع لتحصيل ضباط كبار رواتب مضاعفة، وإخفاق معالجة مشكلة الجنود الفارين مع أسلحتهم من الخدمة، وقضايا المضايقات الجنسية وشكاوى قدمتها مجندات حول تعرضهن إلى مضايقات جنسية من مسؤولين عسكريين، وأن الجيش يظهر أحيانا تسامحاً زائداً مع المتهمين. وقد أصدر النائب العسكري أمرا بفتح تحقيق شامل فيما كشفه هذا التقرير من معطيات، حيث بين التقرير أن 82% من الضباط برتبة جنرال، و68% من الضباط برتبة عميد و76% من الضباط برتبة عقيد لم يلتحقوا بتاتا بكلية للأمن القومي، وأن ثلاثة من كل أربعة ضباط كبار شاركوا في حرب لبنان لم يلتحقوا بأي مدرسة عسكرية عليا مختصة بالحرب أو الأستراتيخية أو الإدارة. وقال المراقب: إن هذا الوضع يولد واقعاً إشكاليا في الجيش، فليس لدى القيادات العليا لغة مهنية مشتركة واضحة لا بد منها لإدارة وقيادة كوادر عسكرية كبيرة في الظروف العادية وفي حالات الطوارئ.
وأشار مراقب الدولة في تقريره إلى شوائب في جوهر المواضيع التي يتم تدريسها في دورات التأهيل، وشوائب في إدارة هذه الدورات، حيث يحدد أن غالبية المدربين الذين يتولون تأهيل الضباط في كلية الأمن القومي يفتقدون الثقافة والتجربة العسكرية المطلوبة لتدريس مواضيع الأمن القومي بمستوى أكاديمي. أما مواد التدريس فيعدها قادة وحدة الكليات العسكرية، من دون إشراك الجهات الرسمية من خارج الجيش، وتفتقد الجوهر الأساسي الملزم، كما أشار إلى غياب المراقبة الملائمة ونظم الإدارة السليمة والسلوك الأخلاقي.
وانتقد المراقب بشدة معهد أبحاث مفاهيم الحرب التابع لكلية الدفاع الوطني، الذي ترأسه خلال فترة إعداد التقرير العميد دوف تماري، وقال: إن مهمة هذا المعهد هي كتابة تقارير ومفاهيم عسكرية على مستوى العمليات والتكتيكات العسكرية واسعة النطاق. لكنه لم ينشر خلال 12 عاما أي كتاب أو حتى كتيب في هذا الموضوع، ولم ينشر أي أبحاث أو قاموس مصطلحات. وأورد المراقب عمليات خداع قام بها مدرسون في هذه الكليات لتقاضي أجور مضاعفة، فقدم بعضهم تقارير كاذبة حول فترة العمل نفسها: كتبوا مثلا في تقرير انهم قاموا بمهام التدريس وكتبوا في الثاني أنهم قاموا بمهام الاستشارة، فتقاضوا راتباً مضاعفاً عن فترة العمل نفسها، وأفاد آخرون أنهم زاولوا مهنة التدريس في وقت كانوا فيه في الخارج. وقال تقرير مراقب الدولة نيخا ليندونشتروس أنه منذ العام 2003 لم يتم تدريس مادة (كوميم) المقررة في كلية الدفاع الوطني على كبار الضباط المرشحين للترقية إلى رتبة عميد.
انتقد المراقب انحرافات إدارية ومالية كثيرة، مثل توقيع قائد وحدة الكليات العسكرية السابق الجنرال عاموس يدلين (رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية حالياً) اتفاقية مع جامعة حيفا تتعلق بفتح دورات تدريسية لمنح اللقب الثاني لخريجي الكليات العسكرية، من دون أي مناقصة رسمية أو حتى الحصول على تصريح من جهة عليا تملك هذه الصلاحية في وزارة الأمن. وأشار مراقب الدولة أيضا إلى جهل المسؤولين بشكل مطلق بأمور التخطيط وتوزيع الموارد المالية، وكشف عن إخفاق شديد في تحديد العلاقة بين التخطيط والميزانيات رغم توفر كتاب أساسي منذ 1994 يحدد مبادئ التخطيط وإعداد برامج العمل متعددة السنوات، فالجيش الإسرائيلي لا يعرف عمليا الميزانية المطلوبة له.
وأشار المراقب أيضاً إلى شوائب في عملية تزويد الجيش بالذخيرة لحالات الطوارئ، وأوضح جذور المشكلة الكبيرة التي واجهها الجيش في هذا المجال خلال الحرب الأخيرة ضد لبنان، حيث انه "لم يتم، على مدار سنوات، مراجعة الأوامر المتعلقة بقسم كبير من ملاكات الذخيرة المطلوب تخزينها لساعات الطوارئ، على الرغم من التغييرات التي طرأت على بنية الجيش". وتوصل إلى نتيجة مفادها أنه "يشك بما إذا كان قسم التخطيط والقيادة العامة للجيش يملك صورة شاملة حول احتياجات الجيش للذخيرة، خصوصاً ما إذا كان يخصص الموارد المطلوبة لهذا الغرض".
من القضايا المهمة التي يشير إليها تقرير مراقب الدولة: خطورة الإبقاء على السلاح بأيدي الفارين من الخدمة العسكرية وتجولهم بأسلحتهم، وضرب مثلا بالسفاح اليهودي عيدن نتان زادة الذي فر من الخدمة العسكرية ونفذ بسلاحه العسكري مجزرة شفا عمرو في أغسطس 2005. كما أشار المراقب إلى فشل كبير في مشروع سري قال انه لا يمكنه تفصيله لأسباب أمنية، لكنه كشف عن إخفاق كبير بمنع وقوع فشل ملموس نجم عن عدم تنفيذ أوامر أصدرها في حينه رئيس الحكومة السابق اريبل شارون
 
توصيات هذه اللجنة، وسواها من لجان ومراكز دراسات ومؤسسات أبحاث، لم تعدّل الرؤية الإسرائيلية التقليدية إلى المكونات الاستراتيجية، وهي:
1 - بناء قوة رادعة.
2 - تحقيق أمر واقع جديد، ومن ثم تكريسه وفرض تحويله إلى شرعية دائمة.
3 - المحافظة على قنوات نشطة فاعلة مع العالم الخارجي.
4 - حماية وتوسيع استراتيجي ومجال حيوي.
5 - توسيع دائرة الحلفاء.
6 - تطوير القاعدة الصناعية والتقنية التي يغلب عليها الطابع العسكري.
7 - تعزيز الردع النووي.

هذا ما نحن -العرب - في حاجة إلى فعله.............................!!!!!!!!!!!!!
 
اتفق كثيرا على ان حالة الجيش الاسرائيلي ليست هي الأفضل معنويا أو سياسيا و لعل هذا الأمر المقلق لإسرائيل قد تفاقم بعد نجاح صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله و اسرائيل و التي خرج على إثرها سمير القنطارو تصاعد الصيحات بأنه إن كان عليهم القبول بهذا الإذلال فالأفضل قبوله قبل الحرب و الناس تتسائل لماذا قتل أكثر من مائة جندي من إجل إنقاذ جنديين عادا جثتين في النهاية ؟
 
اتفق كثيرا على ان حالة الجيش الاسرائيلي ليست هي الأفضل معنويا أو سياسيا و لعل هذا الأمر المقلق لإسرائيل قد تفاقم بعد نجاح صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله و اسرائيل و التي خرج على إثرها سمير القنطارو تصاعد الصيحات بأنه إن كان عليهم القبول بهذا الإذلال فالأفضل قبوله قبل الحرب و الناس تتسائل لماذا قتل أكثر من مائة جندي من إجل إنقاذ جنديين عادا جثتين في النهاية ؟

كانت كل هذه التساؤلات ستهبط للهاوية لو نجح الجيش الصهيوني وحقق مكسبا في حرب 2006

هذه هي العسكرية .......................مغامرات لا تعلم نتيجتها
 
كانت كل هذه التساؤلات ستهبط للهاوية لو نجح الجيش الصهيوني وحقق مكسبا في حرب 2006

هذه هي العسكرية .......................مغامرات لا تعلم نتيجتها
المشكلة يا أخي مارشال
ما هو نوع المكسب الذي توقعه أولمرت من الحرب ؟
هل اعتقد أنه سيقضي على قوات حزب الله في يومين ؟
هل ظن أن التخبط الذي وقعت فيه القيادات سنة 67 سيتكرر ؟
هل اعتقد أن المقاومة ستنتهي بمجرد وصول الميركافا المرعبة ؟
لقد كانت المقاومة الفلسطينية أضعف من الناحية العسكرية و اللوجستية و الاستخباراتية و بالرغم من هذا لم تتوقف ....فلماذا ستتوقف اللبنانية ؟
كانت حربا بلا هدف أدارها شخص لا يعرف كيف تكسب الحروب .
 

المشكلة يا أخي مارشال
ما هو نوع المكسب الذي توقعه أولمرت من الحرب ؟
هل اعتقد أنه سيقضي على قوات حزب الله في يومين ؟
هل ظن أن التخبط الذي وقعت فيه القيادات سنة 67 سيتكرر ؟
هل اعتقد أن المقاومة ستنتهي بمجرد وصول الميركافا المرعبة ؟
لقد كانت المقاومة الفلسطينية أضعف من الناحية العسكرية و اللوجستية و الاستخباراتية و بالرغم من هذا لم تتوقف ....فلماذا ستتوقف اللبنانية ؟
كانت حربا بلا هدف أدارها شخص لا يعرف كيف تكسب الحروب .

هو اعتقد كل ذلك..................ولم يتحقق

إذا هو فاشل
 
عودة
أعلى