- إنضم
- 4 أبريل 2012
- المشاركات
- 418
- التفاعل
مفهوم ومبادئ الحرب البرية / الجوية :
الفكرة التطبيقة لنظرية الحرب البرية الجوية
[FONT="]إن العامل الأساسي للنجاح، هو العامل الفكري، وذلك لعلو مرتبة المعرفة، في سلم المواد الأولية، كما أن التغير في الفكر الفلسفي، والنظريات العسكرية، يعد القوة الحقيقية للعقائد العسكرية، التي غيرت المفاهيم التقليدية، وهيمنت على الفكر الإنساني عبر التاريخ. والباحث في تاريخ الحروب يجد أن أحدث نظريات القتال ليست وليدة للفكر العسكري المعاصر، بل هي وليدة للتطور الطبيعي في قواعد القتال وأساليبه، التي طبقت في عصور قديمة، بعد إعادة صياغتها في إطار العلم العسكري، وفن الحرب الحديث، كما أن معظم القادة العسكريين العظماء، الذين نجحوا في معاركهم، اعتمدوا على تطبيق نظريات قتال، حققت نجاحاً متميزاً في عصور سابقة. [/FONT]
[FONT="]تأثر العلم العسكري، بالتطور في تاريخ فن الحرب، وتقنيات التسليح، ومن ذلك نجد أن عقيدة الحرب البرية الجوية، هي وليدة لجميع المبادئ أو القواعد القتالية، ونظريات القتال، التي طبقت في عصور سابقة، وحققت أعظم النجاحات. من تحليل التاريخ نجد أن إستراتيجية الاقتراب غير المباشر، كانت أساس جميع الأعمال العسكرية، منذ العصور القديمة، حتى العصر الحديث، واستفادت نظرية الحرب الخاطفة، من جميع المبادئ والقواعد والنظريات القتالية، عبر التاريخ، وارتكزت على إيجابياتها في ظروف تطور نظم التسليح الحديث، وأثبتت نجاحاً خلال الحرب العالمية الثانية. [/FONT]
[FONT="]رغم أن فن الحرب الأمريكي، حديث في نشأته، لارتباطه بنشأة المجتمع الأمريكي، فإنه كان ذا خبرات قتالية عالية. وعندما كانت المواجهة بين الشرق والغرب، في مرحلة الحرب الباردة، جاءت فكرة مشروع النظريات العسكرية الجديدة، الذي بدأ عام 1973م، لمواجهة المد الشيوعي في أوروبا. وظهرت نظرية الرد المرن، وعلى أساسها جاءت نظرية الدفاع النشط. وبظهور الدروس المستفادة من عمليات الشرق الأوسط، في حرب أكتوبر 1973م، وفي ضوء نجاح نظرية الحرب الخاطفة وإستراتيجية الاقتراب غير المباشر، استمد الفكر العسكري نظريته الحديثة عن مفهوم الهجوم العميق، إذ طبقته الولايات المتحدة، في عقيدة الحرب البرية الجوية. ورأت دول حلف شمال الأطلنطي أن تطبيقه في صورة عقيدة قتال الأنساق الثانية، هو الشكل الأنسب لها في المسرح الأوروبي، أما روسيا فطبقته في صورة عقيدة العملية العميقة. وبعد أن تطورت عقيدة الحرب البرية الجوية، أخذت طريقها إلى التطبيق عام 1991م، في حرب الخليج، عاصفة الصحراء، التي رسمت صوراً جديدة لحرب المعلومات والتقنية. [/FONT]
[FONT="]تشمل عقيدة الحرب البرية الجوية، دمج جميع أعمال القتال للأسلحة المشتركة، والمنسقة جيداً، بين القوات البرية، ووسائل دعمها، وتأمينها، والقوات الجوية المخصصة للعمل معها، وتدار على المستوى الإستراتيجي، والتعبوي، والتكتيكي. وتهدف إلى انتزاع النصر من الخصم، خلال انتزاع المبادأة، وإفقاد الخصم اتزانه، بهزيمة قواته على مختلف المستويات، الإستراتيجي/ والتعبوي/ تكتيكي، في مرحلة زمنية واحدة، أي قتال الأنساق الأولى للعدو، بشكل متزامن، مع احتياطاته في العمق، وتتميز بالسرعة والحسم في أعمال القتال، ويتطلب تنفيذها إمكانات عالية، من تقنيات التسليح؛ لتوفير خفة الحركة والمناورة العالية، والضربات النيرانية القوية، والعميقة، والدقيقة، ومنظومة قيادة وسيطرة مدمجة، ونظم استطلاع وإنذار على درجة عالية من الكفاءة يؤدي البعد الفضائي دوراً فعالاً في أدائها.
[/FONT]
[FONT="]إن نجاح عقيدة الحرب البرية الجوية، تجعل الفكر العسكري، يبحث في أنسب السبل لمواجهتها، في ظروف وجود تهديد من أي قوى معادية، تتخذ الحرب البرية الجوية عقيدة عسكرية لها. ومن ذلك، تظهر أهمية الإجراءات المضادة، الوقائية والإيجابية، للحرب البرية الجوية، بهدف إضعاف المزايا التي قد يكتسبها الخصم، وانتزاع المبادأة بتحطيم القوة الدافعة الهجومية، والقضاء على التزامن بين عناصره، وهزيمة قواته تدريجياً، وعلى مراحل. [/FONT]
[FONT="]كانت حرب الخليج، عملية عاصفة الصحراء 1991م، الصورة المثالية الأولى والأحدث، في تطبيق الحرب البرية الجوية، حيث اشتمل تطبيقها على مبادئ إستراتيجية الاقتراب غير المباشر، والحرب الخاطفة، وتركيز الجهود، وإستراتيجية الضغط غير المباشر، وتوفير التفوق النوعي على الخصم، وأعمال الحرب النفسية، مع توفير كل سبل النجاح للحرب: كما برز التأثير المتزامن على الخصم، في المواجهة والعمق، والمناورة العالية والسريعة بقوات ضاربة قوية، على أجناب الخصم، وقوة نيرانية عالية من القوات البرية، والقوات البحرية، وسلاح الجو البحري، ودمج قوة النيران مع مناورة القوات، ونظم قيادة وسيطرة مدمجة، برية، وجوية، وبحرية، ومحمولة جواً، ونظم استطلاع، وإنذار، ونظم فضائية، وجوية على أعلى مستوى من الكفاءة والتقدم التقني الحديث.[/FONT]
المصادر :
- موسوعة المقاتل
[FONT="]- [/FONT][FONT="]المعركة البرية الجوية، ترجمة صبيح محمود ضيف، مجلة ترجمات مختارة، أبريل 1985م.[/FONT]
-[FONT="]المفاجأة في الدفاع، لواء حسن القرماني، مجلة الدفاع، أكتوبر 1984م.[/FONT]
التعديل الأخير:
