أعـرف عـدوك ... غـابـي أشـكـنـازي

إنضم
17 يونيو 2008
المشاركات
31
التفاعل
0 0 0
21-11-2007_916444936.jpg
رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الصهيوني

مـقـدمـة :
يدرس التقرير في الأساس مدى الإنجازات التي حققها غابي أشكنازي للجيش في مواجهة كم كبير من التحديات وذلك بعد مرور عام وشهرين على تسلمه لمهامه كقائد لأركان الجيش الصهيوني, وبالتالي يمكن استيضاح الصورة الحالية لواقع الجيش الصهيوني, وثم الاستطراد في دراسة ملامح من شخصية وتاريخ أشكنازي في ظل المعلومات المتوفرة؛ لأن ذلك يعطي مؤشراُ لنمط هذه الشخصية ونمط القرارات المتوقع أن تتخذها, حيث أن دراسة التحديات والإنجازات تساعد في فهم هذه الشخصية المحورية.

أولاً: سـيـرة أشـكـنـازي الـذاتـيـة :
• يبلغ غابي أشكنازي من العمر 54 عاما (من مواليد العام 1954).
• والده هاجر إلى فلسطين المحتلة من بولونيا، فيما والدته هاجرت من سورية.
• وهو من مواليد مستوطنة "حاغور"، في ما يسمى منطقة الشارون , وهي المستوطنة نفسها التي ولد فيها دان حالوتس رئيس هيئة الأركان الأسبق أيضًا.
• غابي أشكنازي متزوج من رونيت (تدير مكتبًا كبيرًا لبيع العقارات) ولديه ولد هو إيتاي (29 عامًا) وقد خدم في وحدة "إيغوز" الخاصة التابعة للواء "غولاني", وبنت هي غالي (24 عامًا) كانت مدربة للقناصّة.
• يقيم في مدينة كفار سابا.

الـدراسـة والإجـازات الـعـلـمـيـة:
• درس أشكنازي المرحلة الثانوية في المدرسة العسكرية الداخلية في تل أبيب.
• تلقى علومه الجامعية وهو في إطار الجيش فحصل أشكنازي على لقب جامعي أول بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة تل أبيب.
• حصل على لقب جامعي ثاني, فهو خريج برنامج للمديرين الكبار في إدارة الأعمال الدولية، جامعة هارفارد، الولايات المتحدة.
• درس العسكرية في الكليات الحربية الصهيونية, وهو من خريجي كلية القيادة والأركان في الجيش الصهيوني.
• كما أنه من خريجي كلية القيادة والأركان التابعة لمشاة البحرية المارينز في الولايات المتحدة.

تـاريخ أشـكـنـازي فـي الـجـيـش الـصهيوني:
• التحق في العام 1972 بالجيش الصهيوني في سن التجنيد الإجباري ولم يتركه, وخدم في لواء غولاني.
• شارك أشكنازي في أولى معاركه في حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973 في إطار لواء جولاني على الجبهة المصرية, وأظهر تميزا فحصل على وسام الشجاعة.
• شارك كقائد فصيل في قوة التعزيز التي رافقت الكوماندوز الصهيوني الذي نفذ في العام 1976 عملية عنتيبي في أوغندا لتحرير رهائن الطائرة الصهيونية الذين خطفهم فدائيون فلسطينيون. وبعد مشاركتها في إنقاذ الرهائن الصهاينة نالت كتيبة المظليين ذات القبعات البنية التابعة لغولاني أرفع وسام عسكري.

التدرج في لواء غولاني:
• ارتبط أشكنازي ارتباطا وثيقا بلواء "غولاني" الذي يعد احد ألوية الصفوة في القوات البرية (سلاح المشاة) في الجيش الصهيوني .
• شارك أشكنازي كنائب قائد كتيبة 12 في لواء غولاني في الاجتياح الصهيوني لجنوب لبنان في العام 1978 والمعروف باسم "عملية الليطاني", وأصيب أشكنازي فيها بجروح في يده ورجله أقعدته عن الخدمة لفترة.
• لاحقًا قال إنّ إصابته هذه تسببت له بإعاقات ما زال يعاني منها إلى الآن، لكنها لم تحل دون إمكانية أدائه لمهامه القيادية.
• عندما عاد إلى صفوف الجيش بعد الإصابة تم تعيينه قائدا للكتيبة 51 التابعة للواء غولاني وكان عمره حينها 26 عاما.
• أصبح نائبا لقائد اللواء أثناء الغزو الصهيوني للبنان في العام 1982 , حيث شكل لواء غولاني رأس الحربة في القوات الصهيونية التي احتلت جنوب لبنان خاصة احتلال قلعة الشقيف وسلسلة تلال أرنون والتي قاد أشكنازي القوة التي احتلتها .
• في هذه الفترة كان موشيه كابلينسكي نائب رئيس هيئة الأركان العامة (في فترة رئاسة حالوتس للأركان) ومنافسه على رئاستها لاحقا، ضابطا مستجدا تحت إمرته.
• مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى في العام 1987 أصبح أشكنازي قائدا للواء غولاني, ودافع عن جنوده الذين اتهموا بالتنكيل بمواطنين فلسطينيين (من مناطق خدمة جنود غولاني شمال الضفة الغربية).

أشكنازي والجبهة الشمالية:
• معظم سنوات الخدمة العسكرية قضاها أشكنازي في لبنان أثناء الاحتلال الصهيوني, حيث كان ضابطا في قيادة الجبهة الشمالية للجيش الصهيوني.
• في عام 1992 قاد وحدة الارتباط في جنوب لبنان المسئولة عن إدارة ميليشيا لحد.
• في عام 1994 عين رئيسا لقسم العمليات في هيئة أركان قيادة المنطقة الشمالية لمدة أربع سنوات.
• وفي العام 1998 بعدما حصل على رتبة جنرال تم تعيينه قائدا للجبهة الشمالية, وبقي في هذا المنصب حتى العام 2002 وأشرف في إطاره على الانسحاب الصهيوني من جنوب لبنان في أيار/ مايو 2000.
• انتقد أشكنازي رئيس الحكومة الصهيوني في حينه، أيهود باراك، بسبب قراره سحب القوات الصهيونية من جنوب لبنان بشكل أحادي الجانب، وحذر من عواقب انسحاب كهذا يتم من دون عقد أي اتفاق، ما أثار توترا في العلاقات بينه وبين باراك.
• اتهم أشكنازي بالمسؤولية عن أسر "حزب الله" لثلاثة جنود صهاينة في هجوم نفذه مقاتلو الحزب في منطقة مزارع شبعا في تشرين الأول/ أكتوبر 2000 , لكن لجنة عسكرية برّأته من هذه التهمة أخيرًا، وذلك عشية بدء الحديث عن احتمال عودته إلى رئاسة هيئة الأركان العامة للجيش.

أشكنازي وهيئة الأركان العامة:
• في العام 2002 تم تعيين أشكنازي نائبا لرئيس هيئة الأركان موشيه يعالون, في هذه الفترة تم إطلاق عدة ألقاب عليه، بينها "مدير عام الجيش الصهيوني" و"البولدوزر"، وذلك على خلفية مساهمته في بناء قوة الجيش الصهيوني. ومن هذه المهام الإشراف على تخطيط وتنفيذ خطة «كيلع» لإصلاح الجيش، التي في إطارها تم تقليص حجم القوات بعدة آلاف.
• بقي في هذا المنصب حتى العام 2004 حيث أنهى أشكنازي مهامه.
• خسر أشكنازي رئاسة هيئة الأركان العامة التي تنافس عليها في أيار/ مايو 2005 بعدما قرر رئيس الحكومة، أريئيل شارون ووزير الدفاع شاؤول موفاز، عدم تمديد فترة ولاية يعالون بسنة رابعة إضافية على رأس هيئة أركان الجيش الصهيوني كما هو متبع وتعيين قائد سلاح الجوّ، دان حالوتس، رئيسا لهيئة الأركان على خلفية العلاقة الحميمة بين حالوتس وشارون.
• قالت تقارير صحافية إن يعالون أوصى بتعيين أشكنازي لرئاسة هيئة الأركان، كما أنّ موفاز نفسه كان متحمسًا لتعيين أشكنازي، لكنّ شارون والطاقم المحيط به (والذي عرف باسم "طاقم المزرعة" نسبة إلى مزرعة شارون) رغبا في تعيين حالوتس.
• غادر أشكنازي صفوف الجيش في أعقاب ذلك، وخصوصًا على أثر رفض طلبه بأن يتولى رئاسة شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، التي كان حالوتس راغبًا في تعيين الجنرال عاموس يدلين، المقرّب منه فيها, ويدلين هو أيضًا من ضباط سلاح الجوّ.
• في أوج الحرب الصهيونية على لبنان صيف 2006 بعد أسبوعين من اندلاعها. عيّن وزير الدفاع عمير بيرتس، الجنرال في الاحتياط أشكنازي مديرا عاما لوزارة الدفاع. وكان قبل ذلك قد أنشأ شركة خاصة للأعمال الحرّة.
• وراجت أنباء عندها مفادها أن هذا التعيين الذي بادر إليه بيرتس كانت غايته منع حالوتس من اتخاذ قرارات عسكرية مستغلا افتقار بيرتس إلى الخبرة العسكرية. ولذلك فإن اختيار بيرتس لأشكنازي رئيسا لهيئة الأركان لم يكن مفاجئا لأحد.
• وبعد تحميل رئيس الأركان دان حالوتس نتائج حرب لبنان الثانية, وتقديم الأخير لاستقالته, أصبح مكان رئيس الأركان شاغرا, وأبرز من نافس أشكنازي على المنصب هو الجنرال موشيه كابلينسكي نائب حالوتس.
• كان أولمرت قد أعرب عن رغبته في اختيار كابلينسكي للمنصب، بوصفه أكثر ولاء للحكومة. إلا أن رفاق كابلينسكي و أشكنازي في لواء غولاني تدخلوا وراحوا يمارسون الضغط على كابلينسكي لينسحب من التنافس لصالح أشكنازي، الذي كان لسنين طويلة قائدا مباشرا لكابلينسكي.
• لكن العديد من المعلقين أكدوا أن أشكنازي لا يعتبر "رجل عمير بيرتس". فهذا الأخير لم يعرفه قبل أن يعيّن في منصب مدير عام وزارة الدفاع. وذهب البعض إلى حدّ القول إن أشكنازي سيظل في وظيفة رئيس هيئة الأركان العامة لفترة طويلة بعد أن يغادر عمير بيرتس وزارة الدفاع.
• في 29/1/2007 صادقت لجنة التعيينات الصهيونية للمناصب العليا على قرار تعيين الميجر جنرال احتياط غابي أشكنازي رئيساً لهيئة الأركان العامة للجيش, بناء على توصية رئيس الوزراء أولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس, وفي 14/2/2007 تم المصادقة النهائية, ليصبح أشكنازي الرئيس ال19 لهيئة أركان الجيش الصهيوني.
• الجدير بالذكر أن أشكنازي أول رئيس أركان صهيوني يعتمر القبعة العسكرية الحمراء الخاصة بلواء غولاني.

ثانيا: ملامح لشخصية أشكنازي القيادية
يمكن الوقوف على بعض من ملامح شخصية أشكنازي القيادية من خلال استعراض لآراء المعلقين العسكريين, ومن خلال استعراض رأي أشكنازي من بعض المواقف التي واجهته كقائد للأركان أو قبل ذلك.
1- مدي كفاءته القيادية كقائد للأركان حسب آراء المعلّقين العسكريين:
هذه التعليقات التي سجلها المعلقون العسكريون الصهاينة واكبت قرار تعيين أشكنازي كقائد للأركان, والتي توضح معالم من شخصية أشكنازي العسكرية القيادية, أو تضع معايير قياس لقدراته القيادية في رئاسة هيئة الأركان:
أمير أورون معلق الشؤون الأمنية والإستراتيجية في هآرتس:
• يعتقد أنه لن يكون ثمة من يعترض على كفاءة أشكنازي لقيادة سلاح البرّ، لكن زملاءه في القيادة العسكرية الرفيعة المستوى سيكون اعتمادهم على كفاءته في مجالين آخرين، هما المجال الإستراتيجي والمجال الفلسطيني، أقلّ بكثير.
• ويضيف, تخصّص أشكنازي في جبهتي سورية ولبنان، ولم يكن على اتصال وثيق مع جبهة القتال في الضفة الغربية وغزة. بالإضافة إلى ذلك تفتقر تركيبة هيئة الأركان العامة الحالية إلى خبير على مستوى رفيع في الجبهة السياسة- الأمنية.
رون بن يشاي، المعلق العسكري في يديعوت أحرونوت:
• لأشكنازي تفوق واضح مقابل سائر المرشحين لرئاسة الأركان ليس فقط لأنه لم يكن ضالعا مباشرة في الإدارة الفاشلة للقتال في لبنان فحسب، بل لأنه سبق له أن أثبت أنه يعرف كيف يخطط ويقود قتالاً على مستوى واسع، وهو أمر لا يتمتع به أحد من المرشحين الآخرين.
• ويوجد ميزة أخرى, لقد أثبت أنه يعرف كيف يكبت إحباطه والعمل ببرودة أعصاب في كل وضع ممكن.

2- موقفه من:
الانسحاب الأحادي الجانب من جنوب لبنان 2000:
(رون بن يشاي، المعلق العسكري في يديعوت أحرونوت)
• قال أشكنازي لرئيس الحكومة أيهود باراك في ذلك الوقت إن "الانسحاب الأحادي الجانب هو مجازفة كبيرة جدًا. وإنني على قناعة تامة من أننا لن نحظى بالمزيد من الأمن بعد هذا الانسحاب".
• ولكنه حرص على الامتناع عن تسريب موقفه لوسائل الإعلام وعندما نشر موقفه رفض إعطاء أي تعقيب، مما يشير إلى قناعته بتحييد الجيش عن القضايا السياسية.
• وتوقع مسبقا انهيار جيش لبنان الجنوبي قبل الموعد المحدد. لكن عندما رُفضت ملاحظاته من قبل المستوى السياسي أدخل المنطقة العسكرية الشمالية وسائر الجهات الأُخرى في الجيش الصهيوني إلى عملية مكثفة، مفصلة وسريعة من التخطيط والإعداد للانسحاب الذي نُفذ قبل أشهر من الموعد المحدد. كما أنه بذل جهودا كبرى لمنع انهيار جيش لبنان الجنوبي قبل الوقت المتوقع حيث أظهر في غضون ذلك لياقة شعورية لا بأس بها.
• لكن عندما انهار جيش لبنان الجنوبي، وعندما وجب إدارة معركة الانسحاب في ظل ظروف صعبة وتحت النار، كانت وحدات القيادة في الحزام الأمني مستعدة، ومن خلال إدارته الهادئة خرج الجيش الصهيوني من لبنان من دون أية خسارة.
• وفيما بعد أعلن أشكنازي كذلك أن: "واقع جلوس حزب الله على السياج (الحدودي) وهو مدجّج بسلاح يهدد بالخطر سكان المنطقة الشمالية، هو واقع لا يستطيع الكيان الصهيوني التسليم به طويلاً. لو كنا انسحبنا (من جنوب لبنان) باتفاق لكان ذلك سيحل بعض المشاكل التي نواجهها الآن ولا بد من أن نواجهها في المستقبل".
• بعد الانسحاب من لبنان، عرف أشكنازي كيف يعيد الانتشار على خط الحدود، وفقا للتعليمات التي أُعطيت له من قبل رئيس هيئة الأركان شاؤول موفاز ورئيس الحكومة باراك. والوصمة الوحيدة التي خيمت على أدائه كقائد للمنطقة الشمالية كان الإخفاق في منع عملية أسر الجنود الثلاثة في مزارع شبعا، بعد عدة أشهر على الانسحاب. لكن لجنة التحقيق برأته من المسؤولية المباشرة عن الإخفاق.

من حرب لبنان 2006:
البروفيسور والجنرال في الاحتياط إسحاق بن يسرائيل:
• لأشكنازي رأيًا مبلورًا في كيفية إدارة الحرب على لبنان, صحيح أنه لم يفصح عنه على رؤوس الأشهاد إلى الآن. لكن مقرّبًا منه هو البروفيسور والجنرال في الاحتياط إسحق بن يسرائيل، رئيس برنامج دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، يؤكد أن: "أشكنازي لم يكن ضالعًا في القرارات (العسكرية) التي اتخذت خلال الحرب على لبنان، وأستطيع القول اعتمادًا على أحاديث أجريتها معه في تلك الأيام أنه لو كان هناك (أي في هيئة الأركان العامة) لكانت الحرب ستبدو بشكل مغاير".

من تقرير فينوغراد:
• أشكنازي سبق وأعلن انه على مدار سنة ونصف السنة من انتهاء الحرب على لبنان تقدم في خطواته لتحقيق الهدف الذي وضعه نصب عينيه ولكن، وفق ما يرى عسكريون وسياسيون وخبراء، فإن التقرير سحق ما فعله أشكنازي ليبدأ جولة جديدة من بناء الثقة والهيبة.
• مقربون من أشكنازي قالوا انه أخذ الإهانة التي وجهها التقرير للجيش بصورة عامة إلى حد أنه كان مستعداً لتقديم استقالته. فبالنسبة إليه توقع أن يتطرق التقرير لكبار ضباط الجيش بشكل شخصي من دون أن يشمل القيادة العسكرية ككل, فتوقع أشكنازي أن يتطرق التقرير إلى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، عاموس يدلين ، والجنرالين بيني غينتس(قائد القوات البرية السابق, وتنافس مع أشكنازي على منصب رئاسة الأركان, لاحقا تم تعيينه ملحقاً عسكرياً في السفارة الصهيونية في واشنطن), وغابي ايزنكوت (الذي شغل منصب سكرتير عسكري لرئيس الحكومة أثناء الحرب, وعين قائداً للمنطقة الوسطى) وغيرهم.
• بالرغم من هذا الغضب الذي حمله أشكنازي على تقرير لجنة فينوغراد بخصوص النقطة السابقة إلا أنه يعتقد أن معطيات التقرير تشكل خارطة طريق ستساعده على الترميم الأدائي للجيش وستعينه في الحصول على الدعم لمواصلة زخم الإصلاحات.
• تقرير فينوغراد لم يتجاهل التغييرات الكبيرة التي أجراها أشكنازي منذ تسلمه منصبه. وللفت النظر حول هذا الجانب في التقرير نشر الناطق بلسان الجيش بياناً مطولاً يشرح فيه الإنجازات التي نفذها منذ انتهاء الحرب وامتدحتها اللجنة.

ثالثا: التحديات التي واجهت أشكنازي
اختلف المعلقون العسكريون بشأن المهام والتحديات التي تقف أمام أشكنازي كقائد لجيش تعصف به مشاكل وأخطاء داخلية خطيرة تعمقت بعد حرب لبنان الثانية وتقارير التحقيق التي تبعتها (تقرير دان شومرون , وتقرير فينوغراد), بالإضافة للتحديات الأمنية الخارجية التي تواجه الكيان الصهيوني في الفترة الحالية و القادمة, لذلك نذكر أهم هذه المهام المجمع عليها , ونقسمها إلى مهام خارجية تواجه الكيان الصهيوني ويتوجب على الجيش التصدي لها, ومهام داخلية في الجيش.

1- التحديات الخارجية الرئيسة:
1- أمام المستوى العسكري الصهيوني الذي يتولى أشكنازي قيادته تقف أربعة سيناريوهات محتملة لما يسمى بـ"الخطر العسكري القادم" على الصعيد الخارجي, وهذه السيناريوهات هي:
§تجدّد الحرب مع حزب الله.
§ اندلاع حرب بأسلوب كلاسيكي مع جيش سورية النظامي.
§ عملية برية واسعة النطاق ضد حركة "حماس" في قطاع غزة على شاكلة حملة "السور الواقي".
§ السيناريو المتعلق بـ"الخطر الأعظم من كل ما تقدّم" في قراءة المعلقين كافتهم، والمقصود "التهديد النووي الإيراني". وفي صلبه شنّ "هجوم وقائيّ" من قبل الكيان الصهيوني أو الولايات المتحدة غايته محاولة منع إيران من امتلاك القنبلة النووية. وفي ظل وضع كهذا من المتوقع إطلاق صواريخ "شهاب" صوب الكيان الصهيوني وتحوّل الجبهة الداخلية الصهيونية، مرّة أخرى، إلى ساحة حرب.
2- مشكلة النيران القوسية:
§ المشكلة العملية الإستراتيجية الرئيسية التي وجد رئيس الأركان أشكنازي نفسه مضطرا لمواجهتها منذ يومه الأول في المنصب على كافة الجبهات كانت مشكلة النيران القوسية (تهديد الصواريخ والقذائف).
§ إن لم يتمكن الجيش من إيجاد الرد على هذه المشكلة في المدى القريب، فإن كافة مواطني الدولة لن يكونوا قادرين، خلال وقت غير بعيد، على عيش حياة طبيعية وسيكونون عرضة لحرب استنزاف متواصلة.
(رون بن يشاي، المعلق العسكري في موقع يديعوت أحرونوت)
2- التحديات الداخلية في الجيش:
واقع الجيش:
حسب تقرير دان شومرون فإن مهمة أشكنازي وباختصار تتمثل في إعادة بناء الجيش من جديد. الجدير بالذكر أن لجنة شومرون تشكلت لتقصي أسباب الفشل في حرب لبنان 2006 وتحديدا بالتركيز على طريقة عمل قيادة هيئة أركان الجيش قبل وأثناء الحرب, وخلصت إلى نتائج خطيرة توضح عيوب و خلل في تركيبة هيئة الأركان على المستوى الشخصي والمهني مما انعكست سلبا على الطريقة التي يدار بها الجيش.
• تقرير شومرون هو بالنسبة لغابي أشكنازي وثيقة عمل تمهيدية. عليه أن يقرأ هذه الوثيقة - وأن يبدأ بالعمل.
(أليكس فيشمان المعلق العسكري في يديعوت أحرونوت)
• إنّ الجيش الذي سيقوده أشكنازي مختلف تمامًا عما كان قبل عام ونصف العام من توليه للمسؤولية. إنه جيش فقد كرامته وثقته بقدراته وقادته الكبار وكذلك بالمنظومة السياسية التي زجّت به في الحرب.
• هيئة الأركان العامة الحالية رمادية، مجروحة ومستنزفة ليس فقط بسبب الحرب وإنما أيضًا بسبب الحروب ("حروب الجنرالات") التي أعقبتها. والتحقيقات الداخلية لم تؤد إلى فتح صفحة جديدة، وإنما عمقت ضغائن مؤجلة وفتحت حسابات جديدة.
(تحقيق مطوّل في صحيفة "يديعوت أحرونوت" من إعداد أريئيل رينغل- هوفمان ويوسي يهوشواع)
(عمير ربابورت، المعلق العسكري لصحيفة معاريف)

أما عن التحديات والمهام داخل الجيش فتتلخص في:
1- برنامج العمل الذي سيعتمده أشكنازي.
§ بادر أشكنازي فور تسلمه مهامه إلى إلغاء جزء كبير من القرارات المتصلة بالخطة الشاملة لإعادة تنظيم الجيش التي أجريت في العام 2005. وكان أشكنازي قد عارض الخطة عندما أشغل منصب المدير العام لوزارة الأمن، وتعزز موقفه في أعقاب حرب لبنان الثانية.
2- تجميد نظرية القتال المتبعة, وإعادة تعديل كل الخطط الاحتياطية الميدانية وملاءمتها مع النظرية الصحيحة المستحدثة.
§ خلال العامين اللذين سبقا الحرب نفذ الجيش مناورتين للتدرب على النظرية الجديدة "الحسم بواسطة الروافع وردود الأفعال".
§ لجنة شمرون توصلت إلى استنتاج بأن عامل الحسم بواسطة "الروافع وردود الفعل" - التي احتلت مكانة مركزية في نظرية الجيش العسكرية التقليدية بين 2000 - 2006 هي منبع المشاكل التي تكشفت خلال الحرب.
§ هذه الرؤية التي كان من المفترض بها أن توفر العمليات البرية، منعت هيئة الأركان العامة وقيادة المنطقة الشمالية من شراء وتطوير أسلحة من اجل إبادة "المحميات الطبيعية" (معاقل إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله) بالنار.
§ هذه الرؤية خلقت فجوة عميقة بين "دماغ" الجيش، هيئة الأركان العامة وقيادة المنطقة الشمالية، وبين الجسم: الوحدات الميدانية التي أُعدت وفق مبادئ الحرب الكلاسيكية.
§ هذه النظرية تطمس الحدود بين المستوى السياسي والمستوى العسكري. الجيش يبدأ بالتفكير ضمن مفاهيم الروافع وردود الفعل السياسية الممارسة على الخصم بدلا من التفكير بالانتصار العسكري البسيط والمفهوم، ولذلك كانت الأوامر غير واضحة.
3- الانضباط، فالجيش الصهيوني الآن هو جيش غير منضبط بتاتًا.على سبيل المثال الهروب من التجنيد.
§ في 17 يوليو 2007 نشر "قسم الموارد البشرية" في الجيش الصهيوني معطيات تتعلق بفوج المجندين للجيش في أغسطس 2007 أشير في سياقها إلى كون هذا الفوج هو الأقل عددًا في الأعوام القليلة الفائتة. حيث أشارت معطيات الجيش أن 25% من الشبان الصهاينة في سن 18 عامًا لا يتجندون للجيش.
§ وبلغت نسبة المجندين الراغبين في الانخراط ضمن الوحدات القتالية في الجيش الصهيوني 67,3% وهي منخفضة بـ 1,6% عن نسبتهم بين المجندين في فوج أغسطس من العام (2006) والتي بلغت 68,9% وبـ 2,7% عن نسبتهم بين المجندين في فوج شهر تشرين نوفمبر من العام 2006، التي بلغت 70%.
4- تحقيق الاستقرار في الجيش، بعد صدمة الحرب في لبنان.
5- التعامل مع الردع الاستخباري كشيء زائد ولكن ليس شيئا يمكن بناء الجاهزية الفورية عليه.
6- أهلية ونوعية القيادة العليا:
§ موجة الاستقالات والتنحيات في صفوف الجنرالات وقادة الفرق والألوية التي بدأت فور انتهاء الحرب ولا تزال مستمرة حتى اليوم أبقت أشكنازي مع سلسلة قيادية رفيعة متدنية الأهلية العسكرية المهنية، والأخطر من ذلك، قليلة الخبرة.
§ الآن يوجد في الجيش قادة شبان وواعدون، إلا أن القليل منهم تمرسوا في قيادة فرق كبيرة خلال القتال, عندما تسلم أشكنازي منصبه، لم يكن لدى معظمهم التأهيل المناسب.
7- تجهيز الجيش لحرب مفاجئة.
8- تنفيذ مناورات للقيادات العليا في هيئة الأركان والمناطق.
9- استعادة ثقة جيش الاحتياط بالقادة والمنظومة العسكرية عمومًا.
§ إحدى الاستخلاصات المثيرة في تقرير شومرون كانت تعيين نواب أو مساعدين من الاحتياط لذوي المناصب المركزية في هيئة الأركان وقيادات المناطق، وذلك حتى يحرص القادة النظاميين الكبار على عدم نسيان تجهيز الاحتياط للحرب.
10- استعادة ثقة الجمهور العريض، وهو أمر منوط بأداء الجيش وليس بأحابيل إعلامية. يشكل تراجع ثقة الجمهور في الجيش وبالتحديد في قيادته العليا خاصة بعد حرب لبنان الثانية معضلة حقيقية أمام أشكنازي تتمثل بتداعيات سلبية بعيدة الأثر على:
§ حافزيه الجنود النظاميين والاحتياطيين.
§ الاستعداد للتطوع والخدمة في الوحدات القتالية.
§ استعداد القيادة السياسية لاتخاذ قرارات صعبة.
§ القيم القتالية داخل الجيش: فهذه المشكلة(تراجع الثقة)، إضافة إلى (الحساسية الفائقة) عند الجمهور للخسائر البشرية في صفوف الجنود، تمس بالأهلية والقيم القتالية داخل الجيش، وتؤدي في نهاية المطاف، إلى خسائر إضافية زائدة.
11- إعادة شعور الاعتزاز والفخر بالخدمة العسكرية إلى أفراد الجيش النظامي.
12- رفع مستوى المهنية لدى قوات الجيش, وإعادة فحص حجم القوات البرية.
§ سلاح البرّ هو أكثر سلاح بحاجة إلى علاج أساس في أعقاب الحرب.
§ هذا السلاح تمّ إهماله مؤخرًا على أثر المفهوم الذي منح الأفضلية لسلاح الجوّ.
§ من المتوقع أن يزداد الاستثمار في سلاح البرّ بمقدار 30- 40 بالمائة خلال السنوات القريبة القادمة.
13- النأي بالجيش عن السياسة. التقدّم في الجيش ينبغي أن يتمّ بحسب معايير مهنية فقط، لا بحسب القرب من رئيس الحكومة أو أي سياسي آخر.
14- التحدي الأهم من حيث الأولوية- إعادة الجنود المخطوفين والمفقودين إلى بيتهم. وتشمل قائمة هؤلاء، بالإضافة إلى جلعاد شاليط (لدى حركة "حماس") وإيهود غولد فاسر وإلداد ريغف (لدى "حزب الله")، كلاً من رون أراد ومفقودي معركة سلطان يعقوب يهودا كاتس وزخاريا باومل وتسفي باومان وأيضًا غاي حيفر ومجدي حلبي.
(رون بن يشاي، المعلق العسكري في يديعوت أحرونوت)

رابعا: نجاحات وإخفاقات أشكنازي خلال عام
أولا: النجاحات التي حققها أشكنازي خلال العام:
1- أعاد أشكنازي الوضع الذي كانت فيه هيئة الأركان العامة تدير بشكل مباشر القتال البري، من خلال غرفة القيادة العليا وقيادة المنطقة.
2- تحسن فعلي في الميدان نتيجة لترسيخ القيم القتالية.
3- امتلأت مخازن الطوارئ الخاصة بوحدات الاحتياط بتجهيزات حديثة كلفت مئات ملايين الشواكل.
4- خضعت المنظومة اللوجستية لعملية إصلاح هيكلية شاملة.
5- لحق التحسن بعشرات المجالات الإضافية، يضيق المقام عن تعدادها.
ومثالا لما سبق فإنه:
1- على صعيد التسليح: (المصادقة على خطة تيفن):
• أجاز أشكنازي خطة تسلح الجيش (2008 ـ2012) كما صاغتها هيئة القيادة العامة في الكيان ووصفتها صحيفة "يديعوت" بثورة في الجيش "الصهيوني.
• وقالت صحيفة هآرتس إن الخطة الخمسية المسماة "تيفن"، تركز على تعزيز ذراع البر، كدرس من "حرب لبنان الثانية".
• وتتضمن الخطة التزود بمئات المدرعات "ستريكر" الأمريكية ومدرعات ميركافاه "الصهيونية" التي تقرر الاستمرار في إنتاج طراز 4 منها وتدريع القديمة.
• كما سيشتري " الكيان الصهيوني" في السنوات الخمس المقبلة وحدة طيران واحدة من طائرات قتالية حديثة من نوع "أف 35" (الشبح)، سيتم استيعابها في 2012 أو ،2013 وسيزود سلاح البحرية بسفينة حربية متعددة الغايات.
• قال ضابط رفيع في الجيش الصهيوني إن خطة الشراء لم تتطرق إلى حرب لبنان فقط، بل إلى تقديرات الاستخبارات المختلفة أيضا استعدادا لمواجهات ممكنة في المستقبل وبخاصة التهديد الإيراني، حيث يفترض جهاز الحرب الصهيوني أن إيران ستمتلك حتى 2012 قدرة ذرية.
• كذلك أخذ في الحسبان ازدياد قوة سوريا التي تُسلح نفسها بنظم سلاح حديثة من إنتاج الصين خاصة؛ واحتمال اشتعال مواجهة مع حزب الله الذي يبني نفسه سريعا منذ الحرب؛ وإمكانية مواجهة حماس.
• كذلك أكدت الخطة تطوير جهاز دفاع الصواريخ القصيرة المدى، وتطوير الجيل القادم من الصاروخ المضاد للصواريخ "حيتس 3".
2- إعادة بناء القوات البرية والاحتياط:
• أوضحت صحيفة "يديعوت" أن رئيس الأركان " غابي أشكنازي صادق على التوصيات التي عرضت عليه خلال ورشة ، ويتركز جوهر هذه التوصيات على زيادة قدرة المناورة بالنار الدقيقة للفرق البرية والعودة إلى مستوى المخزون الذي يسمح بالقتال لفترات زمنية أطول مما كان في الماضي.
• وأشارت الصحيفة إلى انه في المرحلة الأولى من الخطة ستزود كتيبتان من سلاح المشاة بدبابات"نمر"
 
موضوع ممتاز .......................بارك الله فيك
 
عودة
أعلى