ملامح معركة الدفاع الجوي وموقف قواتنا

mohammed bassam

رزانة العقل
صقور الدفاع
إنضم
6 يوليو 2008
المشاركات
4,769
التفاعل
113 0 0




تحتوي أراضي كل دولة، ومسارح عملياتها، على مجموعة من الأهداف الحيوية، التي تختلف نوعاً وأهمية، وهي تشمل:
1. الأهداف الإستراتيجية، مثل العاصمة السياسية، ومراكز القيادة العليا، والمنشآت الصناعية المهمة، وكلها تؤثر تأثيراً بالغاً في قدرة الدولة على مواصلة الحرب. ويؤدي سقوطها أو تدميرها، إلى تغييرات جذرية في الموقفين، السياسي والعسكري معاً.
2. الأهداف العسكرية، ذات الاتصال المباشر بالعمليات الحربية، مثل مراكز القيادة والاتصالات، وتجمعات القتال للقوات البرية، والقواعد الجوية والبحرية، ومواقع الصواريخ العملياتية، والاحتياطيات الإستراتيجية والعملياتية، ومصانع الأسلحة، وما إلى ذلك، وكلها ذات تأثير مباشر في سير العمليات.
3. الأهداف الاقتصادية، وتتصل بالصناعة والزراعة، والنفط والتعدين ... إلخ. ويؤثر الموقف الاقتصادي في قدرة الدولة على مواصلة الحرب.
4. الأهداف السياسية، وتشمل المؤسسات الحكومية والإدارية، التي تُكوِّن البناء السياسي للدولة، وتنظّم الحياة اليومية للشعب، في شتى المجالات.





ملامح معركة الدفاع الجوي وموقف قواتنا
1. ملامح معركة الدفاع الجوي

تتّسم معركة الدفاع الجوي بمجموعة من الملامح الخاصة، من أهمها الآتي:

أ. قدرة العدو الجوية على مهاجَمة جميع الأهداف الحيوية في المنطقة المدافَع عنها، في وقت واحد، بعدد كبير من الطائرات.
ب. فاصل زمني محدود، بين الهجمة الجوية والأخرى. ولاسيما إذا كان لهذه الأهداف الحيوية، أهمية خاصة، من وجهة نظر العدو، مثل مواقع رادار الإنذار، في بداية العمليات، ومواقع صواريخ أرض/جو، وأرض/أرض، ومناطق حشد القوات البرية، التي تتأهب للهجوم، والجسور والمعابر، التي ستعبُر عليها، إذا كان هناك مانع مائي، يفصِل بين القوات المتحاربة والقواعد الجوية ... وما إلى ذلك.

ج. طرق اقتراب مفتوحة، من جميع الاتجاهات، أمام الطائرات المعادية، فقد يؤثِر العدو بعضها على الآخر. ولكن ليس هناك ما يمنعه من الاقتراب من أي منها. ومن ثَمّ، فعلى الدفاع الجوي، أن يتوقع الهجوم الجوي من كل الاتجاهات.
د. حرية العمل، على جميع الارتفاعات، متاحة للطائرات المعادية.
هـ. زمن إنذار محدود، لا يزيد على دقائق معدودة، في أحسن الأحوال. وحرمان وحدات الدفاع الجوي، استطراداً، من الوقت الكافي للاستعداد، على الرغم مما يحتاج إليه هذا الاستعداد من إجراءات كثيرة.

و. اعتماد العدو، بشكل موسَّع، على العديد من معدات الحرب الإلكترونية. وتشمل طائرات الاستطلاع الإلكتروني، وطائرات الإعاقة الإلكترونية، ومراكز حرب إلكترونية برِّية، وهي ذات إمكانات كبيرة، إضافة إلى ما تحمِله طائرات الهجوم من معدات إعاقة، رادارية وحرارية، بعضها إيجابي، وبعضها سلبي، وجميعها قادر على "إعماء" أجهزة استطلاع الدفاع الجوي، وتضليل النوعيات المختلفة من الصواريخ. كما تُجهَّز جميع طائرات القتال الحديثة، بأجهزة تحذير من صواريخ أرض / جو MAWS Missile Approach Warning System ، وأجهزة استقبال، لتنبّه الطيار عندما يدخل في نطاق الكشف الراداري للدفاع الجوي المعادي RWR Radar Warning Receiver وتعمل هذه الأجهزة، كذلك، على تحليل الطاقة الكهرومغناطيسية، التي تبثّها أجهزة رادار الدفاع، وتحدد خواصّها.

ز. تسليح متطور ومتنوع، للطائرات المهاجمة، قادر على إنزال خسائر كبيرة بالأهداف الحيوية، لو نجحت الطائرات في قصْفها.

ح. اشتراك أعداد كبيرة ومتنوعة من معدات الدفاع الجوي وأسلحته، في المعركة. وهو ما يحتاج إلى تنسيق جيّد بين هذه الأسلحة، وسيطرة حاسمة، وخدمات إدارية متنوعة، حتى يمكِن تحقيق أقصى عائد قتالي من هذه القوات.
ط. صعوبة اكتشاف الطائرات المهاجِمة، لِصِغر حجمها، وسرعتها العالية، وقدرتها على المناورة، ومهارة الطيار في الاستفادة من طبوغرافية الأرض، للاقتراب المستور.

ي. قِلة زمن الاشتباك، المتاح لسلاح الدفاع الجوي. فإذا كانت سرعة الطائرة المعادية 900 كم/ ساعة فقط، وكان مدى الصاروخ 15كم، فإن معركة الصاروخ مع هذه الطائرة، لا تستغرق سوى دقيقة واحدة. أما إذا كان الصاروخ أرض / جو قصير المدى (5 كم)، فإن زمن الاشتباك، المتاح له، لا يتجاوز 20 ثانية. وعليه في هذه الثواني القليلة، أن يُدمِّر الهدف.
2. إلمام شامل ودقيق بموقف قواتنا، ويشمل معلومات عن:

أ. عدد الوحدات
إن أول سؤال يتبادر إلى ذهن القائد هو: "هل يكفي عدد الوحدات الموجودة تحت إمرته، لبناء منظومة دفاع جوي، قادرة على مواجَهة كمّ الهجمات الجوية المتوقعة؟".
ومن البديهي أن الإجابة عن هذا السؤال، تعتمد، أساساً، على معرفة دقيقة، وشاملة، بالعدو الجوي، وتقدير سليم لأهمية الأهداف الحيويةـ المُكلَّف بالدفاع عنها ـ من وجهة نظره.
وإذا تبين للقائد أن ما لديه من وحدات الإنذار وصواريخ أرض/ جو والمدفعية م/ ط، هو غير كافٍ، فعليه أن يحدد مطالبه، ويرفعها إلى القيادة الأعلى.

وتكاد تُجمع كتب التاريخ على أن القائد، يخرج من هذه الدراسة، في العادة، وهو قلق من عدم كفاية ما لديه لتحقيق المهمة. ولكن عليه أن يضع في حسبانه أن لعدوه نقاط ضعفه هو الآخر، وأنه يعاني نقصاً في هذا المجال أو ذاك. ولقد عانت قوات التحالف، أثناء حرب تحرير الكويت، نقص الإمكانات، في بعض المجالات. وكان من أوضحها عدم كفاية أجهزة الاستطلاع، اللازمة لتحقيق اكتشاف وإنذار مبكر من صواريخ سكود Scud العراقية.
وعلى ذلك، فيجب ألاّ يتوقع القائد أن تلبى كل مطالبه؛ فهذا لا يحدث على أرض الواقع.

ب. نوعية الأسلحة والمعدات
يراجع القائد الخواصّ، الفنية والتكتيكية، لأسلحته ومعداته، مسترشداً في ذلك بالمواصفات المثالية المذكورة في هذه الدراسة، ونوعية الطائرات المعادية، وتسليحها، وتجهيزاتها الإلكترونية. وذلك بهدف التحديد الواقعي لإمكاناتها القتالية، ومعرفة ما بها من أوجُه الضعف.
وعادة ما يتضح من هذه الدراسة، أنه يمكِن إجراء بعض التعديلات، أو الإضافات، محلياً، بالإمكانات الذاتية، أو بمساعدة دول صديقة.

فعلى سبيل المثال، تمكَّن الدفاع الجوي المصري، قبل حرب أكتوبر 1973، من تعديل صواريخ سام-2 Sam-2 ، إذ أضاف إليها قدرات جديدة على الاشتباك بالطائرات، التي تحلِّق على ارتفاعات منخفضة نسبياً. وكان ذلك مفاجأة للطيران الإسرائيلي. كما جُهِّزت معدات الرادار والصواريخ بأجهزة Identification Friend or Foe IFF حديثة، مما كان له أثر إيجابي في سرعة ودقة تمييز الطائرات الصديقة من المعادية، ومَن ثمّ، سرعة استيضاح الموقف الجوي، أثناء القتال. وكذا، تأمين الطائرات الصديقة.

كما رُفِعت هوائيات بعض أجهزة الرادار على صوارٍ، ومن ثمّ ازداد مدى كشفها، وازدادت قدرتها على اكتشاف الطائرات، التي تُحلِّق قريباً من الأرض.
وهذه بعض الأمثلة التي توضح، أنه حتى الدول التي لا تصنع سلاحها، يمكِنها إجراء بعض التعديلات المهمة، التي ترفع من إمكاناتها القتالية بوضوح.

وعلاوة على ذلك، فإن معرفة عيوب الأسلحة والمعدات، تتيح الفرصة للتغلب عليها، سواء بالتخطيط الجيد، أو بابتكار وسائل استخدام وأساليب تكتيكية جديدة.

ج. الحالة الفنية للأسلحة والمعدات
تُعَدّ الحالة الفنية للأسلحة والمعدات (الصلاحية)، من أهم العوامل التي تُحَدِّد قدرة الوحدة على الاستمرار في القتال لفترات طويلة، من دون خلل أو أعطال. ولهذا، يدفع القائد بمجموعات من المهندسين إلى تقدير الحالة الفنية للوحدات، وإصلاح ما يمكِن إصلاحه داخل المواقع، ووضع خطة شاملة لرفع كفاءة جميع الوحدات، وتحديد ما يجب سحبه إلى الورش، من دون الإخلال بأوضاع (درجات) الاستعداد، المحدَّدة من القيادة الأعلى، مع مراعاة الوقت المتيسر لتنفيذ هذه الإجراءات.

د. الذخائر وقطع الغيار
يُقدِّر القائد كميات الذخائر التي يحتاج إليها، وكذلك أنواعها، بناءً على كثافة الهجوم الجوي المتوقع، ومعدل النيران لكل سلاح. كما يسحب قطع الغيار والأجزاء الاحتياطية، التي يحتاج إليها، بناءً على معدلات الاستهلاك، ومدى تعرّض هذه الأجزاء للإصابة والتدمير، (المعروف أن الهوائيات هي أكثر الأجزاء تعرّضاً للقصف).
وتُجري هذه الدراسة، عادة، القيادة الأعلى (قيادة قوات الدفاع الجوي)، واضعة في حسبانها الآتي:
(1) الكميات المتاحة.
(2) إمكانية الحصول على هذه الاحتياجات، قبْل الحرب وأثناءها، وسرعة الإمداد بها.
(3) معدلات الاستهلاك.
(4) مدة الحرب المتوقعة.
هـ. كفاءة القيادات والقوات
من البديهي، أن يكون القائد، وهيئة قيادته، على دراية بمستوى قادته المرؤوسين، وقياداته الفرعية، وقواته. ومع ذلك، فإن تقدير الموقف، الذي يجريه بعد استلام المهمة، يجب أن يشمل مراجعة دقيقة لمستوى هذه القوات. وأسرع طريقة لذلك، هي إعادة دراسة تقارير المشروعات التدريبية، التي نفذتها الوحدات، في الأشهر الأخيرة، والإجراءات التي اتُّخذت للتغلب على مشاكلها، وما حققته هذه الإجراءات من نجاح. ثم إجراء مشروع تدريبي اختباري للوحدات، لتقرير الموقف الحالي، بواقعية. ويجب أن تشمل هذه التدريبات تجهيزات مراكز القيادة، وشبكات القيادة والسيطرة، والإنذار، إضافة إلى مستوى القادة المرؤوسين، وقدرتهم على التصرف في المواقف القتالية الصعبة، وإجادتهم العمل في حالات "لامركزية" القيادة ذاتياً، عندما يتعذر الاتصال بالقيادة الأعلى، ومدى إلمامهم بإمكانات العدو وأساليبه وأسلحته. ومن البديهي، أن تشمل هذه الدراسة مستوى الجنود كذلك.
وبناءً على ذلك، توضع خطة لرفع المستوى، تشمل دورات تدريبية مُركّزة، تُنفَّذ محلياً، على مستوى الوحدة، أو التشكيل، وقد تُنفَّذ على مستوى أكبر، إذا احتاجت إلى إمكانات خارج قدرة التشكيل.

كما يدفع القائد بمجموعات إلى مراجعة موقف الوحدات، وتكون لها الصلاحية لحل مشاكل الوحدات المرؤوسة، من الفور.
و. إجراءات أخرى

ويشمل تقدير موقف قواتنا كذلك، مراجعة تشكيل القتال الحالي، من حيث كفاءة انتخاب المواقع، وقُدرة التحصينات على الصمود لأحدث ما لدى العدو من أسلحة، وتأمين المواقع البديلة، ومحاور التحرك، وإجراءات التأمين الفني، وخطة الإخفاء والخداع ونسَب استكمال الأفراد والأسلحة والمعدات.
ومن البديهي، أن يدرس القائد، وهيئة قيادته، خطة الدفاع الحاليةـ إن وُجدت ـ بما في ذلك خطة الإنذار، وخطة الدفاع ضد العدو البري، وتطويرها، إذا لزم الأمر.

تحياتي للجميع .....
 
رد: ملامح معركة الدفاع الجوي وموقف قواتنا

سيتم دراسه تكامل الوحدات واسلحه الدفاع الجوي الملائمه للدوله فيما بعد انشاء الله
 
رد: ملامح معركة الدفاع الجوي وموقف قواتنا

هذه معلومات ممتازه جدا اخي ...انا اقرا الموضوع وانا على اشاره ضوئيه ولهذا فاما انني لم اقرا الموضوع جيدا او ان الموضوع ينقصه نقاط مهمة جدا
 
رد: ملامح معركة الدفاع الجوي وموقف قواتنا

هذه معلومات ممتازه جدا اخي ...انا اقرا الموضوع وانا على اشاره ضوئيه ولهذا فاما انني لم اقرا الموضوع جيدا او ان الموضوع ينقصه نقاط مهمة جدا

اهلا استاذ اشرف ........ والله يا ابن عمي اذا انك متغدي منسف اليوم فاكيد ما رح تستوعب اشي ههههه ......

اليوم ان شاء الله بكمل الموضوع وبكون اوضح باذن الله
 
رد: ملامح معركة الدفاع الجوي وموقف قواتنا

اهلا استاذ اشرف ........ والله يا ابن عمي اذا انك متغدي منسف اليوم فاكيد ما رح تستوعب اشي ههههه ......

اليوم ان شاء الله بكمل الموضوع وبكون اوضح باذن الله

والله يا صديقي اكلت منسف قبل ايام بس ما بعرف انه تاثيره بظل 48 ساعه :dunno[1]: بس الي خلاني اشك انه مافيه ذكر انه الحروب القادمه سيكون للطائرات بدون طيار والصواريخ الذكية الموجهه من مسافات بعيدة دور كبير لاختراق الدفاعات الجوية دون مخاطرة حقيقية في اول المعارك (لما يكون الدفاع الجوي منظم بشكل كبير )..........ساعود لاحقا ان شاء الله
 
رد: ملامح معركة الدفاع الجوي وموقف قواتنا


موضوع رائع اخى
انا عندى سؤال يشغل مخى منذ وقت ليس بالقليل
كيف تميز وحدات الدفاع الجوى الاهداف الحقيقه
والاشراك الخداعيه التى تستخدمها اسرئيل
وشكراً

 
رد: ملامح معركة الدفاع الجوي وموقف قواتنا

اخي بيركوت الاجابه على اسالتك من ناحيه التطور تكمن في هذه التكمله للموضوع .



اختيار منظومة أسلحة الدفاع الجوي الملائمة
لتحديد نوع السلاح الملائم، يدرس القائد، وهيئة قيادته، مجموعة من العوامل، من أهمها الآتي:
1. المستوى التقني
تطورت طائرات القتال تطوراً كبيراً، خلال العقود الثلاثة الأخيرة. ولكي يتمكّن السلاح المضادّ للطائرات، من مواجَهة هذا التطور، يجب أن يكون على المستوى عينه من التطور، وأن تتوافر له الإمكانات التالية:
أ. الاكتشاف والتتبّع الآليّان، لعدد كبير من الطائرات.
مثال: بطارية صواريخ باتريوت Patriot، يمكِنها تتبع 90 هدفاً، في وقت واحد.
ب. تقدير الموقف إلكترونياً، وتحديد أسبقية الاشتباك بالأهداف المعادية، وعدد الصواريخ، وطريقة التوجيه، بناءً على أهمية هذه الأهداف ومسافاتها، وزمن بقائها ... إلخ. وتُتاح هذه القدرة لكل منظومات الصواريخ الحديثة، تقريباً.
ج. قِصر زمن رد الفعل.
مثال: منظومة سكايجارد Skyguard المختلطة (صواريخ + مدفعية م/ ط)، زمن رد الفعل للصواريخ 8 ثوانٍ، وللمدافع 4.5 ثوانٍ.
د. معدل عالٍ من النيران، لوحدات الصواريخ.
مثال: منظومة صواريخ Chaparral الأمريكية، يمكِنها إطلاق صاروخ واحد، كل ثانية.
هـ. معدل عالٍ من النيران لوحدات المدفعية (م/ ط)، وتعدد سبطانات المدفع، وسرعة الدوران في الاتجاه والارتفاع.
و. قدرة على التعامل مع الأهداف شديدة السرعة. وهذا يتطلب درجة عالية من الآلية، باستخدام حواسب إلكترونية رقمية، ذات سَعة كبيرة، وسرعة أداء عالية.
ز. إمكانية الاشتباك بأكثر من هدف، في وقت واحد. وذلك من طريق تعدد قنوات التوجيه في وحدات الصواريخ Multi-Target Channel.
مثال: تستطيع بطارية صواريخ Patriot الاشتباك بتسع طائرات، في وقت واحد.
ح. دِقة عالية في توجيه صواريخ أرض/جو، وجو/جو. وأجهزة تسديد وإطلاق آلية، في وحدات المدفعية م/ ط، إضافة إلى سرعة ابتدائية عالية، وقوة تأثير ملائمة للمقذوف.
ط. احتواء جميع أسلحة الدفاع الجوي ومعداته على أجهـزة تعارف إلكترونية Identification Friend or Foe -IFF، لضمان سلامة طائراتنا، وعدم إصابتها بنيران الأسلحة الصديقة.
ي. استخدام الصواريخ الحديثة، التي تُوجَّه بالأشعة دون الحمراء، والتي يمكِنها الاشتباك بالطائرات، المقتربة والمبتعدة، على حدٍّ سواء .
مثال: الصاروخان الأمريكيان Chaparral وStinger، المعدَّلان.
وقد كان الاشتباك بهذا النوع من الصواريخ مقصوراً، في الماضي، على الأهداف المبتعدة فقط.
ك. قُدرة عالية على المناورة للصاروخ (المقذوف)، كي يتمكّن من ملاحقة الطائرات الحديثة، التي تستطيع المناورة بقدرة حوالي (18 g)
ل. استخدام الصواريخ الحديثة (إن أمكَن)، التي تُوجَّه بالأوامر، من دون وجود رؤية مباشرة، بين محطة التوجيه والهدف. وذلك، لوجود آلة تصوير تليفزيونية في مقدمة الصاروخ، واتصال مباشر بالألياف الضوئية مع محطة التوجيه.
مثال: الصاروخ الأمريكي Fibre Optic Guided Multi Purpose Missile FOG – MPM
م. درجة حساسية عالية جداً للمقذوف، حتى يمكِنه تدمير الطائرات صغيرة الحجم، الموجَّهة من بُعد.
ن. إمكانية الاشتباك، لفترات طويلة، من دون الحاجة إلى إعادة التعمير.
مثال: مركبة الصاروخ الأمريكي بليزرBlazer، التي تحوي 44 صاروخاً.
س. قُدرة على العمل، لفترات طويلة، في مختلف الظروف الجوية، ليلاً ونهاراً، من دون أعطال. وهو ما يُعبَّر عنه بمتوسط الزمن بين الأعطال MTBF - Mean Time Between Failures.
ع. قدرة المدافع م/ ط على الاشتباك بالأهداف الأرضية. وثمة أنظمة صواريخ ، حالياً، تتمتع بالقدرة نفسها.
مثال: منظومة صاروخ أداتس ADATS - Air Defence Anti-Tank System، المضادّة للصواريخ، وللدبابات أيضاً.
ف. استخدام رادارات مجهَّزة بحواسب إلكترونية، تعمل على توجيه الهوائيات آلياً، وذلك لضمان استمرار تتبُّع الأهداف السريعة، المناوِرة. أو باستخدام آلة التصوير التليفزيونية، المُركَّبة على الهوائي نفسه.
ص. تَوافر معدات التمييز بين الأهداف المتحركة والأهداف الثابتة، حتى يمكِن اكتشاف الطائرات المعادية، على الارتفاعات المنخفضة، ومراعاة تجهيز معدات قيادة النيران بذاكرة إلكترونية، تحتفظ بإحداثيات الهدف، حتى يمكِن الاستمرار في تَتبُّعه، في حالة اختفائه خلْف الهيئات الأرضية.
ق. اختيار الأسلحة، التي لا تحتاج إلى عدد كبير من الأفراد لتشغيلها.
ومن حُسن الحظ، أن أغلب هذه الشروط تتوافر في أسلحة الدفاع الجوي ومعداته الحديثة، المعروضة في أسواق السلاح.
2. القدرة على العمل في ظروف الحرب الإلكترونية (مقاومة الإعاقة الإلكترونية)
أصبحت الحرب الإلكترونية عنصراً رئيسياً، في أي عمليات جوية. وتبعاً لذلك، تنوعت المعدات والتكتيكات، التي تُستخدم لشل منظومات الدفاع الجوي.
ولأن الدفاع الجوي، يعتمد، أساساً، على المعدات الإلكترونية، لاكتشاف الطائرات المعادية وتتبُّعها، والحصول على معلوماتها، وتوجـيه الصواريخ، والمقاتلات وقيادة نيران المدفعية م/ ط، فقد أصبح من الضروري، أن يستخدم الأجهزة والوسائل الحديثة الآتية:
أ. أجهزة رادار قادرة على تغيير تردداتها، آلياً، لدى حدوث الإعاقة المعادية، وتشفير أوامر تشغيل الصاروخ.
ب. وسائل بديلة لاكتشاف الهدف وتتبُّعه (تليفزيون ـ أشعة تحت الحمراء ـ ليزر).
مثال: منظومة صاروخ Blazer، مزودَّة بآلة تصوير أمامية، تعمل بالأشعة تحت الحمراءFLIR - Forward Looking Infra - Red.
ج. أجهزة رادار من النوع أُحادي النبضة Mono – Pulse. وهذه تحقق درجة عالية من التحصين ضد الإعاقة والتشويش الإلكترونيين، علاوة على دِقة عالية في توجيه الصواريخ.
د. أساليب فنية جديدة لتوجيه الصاروخ، مثل طريقة التتبُّع عبْر صاروخ TVM Track – Via – Missile، المستخدمة في بطاريات Patriot . وتتغلب هذه الطريقة على الإعاقة الضوضائية عريضة النطاق، والإعاقة السلبية بالرقائق المعدنية.
هـ. أجهزة الاستشعار السلبية Passive Sensors (تستقبل فقط، ولكنها لا تشع، أي لا ترسل)، لمقاومة الصواريخ المضادّة للإشعاع ARM - Anti-Radiation Missile.
و. أجهزة الاستشعار، التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء.
ز. أجهزة لادار LADAR - Laser Detection And Ranging ، وهي أجهزة استشعار حديثة، تجمع بين الرادار والليزر. وتستخدم الموجات الضوئية، المنبعثة من الليزر، كمرسل من جهاز الرادار. أما المُستقبِل، فيعتمد على تقنية الكهروبصريات. وتتميز أجهزة لادار بالدّقة العالية، وعدم تعرّضه للإعاقة الإلكترونية (حتى الآن).
ح. المُستقبِلات (أجهزة الاستقبال) اللوغاريتمية. وهي ذات قدرات عالية على مقاومة أنواع مختلفة من الإعاقة.
ط. أجهزة التعارف IFF، التي تُوجِّه السؤال إلى طائرات محددة، بدلاً من الأجهزة الحالية، التي ترسل السؤال إلى جميع الطائرات، وتتعرض للتداخل والتشويش المعادي.
3. خفة الحركة
من البديهي، أن تتلاءم خفة حركة السلاح مع المهمة، التي يُكلَّف بها. فإذا كان مُكلَّفاً بحماية منطقة حيوية، أو هدف حيوي ثابت في العمق، مثل القواعد الجوية، أو المناطق الإدارية الرئيسية، فلا يلزم أن يكون سلاحاً ذاتي الحركة، ويكفي أن تتهيّأ له القدرة على إجراء المناورة، في زمن معقول. أما إذا كان السلاح مستخدماً مع وحدات المشاة الآلية، فيجب أن يكون السلاح محمَّلاً على عربات خفيفة. وإذا كُلِّف بوقاية وحدة مدرعة، فمن الضروري أن يُركَّب على مجنـزرة. وقد كان ذلك أحـد الدروس المستفـادة من حرب أكتوبر 1973، مثال: صواريخ سام ـ6، والكروتال.
وقد استوعبت مؤسسات الصناعات الحربية هذا الدرس ، ومن ثَمَّ، توسعت في إنتاج أسلحة الدفاع الجوي ومعداته ذاتية الحركة.
وعلاوة على ذلك، يُفضَّل أن تكون المعدات صغيرة الحجم، وأن يكون عدد مُكوِّنات وحدة النيران قليلاً. وهذا هو الاتجاه السائد في تصنيع الأسلحة الحديثة. فبطارية Patriot فيها جهاز رادار واحد، وعربة قيادة نيران واحدة، للسيطرة على ثمانية قواذف (32صاروخاً). بينما تحتوي بطارية هوك Hawk على خمسة أجهزة رادار وعربتين رئيسيتين، إضافة إلى ذيل إداري طويل. وتتكون البطارية من ستة قواذف، تحمل 18 صاروخاً فقط.
ويجب أن يتميز سلاح الدفاع الجوي بسرعة الاستعداد للاشتباك، أي سرعة التحول من وضْع الحركة إلى وضْع الإطلاق، ويفضل وجود نسبة من الأسلحة، قادرة على الاشتباك، أثناء التحرك.
ومن الضروري احتواء منظومة الدفاع الجوي على بعض الأسلحة والمعدات، التي يمكن نقْلها جواً، حتى تتمكّن القيادة من الاستجابة السريعة للمواقف المتغيرة.
4. مدى السلاح
يتوقف مدى سلاح الدفاع الجوي، على نوع المهمة، التي يُكلَّف بها. فإذا كان عليه أن يحمي تشكيلاً مدرعاً، أثناء التحرك ، فيجب أن يكون مداه أطول من مدى المقذوف المضادّ، إضافة إلى بُعد موقِع سلاح الدفاع الجوي عن الحدّ الأمامي للقوات.
مثال: إذا كان التشكيل المدرع، يتوقع هجوماً بصواريخ هيلفاير Hellfire، التي تُطلقها الطائرات العمودية، من مسافة 8 كم، وأن موقع وحدة الدفاع الجوي، سيكون خلْف الحد الأمامي للدفاعات، بمسافة 1 ـ 2 كم، فمن الضروري أن يكون مدى السلاح الجوي 9 كم، على الأقل.
وعلى كلٍ، فلا بدّ أن يتنوع مدى أسلحة الدفاع الجوي، لتكون قادرة على تغطية المجال الجوي، من مسافات بعيدة، بقدر الإمكان، واستمرار الاشتباك بالطائرات المعادية، على جميع الارتفاعات.
غير أن الاتجاه الحديث، الذي طُبِّق في حرب تحرير الكويت، هو استخدام مقذوفات جو/أرض، التي تطلق من مسافات بعيدة جداً Stand – off Weapons، قد تصل إلى 90 كم. ولا توجد أسلحة دفاع جوي أرضية، تتفوّق عليها في المدى، إلا قليلاً، مثل صاروخ Patriot ـ 160 كم وصاروخ سام ـ 5 (150ـ 300 كم)، والصاروخ (75 -100 كم).
وهنا يأتي دور المقاتلات الاعتراضية، إذ تُكلَّف بمهمة اعتراض الطائرات المعادية ـ التي تحمل هذه الأسلحة ـ على مسافات بعيدة. ومن المتوقع، في هذه الحالة، وجود دوريات حراسة طائرة، للقاذفات المعادية. وهذا يعني أن المقاتلات، ستدخل في معارك جوية ضد مقاتلات العدو. ومن ثَمّ، يجب أن تزيد مسافة صواريخ جو ـ جو على مثيلاتها في المقاتلات المعادية، لأن الطيار، الذي يُسلَّح بصاروخ ذي مدى أطول، تكون لديه فرصة مبكرة لإصابة المقاتلة الأخرى.
وثمة عامل آخر، يتعلق بمدى عمل المقاتلات الاعتراضية، التي تُكلَّف بحراسة القاذفات، إذ يجب أن يسمح مداها بمصاحبة القاذفات، من البداية إلى النهاية. وقد حدث أثناء معارك الهجوم الجوي الألماني على بريطانيا، في الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945)، أن استخدم الألمان مقاتلات مسر شميت – 109 Messerschmitt BF-109 ، لحراسة القاذفات، التي كُلِّفت بقصف لندن، ولكن المقاتلات فشلت في تنفيذ هذه المهمة، لأن مداها كان يراوح بين 100 و125 ميلاً فقط، وهو أقلّ من مدى المهمة، التي كُلِّفت بها القاذفات. ونتيجة لذلك، انفردت المقاتلات الاعتراضية البريطانية بالقاذفات الألمانية، وأسقطت منها أعداداً كبيرة.​
 
عودة
أعلى