نتائج حرب شاملة في الشرق الأوسط

منتجب

عضو
إنضم
31 يناير 2010
المشاركات
11
التفاعل
1 0 0
مقارنة الأوضاع الجيوسياسية في القارة الأوربية في فترة ما بين الحربين مع الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط
(( التغيرات الكبرى تتطلب أثمان كبرى ))
إن الأوضاع السائدة حاليا ً في منطقة الشرق الأوسط تشبه كثيرا ً الأوضاع التي سادت القارة الأوروبية في فترة ما بين الحربين و بداية التشابه هي في السياق التاريخي الذي أوصل إلى هذه الأوضاع فإذا اعتبرنا أن حرب الخليج الأولى و التي امتدت لثماني سنوات أدت إلى ترسيخ وجود الجمهورية الإسلامية في إيران كحقيقة واقعة و معترف بها من العدو و الصديق يشبه ما حدث في أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى التي كان من نتائجها الثورة الروسية و تحول روسيا القيصرية إلى اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية الذي حاولت كل من فرنسا و بريطانيا و ألمانيا القضاء عليه بشكل مباشر أو غير مباشر كما بعض من هذه الدول حاولت جاهدة أيضا َ القضاء على الجمهورية الوليدة في إيران و لأسباب جد متشابهة ( الخوف من تعميم التجربة بالإضافة إلى الأسباب الامبريالية المعتادة من نهب و سلب ثروات الشعوب )
كانت القارة الأوروبية في العشرينات و الثلاثينيات مليئة بالحكومات الرجعية التي تسيطر عليها كل من فرنسا و بريطانيا بينما الولايات المتحدة الأمريكية كانت تصعد بعيدا ً وراء الأطلسي و الفكرة الوحيدة التي تسيطر على الملوك و الأمراء و الطبقات الرأسمالية و ملاك الأراضي هي تدمير الاتحاد السوفيتي و لا هم لوسائل إعلامهم إلا الزعيق ليل نهار من الخطر الشيوعي الزاحف من الشرق مما يشكل تهديدا ً وجوديا ً مدمرا ً للحضارة و القيم الغربية بينما على أرض الواقع كان الاتحاد السوفيتي مشغولا ً و بشكل كلي في عملية بناء صناعته و تطوير زراعته بعد فرض الحصار الخانق عليه و أولويته العسكرية هي الدفاع عن أراضيه بسبب يقين موسكو من أن الغرب لا بد سيعيد الكرة من جديد و هذا ما حصل .
أما في شرقنا الحبيب فإن الأنظمة الرجعية و الخاضعة و بشكل مطلق لإرادة الحامي الأمريكي و الذي يسميها كمكافئة لها (بالأنظمة المعتدلة ) لا هم لها إلا الحفاظ على الرضا الأمريكي عبر البوابة الإسرائيلية و الشيء الوحيد الذي تعتبره تلك الأنظمة خطرا ً عليها هو الجمهورية الإسلامية في إيران التي تشكل و من خلال تجربتها و إنتاجها لنموذج بديل لهذه الأنظمة (رغم كل علاته ) تهديدا ً للأساس الذي قامت عليه هذه الأنظمة و حافزا ً للشعوب العربية للاستفادة من هذا النموذج للحصول على التحرر و تحقيق استقلالية القرار خصوصا ً في ظرف دولي مواتي حيث أن تعثر الولايات المتحدة عسكريا ًُ و اقتصاديا ً يقابله نهوض التنين الصيني في كل المجالات .
خطر وجودي و خطر آني
لم تكد دول أوروبا تداوي جراح الحرب العالمية الأولى حتى بدأ الصعود النازي في ألمانيا المهزومة الذي قابلته الشعوب بالخوف و الحذر من تكرار التجربة الأليمة إلا أن الدوائر السياسية الغربية قابلته بالترحاب معتبرة وصول هتلر إلى السلطة فرصة لبعث الإمبراطورية النمساوية كخط دفاع أول بوجه الاتحاد السوفيتي و تم تبرير هذا التصرف للشعوب الخائفة بأن خطر ألمانيا النازية ليس وجوديا ً و قابل للاحتواء بعكس الخطر الشيوعي المزعوم مما يدفع للتحالف مع هتلر للوقوف بوجه ستالين و تم ترك المجال لهتلر ليتصرف على راحته فقام بالسيطرة على نصف القارة بدون أن يواجه أية مشاكل جدية و عندما قام بغزو بولندا أعلنت كل من فرنسا و بريطانيا الحرب عليه و لكن الهدوء ظل مسيطرا ً على الحدود الفرنسية الألمانية طيلة ثلاثة أشهر بينما عندما قام الاتحاد السوفيتي باحتلال ثلاث جزر فنلندية لغرض تأمين إمكانية دفاع حقيقي عن مدينة بطرسبورغ (ليننغراد سابقا ً ) ضد الغزو الفاشي المرتقب أعلنت كل من باريس و لندن الحرب على الاتحاد السوفيتي و تم شحن السلاح إلى فنلندة على وجه السرعة و كان الإنكليز يتهيئون لإرسال 100 ألف جندي للمشاركة في القتال ضد الجيش الأحمر و لكن بدأ الاجتياح الألماني لفرنسا أوقف هذه الاستعدادات.
و هذه الأحداث التي يتم دراستها كنموذج لقصر النظر السياسي قبل الحرب العالمية الثانية نجد أن الأنظمة العربية المعتدلة و خاصة في منطقة الخليج لم تتعلم من الدرس الأوروبي فنراها تسخر الإمكانيات الإعلامية الهائلة التي تمتلكها لأجل الشحن المذهبي و الطائفي و نشر المشاعر الشوفينية من خلال اختلاق ما يسمى بالخطر الشيعي و(( المشروع الإمبراطوري الفارسي)) و للآسف فإن هذه الدعاية الموغلة في التطرف قد فعلت فعلها في وعي شريحة كبيرة من الشعب العربي و إن كان بدرجة أقل مما يأمله أصحاب هذه الدعاية التي كان وجهها الثاني هو التقليل من أهمية الصراع العربي الإسرائيلي و ما يجري في فلسطين المحتلة و تقزيمه إلى مسائل مثل حصار غزة و تجميد الاستيطان و التأكيد مرة بعد مرة على أن الحل السلمي هو الإمكانية الوحيدة المتاحة لحل هذا الصراع مما يدفع إلى ضرورة حشد الطاقات المتوافرة و توجيهها لجبهة الصراع الوجودي مع إيران و هذا الشيء يشكل تبريرا ً للتحالف الذي يكاد يكون معلن بين عرب الاعتدال و الكيان الغاصب أما حقائق ما يجري في الواقع مثل قيام الولايات المتحدة باجتياح بلدين مستقلين و تدميرهما بشكل ممنهج و استعداها لتدمير بلد ثالث عبر تقسيمه (السودان ) و تداعيات هذا على ما تبقى من الأمن القومي العربي و خصوصا ً المصري فمن الأفضل تجاهلها و إشغال الشعوب العربية بالفتن الدينية و الطائفية و المذهبية .
أما سياسيا ً فإن دول الاعتدال العربي لم توفر جهدا ً في تغطية الحروب و المؤامرات الإسرائيلية على حركات المقاومة و عملت على دفع إسرائيل نحو مهاجمة إيران من خلال فتح مجالها الجوي كطريق عبور للطائرات الصهيونية في حال قررت تل أبيب ضرب إيران العدو المشترك للطرفين
النازية – الصهيونية
و من أوجه التشابه الهامة جدا ً بين السياقين التاريخيين هو احتواء كل منهما على دولة قائمة على أساس ايدلوجي متطرف يقول بوجود جماعة بشرية متفوقة على بقية الجماعات البشرية التي لم توجد إلا لخدمة هذه الجماعة المتفوقة التي يدفعها تطرفها و نظرتها الدونية لبقية الإنسانية إلى تدمير كل ما تستطيع تدميره .
إيران – الاتحاد السوفيتي
بعد أن تطرقت إلى أوجه التشابه بين الرجعيين العرب و الرجعيين الأوربيين لا بد من ذكر أوجه التشابه بين التجربة السوفيتية و التجربة الإيرانية و هنا لن أتكلم عن الناحية الإيدلوجية لأن المقارنة بين الفكر الماركسي و تفرعاته و الفكر الإسلامي و تفرعاته شيء منفصل تماما ً عن دراسة الظروف السياسية و التاريخية في القارة الأوروبية في فترة ما بين الحربين و الأوضاع المعاصرة في منطقة الشرق الأوسط .
كان الاتحاد السوفيتي في فترة الثلاثينيات يحقق تقدما ً اقتصاديا ً هائلا ً رغم الحصار المفروض عليه و الذي عرف بالطوق الحديدي فاستطاع و خلال فترة قصيرة جدا ً محو آثار الحرب العالمية الأولى و الحرب الأهلية التي تلتها و من ثم انطلق نحو عملية البناء الاشتراكي و التطوير فحقق إنجازت هامة في مجال التصنيع العسكري و المدني و و تمكن من إعادة تنظيم الإنتاج الزراعي و زيادته و رغم هذا التطور المذهل فإن النظرة في الغرب نحو الاتحاد السوفيتي كانت نظرة دونية يجسدها قول هتلر (( الاتحاد السوفيتي عملاق و لكن ساقيه من طين ))
أما اليوم فإن إيران تحقق أعلى معدلات نمو البحث العلمي في العالم و خطت خطوات واسعة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعة العسكرية والمدنية و تكنولوجيا الفضاء و التكنولوجيا النووية و رغم تزايد العقوبات الاقتصادية الغربية عليها فإنها نجحت نجاحا ً كبيرا ً في الحفاظ على قوة اقتصادها و رغم كل هذا فإن مبغضيها على الضفة المقابلة من الخليج العربي يحاولون دوما ً التقليل من أهمية الإنجازات الإيرانية و التهويل من حجم العقبات التي تعترض طريق النهضة الإيرانية و من الغريب أن أصحاب هذا التفكير هم من أكبر المدافعين عن الهراء الذي يسمى ((المشروع الامبراطوري الفارسي ))
هل من الممكن أن تتشابه نتائج حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط مع نتائج الحرب العالمية الثانية في أوروبا
في نهاية الحرب العالمية الثانية وصل الجيش الأحمر إلى قلب برلين و هذا شيء لم يتوقعه معادي الاتحاد السوفيتي في أسوأ تصوراتهم و تحولت حكومات الملوك و الأمراء في شرق أوروبا إلى جمهوريات أعضاء في حلف وارسو ...أما الامبراطوريات الاستعمارية لفرنسا و بريطانيا فقد أصبحت أثرا ً بعد عين و عالم ما بعد الحرب تم رسمه من قبل الولايات المتحدة القوة الجديدة على الساحة العالمية و الاتحاد السوفيتي (رغم خسائره الهائلة المادية الهائلة )
أما في الشرق الأوسط فإن حربا ً شاملة فيه لا بد أن تؤدي إلى تغيير خريطته السياسية و موازين القوى الإقليمية بشكل يعتبر مستحيلا ً في نظر الكثيرين حاليا ً و ربما سنشهد استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه التاريخية في أرضه مما يؤدي لإمكانية بزوغ قوة اقتصادية كبرى في المنطقة تستطيع أن تجمع بين ضفتي الخليج العربي و تربط البحار الخمسة بشبكة مصالح تحفظ التنوع الديني و القومي و تحوله من عامل اضطراب و تنازع إلى عامل استقرار و تطور مما سيؤدي ً إلى نتائج حاسمة لجهة انتقال مراكز الثقل العالمية من الغرب إلى الشرق .
 
رد: نتائج حرب شاملة في الشرق الأوسط

نصر الله اخوانا في لبنان المقاومة وعز الاسلام بالمؤمنين الصادقين والى نصر جديد وحاسم باذنه تعالى
 
رد: نتائج حرب شاملة في الشرق الأوسط

وهم كبير مقارنة إيران بالإتحاد السوفيتي و أوضاع أوروبا بين الحربين العالميتين و أوضاع الشرق الأوسط الحالية
 
رد: نتائج حرب شاملة في الشرق الأوسط

هناك خطر فارسي كبير ولايستطيع احد ان ينكر ان الفرس يعتبرون البحرين مدينة فارسية والجزر الامارتية كذلك​
 
عودة
أعلى