الفاتيكان والاسلام

JUGURTHA

عضو
إنضم
26 أغسطس 2009
المشاركات
3,441
التفاعل
4,784 1 0
الفاتيكان والاسلام


هل قرأ عظيم الفاتيكان هذه الشهادات ـ التاريخية والمعاصرة ـ على هذه الحقائق.. قبل أن يفترى على الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم فرية الانتشار بحد السيف؟!..
وإذا كان الرجل قد جهل هذا التراث الشرقي القديم .. والحديث .. والمعاصر .. فلماذا تجاهل الكتابات الغربية الحديثة التي أنصفت الفتوحات الإسلامية .. وأعلنت أن الانتشار الإسلامي إنما تم سلمًا ، بل وحتى دون وجود "مؤسسة دعوية تبشيرية" تقوم على نشر الإسلام !..
لقد قال "جورج سيل" [1697 - 1736 م ] ـ وهو مترجم القرآن إلى الإنجليزية ـ : " لقد صادفت شريعة محمد ترحيبا لا مثيل له في العالم .. وإن الذين يتخيلون أنها انتشرت بحد السيف إنما ينخدعون انخداعا عظيما".
* وقال العلامة "سير توماس أرنولد": " إن الفكرة التي شاعت أن السيف كان العامل فى تحويل الناس إلى الإسلام بعيدة عن التصديق .. إن نظرية العقيدة الإسلامية تلتزم التسامح وحرية الحياة الدينية لجميع أتباع الديانات الأخرى .. ولقد قيل إن "جستنيان" [ 483- 565 م] ـ الإمبراطور الروماني ـ أمر بقتل مائتي ألف من القبط فى مدينة الإسكندرية، وإن اضطهادات خلفائه قد حملت كثيرين على الالتجاء إلى الصحراء.
وقد جلب الفتح الإسلامي إلى هؤلاء القبط حياة تقوم على الحرية الدينية التى لم ينعموا بها من قبل ذلك بقرن من الزمان .. ويظهر أن حالة القبط في الأيام الأولى من حكم المسلمين كانت معتدلة نوعا ما.
وليس هناك شاهد من الشواهد على أن ارتدادهم عن دينهم القديم ودخولهم في الإسلام على نطاق واسع كان راجعا إلى اضطهاد أو ضغط يقوم على عدم التسامح من جانب حكامهم الحديثين . . بل لقد تحول كثير من هؤلاء القبط إلى الإسلام قبل أن يتم الفتح، حين كانت الإسكندرية ـ حاضرة مصر وقتئذ ـ لا تزال تقاوم الفاتحين ، وسار كثير من القبط على نهج إخوانهم بعد ذلك بسنين قليلة.." .
* بل وأثبت هذا العلامةـ سير توماس أرنولد ـ أن المسيحية الغربية هي التي انتشرت بالسيف والعنف !! .
ـ فقد فرض "شارلمان"[742 - 814م ] التعميدات المسيحية على السكسونيين الوثنيين بحد السيف .
ـ وفي الدانمرك استأصل الملك "كنوت" Cnut [995 ـ 1035م ] الوثنية من ممتلكاته بالقوة والإرهاب.
ـ وجماعة إخوان السيف Bretheren of Sword وغيرهم من الصليبيين، الذي أدوا رسالتهم بالسيف والنار في تنصير الروسيين الوثنيين .
ـ ولقد فرض فرسان Ordo Fratram Miliuechris المسيحية على شعب ليفونيا فرضا .
ـ وفي 1699م وجه "فالنتين" Valentyn إلى رجوات Rajas جزيرة أمبوينا Amboyna مرسوما يأمرهم فيه بإعداد طائفة معينة من الوثنيين لتعميدهم إذا ما طاف بهم راعي الكنيسة . . وربما حل الاضطهاد والتنصير الإجباري محل الدعوة الهادئة إلى "كلمة الله".
ـ وفي فيكن Viken (القسم الجنوبي من النرويج ) كان الملك "أولاف ترايجفيسون" Olaf trygvesson [963ـ 1000م] يقوم بذبح هؤلاء الذين أبوا الدخول في المسيحية، أو بتقطيع أيديهم وأرجلهم، أو بنفيهم وتشريدهم .. وبهذه الوسائل نشر الدين في "فيكن" بأسرها.
ـ ووصية القديس لويس [ 1214 – 1270 م] تقول: "عندما يسمع الرجل العامي أن الشريعة المسيحية قد أسيء إلى سمعتها، فإنه ينبغي ألا يذود عن تلك الشريعة إلا بسيفه، الذي يجب أن يطعن به الكافر فى أحشائه طعنة نجلاء" !
ـ وفي المجر أرغم الملك "شارل روبرت" جميع رعاياه ـ من "الباشغردية" ـ بعد 1340 م على اعتناق المسيحية ـ بعد أن كانوا مسلمين ـ أو مغادرة البلاد .
ـ وفي 1703 م أباد الأسقف ـ الحاكم ـ "دانيال بيتروفتش" D. petrovich في الجبل الأسود جميع المسلمين الذين لم يتحولوا عن الإسلام إلى المسيحية .. في ليلة عيد الميلاد ! .
ـ وفي روسيا فرض ملكها "فلاديمير" Vladimir 988م النصرانية على جميع رعاياه ـ سادة وعبيدا .. أغنياء وفقراء ـ فسيقوا جميعا إلى التعميد بمجرد اعتناق الملك للمسيحية .. ولم ينفتح باب الحرية الدينية فى روسيا إلى 1905م ! . . وكانت عقوبة التحول عن المسيحية التجريد من الحقوق المدنية، والسجن ـ مع الأشغال الشاقةـ ما بين ثماني وعشر سنوات !
ـ وفي الحبشة جعل الملك "سيف أرعد" [1342ـ 1370 م] الإعدام عقوبة للمسلمين الذين يرفضون التحول إلى المسيحية .. أو النفى من بلادهم ! .. وكذلك صنع ملكها "جون" الذي أجبر 1880م ما يقرب من خمسين ألفا من المسلمين على التعميد! .. كما أجبر نصف مليون من قبائل الجلا على اعتناق المسيحية! .
***
فأي الدينين ـ الإسلام . . أم المسيحية ؟ ـ هو الذي انتشر بالسيف يا عظيم الفاتيكان وتلك هي الشهادات الغربية التي تحكى ـ بالوقائع ـ كيف كانت العقلانية هي سر انتشار الإسلام ؟ وكيف كان السيف هو أداة انتشار المسيحية .. وخاصة فى أوروبا .. وفي موطنك ـ بروسيا ـ على وجه التحديد كان السيف والنار أداة نشر المسيحية من قبل جماعة "إخوان السيف" ! .. أي أن أجدادك ـ يا عظيم الفاتيكان ـ قد أجبروا على اعتناق المسيحية بالإكراه . . وتحت تهديد السيف والنار!.
فهل يجوز لمثلك ـ أو لغيرك ـ مع هذه الشهادات الغربية الادعاء بأن الإسلام قد انتشر بالسيف . . ونسبة هذا " الوهم والافتراء" إلى نبي الرحمة . . رسول الإسلام . . محمد عليه الصلاة والسلام ؟ !..
***
* ثم . . لمَ لمْ يتفكر ويتعقل عظيم الفاتيكان ـ وهو دارس ومدرس للفلسفة الإغريقية ـ كيف يجتمع انتشار الإسلام بالسيف مع بقاء كل المذاهب والكنائس النصرانية والكنس اليهودية ـ وحتى الديانات الوضعية ـ فى الشرق الإسلامي وفي الدولة الإسلامية عبر تاريخ الإسلام ؟ !
لقد صدر عن "المعهد الوطني للدراسات الديموجرافية" ـ في فرنسا الكاثوليكية ـ كتاب [المسيحيون واليهود فى التاريخ الإسلامي العربي والتركي] ليثبت ـ بالحقائق والأرقام والإحصاءات ـ أن نسبة المسلمين بين رعية الدولة الإسلامية وشعوبها ـ في مصر والمشرق العربي وفارس ـ بعد قرن من الفتوحات الإسلامية وقيام الدولة الإسلامية، لم تتعد 20% من السكان !!.. فأين كان هذا السيف الإسلامي الذي يزعمون أنه كان السبيل لانتشار الإسلام؟ .. والذي يفترونه على رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام ؟! .
إن وقائع التاريخ الإسلامي وحقائقه ـ وهى وقائع وحقائق . . وليست نظريات ـ تقول:
* إن الدعوة الإسلامية قد مكثت بمكة ثلاثة عشر عاما ـ أي أكثر من نصف عمر هذه الدعوة ـ يتحمل أهلها كل صنوف العذاب والتعذيب والحصار والفتنة فى الدين، دون أية مقاومة مادية لهذا العذاب والتعذيب . . بل إن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم كان يدعو للذين ينزلون به وبالمؤمنين هذا العذاب فيقول : "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" !! .
* وإن الهجرة الإسلامية من مكة إلى المدينة ـ_ وكذلك الهجرات التي سبقتها إلى الحبشة ـ كانت تهجيرا قسريا واضطراريا ، وإخراجا من الديار ـ وليست خروجا طوعيا ـ وإنها قد تقررت وتمت عندما بلغ التآمر الوثني ذروته، بقرار ملأ قريش وصناديد الشرك أن يسجنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يقتلوه، أو يخرجوه من وطنه (وإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ) [الأنفال: 30] .. وجميعها خيارات تعني "الإعدام" .. فالسجن إعدام معنوي . . وكذلك الإخراج من الديار إعدام بالحرمان من المجال الحيوي للحياة !
* وإن الدولة الإسلامية ـ تحت القيادة النبوية ـ إنما مارست القتال دفاعا عن الدين ضد الذين فتنوا المسلمين في دينهم (والْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتْلِ) [البقرة: 191] ، وضد الذين استفزوا المسلمين فأخرجوهم من ديارهم .. والإخراج من الديار معادل للقتل والإعدام ( ولَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ) [ النساء: 66].
ولذلك، جاء الإذن بالقتال صدا للعدوان الذي مارسه المشركون، ورفعا للظلم الذي وقع بالمسلمين المظلومين (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ) [الحج: 40،39] .. بل وانحصر هذا القتال الإسلامي فى صد هذا العدوان على الدين والوطن فقط لا غير (عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وبَيْنَ الَذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً واللَّهُ قَدِيرٌ واللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (7) لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ ولَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وتُقْسِطُوا إلَيْهِمْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ (8) إنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وظَاهَرُوا عَلَى إخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ومَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)[الممتحنة : 7 – 9].
* وفى هذا القتال الدفاعي ـ الذي دارت أغلب معاركه حول "المدينة" عاصمة الدولة الإسلامية ـ دفاعا عن الدين والوطن ضد المشركين ـ الذين زحفوا للعدوان عليهما ـ سن الإسلام دستورا أخلاقيا للقتال ـ قبل أربعة عشر قرنا من معرفة البشرية لمواثيق أخلاقيات القتال ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اغزوا باسم الله، فى سبيل الله، تقاتلون من كفر بالله [أي من المشركين المعتدين ـ لا تغلٌّوا [أي لا تخونوا] ولا تغدروا، ولا تمثلوا [أي لا تمثلوا ببدن الخصم بعد قتله ] ولا تقتلوا وليدا " ، "ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والولدان" رواه مالك في "الموطأ" .. ومسلم في الصحيح.
ولقد صاغ الراشد الأول أبو بكر الصديق [51 ق. هـ ـ 13هـ / 573ـ 634م ] هذا الدستور لأخلاقيات القتال فى وصاياه العشر لقائد جيشه "يزيد بن أبى سفيان" [ 18هـ / 639 م] وهو ذاهب إلى الشام لتحرير أرضها وشعبها من الاستعمار الروماني، فقال له :
"إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله، فذروهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له . . وإني موصيك بعشر:
1 ـ لا تقتلن امرأة..
2 ـ ولا صبيا..
3 ـ ولا كبيرا هرما..
4 ـ ولا تقطعن شجرا مثمرا..
5 ـ ولا تخربن عامرا..
6 ـ ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكلة..
7 ـ ولا تحرقن نخلا..
8 ـ ولا تفرقّنه ..
9 ـ ولا تغلل..
10 ـ ولا تجبن .. " رواه مالك في "الموطأ" .
 
التعديل الأخير:
رد: الفاتيكان والاسلام

بارك الله فيك اخي على الموضوع
صدقني هم في قرارة نفسهم يأمنون بصدق نبينا
المشكل فينا نحن هل احسنا التبليغ والنشر مثل نبينا واصحابه ام لاء
 
رد: الفاتيكان والاسلام

مشكور يا اخي هناك فيديو علي اليوتيوب للراجلدا ويقول بالحرف الواحد ولا ننكر معاناة شعوب امريكا الاتينيه عندما تم نشر المسيحية بينهم !!!! وشكرا
 
رد: الفاتيكان والاسلام

“نحن في عصرنا الحالي نعاني محاولات الانتقاص من الإسلام حتى يجاري الشرائع الأخرى، ويجاري الحضارة الحديثة؛ فهم يريدون الإسلام زواجًا بلا طلاق، وعقيدة بلا شريعة، وسلامًا بلا جهاد، وعبادة بلا معاملة، ودعوة بلا دولة، ودينًا بلا دنيا”.
 
رد: الفاتيكان والاسلام

" عظيم " الفاتيكان هذا - و لا أعرف سر عظمته - يواجه حربا إعلامية فى هذه الأيام ... فتشوا وراء الأمر و ستعلمون السبب .. منهم الفاسدون و كبيرهم يتستر عليهم
 
رد: الفاتيكان والاسلام

جزاك الله خير
موضوع اكثر من رائع
الاسلام هو دين الله عز وجل ونعلم جيدا ما يفعلوه الصليبيين من انتهاكات للمسلمين ومن اعتدائات
هم بالفعل من يستحقوا كلمة ارهابيين
 
عودة
أعلى