تاريخ العملة والنقود في دولة الكويت

معمر القذافى

عضو مميز
إنضم
8 أكتوبر 2008
المشاركات
2,471
التفاعل
81 0 0
تاريخ العملة والنقود في دولة الكويت

إعداد: أنفال النفيسي



العملات التي راجت في الكويت في أوائل مراحل التأسيس:



بدأت الكويت أولى خطواتها نحو تأسيس كيانها المستقل مع بدايات القرن 17 حيث كانت تسمى بالقرين، فازدهرت الحركة التجارية، وأدى هذا إلى رواج بعض العملات التجارية المنتشرة في هذا الوقت، فكانت البداية من الليرة الذهبية العثمانية وتوابعها إلى الغران الإيراني والروبية الهندية إلى البرقشي الزنجباري والبيزة العمانية والريال النمساوي “ماريا تيريزا” الذي كان يطلق عليه محلياً “الريال الفرنسي”، ثم الجنيه الانجليزي الذهبي بالإضافة إلى “طويلة الحسا”، وهي عملة محلية تستخدم في الإحساء وتتكون من ثلاث فئات، نحاسية وفضية وذهبية، وكان التجار يقبلون تسوية معاملات الدفع فيما بينهم بأي من تلك العملات نظراً لأنها العملات المتداولة في هذا الوقت.



التطورات التاريخية التي أدت إلى استقرار التعامل بالعملة الهندية في الكويت


أصبحت الكويت محطة مهمة يتم فيها تنزيل البضائع القادمة من الهند والمتجهة للشرق والغرب، ثم إعادة شحنها إلى بغداد أو حلب بواسطة قوافل الجمال، لتأخذ طريقها إلى أوروبا.



ومع نهاية القرن 19م، وبعد تولي الشيخ مبارك الصباح الحكم، فمما لا يخفى على أحد أن هناك الكثير من الطامعين في الكويت، مما دفع الشيخ مبارك إلى عقد اتفاقية الحماية مع بريطانيا عام 1899م لإيقاف تلك الأطماع، فازدادت بذلك الثقة في التعامل التجاري مع بريطانيا مما جعلها تتبوأ تلك المكانة بجدارة، وقد نتج عن تلك التطورات دخول العملة الهندية إلى الكويت بقوة، خاصة مع ارتباط الهند بالتاج البريطاني واعتماد الكويت بصورة أكبر على التجارة مع الهند التي شكلت العصب الرئيسي للحركة التجارية في الكويت، وفي ظل تلك التطورات شقت العملة الهندية طريقها كأهم عملة يفضلها التجار والمواطنون في تعاملاتهم اليومية بالكويت.



ومن أسباب دخول الروبية الهندية إلى الكويت أن أحد التجار الكويتيين باع كمية كبيرة من اللؤلؤ في الهند وجلب معه إلى الكويت مبالغ كبيرة جداً من الروبيات (الفضية) مما أدى إلى انتشارها في الأسواق المحلية وتقلص التعامل بالعملات الأخرى بل واختفائها نهائياً.



المحاولة الأولى لإصدار عملة وطنية



كانت هناك محاولة لإصدار عملة محلية في الكويت 1886م، في عهد الشيخ عبدالله الصباح الثاني “الحاكم الخامس للكويت”، حيث أمر الشيخ عبدالله بن صباح بسك عملة نحاسية خاصة نُقش على أحد وجهيها كلمة (الكويت) وتاريخ الإصدار عام 1304هـ ، بينما حمل الوجه الآخر إمضاء الشيخ عبدالله الصباح، حيث كانت تختلف كل قطعة تقريبا من تلك العملة عن غيرها شكلاً وموضوعاً، وقد استمرت تلك العملة في التداول لفترة قصيرة ثم تم سحبها، ويمكن اعتبار محاولة الشيخ عبدالله بن صباح إصدار عملة مستقلة للكويت انعكاساً للوضع الاقتصادي القوي الذي تميزت به سنوات حكمه.



الدينار الكويتي



استمر التداول بالروبية الهندية في الكويت خلال عهد الحماية والنفوذ البريطاني في المنطقة إلى أن نالت تلك الدول استقلالها، ففي أكتوبر من عام 1960م صدر المرسوم الأميري رقم 41 لسنة 1960 بقانون النقد الكويتي الذي نص على جعل الدينار الكويتي العملة الرسمية للبلاد، وبذلك طويت صفحة تاريخية طويلة من تعامل الكويتيين بالعملات الأجنبية خلال العصور التي سبقت تداولهم بالدينار.



العملات المتداولة في الكويت على مر العصور والظروف التي أدت إلى رواجها



تشمل الدراسة في هذا الجزء العملات التالية:



طويلة الحسا



تم تداول هذه العملة ذات الشكل الغريب في نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر، تقريبا في الإحساء، وكانت من أوائل العملات المستخدمة في الكويت، وهي عبارة عن عامود نحاسي صغير طوله أنش وتساوي الثلاثة منها قرش واحد .



العملة العثمانية



كانت الليرة الذهبية العثمانية هي العملة الرسمية في البلاد التي كانت تحت الولاية العثمانية، وكان يتم التداول بالفئات الفضية والنحاسية إن توفرت، وتتكون العملة العثمانية من الليرة الذهبية التي تساوي 100 قرش، بينما ينقسم القرش إلى 40 بارة وتساوي البارة 3 “أكشات” ومفردها “أكشه”، أما الفئات المستخدمة فهي فئة الليرة الواحدة والنصف ليرة والربع ليرة وكلها من الذهب، وبينما تتكون الفئات الفضية من فئة العشرين قرشا، وهي ذات حجم كبير وبنفس حجم الريال، وفئة العشرة قروش والخمسة قروش والقرشان والقرش الواحد، أما الفئات النحاسية فهي فئة العشرين بارة والعشر بارات والخمس بارات والبارة الواحدة، بالإضافة إلى وجود تقسيمات وفئات عديدة أخرى كانت سائدة. وقد تم إدخال تعديلات أساسية على العملة العثمانية في عام 1844م أثناء حكم السلطان عبد المجيد، والذي أُطلق اسمه على العملة العثمانية بشكل عام، سواء أثناء فترة حكمه أو بعد ذلك، حيث كانت تسمى “المجيدية”.



التسميات المحلية لبعض العملات القديمة المتداولة



ومن الأسماء التي كانت تطلق على بعض الفئات من العملات مثلاً:

< فئة الخمس ليرات الذهبية العثمانية وكانت تسمىبريح بالكب.



< االثالرب النمساوي أو دولار ماريا تيزيزا التجاري، وكان يطلق عليه الريال الفرنسي.



< كان يطلق على روبية الملكة فكتوريا اروبية أم بنتب، وروبية الملك ادوارد السابع اروبية الأصلعب، وروبية الملك جورج الخامس اروبية الشايبب لكونه ذو لحية كثة، وروبية الملك جورج السادس اروبية الولدب أي الشاب، والروبية الهندية التي صدرت بعد استقلال الهند والتي تحمل صورة أسد اأسوكاب اروبية أم صنمب، وكان يطلق على البيزة الأولى الصادرة في عهد شركة الهند الشرقية ابيزة أم جلابب، وغيرها من المسميات الكثيرة التي انتشرت في هذه الآونة.


 
رد: تاريخ العملة والنقود في دولة الكويت

الغران الإيراني



استخدمت في الكويت أيضاً العملة الإيرانية وذلك نظراً لقرب البلدين من بعضهما البعض وقِدم عمليات التبادل التجاري بينهما. كانت العملة الإيرانية في المضي من االتومانب الذي يساوي 10 “غرانات”، بينما ينقسم الغران إلى 20 شاهيه والشاهيه إلى 50 دينار “أي أن الغران يساوي 1000 دينار بينما يساوي التومان 10000 دينار”.



الريال النمساوي (ريال ماريا تيريزا) (Maria Theresa)



إن الملكة اماريا تيريزاب هي ابنة إمبراطور النمسا اشارلز السادسب، الذي توفي عام 1740م، ووريثته الوحيدة، ويحمل “الثالر” أو “الريال الفرنسي”- كما يسميه سكان الجزيرة العربية- صورة الإمبراطور ماريا تيريزا على أحد وجهيه وقد كتب حوله اسمها ولقبها، بينما يحمل على الوجه الآخر شعار إمبراطورية النمسا في عهدها وهو “النسر الإمبراطوري”، وقد انتشر هذا الريال بصورة واسعة في الجزيرة العربية وقد أدى ذلك إلى استمرار النمسا في سك هذه العملة بنفس الشكل السابق وبكميات كبيرة ابتداء من عام 1781م.



الريال البر غشي (الزنجباري) والبيزة السعيدية (العُمانية)



من العملات التي استخدمت في الكويت في الماضي العملة الزنجبارية- العُمانية المكونة من الريال الفضي والبيزا النحاسية. ويشار إلى تلك العملة محلياً بالبرقشية نسبة إلى حاكم زنجبار ما بين عامي 1870م-1888م.



الروبية الهندية



يبدو أن استخدام الروبية الهندية في الكويت قد بدأ في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فكان هناك أهمية كبيرة لتلك العملة في تاريخ الكويت نظراً لتداولها على مدى أكثر من مائة عام.



الفئات الذهبية وقِيَمتها



كانت هناك ثلاث فئات من الليرات العثمانية هي فئة الليرة الواحدة ونصف الليرة وربع الليرة.كما كانت هناك فئات أكبر لكنها نادرة الاستعمال ومنها فئة الخمس ليرات، وتساوي الليرة الذهبية العثمانية12 روبية هندية.



الفئات الفضية وقَيمِتها



هناك العديد من الفئات الصغيرة من النحاس والنيكل والبرونز فكانت متعددة وتنتمي لجميع تلك البلدان ابتداء من البيزة الهندية إلى االبيسهب العمانية والزنجبارية إلى البارة العثمانية والشاهيه الإيرانية. وكانت قيمة كل من تلك الفئات معروفه مقارنة بالفئات الأخرى بالإضافة إلى قيمتها الشرائية.



عملة الملكة فيكتوريا ( 1901-1877 1901-1877م) (Victoria Empress)



تم إدخال بعض التعديلات البسيطة على وجه الملكة في المسكوكات التي صدرت ابتداء من عام 1877م. كما كتب حول رأس الملكة كلمة االإمبراطورةب(Empress) بدلا من الملكة، حيث استمر ذلك إلى عام 1901م وهو عام وفاتها، وقد انتشر تداول عملة الملكة فكتوريا بصورة كبيرة في الخليج بما فيه الكويت حيث كان يشار إليها “بأم بنت”.



عملة الملك إدوارد السابع



( 1910-1901 1910-1901م)



بدأ سك عملة الملك إدوارد السابع ملك بريطانيا عام 1903م وذلك بعد اعتلائه العرش بسنتين،حيث صدرت نفس الفئات المتعارف عليها وهي تحمل صورة الملك الجديد على أحد وجهيها وهو مكشوف الرأس في جميع الفئات، ما عدا فئة الآنة الواحدة التي سكت لأول مرة عام 1907م.



عملة الملك جورج الخامس( 1936-1910 1936-1910 م)



اعتلى الملك جورج الخامس العرش البريطاني عام 1910م إثر وفاة الملك ادوارد السابع، وقد صدرت أول عملة تحمل صورته للتداول بالهند عام 1911م حيث سكت منها نفس الفئات السابقة، بالإضافة إلى فئة “المهر” الذهبي عام 1918م (الذي يساوي 15 روبية) وفئة الجنيه الذهبي التجاري الصادر في نفس العام.



صدور الفئات الورقية لأول مرة



من الأحداث التي شهدتها فترة حكم الملك جورج الخامس إصدار الفئات الورقية من النقد لأول مرة والتي أدخلت إلى الكويت أثناء الحرب العالمية الأولى خلال عهد الشيخ سالم المبارك. وكان رد فعل الناس في البداية متحفظاً في قبول تلك العملة حيث اعتادوا على الاحتفاظ بالقطع الفضية والذهبية التي تحمل معها قيمتها االحقيقيةب من تلك المعادن الثمينة، أما الفئات الورقية التي صدرت وتم تداولها في الكويت لأول مرة فكانت فئة الروبية والروبيتين والخمس روبيات والعشر روبيات والمئة روبية



عملة الملك جورج السادس (1936م - 1947م)



وفي عام 1938م صدرت أول عملة للاستخدام في الهند تحمل صورة الملك جورج السادس حيث تم إصدار الفئات الدارجة ابتداء من الآردي إلى الروبية، وقد صدرت الفئات الصغيرة وهي الآردي ونصف البيزة والبيزة من البرونز خلال الفترة 1938،1940م، بينما صدرت فئة الآنة المشرشرة وفئة الأنتين المربعة من خليط النيكل والنحاس، أما فئة الربع روبية والنصف روبية والروبية فقد صدرت من الفضة وبنفس الأحجام والأشكال المستديرة السابقة.



الدينار الكويتي



برزت فكرة إصدار عملة وطنية للكويت عندما بدأ دخل الدولة في النمو كنتيجة لتدفق النفط بكميات كبيرة، وقد درست الحكومة بجدية إمكانية إصدار عملة جديدة مستقلة في ذلك العام،لكنها عادت فعدلت عن الفكرة لعدة أسباب من أهمها ما لمسته من ضرورة كون النقد قوياً ومتمتعاً بمركز ثابت بين العملات الأخرى في العالم، وفي 19أكتوبر من عام 1960م وبعد أن أصبحت الظروف الاقتصادية مهيأة لاتخاذ ذلك القرار صدر المرسوم الأميري بقانون رقم 41 لسنة 1960م الذي نص على إنشاء مجلس النقد الكويتي ليختص بإصدار أوراق النقد والمسكوكات في الكويت وجعل الدينار وحدة للنقد الكويتي الجديد، وفي الأول من أبريل عام 1961م بدأت عملية استبدال روبيات الخليج الهندية بالدنانير الكويتية (كل 33،13 روبية تعادل دينار كويتي واحد) ، وهكذا انتهى تعامل الكويت بالروبية الهندية في 17 مايو 1961م بعد أن تم استخدامها لفترة تزيد عن مائة وعشرين عاماً.



الفئات المعدنية



صدرت الفئات المعدنية وهي تحمل على أحد وجهيها صورة البوم الشراعي الكويتي وسنة الإصدار بالتاريخ الهجري (1380) والميلادي(1961)، أما الوجه الآخر فحمل قيمة العملة في الوسط وكلمة (إمارة الكويت) في الجزء العلوي وكلمة (Kuwait) في الجزء السفلي، وفي عام 1962م صدرت مجموعة أخرى من المسكوكات بنفس الفئات السابقة لكنه تم إلغاء كلمة “إمارة” من عليها لتبقى كلمة “الكويت” فقط بعد أن نالت دولة الكويت استقلالها.



مواصفات الإصدارات الكويتية



تتميز الأوراق النقدية الكويتية بنوعيتها الفاخرة التي اهتمت دولة الكويت بجودتها، ويبدو ذلك واضحاً إذا أمسكنا بورقة نقد كويتية، إذ نلاحظ متانة وتماسك ورقها ذو الملمس الفريد المميز والمصنوع طبقاً لمواصفات خاصة، من حيث تركيب العجينة ومواد الحشو.



وإلى جانب ما تقدم تتميز الأوراق النقدية الكويتية بوجود ما يسمى بخيط الأمان أو اسلك الضمانب. ويمتد هذا الخيط الأسمر اللون رأسياً بطول الورقة، من أعلى إلى أسفل، وهو غائر ومندمج داخل ورقة النقد، ويتم ضغطه داخل عجائن الورق وهي ما تزال لينة أثناء عملية صنع الورق، ويظهر هذا الخط بوضوح إذا نظرنا إلى ورقة النقد والضوء يسقط عليها من الخلف وكان خيط الأمان في الإصدار الأول والثاني متقطعاً بينما أصبح متصلاً دون تقطيع في الإصدار الثالث، وكذلك الإصدار الرابع، أما الإصدار الخامس فقد تم تغيير لون خيط الأمان فيه إلى الفضي وصار يظهر متقاطعا، بينما يتحول إلى متصلا عند تعرضه إلى مصدر الضوء العادي.



المركز القوي للدينار الكويتي بين العملات العالمية



استمر الدينار الكويتي متبوئاً مركزه القوي المدعوم بالذهب والعملات العالمية الرئيسية على مدى السنوات الماضية، فقد بلغت قيمة الذهب الذي تحتفظ به الكويت كغطاء للنقد عام 1963م 18493109 دينار كويتي وهي تعادل 52% من النقد المتداول آنذاك، أما بقية الغطاء فكان من العملات الأجنبية البالغ قيمتها 17815125 دينار كويتي، علماً بأن مجموع النقد المتبادل في نهاية السنة المالية 1962/1963 1962/1963 بلغ ما مجموعه 5،35 مليون دينار كويتي تقريبا، أي بمعدل 100 دينار تقريباً لكل فرد من سكان الكويت في ذلك الوقت، وفي نهاية عام 1966م بلغ النقد الكويتي المتداول حوالي 50 مليون دينار ازداد إلى 65 مليون دينار عام 1971م.



الإصدارات التذكارية



صدرت أول قطعة ذهبية تذكارية للكويت عام 1960م (1379 هجرية) وذلك كما يبدو بمناسبة عيد جلوس المرحوم الشيخ عبد الله السالم الصباح، وكانت تلك القطعة لا تحمل قيمة معينة وتزن 012،8 جرام، كانت قيمتها آنذاك 3 دنانير، وقد صدرت الفئات الورقية باسم حكومة الهند (Government of India) .
 
عودة
أعلى