الشواهد والتواريخ تؤكد أن مسألة اضطهاد الأمازيغ هي مفتعلة في هذا العصر من قبل أذناب الإنجليز المنادون بالقومية العربية المقدسة ، فقد قامت دول حكامها ووزرائها من الأمازيغ والعرب رعية فيها ومع هذا تكلم الحكام والوزراء بلغة الرعية . لماذا ؟ لأن من كان قبلنا وعي السبب والهدف . فمثلا الدولة الرستمية والحفصية شرقا والدولة الوطاسية و المرينية غربا كان حكامها من سلالات أمازيغية . فهاهو اليوم للأسف يدرس في مناهجنا العربية أن دولة الخلفاء العثمانيين كانت احتلالا تركيا لأراضينا و و و . و الحق يقال أنه في تلك الدولة لم يعرف الناس انتماء غير انتمائهم الاسلامي ومع هذا فالسلطان عبد الحميد الثاني التركي كان يجيد العربية قراءة وكتابة وجعلها لغة رسمية للدواوين . وكان ممثل ليبيا لدى الدولة العثمانية سليمان الباروني باشا أمازيغيا من نالوت ومع هذا كان في اللغة العربية أديبا وشاعرا بما تحمله الكلمة من معنى . للأسف لا زلنا في دوامة مغلقة صنعها لنا الانجليز . فالاستخبارات الانجليزية كانت دائما تفتعل الفتنة بين العرب والقوميات الاخرى وروج جواسيسها لأدلة فضل العرب و تفوقهم وقد خاطب سفير بريطاني الشريف الحسين بن علي أمير الحجاز بقوله : ( اشترط الفقهاء عندكم أنه يجب أن يكون الخليفة قرشي النسب عربي فكيف ترضون أن يرأسكم شخص تركي ) وزد على ذلك الاسلوب . وأول من خرج وأشهر جمعيات للقومية العربية العروبة هم نصارى لبنان صدق الله إذ يقول (( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق )) وهاهم يخرجون اليوم علينا بأسماء مثل ميشيل وفرانسوا ولويس فهل هذه عروبة ... بعد ما نجح مخططهم كان أول من انسلخ .. يجب أن نعي الدرس جيدا ونعرف من نحن و ماهو هدفنا ؟ قال سيدنا عمر بن الخطاب (( نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فمتى طلبنا العزة بغيره أذلنا الله )) صدق الفاروق فنحن طلبنا العزة بالقومية والتحزب و ها نحن في ذلة بعد ذلة .. اليوم يدخل الناس في دين الله أفواجا من شعوب اوروبا وامريكا التي أعدت فيما قبل الجيوش الصليبية .. فهل نخاطبهم بأنهم عرب قدماء هاجروا إلى اسكندنافيا وتغير شكلهم إلى الشقرة ولغتهم إلى اللاتينية ولكنهم عرب !!! هذا هو خطاب البعض للأسف في جتمعنا ... ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وهذه هديتي إلى الأخ المغربي mr paradox . واعذروني على الإطالة .
