الطريدة والصياد.. القتال في المناطق الصعبة.

anwaralsharrad 

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
18 مايو 2013
المشاركات
11,872
التفاعل
53,725 991 19
الطريــدة والصيــاد.. القتــال فــي المناطــق الصعبــة

Untitled.png

غالباً ما يرغب القادة العسكريون في مهاجمة المدن والمناطق الحضرية بقصد إما تحطيم قوة معادية تتحصن بداخلها، أو بسبب الموقع الإستراتيجي strategic location لهذه المدن والذي لا يمكن تفويت فرصة الاستحواذ عليه. فالمدن ليست مجرد مكان تستقر فيه الحكومة القائمة لإدارة شؤون البلاد، بل هي تضم أيضاً القاعدة الصناعية، شبكات النقل، وقلب الدولة الاقتصادي والثقافي والاجتماعي. المعارك الحالية والمستقبلية من أجل السيطرة على المدن، ستكون محفوفة بنفس الأخطار التي حرصت الجيوش في الماضي لتفاديها. الشوارع الضيقة narrow streets تمثل مواقع كمين مثالية، وخطر الإصابة بالنيران الصديقة يتعاظم.

إضافة لذلك، في المدن يختار العدو في أغلب الأحيان أن يختلط مع عامة الناس من المدنيين. بالنتيجة، القوة المفرطة والضرر الإضافي يمكن أن يتسبب في قتل جرح الكثير من المدنيين، وهو ما تستغله عادة وسائل الإعلام المختلفة للإشارة لحجم المعاناة التي يعيشها المدنيين في الداخل. القوة النارية الثقيلة heavy firepower ذات نتيجة عكسية في بعض الأحوال وذلك لقدرتها على خلق الأنقاض وأكداس الحطام التي تمثل مواضع تخفي ملائمة لعناصر الدفاع. الدعم اللوجستي والإخلاء الطبي medical evacuation صعب الإنجاز في أحسن الأحوال. هكذا، ليس من المفاجئ أن القادة العسكريون يفضلون البقاء بعيداً عن المدن.


Untitled2.png

في المناطق والتضاريس الحضرية، تنفيذ العمليات الهجومية offensive operations التي تمارس ويتقيد بسياقاتها العنصر المهاجم، غالباً ما تتضمن أدوار الرصد والمراقبة، التقرب والتقدم السريع، وأخيراً المرور والاختراق. لكن أثناء العمليات الدفاعية defensive operations العنصر المتحصن سوف يتقيد بسياقات أخرى، تتضمن بشكل رئيس المراقبة والتتبع، التخفي والاحتجاب، المضايقة والإزعاج، وأخيرا التسلل والتغلغل.

في المدن الكبرى، هذه المؤشرات تعكس نسبياً وصف نوعين من مناطق القتال هي: المناطق السهلة soft zones والمناطق الصعبة hard zones. المصطلح الأول يشير لتلك المناطق التي توصف بطرقها المفتوحة والسريعة ثنائية الاتجاه. فهي مكان يوفر أرضية قتال واضحة المعالم وسهل الحركة والتنقل لعموم القوات المشاركة بالعمليات. مقابل ذلك، توصيف المنطقة الصعبة عادة ما يوجه نحو المركز التاريخي أو المدينة القديمة old city، حيث متاهة الشوارع الصغيرة الضيقة والمباني القديمة المتناثرة بالارتفاعات المتباينة، وهي كذلك قد تتضمن شبكة أو تفرعات نهرية fluvial network.


Untitled1.png

المنطقة الصعبة في أغلب الأحيان تشير للمركز السياسي والتجاري والتاريخي للمدينة، وغالباً ما تكون مفضلة للمدافعين بسبب كثافتها الإنشائية والسكانية وصعوبة التنقل بين ضواحيها. هي أرض ملائمة لتنفيذ الكمائن والقتال القريب التلاحمي close-quarter، لذا يطلق عليها الكثير من القادة العسكريون تعبير "مصيدة الدبابات" tanks trap (ذلك لقابلية المدافعين على تنفيذ العقبات الطبيعية أو الاصطناعية بالعرض والعمق الكافي وبالجوانب الحادة لمشاغلة وايقاف الدبابات والوحدات المدرعة الأخرى).

في المنطقة الصعبة وعلى النقيض تماماً من مثيلتها السهلة، شبكة الطرق متعددة الأطوار تجعل مركز المدينة في أغلب الأحيان كشبكة العنكبوت spider web حيث الشوارع القصيرة والضيقة التي لا تسهل اشتباك الوحدات المدرعة مع أهدافها. في هذه الشوارع، الوحدات المهاجمة سيتم مواجهتها بقوات العدو المتنقلة صغيرة الحجم والتي تتبنى مبدأ "أضرب وأهرب" hit-and-run وتستخدم مصائد المغفلين والكمائن المضادة للدبابات. في هذا النوع من المناطق، عادة ما نشهد المجابهة أو المواجهة النهائية final confrontation بين الدبابات والقوات المضادة لها.


 

المرفقات

  • Untitled1.png
    Untitled1.png
    357 KB · المشاهدات: 26
الطريــدة والصيــاد.. القتــال فــي المناطــق الصعبــة

مشاهدة المرفق 649722

غالباً ما يرغب القادة العسكريون في مهاجمة المدن والمناطق الحضرية بقصد إما تحطيم قوة معادية تتحصن بداخلها، أو بسبب الموقع الإستراتيجي strategic location لهذه المدن والذي لا يمكن تفويت فرصة الاستحواذ عليه. فالمدن ليست مجرد مكان تستقر فيه الحكومة القائمة لإدارة شؤون البلاد، بل هي تضم أيضاً القاعدة الصناعية، شبكات النقل، وقلب الدولة الاقتصادي والثقافي والاجتماعي. المعارك الحالية والمستقبلية من أجل السيطرة على المدن، ستكون محفوفة بنفس الأخطار التي حرصت الجيوش في الماضي لتفاديها. الشوارع الضيقة narrow streets تمثل مواقع كمين مثالية، وخطر الإصابة بالنيران الصديقة يتعاظم.

إضافة لذلك، في المدن يختار العدو في أغلب الأحيان أن يختلط مع عامة الناس من المدنيين. بالنتيجة، القوة المفرطة والضرر الإضافي يمكن أن يتسبب في قتل جرح الكثير من المدنيين، وهو ما تستغله عادة وسائل الإعلام المختلفة للإشارة لحجم المعاناة التي يعيشها المدنيين في الداخل. القوة النارية الثقيلة heavy firepower ذات نتيجة عكسية في بعض الأحوال وذلك لقدرتها على خلق الأنقاض وأكداس الحطام التي تمثل مواضع تخفي ملائمة لعناصر الدفاع. الدعم اللوجستي والإخلاء الطبي medical evacuation صعب الإنجاز في أحسن الأحوال. هكذا، ليس من المفاجئ أن القادة العسكريون يفضلون البقاء بعيداً عن المدن.



في المناطق والتضاريس الحضرية، تنفيذ العمليات الهجومية offensive operations التي تمارس ويتقيد بسياقاتها العنصر المهاجم، غالباً ما تتضمن أدوار الرصد والمراقبة، التقرب والتقدم السريع، وأخيراً المرور والاختراق. لكن أثناء العمليات الدفاعية defensive operations العنصر المتحصن سوف يتقيد بسياقات أخرى، تتضمن بشكل رئيس المراقبة والتتبع، التخفي والاحتجاب، المضايقة والإزعاج، وأخيرا التسلل والتغلغل.

في المدن الكبرى، هذه المؤشرات تعكس نسبياً وصف نوعين من مناطق القتال هي: المناطق السهلة soft zones والمناطق الصعبة hard zones. المصطلح الأول يشير لتلك المناطق التي توصف بطرقها المفتوحة والسريعة ثنائية الاتجاه. فهي مكان يوفر أرضية قتال واضحة المعالم وسهل الحركة والتنقل لعموم القوات المشاركة بالعمليات. مقابل ذلك، توصيف المنطقة الصعبة عادة ما يوجه نحو المركز التاريخي أو المدينة القديمة old city، حيث متاهة الشوارع الصغيرة الضيقة والمباني القديمة المتناثرة بالارتفاعات المتباينة، وهي كذلك قد تتضمن شبكة أو تفرعات نهرية fluvial network.



المنطقة الصعبة في أغلب الأحيان تشير للمركز السياسي والتجاري والتاريخي للمدينة، وغالباً ما تكون مفضلة للمدافعين بسبب كثافتها الإنشائية والسكانية وصعوبة التنقل بين ضواحيها. هي أرض ملائمة لتنفيذ الكمائن والقتال القريب التلاحمي close-quarter، لذا يطلق عليها الكثير من القادة العسكريون تعبير "مصيدة الدبابات" tanks trap (ذلك لقابلية المدافعين على تنفيذ العقبات الطبيعية أو الاصطناعية بالعرض والعمق الكافي وبالجوانب الحادة لمشاغلة وايقاف الدبابات والوحدات المدرعة الأخرى).

في المنطقة الصعبة وعلى النقيض تماماً من مثيلتها السهلة، شبكة الطرق متعددة الأطوار تجعل مركز المدينة في أغلب الأحيان كشبكة العنكبوت spider web حيث الشوارع القصيرة والضيقة التي لا تسهل اشتباك الوحدات المدرعة مع أهدافها. في هذه الشوارع، الوحدات المهاجمة سيتم مواجهتها بقوات العدو المتنقلة صغيرة الحجم والتي تتبنى مبدأ "أضرب وأهرب" hit-and-run وتستخدم مصائد المغفلين والكمائن المضادة للدبابات. في هذا النوع من المناطق، عادة ما نشهد المجابهة أو المواجهة النهائية final confrontation بين الدبابات والقوات المضادة لها.





وفقك الله ونفع بعلمك أستاذ أنور

إنما سؤالي الذي لا أملك جواب عليه

لماذا بالرغم من كل هذه الفترة الطويلة من الحروب

منذ الحرب العالمية الأولى

لماذا لم يصل المخططين و القادة العسكريين إلى حل فعال للقتال في المدن؟


المعارك الجوية
البحرية
الأعماق
البرية
إلخ

المناطق المفتوحة
الغابات
الجبال

كل هذه لها قواعد و لها أشخاص بارزين و ناجحين في القتال فب هذه البيئات

إلا في المدن
 
إقتراح للإخوة في القسام لماذا لا قضيفتين متتاليتين لفعالية أكبر
 
إقتراح للإخوة في القسام لماذا لا قضيفتين متتاليتين لفعالية أكبر


بمجرد إطلاق القذيفة الأولى يتم رصدك

يصبح من الصعب البقاء و إطلاق قذيفة أخرى

عدا عن أن بعض المقاطع تظهر المقاومين بدون تجهيزات بسيطة مثل واقي الرصاص
 
بمجرد إطلاق القذيفة الأولى يتم رصدك

يصبح من الصعب البقاء و إطلاق قذيفة أخرى

عدا عن أن بعض المقاطع تظهر المقاومين بدون تجهيزات بسيطة مثل واقي الرصاص
أنا أتحدث عن ثانيتين أو ثلاث بعد الطلقة الأولي.
 
إنما سؤالي الذي لا أملك جواب عليه
لماذا بالرغم من كل هذه الفترة الطويلة من الحروب
منذ الحرب العالمية الأولى
لماذا لم يصل المخططين و القادة العسكريين إلى حل فعال للقتال في المدن؟

مشهد القتال الحضري أو حرب المدن معقد لأقصى حد أخي !!! فعلى النقيض من الحرب التقليدية conventional warfare حيث ساحات المعارك المفتوحة والعدو المنظور، يجري في بيئة القتال الحضرية استغلال التراكيب الإنشائية والممرات والمرافق تحت أرضية كالأنفاق ومجارير المياه من أجل التنقل والتخفي وتنفيذ الهجمات.

خلال معارك الحرب العالمية الأولى، خطورة ساحة المعركة battlefield lethality وطبيعة حرب الخنادق، قيدت كثيراً من قابلية الجيوش على المناورة والهجوم بشكل حاسم. البلدات والمدن الصغيرة التي صادف وجودها في طريق المعركة، خصوصا بعد العام 1914، أزيلت ببساطة بالقصف المدفعي الهائل والذي مثل منهج جميع العمليات خلال سنوات الحرب التي امتدت لنحو أربع سنوات.

وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية العام 1939 وتحديداً في السنتان الأولى من بدايتها، طبقت القوات النازية استراتيجية الحرب الخاطفة Blitzkrieg (مذهب عسكري يدعو لإنجاز هجوم مفاجئ وسريع ومركز بدعم القوات المدرعة وتشكيلات المشاة الآلي، سوية بالدعم الجوي القريب، بقصد اختراق خطوط دفاعات العدو وتحصيناته)، حينها بدا جلياً لمنظري الحرب أن تلك المعارك العملاقة المتضمنة بشكل رئيس لعنصر المناورة maneuver، ستكون هي الخاصية الرئيسة الجديدة للحرب الحديثة. لكن لسوء الحظ، السنوات اللاحقة للحرب أظهرت نهاية الفترة القصيرة نسبيا من التاريخ العسكري حيث معارك الميدان المفتوحة open-field battle سيطرت على توظيف القوة العسكرية لتحل محلها معارك المدن وقتال التضاريس الحضرية.
 
عودة
أعلى