أنــــا لــــم أصــــل إلــــى الليطانــــي
I did not reach the Litani
صورة نادرة من أرشيفي الخاص وغير معروضة على الشبكة لدبابة Merkava Mk3 وقد ثقبت مقدمة برجها نتيجة صاروخ موجه مضاد للدروع أطلقه مقاتلو حزب الله خلال معركة وادي السلوقي.
I did not reach the Litani
صورة نادرة من أرشيفي الخاص وغير معروضة على الشبكة لدبابة Merkava Mk3 وقد ثقبت مقدمة برجها نتيجة صاروخ موجه مضاد للدروع أطلقه مقاتلو حزب الله خلال معركة وادي السلوقي.
كتاب أنا لم أصل إلى الليطاني I did not reach the Litani الذي أعده قائد إحدى الدبابات الإسرائيلية المشاركة في عملية عبور وادي السلوقي وهو "جوناثان كوهين" Jonathan Cohen يعد بلا شك أفضل كتاب تناول وصف معارك الدرع التي جرت في حرب لبنان الثانية 2006.. هذا الكتاب الذي طبع باللغة العبرية، نشر أولاً العام 2007 وضم عدد 187 صفحة من الحجم المتوسط. هو يصف اللحظات الحرجة التي مر بها الكاتب خلال المعركة عندما فقد بشكل نهائي ثلاثة من أعضاء سريته في حرب لبنان الأخيرة.
كوهين الذي كان يشغل زمن الحرب وظيفة سائق دبابة في إحدى السرايا الملحقة بالكتيبة التاسعة، التابعة للواء 401، لحقت به إصابة خطرة في تلك الحرب، فقرر بعد التشافي أن يحاول تجاوز كوابيس حرب لبنان في كتابة وذلك من خلال الحديث عن التجارب الصعبة التي خاضتها وحدته المدرعة. إذ وبعد تجاوز فترة العلاج الطويلة، باشر الرجل كتابة مذكراته عن الحرب وسرد الذكريات الأليمة والشخصية التي مر بها، بالإضافة لتوثيق الأيام المخيفة الأخيرة في حياة أصدقاءه الثلاثة الذي قتلوا في المعركة.
ما يتحدث عنه الكاتب هو قصة قائد السرية برنستين الذي أبرق لقيادته بعد أن أصيبت دبابته بصاروخ موجه مضاد للدروع "دباباتي قد ضربت" My tank are damaged! وبعد ذلك توقف الراديو عن العمل. ركض قائد سرية أخرى يدعى جيلفاند باتجاه دبابة برنستين ورآه ممدداً على الأرض على مسافة عشرون متراً تقريباً من الدبابة المشتعلة. لقد اصطدم صاروخ بدبابة برنستين عندما كان على مقربة من البرج مما أدى لمقتله فوراً، في حين حشر أفراد الطاقم الآخرون بالداخل. عمل جيلفاند وباقي الجنود في المكان بشراسة لإخراج الرجال المحصورين.
بالنتيجة وبعد جهد عظيم، استطاع فريق جيلفاند إخراج الملقم "آمي مشولامي" Ami Mashulami والمدفعي "آيدو غرابوسكي" Ido Grabovski الذين استسلموا لجروحهم وتوفوا بعد بضع دقائق، في حين أمكن إنقاذ حياة السائق "آدم أزولي" Adam Azoulai الذي كان جريح وفي حالة خطرة، لكنه تعافى لاحقاً من جروحه.
جيلفاند وطاقم دبابته وجنود المشاة الذين كانوا في عربته لحظة الحادث، غادروا المكان بشكل تدريجي وشقوا طريقهم بصعوبة إلى منطقة قريبة منخفضة نسبياً يحيط بها بستان من أشجار الزيتون. فلم يكن هناك ما يكفي من النقالات لحمل جميع الجرحى، ناهيك عن أن معظم الأجهزة الطبية كانت قد احترقت في الدبابات المشتعلة. كل ذلك حدث مع تأخر أمداد الكتيبة بالدعم المطلوب ومركز القيادة استمر بالقول إن أفراد الإنقاذ سيصلون في أي دقيقة، لكن دون نتيجة. لاحقا، قوة الإنقاذ وصلت وقام أحدهم بحمل جسد برنستين على ظهره، وتم انسحاب الجميع تحت نيران حزب الله القاتلة.