الإرهاب في الـعـقـيـــدة الــصـهـيــونـيــة

إنضم
10 يناير 2009
المشاركات
1,481
التفاعل
21 0 0
F%20(35).jpg

لم يعرف تاريخ البشرية، قديمه وحديثه، إرهاباً يشابه الإرهاب الصهيوني ضد الشعب العربي الفلسطيني، حيث فاق في وحشيته وفظاعته، جميع المجازر أو المذابح التي جرت في مسار تاريخ الحروب والصراعات السابقة والمعاصرة. ولنا في القرآن العظيم الدليل الأوفى على تلك المقولة، في قول الحق سبحانه وتعالى: (كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله، ويسعون في الأرض فساداً، والله لا يُحب المفسدين) المائدة - 64، وقوله أيضاً: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا...) المائدة - 28.
وقد كان مشركو العرب في جاهليتهم أرق من اليهود قلوباً، وأعظم سخاءً وإيثاراً، وأكثر حرية في الفكر واستقلالاً في الرأي.
وقبيل الولوج في صلب موضوع «الإرهاب الصهيوني» لابد لنا أن نتعرف على هذا المصطلح المؤلف من لفظين، وفق شرح معجم المصطلحات السياسية:
الإرهاب: Terrorism لفظ إرهاب مشتق من الفعل اللاتيني (Terrere) أي يرهب، والإرهاب عملية قد تقوم بها السلطة لتعزيز قبضتها على المجتمع، أو قد تقوم بها عناصر مناوئة للحكومة ترى في الإرهاب وسيلة لتحقيق أهدافها الخاصة، أو يشكل الإرهاب السياسي رصيداً للحركات السياسية التي تتخذ العنف طريقاً وحيداً لبلوغ أهدافها.
ويستهدف الإرهاب إحداث تغيير في سياسة الحكومة التي تُعتبر الضحية مهمة بالنسبة لها، وقد يكون الإرهابيون أفراداً، ولكن يغلب أن يمارس الإرهاب من قبل منظمات أو حتى حكومات (كالإرهاب الصهيوني) وحينما تتورط حكومة ما في عملية إرهابية، فإنها تبغي من وراء ذلك إحداث تحول في سلوك الحكومات الأخرى.
وقد تصاعدت أعمال الإرهاب واتسع نطاقها في العصر الحالي مع ازدياد المشاكل السياسية وتعقدها، ومع التطور المطرد في تكنولوجيا العنف.
صهيونية: zionism هي حركة يهودية هدفها تأسيس أو إعادة تأسيس أمة يهودية في فلسطين لإحياء حكم ملوك صهيون وأنبياء بني إسرائيل، والحركة تتميز بتطلعات قومية مؤسسة على دين، وقانون، وعادات، ولغة، استمرت أو أجري إحياؤها رغم عدم وجود الأرض التي تجمع اليهود. ولقد تأسست الصهيونية كحركة حديثاً بواسطة «تيودور هرتزل» في المؤتمر الصهيوني العالمي المنعقد في «بازل» سويسرا عام 1897م وأضحت حقيقة سياسية مع وعد بلفور عام 1917م، والصهيونية تجمع تطلعات اليهود في كل أنحاء العالم لكسب إقليم يمكنهم استكمال الشخصية القانونية والسياسية لدولة يهودية. وهم يؤسسون مطالبتهم بأرض فلسطين على وجه التحديد، على فكرة الاتصال غير المنقطع مع «أرض إسرائيل» كما يُسمونها، وهي الفكرة التي مكنتهم من الإبقاء على نوع من الشخصية الجامعة خلال الستينات.
أما مطالبتهم بإقليم على وجه العموم، فمؤسسة على حاجة اليهود الملحة لأن يجتمعوا في دولة أو أن ينهوا فترة تجمعهم كمجرد أتباع دين مشتتين في بلاد عديدة وحسب، حيث يؤمنون أن غياب الدولة كان السبب الرئيسي أو الأساسي لما حدث لهم من اضطهاد في الدول الغربية وخاصة في ألمانيا النازية.

أسباب الإرهاب الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني

يمكن إرجاع الإرهاب الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني إلى عدة أسباب، منها: القوانين العنصرية في دولة إسرائيل، عوامل التفوق الإسرائيلي في مجال الاستخبارات، الاختراق في الجانب الإسرائيلي، والصمت الدولي تجاه إرهاب الدولة.
القوانين العنصرية في دولة إسرائيل:

حيث تعتبر وثيقة إعلان الدولة عام 1948م خير ما يعبر عن هذا فقد ورد فيها بالنص الحرفي، «إن إسرائيل دولة اليهود» ومن هذه الوثيقة خرجت العديد من القوانين الأساسية في إسرائيل التي تعتبر جوهر العنصرية، ومن أهمها «قا نون العودة وأملاك الغائبين» ويمكن الاستدلال أيضاً بشكل عملي على التمييز العنصري في قوانين دولة إسرائيل، بالتمييز الصارخ بين اليهود والفلسطينيين أمام المحاكم اليهودية، فاليهودي الذي يقتل فلسطينياً بدون أي مبرراً لا يحكم عليه العقوبة نفسها التي يحكم فيها على الفلسطيني الذي يقتل يهودياً، وغالباً ما تتم تبرئته أو العفو عن العديد ممن ارتكبوا أعمال قتل من المستوطنين والجنود الإسرائيليين الذين قتلوا فلسطينيين، وأنهم عرب من منظور البعض منهم «العربي الجيد هو العربي الميت».
عوامل التفوق الإسرائيلي في مجال الاستخبارات:

إن التطوارات والإمكانات التكنولوجية المسخرة لخدمة الأجهزة الأمنية والعسكرية في إسرائيل سهلت القدرة على الاختراق وحرية الحركات لشبكات الموساد الإسرائيلي في العديد من البلدان المختلفة، مما جعل الحكومة الإسرائيلية تمارس سياسة التصفية والاغتيالات كهدف استراتيجي في الفكر العسكري والأمني الاسرائيلي، ومبررة ذلك تحت غطاء الردع ومكافحة الإرهاب أينما كان.
الاختراق في الجانب الإسرائيلي:

إن العوامل والأسباب التي أدت إلى زيادة وتيرة الإرهاب الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين أمر شائك وحساس، ولكن باختصار: من الضرورة بمكان الأخذ بمبدأ الحيطة والحذر وشح الإمكانات والقدرات العسكرية والمادية والأمنية الفلسطينية القائمة، وغياب الاستقلال الوطني ونقص السيادة الكاملة واستمرار الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية... كان لكل ذلك أثر سلبي على الفلسطينيين، أي وجود عجز فلسطيني واضح في مقاومة الاحتلال والغطرسة الإسرائيلية، مما أدى إلى وقوع الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية ضحايا لإرهاب إسرائيل.
الصمت الدولي تجاه إرهاب الدولة:

المؤسسات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي تستخدم سياسة المعايير المزدوجة وخاصة في مسألة الصراع العربي الإسرائيلي، مما يشكل حافزاً للاسرائيليين للاستمرار في إرهاب الشعب العربي الفلسطيني، كما أن الدول التي تفتح مجالات للموساد الإسرائيلي تشجع الحكومة الإسرائيلية على السير في سياسة الاغتيالات والتصفية. أما بالنسبة لموقف الولايات المتحدة من الإرهاب الإسرائيلي فدائماً تجد الحكومات الإسرائيلية الدعم المطلق وأبسطه «حق الفيتو» الممنوح للولايات المتحدة الأمريكية، مما يعطل أي مشروع عربي يمس بأمن وسمعة إسرائيل حتى لو كانت إدانة فقط، كل هذه العوامل مجتمعة تجرنا إلى بحث مسألة إرهاب الدولة.

إرهاب الدولة : الإرهاب الإسرائيلي «كنموذج»

1- كما يُمارس الإرهاب من قبل أفراد وجماعات ومنظمات ضد دولة ممثلة بحكوماتها وأجهزتها الرسمية أو قواتها المسلحة ومؤسساتها وأشخاص إدارتها، فإن الدول قد تمارس إرهاباً ضد مواطنيها أو بعضهم ممثلين بفئات عرقية أو دينية أو طائفية، وقد تستهدف أحزاباً وجمعيات وأشخاصاً ناشطين، لتطويع إرادتهم وصرفهم عن معارضتها في الغالب بقصد الاستئثار بالسلطة وممارسة الاستبداد، وتلك أمور تقع في حالات السلم وتكيفها «قوانين حقوق الإنسان» ويختص بحكمها مصدران رئيسيان: داخلي وخارجي. أما الداخلي فيتعلق بمجموع الضمانات المتصلة بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية، مما نصت عليه القوانين الداخلية للدول، خصوصاً لمن أراد من الدول أن يخض الحقوق والحريات العامة للأفراد بمنزلة خاصة، ويرتقي بتلك القوانين إلى مصاف القواعد السيادية.
وأما الإرهاب الدولي الذي نحن بصدده - فيعالج إرهاب الدولة بشكليه: سواءً الذي تمارسه ضد شعبها ومواطنيها أفراداً وجماعات ومنظمات، أو ضد دولة أخرى بمن في ذلك: الأفراد والفئات والجماعات والمنظمات القائمة على إقليمها والخاضعة لسيادتها، وكذلك ما يترتب على الاحتلال الحربي لأقاليم الغير «كالحالة الفلسطينية، أو الحالة العراقية حالياً» أو جزء منها جراء النزاعات المسلحة وما يخالطها أو يتلوها من إرهاب، والأول يجد مصادره في «القانون الدولي لحقوق الإنسان» ومن أهم مرجعياته: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والميثاق الدولي المتعلق بالحقوق الاقتصادية والإجتماعية والثقافية لعام 1966م، والميثاق الدولي المتعلق بالحقوق المدنية والسياسية للعام 1966م. والبروتوكول الاختياري الملحق بهما لعام 1966م أيضاً، والبروتوكول الثاني الهادف إلى إلغاء عقوبة الإعدام لعام 1989م، والمعاهدة الدولية لإلغاء كل أشكال التمييز العنصري لعام 1965م، ومعاهدة منع التعذيب والعقوبات الأخرى التي تتصف بالمعاملة الوحشية وغير الإنسانية أو المذلة لعام 1984م، إلى جانب المعاهدات والاتفاقيات الاقليمية فالمعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان لعام 1950م، والمعاهدة الأمريكية لحقوق الإنسان لعام 1969م، والميثاق الأفريقي لحقوق الانسان والشعوب لعام 1981م وغيرها.
أما الثاني فيجد مصادره في «القانون الدولي الإنساني» وتنحصر مهمته في حماية حقوق الإنسان في حالات النزاعات المسلحة، وهو مجموعة المبادئ المعترف بها دولياً والهادفة إلى الحد من استخدام العنف في وقت النزاعات المسلحة وبسط الحماية على الأفراد المشتركين في العمليات الحربية، أو الذين توقفوا عن المشاركة فيها، والجرحى والمصابين والأسرى والمدنيين بقصد جعل العنف في المعارك العسكرية مقتصراً على الأعمال التي تقتضيها ضرورات الهدف العسكري حصراً.
وبمقتضى هذا التعريف فإن أهم مصادر «القانون الدولي الإنساني» هي اتفاقيات لاهاي لعامي 1899 و 1907م، خاصه البنود التي حددت الوسائل المسموح بها أثناء العمليات الحربية، واتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949م: الأولى المتضمنة حماية الجرحى والمرضى وتحسين أحوالهم في القوات المسلحة في الميدان، والثانية بشأن تحسين حالة الجرحى والمرضى والغرقى في القوات المسلحة في البحار، والثالثة بشأن معاملة أسرى الحرب، والرابعة بخصوص حماية المدنيين وبروتوكوليها الإضافيين لعام 1977م.
موقف اليهود من الإرهاب:

هذا الموقف الذي لا نبالغ إذا قلنا إن الإرهاب قد اقترن بهم أصلاً، فهم مخترعو مصطلح «الإرهاب الوقائي» Precaution Terrorism حين اعتمدوه كأداة سياسية خرجت به توصيات المؤتمر اليهودي المعقود في «بازل» في سويسرا عام 1897م، ثم إن الكيان الصهيوني شُيّد على الإرهاب وهو مدين بوجوده إلى منظمات إرهابية مثل : الهاجاناه، والأتسل، وليحي، وشتيرن، وهاشوير والإرغن زفاي ليومي... ومنها تكوّن جيش إسرائيل، ولذا فإن المدرسة العسكرية الإسرائيلية تقوم على الإرهاب أكثر مما تقوم على غيره من أساليب العمل العسكري. وثمة مقولة «ليجال ألون» مفادها: «أن لكل دولة جيشاً يحميها، ولكن إسرائيل عبارة عن جيش له دولة».
إن اقتران الصهيونية بالإرهاب يجعل البحث فيه خارجاً عن الحصر، إذ بلغت ضحايا إرهاب المنظمات الصهيونية في فلسطين قبل تأسيس الكيان الصهيوني: 1907 قتلى و 1732 جريحاً، وذلك في الفترة المحصورة بين عامي 1936 - 1948م.
ومنذ أن أصبح الإرهاب ظاهرة صهيونية في عام 1936 فإن المنظمات الإرهابية اليهودية مارست كل أنواع الإرهاب، وكان المستهدفون كل شرائح المجتمع الفلسطيني، فلم تسلم من ذلك أكواخ مواطنين عزل، كما حصل في عدوان على «بتاح تكفا» في 16/4/1936م وقتلهم بالرصاص، إلى إلقاء القنابل اليدوية على حافلات للركاب العرب، وهجوم بالبنادق والقنابل على مقاه ودور وأسواق، إلى تفجير سيارات ملغومة، إلى نسف منازل إلى استهداف شخصيات معينة بالاغتيال، إلى وضع قنابل بالبنوك والسطو عليها، ونسف خطوط وأنابيب النفط وخزانات الوقود، إلى نسف فنادق بأكملها، كما حصل لفندقي «سمير أميس» و «داود» في القدس، إلى استخدام الطرود المفخخة... وكلها وسائل إرهابية ابتكرها اليهود وهم أول من استعملها.
هذا الى جانب ترويع قرى بأكملها ، كما حصل في «دير ياسين» بإغتيال وسيط الأمم المتحدة الكونت «برنادوت» عام 1948، ومذابح قبية، وصبرا و شاتيلا في بيروت عام 1984م ومجزرة قانا ومجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل ، وانتهاء بحوادث القتل والاغتيال والهدم وتجريف الأرض، والحفريات تحت المسجد الأقصى بقصد هدمه وبناء هيكل سليمان المزعوم، وقصف غزة يومياً بالطيران الحربي والحوامات المسلحة ومدفعية الدبابات... كل ذلك شواهد يومية شاخصة تعم مدن فلسطين وقراها وأراضيها.

الإرهاب في النصوص الدينية والتصريحات الإسرائيلية:

قد يتساءل أي إنسان محايد وموضوعي: مالذي يدفع اليهود إلى سلوك طريق الإرهاب والعنف؟ والجواب على ذلك في ثلاثة أدلة سنوجزها فيما يلي:
النصوص الدينية المحرفة:

يتميز المذهب العسكري الإسرائيلي (Doctrin Military Israel) عن معظم المذاهب العسكرية الأخرى بتبنيه الدين اليهودي ودروس التاريخ العسكري لليهود جنباً الى جنب مع الدروس الحربية المستقاة من التاريخ العالمي القديم والحديث ففي أسفار التوارة المحرفة التي يتداولها اليهود، تقرير شريعة الحرب والقتال في أبشع صورة من صور التخريب والتدمير والإهلاك والسبي فقد جاء في سفر التثنية في الإصحاح العشرين عدد 10 وما بعده:
(حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح فإن أجابتك الى الصلح وفتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك بالتسخير، ويستعبد لك، وإن لم تسالمك بل عملت معك حرباً، فحاصرها، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك ، فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم، وكل مافي المدينة، كل غنيمتها فتغنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاها الرب إلهك. هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جداً التي ليست في مدن هؤلاء الأمم هنا، وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً، فلا تبق منها نسمه ما، بل تحرمها تحريماً:الحثيين والأموريين والكنعانيين، والغرزيين واليبوسيين، كما أمرك الرب إلهك).
2- الغايات والأهداف القومية التخصصية لإسرائيل حتى عام 2010م
جاء في النظرية الأمنية الجديدة، أن الغاية القومية العليا لإسرائيل لم تتغير منذ نشأتها : ((إقامة إسرائيل الكبرى اليهودية النقية كقوة إقليمية عظمى مهيمنة في منطقة الشرق الأوسط)). ولتحقيق ذلك في المرحلة القادمة وفي ضوء عملية السلام فإن على إسرائيل أن تسعى من خلال معاهدات السلام وعمليات ترسيم الحدود إلى ضم ماتستطيعه من المناطق التي احتلتها في عام1967 ، والتي يمكن أن تحقق متطلبات أمنها من وجهة النظر الجيواستراتيجية ، ويكفل لها الحصول على مصادر مياه إضافية، وفرض شرعيتها على الأراضي التي سيتم ضمها إليها مع إخلائها من السكان العرب حفاظاً على الهوية اليهودية، على أن تعمل الاستراتيجية العسكرية على تحقيق ذلك من خلال الردع الوقائي والانتقامي الحسيم، وتأمين عمليات الضم والاستيطان وتهويد الأراضي والتحكم في المنطقة سياسياً وإقتصادياً وثقافياً مع الاعتماد على الذات عسكرياً وإقتصادياً.
وبعد أن تعدد النظرية الأمنية الجديدة أهداف إسرائيل السياسية والسياسية العسكرية، والسياسية الاقتصادية والسياسية الاجتماعية وتشرح كلاً منها تأتي إلى الهدف السياسي الايديولوجي لإسرائيل الذي تشرحه مايلي:

إحياء الحضارة اليهودية بإعادة بعث الروح اليهودية الدينية في المجتمع الإسرائيلي وتقوية التقاليد اليهودية بين الشباب وإثراء فكرة الصهيونية كمبدأ أساسي عنصري، وذلك من خلال تنشيط الثقافة والتاريخ اليهوديين في نفوس الشبيبة اليهودية، وبالتقدم والرقي في كافة المجالات العلمية وزيادة نفوذ اللوبيات (جمع لوبي) وجماعات الضغط الصهيونية في الدول الكبرى وتقوية النفوذ اليهودي في روسيا وباقي جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق وبلدان أوربا الشرقية»، مع العمل في نفس الوقت -وهنا بيت القصيد- على زرع ونشر عوامل التفرقة والتشتت والتحزب الفكري في البلدان العربية، بما يؤدي الى زيادة التطرف الديني والعرقي «المذهبي» والقضاء على فكرتي القومية العربية، والتضامن الإسلامي، على أن يُستبدل بهما فكرة التعاون الإقليمي الشرق أوسطي وتوظيف الاصولية الاسلامية وايديولوجيات الأقليات لصالح إسرائيل وذلك بالتعاون الوثيق مع قوى التطرف الصليبي في العالم.
تصريحات بعض القادة الإسرائيليين حول الاغتيالات والمجازر والإرهاب الصهيوني ومن هذه التصريحات على سبيل المثال وليس الحصر: تصريح «ديفيد قمحي» من قادة الموساد وشغل منصب مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية حيث قال:«إنني أؤيد التصفيات لوقت طويل، لكني توصلت إلى استنتاج بأن هذه الوسيلة غير مجدية لأنها تؤدي إلى دائرة من العنف، مما يلحق الضرر بالكثير من الأبرياء، ومن الصعب جدا أن تعمم في هذه المسألة ، ويجب دراسة كل حالة بعينها. ثمة أمور تستدعي العمل حتى لو كان ذلك منوطاً باستمرار العنف».
وهناك تصريح آخر «لابراهام رابينوفيتش)) سفير إسرائيلي سابق لدى واشنطن يقول فيه :«إن إسرائيل التي لا يوجد فيها أي قوانين ضد اغتيال الزعماء الأجانب حققت معظم نجاحاتها في ملاحقة الإرهابيين بالاقتراب منهم بما يكفي لضمان قتلهم» ومن العمليات التي قامت بها إسرائيل واعتبرتها ناجحة عملية اغتيال «أبو جهاد » القائد العسكري الفلسطيني عام 1988م أما أيهود باراك، فمعروف أنه شارك في العديد من عمليات التصفية والاغتيال التي قامت بها إسرائيل ضد الفلسطينيين وخاصة عملية «الفردان» في بيروت، وعملية اغتيال الشهيد «أبو جهاد» في حي الحمامات بتونس.
ولكن هدف المرجع هذا ليس بذكر العمليات التي شارك فيها هذا أوذاك فقط، بل أيضاً لتوضيح أن عمليات الاغتيال والتصفيات والمجازر التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية تُعتبر جزءاً لايتجزأ من الفكر والعقيدة اليهودية المستمدة من خرافات وأساطير التلمود التي أكدتها الصهيونية قولاً وعملاً.
وقادة إسرائيل الدينيون والسياسيون آمنوا بذلك دائماً ومارسوها عملياً ولن يتوقفوا عنها مستقبلاً، وكان آخرها اغتيال الشيخ ياسين، والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي، وغيرهما من قادة الجهاد والنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي وخير دليل على ذلك الأقوال التحريضية التي أدلى بها الحا خام اليهودي (عوفاديا يوسف) الزعيم الروحي لحركة شاس وجاء فيها (فليبدْ الله العرب وليقض على نسلهم وليخفهم عن وجه البسيطة، ومن المحظور الترحم عليهم).

الشرعية الدولية وفلسطين:

أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، منذ إقامة الكيان الصهيوني واغتصاب فلسطين، عدة قرارات، تُقر بحقوق الشعب العربي الفلسطيني بما فيها الحق في تقرير المصير دون تدخل خارجي، ومنها قرار الجمعية العامة رقم (194) الصادر في 11/12/1948م الذي ينص على السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (242) عام 1967م وينص على عدم القبول بالاستيلاء على أراضي بواسطة الحرب، والحاجة الى العمل من أجل سلام دائم وعادل تستطيع كل دولة في المنطقة أن تعيش فيه بأمن، والقرار رقم (3236) لعام 1973م وفيه تؤكد الجمعية العامة حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولتهم، بما فيها الحق في تقرير المصير دون تدخل خارجي وحقه في الاستقلال والسيادة الوطنية.
الى جانب ذلك هناك قرار مجلس الأمن رقم (476) لعام 1980م وينص على: دعوة إسرائيل الى إنها ء حالة الاحتلال للأراضي العربية المحتلة عام 1967م بما فيها القدس... لذا فالمجتمع الدولي يحمّل السلطات الإسرائيلية المسئولية القانونية والأخلاقية المترتبة على النكبة التي حلت بالفلسطينيين ومأساتهم وتشريدهم ، وتُحمل السلطات الإسرائيلية الانتهاكات الدائمة لمبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي، والمبادئ استقرت في التعامل بين الدول والشعوب المختلفة.
وبات من الضرورة - في الوقت الراهن- توفير قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني من بطش وجبروت الإرهاب الإسرائيلي ومطالبة المجتمع الدولي بإجبار الحكومة الإسرائيلية على احترام وتنفيذ كافة الشرائع الدولية فمن حق الشعب الفلسطيني تقرير مصيره من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف }ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز سورة الحج الآية(240).

المصدر: مجله الحرس الوطنى

ارجوا ان يكون الموضوع حاذ على اعجابكم
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عودة
أعلى