الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.
لا شك أن اسم الموساد الإسرائيلي يثير الشعور بالاشمئزاز والحقد والكراهية والغضب لدى شعوب البلدان العربية، خصوصاً لبنان وسوريا ومصر والأردن، لأن الصراع العربي الإسرائيلي كان في حدود هذه الدول وبداخلها، فكان صراعاً مصيريّاً. وكان أهم تلك الصراعات، الصراع الخفي بين أجهزة المخابرات لدى طرفي الصراع العربي، والكيان الصهيوني الغاصب.[1] فلقد لعب الصراع بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية وبخاصة (الموساد) دوراً رئيسياً في الصراع مع الدول المحيطة بالكيان الصهيوني. وكان الموساد ومازال الجهاز الخطير الموكل إليه ضرب المصالح العربية، الإسلامية وخصوصاً في هذه المرحلة التي يرى فيها الموساد تعثر المفاوضات مع الكيان الغاصب، وعدم الموافقة على أن القدس عاصمة للكيان، والحث على الجهاد ضده، وقيام الحركات الإسلامية وعدم السكوت عن القضية الفلسطينية. والعامل على إزالة إسرائيل من الوجود هم المجاهدون،[2] وعلى رأسهم بل قادتهم والمخطط لهم علماء الدين[3] فهم المؤثرون في كل هذا، ويشكلون رأس الحربة في وجه الكيان الغاصب. فاصبحوا الهدف الحقيقي الأولي للموساد، فاغتالوا البعض منهم،[4] واختطفوا آخرين،[5] ثم قاموا بتجنيد بعض ضعفاء النفوس منهم والاستفادة من بعض الممارسات الخاطئة التي قام بها بعضهم. وأيضاً قاموا بإذكاء الفتنة بين بعض رموز العلماء باللعب على أوتار الخلافات بينهم من هنا كان من الواجب علينا أن نعرف هذا العدو المتخفي فلعله يكون أقرب الناس إلينا فيجب أن نتسلح بمعرفة هذا الجهاز اليهودي الدامي لكي لا نقع في حبائله.
محمد علي الحسيني
نبذة عن جهاز (الموساد):
الموساد[1] هو منظمة المخابرات والخدمة السرية للصهاينة ويعتبر روفين شيلوح أول مدير للموساد.[2] تأسس سنة 1951 بواسطة ألهاغانا (وهي القوة التي كونتها الجالية اليهودية في فلسطين سنة 1921 للفتك بأبرياء فلسطين وتقتيلهم وتدمير منازلهم والتجزير بهم[3] كما حصل في مجزرة دير ياسين[4] وكفر قاسم وبئر السبع وقانا والخيام[5] بحيث لا تحصى وفيما بعد تحولت هذه القوة إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد الإعلان عن إنشاء دولة إسرائيل عام 1948).[6]
يأخذ الموساد مهمة التجسس التابعة للقسم السياسي في وزارة الخارجية كما يتولى أعمالاً خاصة منها التجسس والاغتيال والخطف والحصول على أسلحة والقيام بمكافحة التجسس في الخارج وإثارة الفتن ويكفي تعريفاً أن جهاز الموساد أصبح ألان رأس الحربة بالنسبة للكيان الغاصب فبه يهدد وبه يضرب وبه يمكر ويحصل على معلوماته.[7]
يتمتع الموساد منذ نشأته بميزتين بارزتين:
الأولى: وجود أعداد كبيرة من السكان اليهود منتشرين في جميع البلدان مما يسهل عليه الحصول على المساعدة من دون أي كلفة أو صعوبة.
الثانية: أن الكيان الغاصب في الواقع هو في حالة حرب منذ نشأته بسبب قيام دولة غاصبة فلهذا العملاء جاهزون دائماً للقيام بأي عمل[8] مهما كان فهم لا يترددون باستخدام أي طريقة لتحقيق الهدف كالاغتيالات[9]
والتفجير[10] والإبادة[11] حتى استخدام إعراضهم[12] فانهم يقولون الغاية تبرر الوسيلة.[13]
وحدة جهاز الموساد وأقسامة التنظيمة:[14]
الموساد فيه عشرة أقسام[15] وكل قسم من هذه الأقسام له مهمة خاصة به، ولا شك أن هذه الأقسام هي عبارة عن حلقات مفصولة عن بعضها، وسوف نشرح نبذة قصيرة عن عمل هذه الأقسام.
أقسام الموساد:
1ـ القيادة العامة
2ـ جمع المعلومات والأرشيف
3ـ الدراسات والتقييم
4ـ المراقبة والتجسس
5ـ التجنيد
6ـ النفوذ
7ـ التقنيات
8ـ التدريب والتخطيط
9ـ مكافحة التجسس
10ـ العمليات
1ـ القيادة العامة: وهي عبارة عن إدارة وتطوير الموساد، ووضع خطط مستقبلية ومسؤولة عن تنسيق العمليات، والتنسيق بين عمل الشبكات واحتياجات خطط جمع المعلومات وتطويريها. رئيس هذا القسم نائب لرئيس الموساد والهيئة فيه تتضمن رؤوس الأقسام ورئيس الوحدة، وهي التي تأخذ القرارات وتنفّذ الأعمال الموكلة إليها من قبل المعنينّن.[16]
2ـ جمع المعلومات والأرشيف: من أكبر وحدات الموساد له مكانة خاصة وأهمية شديدة، وهو عبارة عن القسم الذي يهتم بجمع المعلومات اللازمة على جميع المستويات من مصادره السرية والعلانية والمعلومات التي يحتاجها قسم الدراسات والتقييم والعمليات.[17] ومن بعدها تؤرشف هذه المعلومات للحاجة، وبعض أساليب جمع المعلومات.
العلنية:
مجلات، صحف، كتب، محاضرات، مراسلون، إذاعة، تلفزيون، تقارير، و...
السرية:
مصادر ذاتية (عملاء)، مصادر خارجية، اتفاقيات أمنية، أصدقاء، هيئات سياسية، مهربون، عصابات، مراسلون أجانب.
طرق نقل المعلومات:
أجهزة لاسلكي، هاتف، فاكس، انترنيت، رسائل عادية، رسائل بحبر سري وأشخاص بعيدون عن الشكوك و...[18]
3ـ الدراسات والتقييم: وهي التي تأخذ المعلومات وتدرسها بحسب ظروف المهمة وتعطي تقييماً مناسباً للمهمة والأشخاص الذين يحتاجونهم في المهمة.[19]
والتقييم يكون من خلال معلومات تفصيلية عن مسرح العملية، والأشخاص، وعاداتهم، والمنشآت وحالتها. ومن المعتاد القيام بمثل هذه العمليات ضد الأهداف المكشوفة، مثل الأشخاص المهمين الذين لا يهتمون بتأمين أنفسهم رغم أنهم مستهدفون[20] أو المنشآت غير المدافع عنها[21] أو سرقة الوثائق في الدوائر المختلفة.
4ـ المراقبة والتجسس: وهو عبارة عن مراقبة ومتابعة الأهداف الحالية والمستقبلية التي سوف يتم العمل عليها.[22]
5ـ التجنيد:[23] تعتبر هذه المهمة إحدى الركائز الهامة لجهاز الموساد وهي اختيار بعض الأشخاص المخدوعين أو ضعفاء النفوس[24] أو الذين لهم مصلحة معينة للتعامل لمصلحة الموساد ومن أمثلة ذلك: الترتيبات[25] التي اتفق عليها شيمون بيريز في نهاية صيف 1976م. مع بعض المسيحيين اللبنانيين للقضاء على قوة الفدائيين الفلسطينيين في لبنان[26]، فقد قام بيريز بعدة زيارات سرية للبنان لعمل تلك الترتيبات، وقد قام الموساد باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك. وتضمنت الخطط التي اتفقوا عليها: تدريب القوات اللبنانية،[27] وعمل حصار بحري إسرائيلي حول الموانئ التي يسيطر عليها المسلحون اليساريون[28]، وتزويد اليمينيين اللبنانيين[29] بالأسلحة، وبذل الجهود لتدريب أهل قرى الجنوب اللبناني على القتال لمواجهة احتمال عودة الفدائيين الفلسطينيين إلى قواعدهم في المنطقة. فاستطاع الموساد أن يجمع عدداً كبيراً من العسكريين اللبنانيين وبعضاً من المواطنين وجعلهم ميليشيا جيش لبنان الجنوبي، ووضعوا[30] سعد حدّاد[31] ومن بعده انطوان لحد، حيث ترأسا هذه المليشيا، فجعلهم الموساد أكياس رمل لجنود الاحتلال وحراس حدود. وبالنهاية بعد عمالة 24سنة تخلى عنها بلحظة.[32]
كيفية تجنيد العملاء للمخابرات الإسرائيلية:
إن عملية تجنيد العملاء لصالح الموساد تمر في أربعة مراحل:
أ ـ مرحلة الفرز والاختبار: والغرض من هذه العملية انتقال المرشحين كعملاء، بناء على ما يراه المتخصصون في هذه العملية، ويسمون «الفراوزن». وواجبهم الاحتكاك بالأماكن العامة كالنوادي والمطاعم والملاهي، لمراقبة الموجودين من الرجال والنساء.
ويمكن أن تقوم واجهاتهم في البلاد المختلفة بهذا العمل مباشرة أو عن طريق طرف ثالث للبحث عن «جواسيس المستقبل».
ب ـ مرحلة الاقتراب وتنمية العلاقات وبناء الدوافع: فإذا أثبتت المراقبة الدقيقة «للفريسة المنتقاة للعمالة» أنه صالح للعمل التجسسي، وهم يسمونه «القيام بالواجب» يتم الاقتراب وتنمية العلاقات إلى صبر وجسارة لا جراء مزيد من التعارف، والوقوف على «نقاط الضعف»[33] التي يمكن استغلالها، وتنمية الدافع حسب التعامل. وقد يكون الدافع مثلاً الانخراط في عقيدة معيّنة، كالادعاء بمكافحة الشيوعية، أو العمل من أجل حقوق الإنسان، أو الميل للخمر والنساء، أو لعب الميسر «القمار»، أو الحاجة إلى المال. وقد يكتشف العميل أنه يعمل في إحدى شبكات التجسس الإسرائيلية «بعد فوات الأوان» وبعد التورط بطريقة تجعل طريق عودته عما تورّط به[34] محاطاً بالمخاطرة.
ج ـ مرحلة تدريب العميل: بعد السيطرة الكاملة على العميل (حتى ولو كانت سيطرة ناعمة غير محسوسة) ينال قسطاً من التدريب الجاسوسي على كيفية الاتصال مع الآخرين، واستخدام اللاسلكي، و «الشيفرة» والكتابة بالحبر السري... الخ. وبعد أن يصبح على درجة يمكن أن يعتمد عليها يرسل ليقوم بزيارة البلد الذي سيعمل فيه أكثر من مرة زيارات سياحية بأي شكل أو صفة وعلى فترات.
د ـ مرحلة التشغيل والعمالة: وهي المرحلة التي يبدأ العميل فيها بالعمل بتوجيه من المركز الذي سيخصص لذلك، وأصعب إجراء في هذه المرحلة هو التحويل والاتصال به بعد زرعه في البلد المراد التجسس عليه.[1]
6ـ النفوذ: وهو بث عناصر من نفس جهاز الموساد لاختراق العدو بتنفيذ المهمات الموكلة إليهم، ومن أبرز النفوذيين الذين اخترقوا البلاد العربية هو (إيلي كوهين) المولود في مصر الإسكندرية 1924 حيث أرسله الموساد إلى سوريا باسم (كامل أمين ثابت) سنة 1962م[2] من أجل عقد صداقات مع ذوي النفوذ في المجتمع السوري من أجل أخذ المعلومات الكافية حول القوات السورية والمواقع الحدودية والتسليح الجديد. وبعض المهامّ الأخرى، فعقد كوهين صداقات وثيقة مع سالم سيف مذيع الراديو واللواء أمين الحافظ وعدد كبير في هيئة أركان الجيش السوري. فتمكن من الحصول على الخطط السورية والمصرية وحصل على معلومات حول شراء أسلحة من الروس ومعلومات تفصيلية عن المواقع السورية وأرسلها إلى تل أبيب. انكشف كوهين وأعدم شنقاً في دمشق سنة 1965م.
7ـ التقانيات: تهتم الموساد بالأجهزة الحديثة وإدخالها في هذا القسم من أجل استعمالها في المهمات، مثل أجهزة التنصت، وأجهزة الكمبيوتر، أجهزة التصوير الدقيقة والتزوير، وهذا القسم أيضاً يتضمن التزوير[3] والتصوير والشيفرا وأجهزة الاتصالات.[4]
8ـ التدريب والتخطيط: يخضع العاملون في الموساد إلى دورات تدريبية خاصة من خلال مدارس تدريب يعطى فيها الدروس النظرية والعملية ويرفع مستوى العاملين في هذا الجهاز الذين سوف ينفّذون مهمات معيّنة، وبالإضافة إلى التخطيط الجيد الذي له دور كبير خصوصاً في نجاح العمليات مع مراعاة التفاصيل «غير المتوقعة» مع ترك الحرية لقائد العملية في اتخاذ التعديلات التي يقتضيها الموقف، يمكن الاستعانة بالخرائط ذات المقياس الكبير، والنماذج المجسمة لمسرح العملية، حتى يعرف القائمون في التنفيذ واجباتهم بالتفصيل[5].
9ـ مكافحة التجسّس: مهمة كشف النفوذيين الذين يحاولون اختراق العدو مثلما حصل للنفوذي المصري رأفت الهجّان،[6] حيث دخل على الكيان الصهيوني على أنه يهودي باسم (ديفد شار سمحون) واستطاع أن يعمل نفس العمل الذي فعله ايلي كوهين بالسوريين فكانت واحدة بواحدة.
10ـ العمليات: وهي التي أوكل أليها المهمّات الخطرة والحساسة[7] والتي يترتّب عليها آثار كبيرة، وهي رأس الحربة للكيان الصهيوني. كمثل بعض الأعمال التي تنفّذها من خطفٍ[8] وقتل[9] وتفجير[10] وشراء أسلحة.
أول تشكيل لفرقة الاغتيالات في الموساد[11]
عقب عملية الاقتحام التي قام بها ثمانية من أعضاء «منظمة أيلول الأسود»[12] لمقر البعثة الإسرائيلية ـ في دورة ميونخ الأولمبية ـ في 6 سبتمبر (أيلول) 1972، قررت حكومة الكيان الصهيوني برئاسة ـ جولدا مائير[13] ـ التصفية الجسدية لقيادات وعناصر المقاومة الفلسطينية، بعد رصدها ومتابعتها في جميع أنحاء العالم. وقد عرفت عمليات فريق الاغتيالات الاسرائيلي أو فرقة الموت[14] باسم عبري حركي «ميتران الوهيم» وتتألف فرقة الموت من خمسة عشر شخصاً مقسمين على أربع مجموعات:
أ ـ المجموعة الأولى[15]: ويرمز لها بحرف ألف بالعبرية، تتألف من قاتلين اثنين ويتم انتقاؤهما من خيرة عملاء الموساد المحترفين أو من الوحدات العسكرية الخاصة كالمظليين مثلاً وتنحصر مهمتهما في تنفيذ عملية القتل بسرعة ومهارة فائقة. وتشترط الموساد على أن يكون أفراد هذه المجموعة من الموثوق في إخلاصهم تماماً لإسرائيل، أو من القتلة المتمرسين.
ب ـ المجموعة الثانية: ويرمز لها بحرف بيت بالعبرية، وتتألف أيضاً من شخصين مهمتهما حماية عناصر المجموعة الأولى وتغطية انسحابها في حال تعرضها لخطر، وعناصر هاتين المجموعتين يعرفون بعضهم جداً، بينما يحظر عليهم الالتقاء والتعرف بعناصر المجموعات الأخرى.
ج ـ المجموعة الثالثة: ويرمز لها بحرف عين، وتتألف من6 إلى8 أفراد تقع عليهم مهمة البحث عن الضحية وتحديد مكانها والتعرف على نمط حياتها اليومية مع تأمين طريق الفرار للمجموعتين الأولى والثانية.
د ـ المجموعة الرابعة: ويرمز لها بحرف القاف وتتكون من شخصين مهمتهما تأمين الاتصالات. وقد نشأ جهاز الموساد على أنقاض الصهيونية، وكان أهمها في «شاي»[16] و«شين بيت»[17].
أكبر عمليات الموساد
أكبر العمليات الإرهابية الصهيونية هي استعادة الطائرة المختطفة سنة 1976م. من أوغندة.
وقام الفدائيون الفلسطينيون باختطاف هذه الطائرة إلى أوغندة، وكان رئيسها ذلك الوقت عيدي أمين. هبط المظليون الصهاينة في المطار في هدأة الليل فاختطفوا هذه الطائرة في وقت كان المطار مثقل بالحراسة.[18]
فشل الموساد:
أكبر فشل لاقته الموساد هو عجزها عن توقع الهجوم المصري والسوري في سنة 1973م. والذي سمي حرب يوم الغفران. ويبدو أن الموساد كان مستغرفاً في حربه ضد الفدائيين الفلسطينيين. وأهملوا ملاحظة البنية العسكرية للجيش المصري والسوري على الحدود. وكان ذلك نصراً مؤزراً للعرب وخطأً فاحشاً من الموساد.[19]
الموساد في مصيدة أمن حزب الله لبنان
في 15/10/2000م أعلن أمن «حزب الله»[20] على استدراج الضابط الاسرائيلي برتبة عقيد يعمل في جهاز الموساد، واسمه «ألخنان ثانينبوم» ـ من بروكسل ـ بلجيكا ـ إلى بيروت، حيث حاول الضابط التقرب من أحد كوادر حزب الله الذي هو مقرب من شخصية سياسية في الحزب، وكان يتستر الضابط بغطاء جهاز استخباراتي أجنبي، وضمن عملية استدراج تم وصول الضابط إلى لبنان، وقد تم التأكد من هويته العسكرية، حيث أنه كان سابقاً قائداً للواء مدفعية ميدان، شارك في الاجتياح الإسرائيلي إلى لبنان عام 1982م، وفي قصف مدينة بيروت وضواحيها، وهو يعمل مع «الموساد» منذ فترة زمنية طويلة، فتم أسره واحتجازه في لبنان من قبل جهاز أمن «حزب الله» فهذا هو العدو، أوهن من بيت العنكبوت.[21]
الأهداف التي يسعى الموساد لتنفيذها
ضد العلماء والحركات الجهادية الإسلامية هي أربعة
1ـ إبعاد الناس عن المواقع والمجالات التي يمكنها أن تترك أثراً إيمانيا فيهم، كالمساجد والحسينيات والمظاهرات واللقاءات الدينية العامة، كالحج وعاشوراء... والسبب في ذلك يعود إلى خوف الموساد من تأثير هذه المراكز على عقول الناس، لكن الموساد لا يخشى من هذه الطقوس والنشاطات الدينية إذا كانت في أوساط الجانب التقليدي الذي يبكي فيه الناس في عاشوراء، ثم يعودون إلى بيوتهم دون أن يدركوا البعد السياسي والجهادي لعاشوراء في حياتهم اليومية، أو يذهبون إلى المساجد لإقامة الصلاة دون أن يكون لهذه المساجد أي دور في تربيتهم سياسياً وجهادياً، بل هي تربيهم على الأحكام العبادية الفردية وتغرقهم في هذه الأمور وتشغلهم فيها.
ولهذا نجد أن الموساد لا يسعى لإبعاد الناس عن الصلاة أو الحج أو لعاشوراء مادامت هذه الطقوس فاقدة للدور السياسي والاجتماعي النشط، وهذا ما يؤكده تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، فإنه أبرز قلقه من المساجد وغيرها، عقيب انتصار الثورة الإسلامية في إيران،[22] لأنها منحت المساجد وعاشوراء[23] بعداً جديداً أثّر على المصالح بل الوجود الصهيوني في العالم الإسلامي.
2ـ إثارة الفتن واشغال المؤمنين عن القضايا الإسلامية والأساسية.
4ـ ضرب فكرة ولاية الفقيه وتفكيكها وهو هدف مستجد مع قيام الثورة الإسلامية.
فلا بد من العمل على إحباط هذه المؤامرات وتحصين هذه العناوين بأساليب قوية، حيث سنشرح أساليب عمل العدو وأساليب إبطال هذا العمل.
كيفية عمل العدو وأسلوب إبطاله:[24]
أولاً: العدو يسعى لإسقاط الثقة بالعلماء من أعين الناس، فإذا سقطت الثقة بالعلماء فسوف لا يعتقدون بعدالتهم، وهذا يعني التفرقة وافراغ المساجد من الروح الجماعية. والطريقة الأخرى لإسقاط العلماء هي دفع الأموال الكثيرة والمشبوهة وإرسال النساء المشبوهات لتوريطهم، مثلما حصل (للعالم الخطيب) في إيران حيث أرسلوا له امرأة لتقيم معه علاقة شرعية وتمّ تصويره بهذه الحالة لكي يستخدموه وسيلة لتحقيق أهدافهم، لكنهم فشلوا في ذلك.
(المطلوب) من العلماء والناس إحباط الإشاعات، وأن يحملوا بعضهم البعض على محمل حسن، ولا يصدقوا حتى يروا، فبين الحق والباطل أربعة أصابع، فإن الحق أن تقول رأيت، وأيضاً يطلب الحذر والانتباه عند كل نبأ يصلنا،[25] بحيث لا تحدث منا ردات فعل غير مدروسة أو في غير محلها.
والمطلوب من العلماء أن يصلوا خلف بعضهم، فهذا يعطي الثقة الكاملة. كما أن هناك مجموعة خطوات هامة جداً تدفع الناس إلى منح العلماء ثقتهم أبرزها وباختصار:
1ـ رفع مستواهم العلمي والثقافي مما يمكنهم من لعب دور أنشط في الحياة الفكرية المعاصرة، فقد بدأ بعض منهم خارج الحوزات العلمية بأخذ زمام الأمور على المستوى الفكري الإسلامي وصاروا محل ثقة الناس فكرياً، وصار الناس يعتبرونهم هم أصحاب الفكر الديني النير والعمل، من أمثال د. نصر حامد أبو زيد[26] ومحمد أركون،[27] في العالم العربي وعبد الكريم سروش[28] في إيران، والسبب في فقدان الحوزة تدريجياً لثقة الناس في هذا المجال هو أنها انشغلت بأمور علمية غير حياتية، واستغرقت في بعض الأمور الفقهية والأصولية، لكنها لم تواكب الدراسات والأبحاث المعاصرة على مستوى الفلسفة والكلام والقانون والتاريخ وغيره، وهذا يجعل مواقف العلماء أمام الناس ضعيفاً، وبالتالي لا ينظرون إليهم على أنهم أصحاب الفكر إلا في مسائل الطهارات والنجاسات ونحوها.
2ـ تحوّل الجهد العلمائي إلى جهد جماعي ومؤسساتي، وهذا سوف يعطيهم تأثيراً أكبر، فمع الأسف كل عالم، اليوم، يمارس نشاطاته لوحده ويرى أنه سيصبح محور كل شيء في المستقبل، وليس هناك تنسيق بين العلماء إلا قليل نسبياً، ولهذا فالمطلوب هو أن يكون لدينا علماء مجتمعين يتفقون مثلاً على إثارة موضوع معين هذا الشهر، فتجد الآلاف من العلماء يتحركون يداً واحدة لإثارة هذا الموضوع وهذا يترك أثراً أكبر ويجعل الناس ترى أن العلماء أصحاب موقف واحد خصوصاً في القضايا المصيرية والحساسة، وأما لو تفرقوا وتمزقوا فهذا سوف يجعل الناس في حيرة، وبالتالي لن يأخذوا بأقوال هذا العالم لأنهم يجدون الكثير من المعارضين له، ولن يأخذوا بأقوال العالم الآخر لأنهم سيجدون الكثير من العلماء الذين يعارضونه وينتقدونه وهكذا.
3ـ المزيد من الأخلاق الكريمة التي يجب أن يتحلى بها عالم الدين، فمع الأسف صارت الأخلاق غير الحسنة التي تصدر من بعض العلماء حجة يتحجج بها عوام الناس للابتعاد عن الدين[29] لأن قيمة عالم الدين قد سقطت من نظرهم.
ثانياً: بالنسبة للتفرقة فإن العدو يلجأ إلى توجيه آراء ومواقف العلماء في الاتجاه الذي يخدم أغراضه، بأن يكون خروجاً على إجماع الساحة أو يكون مخالفاً لآراء ومواقف القائد، وأن يدس (الموساد) النافذين في حواشي بعض العلماء.
(المطلوب): اختيار الأشخاص الأتقياء الورعين والواعين بعد التمحيص والتجربة وأن يظلوا تحت المراقبة وأن لا يقتصر العالم على مصدر واحد في معلوماته وأن يتأنّى في إصدار الأحكام وأن يحذر من استهدافات العدو لأنه لن يتوانى عن استغلال أيّ فرصة متاحة له، كما حصل لأحد الرموز الكبيرة في إيران[30] حيث استغل العدو عاملين فيه:
أولاً: ثقته العمياء بالأشخاص المقربين منه.
ثانياً: التسرّع في اتخاذ المواقف وإطلاق الأحكام. مما أدّى إلى وصول العدو إلى اخطر شخص في الجمهورية الإسلامية، ولولا يقظة الإمام الخميني وحكمته وحزمه لكانت الدولة الإسلامية في خبر كان.
عمليات الموساد التي نفّذت ضد الشخصيات التي كان لها دور قيادي ضد العدو الصهيوني
1ـ الشيخ راغب حرب شيخ شهداء المقاومة الإسلامية:
اغتيل من قبل الموساد في 16 شباط سنة 1984م.[1]
2ـ السيد عبد اللطيف الأمين:
اغتيل في 16 تشرين الثاني سنة 1985.[2]
3ـ الشيخ عبد الكريم عبيد:
اختطف في 28 تموز سنة 1989م.[3]
4ـ أمين عام حزب الله السيد عباس الموسوي:
اغتيل مع زوجته وطفل في 16 شباط سنة 1992م.[4]
5ـ الحاج مصطفى الديراني:
اختطف من منزله في قصر نبا في منطقة البقاع بعلبك.
6ـ الدكتور فتحي الشقاقي أمين عام حركة الجهاد الإسلامي:
اغتيل سنة 1995 في ملطا ولد في عام 1951 في مخيم رفح للاجئين، قطاع غزة، درس الطب في مصر.[5]
الإرهاب الصهيوني
أساليب ونماذج[6]
إذا كان التعريف الإجرائي لأي مفهوم يعني تحويل المفهوم النظري المجرد إلى مؤشرات يمكن ملاحظتها وقياسها في الواقع[7]، فإن التعرض لمفهوم الإرهاب في هذا الموضع ـ والذي هو الطابع الأساسي للنظام السياسي الصهيوني ـ إجرائياً يقتضي وضع مجموعة من المؤشرات العامة التي يمكن ملاحظتها وقياسها في الواقع من ناحية وعلى أن تكون متضمنة الجوانب الأساسية لمفهوم الإرهاب من جانب أخر.
ونظراً لتعقد وتعدد وتداخل وتباين نماذج وصور وممارسات النظام الصهيوني الإرهابية تبايناً مكانياً وزمنياً [8]، فسوف نعتمد على ثلاثة مؤشرات أساسية في هذا الخصوص توضح وبدرجة كبيرة الطبيعة الإرهابية للنظام الصهيوني وهذه المؤشرات هي:
1. اختطاف الطائرات.
2. اختطاف الأفراد وأخذ الرهائن.
3. زرع المتفجرات وإلقاء القنابل.
ويرجع اختيارنا لهذه المؤشرات إلى جملة من الاعتبارات أهمها:
ـ أن هذه المؤشرات تعبر بوضوح تام عن مختلف جوانب مفهوم الإرهاب وتغطي الجوانب الأساسية له بما في ذلك الجانب المعنوي والذي يتمثل في الرسالة التي ترغب الجماعات الإرهابية في توجيهها إلى الأهداف المقصودة بالفعل الإرهابي.
ـ توافر قدر ملائم من المعلومات فيما يتعلق بهذه المؤشرات.
ـ تميز هذه المؤشرات بالوضوح والصدق حيث توافقها مع ما تسعي الدراسة إلى تحليله وقياسه.
ـ توحد دلالات هذه المؤشرات لدى الكثير من المتخصصين والباحثين في مجال دراسات الإرهاب.
ـ تميز هذه المؤشرات بالثبات وتكرار مدخلاتها ومراحل وتطورات ونتائج أحداثها.
ـ اعتماد الكثير من الدراسات على هذه المؤشرات في تحليل مختلف جوانب مفهوم الإرهاب [9] ، نذكر منها:
ـ الدراسة الحديثة التي أعدها البروفيسور ليونارد وينبرج ـ أستاذ العلوم السياسية بجامعة نيفادا ـ بالاشتراك مع الباحث بول ديفس عن الإرهاب السياسي عام 1989، والتي أعتمد فيها ـ وعلى نحو أساسي ـ على هذه المؤشرات في تحليل ودراسة ظاهرة الإرهاب والإقتراب من المفهوم وتعريفه إجرائياً[10].
ـ الدراسة التي قام بها مجموعة من المتخصصين في مجال أبحاث ظاهرة الإرهاب بإشراف يوناه الكسندر والتي ركزت أساساً على هذه المؤشرات الثلاث في تحليل مختلف جوانب وأبعاد المفهوم[11].
كذلك فقد اعتمدت الدراسات التي قام بها أريك موريس وألان هو
Alan Hoe، وجون بوتر John Potter، على هذه المؤشرات في تحليل ظاهرة الإرهاب في مختلف أبعادها[12] •
ـ كما قام نومي جال Noem GaI بدراسة الظاهرة اعتماداً على هذه المؤشرات في دراسة التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب.
" InternationaI Cooperation to Suppress Terrorism "[13] •
وعلى وجه العموم يمكن القول بأن معظم الدراسات العملية التي تمت في مجال أبحاث ظاهرة الإرهاب السياسي اعتمدت على هذه المؤشرات في تحليل الإرهاب ودراسته وتفسير مختلف أبعاده ودوافعه وآثاره الحالية والمحتملة.
كما أننا آثرنا أن يكون العرض لهذه المؤشرات عبد الفترة الزمنية 1951ـ 1992، بناء على الاعتبارات الآتية.
1ـ أن هذه الفترة تشمل مختلف مراحل نمو النظام الصهيوني (مرحلة ما بعد إعلان قيام الدولة 51ـ 1967. مرحلة التوسع والتمدد 1967ـ1974، مرحلة ما يسمى بالسلام مع الدول العربية 79 ـ 1992) وبما يشير إلى إستمرارية النظام في ممارساته الإرهابية وعلى نحو منظم ضد الدول والشعوب العربية.
2ـ أن النظام الصهيوني أرتكب عبر هذه الفترة كافة صور وأنماط وأساليب الإرهاب المتعارف عليها مما يساهم في توضيح جوهر وطبيعة النظام الصهيوني الإرهابية.
3ـ أن هذه الفترة ولا سيما المرحلة الثالثة منها (79 ـ 1992) تظهر أن توجه النظام إلى السلام لا يعني بتاتاً تخلية عن طابعه وطبيعته الإرهابية وأن ما يلتزم به النظام ـ ظاهرياً ـ من توجهات سلمية لا يعني بحال من الأحوال أن الدول والشعوب العربية أضحت بمنأى عن يد الإرهاب الصهيوني بدرجة أو بأخرى.
على أنه ـ وفي هذا الصدد ـ لابد من ملاحظة هامة تتمثل في أن الوقائع الإرهابية التي أقدم عليها النظام الصهيوني منذ الإرهاصات الأولى لمولده، وحتى الآن تفوق أي حصر أو عد أو إحصاء وتتعدى حدود فصل في دراسة علمية وتتجاوز إمكانيات باحث بمفرده[14]، وعلى ذلك فإن الوقائع الإرهابية التي سيتم تناولها بالتحليل والتوضيح تجسد أوضح وأبرز نماذج وأساليب الممارسات الإرهابية وأكثرها خطورة وتأثيراً سواء على المستوى الإقليمي المحدود أو المستوى الدولي الأكثر إتساعاً ونطاقاً مما يجعل من قضية الإرهاب الصهيوني مسألة يجب أخذها في الحسبان وإعطاؤها ما يتناسب وخطورتها من إهتمام.
وبعد هذا العرض لمؤشرات الإرهاب وتبيان إعتبارات اختيارها نعرض معالجة تحليلية توضيحية لهذه المؤشرات عبر مباحث ثلاث يتضمن كل منها أحد هذه المؤشرات:
ـ المبحث الأول: اختطاف الطائرات.
ـ المبحث الثاني: اختطاف الأفراد وأخذ الرهائن.
ـ المبحث الثالث: زرع المتفجرات وإلقاء القنابل.
المبحث الأول اختطاف الطائرات
أحد أخطر الأساليب الإرهابية التي لجأ إليها النظام الصهيوني هو القرصنة الجوية المنظمة ضد الطائرات المدنية الأمر الذي ترتب عليه مخاطر جسيمة متعددة الجوانب والأبعاد، فتلك الجرائم تعرض للخطر الطائرة ذاتها فضلاً عن تأثيرها السلبي على حركة النقل الجوي إضافة إلى كونها تحدياً لإرادة المجتمع الدولي التي إنعقدت على ضرورة الإمتناع عن أي عمل من شأنه تهديد أمن الطيران المدني وتناقضاً مع أحكام الإتفاقيات الدولية المبرمة في هذا الشأن[15].
فقد أقدم النظام الصهيوني خلال فترة تقل عن العقدين على إرتكاب خمسة جرائم ضد الطائرات المدنية تراوحت ما بين تدمير الطائرات المدنية على الأرض وتدميرها في الجو وتغير مسارها بالقوة نجم عنها خسائر مادية وبشرية كبيرة، ففي عام 1968، قام النظام بتدمير ثلاثة عشر طائرة مدنية رابضة على الأرض، وفي عام 1973، أسقط النظام طائرة ركاب مدنية كما قام بتغير مسار طائرتين مدنيتين بالقوة وإرغامهما على الهبوط في إحدى قواعده العسكرية.
بعض المعلومات التوضيحية المتعلقة بهذه الأحداث:
أ ـ تدمير الطائرات المدنية على الأرض:
ـ في 28/ 12/1968، قامت إسرائيل بالهجوم المباغت على مطار بيروت الدولي وتدمير ثلاثة عشر طائرة مدنية وقتل ما يربو على الخمسين وإصابة ما يزيد عن الخمسة وسبعين من المسافرين والمتواجدين بالمطار[16] .
ب ـ تدمير الطائرات المدنية في الجو:
في 21 فبراير 1973، قصفت طائرات حربية صهيونية إحدى الطائرات المدنية الليبية بالصواريخ مما أدى إلى تدميرها ومقتل 109 من ركابها وإصابة الباقين بإصابات خطيرة وهم أربعة أشخاص وكان من بين ضحايا الطائرة الوزير الليبي آنذاك صالح بن بوصير والمذيعة التليفزيونية المصرية سلوى حجازي[17] .
ج ـ تغير مسار الطائرات المدنية بالقوة:
في 10 أغسطس 1973، اخترقت الطائرات الحربية الصهيونية الأجواء اللبنانية وقامت باختطاف طائرة مدنية عراقية وأرغمتها على تغيير مسارها والهبوط في إحدى القواعد الجوية الصهيونية بفلسطين المحتلة[18] ، وفي غضون أقل من 24 ساعة من صدور قرار مجلس الأمن الدولي بإدانة الكيان الصهيوني على إرتكابه للواقعة السابقة أقدمت الطائرات الحربية الصهيونية على إختطاف طائرة لبنانية من طراز بونينج 7 .7 تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط وإرغامها على الهبوط في مطار اللد[19] .
وفي الرابع من فبراير 1968، اختطف الطيران الحربي الصهيوني طائرة مدنية ليبية وأرغمها على الهبوط بإحدى القواعد الجوية شمال فلسطين المحتلة[20] .
المبحث الثاني اختطاف الأفراد وأخذ الرهائن:
أسلوب أخر من أخطر الأساليب الإرهابية التي لجأ إليها النظام السياسي الصهيوني تحقيقاً لأهدافه العدوانية العنصرية هو أسلوب إختطاف الأفراد وأخذ الرهائن، وهذا الأسلوب الإرهابي هو من أكثر الأساليب الإرهابية شيوعاً وتمارسه معظم التنظيمات الإرهابية في مختلف دول العالم، وإختطاف الأفراد يعني سلب الفرد أو الضحية حريته بإستخدام أسلوب أو أكثر من أساليب العنف والإحتفاظ به في مكان ما يخضع لسيطرة المختطف، ولا يبعد عن الأذهان مدى الخطورة التي يمثلها هذا الأسلوب الإرهابي ففضلاً عن تعريضه حياة الضحايا للخطر فأنه يساهم في أحداث التوترات الشديدة على المستوى الدولي إضافة إلى كونه خرقاً وخروجاً على الإرادة الدولية التي انعقدت في هذا الشأن والتي تسعي إلى منع ومعاقبة أعمال الإرهاب التي تأخذ شكل الجرائم ضد الأشخاص وغيرهم من الفئات ذات الأهمية الدولية وما يتصل بها من أبتراز[1] .
وقد أقدم النظام الصهيوني على ارتكاب جرائم إرهابية تمثلت في اختطاف بعض الشخصيات والقيادات النازية والإسلامية مثل الضابط النازي السابق أدولف ايخمان ولود فنج زند أحد الشخصيات النازية البارزة ـ والدكتور جوزيف منجل طبيب (أحد المعسكرات النازية) هذا فضلاً عن قيام النظام الصهيوني باختطاف أحد العلماء الألمان الذين أبدوا الرغبة في العمل في مصر في مشاريعها العلمية والحربية في مطلع الستينيات وهو العالم الألماني الدكتور هيتز كروج ومحاولة إختطاف إبنة أحد العلماء الألمان العاملين في مصر، كما قام النظام أيضاً في عام 1967، باحتجاز عدد من الرهائن كان من بينهم أطفال بعض الأسر الأردنية، وأيضاً باختطاف الشيخ عبد الكريم عبيد والحاج مصطفى الديراني وجواد أصفي وغيرهم من اللبنانيين.
توضيح لهذه الوقائع الإرهابية:
اختطاف الأفراد:
1ـ ايخمان:
دبر النظام الصهيوني عملية اختطاف الضابط النازي السابق أدولف ايخمان في 23/5/1960، من الأرجنتين ونقله سراً إلى فلسطين المحتلة ومحاكمته وإعدامه بعد إصدار حكم صوري بالإعدام من المحكمة المركزية بالقدس حيث تم التنفيذ في 29/ 5/1962، وقد أحدثت عملية اختطاف ايخمان رد ود فعل واسعة المدي نظراً لعدم احترام النظام الصهيوني لمبادئ القانون الدولي وانتهاكه لسيادة دولة مستقلة هي الأرجنتين، ففضلاً عن ادانة مجلس الأمن الدولي لهذا الحادث فقد صدرت آراء الكثير من فقهاء القانون الدولي التي استنكزت هذا الفعل الإجرامي منها: ـ
القاضي الهولندي رولنج والذي اشترك في محاكمة مجرمي الحرب اليابانيين يقول: إن محاكمة إسرائيل لا يخمان لا تتفق والقانون الدولي، المحاميان بالنرويج جوهان هيورت وأدوارد هاميرو يذكران بأن القانون الدولي لا يجيز لإسرائيل الحق في اختطاف ايخمان من الأرجنتين لمحاكمته عندها، لأن إسرائيل ككيان ـ لم يكن لها وجود وقت الجرائم التي ارتكبت ونسبت إلى ايخمان ولأن إسرائيل اختطفت بطرق غير مشروعة وهي بذلك تكون قد اخترفت القانون الدولي.
القاضي الاتحادي الأمريكي والدوروجرز يستنكر عملية الإختطاف ويصف محاكمة ايخمان بأنها عمل غير شرعي[2] .
ب ـ خطف لود فنج زند:
لم يتوقف النظام الصهيوني في إرتكابه لحوادث الإختطاف وإنتهاك سيادة الدول عند هذا الحد، فقد دبر النظام أيضاً محاولة لاختطاف لود فنج زند ـ أحد الشخصيات النازية القيادية من مدينة نابولي بإيطاليا وترحيله إلى فلسطين المحتلة[3].
د ـ خطف العالم الألماني هيتز كروج:
في 11 ستبمر 1962، ارتكب النظام الصهيوني جريمة اختطاف أحد العلماء الألمان العاملين في مجال الصواريخ في مصر حيث تم إختطافه في ميونيخ حين كان يقوم بعمليات شراء الأدوات والمعدات الأزمة لبرنامج الصواريخ المصري من الأسواق الألمانية[4] .
5ـ محاولة اختطاف أبنة العالم الألماني بول جيركي:
في عام 1963، استدرج عميلين للنظام الصهيوني هما جوزيف بن جال وأتوجوكليك إبنة العالم الألماني الدكتور بول جيركي ـ وهو من العاملين بمصر ـ إلى منطقة الحدود السويسرية الألمانية لاختطافها، وقد ألقي البوليس السويسري القبض عليهما وأدينا في الحادث[5] .
احتجاز الرهائن:
أقدم النظام الصهيوني على احتجار أطفال الأسر الأردنية كرهائن خلال حرب 1967 وذلك كوسيلة ضغط للإفراج عن بعض الأسرى من الصهاينة أبان عمليات حرب يونيو 1967 وذلك في أوضح صورة من صور الإرهاب والوحشية الذين هما من جوهر طبيعة النظام الصهيوني [6] ، كما قم النظام الصهيوني بأسر الفلاحين الآمنين وسرقة المحاصيل الزراعية وحرق مساكنهم واتخاذهم رهائن دون سبب أثناء عمليات التسلل التي كان يقوم بها النظام إلى مناطق الدفرسوار وفايد وجنيفة المصرية بعد حرب 1967[7].
6ـ اختطاف الشخصيات الدينية والقيادية:
الإمام السيد موسى الصدر، الذي خُطف حسب الظاهر من ليبيا.
الشيخ عبد الكريم عبيد، الذي خطف من بيته في جبشيت من جنوب لبنان، حيث هبطت قوة من الكوموندوس الإسرائيلي واختطفته.
الحاج مصطفى الديراني، الذي اختطف من بيته في قصر نبا من البقاع.
جواد أصفي، الذي اختطف من منطقة تبنين جنوب لبنان.
هذا فضلاً عن المقاومين الذين مازالوا محتجزين لدى العدو الصهيوني ولا نعرف عن مصيرهم شيء.[8]
المبحث الثالث زرع المتفجرات والقاء القنابل:
أحد أقدم الأساليب الإرهابية التي لجأ إليها النظام الصهيوني وأكثرها تكراراً وشيوعاً شأنه في ذلك شأن المنظمات الإرهابية الأخرى هو أسلوب زرع المتفجرات (بث الألغام) وإلقاء القنابل على مختلف الأهداف المدنية وضد الأبرياء العزل بما في ذلك الأطفال والشيوخ والنساء، وفي واقع الأمر فإن هذه الجرائم الإرهابية لا يمكن إحصاؤها أو عدها نظراً لأقدام النظام على إرتكابها ودون تردد وفي أي وقت وضد أي هدف بدون قيود أو إعتبارات سواء من الأخلاق أو القانون، وازاء هذا التعدد والتنوع فسوف يكون التعرض لهذا الجانب من خلال عرض لثلاثة صور رئسية من صور الإرهاب الصهيوني في هذا الخصوص هي: ـ
ـ بث الألغام وتدمير المنشآت والمنازل.
ـ القصف الجوي (إلقاء القنابل).
ـ إرسال الطرود المتفجرة والشراك الخداعية (الإغتيالات) وفيما يلي عرض لهذه الصور الإرهابية عبر نماذج محددة.
أـ بث الألغام وتدمير المنشآت والمنازل
رافق قيام النظام الصهيوني موجات متلاحقة ومتتابعة عن علميات النسف والتدمير ترتبت عليها آثاراً عميقة وبعيدة المدى أدت إلى إزالة قرى عديدة من الوجود وتشريد الآلاف من السكان الذين أصبحوا بلا مأوى ومصرع الآلاف الأخرى كما أدت أيضاً إلى إزالة وتدمير العديد من المنشآت المدنية الحيوية ودور العبادة والأماكن ذات الأهمية الدينية، وفي هذا الخصوص فإن عملية لإحصاء أعمال النسف والتدمير هذه لا يمكن تحقيقها نظراً للوقائع التي لا عد ولا حصر لها والتي تدخل في هذا النطاق ومن ثم فسوف يكون التعرض لبعض الوقائع على سبيل المثال:
ـ نسف القرى وتدمير المنازل.
ـ نسف وتدمير المنشآت الحيوية المدنية.
1ـ نسف القرى وتدمير المنازل: ـ
تقدر بعض المصادر أن مجموع القرى العربية التي أقدم النظام الصهيوني على تدميرها تدميراً كلياً وكاملاً بما لا يحصى هذا فضلاً عن التدمير الجزئي لأحياء سكنية ومباني ذات قيمة تاريخية ودينية.
بعض التفصيل لهذه الأحداث:
في 17/11/1951، أقدم النظام الصهيوني على نسف قريتي أم الفحم وأم الفرج كما نسف عدداً من المساجد والكنائس في بعض القرى المجاورة وفي 25/12/1951، نسف النظام الصهيوني قرية (أقرت) بكاملها وسلم أراضيها إلى مستعمرتين صهيونيتين كما قام بتدمير ما يزيد عن 60، منزلاً في بعض القرى المجاورة.
ـ وفي 14/11/1953، قام النظام بتدمير قريتي (قبية) (وكفر برعم) وإزالتهما من الوجود فضلاً عن تدمير 41، منزلاً وعدداً لا يقل عن عشرة من المساجد والكنائس بالقرى المجاورة.
وفي 13/11/1966، نسف النظام قرية (السموع) ودمر 125، منزلاً في بعض القرى المجاورة فضلاً عن أحد المساجد والمباني الدينية.
كذلك فقد أقدم النظام في 14 يونيو 1967، على تدمير ثلاث قرى أردنية على الحدود وإزالتها من الوجود وهي (الزيتية) و(بيت نوب) و(باللا) مستخدماً في ذلك الديناميت والبلدوزرات، وفي ذات التأريخ تم تدمير 24، مبني ذات أهمية تاريخية ودينة وأثرية في القدس، وفي نوفمبر 1967، أقدم النظام الصهيوني على تدمير 850، منزلاً في مدينة (قلقيلية) و144 منزلاً في مخيم اللاجئين قرب مدينة غزة.
ـ كذلك فقد قام النظام الصهيوني بتدمير العديد من الأحياء السكنية في الاسماعيلية والسويس وبور سعيد أبان عمليات 1967 وما بعدها، وفي عام 1971، دمر هذا النظام أكثر من 200 بيت للفلاحين في قري جنوب لبنان هذا فضلاً عن الدمار الواسع النطاق الذي لحق بلبنان وجنوبه على وجه الخصوص في الآونة الأخيرة [9].
2ـ نسف وتدمير المنشآت الحيوية المدنية:
وفي هذا الإطار سوف يتم التعرض لثلاثة وقائع رئيسية تتمثل في قيام النظام الصهيوني في عام 1954 بنسف وتدمير محطة مياه غزه كما قام في نفس العام بتدبير مؤامرة لنفس مكاتب الإستعلامات الأمريكية بالقاهرة فيما عرف (بقضية لافون)، كما قام في 1967، بنسف وتدمير معامل تكرير البترول في السويس، ويوضح الجدول التالي تكرارات أحداث نسف وتدمير المنشآت المدنية. هذا فضلاً عن تدمير محطات الكهرباء والمياه والجسور والطرقات في لبنان.
توضيح لهذه الأحداث:
نسف محطة مياه غزه:
في 14/8/1954، قامت مجموعة إرهابية صهيونية بالتسلل عبر خطوط الهدنة للوصول إلى محطة المياه التي تمد مدينة غزه بمياه الشرب وبمجرد وصولها قامت بقتل عامل تشغيل مضخة المياه ثم زرعت الألغام في مبني المحطة وملحقاتها من آلات رفع المياه وخزانات وأنابيب ومخازن ثم انسحبت في جنح الظلام بعدها اهتزت المدينة على صوت انفجار ضخم دمر المحطة على نحول كامل [10] .
محاولة نسف مكتب الإستعلامات الأمريكية بالقاهرة:
دبر الكيان الصهيوني عملية تستهدف تفجير مكاتب الإستعلامات الأمريكية بالقاهرة وتفجير عدد من المنشآت الأخرى بهدف تشويه صورة مصر والتأثير السلبي على العلاقات الغربية مع مصر فأرسل عام 1954، مجموعة من الإرهابيين والجواسيس لتنفيذ هذه العملية والتي عرفت فيما بعد بفضيحة لافون ـ نسبة إلى وزير الدفاع الصهيوني لافون الذي كان يشرف على هذه العملية ـ إلا أن الجهات الأمنية المصرية إستطاعت أن تلقي القبض على أعضاء المجموعة الإرهابية وغيرهم من الجواسيس المتعاونين معهم ودون أن تتحقق أهداف العملية، وبذلك كشف الحادث الأساليب الصهيونية الإرهابية أمام الرأي العام العالمي [11].
نسف معامل تكرير البترول بالسويس:
حيث قام أفراد النظام الصهيوني بزرع الألغام والمتفجرات في معالم تكرير البترول بالسويس أكثر من مرة أثناء وفي أعقاب عمليات 1967، مما أدى تدمير أجزاء كبيرة منها[12].
ب ـ القصف الجوي (القاء القنابل):
تعددت عمليات القصف بالقنابل للأهداف المدنية التي أقدم عليها النظام السياسي الصهيوني دون فزع من ضمير أو دافع من خلق، وازاء هذا التعدد والتنوع فسوف يكون التعرض لعدد من الوقائع توضيحاً لطبيعة النظام وميوله الإرهابية منها: ـ
قصف المستشفيات المدنية بالقنابل.
قصف المصانع المدنية.
قصف مدارس الأطفال.
قصف المؤسسات العلمية.
قصف المقار والمكاتب الإدارية.
فقد أقدم النظام في 1967، على قصف إحدى المستشفيات المدنية في القدس بقنابل النابالم المحرمة دولياً، كما قام في 1970، بقصف مصنع مدني مكتظ بالعاملين بالقرب من القاهرة، وفي عام 1971، شنت طائرات النظام هجوماً وحشياً على مدرسة للأطفال بإحدى محافظات مصر، وفي عام 1981، قام النظام بقصف وتدمير إحدى المؤسسات العلمية العراقية المتخصصة في مجال الإبحاث النووية المدنية، كما قم في عام 1985، بالإغارة على مقار ومكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في تونس. هذا فضلاً عن القصف الجوي الشبه يومي لجنوب لبنان.
توضيح لهذه الأحداث:
قصف المستشفيات المدنية:
قام النظام الصهيوني بقصف مستشفى أو عستا فكتوريا (المطلع) في القدس بقنابل النابالم المحرمة دولياً أبان عدوان يونيو 1967، مما أدى إلى تدميره وقتل المرضى المتواجدين به فضلاً عن الطاقم الطبي العامل بالمستشفى[13].
قصف المصانع المدنية:
قامت طائرات الفانتوم الصهيونية في الثامنة والربع من صباح الخميس الثاني عشر من فبراير 1970، بقصف مصنع أبي زعيل المدني غرب القاهرة بالصواريخ وقنابل النابالم المحرمة دولياً مما ترتب عليه تدمير أجزاء كبيرة من المصنع واستشهاد أعداد كبيرة من العمال وخاصة أن القصف تم في وقت تواجد عمال ـ الإضافة ـ الفجر والصباح لتسليم وتسلم العمل[14].
قصف مدارس الأطفال: ـ
أحد نماذج الإرهاب الصهيوني الصارخة هو قيامه بقصف وتدمير مدارس الأطفال، ففي الثامن عشر من أبريل 1971، شنت طائرات النظام الحربية هجوماً وحشياً على مدرسة بحر البقر الإبتدائية بمحافظة الشرقية مما أدى إلى تدميرها تدميراً كاملاً ومقتل أكثر من خمسين طفلاً وأصابة المئات والذين لم تتجاوز أعمارهم الحادية عشرة[15] .
قصف المؤسسات النووية المدنية:
في تحد صارخ لأحكام القانون الدولي وفي إنتهاك لسيادة دولة مستقلة قام النظام الصهيوني في 7/6/1981، بقصف مفاعلين نوويين مخصصين للأغراض السلمية بالقرب من بغداد حيث تم تدميرهما قتل عدد من الخبراء الفرنسيين والعديد من العمال[16] .
قصف المقار والمكاتب الإدارية:
أحد أبرز الأمثلة في هذا الخصوص هو قيام القوات الصهيونية الجوية بقصف مقر منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة حمام الشط على بعد نحو 35كم جنوب العاصمة تونس وذلك في أكتوبر 1985 منتهكة سيادة دولة تونس ومتسببة في تدمير ذلك المقر واستشهاد الكثير من العاملين المدنين بذلك المقر[17].
ج ـ إرسال الطرود المتفجرة والشراك الخدعية (الاغتيالات)
تعددت وتنوعت وتباينت محاولات النظام الصهيوني للتصفية الجسدية للعديد من الشخصيات الدينية والسياسية والعسكرية والعلمية الفلسطينية والمصرية والأردنية واللبنانية أو العربية على وجه العموم، وازاء هذا التنوع فسوف يكون التعرض لعناصر ثلاثة في هذا الخصوص توضيحاً للطبيعة واستكمالا للملامح العامة للنظام هي: ـ
ـ محاولات اغتيال القيادات الفلسطينية خراج الأراضي المحتلة.
ـ محاولات اغتيال العلماء الألمان العاملون في مصر في الستينيات.
ـ محاولات اغتيال علماء الذرة العرب.
ـ محاولات اغتيال الشخصيات الدينية.
ـ محاولات اغتيال قادة المقاومة الإسلامية.
أـ عمليات اغتيال القيادات الفلسطينية خارج الأراضي العربية المحتلة:
تعرضت القيادات والشخصيات الفلسطينية وممثلي المنظمات الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين والشخصيات العربية والفلسطينية العامة في الخارج للعديد من محاولات التصفية الجدية على يد عملاء النظام الصهيوني الإرهابي، ففي عام 1956، تم اغتيال اثنين من المسؤولين العسكريين المصريين في غزة والأردن، وفي عام 1972، تم اغتيال اثنين من ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية في الخارج إضافة إلى أثنين من الشخصيات والقيادات الفلسطينية أما عام 1973 فقد شهد اغتيال تسعة من ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية في الخارج وثلاثة من كبار القادة الفلسطينيين، وفي عام 1974، تم اغتيال إحدى القيادات الفلسطينية، وفي عام 1977، تم اغتيال إحدى الشخصيات العربية في باريس، كما شهد عام 1978، اغتيال ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية في الخارج واثنين من القيادات الفلسطينية بالخارج أيضاً، وفي عام 1980، تم اغتيال إحدى الشخصيات الفلسطينية العامة كما شهد عام 1981 اغتيال شخصية فلسطينية عامة وإحدى قيادات المنظمة وممثل لها في خارج، وفي عام 1982، تم اغتيال إحدى الشخصيات الفلسطينية العامة وممثل للمنظمة بالخارج واثنين من القيادات الفلسطينية فضلاً عن أكثر من أربعة ألاف لاجيء فلسطيني، وفي عام 1983، تم اغتيال إحدى الشخصيات الفلسطينية، كما شهد عام 1984، حادث اغتيال إحدى الشخصيات الفلسطينية العامة وفي عام 1986 تم اغتيال إحدى القيادات الفلسطينية، وفي عام 1988 تم اغتيال قيادة فلسطينية أخرى، بينما شهد عام 1992، اغتيال إحدى القيادات العربية في لبنان، هذا ويوضح الجدول التالي تكرارات أحداث اغتيال القيادات والشخصيات الفلسطينية والعربية.
بعض المعلومات التوضيحية حول هذه الأحداث:
ـ في 11/7/1956، تم اغتيال المقدم مصطفى حافظ الضابط المصري المسؤول عن عمليات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزه عن طريق طرد نأسف أرسل إليه.
ـ في 14/7/1956، تم اغتيال العقيد صلاح مصطفى الملحق العسكري المصري في الأردن والمسؤول عن عمليات المقاومة الفلسطينية في الأردن بنفس الأسلوب السابق.
في 8/7/1972، تم اغتيال الكاتب الفلسطيني غسان كنعاني في بيروت بتلغيم سيارته التي انفجرت بمجرد ادارة محركها.
ـ في 19/7/1972، أصيب مدير مركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور أنيس صايغ من جراء انفجار طرد ملغوم أرسل إليه في بيروت.
ـ 17/7/1972، أصيب المناضل الفلسطيني بسام أبو شريف نتيجة لتسلمه طرد ناسف في بيروت.
ـ في 17/10/1972، تم اغتيال وائل زعيتر ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في روما باطلاق الرصاص عليه.
ـ في 25/10/1972 أصيب ممثل المنظمة في الجزائر (أبو خليل) نتيجة انفجار طرد ناسف في مكتب المنظمة بالجزائر.
ـ في 29/ 11/ 1972 أصيب المناضل الفلسطيني أحمد عوض الله في ستكهولم نتيجة انفجار رسالة متفجرة أرسلت إليه.
في 9/1/1973 تم اغتيال محمود الهمشري في باريس وهو ممثل المنظمة لدى فرنسا بتلغيم حجرة نومه.
ـ في 21/ 1/ 1973 تم اغتيال د. باسل القبيصي أستاذ القانون وممثل المنظمة في باريس باطلاق الرصاص عليه.
ـ في 9/4/1973 تم اغتيال أبو سامي (علي أحمد عبد القادر) ممثل المنظمة في قبرص بوضع المتفجرات أسفل سريره بأحد فنادق قبرص.
ـ 9/4/1973 تم اغتيال القادة الفلسطينيون الثلاثة كمال عدوان، كمال ناصر وأبو يوسف بالهجوم المسلح على منازلهم في بيروت.
ـ في 12/4/1973 تم اغتيال موسى أبو زيد في أثينا بزرع المتفجرات في حجرة نومه.
ـ 28/6/1973 تم اغتيال محمود أبو ديا أحد ممثلي المنظمة في باريس.
ـ في 21/7/1973 تم اغتيال احمد بوشيكي ممثل المنظمة في أوسلو.
ـ في ذات التاريخ تم اغتيال حسين عباس الشبر في قبرص.
ـ في عام 1974 تم اغتيال أبو حسام أحد قادة فتح في بيروت.
ـ في عام 1977 وفي الثاني من فبراير منه تم اغتيال محمود ولد صالح في باريس وهو أحد الشخصيات العربية المتعاونة مع منظمة التحرير الفلسطينية.
ـ في 3/8/ 1978تم اغتيال عز الدين القلق ممثل المنظمة في فرنسا.
ـ في 15/12/ 1979 تم اغتيال إبراهيم عبد العزيز أحد قادة فتح في قبرص.
ـ 25/12/1979، تم اغتيال سمير طوقان عضو مكتب المنظمة في قبرص.
ـ في ذات التاريخ تم اغتيال علي ناصر ياسين ممثل المنظمة في الكويت.
ـ في ذات التاريخ تم اغتيال علي حسن سلامه أحد قيادات المنظمة في بيروت بتلغيم سيارته.
ـ 18/2/1980 تم اغتيال يوسف مبارك أحد الشخصيات الفلسطينية في باريس.
ـ 9/10/1981 تم اغتيال ماجد أبو شرار مسؤول الأعلام في حركة فتح في روما.
في 7/12/1981 تم اغتيال الدكتور عبد الوهاب الكيالي أحد الشخصيات الفلسطينية العامة. في بيروت.
ـ ذات العام تم اغتيال نعيم خضر ممثل المنظمة في بلجيكا وبروكسل.
ـ 17/6/1982 تم اغتيال نزيه مطر.
ـ في ذات العام تم اغتيال محمد طه أحد كبار الضباط في منظمة التحرير في ألمانيا.
ـ في 23/7/1982 تم اغتيال فاضل العناني مساعد ممثل المنظمة في باريس.
ـ في 28/9/1982 تم اغتيال العيمد سعد طايل (أبو الوليد) أحد قيادات المنظمة في سهل البقاع اللبناني.
ـ في الفترة 16/18/9/1982 لقي ما يزيد عن الأربعة آلاف لاجيء فلسطيني في مخيم صبرا وشاتيلا مصرعهم.
ـ في 22/2/ 1983 تم اغتيال جميل عبد القادر عبد الرب أحد الشخصيات الفلسطينية في أثينا.
ـ في 10/4/1983 تم اغتيال الدكتور عصام سرطاوي ممثل المنظمة في اجتماع الدولية الاشتراكية في البوفير بالبرتغال.
ـ في 20/8/1983 تم اغتيال مأمون مريش الصغير ممثل المنظمة في أثينا.
ـ في 13/5/1984 تم اغتيال حنا مقبل الأمين العام لاتحاد الصحفيين والكتاب العرب في قبرص.
ـ في 21/10/ 1986تم اغتيال العميد منذر أبو غزالة قائد البحرية الفلسطينية في أثينا بتلغيم سيارته.
ـ في 16/4/ 1988 اغتال الكوماندوز الصهاينة خليل الوزير(أبو جهاد) الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية بمنزل بالعاصمة التونسية.
ـ في 17/2/1992تم اغتيال السيد عباس الموسوي الأمين العام لحزبه الله اللبناني وزوجته وابنه البالغ من العمر ست سنوات [18].
ـ في 16/2/1984 تم اغتيال الشيخ راغب حرب شيخ شهداء المقاومة الإسلامية في لبنان في قرية جبشيت.
ب ـ محاولات اغتيال العلماء الألمان العاملون في مصر في الستينات:
تعرض العلماء الألمان الذين قدموا إلى مصر في الستينات للعمل في مختلف المشاريع الصناعية المصرية للعديد من محاولات الاغتيال وذلك بإرسال الطرود والرسائل الناسفة إليهم، نشير هنا إلى عدد من الوقائع منها:
ـ أرسل الصهاينة طرداً ناسفاً إلى العالم الألماني بول جيركي الذي يعمل بالقاهرة وقتئذ في محاولة لإغتياله فانفجر قبل وصول العالم الألماني وتسبب في تدمير مكتبه وأصابة عدد من الأفراد المتواجدين به.
ـ أرسل الصهاينة رسالة متفجرة إلى العالم الألماني البروفسير بلتز التي تسملتها سكرتيرته الحسناء ففقدت السمع والبصر والجمال إلى الأبد.
ـ كما لم يسلم العاملون المصريون في صناعات الصواريخ من يد الصهاينة إذا استشهد ستة منهم أثناء قيام أحدهم بفتح طرد ناسف أرسله إليه
الإرهابيون الصهاينة [19] .
ج ـ محاولات اغتيال علماء الذرة العرب:
في سعي الكيان الصهيوني للقضاء على كافة مقومات النهضة العلمية والتقدم في الدول العربية قام باغتيال أبرز علماء الذرة العرب، تدعم ذلك عدد من الوقائع منها:
ـ اغتيال عالمة الذرة المصرية الدكتور سميرة موسى في 15/8/1952.
ـ اغتيال الدكتور نبيل القليني أحد علماء الطبيعة النووية المصريين في العاصمة التشيكية براغ في يناير 1975.
ـ اغتيال الدكتور يحيى المشد عالم الذرة المصري في باريس 14/6/ 1980.
ـ اغتيال نبيل أحمد فليفل أحد علماء الطبيعة النووية العرب في بيت غور في أبريل.
وفي الختام:
نسأل الله تعالى أن نعيش حالة اليقظة والانتباه فلا نتهاون أو نتساهل مع هذا الجهاز الذي لا يكلّ ولا يملّ عن تدبير الفتن ضد عالمنا الإسلامي ولا ينفكّ عن البطش بأُمّتنا. كما ونسأله أن يحوط قائدنا الإمام الخامنئي (دام ظله) وكل العاملين المخلصين في سبيل الله والممهّدين لدوله صاحب الزمان روحي لتراب مقدمه الفداء.
المصدر:
http://www.alasra.ps/news.php?maa=View&id=8200
لا شك أن اسم الموساد الإسرائيلي يثير الشعور بالاشمئزاز والحقد والكراهية والغضب لدى شعوب البلدان العربية، خصوصاً لبنان وسوريا ومصر والأردن، لأن الصراع العربي الإسرائيلي كان في حدود هذه الدول وبداخلها، فكان صراعاً مصيريّاً. وكان أهم تلك الصراعات، الصراع الخفي بين أجهزة المخابرات لدى طرفي الصراع العربي، والكيان الصهيوني الغاصب.[1] فلقد لعب الصراع بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية وبخاصة (الموساد) دوراً رئيسياً في الصراع مع الدول المحيطة بالكيان الصهيوني. وكان الموساد ومازال الجهاز الخطير الموكل إليه ضرب المصالح العربية، الإسلامية وخصوصاً في هذه المرحلة التي يرى فيها الموساد تعثر المفاوضات مع الكيان الغاصب، وعدم الموافقة على أن القدس عاصمة للكيان، والحث على الجهاد ضده، وقيام الحركات الإسلامية وعدم السكوت عن القضية الفلسطينية. والعامل على إزالة إسرائيل من الوجود هم المجاهدون،[2] وعلى رأسهم بل قادتهم والمخطط لهم علماء الدين[3] فهم المؤثرون في كل هذا، ويشكلون رأس الحربة في وجه الكيان الغاصب. فاصبحوا الهدف الحقيقي الأولي للموساد، فاغتالوا البعض منهم،[4] واختطفوا آخرين،[5] ثم قاموا بتجنيد بعض ضعفاء النفوس منهم والاستفادة من بعض الممارسات الخاطئة التي قام بها بعضهم. وأيضاً قاموا بإذكاء الفتنة بين بعض رموز العلماء باللعب على أوتار الخلافات بينهم من هنا كان من الواجب علينا أن نعرف هذا العدو المتخفي فلعله يكون أقرب الناس إلينا فيجب أن نتسلح بمعرفة هذا الجهاز اليهودي الدامي لكي لا نقع في حبائله.
محمد علي الحسيني
نبذة عن جهاز (الموساد):
الموساد[1] هو منظمة المخابرات والخدمة السرية للصهاينة ويعتبر روفين شيلوح أول مدير للموساد.[2] تأسس سنة 1951 بواسطة ألهاغانا (وهي القوة التي كونتها الجالية اليهودية في فلسطين سنة 1921 للفتك بأبرياء فلسطين وتقتيلهم وتدمير منازلهم والتجزير بهم[3] كما حصل في مجزرة دير ياسين[4] وكفر قاسم وبئر السبع وقانا والخيام[5] بحيث لا تحصى وفيما بعد تحولت هذه القوة إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد الإعلان عن إنشاء دولة إسرائيل عام 1948).[6]
يأخذ الموساد مهمة التجسس التابعة للقسم السياسي في وزارة الخارجية كما يتولى أعمالاً خاصة منها التجسس والاغتيال والخطف والحصول على أسلحة والقيام بمكافحة التجسس في الخارج وإثارة الفتن ويكفي تعريفاً أن جهاز الموساد أصبح ألان رأس الحربة بالنسبة للكيان الغاصب فبه يهدد وبه يضرب وبه يمكر ويحصل على معلوماته.[7]
يتمتع الموساد منذ نشأته بميزتين بارزتين:
الأولى: وجود أعداد كبيرة من السكان اليهود منتشرين في جميع البلدان مما يسهل عليه الحصول على المساعدة من دون أي كلفة أو صعوبة.
الثانية: أن الكيان الغاصب في الواقع هو في حالة حرب منذ نشأته بسبب قيام دولة غاصبة فلهذا العملاء جاهزون دائماً للقيام بأي عمل[8] مهما كان فهم لا يترددون باستخدام أي طريقة لتحقيق الهدف كالاغتيالات[9]
والتفجير[10] والإبادة[11] حتى استخدام إعراضهم[12] فانهم يقولون الغاية تبرر الوسيلة.[13]
وحدة جهاز الموساد وأقسامة التنظيمة:[14]
الموساد فيه عشرة أقسام[15] وكل قسم من هذه الأقسام له مهمة خاصة به، ولا شك أن هذه الأقسام هي عبارة عن حلقات مفصولة عن بعضها، وسوف نشرح نبذة قصيرة عن عمل هذه الأقسام.
أقسام الموساد:
1ـ القيادة العامة
2ـ جمع المعلومات والأرشيف
3ـ الدراسات والتقييم
4ـ المراقبة والتجسس
5ـ التجنيد
6ـ النفوذ
7ـ التقنيات
8ـ التدريب والتخطيط
9ـ مكافحة التجسس
10ـ العمليات
1ـ القيادة العامة: وهي عبارة عن إدارة وتطوير الموساد، ووضع خطط مستقبلية ومسؤولة عن تنسيق العمليات، والتنسيق بين عمل الشبكات واحتياجات خطط جمع المعلومات وتطويريها. رئيس هذا القسم نائب لرئيس الموساد والهيئة فيه تتضمن رؤوس الأقسام ورئيس الوحدة، وهي التي تأخذ القرارات وتنفّذ الأعمال الموكلة إليها من قبل المعنينّن.[16]
2ـ جمع المعلومات والأرشيف: من أكبر وحدات الموساد له مكانة خاصة وأهمية شديدة، وهو عبارة عن القسم الذي يهتم بجمع المعلومات اللازمة على جميع المستويات من مصادره السرية والعلانية والمعلومات التي يحتاجها قسم الدراسات والتقييم والعمليات.[17] ومن بعدها تؤرشف هذه المعلومات للحاجة، وبعض أساليب جمع المعلومات.
العلنية:
مجلات، صحف، كتب، محاضرات، مراسلون، إذاعة، تلفزيون، تقارير، و...
السرية:
مصادر ذاتية (عملاء)، مصادر خارجية، اتفاقيات أمنية، أصدقاء، هيئات سياسية، مهربون، عصابات، مراسلون أجانب.
طرق نقل المعلومات:
أجهزة لاسلكي، هاتف، فاكس، انترنيت، رسائل عادية، رسائل بحبر سري وأشخاص بعيدون عن الشكوك و...[18]
3ـ الدراسات والتقييم: وهي التي تأخذ المعلومات وتدرسها بحسب ظروف المهمة وتعطي تقييماً مناسباً للمهمة والأشخاص الذين يحتاجونهم في المهمة.[19]
والتقييم يكون من خلال معلومات تفصيلية عن مسرح العملية، والأشخاص، وعاداتهم، والمنشآت وحالتها. ومن المعتاد القيام بمثل هذه العمليات ضد الأهداف المكشوفة، مثل الأشخاص المهمين الذين لا يهتمون بتأمين أنفسهم رغم أنهم مستهدفون[20] أو المنشآت غير المدافع عنها[21] أو سرقة الوثائق في الدوائر المختلفة.
4ـ المراقبة والتجسس: وهو عبارة عن مراقبة ومتابعة الأهداف الحالية والمستقبلية التي سوف يتم العمل عليها.[22]
5ـ التجنيد:[23] تعتبر هذه المهمة إحدى الركائز الهامة لجهاز الموساد وهي اختيار بعض الأشخاص المخدوعين أو ضعفاء النفوس[24] أو الذين لهم مصلحة معينة للتعامل لمصلحة الموساد ومن أمثلة ذلك: الترتيبات[25] التي اتفق عليها شيمون بيريز في نهاية صيف 1976م. مع بعض المسيحيين اللبنانيين للقضاء على قوة الفدائيين الفلسطينيين في لبنان[26]، فقد قام بيريز بعدة زيارات سرية للبنان لعمل تلك الترتيبات، وقد قام الموساد باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك. وتضمنت الخطط التي اتفقوا عليها: تدريب القوات اللبنانية،[27] وعمل حصار بحري إسرائيلي حول الموانئ التي يسيطر عليها المسلحون اليساريون[28]، وتزويد اليمينيين اللبنانيين[29] بالأسلحة، وبذل الجهود لتدريب أهل قرى الجنوب اللبناني على القتال لمواجهة احتمال عودة الفدائيين الفلسطينيين إلى قواعدهم في المنطقة. فاستطاع الموساد أن يجمع عدداً كبيراً من العسكريين اللبنانيين وبعضاً من المواطنين وجعلهم ميليشيا جيش لبنان الجنوبي، ووضعوا[30] سعد حدّاد[31] ومن بعده انطوان لحد، حيث ترأسا هذه المليشيا، فجعلهم الموساد أكياس رمل لجنود الاحتلال وحراس حدود. وبالنهاية بعد عمالة 24سنة تخلى عنها بلحظة.[32]
كيفية تجنيد العملاء للمخابرات الإسرائيلية:
إن عملية تجنيد العملاء لصالح الموساد تمر في أربعة مراحل:
أ ـ مرحلة الفرز والاختبار: والغرض من هذه العملية انتقال المرشحين كعملاء، بناء على ما يراه المتخصصون في هذه العملية، ويسمون «الفراوزن». وواجبهم الاحتكاك بالأماكن العامة كالنوادي والمطاعم والملاهي، لمراقبة الموجودين من الرجال والنساء.
ويمكن أن تقوم واجهاتهم في البلاد المختلفة بهذا العمل مباشرة أو عن طريق طرف ثالث للبحث عن «جواسيس المستقبل».
ب ـ مرحلة الاقتراب وتنمية العلاقات وبناء الدوافع: فإذا أثبتت المراقبة الدقيقة «للفريسة المنتقاة للعمالة» أنه صالح للعمل التجسسي، وهم يسمونه «القيام بالواجب» يتم الاقتراب وتنمية العلاقات إلى صبر وجسارة لا جراء مزيد من التعارف، والوقوف على «نقاط الضعف»[33] التي يمكن استغلالها، وتنمية الدافع حسب التعامل. وقد يكون الدافع مثلاً الانخراط في عقيدة معيّنة، كالادعاء بمكافحة الشيوعية، أو العمل من أجل حقوق الإنسان، أو الميل للخمر والنساء، أو لعب الميسر «القمار»، أو الحاجة إلى المال. وقد يكتشف العميل أنه يعمل في إحدى شبكات التجسس الإسرائيلية «بعد فوات الأوان» وبعد التورط بطريقة تجعل طريق عودته عما تورّط به[34] محاطاً بالمخاطرة.
ج ـ مرحلة تدريب العميل: بعد السيطرة الكاملة على العميل (حتى ولو كانت سيطرة ناعمة غير محسوسة) ينال قسطاً من التدريب الجاسوسي على كيفية الاتصال مع الآخرين، واستخدام اللاسلكي، و «الشيفرة» والكتابة بالحبر السري... الخ. وبعد أن يصبح على درجة يمكن أن يعتمد عليها يرسل ليقوم بزيارة البلد الذي سيعمل فيه أكثر من مرة زيارات سياحية بأي شكل أو صفة وعلى فترات.
د ـ مرحلة التشغيل والعمالة: وهي المرحلة التي يبدأ العميل فيها بالعمل بتوجيه من المركز الذي سيخصص لذلك، وأصعب إجراء في هذه المرحلة هو التحويل والاتصال به بعد زرعه في البلد المراد التجسس عليه.[1]
6ـ النفوذ: وهو بث عناصر من نفس جهاز الموساد لاختراق العدو بتنفيذ المهمات الموكلة إليهم، ومن أبرز النفوذيين الذين اخترقوا البلاد العربية هو (إيلي كوهين) المولود في مصر الإسكندرية 1924 حيث أرسله الموساد إلى سوريا باسم (كامل أمين ثابت) سنة 1962م[2] من أجل عقد صداقات مع ذوي النفوذ في المجتمع السوري من أجل أخذ المعلومات الكافية حول القوات السورية والمواقع الحدودية والتسليح الجديد. وبعض المهامّ الأخرى، فعقد كوهين صداقات وثيقة مع سالم سيف مذيع الراديو واللواء أمين الحافظ وعدد كبير في هيئة أركان الجيش السوري. فتمكن من الحصول على الخطط السورية والمصرية وحصل على معلومات حول شراء أسلحة من الروس ومعلومات تفصيلية عن المواقع السورية وأرسلها إلى تل أبيب. انكشف كوهين وأعدم شنقاً في دمشق سنة 1965م.
7ـ التقانيات: تهتم الموساد بالأجهزة الحديثة وإدخالها في هذا القسم من أجل استعمالها في المهمات، مثل أجهزة التنصت، وأجهزة الكمبيوتر، أجهزة التصوير الدقيقة والتزوير، وهذا القسم أيضاً يتضمن التزوير[3] والتصوير والشيفرا وأجهزة الاتصالات.[4]
8ـ التدريب والتخطيط: يخضع العاملون في الموساد إلى دورات تدريبية خاصة من خلال مدارس تدريب يعطى فيها الدروس النظرية والعملية ويرفع مستوى العاملين في هذا الجهاز الذين سوف ينفّذون مهمات معيّنة، وبالإضافة إلى التخطيط الجيد الذي له دور كبير خصوصاً في نجاح العمليات مع مراعاة التفاصيل «غير المتوقعة» مع ترك الحرية لقائد العملية في اتخاذ التعديلات التي يقتضيها الموقف، يمكن الاستعانة بالخرائط ذات المقياس الكبير، والنماذج المجسمة لمسرح العملية، حتى يعرف القائمون في التنفيذ واجباتهم بالتفصيل[5].
9ـ مكافحة التجسّس: مهمة كشف النفوذيين الذين يحاولون اختراق العدو مثلما حصل للنفوذي المصري رأفت الهجّان،[6] حيث دخل على الكيان الصهيوني على أنه يهودي باسم (ديفد شار سمحون) واستطاع أن يعمل نفس العمل الذي فعله ايلي كوهين بالسوريين فكانت واحدة بواحدة.
10ـ العمليات: وهي التي أوكل أليها المهمّات الخطرة والحساسة[7] والتي يترتّب عليها آثار كبيرة، وهي رأس الحربة للكيان الصهيوني. كمثل بعض الأعمال التي تنفّذها من خطفٍ[8] وقتل[9] وتفجير[10] وشراء أسلحة.
أول تشكيل لفرقة الاغتيالات في الموساد[11]
عقب عملية الاقتحام التي قام بها ثمانية من أعضاء «منظمة أيلول الأسود»[12] لمقر البعثة الإسرائيلية ـ في دورة ميونخ الأولمبية ـ في 6 سبتمبر (أيلول) 1972، قررت حكومة الكيان الصهيوني برئاسة ـ جولدا مائير[13] ـ التصفية الجسدية لقيادات وعناصر المقاومة الفلسطينية، بعد رصدها ومتابعتها في جميع أنحاء العالم. وقد عرفت عمليات فريق الاغتيالات الاسرائيلي أو فرقة الموت[14] باسم عبري حركي «ميتران الوهيم» وتتألف فرقة الموت من خمسة عشر شخصاً مقسمين على أربع مجموعات:
أ ـ المجموعة الأولى[15]: ويرمز لها بحرف ألف بالعبرية، تتألف من قاتلين اثنين ويتم انتقاؤهما من خيرة عملاء الموساد المحترفين أو من الوحدات العسكرية الخاصة كالمظليين مثلاً وتنحصر مهمتهما في تنفيذ عملية القتل بسرعة ومهارة فائقة. وتشترط الموساد على أن يكون أفراد هذه المجموعة من الموثوق في إخلاصهم تماماً لإسرائيل، أو من القتلة المتمرسين.
ب ـ المجموعة الثانية: ويرمز لها بحرف بيت بالعبرية، وتتألف أيضاً من شخصين مهمتهما حماية عناصر المجموعة الأولى وتغطية انسحابها في حال تعرضها لخطر، وعناصر هاتين المجموعتين يعرفون بعضهم جداً، بينما يحظر عليهم الالتقاء والتعرف بعناصر المجموعات الأخرى.
ج ـ المجموعة الثالثة: ويرمز لها بحرف عين، وتتألف من6 إلى8 أفراد تقع عليهم مهمة البحث عن الضحية وتحديد مكانها والتعرف على نمط حياتها اليومية مع تأمين طريق الفرار للمجموعتين الأولى والثانية.
د ـ المجموعة الرابعة: ويرمز لها بحرف القاف وتتكون من شخصين مهمتهما تأمين الاتصالات. وقد نشأ جهاز الموساد على أنقاض الصهيونية، وكان أهمها في «شاي»[16] و«شين بيت»[17].
أكبر عمليات الموساد
أكبر العمليات الإرهابية الصهيونية هي استعادة الطائرة المختطفة سنة 1976م. من أوغندة.
وقام الفدائيون الفلسطينيون باختطاف هذه الطائرة إلى أوغندة، وكان رئيسها ذلك الوقت عيدي أمين. هبط المظليون الصهاينة في المطار في هدأة الليل فاختطفوا هذه الطائرة في وقت كان المطار مثقل بالحراسة.[18]
فشل الموساد:
أكبر فشل لاقته الموساد هو عجزها عن توقع الهجوم المصري والسوري في سنة 1973م. والذي سمي حرب يوم الغفران. ويبدو أن الموساد كان مستغرفاً في حربه ضد الفدائيين الفلسطينيين. وأهملوا ملاحظة البنية العسكرية للجيش المصري والسوري على الحدود. وكان ذلك نصراً مؤزراً للعرب وخطأً فاحشاً من الموساد.[19]
الموساد في مصيدة أمن حزب الله لبنان
في 15/10/2000م أعلن أمن «حزب الله»[20] على استدراج الضابط الاسرائيلي برتبة عقيد يعمل في جهاز الموساد، واسمه «ألخنان ثانينبوم» ـ من بروكسل ـ بلجيكا ـ إلى بيروت، حيث حاول الضابط التقرب من أحد كوادر حزب الله الذي هو مقرب من شخصية سياسية في الحزب، وكان يتستر الضابط بغطاء جهاز استخباراتي أجنبي، وضمن عملية استدراج تم وصول الضابط إلى لبنان، وقد تم التأكد من هويته العسكرية، حيث أنه كان سابقاً قائداً للواء مدفعية ميدان، شارك في الاجتياح الإسرائيلي إلى لبنان عام 1982م، وفي قصف مدينة بيروت وضواحيها، وهو يعمل مع «الموساد» منذ فترة زمنية طويلة، فتم أسره واحتجازه في لبنان من قبل جهاز أمن «حزب الله» فهذا هو العدو، أوهن من بيت العنكبوت.[21]
الأهداف التي يسعى الموساد لتنفيذها
ضد العلماء والحركات الجهادية الإسلامية هي أربعة
1ـ إبعاد الناس عن المواقع والمجالات التي يمكنها أن تترك أثراً إيمانيا فيهم، كالمساجد والحسينيات والمظاهرات واللقاءات الدينية العامة، كالحج وعاشوراء... والسبب في ذلك يعود إلى خوف الموساد من تأثير هذه المراكز على عقول الناس، لكن الموساد لا يخشى من هذه الطقوس والنشاطات الدينية إذا كانت في أوساط الجانب التقليدي الذي يبكي فيه الناس في عاشوراء، ثم يعودون إلى بيوتهم دون أن يدركوا البعد السياسي والجهادي لعاشوراء في حياتهم اليومية، أو يذهبون إلى المساجد لإقامة الصلاة دون أن يكون لهذه المساجد أي دور في تربيتهم سياسياً وجهادياً، بل هي تربيهم على الأحكام العبادية الفردية وتغرقهم في هذه الأمور وتشغلهم فيها.
ولهذا نجد أن الموساد لا يسعى لإبعاد الناس عن الصلاة أو الحج أو لعاشوراء مادامت هذه الطقوس فاقدة للدور السياسي والاجتماعي النشط، وهذا ما يؤكده تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، فإنه أبرز قلقه من المساجد وغيرها، عقيب انتصار الثورة الإسلامية في إيران،[22] لأنها منحت المساجد وعاشوراء[23] بعداً جديداً أثّر على المصالح بل الوجود الصهيوني في العالم الإسلامي.
2ـ إثارة الفتن واشغال المؤمنين عن القضايا الإسلامية والأساسية.
4ـ ضرب فكرة ولاية الفقيه وتفكيكها وهو هدف مستجد مع قيام الثورة الإسلامية.
فلا بد من العمل على إحباط هذه المؤامرات وتحصين هذه العناوين بأساليب قوية، حيث سنشرح أساليب عمل العدو وأساليب إبطال هذا العمل.
كيفية عمل العدو وأسلوب إبطاله:[24]
أولاً: العدو يسعى لإسقاط الثقة بالعلماء من أعين الناس، فإذا سقطت الثقة بالعلماء فسوف لا يعتقدون بعدالتهم، وهذا يعني التفرقة وافراغ المساجد من الروح الجماعية. والطريقة الأخرى لإسقاط العلماء هي دفع الأموال الكثيرة والمشبوهة وإرسال النساء المشبوهات لتوريطهم، مثلما حصل (للعالم الخطيب) في إيران حيث أرسلوا له امرأة لتقيم معه علاقة شرعية وتمّ تصويره بهذه الحالة لكي يستخدموه وسيلة لتحقيق أهدافهم، لكنهم فشلوا في ذلك.
(المطلوب) من العلماء والناس إحباط الإشاعات، وأن يحملوا بعضهم البعض على محمل حسن، ولا يصدقوا حتى يروا، فبين الحق والباطل أربعة أصابع، فإن الحق أن تقول رأيت، وأيضاً يطلب الحذر والانتباه عند كل نبأ يصلنا،[25] بحيث لا تحدث منا ردات فعل غير مدروسة أو في غير محلها.
والمطلوب من العلماء أن يصلوا خلف بعضهم، فهذا يعطي الثقة الكاملة. كما أن هناك مجموعة خطوات هامة جداً تدفع الناس إلى منح العلماء ثقتهم أبرزها وباختصار:
1ـ رفع مستواهم العلمي والثقافي مما يمكنهم من لعب دور أنشط في الحياة الفكرية المعاصرة، فقد بدأ بعض منهم خارج الحوزات العلمية بأخذ زمام الأمور على المستوى الفكري الإسلامي وصاروا محل ثقة الناس فكرياً، وصار الناس يعتبرونهم هم أصحاب الفكر الديني النير والعمل، من أمثال د. نصر حامد أبو زيد[26] ومحمد أركون،[27] في العالم العربي وعبد الكريم سروش[28] في إيران، والسبب في فقدان الحوزة تدريجياً لثقة الناس في هذا المجال هو أنها انشغلت بأمور علمية غير حياتية، واستغرقت في بعض الأمور الفقهية والأصولية، لكنها لم تواكب الدراسات والأبحاث المعاصرة على مستوى الفلسفة والكلام والقانون والتاريخ وغيره، وهذا يجعل مواقف العلماء أمام الناس ضعيفاً، وبالتالي لا ينظرون إليهم على أنهم أصحاب الفكر إلا في مسائل الطهارات والنجاسات ونحوها.
2ـ تحوّل الجهد العلمائي إلى جهد جماعي ومؤسساتي، وهذا سوف يعطيهم تأثيراً أكبر، فمع الأسف كل عالم، اليوم، يمارس نشاطاته لوحده ويرى أنه سيصبح محور كل شيء في المستقبل، وليس هناك تنسيق بين العلماء إلا قليل نسبياً، ولهذا فالمطلوب هو أن يكون لدينا علماء مجتمعين يتفقون مثلاً على إثارة موضوع معين هذا الشهر، فتجد الآلاف من العلماء يتحركون يداً واحدة لإثارة هذا الموضوع وهذا يترك أثراً أكبر ويجعل الناس ترى أن العلماء أصحاب موقف واحد خصوصاً في القضايا المصيرية والحساسة، وأما لو تفرقوا وتمزقوا فهذا سوف يجعل الناس في حيرة، وبالتالي لن يأخذوا بأقوال هذا العالم لأنهم يجدون الكثير من المعارضين له، ولن يأخذوا بأقوال العالم الآخر لأنهم سيجدون الكثير من العلماء الذين يعارضونه وينتقدونه وهكذا.
3ـ المزيد من الأخلاق الكريمة التي يجب أن يتحلى بها عالم الدين، فمع الأسف صارت الأخلاق غير الحسنة التي تصدر من بعض العلماء حجة يتحجج بها عوام الناس للابتعاد عن الدين[29] لأن قيمة عالم الدين قد سقطت من نظرهم.
ثانياً: بالنسبة للتفرقة فإن العدو يلجأ إلى توجيه آراء ومواقف العلماء في الاتجاه الذي يخدم أغراضه، بأن يكون خروجاً على إجماع الساحة أو يكون مخالفاً لآراء ومواقف القائد، وأن يدس (الموساد) النافذين في حواشي بعض العلماء.
(المطلوب): اختيار الأشخاص الأتقياء الورعين والواعين بعد التمحيص والتجربة وأن يظلوا تحت المراقبة وأن لا يقتصر العالم على مصدر واحد في معلوماته وأن يتأنّى في إصدار الأحكام وأن يحذر من استهدافات العدو لأنه لن يتوانى عن استغلال أيّ فرصة متاحة له، كما حصل لأحد الرموز الكبيرة في إيران[30] حيث استغل العدو عاملين فيه:
أولاً: ثقته العمياء بالأشخاص المقربين منه.
ثانياً: التسرّع في اتخاذ المواقف وإطلاق الأحكام. مما أدّى إلى وصول العدو إلى اخطر شخص في الجمهورية الإسلامية، ولولا يقظة الإمام الخميني وحكمته وحزمه لكانت الدولة الإسلامية في خبر كان.
عمليات الموساد التي نفّذت ضد الشخصيات التي كان لها دور قيادي ضد العدو الصهيوني
1ـ الشيخ راغب حرب شيخ شهداء المقاومة الإسلامية:
اغتيل من قبل الموساد في 16 شباط سنة 1984م.[1]
2ـ السيد عبد اللطيف الأمين:
اغتيل في 16 تشرين الثاني سنة 1985.[2]
3ـ الشيخ عبد الكريم عبيد:
اختطف في 28 تموز سنة 1989م.[3]
4ـ أمين عام حزب الله السيد عباس الموسوي:
اغتيل مع زوجته وطفل في 16 شباط سنة 1992م.[4]
5ـ الحاج مصطفى الديراني:
اختطف من منزله في قصر نبا في منطقة البقاع بعلبك.
6ـ الدكتور فتحي الشقاقي أمين عام حركة الجهاد الإسلامي:
اغتيل سنة 1995 في ملطا ولد في عام 1951 في مخيم رفح للاجئين، قطاع غزة، درس الطب في مصر.[5]
الإرهاب الصهيوني
أساليب ونماذج[6]
إذا كان التعريف الإجرائي لأي مفهوم يعني تحويل المفهوم النظري المجرد إلى مؤشرات يمكن ملاحظتها وقياسها في الواقع[7]، فإن التعرض لمفهوم الإرهاب في هذا الموضع ـ والذي هو الطابع الأساسي للنظام السياسي الصهيوني ـ إجرائياً يقتضي وضع مجموعة من المؤشرات العامة التي يمكن ملاحظتها وقياسها في الواقع من ناحية وعلى أن تكون متضمنة الجوانب الأساسية لمفهوم الإرهاب من جانب أخر.
ونظراً لتعقد وتعدد وتداخل وتباين نماذج وصور وممارسات النظام الصهيوني الإرهابية تبايناً مكانياً وزمنياً [8]، فسوف نعتمد على ثلاثة مؤشرات أساسية في هذا الخصوص توضح وبدرجة كبيرة الطبيعة الإرهابية للنظام الصهيوني وهذه المؤشرات هي:
1. اختطاف الطائرات.
2. اختطاف الأفراد وأخذ الرهائن.
3. زرع المتفجرات وإلقاء القنابل.
ويرجع اختيارنا لهذه المؤشرات إلى جملة من الاعتبارات أهمها:
ـ أن هذه المؤشرات تعبر بوضوح تام عن مختلف جوانب مفهوم الإرهاب وتغطي الجوانب الأساسية له بما في ذلك الجانب المعنوي والذي يتمثل في الرسالة التي ترغب الجماعات الإرهابية في توجيهها إلى الأهداف المقصودة بالفعل الإرهابي.
ـ توافر قدر ملائم من المعلومات فيما يتعلق بهذه المؤشرات.
ـ تميز هذه المؤشرات بالوضوح والصدق حيث توافقها مع ما تسعي الدراسة إلى تحليله وقياسه.
ـ توحد دلالات هذه المؤشرات لدى الكثير من المتخصصين والباحثين في مجال دراسات الإرهاب.
ـ تميز هذه المؤشرات بالثبات وتكرار مدخلاتها ومراحل وتطورات ونتائج أحداثها.
ـ اعتماد الكثير من الدراسات على هذه المؤشرات في تحليل مختلف جوانب مفهوم الإرهاب [9] ، نذكر منها:
ـ الدراسة الحديثة التي أعدها البروفيسور ليونارد وينبرج ـ أستاذ العلوم السياسية بجامعة نيفادا ـ بالاشتراك مع الباحث بول ديفس عن الإرهاب السياسي عام 1989، والتي أعتمد فيها ـ وعلى نحو أساسي ـ على هذه المؤشرات في تحليل ودراسة ظاهرة الإرهاب والإقتراب من المفهوم وتعريفه إجرائياً[10].
ـ الدراسة التي قام بها مجموعة من المتخصصين في مجال أبحاث ظاهرة الإرهاب بإشراف يوناه الكسندر والتي ركزت أساساً على هذه المؤشرات الثلاث في تحليل مختلف جوانب وأبعاد المفهوم[11].
كذلك فقد اعتمدت الدراسات التي قام بها أريك موريس وألان هو
Alan Hoe، وجون بوتر John Potter، على هذه المؤشرات في تحليل ظاهرة الإرهاب في مختلف أبعادها[12] •
ـ كما قام نومي جال Noem GaI بدراسة الظاهرة اعتماداً على هذه المؤشرات في دراسة التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب.
" InternationaI Cooperation to Suppress Terrorism "[13] •
وعلى وجه العموم يمكن القول بأن معظم الدراسات العملية التي تمت في مجال أبحاث ظاهرة الإرهاب السياسي اعتمدت على هذه المؤشرات في تحليل الإرهاب ودراسته وتفسير مختلف أبعاده ودوافعه وآثاره الحالية والمحتملة.
كما أننا آثرنا أن يكون العرض لهذه المؤشرات عبد الفترة الزمنية 1951ـ 1992، بناء على الاعتبارات الآتية.
1ـ أن هذه الفترة تشمل مختلف مراحل نمو النظام الصهيوني (مرحلة ما بعد إعلان قيام الدولة 51ـ 1967. مرحلة التوسع والتمدد 1967ـ1974، مرحلة ما يسمى بالسلام مع الدول العربية 79 ـ 1992) وبما يشير إلى إستمرارية النظام في ممارساته الإرهابية وعلى نحو منظم ضد الدول والشعوب العربية.
2ـ أن النظام الصهيوني أرتكب عبر هذه الفترة كافة صور وأنماط وأساليب الإرهاب المتعارف عليها مما يساهم في توضيح جوهر وطبيعة النظام الصهيوني الإرهابية.
3ـ أن هذه الفترة ولا سيما المرحلة الثالثة منها (79 ـ 1992) تظهر أن توجه النظام إلى السلام لا يعني بتاتاً تخلية عن طابعه وطبيعته الإرهابية وأن ما يلتزم به النظام ـ ظاهرياً ـ من توجهات سلمية لا يعني بحال من الأحوال أن الدول والشعوب العربية أضحت بمنأى عن يد الإرهاب الصهيوني بدرجة أو بأخرى.
على أنه ـ وفي هذا الصدد ـ لابد من ملاحظة هامة تتمثل في أن الوقائع الإرهابية التي أقدم عليها النظام الصهيوني منذ الإرهاصات الأولى لمولده، وحتى الآن تفوق أي حصر أو عد أو إحصاء وتتعدى حدود فصل في دراسة علمية وتتجاوز إمكانيات باحث بمفرده[14]، وعلى ذلك فإن الوقائع الإرهابية التي سيتم تناولها بالتحليل والتوضيح تجسد أوضح وأبرز نماذج وأساليب الممارسات الإرهابية وأكثرها خطورة وتأثيراً سواء على المستوى الإقليمي المحدود أو المستوى الدولي الأكثر إتساعاً ونطاقاً مما يجعل من قضية الإرهاب الصهيوني مسألة يجب أخذها في الحسبان وإعطاؤها ما يتناسب وخطورتها من إهتمام.
وبعد هذا العرض لمؤشرات الإرهاب وتبيان إعتبارات اختيارها نعرض معالجة تحليلية توضيحية لهذه المؤشرات عبر مباحث ثلاث يتضمن كل منها أحد هذه المؤشرات:
ـ المبحث الأول: اختطاف الطائرات.
ـ المبحث الثاني: اختطاف الأفراد وأخذ الرهائن.
ـ المبحث الثالث: زرع المتفجرات وإلقاء القنابل.
المبحث الأول اختطاف الطائرات
أحد أخطر الأساليب الإرهابية التي لجأ إليها النظام الصهيوني هو القرصنة الجوية المنظمة ضد الطائرات المدنية الأمر الذي ترتب عليه مخاطر جسيمة متعددة الجوانب والأبعاد، فتلك الجرائم تعرض للخطر الطائرة ذاتها فضلاً عن تأثيرها السلبي على حركة النقل الجوي إضافة إلى كونها تحدياً لإرادة المجتمع الدولي التي إنعقدت على ضرورة الإمتناع عن أي عمل من شأنه تهديد أمن الطيران المدني وتناقضاً مع أحكام الإتفاقيات الدولية المبرمة في هذا الشأن[15].
فقد أقدم النظام الصهيوني خلال فترة تقل عن العقدين على إرتكاب خمسة جرائم ضد الطائرات المدنية تراوحت ما بين تدمير الطائرات المدنية على الأرض وتدميرها في الجو وتغير مسارها بالقوة نجم عنها خسائر مادية وبشرية كبيرة، ففي عام 1968، قام النظام بتدمير ثلاثة عشر طائرة مدنية رابضة على الأرض، وفي عام 1973، أسقط النظام طائرة ركاب مدنية كما قام بتغير مسار طائرتين مدنيتين بالقوة وإرغامهما على الهبوط في إحدى قواعده العسكرية.
بعض المعلومات التوضيحية المتعلقة بهذه الأحداث:
أ ـ تدمير الطائرات المدنية على الأرض:
ـ في 28/ 12/1968، قامت إسرائيل بالهجوم المباغت على مطار بيروت الدولي وتدمير ثلاثة عشر طائرة مدنية وقتل ما يربو على الخمسين وإصابة ما يزيد عن الخمسة وسبعين من المسافرين والمتواجدين بالمطار[16] .
ب ـ تدمير الطائرات المدنية في الجو:
في 21 فبراير 1973، قصفت طائرات حربية صهيونية إحدى الطائرات المدنية الليبية بالصواريخ مما أدى إلى تدميرها ومقتل 109 من ركابها وإصابة الباقين بإصابات خطيرة وهم أربعة أشخاص وكان من بين ضحايا الطائرة الوزير الليبي آنذاك صالح بن بوصير والمذيعة التليفزيونية المصرية سلوى حجازي[17] .
ج ـ تغير مسار الطائرات المدنية بالقوة:
في 10 أغسطس 1973، اخترقت الطائرات الحربية الصهيونية الأجواء اللبنانية وقامت باختطاف طائرة مدنية عراقية وأرغمتها على تغيير مسارها والهبوط في إحدى القواعد الجوية الصهيونية بفلسطين المحتلة[18] ، وفي غضون أقل من 24 ساعة من صدور قرار مجلس الأمن الدولي بإدانة الكيان الصهيوني على إرتكابه للواقعة السابقة أقدمت الطائرات الحربية الصهيونية على إختطاف طائرة لبنانية من طراز بونينج 7 .7 تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط وإرغامها على الهبوط في مطار اللد[19] .
وفي الرابع من فبراير 1968، اختطف الطيران الحربي الصهيوني طائرة مدنية ليبية وأرغمها على الهبوط بإحدى القواعد الجوية شمال فلسطين المحتلة[20] .
المبحث الثاني اختطاف الأفراد وأخذ الرهائن:
أسلوب أخر من أخطر الأساليب الإرهابية التي لجأ إليها النظام السياسي الصهيوني تحقيقاً لأهدافه العدوانية العنصرية هو أسلوب إختطاف الأفراد وأخذ الرهائن، وهذا الأسلوب الإرهابي هو من أكثر الأساليب الإرهابية شيوعاً وتمارسه معظم التنظيمات الإرهابية في مختلف دول العالم، وإختطاف الأفراد يعني سلب الفرد أو الضحية حريته بإستخدام أسلوب أو أكثر من أساليب العنف والإحتفاظ به في مكان ما يخضع لسيطرة المختطف، ولا يبعد عن الأذهان مدى الخطورة التي يمثلها هذا الأسلوب الإرهابي ففضلاً عن تعريضه حياة الضحايا للخطر فأنه يساهم في أحداث التوترات الشديدة على المستوى الدولي إضافة إلى كونه خرقاً وخروجاً على الإرادة الدولية التي انعقدت في هذا الشأن والتي تسعي إلى منع ومعاقبة أعمال الإرهاب التي تأخذ شكل الجرائم ضد الأشخاص وغيرهم من الفئات ذات الأهمية الدولية وما يتصل بها من أبتراز[1] .
وقد أقدم النظام الصهيوني على ارتكاب جرائم إرهابية تمثلت في اختطاف بعض الشخصيات والقيادات النازية والإسلامية مثل الضابط النازي السابق أدولف ايخمان ولود فنج زند أحد الشخصيات النازية البارزة ـ والدكتور جوزيف منجل طبيب (أحد المعسكرات النازية) هذا فضلاً عن قيام النظام الصهيوني باختطاف أحد العلماء الألمان الذين أبدوا الرغبة في العمل في مصر في مشاريعها العلمية والحربية في مطلع الستينيات وهو العالم الألماني الدكتور هيتز كروج ومحاولة إختطاف إبنة أحد العلماء الألمان العاملين في مصر، كما قام النظام أيضاً في عام 1967، باحتجاز عدد من الرهائن كان من بينهم أطفال بعض الأسر الأردنية، وأيضاً باختطاف الشيخ عبد الكريم عبيد والحاج مصطفى الديراني وجواد أصفي وغيرهم من اللبنانيين.
توضيح لهذه الوقائع الإرهابية:
اختطاف الأفراد:
1ـ ايخمان:
دبر النظام الصهيوني عملية اختطاف الضابط النازي السابق أدولف ايخمان في 23/5/1960، من الأرجنتين ونقله سراً إلى فلسطين المحتلة ومحاكمته وإعدامه بعد إصدار حكم صوري بالإعدام من المحكمة المركزية بالقدس حيث تم التنفيذ في 29/ 5/1962، وقد أحدثت عملية اختطاف ايخمان رد ود فعل واسعة المدي نظراً لعدم احترام النظام الصهيوني لمبادئ القانون الدولي وانتهاكه لسيادة دولة مستقلة هي الأرجنتين، ففضلاً عن ادانة مجلس الأمن الدولي لهذا الحادث فقد صدرت آراء الكثير من فقهاء القانون الدولي التي استنكزت هذا الفعل الإجرامي منها: ـ
القاضي الهولندي رولنج والذي اشترك في محاكمة مجرمي الحرب اليابانيين يقول: إن محاكمة إسرائيل لا يخمان لا تتفق والقانون الدولي، المحاميان بالنرويج جوهان هيورت وأدوارد هاميرو يذكران بأن القانون الدولي لا يجيز لإسرائيل الحق في اختطاف ايخمان من الأرجنتين لمحاكمته عندها، لأن إسرائيل ككيان ـ لم يكن لها وجود وقت الجرائم التي ارتكبت ونسبت إلى ايخمان ولأن إسرائيل اختطفت بطرق غير مشروعة وهي بذلك تكون قد اخترفت القانون الدولي.
القاضي الاتحادي الأمريكي والدوروجرز يستنكر عملية الإختطاف ويصف محاكمة ايخمان بأنها عمل غير شرعي[2] .
ب ـ خطف لود فنج زند:
لم يتوقف النظام الصهيوني في إرتكابه لحوادث الإختطاف وإنتهاك سيادة الدول عند هذا الحد، فقد دبر النظام أيضاً محاولة لاختطاف لود فنج زند ـ أحد الشخصيات النازية القيادية من مدينة نابولي بإيطاليا وترحيله إلى فلسطين المحتلة[3].
د ـ خطف العالم الألماني هيتز كروج:
في 11 ستبمر 1962، ارتكب النظام الصهيوني جريمة اختطاف أحد العلماء الألمان العاملين في مجال الصواريخ في مصر حيث تم إختطافه في ميونيخ حين كان يقوم بعمليات شراء الأدوات والمعدات الأزمة لبرنامج الصواريخ المصري من الأسواق الألمانية[4] .
5ـ محاولة اختطاف أبنة العالم الألماني بول جيركي:
في عام 1963، استدرج عميلين للنظام الصهيوني هما جوزيف بن جال وأتوجوكليك إبنة العالم الألماني الدكتور بول جيركي ـ وهو من العاملين بمصر ـ إلى منطقة الحدود السويسرية الألمانية لاختطافها، وقد ألقي البوليس السويسري القبض عليهما وأدينا في الحادث[5] .
احتجاز الرهائن:
أقدم النظام الصهيوني على احتجار أطفال الأسر الأردنية كرهائن خلال حرب 1967 وذلك كوسيلة ضغط للإفراج عن بعض الأسرى من الصهاينة أبان عمليات حرب يونيو 1967 وذلك في أوضح صورة من صور الإرهاب والوحشية الذين هما من جوهر طبيعة النظام الصهيوني [6] ، كما قم النظام الصهيوني بأسر الفلاحين الآمنين وسرقة المحاصيل الزراعية وحرق مساكنهم واتخاذهم رهائن دون سبب أثناء عمليات التسلل التي كان يقوم بها النظام إلى مناطق الدفرسوار وفايد وجنيفة المصرية بعد حرب 1967[7].
6ـ اختطاف الشخصيات الدينية والقيادية:
الإمام السيد موسى الصدر، الذي خُطف حسب الظاهر من ليبيا.
الشيخ عبد الكريم عبيد، الذي خطف من بيته في جبشيت من جنوب لبنان، حيث هبطت قوة من الكوموندوس الإسرائيلي واختطفته.
الحاج مصطفى الديراني، الذي اختطف من بيته في قصر نبا من البقاع.
جواد أصفي، الذي اختطف من منطقة تبنين جنوب لبنان.
هذا فضلاً عن المقاومين الذين مازالوا محتجزين لدى العدو الصهيوني ولا نعرف عن مصيرهم شيء.[8]
المبحث الثالث زرع المتفجرات والقاء القنابل:
أحد أقدم الأساليب الإرهابية التي لجأ إليها النظام الصهيوني وأكثرها تكراراً وشيوعاً شأنه في ذلك شأن المنظمات الإرهابية الأخرى هو أسلوب زرع المتفجرات (بث الألغام) وإلقاء القنابل على مختلف الأهداف المدنية وضد الأبرياء العزل بما في ذلك الأطفال والشيوخ والنساء، وفي واقع الأمر فإن هذه الجرائم الإرهابية لا يمكن إحصاؤها أو عدها نظراً لأقدام النظام على إرتكابها ودون تردد وفي أي وقت وضد أي هدف بدون قيود أو إعتبارات سواء من الأخلاق أو القانون، وازاء هذا التعدد والتنوع فسوف يكون التعرض لهذا الجانب من خلال عرض لثلاثة صور رئسية من صور الإرهاب الصهيوني في هذا الخصوص هي: ـ
ـ بث الألغام وتدمير المنشآت والمنازل.
ـ القصف الجوي (إلقاء القنابل).
ـ إرسال الطرود المتفجرة والشراك الخداعية (الإغتيالات) وفيما يلي عرض لهذه الصور الإرهابية عبر نماذج محددة.
أـ بث الألغام وتدمير المنشآت والمنازل
رافق قيام النظام الصهيوني موجات متلاحقة ومتتابعة عن علميات النسف والتدمير ترتبت عليها آثاراً عميقة وبعيدة المدى أدت إلى إزالة قرى عديدة من الوجود وتشريد الآلاف من السكان الذين أصبحوا بلا مأوى ومصرع الآلاف الأخرى كما أدت أيضاً إلى إزالة وتدمير العديد من المنشآت المدنية الحيوية ودور العبادة والأماكن ذات الأهمية الدينية، وفي هذا الخصوص فإن عملية لإحصاء أعمال النسف والتدمير هذه لا يمكن تحقيقها نظراً للوقائع التي لا عد ولا حصر لها والتي تدخل في هذا النطاق ومن ثم فسوف يكون التعرض لبعض الوقائع على سبيل المثال:
ـ نسف القرى وتدمير المنازل.
ـ نسف وتدمير المنشآت الحيوية المدنية.
1ـ نسف القرى وتدمير المنازل: ـ
تقدر بعض المصادر أن مجموع القرى العربية التي أقدم النظام الصهيوني على تدميرها تدميراً كلياً وكاملاً بما لا يحصى هذا فضلاً عن التدمير الجزئي لأحياء سكنية ومباني ذات قيمة تاريخية ودينية.
بعض التفصيل لهذه الأحداث:
في 17/11/1951، أقدم النظام الصهيوني على نسف قريتي أم الفحم وأم الفرج كما نسف عدداً من المساجد والكنائس في بعض القرى المجاورة وفي 25/12/1951، نسف النظام الصهيوني قرية (أقرت) بكاملها وسلم أراضيها إلى مستعمرتين صهيونيتين كما قام بتدمير ما يزيد عن 60، منزلاً في بعض القرى المجاورة.
ـ وفي 14/11/1953، قام النظام بتدمير قريتي (قبية) (وكفر برعم) وإزالتهما من الوجود فضلاً عن تدمير 41، منزلاً وعدداً لا يقل عن عشرة من المساجد والكنائس بالقرى المجاورة.
وفي 13/11/1966، نسف النظام قرية (السموع) ودمر 125، منزلاً في بعض القرى المجاورة فضلاً عن أحد المساجد والمباني الدينية.
كذلك فقد أقدم النظام في 14 يونيو 1967، على تدمير ثلاث قرى أردنية على الحدود وإزالتها من الوجود وهي (الزيتية) و(بيت نوب) و(باللا) مستخدماً في ذلك الديناميت والبلدوزرات، وفي ذات التأريخ تم تدمير 24، مبني ذات أهمية تاريخية ودينة وأثرية في القدس، وفي نوفمبر 1967، أقدم النظام الصهيوني على تدمير 850، منزلاً في مدينة (قلقيلية) و144 منزلاً في مخيم اللاجئين قرب مدينة غزة.
ـ كذلك فقد قام النظام الصهيوني بتدمير العديد من الأحياء السكنية في الاسماعيلية والسويس وبور سعيد أبان عمليات 1967 وما بعدها، وفي عام 1971، دمر هذا النظام أكثر من 200 بيت للفلاحين في قري جنوب لبنان هذا فضلاً عن الدمار الواسع النطاق الذي لحق بلبنان وجنوبه على وجه الخصوص في الآونة الأخيرة [9].
2ـ نسف وتدمير المنشآت الحيوية المدنية:
وفي هذا الإطار سوف يتم التعرض لثلاثة وقائع رئيسية تتمثل في قيام النظام الصهيوني في عام 1954 بنسف وتدمير محطة مياه غزه كما قام في نفس العام بتدبير مؤامرة لنفس مكاتب الإستعلامات الأمريكية بالقاهرة فيما عرف (بقضية لافون)، كما قام في 1967، بنسف وتدمير معامل تكرير البترول في السويس، ويوضح الجدول التالي تكرارات أحداث نسف وتدمير المنشآت المدنية. هذا فضلاً عن تدمير محطات الكهرباء والمياه والجسور والطرقات في لبنان.
توضيح لهذه الأحداث:
نسف محطة مياه غزه:
في 14/8/1954، قامت مجموعة إرهابية صهيونية بالتسلل عبر خطوط الهدنة للوصول إلى محطة المياه التي تمد مدينة غزه بمياه الشرب وبمجرد وصولها قامت بقتل عامل تشغيل مضخة المياه ثم زرعت الألغام في مبني المحطة وملحقاتها من آلات رفع المياه وخزانات وأنابيب ومخازن ثم انسحبت في جنح الظلام بعدها اهتزت المدينة على صوت انفجار ضخم دمر المحطة على نحول كامل [10] .
محاولة نسف مكتب الإستعلامات الأمريكية بالقاهرة:
دبر الكيان الصهيوني عملية تستهدف تفجير مكاتب الإستعلامات الأمريكية بالقاهرة وتفجير عدد من المنشآت الأخرى بهدف تشويه صورة مصر والتأثير السلبي على العلاقات الغربية مع مصر فأرسل عام 1954، مجموعة من الإرهابيين والجواسيس لتنفيذ هذه العملية والتي عرفت فيما بعد بفضيحة لافون ـ نسبة إلى وزير الدفاع الصهيوني لافون الذي كان يشرف على هذه العملية ـ إلا أن الجهات الأمنية المصرية إستطاعت أن تلقي القبض على أعضاء المجموعة الإرهابية وغيرهم من الجواسيس المتعاونين معهم ودون أن تتحقق أهداف العملية، وبذلك كشف الحادث الأساليب الصهيونية الإرهابية أمام الرأي العام العالمي [11].
نسف معامل تكرير البترول بالسويس:
حيث قام أفراد النظام الصهيوني بزرع الألغام والمتفجرات في معالم تكرير البترول بالسويس أكثر من مرة أثناء وفي أعقاب عمليات 1967، مما أدى تدمير أجزاء كبيرة منها[12].
ب ـ القصف الجوي (القاء القنابل):
تعددت عمليات القصف بالقنابل للأهداف المدنية التي أقدم عليها النظام السياسي الصهيوني دون فزع من ضمير أو دافع من خلق، وازاء هذا التعدد والتنوع فسوف يكون التعرض لعدد من الوقائع توضيحاً لطبيعة النظام وميوله الإرهابية منها: ـ
قصف المستشفيات المدنية بالقنابل.
قصف المصانع المدنية.
قصف مدارس الأطفال.
قصف المؤسسات العلمية.
قصف المقار والمكاتب الإدارية.
فقد أقدم النظام في 1967، على قصف إحدى المستشفيات المدنية في القدس بقنابل النابالم المحرمة دولياً، كما قام في 1970، بقصف مصنع مدني مكتظ بالعاملين بالقرب من القاهرة، وفي عام 1971، شنت طائرات النظام هجوماً وحشياً على مدرسة للأطفال بإحدى محافظات مصر، وفي عام 1981، قام النظام بقصف وتدمير إحدى المؤسسات العلمية العراقية المتخصصة في مجال الإبحاث النووية المدنية، كما قم في عام 1985، بالإغارة على مقار ومكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في تونس. هذا فضلاً عن القصف الجوي الشبه يومي لجنوب لبنان.
توضيح لهذه الأحداث:
قصف المستشفيات المدنية:
قام النظام الصهيوني بقصف مستشفى أو عستا فكتوريا (المطلع) في القدس بقنابل النابالم المحرمة دولياً أبان عدوان يونيو 1967، مما أدى إلى تدميره وقتل المرضى المتواجدين به فضلاً عن الطاقم الطبي العامل بالمستشفى[13].
قصف المصانع المدنية:
قامت طائرات الفانتوم الصهيونية في الثامنة والربع من صباح الخميس الثاني عشر من فبراير 1970، بقصف مصنع أبي زعيل المدني غرب القاهرة بالصواريخ وقنابل النابالم المحرمة دولياً مما ترتب عليه تدمير أجزاء كبيرة من المصنع واستشهاد أعداد كبيرة من العمال وخاصة أن القصف تم في وقت تواجد عمال ـ الإضافة ـ الفجر والصباح لتسليم وتسلم العمل[14].
قصف مدارس الأطفال: ـ
أحد نماذج الإرهاب الصهيوني الصارخة هو قيامه بقصف وتدمير مدارس الأطفال، ففي الثامن عشر من أبريل 1971، شنت طائرات النظام الحربية هجوماً وحشياً على مدرسة بحر البقر الإبتدائية بمحافظة الشرقية مما أدى إلى تدميرها تدميراً كاملاً ومقتل أكثر من خمسين طفلاً وأصابة المئات والذين لم تتجاوز أعمارهم الحادية عشرة[15] .
قصف المؤسسات النووية المدنية:
في تحد صارخ لأحكام القانون الدولي وفي إنتهاك لسيادة دولة مستقلة قام النظام الصهيوني في 7/6/1981، بقصف مفاعلين نوويين مخصصين للأغراض السلمية بالقرب من بغداد حيث تم تدميرهما قتل عدد من الخبراء الفرنسيين والعديد من العمال[16] .
قصف المقار والمكاتب الإدارية:
أحد أبرز الأمثلة في هذا الخصوص هو قيام القوات الصهيونية الجوية بقصف مقر منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة حمام الشط على بعد نحو 35كم جنوب العاصمة تونس وذلك في أكتوبر 1985 منتهكة سيادة دولة تونس ومتسببة في تدمير ذلك المقر واستشهاد الكثير من العاملين المدنين بذلك المقر[17].
ج ـ إرسال الطرود المتفجرة والشراك الخدعية (الاغتيالات)
تعددت وتنوعت وتباينت محاولات النظام الصهيوني للتصفية الجسدية للعديد من الشخصيات الدينية والسياسية والعسكرية والعلمية الفلسطينية والمصرية والأردنية واللبنانية أو العربية على وجه العموم، وازاء هذا التنوع فسوف يكون التعرض لعناصر ثلاثة في هذا الخصوص توضيحاً للطبيعة واستكمالا للملامح العامة للنظام هي: ـ
ـ محاولات اغتيال القيادات الفلسطينية خراج الأراضي المحتلة.
ـ محاولات اغتيال العلماء الألمان العاملون في مصر في الستينيات.
ـ محاولات اغتيال علماء الذرة العرب.
ـ محاولات اغتيال الشخصيات الدينية.
ـ محاولات اغتيال قادة المقاومة الإسلامية.
أـ عمليات اغتيال القيادات الفلسطينية خارج الأراضي العربية المحتلة:
تعرضت القيادات والشخصيات الفلسطينية وممثلي المنظمات الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين والشخصيات العربية والفلسطينية العامة في الخارج للعديد من محاولات التصفية الجدية على يد عملاء النظام الصهيوني الإرهابي، ففي عام 1956، تم اغتيال اثنين من المسؤولين العسكريين المصريين في غزة والأردن، وفي عام 1972، تم اغتيال اثنين من ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية في الخارج إضافة إلى أثنين من الشخصيات والقيادات الفلسطينية أما عام 1973 فقد شهد اغتيال تسعة من ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية في الخارج وثلاثة من كبار القادة الفلسطينيين، وفي عام 1974، تم اغتيال إحدى القيادات الفلسطينية، وفي عام 1977، تم اغتيال إحدى الشخصيات العربية في باريس، كما شهد عام 1978، اغتيال ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية في الخارج واثنين من القيادات الفلسطينية بالخارج أيضاً، وفي عام 1980، تم اغتيال إحدى الشخصيات الفلسطينية العامة كما شهد عام 1981 اغتيال شخصية فلسطينية عامة وإحدى قيادات المنظمة وممثل لها في خارج، وفي عام 1982، تم اغتيال إحدى الشخصيات الفلسطينية العامة وممثل للمنظمة بالخارج واثنين من القيادات الفلسطينية فضلاً عن أكثر من أربعة ألاف لاجيء فلسطيني، وفي عام 1983، تم اغتيال إحدى الشخصيات الفلسطينية، كما شهد عام 1984، حادث اغتيال إحدى الشخصيات الفلسطينية العامة وفي عام 1986 تم اغتيال إحدى القيادات الفلسطينية، وفي عام 1988 تم اغتيال قيادة فلسطينية أخرى، بينما شهد عام 1992، اغتيال إحدى القيادات العربية في لبنان، هذا ويوضح الجدول التالي تكرارات أحداث اغتيال القيادات والشخصيات الفلسطينية والعربية.
بعض المعلومات التوضيحية حول هذه الأحداث:
ـ في 11/7/1956، تم اغتيال المقدم مصطفى حافظ الضابط المصري المسؤول عن عمليات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزه عن طريق طرد نأسف أرسل إليه.
ـ في 14/7/1956، تم اغتيال العقيد صلاح مصطفى الملحق العسكري المصري في الأردن والمسؤول عن عمليات المقاومة الفلسطينية في الأردن بنفس الأسلوب السابق.
في 8/7/1972، تم اغتيال الكاتب الفلسطيني غسان كنعاني في بيروت بتلغيم سيارته التي انفجرت بمجرد ادارة محركها.
ـ في 19/7/1972، أصيب مدير مركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور أنيس صايغ من جراء انفجار طرد ملغوم أرسل إليه في بيروت.
ـ 17/7/1972، أصيب المناضل الفلسطيني بسام أبو شريف نتيجة لتسلمه طرد ناسف في بيروت.
ـ في 17/10/1972، تم اغتيال وائل زعيتر ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في روما باطلاق الرصاص عليه.
ـ في 25/10/1972 أصيب ممثل المنظمة في الجزائر (أبو خليل) نتيجة انفجار طرد ناسف في مكتب المنظمة بالجزائر.
ـ في 29/ 11/ 1972 أصيب المناضل الفلسطيني أحمد عوض الله في ستكهولم نتيجة انفجار رسالة متفجرة أرسلت إليه.
في 9/1/1973 تم اغتيال محمود الهمشري في باريس وهو ممثل المنظمة لدى فرنسا بتلغيم حجرة نومه.
ـ في 21/ 1/ 1973 تم اغتيال د. باسل القبيصي أستاذ القانون وممثل المنظمة في باريس باطلاق الرصاص عليه.
ـ في 9/4/1973 تم اغتيال أبو سامي (علي أحمد عبد القادر) ممثل المنظمة في قبرص بوضع المتفجرات أسفل سريره بأحد فنادق قبرص.
ـ 9/4/1973 تم اغتيال القادة الفلسطينيون الثلاثة كمال عدوان، كمال ناصر وأبو يوسف بالهجوم المسلح على منازلهم في بيروت.
ـ في 12/4/1973 تم اغتيال موسى أبو زيد في أثينا بزرع المتفجرات في حجرة نومه.
ـ 28/6/1973 تم اغتيال محمود أبو ديا أحد ممثلي المنظمة في باريس.
ـ في 21/7/1973 تم اغتيال احمد بوشيكي ممثل المنظمة في أوسلو.
ـ في ذات التاريخ تم اغتيال حسين عباس الشبر في قبرص.
ـ في عام 1974 تم اغتيال أبو حسام أحد قادة فتح في بيروت.
ـ في عام 1977 وفي الثاني من فبراير منه تم اغتيال محمود ولد صالح في باريس وهو أحد الشخصيات العربية المتعاونة مع منظمة التحرير الفلسطينية.
ـ في 3/8/ 1978تم اغتيال عز الدين القلق ممثل المنظمة في فرنسا.
ـ في 15/12/ 1979 تم اغتيال إبراهيم عبد العزيز أحد قادة فتح في قبرص.
ـ 25/12/1979، تم اغتيال سمير طوقان عضو مكتب المنظمة في قبرص.
ـ في ذات التاريخ تم اغتيال علي ناصر ياسين ممثل المنظمة في الكويت.
ـ في ذات التاريخ تم اغتيال علي حسن سلامه أحد قيادات المنظمة في بيروت بتلغيم سيارته.
ـ 18/2/1980 تم اغتيال يوسف مبارك أحد الشخصيات الفلسطينية في باريس.
ـ 9/10/1981 تم اغتيال ماجد أبو شرار مسؤول الأعلام في حركة فتح في روما.
في 7/12/1981 تم اغتيال الدكتور عبد الوهاب الكيالي أحد الشخصيات الفلسطينية العامة. في بيروت.
ـ ذات العام تم اغتيال نعيم خضر ممثل المنظمة في بلجيكا وبروكسل.
ـ 17/6/1982 تم اغتيال نزيه مطر.
ـ في ذات العام تم اغتيال محمد طه أحد كبار الضباط في منظمة التحرير في ألمانيا.
ـ في 23/7/1982 تم اغتيال فاضل العناني مساعد ممثل المنظمة في باريس.
ـ في 28/9/1982 تم اغتيال العيمد سعد طايل (أبو الوليد) أحد قيادات المنظمة في سهل البقاع اللبناني.
ـ في الفترة 16/18/9/1982 لقي ما يزيد عن الأربعة آلاف لاجيء فلسطيني في مخيم صبرا وشاتيلا مصرعهم.
ـ في 22/2/ 1983 تم اغتيال جميل عبد القادر عبد الرب أحد الشخصيات الفلسطينية في أثينا.
ـ في 10/4/1983 تم اغتيال الدكتور عصام سرطاوي ممثل المنظمة في اجتماع الدولية الاشتراكية في البوفير بالبرتغال.
ـ في 20/8/1983 تم اغتيال مأمون مريش الصغير ممثل المنظمة في أثينا.
ـ في 13/5/1984 تم اغتيال حنا مقبل الأمين العام لاتحاد الصحفيين والكتاب العرب في قبرص.
ـ في 21/10/ 1986تم اغتيال العميد منذر أبو غزالة قائد البحرية الفلسطينية في أثينا بتلغيم سيارته.
ـ في 16/4/ 1988 اغتال الكوماندوز الصهاينة خليل الوزير(أبو جهاد) الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية بمنزل بالعاصمة التونسية.
ـ في 17/2/1992تم اغتيال السيد عباس الموسوي الأمين العام لحزبه الله اللبناني وزوجته وابنه البالغ من العمر ست سنوات [18].
ـ في 16/2/1984 تم اغتيال الشيخ راغب حرب شيخ شهداء المقاومة الإسلامية في لبنان في قرية جبشيت.
ب ـ محاولات اغتيال العلماء الألمان العاملون في مصر في الستينات:
تعرض العلماء الألمان الذين قدموا إلى مصر في الستينات للعمل في مختلف المشاريع الصناعية المصرية للعديد من محاولات الاغتيال وذلك بإرسال الطرود والرسائل الناسفة إليهم، نشير هنا إلى عدد من الوقائع منها:
ـ أرسل الصهاينة طرداً ناسفاً إلى العالم الألماني بول جيركي الذي يعمل بالقاهرة وقتئذ في محاولة لإغتياله فانفجر قبل وصول العالم الألماني وتسبب في تدمير مكتبه وأصابة عدد من الأفراد المتواجدين به.
ـ أرسل الصهاينة رسالة متفجرة إلى العالم الألماني البروفسير بلتز التي تسملتها سكرتيرته الحسناء ففقدت السمع والبصر والجمال إلى الأبد.
ـ كما لم يسلم العاملون المصريون في صناعات الصواريخ من يد الصهاينة إذا استشهد ستة منهم أثناء قيام أحدهم بفتح طرد ناسف أرسله إليه
الإرهابيون الصهاينة [19] .
ج ـ محاولات اغتيال علماء الذرة العرب:
في سعي الكيان الصهيوني للقضاء على كافة مقومات النهضة العلمية والتقدم في الدول العربية قام باغتيال أبرز علماء الذرة العرب، تدعم ذلك عدد من الوقائع منها:
ـ اغتيال عالمة الذرة المصرية الدكتور سميرة موسى في 15/8/1952.
ـ اغتيال الدكتور نبيل القليني أحد علماء الطبيعة النووية المصريين في العاصمة التشيكية براغ في يناير 1975.
ـ اغتيال الدكتور يحيى المشد عالم الذرة المصري في باريس 14/6/ 1980.
ـ اغتيال نبيل أحمد فليفل أحد علماء الطبيعة النووية العرب في بيت غور في أبريل.
وفي الختام:
نسأل الله تعالى أن نعيش حالة اليقظة والانتباه فلا نتهاون أو نتساهل مع هذا الجهاز الذي لا يكلّ ولا يملّ عن تدبير الفتن ضد عالمنا الإسلامي ولا ينفكّ عن البطش بأُمّتنا. كما ونسأله أن يحوط قائدنا الإمام الخامنئي (دام ظله) وكل العاملين المخلصين في سبيل الله والممهّدين لدوله صاحب الزمان روحي لتراب مقدمه الفداء.
المصدر:
http://www.alasra.ps/news.php?maa=View&id=8200