خسبولاتوف: أشخاص بلا موهبة كانوا في السلطة دمروا الاتحاد السوفيتي قبل 30 عاما

تاخرت يا خبير الروسي 50 سنة
لو كنت في السبعينات من القرن الماضي كانت الشيوعية في ازهى ايامها
كنت ستؤسس حزب مع طلبة الجامعات وممكن بسهولة تصبح ريس دولة متل بشار والقدافي
وزمنك اليوم الناس ينقلبون عليك بالثورات العربية
لكن فاتك القطار انت في زمن غير زمانك

ياعزيزي انا باحث بالشأن الروسي ومهتم به لا اكثر !
 
بمناسبة‭ ‬الذكرى‭ ‬الثلاثين‭ ‬للانهيار‭ ‬المدوي‭ ‬والسريع‭ ‬وغير‭ ‬المتوقع‭ ‬لأكبر‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬شكلت‭ ‬سدس‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬قوية‭ ‬مترامية‭ ‬الأطراف‭ ‬لها‭ ‬حدود‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬وأوروبا،‭ ‬من‭ ‬اليابان‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬فنلندا‭.. ‬جمعت‭ ‬شعوبا‭ ‬وقوميات‭ ‬مختلفة‭ ‬تجاوزت‭ ‬103‭ ‬قوميات‭ ‬تتحدث‭ ‬بلغات‭ ‬مختلفة‭ ‬وتجمعهم‭ ‬اللغة‭ ‬الروسية‭.. ‬عاشوا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حكم‭ ‬مركزي‭ ‬صلب‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سبعة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬دولة‭ ‬عظمى‭ ‬يحسب‭ ‬لها‭ ‬ألف‭ ‬حساب‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬نظام‭ ‬اشتراكي‭ ‬صارم‭ ‬احتكرت‭ ‬فيه‭ ‬الدولة‭ ‬وسائل‭ ‬الإنتاج‭ ‬وتحكمت‭ ‬في‭ ‬مفاصل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتجارة‭ ‬وفق‭ ‬نهج‭ ‬اشتراكي‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬نظرية‭ ‬أيديولوجية‭ ‬مغايرة‭ ‬للمفاهيم‭ ‬الرأسمالية‭ ‬التي‭ ‬يرى‭ ‬منظرو‭ ‬الاشتراكية‭ ‬أنها‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬استغلال‭ ‬الإنسان‭ ‬للإنسان،‭ ‬استغلال‭ ‬العمال‭ ‬والفلاحين‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬عماد‭ ‬وأساس‭ ‬كل‭ ‬تنمية‭ ‬وتطور‭ ‬ونماء‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬المفهوم‭ ‬الاشتراكي‭.‬

فإذا‭ ‬كان‭ ‬انهيار‭ ‬اتحاد‭ ‬الجمهوريات‭ ‬الاشتراكية‭ ‬السوفيتية‭ ‬قد‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تغيرات‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية،‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬بروز‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬قوة‭ ‬دولية‭ ‬وحيدة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬منافس‭ ‬تدير‭ ‬شؤون‭ ‬العالم‭ ‬وفق‭ ‬مصالحها‭ ‬واستراتيجتها‭ ‬وأهدافها‭.. ‬وإذًا‭ ‬فقد‭ ‬العالم‭ ‬بانهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬توازنه،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬خسارة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬والدول‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬والتأييد‭ ‬السوفيتي‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬وكانت‭ ‬خسارة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجمهوريات‭ ‬السوفيتية‭ ‬السابقة‭ ‬من‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬أكبر‭.. ‬وتأثيرات‭ ‬ذلك‭ ‬وتداعياته‭ ‬الكارثية‭ ‬تفوق‭ ‬كل‭ ‬التوقعات‭ ‬وتناقض‭ ‬البيانات‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬الغرب‭ ‬المؤيدة‭ ‬لهذا‭ ‬الانهيار‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬الحرية‭ ‬والسيادة‭ ‬وتقرير‭ ‬المصير‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المسميات‭ ‬والشعارات‭ ‬التي‭ ‬يتشدق‭ ‬بها‭ ‬الغرب‭ ‬للتدخل‭ ‬السافر‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬تناقض‭ ‬وتعارض‭ ‬واضح‭ ‬وصريح‭ ‬مع‭ ‬القيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬وقواعد‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬وميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬عليها‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬المنضوية‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬الدوليين‭.‬

إن‭ ‬أكثر‭ ‬الجمهوريات‭ ‬التي‭ ‬شكلت‭ ‬اتحاد‭ ‬الجمهوريات‭ ‬الاشتراكية‭ ‬السوفيتية‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬جمهوريات‭ ‬فقيرة‭ ‬ذات‭ ‬إمكانيات‭ ‬محدودة‭ ‬وتعتمد‭ ‬على‭ ‬مساعدات‭ ‬المركز‭ ‬في‭ ‬موسكو‭ ‬حيث‭ ‬عملت‭ ‬القيادة‭ ‬السوفيتية‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لهذه‭ ‬الجمهوريات‭ ‬وعمرت‭ ‬مدنها‭ ‬وأنشأت‭ ‬المدارس‭ ‬والمستشفيات‭ ‬والمراكز‭ ‬الثقافية‭ ‬والرياضية‭ ‬والفنية‭ ‬والصحية‭ ‬وغيرها،‭ ‬ووفرت‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬لجميع‭ ‬المواطنين‭ ‬السوفييت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الجمهوريات‭.. ‬فلا‭ ‬عجب‭ ‬إن‭ ‬قلنا‭ ‬إن‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬قد‭ ‬قضى‭ ‬على‭ ‬البطالة‭ ‬حين‭ ‬كانت‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تعاني‭ ‬منها،‭ ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬للبطالة‭ ‬وجود‭ ‬لا‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬ولا‭ ‬بين‭ ‬الكبار،‭ ‬لا‭ ‬بين‭ ‬الذكور‭ ‬ولا‭ ‬بين‭ ‬الإناث،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬السوفيتية‭ ‬وفرت‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للجميع،‭ ‬وكان‭ ‬للنقابات‭ ‬العمالية‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬ومهم‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬البرامج‭ ‬الترفيهية‭ ‬خلال‭ ‬الإجازات‭ ‬السنوية‭ ‬والصيفية‭ ‬ونهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬للعمال‭ ‬والفلاحين‭ ‬وأبنائهم،‭ ‬ووفرت‭ ‬المراكز‭ ‬العلاجية‭ ‬والبرامج‭ ‬الصيفية‭ ‬للأطفال‭ ‬في‭ ‬معسكرات‭ ‬الطلائع‭ ‬طوال‭ ‬العطلة‭ ‬الصيفية‭ ‬بالمجان‭ ‬إذ‭ ‬ينخرطون‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬ترفيهية‭ ‬ورياضية‭ ‬وثقافية‭ ‬وفنية‭ ‬وفق‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬السوفيتية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الصداقة‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬السوفيتية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بالانتماء‭ ‬إلى‭ ‬وطن‭ ‬السوفييت‭ ‬الذي‭ ‬يحتضنهم‭ ‬تحت‭ ‬سقف‭ ‬واحد،‭ ‬وهو‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬الذي‭ ‬يفتخرون‭ ‬به‭.‬

وبعد‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬توقيع‭ ‬ذلك‭ ‬الاتفاق‭ ‬الشهير‭ ‬في‭ ‬بيلاروسيا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬التسعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬بين‭ ‬رؤساء‭ ‬أكبر‭ ‬4‭ ‬جمهوريات‭ ‬سوفيتية‭ ‬وهي‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬وبيلاروسيا‭ ‬وكازاخستان‭ ‬وجدت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجمهوريات‭ ‬السوفيتية‭ ‬السابقة‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬دعم‭ ‬أو‭ ‬مساندة‭ ‬وسط‭ ‬تسابق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ -‬في‭ ‬مقدمتهم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭- ‬للاستحواذ‭ ‬عليها‭ ‬واستخدامها‭ ‬في‭ ‬محاصرة‭ ‬روسيا‭ ‬وقد‭ ‬فقدت‭ ‬كل‭ ‬الامتيازات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تحصل‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬الميزانية‭ ‬المركزية‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬شؤونها،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬بعض‭ ‬الجمهوريات‭ ‬السوفيتية‭ ‬السابقة‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬تفكك‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحديث‭ ‬بنيتها‭ ‬التحتية‭ ‬المتهالكة‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬أبسط‭ ‬مقومات‭ ‬الحياة‭ ‬المعيشية‭ ‬لمواطنيها‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليمية‭ ‬لهم‭ ‬بالمستوى‭ ‬المطلوب‭.. ‬فالرواتب‭ ‬متدنية،‭ ‬والخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬شبه‭ ‬معدومة،‭ ‬والدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬في‭ ‬أدنى‭ ‬مستوياته،‭ ‬والمتقاعدون‭ ‬الذين‭ ‬أفنوا‭ ‬حياتهم‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬البلد‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬معاشات‭ ‬بالكاد‭ ‬تكفيهم‭ ‬مدة‭ ‬أسبوع،‭ ‬والشباب‭ ‬يهرولون‭ ‬نحو‭ ‬روسيا‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬أفق‭ ‬جديد‭ ‬للحياة‭ ‬وآفاق‭ ‬للمستقبل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬والزواج‭ ‬من‭ ‬روسية‭ ‬طمعا‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬الروسية‭.. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬وضع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجمهوريات‭ ‬السوفيتية‭ ‬السابقة‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭.. ‬تدور‭ ‬في‭ ‬حلقة‭ ‬مفرغة‭ ‬لا‭ ‬تدري‭ ‬كيف‭ ‬الخروج‭ ‬منها‭ ‬وتعيش‭ ‬على‭ ‬إمكانياتها‭ ‬المتواضعة‭ ‬وعلى‭ ‬المساعدات‭ ‬الخارجية‭.‬
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى