نظم الأمرة والتحكم لحماية القواعد العسكرية

night fury

عضو
إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
4,508
التفاعل
1,267 1 0
الدولة
Jordan
كانت القواعد العسكرية المتواجدة في المواقع الخلفية لساحات المعارك دائماً تحت تهديد محدود لجهة التعرض للهجمات. وفي حرب الخليج الأولى، كانت التهديدات الكبرى التي واجهتها القوات العسكرية الأميركية تقليدية في طبيعتها، وكان الهجوم الأكبر على قاعدة الظهران في السعودية، أودى بحياة ٢٨ عسكرياً أميركياً. لكن القواعد العسكرية في العراق وأفغانستان غدت اليوم أكثر عرضة للاعتداءات اللاتناسبية المستمرة تقريباً، وغدا الدفاع عنها أكثر صعوبة لأنها تتضمن مجموعة واسعة من تهديدات الهجمات البرية التقليدية وغير التقليدية من المركبات المفخخة والقناصة والهواوين والتفجيرات الانتحارية.
وكما سعت القوات العسكرية للحصول على التكنولوجيا المتطورة من أجهزة الاتصال المتطورة والأمرة والتحكم لتدعمها في ساحة المعركة، سعت كذلك للحصول على التكنولوجيا نفسها لتحميها في أوقات الراحة. قد يكون ذلك امتداداً طبيعياً لعملية تحديث نظم الأمرة والتحكم، لكن تم الإسراع به بسبب متطلبات العمليات خارج المنطقة، وعمليات فرض السلام وحفظ السلام والتدريبات الحالية.
تم تصميم النظم لنقل الإحداثيات اللحظية لدى كشف الدخلاء وإتاحة الاشتباك معهم من خلال المشاركة في المعلومات الجغرافية ما بين مراكز المراقبة والمسؤولين الأمنيين ونظم التنفيذ المميتة وغير المميتة العاملة في الميدان. قد تتغير أنواع المستشعرات تبعاً للبيئات المدنية والقروية التي تُستدعى القوات العسكرية للعمل فيها، بحيث يراد من نظم الأمرة والتحكم الخاصة بالقاعدة العسكرية أن تكون حلولاً جاهزة للعمل بمجرد وضعها في المقبس، ودمج مجموعة من المستشعرات السمعية والكهربصرية والمغنطيسية والرادارية والاهتزازية فيها بسرعة.


وعلى عكس الوحدات الميدانية المتحركة، فإن العديد من متطلبات الأمرة والتحكم في القواعد العسكرية هي في المتناول بسهولة. عادةً، يمكن تولي أمر الاتصالات الثابتة بمد الأسلاك أو نظم الاتصالات اللاسلكية بالموجات المنمنمة (microwave) العالية القدرة الممتدة على مسافات قصيرة نسبياً. وتبيّن متطلبات الموجات العريضة أن زمن الاستجابة لم يعد يشكل مشكلة، لأنه يمكن توفير النقل الفيديوي اللحظي باستخدام مجموعة واسعة من تشكيلات الاتصال تشمل GSM و TETRAو UHFو VHFأو الاتصال عبر الأقمار الاصطناعية ضمن تصميم ثابت أو متحرك. وغالباً ما تُلبى المتطلبات من خلال النظم الجاهزة حيث تحل أجهزة الكمبيوتر المكتبية محل أجهزة الكمبيوتر الميدانية المتينة، وتحل الأسلاك محل أجهزة الراديو العسكرية الخاصة بالجبهات الأمامية.
إن تعقيدات هذه النظم على المستوى الأوسع تميل لتشكل تحدياً للحلول الجاهزة السهلة، خصوصاً بالنسبة لإدارة المنشآت حيث غالباً ما يُطلب من الصناعيين توفير الدعم في التخطيط العملي، وذلك يتطلب التحليل والتدريب.
تم تصميم نظام Spider من BAE Systems Insyte ليكون نظاماً يوفر الإحداثيات للقواعد العسكرية وإدارات المنشآت ويشمل سوقي الأمن الوطني والدفاع. وهذا النظام تضميني وسهل التحديث على حد سواء.
تسمح هذه القدرات لمستخدمها المباشرة بمراقبة الموقع أو المواقع بحسب المتطلبات المعتمدة، وتطوير تصميم لمفهوم النظم المستخدمة. يتم من خلال ذلك تطوير مفهوم للعمليات خاص بكل زبون، يتلاءم مع المتطلبات المختلفة المطلوبة من النظام - فإن حماية الشخصيات ومحطات المياه مثلاً تتطلب مقاربات مختلفة خاصة لكل منهما.
ثم هناك القدرات الأساسية التي يمكن وضعها بسرعة قيد الخدمة وبناؤها بطريقة مصممة مسبقاً لتكوين نظام أمني مدمج - الذي يبرز الحدود لقدرات العديد من النظم. اما المرحلة التالية فهي إقامة مقر قيادة مركزي لإدراك الوضع الميداني، يحتمل أن يتولى الإشراف على العديد من المواقع وأمرتها. ويتم دعمها بواسطة المتعاقد الرئيسي.
وفيما يختص بالقواعد العسكرية بشكل محدد، شكلت BAE فريقاً مع Rheinmetall لعرض: "نظام حماية القاعدة" Base Protection System الذي يجمع ما بين نظم الأمرة والتحكم من BAE مع مجموعة مستشعرات تشمل الرادار Blighter من Plextek، بالإضافة إلى نظم اشتباك مثل نظام المدفع Skyshield مع الذخيرة المتفجرة Ahead، المصممة للاشتباك مع المدفعية الصاروخية وقذائف الهاون المقتربة.
من جهة ثانية، تم تصميم نظام الإشراف على المنطقة المحلية LACS من Thales لدمج ووصل أنواع متنوعة من المستشعرات بشكل شبكي ونقل الإحداثيات مباشرة. تم استخدام نظام LACS في عدد من المشاريع تشمل عنصر الأمرة والتحكم لنظام كشف الدخلاء الذي استخدم من قبل القوات العسكرية الألمانية في كوسوفو ودجيبوتي وغيرها، هو معروف وفي فرنسا باسم نظام SPECTRE مستخدم كمرجع برهاني لتقييم تكنولوجيات المراقبة وحماية القوات، والأمر نفسه بالنسبة لأستراليا والولايات المتحدة وإيطاليا. في العام ٢٠٠٦، أوكلت Thales من قبل هولندا لتوفير نظام حماية للقواعد العسكرية ليُستخدم في القاعدتين العسكريتين الهولنديتين الرئيسيتين في أفغانستان.
أما عرض Rheinmetall لحماية القوات فيأتي تحت عنوان "الدرع الحامي" Protective Shield كنظام نظم مصمم حول "مركز عمليات الدرع الحامي" و"مخطط الدرع".
الحل الأحدث تقدمه Magal Security Systems ويتمثل بنظام Fortis المصمم حول أداة أمرة تصويرية متصل بوحدة تتبع جغرافي تخدم لكل الطاقم الأمني ويمكن استخدامه لتوفير عروض ثلاثية الأبعاد إضافة إلى العروض بالبعدين التي تدمج ما بين كل المستشعرات المتصلة بنظام FORTIS.
تم تصميم نظام ProCamp من IABG لتصميم المعسكرات قبل إنشائها بما يتيح وضع نموذج ثلاثي الأبعاد للمواقع يأخذ في عين الاعتبار التشكيل التقني لمختلف أنواع المستشعرات نسبة إلى تضاريس الأرض، إضافة إلى تقييم المكان الأفضل لوضع نظم الاشتباك من أجل خفض الأضرار الجانبية أو الحؤول دون وقوعها جراء شظايا الذخيرة.
إن نظام المراقبة التضميني النقال M3Syst من Securiton، هو نظام، تم نشره في كوسوفو لدى القوات السويسرية، وفي أربع مستوعبات بحسب مقاييس ISO، تحوي مجموعة من التجهيزات التي تشمل مركز الأمرة والتحكم والتدريب، ووحدات المستشعرات، ووحدات الإنارة. صُمم النظام ليتمكن من كشف النشاطات على بعد ٥،٢ كلم، ويحمي كل نظام محيطا (Perimeter) خارجياً مراقباً قدره ٦٠٠ متر ٢،١ كلم، حيث يغطي نظامان مراقبة مساحة ٢،٣ كلم مربع.
طور فرع GIS في شركة Intergraph حلاً مضاداً للإرهاب لحماية القوات كمحور للأمرة والتحكم يمكن دمج المستشعرات به فيتيح لمستخدمه تتبع التهديدات، وتوزيع المعلومات وإرسال التقارير ليتم اتخاذ القرارات الملائمة بشأن الأحداث الأمنية.
إلى ذلك، وضع سلاح الجو الأميركي عدداً من الحلول قيد الخدمة من قبل تشمل النظام الأمني التكتيكي المؤتمت Tactical Automated Security System الذي بدأ العمل به سنة ١٩٩٦. تبعه سنة ٢٠٠٣ عقود IBDSS للنظم الأمنية للدفاع المدمج عن القاعدة العسكرية بقيمة ٤٩٨ مليون دولار لمدة خمس سنوات وقد مُنحت لأربع فرق صناعية تترأس كل منها شركات Abacus و ECSI Internationalو L-3وNorthrop Grumman، وكان يُرجى منها حماية الأهداف العالية القيمة مثل المطارات، وتضم الرد السريع والنشر المؤقت. يمكن دمج مجموعة من المستشعرات المتنوعة في هذه النظم تشمل نظام المراقبة المحمول جواً لحماية القوات Force Protection Airborne Surveillance System ويتألف كل نظام من ست طائرات دون طيار من نوع Desert Hawk مع المكونات البرية التابعة لها.
تعتبر سرعة الرد أمراً حيوياً كما في حالة كشف هجوم بالهواوين أو الصواريخ. وقد نشرت الولايات المتحدة وبريطانيا نظام C-RAM المضاد للمدفعية الصاروخية والهواوين. وفيما يتعلق بالولايات المتحدة، تم دمجه مع نظام TASS من أجل تحسين الاستهداف والإنذار، بحيث يطلق تحذيراً مسموعاً في مناطق القاعدة العسكرية المعرضة للهجوم وذلك استنادا الى مسار قذائف الطرف المهاجم.
على مستوى أدنى، فإن المتطلبات العسكرية هي في الأغلب لحلول النشر الأقل مستوى. أحدها هو نظام ISOPS من Kylmar الموضوع في مستوعبات من مقاييس ISO يمكن نقله ونشره باستخدام وسائل النقل العادية. يبلغ وزنه ١٠ أطنان، ويمكن نشره بالنقل الجوي بواسطة طائرة C-031، أو معلقاً بطوافة CH-74 Chinook، أو بواسطة شاحنة تكتيكية. ومتى تم وضعه في مكانه، فإن مستوعب الحماية هذا بمقاييس ٦ ٤،٢ ٤،٢ متر يملك أذرع امتداد للاستقرار ومولد طاقة خاص به لتأمين تكييف الهواء للتجهيزات والطاقم، إضافة إلى منع تداخل الموجات الكهرمغناطيسية مع غيرها من التجهيزات ضمن بيئة غالباً ما تكون مكتظة بالاتصالات.
يملك النظام برجه الخاص الذي يرتفع إلى ٢٠ مترا ويمكن تجهيزه بمجموعة من المستشعرات تشمل أجهزة تصوير نهارية، وليلية تحت أشعة القمر، وأجهزة تصوير حرارية وأجهزة إنارة بالأشعة تحت الحمراء ووحدات ليزرية لتحديد المدى. ويتولى شخصان تشغيل النظام بعد تركيزه في مكانه. وقد تم اقتناء نماذج من نظام ISOPS من قبل بريطانيا لاستخدامه في العمليات الحالية.
تضخ نظم الأمرة والتحكم (C2) المعلومات الاستخبارية المختلفة. وبدلاً من المشغل البشري المعرض للخطأ، هناك بعض الحلول التي تُدخل نظماً تراقب تصرفات الناس على الشاشة وتحذر المشغلين من أية نشاطات غير اعتيادية، مما يتيح للمستخدم مراقبة الصور على شاشات عدة مع أقل قدر من التحذير الخاطئ. يتولى نظام VMAD من Roke Manor Research عمليات المراقبة بواسطة التصوير التلفزيوني بالدارة المقفلة CCTV، وهو مصمم ليتعلم من النشاطات التي يراقبها في مشهد معين ويملك نظاماً لكشف أية نشاطات شاذة يميزها ثم يقارنها بالنشاطات البشرية العادية - خارج قاعدة عسكرية، أو ضمن البلدة أو المدينة، عندما يكون شخص ما يتجول، قد يسترعي ذلك الاهتمام اذ قد يترك خلفه حقيبة، هذه نشاطات قد تفوت المراقب البشري.
لن تكون كل القواعد العسكرية كبيرة كفاية، أو مستقرة كفاية. فكما يتم تجهيز القواعد العسكرية الكبيرة بمجموعة من شبكات المستشعرات ويتم إدارة هذه الحلول، ينبغي على القوات العسكرية أن تطور وتقتني الحلول التي يمكن استخدامها في القواعد المؤقتة.
يمكن وضع "المستشعر البري دون ملازمة بشرية" UGS الخاص بنظام Falcon Watch من Harris، والذي تُستخدم فيه مستشعرات عدة، يمكن وضعه في حقيبة ظهر، وعند نشره يتولى كشف وتصنيف التهديدات المحتملة بالمستشعرات السمعية والاهتزازية التي تنشط مستشعر كهربصري لالتقاط صورة للتهديد المحتمل من خلال الاتصال عبر الأقمار الاصطناعية باستخدام الراديو القتالي الشبكي يتم نقل المعلومات بعد ذلك إلى نظام مراقبة، يمكن أن يكون على كمبيوتر حضني. يستخدم النظام برمجية الراديو RF-0196 لينقل المعلومات إلى أقرب دورية تستخدم الراديو الشبكي القتالي أو أي تشكيل من الاتصالات يستخدم برمجية الرسائل التكتيكية بحسب مراسم الإنترنت المستخدمة في جهاز الراديوFalcon II RF-5076، فيتم التوجه إلى النقطة موضع الاهتمام. ونظام المستشعر دون ملازمة بشرية MIS من Thales مثلاً، في أصغر شكل له، يمكن تجهيزه في جعبة المقاتل، مع قدرة إطلاق إنذار بسيط متى كانت الدورية أو الوحدة العسكرية قيد الراحة.
 
عودة
أعلى