حرب أهلية لقرابة العقدين و تدخلات أجنبية و إقليمية و طائفية و اغتيالات و انفجار غير مسبوق في ميناء بيروت و فقر و تهريب و انهيار عملة و اقتصاد في الهاوية و سيادة مفقودة و جيش ضعيف و ميليشيات مسيطرة على البلد و حكومة لا تهش و لا تنش و مع ذلك لبنان ما زال قائما. و الله قلما اجتمعت كل هذه المصائب على دولة واحدة، كان الله في عون اللبنانيين، اتركوكم من الشماتة و ادعوا لهم، لبنان كشعب لا يستحق كل هذا.
الحقيقة اخي الكريم انني ضد الشماتة لأن الدنيا تدور. والشماتة ليست سلوك صحيح اصلا.
دعنا من الشماتة ولننظر لمسبباتها.
وقوف على طول الخط مع دولة لبنان وشعبه. حرفيا انقذنا الملايين من محرقة الحرب الأهلية. أسسنا لهم دستور توافقوا عليه. دعمنا الدولة والشعب بالمليارات.
كل ما كنا نريده هو استقرار ذلك البلد. وان كان فيه عوائد على استثمارنا يبقى خير وبركة.
الان ناتي للسبب الذي يجعل بعض الاخوة شمتان وسعيد ويشعر ان الله انتقم له. السبب هو:
كل هذه الملحمة الضخمة من الدعم لعشرات السنين قوبلت بالشتائم المنظمة والهجوم المسعور اعلاميا وسياسيا وعسكريا وعلى كل صعيد والذي لم يكن مفهوما سببه. ولمدة طويلة جدا من ٢٠٠٥.
طيب الا يحق لي ان اقول لقد المتني يا شقيقي ام ان هذا حرام كبير؟ يحق لي ان اقول اكثر من المتني. يحق لي ان اقول اذهب الى ابعد قعر في الجحيم فلن اتعاطف معك ابدا. ولن اشمت بل ساعتزلك تماما سلبا او ايجابا فجرعة الأذى فاقت كل الوصف.
اما اذا نظرنا ببراجماتية فلبنان فعل هذا بنفسه. ولا يلومن الا نفسه سواء شمت الناس ام لا لن يغير هذا من وضع اللبنانيين شيء.
المبادرة السعودية رفضت وتم القاء اللوم علينا.
مبادرة امريكا رفضت
مبادرة باريس رفضت
مبادرة وزير الخارجية المصري تم اللعب واللف والدوران لم يوافقوا ولم يرفضوا.
ماذا افعل؟ اقتل نفسي من اجل شوية سفهاء؟
لا. لن افعل. انا مش فاضي لدي مشاغلي الكبيرة والتي لبنان باكمله يتضاءل امام اصغرها.
تحية،