تجنيد دجاج في حرب الخليج الأولى

أعماق المحيط 

مراسل لا يعني تبني الأخبار التي أنقلها
مراسلين المنتدى
إنضم
30 مارس 2018
المشاركات
49,938
التفاعل
117,128 851 1
الدولة
Saudi Arabia
320ABEC8-9969-41AE-B4E5-29BFEB7FCB7D.jpeg


قبل قرن ونصف من الآن؛ كان شائعا استعمال الطيور كأجهزة رصد السموم أو الغازات السامة، وذلك بفضل رئتيها الحساستين جداً والطريقة التي كانت تتنفس وفقا لها، والوتيرة السريعة التي كان يتميز بها تنفسها.

حيث كانت الطيور تظهر علامات على وجود اضطرابات ومشاكل تنفسية أو تموت قبل أن يلاحظ الإنسان حتى أن أمرا ما ليس على ما يرام.

وهناك بدأ استعمال طيور الكاناري من أجل هذا الغرض كأجهزة إنذار عن وجود غازات سامة وقاتلة في المناجم لمساعدة العمال في حالة ما تعرضوا لتسرب غاز قاتل أو أية مواد سامة أخرى تنتقل عبر الهواء، ليعلموا بالأمر قبل فوات الأوان ويخلوا الساحة في الوقت المناسب، فهي بذلك كانت تعلمهم بأن الموت كان يطرق الباب قبل أن يدخل.

باستعمال نفس المنطق السابق، قررت وحدات الجيش الأمريكي تجنيد مجموعة من الدجاج للمشاركة في حرب الخليج الأولى.


وخلال السنوات الخمس التي سبقت تلك الحرب، أقنعت وزارة الدفاع الأمريكية نفسها أن الحرب البيولوجية لم تكن تشكل مصدر تهديد.

وربما كان ذلك هو السبب الذي دفعها لتقليص نسبة استثمارها في تطوير هذا الجانب والدفاعات ضد الأسلحة البيولوجية إلى 7 في المائة فقط.

تركها هذا حرفيا بدون أدنى وسيلة لرصد الأسلحة البيولوجية عندما اندلعت حرب الخليج الأولى وعملية عاصفة الصحراء، وكان كل ما تمكن الجيش الأمريكي من الإتيان به هو نظرية طيور الكاناري القديمة، لذا استخدم الدجاج لنفس الغرض.

كانت تسمية هذه الدجاجات الرسمية في صفوف قوات المارينز الأمريكية هي :

«الدواجن كأجهزة للتأكيد على وجود مواد كيميائية» Poultry Chemical Confirmation Devices

وتمت الإشارة إلى التركيز على استعمال الدواجن خلال كلا حربي الخليج الأولى والثانية بـ”عملية دجاجات الحقول الكويتية“.

بمجرد تجنيدها وقفت دجاجات حرب الخليج الأولى مستعدة خارج خيم المعسكررات في الخليج.

وعلى خلاف أجهزة رصد الغازات السامة المبنية على اختراعات تكنولوجية كانت الطبيعية العضوية لهذه الداجاجات تملؤها الكثير من العيوب :

ففي صباح أحد الأيام عندما استيقظ الجنود من نومهم وخرجوا من خيامهم اكتشفوا بأن جميع الدجاجات كانت ميتة وملقية على الأرض.

ارتعب الجنود بطبيعة الحال لاعتقادهم بأنهم تعرضوا لهجوم بسلاح بيولوجي ما لكن على ما يبدو، ومثلما اتضح لاحقا، فقد تجمدت الدجاجات حتى الموت خلال الليلة الماضية لأنها باتت خارجاً.

ويظهر هذا أن الخطة كان بين طياتها نوع من المنفعة على الرغم من فشلها فلو كانت الدجاجات قد نفقت بفعل غاز سام ما لكان أمام الجنود متسع من الوقت لإخلاء الساحة وطلب المساعدة الطبية غير أن تلك الدجاجات النافقة مثلت إضافة لذيذة لعشاء تلك الليلة بالنسبة للجنود.

ولأن تلك الدجاجات أو كما أسمتها وزارة الدفاع :

”الدواجن كأجهزة لرصد المواد الكيميائية“

كانت كائنات حية ولم يكن من السهل إدارتها أو التعامل معها مثلما يتم التعامل مع المعدات العسكرية فإن وزارة الدفاع الأمريكية قررت أخيرا الاستثمار في هذا المجال وطلب مساعدة متعاقد مع الجيش في سنة 1990 من أجل تطوير أجهزة لرصد الغازات السامة والأسلحة البيولوجية.


07674D5E-9657-4F02-A308-8545F3C5176A.jpeg

جنود أمريكيون مع ”دجاج“ رصد المواد الكيميائية.


بحلول ذلك الوقت بدأ استعمال أجهزة رصد المواد الكيميائية الفردية ولا أحد يعلم ما كان يجري بين تلك الحقبة وسنة 2003 لكن عندما اندلعت حرب الخليج الثانية عاد الجيش لاستعمال الدجاج مجددا.


في أول سنة من عملية ”تحرير العراق“ العسكرية تم اقتناء 43 دجاجة من أجل استعمالها كأجهزة لرصد المواد الكيميائية لدى الجيش الأمريكي.


كانت الفكرة تتمحور حول وضع الدجاج فوق عربات الجيش الأمريكي داخل الأقفاص لتشارك معه في جولاته، وإذا ما سقطت الدجاجات ميتة فجأة، فهذا يعني أن الوقت قد حان للاستدارة والعودة أدراجهم.

غير أن المشكلة كانت في أن الدجاج نفق حتى قبل وصوله إلى ميدان العمليات.


في حوار مع قوات (ساينت لويس) قال الرقيب (كين غريفين):

”لا أحد يعلم لماذا نفقت الدجاجات.

لقد سمعت أنهم أحكموا رباطها لدى شحنها بشدة، ثم بدأت تموت الواحدة تلو الأخرى بمجرد وصولها هنا.

كما أن واقع أن لا أحد هنا يعلم أي شيء حول الدجاج لم يساعد كثيراً وزاد من سوء الموقف“.

كان ضابط آخر وهو الضابط (كين كينغ) الذي ساهم في إنقاذ الدجاجتين المتبقيتين قد قال بأن الأمر تمحور حول نظرية كون الدجاج معتاداً على التقاط الحصى بمنقاره:

”وهنا لا يوجد سوى الرمل لذا عندما أخذت الدجاجات تلتقطه بمناقيرها كان يعلق في حوصلاتها أو مناخيرها مما يؤدي إلى اختناقها“.

من بين الدجاجات الـ43 التي تم جلبها للكويت نفقت 41 وتم منح هذه المقاتلات الشجاعة الصغيرة جنازات لائقة وكاملة بتوابيت خشبية تحمل أسماءها كلها على غرار :

(الكابتن بوباي)، و(بي آف سي كينغ)، و(لانس)، و(بيكر)، و”قبر الدجاجة المجهولة“.

بينما لم تجدِ فكرة استعمال الدجاج كأجهزة لرصد الغازات السامة أي نفع، خدمت الدجاجات بشكل ممتاز في وظيفة عسكرية أخرى فقد استعملت في الأبحاث حول ”متلازمة حرب الخليج“، وآثارها، وعلاجاتها المحتملة.


المصدر


ترجمه

 
الامر ليس بجديد
فمنذ زمن بعيد كان جماعات السطع الكيماوى تفعل ذلك
ترصد الطيور والزواحف والنباتات وشكل السحب الخ الخ للتعرف على استخدام العدو للغازات الحربية السامة وغيرها
 
عودة
أعلى