الذكرى ال 60 لتأسيس القوات المسلحة الملكية

اتش ك

忠義 - 義
إنضم
5 ديسمبر 2015
المشاركات
2,520
التفاعل
6,099 0 0
يشكل الاحتفال، يوم السبت، بالذكرى ال60 لتأسيس القوات المسلحة الملكية، مناسبة للشعب المغربي قاطبة لاستحضار المهنية العالية لهذه القوات ومدى تضحياتها وبسالتها وسهرها في الدفاع عن حوزة الوطن ووحدته الترابية، وكذا إشعاع أدوارها الاجتماعية، تحت قيادة قائدها الأعلى ورئيس أركانها العامة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

ويشكل تخليد الذكرى ال60 لتأسيس القوات المسلحة الملكية، كذلك، مناسبة لاستحضار بصيرة جلالة المغفور له محمد الخامس الذي سارع إلى تزويد المغرب، بعيد حصول المملكة على استقلالها، بجيش مهني، ولاستحضار حرص جلالة المغفور له الحسن الثاني على تحديث تنظيم القوات المسلحة الملكية وتعزيز تسليحها، وكذا إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس على تطوير قدراتها وتعزيز مواردها البشرية لتواكب التطور التكنولوجي والعلمي بالعالم.

وتظل القوات المسلحة الملكية حاجزا منيعا تتكسر دونه كل الطموحات الخارجية، تضطلع بمهامها بنجاعة ومهنية عالية انطلاقا من عقيدتها العسكرية الحصيفة المتمثلة في حماية السيادة المغربية والحفاظ على المؤسسات الشرعية والدفاع عن الوحدة الترابية.

كما تعد هذه الذكرى مناسبة لاسترجاع أزيد من نصف قرن من المهام النبيلة التي أحدثت لأجلها القوات المسلحة الملكية، سواء في الدفاع عن الوطن والمساهمة في بناء المغرب الحديث في مرحلة ما بعد الاستقلال، أو المهام الإنسانية وعمليات حفظ السلام في عدة مناطق من العالم.

فقد دافعت القوات المسلحة الملكية، من خلال تضحياتها التي لا تحصى، عن الوطن وحولت المخططات الشيطانية الموجهة لزعزعة استقرار المملكة والإضرار بوحدتها الترابية إلى كوابيس.

لقد شكل تأسيس القوات المسلحة الملكية (14 مايو 1956) إحدى أبرز المحطات التاريخية التي عرفها بناء الدولة المغربية الحديثة بعد الاستقلال، حيث حملت هذه القوات، كمؤسسة وطنية، على عاتقها مهمة الدفاع عن مقومات الأمة المغربية ومقدساتها وسيادتها الوطنية وهويتها الدينية والثقافية والحضارية، وذلك وفاء منها لشعار "الله، الوطن، الملك".

فمنذ بزوغ فجر الاستقلال، عندما كلف جلالة المغفور له محمد الخامس ولي عهده آنذاك جلالة المغفور له الحسن الثاني بتشكيل النواة الأولى للقوات المسلحة الملكية، ظلت هذه القوات الباسلة واحدة من أهم المؤسسات التي واكبت بناء الدولة المغربية الحديثة وتطورها، وشكلت درعا واقيا لها ضد كل عدوان خارجي، وأداة وقاية وأمن وإغاثة عند وقوع الكوارث الطبيعية، كما ساهمت برجالها ومعداتها بشكل فعال في عدة مشاريع تنموية بمختلف ربوع المملكة.

ويبرز استعراض الأشواط التي مر منها تأسيس القوات المسلحة الملكية، مدى حرص جلالتي المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، ثم صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على إيلاء عناية خاصة لهذه المؤسسة من حيث تكوين الضباط وضباط الصف والجنود في مختلف المدارس والمعاهد العسكرية الوطنية والأجنبية، وتزويد مختلف وحدات هذه القوات البرية والبحرية والجوية بالأسلحة العصرية وإصلاح أنظمتها وتطوير قيادتها.

وعلى مر تاريخ المغرب الحديث، برهنت القوات المسلحة الملكية، سواء خلال زلزال أكادير سنة 1960 وعملية تافيلالت سنة 1957 وزلزال الحسيمة وضواحيها في فبراير 2004 وفيضانات بعض المناطق بالمملكة، عن قدرة لوجستية وتنظيمية كبيرة ساعدت على تقديم كل أنواع الإغاثة والدعم للمنكوبين، فضلا عن التعاون والتجاوب مع جميع المصالح والمؤسسات المعنية في هذا المجال.

كما ساهمت القوات المسلحة الملكية في مواجهة مخلفات الفيضانات الأخيرة التي عرفتها المملكة، وذلك بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وفي إطار انخراطها في العمل الإنساني وتقديم يد العون لساكنة المناطق النائية، خاصة في المجال الطبي، أقامت القوات المسلحة الملكية عدة مستشفيات ميدانية عسكرية، في مناطق نائية بالمملكة، في إطار المهام الإنسانية التي تضطلع بها هذه المؤسسة العتيدة، في عدد من جهات المغرب، بهدف توفير خدمات طبية للقرب للمواطنين والرفع من وتيرة استفادة الفئات الهشة من خدمات طبية ذات جودة وتسهيل الولوج للعلاجات وتقديم الدعم للسكان الذين يعانون من قساوة الطقس ووعورة التضاريس.

وفضلا عن الدور بالغ الأهمية الذي تضطلع به القوات المسلحة الملكية، على مستوى العديد من واجهات العمل الوطني، فإنها ظلت تحظى بمكانة بارزة سواء على الصعيد الإفريقي أو العربي والدولي.

فقد تم إيفاد أول تجريدة مغربية إلى جمهورية الكونغو في سنة 1960، مرورا بالجولان وسيناء خلال الحرب العربية الإسرائيلية، وعملها في البوسنة وكوسوفو، والعمليات الإنسانية في الكونغو الديمقراطية، وكوت ديفوار، وصولا إلى العاصمة الكونغولية (برازافيل)، حيث أقام المغرب في شهر مارس 2012 مستشفى عسكريا ميدانيا، بتعليمات ملكية سامية، في إطار المساعدات العاجلة التي أرسلتها المملكة على إثر الانفجارات التي هزت مستودعا للذخيرة بهذه المدينة، وخلفت مئات القتلى والجرحى.

كما ساهمت القوات المسلحة الملكية، في شهر يناير 2010، في الجهود الدولية لنقل المساعدات الإنسانية المستعجلة لضحايا زلزال هايتي الذي أودى بحياة الآلاف.

وسيرا على نهج المملكة في التعاطف مع الشعوب الشقيقة في محنتها، أقامت القوات المسلحة الملكية مستشفى عسكريا مغربيا متعدد الاختصاصات بمدينة جرجيس بالجنوب التونسي لفائدة اللاجئين النازحين من ليبيا، حيث قدم هذا المستشفى إسعافات ضرورية لآلاف المرضى وخدمات ووصفات طبية لعشرات الآلاف من النازحين الليبيين والتونسيين ومن جنسيات مختلفة.

وقد وجدت المهام النبيلة للقوات المسلحة الملكية صدى لها داخل أروقة الأمم المتحدة بنيويورك، حيث أقيم، في شهر شتنبر 2011، معرض للصور يؤرخ لنصف قرن من انخراط هذه القوات لفائدة حفظ السلام في العالم.

وأبرز هذا المعرض، بالصورة والصوت، مساهمة تجريدات مغربية بمشاركة المنظمة الأممية لفائدة قيم السلم والأمن، وكذا عمل المملكة من أجل القضايا الإنسانية في مناطق مختلفة من بقاع الأرض.

كما شكل إعطاء جلالة الملك محمد السادس تعليماته السامية لإقامة مستشفى ميداني في مخيم الزعتري سنة 2012 من قبل القوات المسلحة الملكية، لمساعدة الأردن في جهوده لاستقبال وإيواء اللاجئين السوريين، محطة بارزة لتأكيد تضامن المغرب مع الشعب السوري الشقيق في محنته الإنسانية.

وقدم هذا المستشفى المغربي، الذي يضم عددا كبيرا من الأطر الطبية وشبه الطبية، آلاف الخدمات الطبية لفائدة اللاجئين السوريين بالأردن.

وفي غزة، سارعت القوات المسلحة الملكية، غداة الحرب الإسرائيلية على القطاع سنة 2008، إلى نصب مستشفى ميداني بالمدينة أقامته، بتعليمات ملكية سامية، وهو المستشفى الذي وفر خلال مدة اشتغاله خدمات طبية متنوعة لفائدة الفلسطينيين.

وفي سنة 2013، أعطى جلالة الملك محمد السادس تعليماته السامية من أجل إقامة مستشفى عسكري ميداني في باماكو، عاصمة جمهورية مالي، وذلك تجسيدا للتضامن الفعال للمملكة إزاء البلدان الإفريقية الشقيقة، وخاصة مع مالي التي تربطها بالمغرب علاقات عريقة ومتميزة.

كما أقام المغرب، في شهر مارس الماضي، مستشفى عسكريا طبيا - جراحيا بغينيا كوناكري، وذلك في إطار علاقات الصداقة والأخوة العريقة والتضامن التي تجمع بين الشعبين المغربي والغيني.

وللحفاظ على الملاحم التاريخية التي سجلتها القوات المسلحة الملكية وتلقينها للأجيال المقبلة، تم إحداث اللجنة المغربية للتاريخ العسكري (مايو 2000) للاضطلاع بحماية التراث العسكري وتطوير البحث العلمي في هذا المجال.

وجدير بالتذكير، في هذا الصدد، بإشادة اللواء حافظ مسرور أحمد، قائد قوات عملية الأمم المتحدة لحفظ السلام في كوت ديفوار، في شهر نونبر 2014، بالمقر العام للتجريدة المغربية التابعة للعملية الأممية في مدينة دويكي الإيفوارية (غرب)، بنكران الذات والتفاني من أجل مثل السلم والتسامح اللذين أبانت عنهما التجريدة المغربية ال20 التابعة للقوات المسلحة الملكية المنتشرة في كوت ديفوار في إطار بعثة الأمم المتحدة.

وأبرز اللواء مسرور أحمد، في كلمة خلال حفل تسليم ميدالية الأمم المتحدة لحفظ السلام للضباط وضباط الصف والجنود بالتجريدة المغربية ال20، أن القبعات الزرق المغربية المتعاقبة على كوت ديفوار في إطار عملية الأمم المتحدة منذ عام 2004، اكتسبت ثقة متزايدة لدى هيئة الأمم المتحدة، نظرا لمهنيتها وحرصها على أداء واجبها على النحو الأمثل في خدمة السلام والأمن والمصالحة الوطنية في كوت ديفوار.

هكذا إذن، ستظل ذكرى 14 مايو من كل سنة مناسبة متجددة لاستحضار، بكل فخر واعتزاز، أعمال ومنجزات القوات المسلحة الملكية، راعية أولى الثوابت، وعلى رأسها الدفاع عن حوزة الوطن ومكتسباته، والوقوف سدا منيعا ضد كل الأخطار المحدقة به من خلال تضحية جنود بواسل يعملون بكل تفان ونكران للذات في صمود راسخ ضد كل ما من شأنه استهداف الوحدة الترابية للمملكة وسيادتها الوطنية.


 


يخلد المغرب الذكرى ال60 لتأسيس القوات المسلحة الملكية، وهي مناسبة لاستحضار المهنية العالية لهذه القوات ومدى بسالتها وسهرها في الدفاع عن الوطن ووحدته الترابية وكذا أدوارها الاجتماعية.

كما تعد هذه الذكرى مناسبة لاسترجاع أزيد من نصف قرن من المهام التي أحدثت لأجلها القوات المسلحة الملكية، سواء في الدفاع عن الوطن والمساهمة في بناء المغرب الحديث في مرحلة ما بعد الاستقلال، أو المهام الإنسانية وعمليات حفظ السلام في عدة مناطق من العالم.



المصدر : MEDI1TV.COM
 
جلالة الملك يوجه الأمر اليومي للقوات المسلحة الملكية بمناسبة الذكرى ال 60 لتأسيسها

وفي ما يلي نص الأمر اليومي:
"الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.​
معشر الضباط وضباط الصف والجنود،​
تخلد اليوم قواتنا المسلحة الملكية ومعها الشعب المغربي قاطبة الذكرى الستين لتأسيسها، وهي مناسبة وطنية بالغة الرمزية والدلالة، حرصت جلالتنا دائما على الاحتفاء بها من أجل الحفاظ على الروابط المتينة والمتجذرة في عمق أصالتنا وتقاليدنا، وذلك من خلال إبراز أهمية هذا الحدث التاريخي الذي مكن بلدنا منذ بزوغ فجر الاستقلال من إعداد جيش مغربي منظم، انخرط منذ نشأته في مسيرة البناء والتشييد والدفاع عن حوزة الوطن ومقدساته تحت أوامر قائده الأعلى.​
إن فخرنا واعتزازنا بكم اليوم ليزداد توهجا ونحن نسترجع المحطات المشرقة التي رصعت سجل قواتنا المسلحة الملكية الحافل بالمنجزات والتضحيات، وكذلك لما نلمسه فيكم من إصرار وعزيمة وتفاعل إيجابي من أجل الدفاع عن مكتسبات الوطن وسيادته، صادقين في عهدكم على الطاعة والولاء لقائدكم الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، مؤازرين بالتلاحم القوي الذي يجمع أفراد الشعب المغربي حول مقدسات الوطن العليا، وعلى رأسها قضية وحدتنا الترابية.​
وفي هذا اليوم، نستحضر بكل تأثر وإجلال، ممزوج بمشاعر التقدير والامتنان، ذكرى الملكين الراحلين، جدنا المنعم صاحب الجلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، الذي بر بالوطن وضحى في سبيله وكانت له مكرمة تأسيس النواة الأولى للقوات المسلحة الملكية كرمز للسيادة الوطنية، ووالدنا المنعم صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني تغمده الله برحمته، الذي كان له الفضل الكبير منذ فجر الاستقلال في تأطير وتجهيز وتأهيل قواتنا مع الرقي بمؤهلاتها البشرية والمادية والتقنية.​
معشر الضباط وضباط الصف والجنود،​
إننا إذ نجدد لكم، أفراد قواتنا المسلحة الملكية بمختلف رتبكم ومكوناتكم البرية والجوية والبحرية والدرك الملكي، سابغ عطفنا ورضانا، لا يفوتنا أن نهيب بكم جميعا، ضباطا وضباط صف وجنودا، لمضاعفة الجهود والعمل المستمر، مستعدين كما عهدناكم دائما لبذل كل التضحيات في سبيل رفعة الوطن ونصرته، مستلهمين من قيمنا الراسخة وتاريخنا الحافل، الدافع القوي الذي يشد أزركم ويرفع من هممكم في كل تدخلاتكم، وطنيا ودوليا.​
وهذا ما يؤكده الدور الإنساني الذي تضطلعون به ضمن المبادرات الاجتماعية والطبية، لفائدة رعايانا بالمناطق النائية المتضررة من جراء سوء الأحوال الجوية، والذي أصبح نهجا متأصلا في عملكم التضامني الوطني، يبرز مصداقيته الأثر المحمود والصدى الطيب الذي تتميز به تدخلاتكم الناجعة، وخاصة عبر نشر المستشفيات العسكرية الميدانية في مناطق متعددة من مملكتنا الشريفة، تنفيذا لتعليماتنا الملكية السامية.​
وتدعيما لمساهمة قواتنا المسلحة الملكية في المجال الإنساني الذي يحظى برعايتنا السامية وفق منظور متكامل لمواجهة الكوارث الطبيعية، فقد جعلنا نصب أعيننا العمل على تطوير إمكانياتكم في هذا الميدان، من خلال إنشاء وحدات متخصصة في الإنقاذ والإغاثة مع إمدادها بالوسائل التقنية والإمكانيات اللوجستيكية الضرورية لتأدية مهامها، بما يتلاءم مع تعدد التدخلات المنتظرة منكم.​
في هذا الصدد أشرفت جلالتنا مؤخرا على تدشين مركز مختص في علم الفيروسات بالمستشفى العسكري محمد الخامس بمعايير جد متطورة، كوحدة طبية مرجعية في مجالات تخصصية وبيولوجية عدة وكذا الأمراض الاستوائية بالنسبة لأفراد قواتنا المسلحة الملكية المتوجهين للمشاركة في العمليات الخارجية، فضلا عن إعطاء جلالتنا إشارة بدء العمل بالبارجة العسكرية التي تعمل على إنتاج الماء الصالح للشرب عبر تحلية مياه البحر خلال زيارتنا الميمونة لأقاليمنا الصحراوية العزيزة.​
معشر الضباط وضباط الصف والجنود،​
في ظل الظرفية الدولية الدقيقة التي يعرفها العالم اليوم وخاصة بمنطقة الساحل والصحراء، لا بد لنا من التنويه والإشادة بدور جميع الوحدات المرابطة في الثغور والتخوم، خاصة بمناطقنا الجنوبية، ساهرين بكل يقظة وحزم على تأمين حدودنا البرية والبحرية والجوية، متأهبين لصيانة وحدتنا الترابية وتحصين مناعتها ضد كل التهديدات والمخاطر، وكذا الوحدات المنخرطة في إطار المخططات الأمنية المشتركة، ذات البعد الاحترازي والاستباقي، التي أصدرنا أوامرنا السامية من أجل إعدادها وتفعيلها، من بينها عمليتي "حذر" و"دعم".​
إن مشاركتكم بكل تجرد في الجهد القيم المبذول من طرف مختلف الأجهزة الأمنية الوطنية لحماية وطننا وأمن مواطنينا، والتي نأبى هنا إلا أن نخص أطرها وأفرادها بموصول رعايتنا السامية على ما يقومون به من تضحيات جسام، لتجعلنا نثمن قدراتكم العالية على التأقلم مع مثل هذه المهام والمستجدات التي يفرضها عالم اليوم الذي يخيم عليه الاضطراب وعدم الاستقرار، مهيبين بكم بضرورة إدراك هذا الواقع والتعامل معه بكل تبصر وحكمة، خصوصا مع تنامي مخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود.​
وتحصينا لجميع أفراد قواتنا المسلحة الملكية من كل التأثيرات الضالة والتجاذبات المتنافية مع الثوابت الدينية للأمة المغربية، تحرص جلالتنا باستمرار على تأهيل الإرشاد الديني والرفع من جودة تأطير القرب لفائدة مختلف وحدات جيشنا، بتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وذلك من أجل صون هويتنا الإسلامية المعتدلة وحفظها، وترسيخ الوعي الديني المتوازن لدى جنودنا والقائم على روابط البيعة وإمارة المؤمنين التي قلدنا الله مسؤوليتها، وذلك انسجاما مع ديننا الحنيف ومذهبنا المالكي وخصوصيات المجتمع المغربي، المتميز بالتسامح والتعايش.​
معشر الضباط وضباط الصف والجنود،​
إن قناعتنا الراسخة بأهمية وقيمة الأدوار التي تضطلعون بها في عدة مجالات، تجعلنا حريصين عن كثب، على تطوير وتحيين منظومة التكوين العسكري وتحسين مناهج التدريب وملاءمتها وكذا تأهيل قدرات ومقومات الجاهزية لدى قواتنا المسلحة الملكية، مع ما يقتضيه ذلك من انفتاح على اللغات الأجنبية والتخصصات العلمية والتقنية ذات التطبيقات العسكرية.​
وفي هذا الإطار، نثمن عاليا المجهودات المتواصلة التي تبذلها قواتنا المسلحة الملكية بمختلف مكوناتها وأسلحتها، من أجل تأهيل الموارد البشرية وجعلها قادرة على الانخراط في المهام المتجددة باستمرار، مع ما يقتضيه ذلك من تنويع أساليب التدريب العسكري المشترك واستخدام نظم جديدة للمحاكاة وتجهيز الفضاءات المختصة في التداريب الميدانية، وحماية وسائل الاتصال وشبكات تبادل المعطيات والمعلومات.​
من أجل ذلك، أصدرت جلالتنا أوامرها السامية بتعزيز انفتاح قواتنا المسلحة الملكية على محيطها الإقليمي والدولي، من خلال احتضانها سنويا لعدد من التظاهرات والمناورات العسكرية بشراكة مع جيوش الدول الصديقة، تجمع بين الدورات التكوينية والتمارين التطبيقية، بغية تبادل التجارب والخبرات عبر الاحتكاك واكتساب المهارات الحديثة. كما يتجلى هذا الانفتاح في استقبال مختلف المؤسسات العسكرية المغربية سنويا لعدد كبير من المتدربين العسكريين الأجانب الذين يتابعون تكوينهم أو يستكملون تأهيلهم فيها، مما يساهم في إشعاع بلادنا ويعزز أواصر التعاون مع البلدان الشقيقة خاصة العربية والإفريقية منها.​
معشر الضباط وضباط الصف والجنود،​
إننا نشعر دائما بالفخر والتقدير بكل أفراد قواتنا المسلحة الملكية المتواجدين خارج الوطن، سواء في إطار التعاون الثنائي بين المغرب وعدد من الدول الشقيقة والصديقة، أو في مهمات إنسانية نبيلة كالمستشفى الميداني بالزعتري بالأردن الشقيق أو المنخرطين في التجريدات العسكرية الحالية التابعة لعمليات الأمم المتحدة لحفظ الأمن والسلم، والذين يبلون البلاء الحسن ويقدمون التضحيات بشرف ونكران الذات.​
ومن هنا، ينصب اهتمامنا المتواصل وحرصنا الشديد على تحسين ظروفكم المادية والاجتماعية التي تحظى بعناية جلالتنا السامية، لتمكينكم من التفرغ للمهام المنوطة بكم بطمأنينة وراحة بال، وذلك ما تجسده مصادقة المجلس الوزاري المنعقد مؤخرا برئاسة جلالتنا، على مشاريع قوانين تتعلق بالتعويض عن التجريدة بالخارج وبالرفع من الحد الأدنى لمعاش التقاعد بالنسبة لقدماء العسكريين.​
معشر الضباط وضباط الصف والجنود،​
منذ ستين سنة مرت على وضع اللبنات الوثقى في بناء صرح المغرب المستقل والحر، وقواتنا المسلحة الملكية تسطر صفحات رائعة ومشرقة في الإخلاص والتضحية والاستقامة. وها نحن اليوم جميعا، نحمل مشعل الشرفاء الأبرار الذين استرخصوا أرواحهم فداء للوطن، وفي طليعتهم جدنا جلالة الملك محمد الخامس ووالدنا المنعم الملك الحسن الثاني قدس الله روحيهما، عازمين بثبات وإصرار على مواصلة مسيرتهم في عزة وإباء، من أجل أن يعيش بلدنا من طنجة إلى الكويرة، موحدا، آمنا، موفور الكرامة عزيز الجانب.​
حفظكم الله جميعا، وزادكم من عونه وسداده لما فيه الخير لأمتنا، وكتب لجهودكم المحمودة والمباركة نجاحا مستمرا وتوفيقا مؤزرا، محافظين على التقاليد الموروثة والثوابت الوطنية، متجاوبين مع كل تطور من شأنه أن يصون المبادئ الأساسية التي تخدم الوطن وتحافظ على قيمه المقدسة، سائلين الله تعالى أن يكلل أعمالكم بالنجاح والتوفيق، متشبثين على الدوام بالوفاء لشعاركم الخالد:​
الله– الوطن – الملك​
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركات​
 
القوات المسلحة الملكية تتعهد بردع خصوم المغرب
moroccanarmy9_222046952.jpg

هسبريس من الرباط
السبت 14 ماي 2016 - 15:20
أعلن جنود القوات المسلحة الملكية، بجميع مكوناتها البرية والجوية والبحرية والدرك الملكي، استعدادهم لبذل الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن حوزة البلاد ووحدتها الترابية، "ساهرين بكل يقظة وحزم على أمن الوطن وسلامة المواطنين".

وقال أفراد القوات المسلحة الملكية، ضمن برقية ولاء وتبريك رفعوها إلى الملك محمد السادس، القائد الأعلى رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، وذلك بمناسبة الذكرى الستين لتأسيسها، إنهم يجددون بيعتهم الثابتة للملك، "بارين بقسم المسيرة الخضراء".

وأشاد المصدر بـ"الملاحم المجيدة والبطولات الخالدة من العطاء والتضحية للقوات المسلحة، منذ تأسيسها من قبل الراحل محمد الخامس، مرورا بمراحل عصرنتها وتعزيز قدراتها المعرفية والتقنية على يد الحسن الثاني، وصولا إلى عهد الملك محمد السادس الزاهر الميمون".

وتابع بأن القوات المسلحة الملكية تتوفر على كل مقومات الجيش الحديث والمحترف، مولية، في ذاته، "اهتماما متواصلا من أجل اكتمال المنظومة البشرية والدفاعية الضرورية وفق ما تقتضيه المرحلة، لتكون دائما وأبدا قوة رادعة صائنة لكل شبر من أرض المملكة".
 
لملك محمد السادس يهيب بالجيوش الثلاثة تأمين حدود المملكة
moroccanarmyune_276635583.jpg

هسبريس من الرباط
السبت 14 ماي 2016 - 14:38
حث الملك محمد السادس، بصفته القائد الأعلى رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، اليوم السبت، ضمن "الأمر اليومي" للقوات المسلحة الملكية بمناسبة الذكرى الستين لتأسيسها، مختلف القوات المسلحة الملكية على اليقظة والتأهب لصيانة الوحدة الترابية للمملكة.

files.php


وأهاب العاهل المغربي بأفراد الجيوش الثلاثة، ضباطا وضباط صف وجنودا، مضاعفة الجهود والعمل المستمر وبذل كل التضحيات في سبيل رفعة الوطن ونصرته، واستلهام القيم الراسخة والتاريخ الحافل للبلاد، لتكون دافعا قويا يشد أزرهم ويرفع من هممهم في كل تدخلاتهم.

files.php


وأشاد الملك بدور جميع الوحدات المرابطة في الثغور والتخوم، خاصة بالمناطق الجنوبية، ودعاهم إلى السهر بكل يقظة وحزم على تأمين الحدود البرية والبحرية والجوية، "متأهبين لصيانة وحدتنا الترابية، وتحصين مناعتها ضد كل التهديدات والمخاطر، وكذا الوحدات المنخرطة في إطار المخططات الأمنية المشتركة".

files.php


وثمن القائد الأعلى للجيش قدرة الجنود والضباط على التأقلم مع المهام والمستجدات التي يفرضها عالم اليوم الذي يخيم عليه الاضطراب وعدم الاستقرار، وأهاب بهم ضرورة إدراك هذا الواقع والتعامل معه بكل تبصر وحكمة، خصوصا مع تنامي مخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود.

files.php


وتحصينا لجميع أفراد القوات المسلحة الملكية من كل التأثيرات الضالة والتجاذبات المتنافية مع الثوابت الدينية للأمة المغربية، يضيف "الأمر اليومي"، حرص الملك باستمرار على تأهيل الإرشاد الديني والرفع من جودة تأطير القرب لفائدة مختلف وحدات الجيش، بتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

files.php


وأبدى الملك حرصه على تطوير وتحيين منظومة التكوين العسكري وتحسين مناهج التدريب وملاءمتها، وكذا تأهيل قدرات ومقومات الجاهزية لدى القوات المسلحة الملكية، "مع ما يقتضيه ذلك من انفتاح على اللغات الأجنبية والتخصصات العلمية والتقنية ذات التطبيقات العسكرية".

files.php


وأمر العاهل المغربي بتعزيز انفتاح القوات المسلحة الملكية على محيطها الإقليمي والدولي، من خلال احتضانها سنويا لعدد من التظاهرات والمناورات العسكرية بشراكة مع جيوش الدول الصديقة، تجمع بين الدورات التكوينية والتمارين التطبيقية، بغية تبادل التجارب والخبرات عبر الاحتكاك واكتساب المهارات الحديثة.

files.php


ويتجلى هذا الانفتاح، يضيف المصدر، في استقبال مختلف المؤسسات العسكرية المغربية سنويا لعدد كبير من المتدربين العسكريين الأجانب الذين يتابعون تكوينهم أو يستكملون تأهيلهم فيها، مما يساهم في إشعاع البلاد، ويعزز أواصر التعاون مع البلدان الشقيقة، خاصة العربية والإفريقية منها.

files.php


ولم يفت الملك إبداء حرصه الشديد على تحسين ظروف أفراد الجيش المادية والاجتماعية، لتمكينهم من التفرغ للمهام المنوطة بهم بطمأنينة وراحة بال، مشيرا إلى مصادقة المجلس الوزاري المنعقد مؤخرا على مشاريع قوانين تتعلق بالتعويض عن التجريدة بالخارج، والرفع من الحد الأدنى لمعاش التقاعد بالنسبة لقدماء العسكريين.

files.php


وبمناسبة الذكرى الـ60 لتأسيس القوات المسلحة الملكية، جرى توشيح عدد من الضباط وضباط الصف والجنود بأوسمة ملكية، كما تميز الحفل الذي ترأسه الجنرال دوكور دارمي بوشعيب عروب، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، بتنظيم استعراض عسكري شاركت فيه عدة وحدات من فوج المقر العام التابع للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية.
 
عودة
أعلى