بالعكس الجوستابو فشل فشلاً ذريعاً فلم يتنبأ الجوستابو بقدرة الإتحاد السوفييتي على الصمود بل انه اعطى صورة مخالفة للواقع عن الإتحاد السوفييتي بأنه بلد مخلل ولا يملك قاعدة صناعية قوية وأن جيشه ينخر فيه الفساد وعدم الإنضباط وتفاجئ الألمان بعد هجومهم على السوفييت بقدرتهم على الصمود واكتشفوا القدرات المرعبة للدبابات السوفييتية من طراز تي-34 فقد كانت اقوى من كل ما يملكه الألمان من دبابات في ذلك الوقت ! .
كذلك فشل الجستابو في معرفة أن الأكواد السرية لألمانيا وقعت في يد الحلفاء فقد ظل الحلفاء يعرفون كافة الأوامر السرية للغواصات الألمانية في الأطلسي خاصتاً في النصف الثاني من الحرب حيث وقعت خسائر كبيرة للغواصات الألمانية ، وكذلك تمكن الروس من معرفة الخطة التفصيلية للألمان في معركة كورسك قبل حدوثها بشهور ومكن ذلك من دحر الألمان في تلك المعركة .
كذلك لم يتمكن الجوستابو من تجنيد الكثير من العملاء بل ان الكثير من عملياته السرية كشفت والقي القبض على عملائه خصوصاً في الشرق الأوسط مع ان الشعوب في الشرق الأوسط كانت تواقة للثورة على المستعمرين الإنجليز لو توفرت لهم الأسلحة الكافية .
لقد كان الجوستابو أداة قمع سياسي اكثر من كونه جهاز مخابرات ناجح .
وأنا بنظري ان اقوى مخابرات في العالم هي المخابرات الروسية kgb وهذا ليس تعاطفاً مع الروس ولكنها الحقيقة ، اولاً تمكنت المخابرات الروسية من اكتشاف موعد هجوم الألمان في عملية بارباروسا بل ان ستالين القى خطاباً امام مجموعة من الضباط المتخرجين من احدى الكليات العسكرية يوضح لهم ان الألمان سوف يهجمون بعد شهور قليلة وأن عليهم تهيئة جنودهم للحرب القادمة .
كذلك استطاعت الكي جي بي من سرقة كافة اسرار القنبلة النووية الأمريكية وسرع هذا من حصول السوفييت على سلاحهم النووي .
استطاع السوفييت من تجنيد عملاء لهم في المخابرات الأمريكية نفسها وفي احد المرات تمكن السوفييت من الحصول على جميع اسماء عملاء امريكا في الإتحاد السوفييتي ولقي الكثير منهم الإعدام ، والقصص في هذه الناحية كثيرة واذكر قصة احد الجواسيس الذين جندهم الروس كان يعمل في قيادة البحرية الأمريكية وكان يزود الروس بكافة تحركات الغواصات الإستراتيجية الأمريكية وتحديد اماكنها وكان هذا يعني ان دور الغواصات الإستراتيجية الأمريكية سوف ينتهي في حالة حدوث الحرب في تلك الفترة .
تمكنت المخابرات السوفييتية من تحديد موعد هجوم العرب في حرب 73 رغم السرية الكبيرة التي احيطت بها استعدادات العرب للحرب .
تمكنت المخابرات الروسية من قتل خطاب رحمه الله في الشيشان في عملية مخابراتية بارعة استغرقت شهور من التخطيط والمتابعة .
لذلك انا برأيي ان المخابرات الروسية هي الأقوى على مستوى العالم خصوصاً في فترة الحرب الباردة .
أما المخابرات الأمريكية فيكفي انها فشلت في التنبأ بهجمات الحادي عشر من سبتمبر وفشلت في القبض على اسامة بن لادن والظواهري بل انها فشلت في القبض على صدام حسين رحمه الله رغم تعرض بلده للإحتلال الكامل وعودة كافة اعدائه للعراق فقد بقي حراً لشهور طويلة بل انه كان يدير بعض عمليات المقاومة ولم يسقط صدام في الأسر إلا بعد ان سلمه احد الأشخاص الطامعين بالمكافئة المالية .
