الحرب الإلكترونية

حكم مصارعه

عضو مميز
إنضم
27 نوفمبر 2014
المشاركات
4,272
التفاعل
5,251 0 0
610441168.jpg



لم يخطئ المستر ونستون تشرشل" رئيس الوزراء البريطاني الاسبق، وهو في نشوة النصر في الحرب العالمية الثانية، حينما وصف "الحرب الالكترونية" بانها "الدرع والسيف" فهي تساعد على الحماية من اقسى صور التدمير المعادي، كما تؤكد فاعلية التدمير المؤثرة لانظمة العدو. واذا كانت الحرب الالكترونية تمثل الاستخدام والتطبيق الواعيين للتكنولوجيا فانها تمثل بحق الحد القاطع للقوات المسلحة، ويمكن اعتبارها عاملا مهما لزيادة القوة، ولنطلق العنان لمخيلتنا لنستشعر الدور الذي يمكن ان تلعبه الحرب الالكترونية، لكي توفر الدرع الالكتروني الفعال لحماية وسائط القتال الاساسية الصديقة في ميدان القتال، ولزيادة فاعليتها كذلك بصورة ملحوظة.

الحرب الالكترونية وميدان الحرب الالكترونية، ووسائل الحرب الالكترونية، مترادفات تفيد في معنى واحدا، هو استخدام العلوم التطبيقية الحديثة - خصوصا تلك التي تحققت في ميدان الالكترونيات على الصعيد العسكري - في خدمة التكتيكات العسكرية الهجومية والدفاعية، واستخدام هذه العلوم ايضا لمجابهة التدابير الالكترونية المعادية واحباط فاعليتها وتستخدم الحرب الالكترونية المعدات التالية: معدات عسكرية للانذار والكشف، معدات السيطرة والضبط، اجهزة للملاحة، الاتصالات الالكترونية.

مفهوم الحرب الالكترونية
ان الاستخدام الموسع والمتزايد لوسائل الحرب الالكترونية في الحروب المعاصرة يعد مؤشرا ودليلا قويا على الدور المهم الذي ستلعبه لحرب الالكترونية في اي صراع قادم.

١ - مفهوم الحرب الالكترونية:
هي مجموعة الاجراءات التي تقوم بها القيادة العامة والافرع الرئيسية للقوات المسلحة والاسلحة والتشكيلات خلال النظم الالكترونية التي يستخدمها العدو في القيادة والسيطرة على قواته واسلحته ومعداته، ومقاومة استطلاع العدو اللاسلكي والراداري وتحقيق استقرار عمل النظم الالكترونية التي تستخدمها قواتنا في القيادة والسيطرة وذلك تحت ظروف استخدام العدو لاعمال الاعاقة الالكترونية.

ويذكر في هذا السياق ان الجهات المعنية في اسرائيل توصلت بعد دراسة ميدان القتال المستقبلي الى تصورات خاصة بشكل هذا الميدان وخصائصه وبالتالي الى توصيات محددة في مجال تطوير القوات المسلحة الاسرائيلية، منها ما يخص اتجاهات التطوير في الحرب الالكترونية، وهذه الاتجاهات هي العمل على التغلب على القفز الترددي وتطوير معدات تحديد الاتجاه للاهداف المعادية العربية رادارات ومركز قيادة وسيطرة. للقيام بهذه المهمة في اقل وقت ممكن ٥٠٠ ميكروثانية كذلك زيادة امكانية تخزين الترددات في اجهزة الاستطلاع والبحث السريع في الذاكرة.

بالاضافة للتطوير في المعدات لعمل التحليل الفني على الاشارات في زمن قصير سيتم تطوير معدات تحديد الاتجاه لتحديد المحل داخل محطة واحدة بعد الحصول على بيانات عن الهدف من محطات في نظام متكامل من النوع نفسه هذا الى جانب التطوير في مجال الاستطلاع الالكتروني بالصورة بحيث يتم نقلها بسرعة فائقة من مكان التقاطها الى المراكز التابعة لها من اي مكان. وبأي وسيلة اتصال ميكروويف - تلفون - اقمار صناعية، والاتجاه لتطوير اعمال الاعاقة وعلى سبيل المثال القفز الترددي والتطوير في مدى ارسال الاعاقة. وتخفيض القدرة المستهلكة في معدات الاعاقة، وفي حيز التردد لمعدات الاعاقة حيث يمكن الاعاقة على حيز كبير من الترددات بنظام اعاقة واحد.
في الحروب المقبلة سيتم التوسع في استخدام الانسان الآلي الروبوت، بل وانملة الآلية، التي تستطيع ان تخترق اكثف الحواجز وتبلغ عن اخطر الاسرار الى غير ذلك من المهام الخاصة، بالاضافة الى اقامة الدروع الالكترونية حول الاهداف ذات الاهمية الخاصة لتوفر لها قدرات عالية من الحماية والوقاية والخداع.

مشتملات الحرب الالكترونية:
أ - الاجراءات الالكترونية المساندة (E.S.M).
ب - الاجراءات الالكترونية المضادة (E.S.M).
ج - الاجراءات المضادة للاعمال الالكترونية المضادة (E.C.C.M).

الحرب الالكترونية تعمل في تعاون وثيق مع اجهزة القيادة العامة والافرع الرئيسية والاسلحة والتشكيلات. وسوف نلقي نظرة سريعة على كل نوع من الاجراءات السالفة الذكر.

الاجراءات الالكترونية المساندة (E.S.M)
١ - هي اكتشاف المعدات الالكترونية التي يصدر عنها موجات كهرومغناطيسية والحصول على المعلومات من التقاط وتحليل الاشارات المتبادلة بين تلك القوات.
٢ - يعتبر الاستطلاع الالكتروني هو وسيلة الحصول على المعلومات كأحد المهام الرئيسية للحرب الالكترونية. وتعددت وسائل وانواع الاستطلاع الالكتروني والذي يُعتبر من اهم مصادر الحصول على المعلومات.

١ - انواع الاستطلاع الالكتروني:
-
استطلاع لاسلكي، استطلاع راداري معدات، افراد، ورادارات، استطلاع تلفزيوني، استطلاع حراري، استطلاع حاسبات الكترونية، استطلاع اقمار صناعية، استطلاع متعدد القنوات، استطلاع ترويو سفيري.

٢ - مكونات دورة الاستطلاع الالكتروني:
- عملية البحث، تحليل ابتدائي، تحديد الاتجاه، تحديد المحل المكان، متابعة ومراقبة لبعض الشبكات، تحليل المعلومات وتصنيفها والخروج منها بالاستنتاجات عن العدو.

الاجراءات الالكترونية المضادة:
أ -
اسكات معدات العدو الالكترونية بالاعاقة الالكترونية.
ب - تدمير وإسكات او الاستيلاء على المعدات الالكترونية.

الاجراءات الالكترونية التي يمكن اعاقتها، والاهداف الالكترونية التي يجب تدميرها:
١ - الوسائل الالكترونية التي يمكن اعاقتها هي الآتي:
أ -
نظم ووسائل اتصالات العدو اللاسلكية التي تعمل في حيز التردد العالي والعالي جدا وفوق العالي.
ب - نظم ووسائل الملاحة البحرية والجوية.
ج - الاجهزة والمحطات الرادارية المختلفة.
د - اجهزة ادارة النيران ووسائل توجيه القذائف الموجهة واجهزة التفجير باللاسلكي.

٢ - الاهداف الالكترونية التي يجب تدميرها هي كالآتي:
أ - مراكز القيادة والسيطرة على القوات.
ب - مراكز الاشارة الاتصالات بمقرات القيادة.
ج - مراكز رادارات الانذار ورادارات التوجيه وادارة نيران الدفاع الجوي.
د - رادارات كشف ومراقبة التحركات الارضية.
ه - رادارات توجيه المقاتلات ومقرات العمليات الجوية.
و - وحدات وعناصر الحرب الالكترونية.
ز - مراكز ادارة نيران بطاريات المدفعية والصواريخ ارض - ارض.

ويعتبر الخداع الالكتروني من اهم مسائل تأمين المعركة والعملية وبه تتحقق المفاجأة كاملة. اما طرق تنفيذ الخداع الالكتروني فانها متعددة ولا يسمح لنا المجال في شرح كل طريقة على حدة، مما يدعونا الى تعدادها فقط، على امل ان نخصص لها مقالا منفردا ولاحقا. وهي: الخداع عن طريق التقليد، والخداع عن طريق التضليل، والخداع عن طريق تمثيل نشاط الكتروني، والخداع الراداري، والخداع الحراري، والخداع الليزري.

اسلحة الحرب الالكترونية
كلمة "كهرومغناطيسي" هي اغريقية فقبل ٢٥٠٠ سنة اكتشف رجل اغريقي انه عندما يقوم بدلك قطعة من قماش بحجر الكهرمان المعروف ثم يوضع بالقرب منها شعر انسان ينتصب الشعر واقفا ويطلق الاغريق على حجر الكهرمان، كما اكتشف هذا الرجل ايضا ان نوعا من الحجارة يشير الى جهة الشمال ومن ثم جُمعت الكلمتان في كلمة واحدة واصبحت كهرومغناطيسي، وبمعنى آخر هي ان اي عمل عسكري يتم فيه استخدام الطاقة الكهرومغناطيسية، او الطاقة الموجهة للسيطرة على الطيف الكهرومغناطيسي للطرف الآخر.

اقسامها:
١ - الهجوم الالكتروني: وهو استخدام الطاقة الكهرومغناطيسية او الموجهة لمهاجمة الافراد او المعدات لفرض اضعاف قدرتها، والحماية الالكترونية هي اتخاذ تدابير لحماية الافراد والمعدات والمرافق من اي تأثير ناشىء من جراء استخدام الحرب الالكترونية سواء كان من قبل قوات صديقة او معادية.
٢ - الاسناد الالكتروني: وهي عمليات بحث عن مصادر للطاقة الكهرومغناطيسية وتتبع مصادرها سواء كان انبعاثها متعمدا ام لا.

ومن اسلحة الحرب الالكترونية
١ - الحقيبة الكهروستاتيكية: ففي المختبر القومي بولاية نيو ميكسيكو الاميركية، تمكن الباحثون من صنع جهاز على شكل حقيبة صغيرة تقوم بتوليد نبضات كهرومغناطيسية فائقة القدرة، يمكن بواسطتها تدمير الوحدات الالكترونية في اي ادارة او مؤسسة مالية او محطة ارسال مما يفقدها فعاليتها، كما ان هناك ابحاث لتطوير ميكروبات تتغذى على الالكترونات السليكونية وبذلك تدمر المعدات الالكترونية لدى العدو.

٢ - القنبلة الالكتروستاتيكية
هي احدث قنبلة في الترسانة الاميركية تعتمد فكرتها على اطلاق شعاع من الوحدات الضوئية عالية الطاقة في الذرات التي لها عدد ذري منخفض تجعلها تفذف شعاعا من الالكترونات، عرفت الفكرة عام ١٩٥٨ م عندما فجر مصممو الاسلحة النووية، القنابل الهيدروجينية فوق المحيط الهادي، فقد ادى التفجير الى تدافعات وتدفقات لاشعة غاما التي ادت اثر اصطدامها بالاوكسيجين والنيتروجين الجوي الى اطلاق شحنة من الالكترونات التي تنتشر لمئات الاميال فأدت الى انفجار مصابيح الشوارع في جزيرة هاواي وتعطل الراديو لمدة ١٨ ساعة ووصل التأثير الى استراليا.
القنبلة الالكتروستاتيكية هذه عبارة عن انبوبة نحاسية قابلة للتمدد ممتلئة بالمتفجرات الكيميائية خلفها مكثفات مولدة للمجال المغناطيسي، عندما تشتعل الانبوبة فانها تلامس طرف الملف فتخلق دائرة مغناطيسية متحركة ينتج عنها ذبذبة تيار كهربائي عالي الفولتية ينتج عنه صاعقة ضوئية تبدو كضوء الفلوريسنت واجهزة التلفزيون والتي تعطلها عن العمل وتنبعث رائحة الاوزون المختلطة برائحة البلاستيك المحروق من الاعلفة الكهربائية حيث تنصهر الخطوط الكهربائية والتلفونية، وتزداد شحنة البطاريات ودرجة حرارة الكومبيوترات، ويتم تدمير معلوماتها المخزنة.
وسيكون الانسان الكائن الحي بدون اصابات، ولن سوف يجد نفسه بعد الانفجار انه رجع الى الوراء ٢٠٠ سنة، وهذا ليس سيناريو افتراضيا، ولكنه تقدير واقعي لما سوف يحدث من جراء استخدام ذلك النوع من الاسلحة الحديثة في الحروب المقبلة.

٣ - الصاروخ الذكي
ينطلق الصاروخ الذكي مثل صاروخ "توما هوك" من القاذفات B2 - B 52 ومن الغواصات والمدرعات والمنصات الارضية تبلغ طوله ٢٥،٦ متر، يسير بسرعة ٦،٥ ماك ٨٠٠ كم"ساعة على ارتفاع ١٠ - ١٠٠ متر متجنبا وسائل الدفاع الجوي والمباني سابحا في الفضاء بفضل كمبيوتر في رأس الصاروخ مسجل عليه الهدف الواجب تدميره والاهداف التي يجب تجنبها، يبلغ مداه ٦٤٠ - ٢٥٠٠ كلم يصيب هدفه بدقة عشرة امتار نسبة الخطأ لا تزيد عن عشرة امتار فقط، يتم توجيهه بواسطة الاقمار الصناعية (G. P. S) حيث يرسل الجهاز الالكتروني في رأس الصاروخ رسالة الى القمر الصناعي فيبث هذا القمر رسالة الى المحطة الارضية بصور الاهداف المراد تفاديها وموقع الهدف المراد تدميره فتبثه المحطة الارضية للصاروخ فيظل يدور الى ان يجد هدفه النهائي فيطابق الصورة صورته على الصورة التي في ذاكرته فان تطابقا قام بالتدمير للهدف المراد تدميره.

ثالثا: تزايد دور الحرب الالكترونية في حروب الجيل الجديد
لا بد ان نعلم بالزيادة الحادة لاهمية "الحرب الالكترونية" في حروب الجيل الجديد التي يطلق عليها الباحثون "حروب الجيل السادس" وهم في طور تجربة الحرب اللاتماسية التي بدؤوا بتجربتها في حرب البلقان وحرب افغانستان وحرب احتلال العراق الشقيق. فالحرب الالكترونية - كما يقولون - سوف تتحول بحلول اعوام ٢٠٠٧ - ٢٠١٠ الحالي في الدول المتقدمة صناعيا من صنف يؤمن العمليات القتالية في حروب الجيل الرابع الى نوع مستقل من القوات.
وعلى ما يبدو، ستقوم باعمال ذات شكل عملياتي استراتيجي اي عملية حرب الكترونية. ويتوقع ان تقوم بعض الدول المتقدمة صناعيا حتى ذاك الحين. ومن خلال الاسراع بصنع ووضع في الخدمة احدث وسائط الحرب الالكترونية والوسائط النارية ذات الدقة العالية في اصابة العناصر التي تصدر اشعاعا لاسلكيا في نقطة من اراضي العدو، بتجاوز الدول الاخرى بمقدار ٢ - ٣ اجيال من وسائط الحرب الالكترونية وعلى الاغلب ستقوم هذه الدول بدمج عملية الحرب الالكترونية والصراع المعلوماتي الواسع الابعاد في اطار عملية القوات الاستراتيجية الضاربة غير النووية، او القوات الاستراتيجية الدفاعية. وعلى ما يبدو فان عملية الحرب الالكترونية والصراع المعلوماتي من حيث الاهداف والمهام والقوى والوسائط المستخدمة مترابطين بشكل وثيق بل وتنسقان بشكل كامل على جميع الاتجاهات مع عمليات القوات والوسائط الاستراتيجية الضاربة والاستراتيجية الدفاعية للبلاد.
ان التأثير المتكامل يقع على منظومة القيادة الحكومية والعسكرية للجانب المدافع، وعلى قيادته العسكرية والسياسية. ان عملية الحرب الالكترونية والصراع المعلوماتي. في الحروب اللاتماسية والصراعات المسلحة المستقبلية يمكن تصورها منذ الآن لمجموعة نشاطات واعمال للإسكات الالكتروني اللاسلكي، والاصابة النارية لوسائط الحرب الالكترونية التابعة للعدو المهاجم، وحماية القوات ومنظومات الاسلحة الصديقة من اسكاته الالكتروني اللاسلكي واصابته النارية، مبدئيا هذا التأثير المتكامل يجب ان يكون مستمرا في وقت السلم حيث يؤمن للمعتدي ظروفا مواتية لاتخاذ القرار، اما خلال العمليات العسكرية فيؤمن الشلل الكامل لعمل البنى التحتية في قيادة العدو الخصم.
ويمكننا التوقع بأن تتكون عملية الحرب الالكترونية من: ضربات الكترونية لاسلكية بما فيها النارية بهدف الاسكات الكامل لمنظومة وسائط الحرب الالكترونية والمنبع المعلوماتي للعدو، الدفاع الحماية الالكتروني للمواقع والوسائط، الاجراءات اللازمة للتأمين الشامل لعملية الحرب الالكترونية.
ان الضربات الالكترونية اللاسلكية، سوف تمثل على الاغلب الاجراءات والعمليات التي تقوم بها قوات الحرب الالكترونية والقوى والوسائط الاخرى المتعاونة معها في تأمين الاسكات الموجه او السدي، بالاضافة الى تحقيق اصابة نارية موجهة لجميع مصادر الاشعاع اللاسلكي، والتباين الحراري ووسائط الاشعة تحت الحمراء، بالاضافة الى تشويه معلومات كامل منظومة ووسائط الحرب الالكترونية والمنبع المعلوماتي للعدو.

تجدر الملاحظة بشكل خاص
ان عملية الحرب الالكترونية في الحروب الجديدة من الجيل السادس، سوف تحقق الاسكات لوسائط الحرب الالكترونية المعادية مع وسائط الاسكات الالكتروني، بالاستخدام الواسع لمختلف وسائط الاصابة النارية، ولا يستبعد ان تدخل هذه الوسائط بشكل دائم في قوام قوات الحرب الالكترونية.
وهذه الوسائط يمكن ان تكون صواريخ باليستية وصواريخ مجنحة ذات دقة عالية من مختلف الامدية، قادرة باسلوب التكامل على التوجه ذاتيا الى منابع الاشعاع الكهرطيسي والصوتي والحراري والاشعة تحت الحمراء او في المجال البصري.

 
عودة
أعلى