روح تعاون قوية بين البلدين
تعمل البحرية الهندية بشكل وثيق مع نظيرتها في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد حققت نجاحاً خاصاً في مكافحة القرصنة في خليج عدن. وقد ترأست دولة الإمارات الندوة البحرية البحرية القوية في المحيط الهندي التي أطلقتها الهند في عام 2008 بوصفها مبادرة الأمن البحري الدولية الكبرى الأولى في القرن الحادي والعشرين. وقد قامت المدمرة الهندية INS Delhi Destroyer بزيارة إلى دولة الإمارات برفقة الفرقاطتين INS Trishul Frigate وINS Tabar Frigate، والسفينة الصهريجية INS Deepak Tanker، كجزء من جولة خليجية. وقد أجرت مجلة «درع الوطن» لقاء مع قائد المدمرة INS Delhi النقيب كارثيك كريشنان، وفيما يلي نص اللقاء:
حوار: شاكا برامود
تقوم سفن هندية بزيارة ودية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، لو تكرمتم بإفادتنا بالمزيد عنكم وعن السفينة التي تتولون قيادتها؟
تم تعييني ضابطاً في البحرية الهندية في يوليو من عام 1989، وبالتالي فقد أمضيت في الخدمة أكثر من ستة وعشرين عاماً. فأنا مختص في الاتصالات والحرب الإلكترونية. وكنت قبل ذلك قد قائداً لسفينة صواريخ، وسفينة حربية مجهزة بصواريخ، وأتولى الآن قيادة مدمرة مجهزة بصواريخ موجهة هي INS Delhi. كما تتضمن خبراتي أيضاً الخدمة في مقر قيادة القوات البحرية في شؤون الأفراد وكذلك في متطلبات الأركان. أما فيما يتعلق بالمهمة الحالية فإن المدمرة INS Delhi تتبع الأسطول الغربي في البحرية الهندية تحت إمرة السلطة العملياتية لضابط العلم آمر القيادة البحرية الذي يمارس السيطرة على السفن التابعة لقيادته. وتعتبر المدمرة INS Delhi من المدمرات الطليعية في الأسطول الغربي. وقد تم تجهيز السفينة للعمل في البحرية في عام 1997. وتتمثل الأدوار الأساسية للبحرية في أربعة أدوار: عسكرية ودبلوماسية وشرطية وحميدة. ولذلك فإن هذه السفينة تقوم بأداء هذه الأدوار بالطريقة التي يطلبها قائد الأسطول، وهي على أهبة الاستعداد لتنفيذ أية مهمة في أي وقت وأي مكان. والسفينة مجهزة بالأسلحة والصواريخ والمروحيات لتنفيذ هذه المهمة التي تكلفها بها البحرية. ولدى السفينة قوات متممة تضم تقريباً أربعين ضابطاً و350 رجلاً لتنفيذ مهامها.
لو تكرمتم بالحديث عن زيارتكم الحالية إلى دولة الإمارات؟
كما سبق أن قلت، إن للبحرية الهندية دوراً دبلوماسياً، وهناك علاقة مباشرة بين البحرية الهندية ومبادرات التعاون الخارجي للبحرية الهندية، ولذلك تقوم القوات البحرية الهندية من خلال دورها الدبلوماسي بزيارات منتظمة للدول أثناء انتشارها في الخارج، وهذه إحدى المهمات من هذا القبيل تم فيها نشر أربع سفن من الأسطول الغربي في الخليج العربي.
هل ستقومون بإجراء بعض التمارين التدريبية المشتركة مع البحرية بدولة الإمارات؟
كلما قمنا بالانتشار إلى دول أجنبية يكون لدينا اتفاق على إجراء ما يدعى «تمارين مرور» أو مناورات عابرة من نوع passex مع الدولة المضيفة. وقد عقدنا اجتماعاً من أجل إجراء هذه التمارين مع البحرية الإماراتية، وسوف تشترك سفينة من البحرية الإماراتية مع المدمرتين INS Delhi وINS Trishul لمدة بضع ساعات، ومن ثم نغادر دبي إلى ميناء التوقف التالي، وعادة يتم القيام بهذه المناورات كلما قامت سفننا بزيارة موانئ أجنبية.
وتشارك الهند والإمارات العربية المتحدة في المنتدى البحري للمحيط الهندي الذي تم إطلاقه في فبراير من عام 2008، باعتباره أول مبادرة دولية مهمة للأمن البحري في القرن الحادي والعشرين. وكما تعلمون، هناك 35 دولة ساحلية مطلة على المحيط الهندي، وما تسعى البحرية الهندية إليه هو إقامة منتدى يستطيع فيه قادة القوات البحرية أو الجهات البحرية المماثلة في هذه الدول الساحلية جميعاً الاجتماع بشكل دوري لإقامة تعاون بنّاء فيما بينهم. وحينما اتخذت الهند هذه المبادرة تم عقد أول اجتماع في هذا الإطار في نيودلهي عام 2008، ثم شغلت دولة الإمارات بعد ذلك رئاسة المنتدى في الفترة 2010 – 2012. وقد أسهمت في تعزيز التفاهم المشترك حول جميع القضايا البحرية التي تواجه الدول في منطقة المحيط الهندي، كما ساهمت أيضاً في إقامة مبادرات تعاون بحرية متعددة الجنسيات ومتنوعة. وتم عقد آخر اجتماع من هذا القبيل في أستراليا في عام 2014. وسوف تتولى أستراليا رئاسة المنتدى حتى عام 2016، وبعدها تنتقل الرئاسة إلى بنغلادش.
هلا حدثتمونا عن المساعي المشتركة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والهند لمكافحة القرصنة البحرية؟
كما تعلمون، كان ميناء عدن مصدر القرصنة، وقد أخذت البحرية الهندية بزمام المبادرة إلى جانب دول أخرى لمحاربة القرصنة في المنطقة. وقد تم القيام بأنشطة معتبرة في إطار مكافحة القرصنة، ويمكننا الآن القول بكل اعتزاز إن القرصنة مقابل ساحل الصومال وخليج عدن قد تقلصت إلى حد كبير. وقد تم تنسيق عمليات مكافحة القرصنة مع عدد من الدول، ويدعى هذا الوعي المشترك والحد من التعارض في جهود مكافحة القرصنة. وقد تم إقامة هذه الآلية في عام 2009 بحيث يكون الجميع في حالة وعي بالقوى التي تنشط في تنفيذ عمليات في خليج عدن، وبذلك يمكنهم اتخاذ الترتيبات لمواجهة القرصنة. وهكذا تم بعد ذلك وضع برامج سفن الحماية لمرافقة جميع السفن التجارية إلى وجهتها المقصودة لتفادي مهاجمتها من قبل القراصنة.
لا يوجد حالياً جهد أو دوريات مشتركة بين الهند والإمارات العربية المتحدة، ولكننا على استعداد دائماً للعمل مع البحرية الإماراتية. وأنا أعلم أن دولة الإمارات تفعل الكثير في مكافحة القرصنة البحرية. فقد قامت دولة الإمارات بالدعوة إلى جهد دولي جماعي لمحاربة القرصنة البحرية، ولا سيما في المحيط الهندي. وقد طرح هذا الاقتراح وزير الاقتصاد الإماراتي معالي سلطان بن سعيد المنصوري، الذي رأس الوفد الإماراتي إلى اجتماع مجلس الوزراء الرابع عشر لرابطة بلدان حافة المحيط الهندي the Indian Ocean Rim Association Iora، في بيرث في العام الماضي.
قامت مهمة الإنقاذ بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2011، بالتنسيق مع الأسطول الخامس الأمريكي، بالاقتحام بنجاح وتحرير طاقم ملاحي السفينة MV Arrilah-I. وتمت محاكمة القراصنة الذين تم القبض عليهم في تلك العملية. كذلك قدمت دولة الإمارات بسخاء مبلغ خمسة ملايين دولار (18.4 مليون درهم إماراتي) لسد النقص في صندوق الأمم المتحدة لمكافحة القرصنة الذي تأسس في عام 2010. وتعتبر الآلية التي تتبعها البحرية الهندية جزءاً من ذلك الجهد المشترك.
في العادة، كم دولة تشارك في المرة الواحدة في هذه الدورية لمكافحة القرصنة؟
يتم وضع برامج سفن المرافقة والحماية فيما بين الدول، وهي الصين واليابان والهند وكوريا. كما يتم أيضاً نشر البرنامج على الموقع الإلكتروني لمركز الأمن البحري في القرن الأفريقي. ولذلك فإن أي سفينة تعبر خليج عدن تكون على علم بمن سيرافقها للحماية وما هو برنامجها، ومن ثم تقوم بوضع الخطط لتحركاتها وفقاً لذلك. وقد أدى ذلك إلى جعل تلك المنطقة آمنة جداً؛ إذ يتم تنسقها تماماً، وتقوم البحرية الهندية بتوفير سفينة لهذا الأمر على مدار اليوم والأسبوع وطوال العام وذلك من أجل مكافحة القرصنة.
ما هي المهام البحرية التي قامت المدمرة INS Delhi بتنفيذها مؤخراً؟
كما قلت لدينا أربعة أدوار؛ فدورنا العسكري يتطلب منا التدريب الدائم من خلال إجراء المناورات وإعداد أنفسنا، وأحدث مناورة أو التمرين الدبلوماسي الذي أجريناه قبل القدوم إلى الخليج العربي تم عندما ذهبت مدمرة INS Delhi إلى موريشوس أثناء الاستضافة المشتركة لليوم الوطني لموريشوس. وقد صادف ذلك تسليم سفينة حرس الساحل الموريشوسي «باراكودا» Barracuda، التي تم بناؤها في حوض بناء السفن Garden Reach Shipyard في كلكتا. وقد تم إحياء ذلك والمشاركة أيضاً في احتفالات اليوم الوطني، وقد شاركنا في ذلك الحدث المهيب جداً في عاصمة موريشوس «بور لويس» في شهر مارس هذا العام.
ما هو في رأيكم التغير الرئيسي الذي طرأ على أنظمة القتال البحرية خلال الأعوام العشرة الماضية؟
أود القول إن أنظمة القتال البحرية قد شهدت تطوراً خلال العقد الماضي من حيث التعقيد والتكنولوجيا. ويتمثل المتطلب الرئيسي بالنسبة إلى أنظمتنا القتالية في إدماجها في السفينة، كما يتمثل أكبر التحديات في سلاسة التكامل بين جميع أنظمة الأسلحة في السفينة. وفي رأيي أن الدمج والتكامل بين أنظمة الأسلحة كان يمثل تحدياً، ويمكننا الحصول على أنظمة مستقلة وبالغة الجودة نستطيع الرمي بها بشكل جيد أو ممتاز. غير أن إدماجها من أجل توفير الوعي للقائد في البحر يمثل التحدي الأكبر.
إلى أين وجهتكم القادمة؟
نحن جزء من عملية انتشار عبر البحار إلى الخليج العربي، ومن ثم فوجهتنا هي إلى موانئ الجبيل والمنامة والدوحة والكويت ومسقط، وبعده نعود إلى بومباي.
نود أن تلخص لنا دور البحرية الهندية في اليمن؟
كما تعلمون، عندما ساءت الأوضاع في اليمن التي كان يوجد فيها عدد كبير من الهنود، تم اتخاذ قرار في مارس لنشر قوات بحرية هندية لإنقاذ وإعادة المواطنين الهنود، جنباً إلى جنب مع القوات الجوية، وسفن الشحن التجارية، وطيران الهند. لقد كانت مهمة مفعمة بالتحديات، وقد تم تنسيقها بعناية، وتم تسميتها «عملية الراحة» Operation Rahat، وقد شاركت في هذه العملية ثلاث سفن لإخلاء المواطنين الهنود، هي INS Sumitra و INS Mumbai التي تعد سفينة مماثلة للسفينة INS Delhi، وINS Tarkash. وقد تم نشر هذه السفن الثلاث لكي تدخل ميناء عدن وتقوم بإجلاء 3200 شخص، ليسوا كلهم هنوداً، بل هم مواطنو 21 دولة، تم إخلاؤهم إلى جيبوتي، ومن ثم ذهبوا إما إلى بلادهم أو إلى الهند. لقد كانت مهمة مليئة بالتحديات للبحرية الهندية، ولكنها قوبلت بثقة مطلقة. إننا نقدر ونثمن ما تفعله دولة الإمارات العربية المتحدة للشعب اليمني الآن، كما نتقدم بأحر التعازي لأسر الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم أداء لنداء الواجب في اليمن، وندعو لليمن باستعادة الأمن والسلام عن قريب.
أية أفكار أخرى تودون طرحها؟
تستضيف الهند استعراضاً للأسطول الدولي في فبراير من عام 2016 في فيساخاباتنام، وكان آخر استعراض من هذا القبيل قد تم في عام 2001 في بومباي. وقد أرسلت الهند الدعوة إلى 79 بلداً، بما فيها دولة الإمارات، ونحن نتطلع إلى النجاح نفسه في جمع أسلحة البحرية لأكبر عدد ممكن من الدول.
ما هو في رأيك دور دولة الإمارات في المساعدات الإنسانية؟
أعلم أن التنمية والمساعدات الإنسانية تمثل جانباً بالغ الأهمية من جوانب السياسة الخارجية الإماراتية. فقد واصل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، هذه السياسة التي ورثها عن والده الشيخ زايد رحمه الله تعالى بناء على إيمانه بأن «أن الدبلوماسية الإنسانية هي أحد الأعمدة الرئيسة لسياستنا الخارجية وأن دولتنا ستستمر في الاضطلاع بدورها المحوري في مساندة الجهود الدولية لمواجهة الأزمات والكوارث وتلبية نداءات الاستغاثة». تعد دولة الإمارات العربية المتحدة من أكبر المانحين على الصعيد الدولي؛ فقد كانت سفارة الإمارات في الهند وجمعية الصليب الأحمر الهندية أثناء الفيضانات التي ضربت كشمير في العام الماضي في الطليعة لمساعدة أهالي كشمير.
http://www.nationshield.ae/home/det...ة-قوية-بين-الهند-ودولة-الإمارات/#.VjRGOMtfpnE