الحرب ضد العراق تثير قضية هامة
القنابل العنقودية أخطر من الالغام المضادة للافراد
لنقرأ معا هذا الخبر الذى تناقلته وكالات الأنباء في العشرين من أبريل 2003م: "أصيب أربعة جنود أمريكيين في بغداد عندما انفجرت عبوة ناسفة أعطتهم إياها طفلة عراقية ليبطلوها، وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن ما جرى كان حادثاً عرضياً وليس أمراً مدبراً، وقال قائد الجنود الأربعة، إن أيا من الإصابات ليست بالخطيرة، مع أن أحد الجنود فقد ساقه حيث تم بترها، وتعرضت الطفلة البالغة من العمر سبع سنوات إلى إصابة في يدهاحيث نقلتها عائلتها إلى المستشفى.
وحسب قول القائد الأمريكي، فقد جرى الحادث عندما اقتربت الطفلة من أحد الجنود حاملة قنبلة من نوع M42 بحجم علبة صغيرة، وهي إحدى القنابل الفرعية التي تحملها قنبلة عنقودية، وحالما أعطته القنبلة، انفجرت، وقال إن بغداد تحوي عدداً من هذه القنابل، مشيراً إلى مقتل رجل عراقي وإصابة ثلاثة جنود أمريكيين قبل ذلك عندما انفجرت قنبلة في ظروف مشابهة.
يحاول سكان منطقة الدورة في بغداد إقناع الجنود الأمريكييين بالتصرف إزاء وجود أجزاء من قنابل عنقودية في المنطقة - بعضها معلق على الأشجار - تهدد حياة أطفالهم".انتهى الخبر.
ولكن بدأت مأساة جديدة يعيشها الشعب العراقي - وبخاصة أطفاله - في ظل وجود عديد من هذه القنابل، التي أصبحت أخطر من الألغام المضادة للأفراد، نتيجة لآثارها على المدنيين؛ فبعد انتهاء العمليات العسكرية الأمريكية ضد العراق، أصبح أطفال هذا البلد يواجهون شبح القنابل العنقودية التي خلفتها الحرب سليمة دون انفجار، وينتشر حوالي 300 جزء قاتل عند انفجار القنبلة الواحدة، وهو ما يغطي مساحة ملعبي كرة قدم، أو قرية كاملة، وقد أدى ذلك إلى أن أصبحت المستشفيات العراقية ممتلئة بالمصابين الجدد في حوادث انفجار القنابل العنقودية Cluster Bombs، في الوقت الذى تقول فيه واشنطن إن عملية تدمير القنابل التي لم تنفجر قد تستغرق وقتاً طويلاً.
لقد تناقلت وسائل الإعلام - وأيضاً بعض المصادر العسكرية - الأنباء عن استخدام القوات الأمريكية والبريطانية القنابل العنقودية في حربها ضد العراق، وهذه القنابل تعتبر من أشد قنابل الطائرات فاعلية
ضد الأهداف البرية المنتشرة في مساحات واسعة، حيث تسمح بالهجوم من جميع الارتفاعات، وبسرعة كبيرة، وبدون الحاجة إلى نظام توجيه، وهي سلاح سهل الاستخدام وذو مقاومة هوائية منخفضة، ويمكن تخزينه لفترة طويلة.
وتستخدم القنابل العنقودية بفعالية ضد عديد من الأهداف، مثل: المنشآت الصناعية والاستراتيجية، والدبابات، والمركبات المدرعة، والقوافل، والمركبات، والقطارات، وتجمعات الأفراد، والطائرات على مهابطها، والقطع البحرية المتوسطة والخفيفة، ومستودعات الوقود أو المواد القابلة للاشتعال.
وقد استخدمت القوات الجوية الأمريكية القنابل العنقودية على نطاق كبير في حرب فيتنام، وكذلك استخدمتها إسرائيل في جنوب لبنان عام 1982م.
أسلوب عمل القنابل العنقودية
تعتمد القنابل العنقودية في أسلوب عملها على فتح غلاف القنبلة في الفضاء بعد إلقائها من الطائرة، وذلك بواسطة طابة Fuse إلكترونية مبرمجة بواسطة حاسب صغير، وتنطلق بعد ذلك مجموعة قنابل فرعية Bomlets قد تكون موجهة أو حرة، ولها القدرة على التعامل مع الأهداف المدرعة والأفراد.
والفكر الخاص بالقنابل الفرعية، والذي نشأ بدخول القنابل العنقودية إلى الخدمة، قد استخدم عندئذ لإنتاج ما يطلق عليه الآن "ذخائر الضرب المساحي" وباستثناء الدور الذي تلعبه هذه الذخائر في إحداث حفر الانفجار في الممر وتعطيله، فإن القنابل العنقودية يمكنها حمل مختلف القنابل الصغيرة، سواء المضادة للأفراد، أو التي يمكن استخدامها ضد المدرعات.
والطابة الإلكترونية المستخدمة مع الأنواع المختلفة من القنابل العنقودية تعمل ذاتياً في زمن يتراوح بين 2-50 ثانية، وفى درجات حرارة بين - 40 + 70 درجة مئوية، والعمر الفني لها ثلاث سنوات، وهي ذات حساسية عالية، ولا تعمل عند اصطدامها بشباك التمويه الموجودة بجوار الأهداف الأرضية.
الأنواع الرئيسة للقنابل العنقودية
يمكن تقسيم القنابل العنقودية إلى نوعين رئيسين: النوع الأول، ويحتوي داخله على قنابل فرعية شديدة الانفجار، وتستخدم ضد الأهداف المدرعة، أما النوع الثاني فإنه يحتوي داخله على قنابل فرعية تستخدم ضد الأفراد.
والرأس الحربية في النوع الأول عبارة عن حشوة جوفاء Hollow Charge مزودة بمادة متفجرة TNT زنتها 130 جراماً، وتحيط بالحشوة الجوفاء 180 كرة من الصلب، بقطر 5ملم، وهذه الكرات تعطي التأثير التدميري الثانوي ضد الأفراد والأهداف غير المدرعة، مثل الرادارات والطائرات والمركبات.
أما التأثير التدميري الرئيس فينتج من الرأس الحربية التي تخترق درعاً من الصلب المتجانس لمسافة 140ملم، وتخترق درعاً من الألومنيوم سمكه 280ملم، وخرسانة سمكها 600ملم.
وأهم مواصفات القنبلة العنقودية شديدة الانفجار: الطول 378ملم، وقطر الرأس الحربية 53ملم، وقطر الذيل 50ملم، والوزن 700جم، ونوع المادة المتفجرة TNT، ووزن المادة المتفجرة 130 جراماً، وبها 180 كرة من الكرات الصلب.
أما بالنسبة للنوع الثاني من القنابل العنقودية، فإنها تحتوي على 250 كرة من الصلب بقطر 5ملم، وتتواجد هذه الكرات حول المادة شديدة الانفجار، ويقدر نصف قطر دائرة التأثير لهذه الكرات بثلاثين متراً.
وأهم مواصفات هذه القنبلة: الطول 378ملم، وقطر الرأس الحربية 53ملم، وقطر الذيل 50ملم، والوزن الإجمالي 770جراماً، والمادة المتفجرة من نوع TNT، ووزن المادة المتفجرة 150 جراماً، وعدد كرات الصلب 250 كرة.
قنابل القوات الجوية الأمريكية
القنبلة العنقودية المستخدمة حالياً على نطاق واسع في القوات الجوية الأمريكية هي القنبلة "روك آي" Rockeye 11 MK-20 التي تحتوي على 247 قنبلة صغيرة، وعندما تطلق هذه القنبلة من ارتفاع 152متراً. فإنها تغطي مساحة 4800 متر مربع، وهي مثل المساحة التي تغطيها القنبلة التقليدية زنة 500 رطل، وتستخدم هذه القنبلة مع الطائرات الهجومية الأمريكية وطائرات حلف شمال الأطلسي "ناتو".
أما القنبلة الأمريكية الأخرى طراز CBU-89/B GATOR، فإنها تحتوي على مزيج من القنابل الفرعية المضادة للدروع طراز BLU-91/B، والمضادة للأفراد طراز BLU-92B، وتستخدم هذه القنبلة مع عديد من القاذفات طراز B-52. ويمكن استخدامها لتحقيق ميزة تكتيكية عندما تطلق أمام القوات المتقدمة للعدو.
ومن القنابل الحديثة في القوات الجوية الأمريكية القنبلة ICSB-1 للضرب المساحي، وتحتوي على 160 قنبلة فرعية، يتم ضبط عملية تفجيرها إلكترونياً قبل تحميل القنبلة "الأم" على الطائرة، ووفقاً لارتفاع إطلاق القنبلة، فإنه يمكن تغطية مساحة تتراوح بين 3000و 53820 متراً مربعاً.
أشهر القنابل العنقودية في الترسانة العالمية
تنتج شركة Cardoen في شيلي نوعين من القنابل العنقودية تم
تطويرهما بعد الخبرات المكتسبة من القنابل التقليدية "الحديدية"، وهذان النوعان هما: القنبلة CB-130 زنة 130 رطلاً، والقنبلة CB-500 زنة 500 رطل، وينثران القنابل الفرعية على مساحات كبيرة، ويتوقف ذلك على الارتفاع الذي يتم إسقاط القنابل منه، وتستخدم فيهما القنابل الفرعية، التي تزن الواحدة منها 750 جراماً، وهي مصممة محلياً، وتسع القنبلة CB-130 خمسين من هذه القنابل الفرعية، بينما تسع القنبلة CB-500 مئتين وخمسين قنبلة فرعية، وعند سقوط القنبلة فإنها تنتشر في مساحة تتراوح ما بين 15000-50000 متر مربع، ويتم التحكم في الارتفاع الذي تفتح عنده القنبلة لنشر القنابل الفرعية بواسطة طابة زمنية إليكترونية مبرمجة.
وتستخدم هذه القنابل أساساً ضد العربات المدرعة، ولها قدرة على اختراق الألواح المدرعة حتى سمك 302مم، وضد تجمعات القوات، ويتم تزويد كلا النوعين بحلقات تعليق تتمشى مع مواصفات حلف الناتو وحلف وارسو السابق، بالإضافة إلى حلقة تعليق فردي.
وتنتج شيلي القنبلة العنقودية المتطورة طراز WB-500F التي تحملها أنواع مختلفة من الطائرات، وتحتوي القنبلة على 240 قنبلة فرعية يتم نشرها محورياً في اتجاه مقدمة القنبلة، بواسطة قوة الطرد المركزية الناتجة عن دوران المستودع أثناء قذف القنبلة من الطائرة، ويمكن التحكم في زمن سقوط القنابل الفرعية من لحظة القذف من الطائرة بواسطة الطابات.
وأهم مواصفات القنبلة WB-500F: الوزن 260 كلج، والطول 2730 ملم، والقطر 370 ملم، وأقصى سرعة للقذف من الطائرات 88ر0 ماخ، وأقل سرعة للقذف من الطائرة 25ر0 ماخ، وأقل ارتفاع للقذف 100 قدم.
وكذلك تنتج ألمانيا القنبلة طراز MDS وهي تطوير للطراز MW-1، وتستخدم مع طائرات الهجوم التكتيكية، وقد طلبت السويد إنتاج هذه القنبلة لتستخدم مع طائراتها الجديدة المتعددة المهام "جريبن" Gripen، ويمكن تعديل هذه القنبلة لتستخدم في أي طائرة تكتيكية، ولأي مهام عمليات، ويتراوح وزنها بين 1100 رطل و 4400 رطل.
وتنتج شركة "اكسبال" EXPAL الأسبانية القنابل العنقودية طراز BME330 لتسلح بها القوات الجوية الأسبانية، وتزن القنبلة حوالي 330 كيلوجراماً، وتحمل بداخلها 180 قنبلة فرعية، ومن الممكن أن تكون مضادة للأفراد، أو ذات حشوة جوفاء، أو حارقة، وربما يكون لها طابة تفجير تقاربية Proximity Fuse أو طابة ذات تأثير محسوب.
وتعتبر الطابات الاقترابية أنسب الطابات لتحقيق انفجار جوي على ارتفاع محدد من الهدف، وهي تعتمد على إرسال موجات لاسلكية قصيرة جداً تصطدم بالهدف، ويتم استقبالها، وبوصول القنبلة إلى المسافة المحددة من الهدف (6-8 أمتار) تعمل الطابة وتنفجر القنبلة.
والقنبلة BME330 مصممة لتقذف من الطائرة على ارتفاع ما بين 100-1000 قدم، حيث تنفتح مظلة خاصة لفراملة كل قنبلة فرعية قبل وصولها إلى الهدف، وقد أجري اختبار إلقاء هذه القنابل من طائرات ميراج F-1 وطائرات F/A-18 ويمكن أن تحملها أيضاً الطائرات الروسية، مثل: "ميج-23" و "ميج-27".
ومن ناحية أخرى طورت أسبانيا القنابل الفرعية المستخدمة في القنبلة العنقودية BME-330، والتي تحتوي على 180 قنبلة فرعية، ويمكن قذفها على ارتفاع 80 قدماً، وبسرعة 240-600 عقدة، وتنفصل القنابل الفرعية بعد زمن يتراوح بين ثانية واحدة وثانيتين من قذف القنبلة، ولكل قنبلة فرعية مظلة خاصة بها، وتغطي القنبلة مساحة حوالي ثمانية آلاف متر مربع.
وتعتبر القنبلة العنقودية BRANDT BEIOUGA هي القنبلة الرئيسة الموجودة في الخدمة في القوات الجوية الفرنسية، وتتميز بمقارنة منخفضة للهواء، ويبلغ وزنها 672 رطلاً، ويمكنها نثر 151 قنبلة فرعية، وزن كل منها 9ر2 رطلاً بشكل منتظم، وقد تم إنتاج ثلاثة أنواع رئيسة من تلك القنابل الصغيرة وهي:
- قنبلة منتجة للشظايا، تستخدم ضد الأهداف رقيقة الجدار، أو الطائرات الرابضة على الممرات، أو مستودعات الوقود.
- قنبلة خارقة للدروع، تستخدم ضد الأهداف رقيقة الجدار، أو الطائرات الرابضة على الممرات، أو مستودعات الوقود.
- قنبلة لتعطيل المساحات الكبيرة، وتستخدم ضد المطارات، ومنشآت الموانيء، وعقد المواصلات، وتقاطعات الطرق، أو مخازن السكك الحديدية.
وقد تستخدم القنبلة لمهاجمة الأهداف الثابتة أو المتحركة، وذلك من طائرات تطير بسرعة كبيرة، على ارتفاع منخفض، وأقل ارتفاع يسمح بالإسقاط هو 60 متراً، عند سرعة 550 عقدة، والشكل التقليدي للمساحة التي يغطيها هذا النظام هو مستطيل أبعاده حوالي 120-240 متراً في الطول و 40 - 60 متراً في العرض، ويمكن للطيار اختيار أي من النمطين قبل الإسقاط.
ويتم تزويد القنبلة بحلقات تعليق قياسية، المسافة بينها 14 بوصة طبقاً لمواصفات حلف شمال الأطلسي "ناتو".
وتنتج فرنسا أيضاً القنبلة طراز BM400 التي تحوي عدداً من القنابل الصغيرة الحجم، والمصممة للإسقاط من ارتفاعات منخفضة وللضرب المساحي، ويمكن لهذا السلاح تغطية مساحة تصل أبعادها 100×600 متر.
ويجري حالياً تطوير نوعين جديدين من الذخيرة الفرعية لاستخدامهما مع الطراز BM-400 والطرازات الأخرى التي تستخدم في العمليات الهجومية المباشرة، وهذان النوعان هما:
- قذيفة إحداث الحفر طراز SAMP، وهي مشتقة من الرأس الحربية لنظام سلاح إحداث الحفر طراز BAP100.
- القذيفة المضادة للدروع الخفيفة طراز SMABL، وهي مشتقة من النظام المضاد للمدرعات طراز BAT120.
وبعد إسقاط القنبلة BAP-100 تفتح المظلة التي تعمل على فرملتها واتزانها، وفي اللحظة نفسها يبدأ عمل المحرك الصاروخي لضمان اختراق الخرسانة، وبعد مضي فترة زمنية محددة تنفجر الرأس المدمرة. بينما تم تصميم النظام BAP-120 للتعامل مع الأهداف السطحية - كقوافل المركبات رقيقة الجدار، ومواقع الصواريخ والطائرات في العراء - وكما هو الحال بالنسبة للنظام BM-400، فإن النظام BAP-120 يعمل على تدمير أهدافه بإطلاق لوح أفقي منتج لشظايا كل منها قادرة على اختراق الصلب بسمك 7 مم، على مسافة 20 متراً.
وتطور سويسرا القنابل العنقودية طراز CH-TABO التي تتكون
من جسم له شكل انسيابي لتقليل مقاومة الهواء، ويحتوي على 5 قنابل كروية الشكل، لكل منها ذيل قوي من الألمنيوم على شكل زعانف، ويتم قذف القنابل من النهاية المفتوحة للمستودع، وذلك نتيجة الضغط الديناميكي عند أي سرعة للطائرة حتى 85ر0 ماخ، ويوجد داخل كل جسم من أجسام هذه القنابل مصفوفة من الألمنيوم تحتوي على 8000 كرة صغيرة من الصلب، ويتم تحقيق ذلك إما عن طريق طابة إليكترونية أو عن طريق طابة ميكانيكية، وعند حدوث الانفجار في الهواء على ارتفاع مثالي باستخدام طابة تقاربية، فإن الشظايا الناتجة يمكنها احتراق سمك 5 مم من الصلب، في مساحة إلى 164×156 قدماً مربعاً.
وتنتج مؤسسة الصناعات الحربية الإسرائيلية القنبلة العنقودية طراز ATAP-1000 وزنتها 1000 رطل، وتحتوي على قنابل فرعية عددها 1098 قنبلة، ومنها نوع زنة 5000 رطل، وطرازها ATAP-500 وتحتوي على 504 قنابل فرعية، وعند تحرير القنبلة من الحمالة يتم تشغيل الطابة التي تعمل بالتوقيت أو بالارتفاع، وتنفتح الريش الخاصة بإعطاء القنبلة حركة مغزلية حول محورها الطولي، حيث تصل سرعة الدوران إلى 2500 لفة في الدقيقة، ويمكن تقليل سرعة الدوران للقنبلة حسب نوعية القنابل الفرعية بداخلها، ويمكن تغيير قطر انتشار القنابل الفرعية من 35 متراً إلى 60 متراً بتغيير ارتفاع الانفجار، وزاوية إطلاق القنبلة، ويستخدم نصف قطر الانتشار 60 متراً عادة عند مهاجمة تشكيلات المشاة، أما نصف القطر 35 متراً فاستخدامه يناسب مهاجمة التشكيلات المدرعة.
ويتم إطلاق القنبلة ATAP-1000 من ارتفاع 4000قدم، وهو أقل من الارتفاع الذي تطلق منه القنبلة الأمريكية "روك آي"، نظراً لأن تلك الأخيرة لها حركة مغزلية، والارتفاع العالي لإطلاقها يحقق انتشار القنابل الفرعية داخلها، بينما تعتمد القنبلة ATAP-1000 على الحركة المغزلية في تحقيق الانتشار.
وقطر القنبلة ATAP-1000 هو 406مم، وطولها 124ر2 متر، وللقنبلة طابتان، إحدهما بالمقدمة والأخرى بمؤخرة القنبلة، وهذا يعطي إمكانية اختيار ارتفاعين للقنبلة أثناء المهمة، بالرغم من أن طابة واحدة تكفي لفتجيرها.
وماذا بعد ذلك؟
لقد أدرك العالم خطورة الألغام المضادة للأفراد، لما تسببه من أضرار بشرية بين المدنيين بعد انتهاء المعارك، فعقدت المعاهدات الدولية، واتخذ عديد من الدول إجراءات للتخلص من مخزونها من هذه الألغام. أما فيما يتعلق بالقنابل العنقودية، فلعل الأمر يتطلب صحوة الضمير العالمي لينبّه الجميع بأن من يدَّعون أنهم يشنون حروباً "نظيفة" لا يقولون الصدق؛ فهل هناك "أقذر" مما تفعله القنابل العنقودية؟ ومن لا يصدق ذلك فليقرأ الخبر الذى ذكر في بداية المقالة مرة ثانية
القنابل العنقودية أخطر من الالغام المضادة للافراد
لنقرأ معا هذا الخبر الذى تناقلته وكالات الأنباء في العشرين من أبريل 2003م: "أصيب أربعة جنود أمريكيين في بغداد عندما انفجرت عبوة ناسفة أعطتهم إياها طفلة عراقية ليبطلوها، وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن ما جرى كان حادثاً عرضياً وليس أمراً مدبراً، وقال قائد الجنود الأربعة، إن أيا من الإصابات ليست بالخطيرة، مع أن أحد الجنود فقد ساقه حيث تم بترها، وتعرضت الطفلة البالغة من العمر سبع سنوات إلى إصابة في يدهاحيث نقلتها عائلتها إلى المستشفى.
وحسب قول القائد الأمريكي، فقد جرى الحادث عندما اقتربت الطفلة من أحد الجنود حاملة قنبلة من نوع M42 بحجم علبة صغيرة، وهي إحدى القنابل الفرعية التي تحملها قنبلة عنقودية، وحالما أعطته القنبلة، انفجرت، وقال إن بغداد تحوي عدداً من هذه القنابل، مشيراً إلى مقتل رجل عراقي وإصابة ثلاثة جنود أمريكيين قبل ذلك عندما انفجرت قنبلة في ظروف مشابهة.
يحاول سكان منطقة الدورة في بغداد إقناع الجنود الأمريكييين بالتصرف إزاء وجود أجزاء من قنابل عنقودية في المنطقة - بعضها معلق على الأشجار - تهدد حياة أطفالهم".انتهى الخبر.
ولكن بدأت مأساة جديدة يعيشها الشعب العراقي - وبخاصة أطفاله - في ظل وجود عديد من هذه القنابل، التي أصبحت أخطر من الألغام المضادة للأفراد، نتيجة لآثارها على المدنيين؛ فبعد انتهاء العمليات العسكرية الأمريكية ضد العراق، أصبح أطفال هذا البلد يواجهون شبح القنابل العنقودية التي خلفتها الحرب سليمة دون انفجار، وينتشر حوالي 300 جزء قاتل عند انفجار القنبلة الواحدة، وهو ما يغطي مساحة ملعبي كرة قدم، أو قرية كاملة، وقد أدى ذلك إلى أن أصبحت المستشفيات العراقية ممتلئة بالمصابين الجدد في حوادث انفجار القنابل العنقودية Cluster Bombs، في الوقت الذى تقول فيه واشنطن إن عملية تدمير القنابل التي لم تنفجر قد تستغرق وقتاً طويلاً.
لقد تناقلت وسائل الإعلام - وأيضاً بعض المصادر العسكرية - الأنباء عن استخدام القوات الأمريكية والبريطانية القنابل العنقودية في حربها ضد العراق، وهذه القنابل تعتبر من أشد قنابل الطائرات فاعلية
ضد الأهداف البرية المنتشرة في مساحات واسعة، حيث تسمح بالهجوم من جميع الارتفاعات، وبسرعة كبيرة، وبدون الحاجة إلى نظام توجيه، وهي سلاح سهل الاستخدام وذو مقاومة هوائية منخفضة، ويمكن تخزينه لفترة طويلة.
وتستخدم القنابل العنقودية بفعالية ضد عديد من الأهداف، مثل: المنشآت الصناعية والاستراتيجية، والدبابات، والمركبات المدرعة، والقوافل، والمركبات، والقطارات، وتجمعات الأفراد، والطائرات على مهابطها، والقطع البحرية المتوسطة والخفيفة، ومستودعات الوقود أو المواد القابلة للاشتعال.
وقد استخدمت القوات الجوية الأمريكية القنابل العنقودية على نطاق كبير في حرب فيتنام، وكذلك استخدمتها إسرائيل في جنوب لبنان عام 1982م.
أسلوب عمل القنابل العنقودية
تعتمد القنابل العنقودية في أسلوب عملها على فتح غلاف القنبلة في الفضاء بعد إلقائها من الطائرة، وذلك بواسطة طابة Fuse إلكترونية مبرمجة بواسطة حاسب صغير، وتنطلق بعد ذلك مجموعة قنابل فرعية Bomlets قد تكون موجهة أو حرة، ولها القدرة على التعامل مع الأهداف المدرعة والأفراد.
والفكر الخاص بالقنابل الفرعية، والذي نشأ بدخول القنابل العنقودية إلى الخدمة، قد استخدم عندئذ لإنتاج ما يطلق عليه الآن "ذخائر الضرب المساحي" وباستثناء الدور الذي تلعبه هذه الذخائر في إحداث حفر الانفجار في الممر وتعطيله، فإن القنابل العنقودية يمكنها حمل مختلف القنابل الصغيرة، سواء المضادة للأفراد، أو التي يمكن استخدامها ضد المدرعات.
والطابة الإلكترونية المستخدمة مع الأنواع المختلفة من القنابل العنقودية تعمل ذاتياً في زمن يتراوح بين 2-50 ثانية، وفى درجات حرارة بين - 40 + 70 درجة مئوية، والعمر الفني لها ثلاث سنوات، وهي ذات حساسية عالية، ولا تعمل عند اصطدامها بشباك التمويه الموجودة بجوار الأهداف الأرضية.
الأنواع الرئيسة للقنابل العنقودية
يمكن تقسيم القنابل العنقودية إلى نوعين رئيسين: النوع الأول، ويحتوي داخله على قنابل فرعية شديدة الانفجار، وتستخدم ضد الأهداف المدرعة، أما النوع الثاني فإنه يحتوي داخله على قنابل فرعية تستخدم ضد الأفراد.
والرأس الحربية في النوع الأول عبارة عن حشوة جوفاء Hollow Charge مزودة بمادة متفجرة TNT زنتها 130 جراماً، وتحيط بالحشوة الجوفاء 180 كرة من الصلب، بقطر 5ملم، وهذه الكرات تعطي التأثير التدميري الثانوي ضد الأفراد والأهداف غير المدرعة، مثل الرادارات والطائرات والمركبات.
أما التأثير التدميري الرئيس فينتج من الرأس الحربية التي تخترق درعاً من الصلب المتجانس لمسافة 140ملم، وتخترق درعاً من الألومنيوم سمكه 280ملم، وخرسانة سمكها 600ملم.
وأهم مواصفات القنبلة العنقودية شديدة الانفجار: الطول 378ملم، وقطر الرأس الحربية 53ملم، وقطر الذيل 50ملم، والوزن 700جم، ونوع المادة المتفجرة TNT، ووزن المادة المتفجرة 130 جراماً، وبها 180 كرة من الكرات الصلب.
أما بالنسبة للنوع الثاني من القنابل العنقودية، فإنها تحتوي على 250 كرة من الصلب بقطر 5ملم، وتتواجد هذه الكرات حول المادة شديدة الانفجار، ويقدر نصف قطر دائرة التأثير لهذه الكرات بثلاثين متراً.
وأهم مواصفات هذه القنبلة: الطول 378ملم، وقطر الرأس الحربية 53ملم، وقطر الذيل 50ملم، والوزن الإجمالي 770جراماً، والمادة المتفجرة من نوع TNT، ووزن المادة المتفجرة 150 جراماً، وعدد كرات الصلب 250 كرة.
قنابل القوات الجوية الأمريكية
القنبلة العنقودية المستخدمة حالياً على نطاق واسع في القوات الجوية الأمريكية هي القنبلة "روك آي" Rockeye 11 MK-20 التي تحتوي على 247 قنبلة صغيرة، وعندما تطلق هذه القنبلة من ارتفاع 152متراً. فإنها تغطي مساحة 4800 متر مربع، وهي مثل المساحة التي تغطيها القنبلة التقليدية زنة 500 رطل، وتستخدم هذه القنبلة مع الطائرات الهجومية الأمريكية وطائرات حلف شمال الأطلسي "ناتو".
أما القنبلة الأمريكية الأخرى طراز CBU-89/B GATOR، فإنها تحتوي على مزيج من القنابل الفرعية المضادة للدروع طراز BLU-91/B، والمضادة للأفراد طراز BLU-92B، وتستخدم هذه القنبلة مع عديد من القاذفات طراز B-52. ويمكن استخدامها لتحقيق ميزة تكتيكية عندما تطلق أمام القوات المتقدمة للعدو.
ومن القنابل الحديثة في القوات الجوية الأمريكية القنبلة ICSB-1 للضرب المساحي، وتحتوي على 160 قنبلة فرعية، يتم ضبط عملية تفجيرها إلكترونياً قبل تحميل القنبلة "الأم" على الطائرة، ووفقاً لارتفاع إطلاق القنبلة، فإنه يمكن تغطية مساحة تتراوح بين 3000و 53820 متراً مربعاً.
أشهر القنابل العنقودية في الترسانة العالمية
تنتج شركة Cardoen في شيلي نوعين من القنابل العنقودية تم
تطويرهما بعد الخبرات المكتسبة من القنابل التقليدية "الحديدية"، وهذان النوعان هما: القنبلة CB-130 زنة 130 رطلاً، والقنبلة CB-500 زنة 500 رطل، وينثران القنابل الفرعية على مساحات كبيرة، ويتوقف ذلك على الارتفاع الذي يتم إسقاط القنابل منه، وتستخدم فيهما القنابل الفرعية، التي تزن الواحدة منها 750 جراماً، وهي مصممة محلياً، وتسع القنبلة CB-130 خمسين من هذه القنابل الفرعية، بينما تسع القنبلة CB-500 مئتين وخمسين قنبلة فرعية، وعند سقوط القنبلة فإنها تنتشر في مساحة تتراوح ما بين 15000-50000 متر مربع، ويتم التحكم في الارتفاع الذي تفتح عنده القنبلة لنشر القنابل الفرعية بواسطة طابة زمنية إليكترونية مبرمجة.
وتستخدم هذه القنابل أساساً ضد العربات المدرعة، ولها قدرة على اختراق الألواح المدرعة حتى سمك 302مم، وضد تجمعات القوات، ويتم تزويد كلا النوعين بحلقات تعليق تتمشى مع مواصفات حلف الناتو وحلف وارسو السابق، بالإضافة إلى حلقة تعليق فردي.
وتنتج شيلي القنبلة العنقودية المتطورة طراز WB-500F التي تحملها أنواع مختلفة من الطائرات، وتحتوي القنبلة على 240 قنبلة فرعية يتم نشرها محورياً في اتجاه مقدمة القنبلة، بواسطة قوة الطرد المركزية الناتجة عن دوران المستودع أثناء قذف القنبلة من الطائرة، ويمكن التحكم في زمن سقوط القنابل الفرعية من لحظة القذف من الطائرة بواسطة الطابات.
وأهم مواصفات القنبلة WB-500F: الوزن 260 كلج، والطول 2730 ملم، والقطر 370 ملم، وأقصى سرعة للقذف من الطائرات 88ر0 ماخ، وأقل سرعة للقذف من الطائرة 25ر0 ماخ، وأقل ارتفاع للقذف 100 قدم.
وكذلك تنتج ألمانيا القنبلة طراز MDS وهي تطوير للطراز MW-1، وتستخدم مع طائرات الهجوم التكتيكية، وقد طلبت السويد إنتاج هذه القنبلة لتستخدم مع طائراتها الجديدة المتعددة المهام "جريبن" Gripen، ويمكن تعديل هذه القنبلة لتستخدم في أي طائرة تكتيكية، ولأي مهام عمليات، ويتراوح وزنها بين 1100 رطل و 4400 رطل.
وتنتج شركة "اكسبال" EXPAL الأسبانية القنابل العنقودية طراز BME330 لتسلح بها القوات الجوية الأسبانية، وتزن القنبلة حوالي 330 كيلوجراماً، وتحمل بداخلها 180 قنبلة فرعية، ومن الممكن أن تكون مضادة للأفراد، أو ذات حشوة جوفاء، أو حارقة، وربما يكون لها طابة تفجير تقاربية Proximity Fuse أو طابة ذات تأثير محسوب.
وتعتبر الطابات الاقترابية أنسب الطابات لتحقيق انفجار جوي على ارتفاع محدد من الهدف، وهي تعتمد على إرسال موجات لاسلكية قصيرة جداً تصطدم بالهدف، ويتم استقبالها، وبوصول القنبلة إلى المسافة المحددة من الهدف (6-8 أمتار) تعمل الطابة وتنفجر القنبلة.
والقنبلة BME330 مصممة لتقذف من الطائرة على ارتفاع ما بين 100-1000 قدم، حيث تنفتح مظلة خاصة لفراملة كل قنبلة فرعية قبل وصولها إلى الهدف، وقد أجري اختبار إلقاء هذه القنابل من طائرات ميراج F-1 وطائرات F/A-18 ويمكن أن تحملها أيضاً الطائرات الروسية، مثل: "ميج-23" و "ميج-27".
ومن ناحية أخرى طورت أسبانيا القنابل الفرعية المستخدمة في القنبلة العنقودية BME-330، والتي تحتوي على 180 قنبلة فرعية، ويمكن قذفها على ارتفاع 80 قدماً، وبسرعة 240-600 عقدة، وتنفصل القنابل الفرعية بعد زمن يتراوح بين ثانية واحدة وثانيتين من قذف القنبلة، ولكل قنبلة فرعية مظلة خاصة بها، وتغطي القنبلة مساحة حوالي ثمانية آلاف متر مربع.
وتعتبر القنبلة العنقودية BRANDT BEIOUGA هي القنبلة الرئيسة الموجودة في الخدمة في القوات الجوية الفرنسية، وتتميز بمقارنة منخفضة للهواء، ويبلغ وزنها 672 رطلاً، ويمكنها نثر 151 قنبلة فرعية، وزن كل منها 9ر2 رطلاً بشكل منتظم، وقد تم إنتاج ثلاثة أنواع رئيسة من تلك القنابل الصغيرة وهي:
- قنبلة منتجة للشظايا، تستخدم ضد الأهداف رقيقة الجدار، أو الطائرات الرابضة على الممرات، أو مستودعات الوقود.
- قنبلة خارقة للدروع، تستخدم ضد الأهداف رقيقة الجدار، أو الطائرات الرابضة على الممرات، أو مستودعات الوقود.
- قنبلة لتعطيل المساحات الكبيرة، وتستخدم ضد المطارات، ومنشآت الموانيء، وعقد المواصلات، وتقاطعات الطرق، أو مخازن السكك الحديدية.
وقد تستخدم القنبلة لمهاجمة الأهداف الثابتة أو المتحركة، وذلك من طائرات تطير بسرعة كبيرة، على ارتفاع منخفض، وأقل ارتفاع يسمح بالإسقاط هو 60 متراً، عند سرعة 550 عقدة، والشكل التقليدي للمساحة التي يغطيها هذا النظام هو مستطيل أبعاده حوالي 120-240 متراً في الطول و 40 - 60 متراً في العرض، ويمكن للطيار اختيار أي من النمطين قبل الإسقاط.
ويتم تزويد القنبلة بحلقات تعليق قياسية، المسافة بينها 14 بوصة طبقاً لمواصفات حلف شمال الأطلسي "ناتو".
وتنتج فرنسا أيضاً القنبلة طراز BM400 التي تحوي عدداً من القنابل الصغيرة الحجم، والمصممة للإسقاط من ارتفاعات منخفضة وللضرب المساحي، ويمكن لهذا السلاح تغطية مساحة تصل أبعادها 100×600 متر.
ويجري حالياً تطوير نوعين جديدين من الذخيرة الفرعية لاستخدامهما مع الطراز BM-400 والطرازات الأخرى التي تستخدم في العمليات الهجومية المباشرة، وهذان النوعان هما:
- قذيفة إحداث الحفر طراز SAMP، وهي مشتقة من الرأس الحربية لنظام سلاح إحداث الحفر طراز BAP100.
- القذيفة المضادة للدروع الخفيفة طراز SMABL، وهي مشتقة من النظام المضاد للمدرعات طراز BAT120.
وبعد إسقاط القنبلة BAP-100 تفتح المظلة التي تعمل على فرملتها واتزانها، وفي اللحظة نفسها يبدأ عمل المحرك الصاروخي لضمان اختراق الخرسانة، وبعد مضي فترة زمنية محددة تنفجر الرأس المدمرة. بينما تم تصميم النظام BAP-120 للتعامل مع الأهداف السطحية - كقوافل المركبات رقيقة الجدار، ومواقع الصواريخ والطائرات في العراء - وكما هو الحال بالنسبة للنظام BM-400، فإن النظام BAP-120 يعمل على تدمير أهدافه بإطلاق لوح أفقي منتج لشظايا كل منها قادرة على اختراق الصلب بسمك 7 مم، على مسافة 20 متراً.
وتطور سويسرا القنابل العنقودية طراز CH-TABO التي تتكون
من جسم له شكل انسيابي لتقليل مقاومة الهواء، ويحتوي على 5 قنابل كروية الشكل، لكل منها ذيل قوي من الألمنيوم على شكل زعانف، ويتم قذف القنابل من النهاية المفتوحة للمستودع، وذلك نتيجة الضغط الديناميكي عند أي سرعة للطائرة حتى 85ر0 ماخ، ويوجد داخل كل جسم من أجسام هذه القنابل مصفوفة من الألمنيوم تحتوي على 8000 كرة صغيرة من الصلب، ويتم تحقيق ذلك إما عن طريق طابة إليكترونية أو عن طريق طابة ميكانيكية، وعند حدوث الانفجار في الهواء على ارتفاع مثالي باستخدام طابة تقاربية، فإن الشظايا الناتجة يمكنها احتراق سمك 5 مم من الصلب، في مساحة إلى 164×156 قدماً مربعاً.
وتنتج مؤسسة الصناعات الحربية الإسرائيلية القنبلة العنقودية طراز ATAP-1000 وزنتها 1000 رطل، وتحتوي على قنابل فرعية عددها 1098 قنبلة، ومنها نوع زنة 5000 رطل، وطرازها ATAP-500 وتحتوي على 504 قنابل فرعية، وعند تحرير القنبلة من الحمالة يتم تشغيل الطابة التي تعمل بالتوقيت أو بالارتفاع، وتنفتح الريش الخاصة بإعطاء القنبلة حركة مغزلية حول محورها الطولي، حيث تصل سرعة الدوران إلى 2500 لفة في الدقيقة، ويمكن تقليل سرعة الدوران للقنبلة حسب نوعية القنابل الفرعية بداخلها، ويمكن تغيير قطر انتشار القنابل الفرعية من 35 متراً إلى 60 متراً بتغيير ارتفاع الانفجار، وزاوية إطلاق القنبلة، ويستخدم نصف قطر الانتشار 60 متراً عادة عند مهاجمة تشكيلات المشاة، أما نصف القطر 35 متراً فاستخدامه يناسب مهاجمة التشكيلات المدرعة.
ويتم إطلاق القنبلة ATAP-1000 من ارتفاع 4000قدم، وهو أقل من الارتفاع الذي تطلق منه القنبلة الأمريكية "روك آي"، نظراً لأن تلك الأخيرة لها حركة مغزلية، والارتفاع العالي لإطلاقها يحقق انتشار القنابل الفرعية داخلها، بينما تعتمد القنبلة ATAP-1000 على الحركة المغزلية في تحقيق الانتشار.
وقطر القنبلة ATAP-1000 هو 406مم، وطولها 124ر2 متر، وللقنبلة طابتان، إحدهما بالمقدمة والأخرى بمؤخرة القنبلة، وهذا يعطي إمكانية اختيار ارتفاعين للقنبلة أثناء المهمة، بالرغم من أن طابة واحدة تكفي لفتجيرها.
وماذا بعد ذلك؟
لقد أدرك العالم خطورة الألغام المضادة للأفراد، لما تسببه من أضرار بشرية بين المدنيين بعد انتهاء المعارك، فعقدت المعاهدات الدولية، واتخذ عديد من الدول إجراءات للتخلص من مخزونها من هذه الألغام. أما فيما يتعلق بالقنابل العنقودية، فلعل الأمر يتطلب صحوة الضمير العالمي لينبّه الجميع بأن من يدَّعون أنهم يشنون حروباً "نظيفة" لا يقولون الصدق؛ فهل هناك "أقذر" مما تفعله القنابل العنقودية؟ ومن لا يصدق ذلك فليقرأ الخبر الذى ذكر في بداية المقالة مرة ثانية