من خلال زيارات رؤساء دول القرن للرياض.. و"الجيبوتي" يصل اليوم
عبد الله البارقي- سبق- لندن: تحركات سياسية تقودها السعودية الشهر المقبل مع دول القرن الإفريقي، من خلال زيارات لرؤساء دول القرن الإفريقي للرياض. تلك التحركات أصابت الملالي بهستيريا خاصة؛ إذ وضع تلك المواقع هدفاً لنشر التشيُّع في إفريقيا.
تلك التحركات السعودية وصفها مراقبون بأنها أجهزت على خطط ودراسات سياسة الحرس الثوري الخارجية، والتي يعقد لها القادة والدبلوماسيون الإيرانيون الذين ينتمون إلى فيلق "قدس"، الحرس الثوري الإيراني، اجتماعات سنوية، التي وصلوا من خلالها إلى زرع خلايا إيرانية فاعلة ونشطة، تنطلق من القرن الإفريقي؛ لتلعب دوراً محورياً في تطبيق المشروع الإيراني الرامي لنشر الفتنة والفوضى والطائفية في السعودية، غير أنها وجدت حزماً سعودياً، يبدأ اليوم تجاه القرن الإفريقي.
السعودية بهذا التحرك السياسي تقطع الطريق على طهران، بالرغم من الكم الهائل من الإغراءات والضغوط المتواصلة التي يقدمها ملالي طهران لدول القرن الإفريقي.
خطط الملالي الإيراني ذابت في البحر قبل وصولها لدول القرن الإفريقي بالتحرك السعودي
وبحسب "وكالة الأناضول"، وفي إطار هذا الحراك، تبدأ السعودية اليوم الأحد في استقبال الرئيس الجيبوتي عمر جيلة، وهو واحد من بين ثلاثة قادة أفارقة يزورون السعودية تباعاً خلال أكتوبر الجاري.
وتبدأ زيارة جيلة، التي تأتي تلبية لدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بحسب مسؤول دبلوماسي جيبوتي، قبل زيارتين أخريين يقوم بهما كل من الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس وزراء إثيوبيا هيلي ماريام ديسالين.
وحول الزيارة قال السفير الجيبوتي لدى الرياض، ضياء الدين بامخرمة، إن العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط بلاده بالسعودية "تُحتّم عليهما تطوير تلك العلاقة، والتنسيق بينهما؛ كون المنطقة تمُرُّ بأحداث جسام، ومتغيرات متسارعة ومتداخلة، يجب مواجهتها بالتنسيق والاستعداد".
وأضاف: "المملكة، بوصفها دولة كبرى في المنطقة، قدمت لجيبوتي الكثير من الدعم والمؤازرة في إطار تلك العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين".
ويرى مراقبون أن زيارات القادة الأفارقة الثلاثة "تأتي في ظل الأحداث اليمنية، وما تتطلبه من حصار لأية تنظيمات إرهابية في هذا البلد، أو الصومال الذي يطل على الشواطئ السعودية على امتداد حدودها البحرية مع دول القرن الإفريقي، إضافة إلى سعي الرياض لوقف التغلغل الإيراني في دول جنوب البحر الأحمر، ومواجهة الحوثيين الذين تعتبرهم الذراع الإيرانية في اليمن".
كما أن القلق على أمن مضيق "باب المندب"، الممر الحيوي لمعظم حركة التجارة العالمية، وما نتج من محاولة تحالف جماعة الحوثي والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح السيطرة على هذا الممر، بعد سقوط ميناء الحديدة اليمني في أيديهم، دفع الجميع - بحسب مراقبين - إلى اليقظة ومواجهة ذلك.
إثيوبيا.. مكافحة الإرهاب
رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين يبدأ هو الآخر زيارة للسعودية الأسبوع المقبل، في أول زيارة خارجية له بعد إعادة انتخابه لهذا المنصب في الخامس من الشهر الجاري.
ومن المقرر أن تبحث زيارة ديسالين - بحسب مسؤول دبلوماسي إثيوبي - جملة من القضايا المشتركة بين البلدين، أهمها "تداعيات أزمة اليمن، وتأثيرها على دول الجوار، ومكافحة الإرهاب الذي أصبح يُشكل هاجساً مشتركاً بين دول المنطقة، في ظل وجود جماعات إرهابية، تتطلب مواجهتها تعاوناً أمنياً بين هذه الدول، مثل القاعدة التي توجد بشكل قوي في كل من اليمن والصومال".
وفي هذا الصدد، أكد جيتاجو ردا، المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإثيوبية، استراتيجية العلاقات بين بلاده والسعودية، مشيداً في الوقت ذاته بهذه العلاقات التي قال إن لها دوراً بارزاً في "تعزيز السلم الإقليمي والدولي".
وأوضح أن زيارة رئيس الوزراء ستبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، ومجمل التطورات على الصعيدَيْن الإقليمي والدولي. مشيراً إلى المواقف المشتركة للبلدين في قضايا عدة، أهمها "مكافحة الإرهاب الذي بدأ يستشري في اليمن والصومال".
الصومال.. البحث عن الدعم
أما على صعيد الملفات التي سيحملها الرئيس الصومالي في زيارته، التي يبدأها نهاية الشهر الجاري، فيرى دبلوماسي صومالي أنها "لا تقل أهمية عن تلك التي تُقلق الآخرين في الجوار (جيبوتي وإثيوبيا)؛ إذ تكاد المواقف والمخاوف تتطابق فيما بينهم؛ فتنظيم القاعدة له نفوذ ووجود هناك من خلال حركة الشباب المجاهدين الصومالية".
فضلاً عن حالة الشلل شبه التام للدولة في ظل صراعات مستمرة، وحاجة الحكومة الحالية لدعم سعودي مادي ودبلوماسي في المحيط الدولي، بحسب المصدر الدبلوماسي، الذي فضّل عدم ذكر هويته.
وقال المصدر إن زيارة الرئيس ستبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وآخر التطورات في الساحة الصومالية، والجهود المبذولة لمحاربة حركة الشباب المجاهدين. لافتاً إلى أن الأزمة اليمنية ستكون حاضرة في اللقاء الذي سيجمع الزعيمين شيخ محمود والعاهل السعودي.
دوافع
وقال البروفيسور محمد حبيب، أستاذ القانون بجامعة أديس أبابا، إن الزيارات الثلاث للسعودية تشكّل من حيث التوقيت والموضوعات المدرجة على جدول الأعمال انعطافةً جديدة ومهمة في علاقات دول القرن الإفريقي مع جارتها الشرقية عبر البحر الأحمر، رغم قِدَم العلاقة تاريخياً.
ولخص "حبيب" دوافع هذه الانعطافة في:
أولاً: الهاجس المشترك المتمثل في تمدُّد الجماعات الإرهابية المتشددة (القاعدة/ داعش)؛ إذ تعاني منها كل دول المنطقة بشكل أو بآخر؛ الأمر الذي يستدعي تنسيقاً وتعاوناً أمنياً لحصارها ودحرها.
ثانياً: مكافحة ظاهرة تهريب السلاح المنتشرة والمتنامية في المنطقة، نتيجة طول الحدود البرية بينها، أو عبر البحر، مع صعوبة مراقبتها بفعالية.
ثالثاً: توسع المساحات التي تنشط فيها عصابات القرصنة البحرية، وما تمثله من تهديد لأمن التجارة الدولية في مضيق باب المندب، ومسؤولية هذه الدول في تنسيق عمليات المراقبة ومكافحتها.
رابعاً: الحد من عملية "تجارة البشر" التي تعانيها معظم دول القرن الإفريقي؛ إذ يشكل اللاجئون منها نسبة كبيرة من ضحايا هذه الظاهرة المقلقة.
خامساً: المشاركة في تأمين مضيق باب المندب أمام الملاحة البحرية التجارية، رغم وجود أساطيل ضخمة لدول عالمية تتولى التصدي لأي تهديد لأمن هذا المضيق.
سادساً: تجفيف الدعم العسكري واللوجستي لجماعة الحوثيين وصالح في اليمن، من خلال حصار الموانئ الواقعة قبالة هذه الدول، والشكوك والاتهامات بمرور الدعم الإيراني المباشر عن طريق سماسرة تهريب السلاح.
سابعاً: قرب الحدود الإريترية عبر البحر الأحمر من الشواطئ السعودية، وهاجس السعودية من اتهامات بوجود قواعد عسكرية إيرانية في بعض جُزر الأولى، خلفت توتراً دائماً وفتوراً في العلاقة بين البلدين.
عبد الله البارقي- سبق- لندن: تحركات سياسية تقودها السعودية الشهر المقبل مع دول القرن الإفريقي، من خلال زيارات لرؤساء دول القرن الإفريقي للرياض. تلك التحركات أصابت الملالي بهستيريا خاصة؛ إذ وضع تلك المواقع هدفاً لنشر التشيُّع في إفريقيا.
تلك التحركات السعودية وصفها مراقبون بأنها أجهزت على خطط ودراسات سياسة الحرس الثوري الخارجية، والتي يعقد لها القادة والدبلوماسيون الإيرانيون الذين ينتمون إلى فيلق "قدس"، الحرس الثوري الإيراني، اجتماعات سنوية، التي وصلوا من خلالها إلى زرع خلايا إيرانية فاعلة ونشطة، تنطلق من القرن الإفريقي؛ لتلعب دوراً محورياً في تطبيق المشروع الإيراني الرامي لنشر الفتنة والفوضى والطائفية في السعودية، غير أنها وجدت حزماً سعودياً، يبدأ اليوم تجاه القرن الإفريقي.
السعودية بهذا التحرك السياسي تقطع الطريق على طهران، بالرغم من الكم الهائل من الإغراءات والضغوط المتواصلة التي يقدمها ملالي طهران لدول القرن الإفريقي.
خطط الملالي الإيراني ذابت في البحر قبل وصولها لدول القرن الإفريقي بالتحرك السعودي
وبحسب "وكالة الأناضول"، وفي إطار هذا الحراك، تبدأ السعودية اليوم الأحد في استقبال الرئيس الجيبوتي عمر جيلة، وهو واحد من بين ثلاثة قادة أفارقة يزورون السعودية تباعاً خلال أكتوبر الجاري.
وتبدأ زيارة جيلة، التي تأتي تلبية لدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بحسب مسؤول دبلوماسي جيبوتي، قبل زيارتين أخريين يقوم بهما كل من الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس وزراء إثيوبيا هيلي ماريام ديسالين.
وحول الزيارة قال السفير الجيبوتي لدى الرياض، ضياء الدين بامخرمة، إن العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط بلاده بالسعودية "تُحتّم عليهما تطوير تلك العلاقة، والتنسيق بينهما؛ كون المنطقة تمُرُّ بأحداث جسام، ومتغيرات متسارعة ومتداخلة، يجب مواجهتها بالتنسيق والاستعداد".
وأضاف: "المملكة، بوصفها دولة كبرى في المنطقة، قدمت لجيبوتي الكثير من الدعم والمؤازرة في إطار تلك العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين".
ويرى مراقبون أن زيارات القادة الأفارقة الثلاثة "تأتي في ظل الأحداث اليمنية، وما تتطلبه من حصار لأية تنظيمات إرهابية في هذا البلد، أو الصومال الذي يطل على الشواطئ السعودية على امتداد حدودها البحرية مع دول القرن الإفريقي، إضافة إلى سعي الرياض لوقف التغلغل الإيراني في دول جنوب البحر الأحمر، ومواجهة الحوثيين الذين تعتبرهم الذراع الإيرانية في اليمن".
كما أن القلق على أمن مضيق "باب المندب"، الممر الحيوي لمعظم حركة التجارة العالمية، وما نتج من محاولة تحالف جماعة الحوثي والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح السيطرة على هذا الممر، بعد سقوط ميناء الحديدة اليمني في أيديهم، دفع الجميع - بحسب مراقبين - إلى اليقظة ومواجهة ذلك.
إثيوبيا.. مكافحة الإرهاب
رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين يبدأ هو الآخر زيارة للسعودية الأسبوع المقبل، في أول زيارة خارجية له بعد إعادة انتخابه لهذا المنصب في الخامس من الشهر الجاري.
ومن المقرر أن تبحث زيارة ديسالين - بحسب مسؤول دبلوماسي إثيوبي - جملة من القضايا المشتركة بين البلدين، أهمها "تداعيات أزمة اليمن، وتأثيرها على دول الجوار، ومكافحة الإرهاب الذي أصبح يُشكل هاجساً مشتركاً بين دول المنطقة، في ظل وجود جماعات إرهابية، تتطلب مواجهتها تعاوناً أمنياً بين هذه الدول، مثل القاعدة التي توجد بشكل قوي في كل من اليمن والصومال".
وفي هذا الصدد، أكد جيتاجو ردا، المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإثيوبية، استراتيجية العلاقات بين بلاده والسعودية، مشيداً في الوقت ذاته بهذه العلاقات التي قال إن لها دوراً بارزاً في "تعزيز السلم الإقليمي والدولي".
وأوضح أن زيارة رئيس الوزراء ستبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، ومجمل التطورات على الصعيدَيْن الإقليمي والدولي. مشيراً إلى المواقف المشتركة للبلدين في قضايا عدة، أهمها "مكافحة الإرهاب الذي بدأ يستشري في اليمن والصومال".
الصومال.. البحث عن الدعم
أما على صعيد الملفات التي سيحملها الرئيس الصومالي في زيارته، التي يبدأها نهاية الشهر الجاري، فيرى دبلوماسي صومالي أنها "لا تقل أهمية عن تلك التي تُقلق الآخرين في الجوار (جيبوتي وإثيوبيا)؛ إذ تكاد المواقف والمخاوف تتطابق فيما بينهم؛ فتنظيم القاعدة له نفوذ ووجود هناك من خلال حركة الشباب المجاهدين الصومالية".
فضلاً عن حالة الشلل شبه التام للدولة في ظل صراعات مستمرة، وحاجة الحكومة الحالية لدعم سعودي مادي ودبلوماسي في المحيط الدولي، بحسب المصدر الدبلوماسي، الذي فضّل عدم ذكر هويته.
وقال المصدر إن زيارة الرئيس ستبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وآخر التطورات في الساحة الصومالية، والجهود المبذولة لمحاربة حركة الشباب المجاهدين. لافتاً إلى أن الأزمة اليمنية ستكون حاضرة في اللقاء الذي سيجمع الزعيمين شيخ محمود والعاهل السعودي.
دوافع
وقال البروفيسور محمد حبيب، أستاذ القانون بجامعة أديس أبابا، إن الزيارات الثلاث للسعودية تشكّل من حيث التوقيت والموضوعات المدرجة على جدول الأعمال انعطافةً جديدة ومهمة في علاقات دول القرن الإفريقي مع جارتها الشرقية عبر البحر الأحمر، رغم قِدَم العلاقة تاريخياً.
ولخص "حبيب" دوافع هذه الانعطافة في:
أولاً: الهاجس المشترك المتمثل في تمدُّد الجماعات الإرهابية المتشددة (القاعدة/ داعش)؛ إذ تعاني منها كل دول المنطقة بشكل أو بآخر؛ الأمر الذي يستدعي تنسيقاً وتعاوناً أمنياً لحصارها ودحرها.
ثانياً: مكافحة ظاهرة تهريب السلاح المنتشرة والمتنامية في المنطقة، نتيجة طول الحدود البرية بينها، أو عبر البحر، مع صعوبة مراقبتها بفعالية.
ثالثاً: توسع المساحات التي تنشط فيها عصابات القرصنة البحرية، وما تمثله من تهديد لأمن التجارة الدولية في مضيق باب المندب، ومسؤولية هذه الدول في تنسيق عمليات المراقبة ومكافحتها.
رابعاً: الحد من عملية "تجارة البشر" التي تعانيها معظم دول القرن الإفريقي؛ إذ يشكل اللاجئون منها نسبة كبيرة من ضحايا هذه الظاهرة المقلقة.
خامساً: المشاركة في تأمين مضيق باب المندب أمام الملاحة البحرية التجارية، رغم وجود أساطيل ضخمة لدول عالمية تتولى التصدي لأي تهديد لأمن هذا المضيق.
سادساً: تجفيف الدعم العسكري واللوجستي لجماعة الحوثيين وصالح في اليمن، من خلال حصار الموانئ الواقعة قبالة هذه الدول، والشكوك والاتهامات بمرور الدعم الإيراني المباشر عن طريق سماسرة تهريب السلاح.
سابعاً: قرب الحدود الإريترية عبر البحر الأحمر من الشواطئ السعودية، وهاجس السعودية من اتهامات بوجود قواعد عسكرية إيرانية في بعض جُزر الأولى، خلفت توتراً دائماً وفتوراً في العلاقة بين البلدين.