الاسلحة الليزرية
اعداد يوسف صادق
سيطرت الاسلحة التي ترمي القذائف ذات الدفع الذي تحققه التفاعلات الكيميائية مثل الرصاص، قذائف المدفعية، الصواريخ، سيطرت على المستوى التكتي في الحرب على مر قرون من الزمن.
اما اليوم ومع التقدم السريع في تكنولوجيا الليزرات العالية الطاقة، يُسمح بتطبيق مبادىء فيزيائية في فئة جديدة من الاسلحة. وعليه، فان تطوير الليزرات العالية الطاقة مع قدرات عسكرية، يقود الى انتاج اسلحة ذات شعاع خفيف ينقل الطاقة الى الاهداف عبر الضوء الكثيف.
تتوفر الليزرات في انواع شتى ومنها، الليزرات الكيميائية التي تعتمد على العناصر الكيميائية لتوليد طاقتها البالغة مستويات تقدر بعدة ميغاوات.
هناك ايضا الليزرات الصلبة (Solid State Laser) والليزرات الليفية (Fiber Laser) والليزرات ذات الالكترونيات الحرة (Free Electron Laser).
تتعدد الاستعمالات العسكرية للاسلحة الليزرية ما بين العمليات الهجومية والعمليات الدفاعية، بحيث تؤمن في اطار العمليات الهجومية، القدرات لاحداث التأثيرات التدميرية وغير التدميرية ضد مجموعة من الاهداف الملائمة، وفي اغلب الاحيان كمكمّل للاسلحة الكيميائية وذات الطاقة الحركية. اما في ما يتعلق بالعمليات الدفاعية، فتؤمن الاسلحة الليزرية للمنصات الجوية، البرية، البحرية والفضائية القدرة على الدفاع عن نفسها، عن المنصات الاخرى والمناطق الجغرافية. يمكنها الدفاع ايضا ضد الصواريخ، الطائرات، القنابل، قذائف المدفعية او القذائف الصاروخية عبر تدميرها او اعطابها قبل ان تطال اهدافها. اما في ما يختص بالدفاع الصاروخي، فباستطاعة الليزرات ان تؤمن دفاعاً محدداً لهدف محدد او دفاع منطقة ضد الصواريخ البالستية لمسرح المعارك والصواريخ الجوالة كمكمّل للصواريخ الدفاعية.
العمليات الهجومية
من المؤكد ان الليزرات تركز على الاهداف طاقة اقل تدميراً بكثير من الذخائر الاضخم الكيميائية والعاملة على الطاقة الحركية. وعليه فان التطبيقات الهجومية لليزرات ستكون مخصصة للمهمات حيث خصائص الدقة، تعدد الاشتباكات والسرعة اهم بكثير من التدميرية الصرفة.
يلائم السلاح الليزري في العمليات الجوية، الاعمال المتعلقة بمكافحة التمرد ومكافحة الارهاب، بالاضافة الى الادوار الاخرى فمثلا، تصبح الطائرات المسلحة بالليزر مثالية للمهمات التي تتطلب اشتباكات جو - جو متعددة لفترات طويلة.
يمكن للسلاح الليزري ذاته ان يؤمن دفاعاً نشطاً ضد الصواريخ ارض - جو، الصواريخ جو - جو او الطائرات، ويمكن ان تضرب اهدافاً على الارض، مؤمنة بذلك قدرة جو - ارض مهمة جدا. اضف الى ذلك، ان دقة الاسلحة تلك ومداها وقابليتها على الضبط كلها ميزات تسمح بمضاعفة اساسية في الدقة الى جانب القوة التدميرية التي تحدثها الضربة الجوية. قد تخفض هذه الخصائص منطقة الاضرار التي تحدثها القنابل الصغيرة القطر من عدة امتار مربعة الى عدة سنتيمترات مربعة، الامر الذي يتيح الاشتباك باهداف دقيقة مع اضرار جانبية معدومة او قليلة، مما يسمح بالدعم الجوي القريب للقوات البرية المشتبكة مع القوات المعادية في اراضي مدينية او حيث يتواجد السكان والمدنيون.
تشكل الاسلحة الليزرية اسلحة قنص ممتازة في العمليات البرية، لان حجمها، وزنها وافتقارها الى قدرة خرق التدريع الثقيل وقدرة الخرق العميق، تجعل من التطبيقات الهجومية لهذا النوع من الاسلحة في القتال البري مخصصاً للعمليات التي تستوجب دقة، ووقت اشتباك بسرعة الضوء، قابلية على الضبط واضراراً جانبية في الحد الادنى. اما في ما يتعلق بالمهمات المضادة للقناصين، اذا جمع مثلا سلاح ليزري بمستشعرات سمعية وبصرية التي تتعقّب الرصاصات من موقع الاطلاق، فيتم عندئذ وبشكل شبه فوري تسديد السلاح للاشتباك في القناص قبل تَدَرُئه. تجعل خصائص السلاح الليزري من حيث الخفاء سلاح قنص مثالياً لان شعاعها غير مرئي وليس له اي لهب يخرج من الفوهة ولا يحدث صوتاً ولا ارتداداً. وفي اغلبية الظروف المناخية، فان السبيل الوحيد للعدو ان يعرف انه تم الاشتباك به بواسطة الليزر هو الاثر الذي احدثه الليزر على الهدف.
اما في حالات قمع التمرد وعمليات فرض الاستقرار والدعم، فقد يستعمل السلاح الليزري لقتل او لإيقاف المسلحين المختبئين وراء الجمهور فيما الاسلحة الاخرى قد تلحق الاذى بالمدنيين الابرياء.
كذلك في العمليات الدفاعية، يفرض السلاح الليزري نفسه في اطار العمليات البرية، من حيث القدرة على الانتشار والحركية دون المسّ بالقدرة على البقاء، وفي العمليات البحرية فان من الطبيعي ان تشغل الاسلحة بواسطة السفن الكهربائية، اما الاستعمال الاهم قد يكون في مجال الدفاع الصاروخي البالستي اذ يعتمد السلاح الليزري الدقة ويخفض من تكاليف الصواريخ مثل PAC-3.
يغدو فهم القدرات والتقييدات لاستعمال الاسلحة الليزرية، في ما يتعلق بتقدير كيفية تأثير هذه الاسلحة ومواصفاتها على الحرب في المستقبل. تقدم الاسلحة الليزرية، على الوجه العام، فرصاً جدية للاشتباك السريع والدقيق بالاهداف، فضلا عن المرونة الممتازة والتجهيزات الخفيفة.
من القدرات التي تقدمها الاسلحة الليزرية نذكر الرماية العالية المرونة وبسرعة الضوء، تشتبك هذه الانواع من الاسلحة بأهدافها بسرعة الضوء، اذ انها تتميز عن القذائف، بشكل اساسي، بغياب وقت الطيران.
الامر الذي يجعل منها اسلحة ملائمة جدا للاشتباك بالاهداف المناورة القريبة مثل الصواريخ جو - جو وارض جو، الطائرات دون طيار والصواريخ الجوالة. يضاف الى هذه الاهداف، تلك البالستية البالغة السرعة مثل القذائف الصاروخية، قذائف المدفعية المباشرة، قذائف الدبابات وقذائف الهاون.
ليس من المطلوب عمليات احتساب ورماية قذيفة على مسرى اعتراض، تكون بمثابة هدف، كما هي الحال مع الصواريخ الموجهة. على كل حال، تتطلب الاسلحة الليزرية بعض الوقت لاكتساب الاهداف وتعقبها وعليها التركيز على الهدف بما يلزم من الوقت عدة ثوان لجمع الطاقة الكافية لتدميره او اعطابه.
تتميز الاسلحة الليزرية ايضا بالاشتباك بعدة اهداف وباعادة استهداف سريعة. بامكان الاسلحة الليزرية او تشتبك بسرعة كبيرة بعدة اهداف وهي مقيدة على نحو كبير بقدرتها على اعادة التموين بالوقود، الطاقة الكهربائية او تصريف الحرارة الزائدة، وذلك لان الاسلحة الليزرية ليس لها الا عددا قليلا من الاجزاء المتحركة، وهي مشغلة بشكل مستمر او يعاد شحنها من خلال تعبئة خزاناتها الكيميائية او محطاتها الكهربائية. لا يتطلب الانتقال من الرماية على هدف الى الرماية على آخر سوى اعادة ضبط المرايا واعادة تركيزها. وعليه فان الاسلحة الليزرية ملائمة جدا لانواع الاشتباكات التي تفترض التعامل مع الرشقات المدفعية او رشقات القذائف الصاروخية.
تعتمد الاسلحة الليزرية من بين الميزات التي تتمتع بها، على المخازن العميقة، اذ ان الليزرات تستهلك الوقود الكيميائي او الكهرباء فحسب، وبهذه الحالة تقيد عدد الرمايات فقط بكمية الوقود الكيميائي المتوفرة او في ما يخص الليزرات الصلبة بالوقود المتوفرة لتشغيل مصدر الطاقة الكهربائية.
الميزة الثالثة التي تتمتع بها الاسلحة الليزرية تتمثل في التكلفة المتدرجة المتدنية للطلقة. يستدل على ذلك بحيث ان التكلفة المتدرجة لكل طلقة هي اساسيا تكلفة الذخيرة المستهلكة. تستهلك نظم الصواريخ الموجهة الكثير من التجهيزات الباهظة التكلفة مثل المحركات الصاروخية، نظم التوجيه، الكترونيات الطيران، الباحثات، الهياكل الجوية... اما الاسلحة الليزرية، من جانبها، تستهلك الطاقة فحسب. تعد التكلفة بالنسبة للطلقة المتدرجة اساسيا تكلفة الوقود الكيميائي او الوقود المطلوب لتوليد الكهرباء اللازمة لتشغيل الليزر الصلب او الليزر ذي الالكترونات الحرة وتميل التكاليف هنا الى ان تكون منخفضة تعتمد تكلفة استخدام نظم الاسلحة الليزرية على تطوير النظم، بنائها، نشرها وصيانتها، وليس على الذخيرة التي ترميها. تبقى التكلفة ثابتة نسبيا سواء رمى النظام طلقة ام الف طلقة. في ما يتعلق بالاسلحة الليزرية، تساعد التكلفة المتدرجة المنخفضة للطلقة على تقليص المشاكل المتعلقة بقوائم الجرد التي يمكنها اعاقة اسلحة مثل نظم الصواريخ العالية التقدم لكن الباهظة التكلفة.
تتمتع الاسلحة الليزرية بدقة وقدرة ضبط استثنائيتين، فعند اشعارها من قبل الرادار او المستشعرات الاخرى، تستخدم شعاعا منخفض الطاقة لاكتساب اهدافها وتعقبها. يمكن لهذا الشعاع ان يركز على اي مكان من الهدف بدقة عالية قبل اطلاق الليزر العالي الطاقة المضبط عليه، الذي يحدث المستوى المطلوب من الاضرار على النقطة المعينة على الهدف. وللقيام بهذه العملية، يمكن ضبط مستويات طاقة السلاح الليزري. اضف الى ذلك، فانه يمكن تغيير وقت التركيز على الهدف لضبط كمية الضرر اللاحق. تجتمع الدقة والقابلية على الضبط للسماح بقدرة ضرب دقيق استثنائية، لا تولد اضرارا جانبية او تحد منها، كما وتسمح ايضا بتطبيقات تدميرية وغير تدميرية. لا تتطلب الاسلحة الليزرية دعما لوجستيا كبيرا. بالفعل، وخلافا للمدفعية التي تستوجب اعادة تموين بالذخيرة او الصواريخ التي يجب استبدالها عند رمايتها، تتطلب الاسلحة الليزرية وقودا كيميائيا اضافيا او وقودا لتوليد الكهرباء اللازمة لتوليد الطاقة. في ما خص الليزرات الصلبة المشغلة كهربائيا او الليزرات ذات الالكترونات الحرة (FEL)، يلغي الامر الحاجة الى نقل الذخائر، تخزينها وتلقيمها، مما يقود الى دورة لوجستية قصيرة جدا. في ما يتعلق بالوقود الخاص بالليزر الكيميائي، فانه يمكن اعادة التموين عبر خزانات وقود تعبئها الشركة، وتنقل على متن آليات شحن نموذجية.
اخيرا تشكل المرونة علامة فارقة في مجال الاسلحة الليزرية، اذ ان هذا النوع من الاسلحة تضميني وقابل للتوسيع. يمكن جمع عدة وحدات ليزرية متشابهة لتوليد ليزر عالي الطاقة. كما يمكن ايضا تصميمها لتتطابق مع قدرة الحمل لمنصات مختلفة. وعلى عكس المدفعية والصواريخ التي تصمم لمهمات محددة، يمكن لليزر واحد تنفيذ مهمات متعددة.
الا ان السلاح الليزري وبالرغم من حسناته الكثيرة، فهو يعاني من تقييدات من حيث استعماله لا تقل اهمية عن فوائده، وتؤثر على منفعته العملانية.
يذكر في هذا المجال الاضطرابات الجوية ووهنه، اذ ان الاشعة الليزرية عند انتشارها وتقدمها جوا، فانها قد تتأثر بالجزيئات المنتشرة في الجو كالغبار والدخان بخار الماء او الاضطرابات الجوية التي تمتص الشعاع، تلويه او تبدده. تستخدم الاسلحة الليزرية لمواجهة هذه العوامل وضبط الاشعة. تستعمل الاسلحة تلك البصريات التكيفية التي تعوض الانحراف الجوي للشعاع الجوي. لن تتأثر الليزرات الفضائية الا عندما استعمالها ضد اهداف واقعة في الغلاف الجوي. اما التغيير الثاني فهو الاعتماد على خط البصر، تتطلب الاسلحة الليزرية خط بصر مباشراً للاشتباك بأهدافها. وعليه فان استعمال هذه الاسلحة ليس مجدياً ضد الاهداف المختبئة او المحصنة. هنا، يمكن للقذائف التمتع بقدرات خرق مهمة، كما ويمكنها اتباع مسرى منحن بالستي لضرب هذا النوع من الأهداف.
اما التغيير الثالث، فيخص من جهته ملاءمة الاهداف، بحيث ان الاسلحة الليزرية هي الافضل ملاءمة للأهداف التي تتطلب سرعة ودقة كبيرتين في الاشتباك بها، مثل القذائف الصاروخية، الصواريخ او قذائف المدفعية اثناء طيرانها، او الاهداف التي يمكن تدميرها او تعطيلها عبر تركيز الاضرار على بقعة صغيرة من هذه الاهداف نذكر الآليات الرقيقة البدن. اما بالنسبة للهيكليات الصلبة على غرار الملاجىء المحصنة او حتى المباني، فان اثر الاسلحة الليزرية ضعيف. وفي ما يخص الآليات المدرعة، تظهر تلك الاسلحة فعاليتها في تعطيل المكونات الحساسة مثل الهوائيات، المستشعرات وخزانات الوقود الخارجية.
يعتبر الطول الموجي الوحيد تقييداً ايضاً: ترسل اطوال موجية مختلفة الطاقة بشكل افضل في ظروف مناخية مختلفة. تولد الليزرات الكيميائية والصلبة طاقة خفيفة على طول موجي واحد او على مجموعة صغيرة من الاطوال الموجية. يمكن مؤالفة الليزر ذي الالكترونيات الحرة مع مجموعة واسعة من الاطوال الموجية لتلبية متطلبات خاصة، لكن هذه المؤالفة تدخل عملية طويلة لاحداث التغييرات الملائمة للنظام البصري او تتطلب ادخال آلية معقدة جداً في تصميم الليزر.
من التقييدات أيضاً المشاكل المرتبطة بسلامة العين، بحيث تشكل هذه السلامة قلقاً اساسياً عند استخدام الاسلحة الليزرية في حين ان بعض الليزرات الكيميائية تعمل على اطوال موجية آمنة للعين، الا ان الامر بالنسبة لليزرات الصلبة العالية القوة فهو مختلف. لا تمتص الاهداف اي طاقة ليزرية، لذا يتم عكسها او تشتيتها، مما يجعلها خطرة على عيون العديد منهم الصديق الذي لا يضع حماية لعيونه ضد اشعة الليزر او المدنيون المتواجدون في جوار الهدف. لذا يجري العمل حالياً على ابتكار تصاميم لليزرات صلبة عالية الطاقة تعمل في الحيز الآمن للعين من الطيف الكهرمغناطيسي.
اما بالنسبة للوقود الكيميائي والانبعاثات، فان الليزرات الكيميائية تتطلب انواعاً متعددة من الوقود وهي تولد انبعاثات عندما ترمي. تتطلب بعض انواع الوقود عدة نظم امان بالاضافة الى خطط التخفيف من المجازفة. بعض الانواع الاخرى من الوقود آمنة نسبياً حيث تتصاعد بعض الانبعاثات بشكل عال في الجو.
وعلى نحو آخر، حصلت شركة Quantel Laser على عقد لعدة سنوات بقيمة ٧ ملايين دولار لتأمين اجهزة الليزر التي ستركب في حاضن، يركب بدوره على جناح طائرة مقاتلة مثل Rafale من انتاج شركة Dassault. ستؤمن الليزرات الخاصة بالطائرة العسكرية القياس عن بعد بالاضافة الى وظائف التأشير على الاهداف. تقوم Quantel Lasers بتصميم الليزرات الصلبة والعالية الطاقة وتصنيعها للتطبيقات العلمية، الصناعية، العسكرية والطبية. يغطي هذا العقد سلسلة انتاج خاصة من الليزرات ويتبع التطوير الناجح الذي نفذته Quantel لجهاز الليزر الطلب الصغير وتسليمها نماذج انتاج عدة سابقة. تقوم ايضاً كل من الولايات المتحدة، الصين، روسيا، الهند ودول اخرى بجهود كبيرة في ميدان الليزرات القتالية للطائرات، الشاحنات وآليات اخرى.
اميركياً، يذكر ان شركة General Atomics المصنعة لليزر العالي الطاقة Hellads الذي تبلغ قوته ١٥٠ كيلوواط، ستقوم باختباره في حقل White Sands لرماية الصواريخ في ولاية New Mexico. ستتم برهنة اداء هذا الجهاز الليزري الصلب في العام ٢٠١٨ على المدمرة Paul Foster من فئة Spruance والمنفاة من الخدمة فهي تخدم اليوم كسفينة للاختبارات الدفاعية لصالح البحرية الاميركية في Huemane في ولاية كاليفورنيا. لقد ضاعف الليزر من الجيل الثالث فعالية تحويل الطاقة الكهربائية الى بصرية فحسن من نوعية الشعاع وخفض ايضاً الحجم والوزن.
تتضمن الوحدة الليزرية، بطاريات عالية الطاقة من نوع "Lithium - ion" والسائل المبرد لليزر والبطاريات، وخلية ليزرية او اكثر وبصريات لتنظيف الشعاع وجعله مستقراً.
ذلك قبل ان يدخل في التلسكوب الموجه للشعاع. تعتبر خلية الوحدة مولداً ليزرياً، ينتج شعاعاً بقوة ٧٥ كيلوواط. يمكن جمع عدة وحدات سوياً لانتاج شعاع بقوة تتراوح بين ١٥٠ و٣٠٠ كيلوواط. اما الخطوة اللاحقة، فتتمثل بليزر بقوة ١٢٠ كيلوواط ويخطط لاختباره في اوائل العشرينيات من القرن الحالي، كما تنوي شركة GA-ASI عرض نظام Gen 3 الذي يسمح حجمه بنقل طائرة دون طيار نوع Avenger تنتجها GA-ASI لوحدة ليزرية جوية بقوة ١٥٠ كيلوواط للطائرة Avenger ما يكفي من طاقة لإعادة شحن بطاريات الوحدة اثناء الطيران.
يهدف مختبر ابحاث سلاح الجو الاميركي الى برهنة اداء ليزر بقوة تزيد عن ١٠٠ كيلوواط مركب على مقاتلة مع حلول العام ٢٠٢٢. كما ويريد السلاح دمج نظم الليزر القتالية على المقاتلات المستقبلية في ثلاثينات القرن الحالي.
استثمرت Rheinmetall من جهتها تمويلاً ضخماً جداً في تصميم ليزرات عالية الطاقة (High Energy Lasers) وتطويرها لتطبيقات ارض المعركة وعرضت نظاماً مدمجاً على آلية مدرّعة متعددة الادوار، ثمانية الدفع ٨٨ نوع Boxer. وخلال الاختبارات والتجارب التي جرت مؤخرا في سويسرا، عرضت Rheinmetall ليزرها مدمجاً على ثلاث آليات وهي Boxer، ناقلة جند نوع M113 من Ruag Defence، وشاحنة محمية للاراضي الوعرة، ثمانية الدفع ٨٨ من انتاج Tatra. وقد اعطب الليزر رشاشاً ثقيلاً مركباً على شاحنة صغيرة. يتم حاليا، تصميم آلية Boxer وفقاً لليزر بقوة ٥ كيلوواط و١٠ كيلوواط وهما مماثلان من حيث الوزن والحجم.
كشفت اسرائيل العام الماضي عن النظام الليزري العالي الطاقة (HEL) IRON BEAM لتدمير القذائف الصاروخية قذائف الهاون، والطائرات دون طيار على مديات قريبة. تم كشف النظام في معرض Singapore Airshow ويستخدم ليزرين صلبين ذوي طاقة تقدر بعدة كيلوواطات. يدمر هذا النظام القذائف المقتربة على بعد ٢ كلم.
حصلت شركة Lockheed Martin Aculight في شباط ٢٠١٤ على عقد بقيمة ٢٥١٦٢٦٥٤ دولاراً بشأن ليزر ليفي ذي طاقة عالية متحد الاطياف بقوة ٦٠ كيلوواط لدعم عملية المبرهن النقال (Mobile Demonstrator) لليزر العالي الطاقة (HEL).
كشفت Raytheon عن سلاحها ذي الطاقة الموجهة من الجيل الجديد في معرض Farnborough Air Show وقد عرضت شريطاً فيديوياً يظهر نظام الاسلحة الليزرية (Laser Weapons Systems - LaWS) وهو سلاح ذي ليزرات ستة يركز على هدف واحد، مشتبكاً ومدمراً طائرة دون طيار من على متن سفينة للبحرية الاميركية في البحر.
في العام ٢٠١٢، تعقب سلاح ليزري بناه الفرع الالماني من MBDA، قذائف مدفعية ودمرها، وقد صرح مسؤولو الشركة ان نموذجاً عسكرياً قد يكون جاهزاً بعد ثلاث سنوات. تبلغ طاقة النظام ٤٠ كيلوواط ويعتمد على اربعة مصادر بقوة ١٠ كيلوواط لكل منها، أمنها الفرع الالماني من شركة IPG Photonics. اطلق هذا الليزر على اهداف على بعد ٢ كلم وعلى ارتفاع قدر بكيلومتر واحد. وخلال الاختبارات، تم الاستهداف المسبق بواسطة ليزر التنوير والليزر المؤثر وذلك عبر استخدام كل من الرادار ونظام عامل بالاشعة تحت الحمراء من Airbus Defence & Space. استخدم بعد ذلك نظام تحكم متعدد الطبقات، يتضمن نظام معالجة صورة طورته الشركة، استخدم لتركيز الليزر على الهدف على مدى قصير. برهنت الاختبارات نوعية شعاع الليزر المستخدم الجيدة وجمع الاشعة ذات فقد منخفض.
الى ذلك، ستحمل حاملات الطائرات الاميركية من الجيل المقبل مجموعة من الليزرات والاسلحة ذات الطاقة الموجهة وذلك بحسب ضباط في البحرية الاميركية. الذين قالوا ان البحرية الاميركية تدرس امكانية تحميل الحاملة Gerald Ford باسلحة ليزرية.
ووفق التقارير الواردة، فان الحاملة Gerald Ford يمكنها توليد طاقة كهربائية قدرها ١٣٨٠٠ فولط، اي بنسبة ثلاث مرات اكثر من حاملات فئة Nimitz التي يمكنها توليد ٤١٦٠ فولت. سيتم استعمال البعض من الطاقة الكهربائية على الحاملة Gerald Ford لنظام اطلاق الطائرات الكهرمغناطيسي (Electro - Magnetic Aircraft Launch Systems - EMALS) اما الباقي فيستعمل لامور مثل الاسلحة ذات الطاقة الموجهة والمدفعية ذات السكك الكهربائية.
طورت Boeing من جانبها مدفعا ليزريا، مصمما خصيصا لتحويل الطائرات دون طيار الى حطام مشتعل.
في العرض البرهاني، استخدمت Boeing الليزر لاحداث خرق في هيكل ثابت لطائرة دون طيار مصنوع من مواد مركبة، لاظهار السرعة التي يدمر فيها الليزر الطائرة. كانت ثانيتان من ارسال طاقة كاملة، كافيتين لاضرام النار في الهدف. لم يسمع اي دوي ولم يشاهد اي شعاع.
فعوضا عن الليزر المركب على شاحنة خاصة، فان هذا النظام الصغير الحجم هو صغير بما فيه الكفاية ليستقر في اربعة صناديق بحجم حقيبة يركبه جنديان او تقنيان في غضون دقائق قليلة.
يتميز النظام بالدقة يجعل الليزر المركب عليه بالاضافة الى جهاز الاستقرار الافقي الجاهز تجاريا يجعلان منه دقيقا بما يلزم لاستهداف اجزاء مختلفة من الطائرة دون طيار.
يمكن لسلاح Boeing الجديد، وحسب سرعة تحرك الهدف ومسافته، اطلاق ليزره ضمن مسافة انش او اثنين على ما يراد اصابته. يتم التحكم بالليزر بواسطة جهاز تحكم نموذجي نوع Xbox 360.
Solid-State Laser
Fiber Laser
Free Electron Laser
hellads laser weapon system
High Energy Lasers
HEL) IRON BEAM
Mobile Demonstrator
Laser Weapons Systems - LaWS
Electro - Magnetic Aircraft Launch Systems - EMALS
https://www.youtube.com/watch?v=HQ3Ob9IF_w8
اعداد يوسف صادق
سيطرت الاسلحة التي ترمي القذائف ذات الدفع الذي تحققه التفاعلات الكيميائية مثل الرصاص، قذائف المدفعية، الصواريخ، سيطرت على المستوى التكتي في الحرب على مر قرون من الزمن.
اما اليوم ومع التقدم السريع في تكنولوجيا الليزرات العالية الطاقة، يُسمح بتطبيق مبادىء فيزيائية في فئة جديدة من الاسلحة. وعليه، فان تطوير الليزرات العالية الطاقة مع قدرات عسكرية، يقود الى انتاج اسلحة ذات شعاع خفيف ينقل الطاقة الى الاهداف عبر الضوء الكثيف.
تتوفر الليزرات في انواع شتى ومنها، الليزرات الكيميائية التي تعتمد على العناصر الكيميائية لتوليد طاقتها البالغة مستويات تقدر بعدة ميغاوات.
هناك ايضا الليزرات الصلبة (Solid State Laser) والليزرات الليفية (Fiber Laser) والليزرات ذات الالكترونيات الحرة (Free Electron Laser).
تتعدد الاستعمالات العسكرية للاسلحة الليزرية ما بين العمليات الهجومية والعمليات الدفاعية، بحيث تؤمن في اطار العمليات الهجومية، القدرات لاحداث التأثيرات التدميرية وغير التدميرية ضد مجموعة من الاهداف الملائمة، وفي اغلب الاحيان كمكمّل للاسلحة الكيميائية وذات الطاقة الحركية. اما في ما يتعلق بالعمليات الدفاعية، فتؤمن الاسلحة الليزرية للمنصات الجوية، البرية، البحرية والفضائية القدرة على الدفاع عن نفسها، عن المنصات الاخرى والمناطق الجغرافية. يمكنها الدفاع ايضا ضد الصواريخ، الطائرات، القنابل، قذائف المدفعية او القذائف الصاروخية عبر تدميرها او اعطابها قبل ان تطال اهدافها. اما في ما يختص بالدفاع الصاروخي، فباستطاعة الليزرات ان تؤمن دفاعاً محدداً لهدف محدد او دفاع منطقة ضد الصواريخ البالستية لمسرح المعارك والصواريخ الجوالة كمكمّل للصواريخ الدفاعية.
العمليات الهجومية
من المؤكد ان الليزرات تركز على الاهداف طاقة اقل تدميراً بكثير من الذخائر الاضخم الكيميائية والعاملة على الطاقة الحركية. وعليه فان التطبيقات الهجومية لليزرات ستكون مخصصة للمهمات حيث خصائص الدقة، تعدد الاشتباكات والسرعة اهم بكثير من التدميرية الصرفة.
يلائم السلاح الليزري في العمليات الجوية، الاعمال المتعلقة بمكافحة التمرد ومكافحة الارهاب، بالاضافة الى الادوار الاخرى فمثلا، تصبح الطائرات المسلحة بالليزر مثالية للمهمات التي تتطلب اشتباكات جو - جو متعددة لفترات طويلة.
يمكن للسلاح الليزري ذاته ان يؤمن دفاعاً نشطاً ضد الصواريخ ارض - جو، الصواريخ جو - جو او الطائرات، ويمكن ان تضرب اهدافاً على الارض، مؤمنة بذلك قدرة جو - ارض مهمة جدا. اضف الى ذلك، ان دقة الاسلحة تلك ومداها وقابليتها على الضبط كلها ميزات تسمح بمضاعفة اساسية في الدقة الى جانب القوة التدميرية التي تحدثها الضربة الجوية. قد تخفض هذه الخصائص منطقة الاضرار التي تحدثها القنابل الصغيرة القطر من عدة امتار مربعة الى عدة سنتيمترات مربعة، الامر الذي يتيح الاشتباك باهداف دقيقة مع اضرار جانبية معدومة او قليلة، مما يسمح بالدعم الجوي القريب للقوات البرية المشتبكة مع القوات المعادية في اراضي مدينية او حيث يتواجد السكان والمدنيون.
تشكل الاسلحة الليزرية اسلحة قنص ممتازة في العمليات البرية، لان حجمها، وزنها وافتقارها الى قدرة خرق التدريع الثقيل وقدرة الخرق العميق، تجعل من التطبيقات الهجومية لهذا النوع من الاسلحة في القتال البري مخصصاً للعمليات التي تستوجب دقة، ووقت اشتباك بسرعة الضوء، قابلية على الضبط واضراراً جانبية في الحد الادنى. اما في ما يتعلق بالمهمات المضادة للقناصين، اذا جمع مثلا سلاح ليزري بمستشعرات سمعية وبصرية التي تتعقّب الرصاصات من موقع الاطلاق، فيتم عندئذ وبشكل شبه فوري تسديد السلاح للاشتباك في القناص قبل تَدَرُئه. تجعل خصائص السلاح الليزري من حيث الخفاء سلاح قنص مثالياً لان شعاعها غير مرئي وليس له اي لهب يخرج من الفوهة ولا يحدث صوتاً ولا ارتداداً. وفي اغلبية الظروف المناخية، فان السبيل الوحيد للعدو ان يعرف انه تم الاشتباك به بواسطة الليزر هو الاثر الذي احدثه الليزر على الهدف.
اما في حالات قمع التمرد وعمليات فرض الاستقرار والدعم، فقد يستعمل السلاح الليزري لقتل او لإيقاف المسلحين المختبئين وراء الجمهور فيما الاسلحة الاخرى قد تلحق الاذى بالمدنيين الابرياء.
كذلك في العمليات الدفاعية، يفرض السلاح الليزري نفسه في اطار العمليات البرية، من حيث القدرة على الانتشار والحركية دون المسّ بالقدرة على البقاء، وفي العمليات البحرية فان من الطبيعي ان تشغل الاسلحة بواسطة السفن الكهربائية، اما الاستعمال الاهم قد يكون في مجال الدفاع الصاروخي البالستي اذ يعتمد السلاح الليزري الدقة ويخفض من تكاليف الصواريخ مثل PAC-3.
يغدو فهم القدرات والتقييدات لاستعمال الاسلحة الليزرية، في ما يتعلق بتقدير كيفية تأثير هذه الاسلحة ومواصفاتها على الحرب في المستقبل. تقدم الاسلحة الليزرية، على الوجه العام، فرصاً جدية للاشتباك السريع والدقيق بالاهداف، فضلا عن المرونة الممتازة والتجهيزات الخفيفة.
من القدرات التي تقدمها الاسلحة الليزرية نذكر الرماية العالية المرونة وبسرعة الضوء، تشتبك هذه الانواع من الاسلحة بأهدافها بسرعة الضوء، اذ انها تتميز عن القذائف، بشكل اساسي، بغياب وقت الطيران.
الامر الذي يجعل منها اسلحة ملائمة جدا للاشتباك بالاهداف المناورة القريبة مثل الصواريخ جو - جو وارض جو، الطائرات دون طيار والصواريخ الجوالة. يضاف الى هذه الاهداف، تلك البالستية البالغة السرعة مثل القذائف الصاروخية، قذائف المدفعية المباشرة، قذائف الدبابات وقذائف الهاون.
ليس من المطلوب عمليات احتساب ورماية قذيفة على مسرى اعتراض، تكون بمثابة هدف، كما هي الحال مع الصواريخ الموجهة. على كل حال، تتطلب الاسلحة الليزرية بعض الوقت لاكتساب الاهداف وتعقبها وعليها التركيز على الهدف بما يلزم من الوقت عدة ثوان لجمع الطاقة الكافية لتدميره او اعطابه.
تتميز الاسلحة الليزرية ايضا بالاشتباك بعدة اهداف وباعادة استهداف سريعة. بامكان الاسلحة الليزرية او تشتبك بسرعة كبيرة بعدة اهداف وهي مقيدة على نحو كبير بقدرتها على اعادة التموين بالوقود، الطاقة الكهربائية او تصريف الحرارة الزائدة، وذلك لان الاسلحة الليزرية ليس لها الا عددا قليلا من الاجزاء المتحركة، وهي مشغلة بشكل مستمر او يعاد شحنها من خلال تعبئة خزاناتها الكيميائية او محطاتها الكهربائية. لا يتطلب الانتقال من الرماية على هدف الى الرماية على آخر سوى اعادة ضبط المرايا واعادة تركيزها. وعليه فان الاسلحة الليزرية ملائمة جدا لانواع الاشتباكات التي تفترض التعامل مع الرشقات المدفعية او رشقات القذائف الصاروخية.
تعتمد الاسلحة الليزرية من بين الميزات التي تتمتع بها، على المخازن العميقة، اذ ان الليزرات تستهلك الوقود الكيميائي او الكهرباء فحسب، وبهذه الحالة تقيد عدد الرمايات فقط بكمية الوقود الكيميائي المتوفرة او في ما يخص الليزرات الصلبة بالوقود المتوفرة لتشغيل مصدر الطاقة الكهربائية.
الميزة الثالثة التي تتمتع بها الاسلحة الليزرية تتمثل في التكلفة المتدرجة المتدنية للطلقة. يستدل على ذلك بحيث ان التكلفة المتدرجة لكل طلقة هي اساسيا تكلفة الذخيرة المستهلكة. تستهلك نظم الصواريخ الموجهة الكثير من التجهيزات الباهظة التكلفة مثل المحركات الصاروخية، نظم التوجيه، الكترونيات الطيران، الباحثات، الهياكل الجوية... اما الاسلحة الليزرية، من جانبها، تستهلك الطاقة فحسب. تعد التكلفة بالنسبة للطلقة المتدرجة اساسيا تكلفة الوقود الكيميائي او الوقود المطلوب لتوليد الكهرباء اللازمة لتشغيل الليزر الصلب او الليزر ذي الالكترونات الحرة وتميل التكاليف هنا الى ان تكون منخفضة تعتمد تكلفة استخدام نظم الاسلحة الليزرية على تطوير النظم، بنائها، نشرها وصيانتها، وليس على الذخيرة التي ترميها. تبقى التكلفة ثابتة نسبيا سواء رمى النظام طلقة ام الف طلقة. في ما يتعلق بالاسلحة الليزرية، تساعد التكلفة المتدرجة المنخفضة للطلقة على تقليص المشاكل المتعلقة بقوائم الجرد التي يمكنها اعاقة اسلحة مثل نظم الصواريخ العالية التقدم لكن الباهظة التكلفة.
تتمتع الاسلحة الليزرية بدقة وقدرة ضبط استثنائيتين، فعند اشعارها من قبل الرادار او المستشعرات الاخرى، تستخدم شعاعا منخفض الطاقة لاكتساب اهدافها وتعقبها. يمكن لهذا الشعاع ان يركز على اي مكان من الهدف بدقة عالية قبل اطلاق الليزر العالي الطاقة المضبط عليه، الذي يحدث المستوى المطلوب من الاضرار على النقطة المعينة على الهدف. وللقيام بهذه العملية، يمكن ضبط مستويات طاقة السلاح الليزري. اضف الى ذلك، فانه يمكن تغيير وقت التركيز على الهدف لضبط كمية الضرر اللاحق. تجتمع الدقة والقابلية على الضبط للسماح بقدرة ضرب دقيق استثنائية، لا تولد اضرارا جانبية او تحد منها، كما وتسمح ايضا بتطبيقات تدميرية وغير تدميرية. لا تتطلب الاسلحة الليزرية دعما لوجستيا كبيرا. بالفعل، وخلافا للمدفعية التي تستوجب اعادة تموين بالذخيرة او الصواريخ التي يجب استبدالها عند رمايتها، تتطلب الاسلحة الليزرية وقودا كيميائيا اضافيا او وقودا لتوليد الكهرباء اللازمة لتوليد الطاقة. في ما خص الليزرات الصلبة المشغلة كهربائيا او الليزرات ذات الالكترونات الحرة (FEL)، يلغي الامر الحاجة الى نقل الذخائر، تخزينها وتلقيمها، مما يقود الى دورة لوجستية قصيرة جدا. في ما يتعلق بالوقود الخاص بالليزر الكيميائي، فانه يمكن اعادة التموين عبر خزانات وقود تعبئها الشركة، وتنقل على متن آليات شحن نموذجية.
اخيرا تشكل المرونة علامة فارقة في مجال الاسلحة الليزرية، اذ ان هذا النوع من الاسلحة تضميني وقابل للتوسيع. يمكن جمع عدة وحدات ليزرية متشابهة لتوليد ليزر عالي الطاقة. كما يمكن ايضا تصميمها لتتطابق مع قدرة الحمل لمنصات مختلفة. وعلى عكس المدفعية والصواريخ التي تصمم لمهمات محددة، يمكن لليزر واحد تنفيذ مهمات متعددة.
الا ان السلاح الليزري وبالرغم من حسناته الكثيرة، فهو يعاني من تقييدات من حيث استعماله لا تقل اهمية عن فوائده، وتؤثر على منفعته العملانية.
يذكر في هذا المجال الاضطرابات الجوية ووهنه، اذ ان الاشعة الليزرية عند انتشارها وتقدمها جوا، فانها قد تتأثر بالجزيئات المنتشرة في الجو كالغبار والدخان بخار الماء او الاضطرابات الجوية التي تمتص الشعاع، تلويه او تبدده. تستخدم الاسلحة الليزرية لمواجهة هذه العوامل وضبط الاشعة. تستعمل الاسلحة تلك البصريات التكيفية التي تعوض الانحراف الجوي للشعاع الجوي. لن تتأثر الليزرات الفضائية الا عندما استعمالها ضد اهداف واقعة في الغلاف الجوي. اما التغيير الثاني فهو الاعتماد على خط البصر، تتطلب الاسلحة الليزرية خط بصر مباشراً للاشتباك بأهدافها. وعليه فان استعمال هذه الاسلحة ليس مجدياً ضد الاهداف المختبئة او المحصنة. هنا، يمكن للقذائف التمتع بقدرات خرق مهمة، كما ويمكنها اتباع مسرى منحن بالستي لضرب هذا النوع من الأهداف.
اما التغيير الثالث، فيخص من جهته ملاءمة الاهداف، بحيث ان الاسلحة الليزرية هي الافضل ملاءمة للأهداف التي تتطلب سرعة ودقة كبيرتين في الاشتباك بها، مثل القذائف الصاروخية، الصواريخ او قذائف المدفعية اثناء طيرانها، او الاهداف التي يمكن تدميرها او تعطيلها عبر تركيز الاضرار على بقعة صغيرة من هذه الاهداف نذكر الآليات الرقيقة البدن. اما بالنسبة للهيكليات الصلبة على غرار الملاجىء المحصنة او حتى المباني، فان اثر الاسلحة الليزرية ضعيف. وفي ما يخص الآليات المدرعة، تظهر تلك الاسلحة فعاليتها في تعطيل المكونات الحساسة مثل الهوائيات، المستشعرات وخزانات الوقود الخارجية.
يعتبر الطول الموجي الوحيد تقييداً ايضاً: ترسل اطوال موجية مختلفة الطاقة بشكل افضل في ظروف مناخية مختلفة. تولد الليزرات الكيميائية والصلبة طاقة خفيفة على طول موجي واحد او على مجموعة صغيرة من الاطوال الموجية. يمكن مؤالفة الليزر ذي الالكترونيات الحرة مع مجموعة واسعة من الاطوال الموجية لتلبية متطلبات خاصة، لكن هذه المؤالفة تدخل عملية طويلة لاحداث التغييرات الملائمة للنظام البصري او تتطلب ادخال آلية معقدة جداً في تصميم الليزر.
من التقييدات أيضاً المشاكل المرتبطة بسلامة العين، بحيث تشكل هذه السلامة قلقاً اساسياً عند استخدام الاسلحة الليزرية في حين ان بعض الليزرات الكيميائية تعمل على اطوال موجية آمنة للعين، الا ان الامر بالنسبة لليزرات الصلبة العالية القوة فهو مختلف. لا تمتص الاهداف اي طاقة ليزرية، لذا يتم عكسها او تشتيتها، مما يجعلها خطرة على عيون العديد منهم الصديق الذي لا يضع حماية لعيونه ضد اشعة الليزر او المدنيون المتواجدون في جوار الهدف. لذا يجري العمل حالياً على ابتكار تصاميم لليزرات صلبة عالية الطاقة تعمل في الحيز الآمن للعين من الطيف الكهرمغناطيسي.
اما بالنسبة للوقود الكيميائي والانبعاثات، فان الليزرات الكيميائية تتطلب انواعاً متعددة من الوقود وهي تولد انبعاثات عندما ترمي. تتطلب بعض انواع الوقود عدة نظم امان بالاضافة الى خطط التخفيف من المجازفة. بعض الانواع الاخرى من الوقود آمنة نسبياً حيث تتصاعد بعض الانبعاثات بشكل عال في الجو.
وعلى نحو آخر، حصلت شركة Quantel Laser على عقد لعدة سنوات بقيمة ٧ ملايين دولار لتأمين اجهزة الليزر التي ستركب في حاضن، يركب بدوره على جناح طائرة مقاتلة مثل Rafale من انتاج شركة Dassault. ستؤمن الليزرات الخاصة بالطائرة العسكرية القياس عن بعد بالاضافة الى وظائف التأشير على الاهداف. تقوم Quantel Lasers بتصميم الليزرات الصلبة والعالية الطاقة وتصنيعها للتطبيقات العلمية، الصناعية، العسكرية والطبية. يغطي هذا العقد سلسلة انتاج خاصة من الليزرات ويتبع التطوير الناجح الذي نفذته Quantel لجهاز الليزر الطلب الصغير وتسليمها نماذج انتاج عدة سابقة. تقوم ايضاً كل من الولايات المتحدة، الصين، روسيا، الهند ودول اخرى بجهود كبيرة في ميدان الليزرات القتالية للطائرات، الشاحنات وآليات اخرى.
اميركياً، يذكر ان شركة General Atomics المصنعة لليزر العالي الطاقة Hellads الذي تبلغ قوته ١٥٠ كيلوواط، ستقوم باختباره في حقل White Sands لرماية الصواريخ في ولاية New Mexico. ستتم برهنة اداء هذا الجهاز الليزري الصلب في العام ٢٠١٨ على المدمرة Paul Foster من فئة Spruance والمنفاة من الخدمة فهي تخدم اليوم كسفينة للاختبارات الدفاعية لصالح البحرية الاميركية في Huemane في ولاية كاليفورنيا. لقد ضاعف الليزر من الجيل الثالث فعالية تحويل الطاقة الكهربائية الى بصرية فحسن من نوعية الشعاع وخفض ايضاً الحجم والوزن.
تتضمن الوحدة الليزرية، بطاريات عالية الطاقة من نوع "Lithium - ion" والسائل المبرد لليزر والبطاريات، وخلية ليزرية او اكثر وبصريات لتنظيف الشعاع وجعله مستقراً.
ذلك قبل ان يدخل في التلسكوب الموجه للشعاع. تعتبر خلية الوحدة مولداً ليزرياً، ينتج شعاعاً بقوة ٧٥ كيلوواط. يمكن جمع عدة وحدات سوياً لانتاج شعاع بقوة تتراوح بين ١٥٠ و٣٠٠ كيلوواط. اما الخطوة اللاحقة، فتتمثل بليزر بقوة ١٢٠ كيلوواط ويخطط لاختباره في اوائل العشرينيات من القرن الحالي، كما تنوي شركة GA-ASI عرض نظام Gen 3 الذي يسمح حجمه بنقل طائرة دون طيار نوع Avenger تنتجها GA-ASI لوحدة ليزرية جوية بقوة ١٥٠ كيلوواط للطائرة Avenger ما يكفي من طاقة لإعادة شحن بطاريات الوحدة اثناء الطيران.
يهدف مختبر ابحاث سلاح الجو الاميركي الى برهنة اداء ليزر بقوة تزيد عن ١٠٠ كيلوواط مركب على مقاتلة مع حلول العام ٢٠٢٢. كما ويريد السلاح دمج نظم الليزر القتالية على المقاتلات المستقبلية في ثلاثينات القرن الحالي.
استثمرت Rheinmetall من جهتها تمويلاً ضخماً جداً في تصميم ليزرات عالية الطاقة (High Energy Lasers) وتطويرها لتطبيقات ارض المعركة وعرضت نظاماً مدمجاً على آلية مدرّعة متعددة الادوار، ثمانية الدفع ٨٨ نوع Boxer. وخلال الاختبارات والتجارب التي جرت مؤخرا في سويسرا، عرضت Rheinmetall ليزرها مدمجاً على ثلاث آليات وهي Boxer، ناقلة جند نوع M113 من Ruag Defence، وشاحنة محمية للاراضي الوعرة، ثمانية الدفع ٨٨ من انتاج Tatra. وقد اعطب الليزر رشاشاً ثقيلاً مركباً على شاحنة صغيرة. يتم حاليا، تصميم آلية Boxer وفقاً لليزر بقوة ٥ كيلوواط و١٠ كيلوواط وهما مماثلان من حيث الوزن والحجم.
كشفت اسرائيل العام الماضي عن النظام الليزري العالي الطاقة (HEL) IRON BEAM لتدمير القذائف الصاروخية قذائف الهاون، والطائرات دون طيار على مديات قريبة. تم كشف النظام في معرض Singapore Airshow ويستخدم ليزرين صلبين ذوي طاقة تقدر بعدة كيلوواطات. يدمر هذا النظام القذائف المقتربة على بعد ٢ كلم.
حصلت شركة Lockheed Martin Aculight في شباط ٢٠١٤ على عقد بقيمة ٢٥١٦٢٦٥٤ دولاراً بشأن ليزر ليفي ذي طاقة عالية متحد الاطياف بقوة ٦٠ كيلوواط لدعم عملية المبرهن النقال (Mobile Demonstrator) لليزر العالي الطاقة (HEL).
كشفت Raytheon عن سلاحها ذي الطاقة الموجهة من الجيل الجديد في معرض Farnborough Air Show وقد عرضت شريطاً فيديوياً يظهر نظام الاسلحة الليزرية (Laser Weapons Systems - LaWS) وهو سلاح ذي ليزرات ستة يركز على هدف واحد، مشتبكاً ومدمراً طائرة دون طيار من على متن سفينة للبحرية الاميركية في البحر.
في العام ٢٠١٢، تعقب سلاح ليزري بناه الفرع الالماني من MBDA، قذائف مدفعية ودمرها، وقد صرح مسؤولو الشركة ان نموذجاً عسكرياً قد يكون جاهزاً بعد ثلاث سنوات. تبلغ طاقة النظام ٤٠ كيلوواط ويعتمد على اربعة مصادر بقوة ١٠ كيلوواط لكل منها، أمنها الفرع الالماني من شركة IPG Photonics. اطلق هذا الليزر على اهداف على بعد ٢ كلم وعلى ارتفاع قدر بكيلومتر واحد. وخلال الاختبارات، تم الاستهداف المسبق بواسطة ليزر التنوير والليزر المؤثر وذلك عبر استخدام كل من الرادار ونظام عامل بالاشعة تحت الحمراء من Airbus Defence & Space. استخدم بعد ذلك نظام تحكم متعدد الطبقات، يتضمن نظام معالجة صورة طورته الشركة، استخدم لتركيز الليزر على الهدف على مدى قصير. برهنت الاختبارات نوعية شعاع الليزر المستخدم الجيدة وجمع الاشعة ذات فقد منخفض.
الى ذلك، ستحمل حاملات الطائرات الاميركية من الجيل المقبل مجموعة من الليزرات والاسلحة ذات الطاقة الموجهة وذلك بحسب ضباط في البحرية الاميركية. الذين قالوا ان البحرية الاميركية تدرس امكانية تحميل الحاملة Gerald Ford باسلحة ليزرية.
ووفق التقارير الواردة، فان الحاملة Gerald Ford يمكنها توليد طاقة كهربائية قدرها ١٣٨٠٠ فولط، اي بنسبة ثلاث مرات اكثر من حاملات فئة Nimitz التي يمكنها توليد ٤١٦٠ فولت. سيتم استعمال البعض من الطاقة الكهربائية على الحاملة Gerald Ford لنظام اطلاق الطائرات الكهرمغناطيسي (Electro - Magnetic Aircraft Launch Systems - EMALS) اما الباقي فيستعمل لامور مثل الاسلحة ذات الطاقة الموجهة والمدفعية ذات السكك الكهربائية.
طورت Boeing من جانبها مدفعا ليزريا، مصمما خصيصا لتحويل الطائرات دون طيار الى حطام مشتعل.
في العرض البرهاني، استخدمت Boeing الليزر لاحداث خرق في هيكل ثابت لطائرة دون طيار مصنوع من مواد مركبة، لاظهار السرعة التي يدمر فيها الليزر الطائرة. كانت ثانيتان من ارسال طاقة كاملة، كافيتين لاضرام النار في الهدف. لم يسمع اي دوي ولم يشاهد اي شعاع.
فعوضا عن الليزر المركب على شاحنة خاصة، فان هذا النظام الصغير الحجم هو صغير بما فيه الكفاية ليستقر في اربعة صناديق بحجم حقيبة يركبه جنديان او تقنيان في غضون دقائق قليلة.
يتميز النظام بالدقة يجعل الليزر المركب عليه بالاضافة الى جهاز الاستقرار الافقي الجاهز تجاريا يجعلان منه دقيقا بما يلزم لاستهداف اجزاء مختلفة من الطائرة دون طيار.
يمكن لسلاح Boeing الجديد، وحسب سرعة تحرك الهدف ومسافته، اطلاق ليزره ضمن مسافة انش او اثنين على ما يراد اصابته. يتم التحكم بالليزر بواسطة جهاز تحكم نموذجي نوع Xbox 360.
Solid-State Laser
Fiber Laser
Free Electron Laser
hellads laser weapon system
High Energy Lasers
HEL) IRON BEAM
Mobile Demonstrator
Laser Weapons Systems - LaWS
Electro - Magnetic Aircraft Launch Systems - EMALS
https://www.youtube.com/watch?v=HQ3Ob9IF_w8
http://www.arabdefencejournal.com/newdesign/article.php?categoryID=5&articleID=2399