واشنطن تسحب حاملة طائراتها من الخليج تزامناً مع تجربة صاروخية لطهران
بندر الدوشي- سبق- واشنطن: 5 حوادث خطيرة أظهرت بجلاء نوايا ملالي إيران نحو المنطقة وسادسها أمريكية، عبث جاء رغم اتفاقها النووي مع الغرب وواشنطن.. ففي فترة وجيزة انطلقت إيران بشكل مسعور لإثارة الخراب والفوضى في الدول المجاورة بشكل غير مسبوق، ولم يعد التدخل الإيراني في الشؤون الإقليمية همساً يعلمه فقط السياسيون والأمنيون، بل على العكس باتت تجاهر إيران بهذه التدخلات علناً، مرسلة مئات الأطنان من المتفجرات إلى البحرين والكويت واليمن، وما تبعها من تجسس، وواصلت إيران عدوانها على الشعب السوري عبر إرسال السلاح والبراميل المتفجرة وآلاف الجنود إلى سوريا والعراق، وقامت في الأسبوع الحالي بتجربة صاروخية خطيرة تهدد استقرار الشرق الأوسط، بخلاف انخراطها في تمويل الجماعات الإرهابية في كل أنحاء المنطقة، في وقت تنسحب حاملة الطائرات الأمريكية من الخليج، وهو ما عدّه مراقبون صِداماً قد يحرق المنطقة.
فاشية وتخريب
ويتساءل مراقبون ما الذي جنته المنطقة من الاتفاق النووي التي قادته ورعته إدارة "أوباما" بين الغرب وإيران، والذي بموجبه تجمّدت نشاطاتها النووية مع عدم تفكيك برنامجها النووي، سوى فكّ الخناق عن طهران وإطلاق يدها العابثة لتزيد من مستوى هجومها وتدخلها ضد الدول المجاورة؟ ثم ماذا حققت أمريكا من هذه الصفقة خصوصاً، وأن دول المنطقة لا يزعجها النووي الإيراني كثيراً، وإنما هو السلوك الإيراني الفاشي والتخريبي في المنطقة العربية؟
طموح توسعي
ووصف هذا الدور رئيس الاستخبارات السعودي السابق الأمير تركي الفيصل في حواره على قناة "سي إن إن" الأمريكية، أول أمس، بأنها دولة ذات طموحات توسعية أيديولوجية، وتسعى للتدخل في شؤون الدول العربية، مضيفاً أنهم -الإيرانيون- دائماً يحاولون إثارة الاضطرابات والانقسامات الطائفية في العالم العربي.
5 حوادث خطيرة
خمس حوادث خطيرة حصلت بعد الاتفاق النووي كانت تهدد بإشعال صراع كبير في المنطقة يخرج عن السيطرة؛ نظراً لمستوى التوتر المخيف الذي تعيشه المنطقة حالياً وسط حالة استقطاب كبيرة في الشرق الأوسط، بداية من البحرين؛ حيث واصلت طهران إرسال كل أنواع الشرور إلى البحرين، في محاولة منها لإرهابها وتحويلها إلى حديقة صغيرة تأتمر بولي الفقيه، ونجحت وزارة الداخلية البحرينية في عمليات متناسقة في ضبط متفجرات بكميات مهولة، وهي كميات كافية لتدمير المنامة عاصمة البحرين بشكل كامل، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى طرد السفير الإيراني من البحرين؛ احتجاجاً على سلوكها الإجرامي ضدها وضد دول المنطقة.
تجسس وتهريب
واستمرت إيران بسلوكها العدواني المستفز، في هذه المرة كانت الكويت على قائمة الدول المستهدفة من قبل نظام الملالي؛ حيث قامت بزرع خلايا تجسس وتهريب أسلحة متطورة تكفي لاحتلال جزء كبير من الكويت، وهو مخطط يقول خبراء أمنيون إنه كان في مراحله الأخيرة، وعُثر على أكثر من 19 طناً من الذخيرة وأسلحة متطورة وأجهزة تنصت وقذائف صاروخية كانت ستساعد في تدبير عملية استخباراتية تخريبية كبيرة لا تتقنها إلا إيران.
خبراء وأسلحة
وفي اليمن ورغم الحصار الذي تفرضه دول التحالف العربي على اليمن، حاولت إيران تهريب أسلحة متطورة وصورايخ محمولة على الكتف؛ لإسقاط الطائرات، وأجهزة اتصال حديثة، ضاربة بقرارات مجلس الأمن عرض الحائط، وهي القرارات التي تقضي بمنع توريد الأسلحة إلى اليمن، وكانت إيران مستمرة منذ سنوات في إرسال الخبراء وتهريب الأسلحة والمعدات وأجهزة الاتصال لجماعة "الحوثي"، في مسعى يهدف إلى الإضرار بالمملكة العربية السعودية، ومحاولة فرض الهيمنة الصفوية على اليمن.
آلاف الجنود
وفي سوريا لأول مرة تعلن إيران إرسال آلاف الجنود إلى هناك بشكل رسمي، وهو إعلان يرى كثيرون أنه انخراط عسكري كبير ضد الثورة السورية سيهدد بنقل الصراع إلى مستوى أخطر، ويساهم في نشر الفوضى والخراب وتعزيز الطائفية في المنطقة.
"صاروخية" تنتهك
وفي الأسبوع الحالي أطلقت إيران تجربة صاروخية خطيرة منتهكة قرارات مجلس الأمن، وهي التجربة التي عمّقت المخاوف لدى الدول المجاورة من مراوغة طهران ونكثها كعاداتها بالاتفاقيات والمواثيق المبرمة.
صحيفة "نيوريوك تايمز" الأمريكية وصفت تجربة إيران الصاروخية بأنها انتهاك لاتفاقية فيينا، وقالت في تقريرها: "إيران انتهكت اتفاق فيينا الذي تم التوصل إليه يوليو الماضي بين الدول الكبرى وإيران؛ ذلك على إثر قيامها بتجربة اختبار لصاروخ باليستي يوم الأحد، والتي جاءت بعد ساعات قليلة من موافقة البرلمان الإيراني على اتفاق فيينا".
قرار مجلس الأمن!
وأضافت الصحيفة: "تجربة إيران لصاروخ باليستي بعيد المدى تُعدّ انتهاكاً لاتفاقية فيينا، التي فرضت قيوداً على برنامج إيران الصاروخي الطموح"، وعكف خبراء على مناقشة تفسير قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي اعتمد بعد أيام من موافقة إيران على الاتفاق، إذ أكد منع إيران من تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية نووية.
تعزيز قدرات!
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الدفاع الإيراني حسن دهقان قال إن بلاده لن تطلب إذناً من أحد لتعزيز قدراتها الدفاعية والصاروخية، مؤكداً أن الصاروخ الجديد يسعى إلى تجاوز ما كان في الصواريخ السابقة، وأن بلاده استثمرت بكثافة في برنامجها النووي، وأنتجت صواريخ يمكن لها أن تصل أوروبا.
خجل أمريكا!
وعلق البيت الأبيض بخجل على هذه التجربة النووية، متوقعاً أن تقوم الخارجية الأمريكية بإحالة الموضوع إلى مجلس الأمن، والذي بحسب مراقبين سيكتفي ببيان إعلامي يذكّر إيران بواجباتها في الحفاظ على الاتفاقية!
ليس هناك انتهاك!
ونفى البيت الأبيض عبر متحدثه، أن التجربة الصاروخية انتهاك لبنود الصفقة النووية، وهو أمر أثار حيرة دول المنطقة حول سلوك طهران بعد رفع العقوبات عنها، وفي هذا التوقيت الذي تعيش فيه المنطقة فترة عصيبة كان لإيران نصيب الأسد في تأجيجها.
انسحاب حاملة الطائرات!
لكن الأمر المثير للريبة والشك هو الإعلان عن انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية الوحيدة في المنطقة؛ تزامناً مع التجربة الصاروخية الإيرانية المثيرة للجدل، وهي القوة الأمريكية الوحيدة والضاربة في المنطقة، تاركة وراءها فراغاً في منطقة تعجّ بالفوضى والصراعات.
تحذير "تيويل"
هذا الوضع حذر منه معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ففي مقال للرائد البحري راين تيويل نشره المعهد، قال فيه: "للمرة الأولى منذ عام 2007، لن يكون للولايات المتحدة حاملة طائرات في منطقة الخليج العربي، وهو غياب من شأنه أن يمتد بضعة أشهر خلال العام المقبل، ومن المقرر أن تبحر قريباً حاملة الطائرات "يو إس إس ثيودور روزفلت" التي تقوم حالياً بضرب أهداف تنظيم "داعش" في العراق وسوريا دعماً لـ"عملية العزم التام"، عائدة إلى موطنها بعد استكمالها عملية انتشار طويلة".
توقيت غامض
وزاد قائلاً: "كما أن حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان" لن تصل إلى المنطقة قبل أوائل الشتاء، وعلى الرغم من أن الشرق الأوسط نادراً ما ينعم بالهدوء، إلا أنه من الصعب تصوُّر وقت أكثر غموضاً من الوقت الحالي، إذا تم الأخذ بعين الاعتبار النزاعات المعقدة الدائرة في كل من سوريا والتدخل الروسي فيها، والعراق وليبيا واليمن، فضلاً عن المخاوف حول عزم الولايات المتحدة التراجع في أعقاب الاتفاق النووي مع إيران. وذلك يطرح السؤال: لماذا هذا التوقيت؟".
ردع وطمأنة
وقال الكاتب: "على الرغم من القواعد الأرضية المنتشرة في المنطقة، لكن تأثير مجموعة حاملة الطائرات الضاربة في الشرق الأوسط له شقّ نفسي وسياسي أيضاً، فهو بمثابة أداة دبلوماسية لردع إيران، وطمأنة حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة حول التزام واشنطن، وتقديم مساحة للرئيس الأمريكي لاتخاذ القرار خلال حالات الطوارئ في المنطقة، فحاملات الطائرات ترمز إلى الدبلوماسية الأمريكية في الوقت الذي تعطي فيه صورة عن القوة الخشنة والقدرة".
وأضاف: "لا بد من الإشارة إلى أنه من الصعب عدم رؤية حاملات الطائرات، خلافاً للمنصات السرية أو البعيدة المدى التي تُطلق منها أسلحة أمريكية أخرى بنفس الدرجة من القدرة مثل قاذفات "بي 2" وصواريخ "كروز" التي تطلق من الغواصات".
السفن الإيرانية!
وقال حول فائدة حاملة الطائرات الأمريكية ودورها في حادثة اعتراض السفن الإيرانية المتجهة لليمن: "ففي وقت سابق من هذا العام، أبحرت حاملة الطائرات روزفلت في بحر العرب من أجل وقف سفينة تجارية كانت ترافقها عدة سفن حربية من الحرس الثوري الإيراني، زُعم أنها تنقل أسلحة إلى المتمردين الحوثيين في اليمن"، مضيفاً أن مجرد وجود حاملة الطائرات قد دفع بالأسطول الإيراني إلى الالتفاف والعودة إلى أحد الموانئ.
تعميق الصراعات
وختم قائلاَ: "يمكن القول إن غياب حاملة طائرات في المنطقة قد يشجع إيران على تعميق مشاركتها في الصراعات الإقليمية التي تشارك فيها الآن. وبالمثل، إن ذلك قد يشجع روسيا على تكثيف جهودها لدعم نظام الأسد وكسب النفوذ في المنطقة".
صدام يحرق!
وانتهى منبهاً: "الآن وبعد انكفاء الولايات المتحدة وعدم جديتها في معاقبة طهران على سلوكها المدمر، من الواضح جداً أن الأحداث هناك تسير بسرعة باتجاه لحظة صدام كبيرة قد تحرق المنطقة".
بندر الدوشي- سبق- واشنطن: 5 حوادث خطيرة أظهرت بجلاء نوايا ملالي إيران نحو المنطقة وسادسها أمريكية، عبث جاء رغم اتفاقها النووي مع الغرب وواشنطن.. ففي فترة وجيزة انطلقت إيران بشكل مسعور لإثارة الخراب والفوضى في الدول المجاورة بشكل غير مسبوق، ولم يعد التدخل الإيراني في الشؤون الإقليمية همساً يعلمه فقط السياسيون والأمنيون، بل على العكس باتت تجاهر إيران بهذه التدخلات علناً، مرسلة مئات الأطنان من المتفجرات إلى البحرين والكويت واليمن، وما تبعها من تجسس، وواصلت إيران عدوانها على الشعب السوري عبر إرسال السلاح والبراميل المتفجرة وآلاف الجنود إلى سوريا والعراق، وقامت في الأسبوع الحالي بتجربة صاروخية خطيرة تهدد استقرار الشرق الأوسط، بخلاف انخراطها في تمويل الجماعات الإرهابية في كل أنحاء المنطقة، في وقت تنسحب حاملة الطائرات الأمريكية من الخليج، وهو ما عدّه مراقبون صِداماً قد يحرق المنطقة.
فاشية وتخريب
ويتساءل مراقبون ما الذي جنته المنطقة من الاتفاق النووي التي قادته ورعته إدارة "أوباما" بين الغرب وإيران، والذي بموجبه تجمّدت نشاطاتها النووية مع عدم تفكيك برنامجها النووي، سوى فكّ الخناق عن طهران وإطلاق يدها العابثة لتزيد من مستوى هجومها وتدخلها ضد الدول المجاورة؟ ثم ماذا حققت أمريكا من هذه الصفقة خصوصاً، وأن دول المنطقة لا يزعجها النووي الإيراني كثيراً، وإنما هو السلوك الإيراني الفاشي والتخريبي في المنطقة العربية؟
طموح توسعي
ووصف هذا الدور رئيس الاستخبارات السعودي السابق الأمير تركي الفيصل في حواره على قناة "سي إن إن" الأمريكية، أول أمس، بأنها دولة ذات طموحات توسعية أيديولوجية، وتسعى للتدخل في شؤون الدول العربية، مضيفاً أنهم -الإيرانيون- دائماً يحاولون إثارة الاضطرابات والانقسامات الطائفية في العالم العربي.
5 حوادث خطيرة
خمس حوادث خطيرة حصلت بعد الاتفاق النووي كانت تهدد بإشعال صراع كبير في المنطقة يخرج عن السيطرة؛ نظراً لمستوى التوتر المخيف الذي تعيشه المنطقة حالياً وسط حالة استقطاب كبيرة في الشرق الأوسط، بداية من البحرين؛ حيث واصلت طهران إرسال كل أنواع الشرور إلى البحرين، في محاولة منها لإرهابها وتحويلها إلى حديقة صغيرة تأتمر بولي الفقيه، ونجحت وزارة الداخلية البحرينية في عمليات متناسقة في ضبط متفجرات بكميات مهولة، وهي كميات كافية لتدمير المنامة عاصمة البحرين بشكل كامل، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى طرد السفير الإيراني من البحرين؛ احتجاجاً على سلوكها الإجرامي ضدها وضد دول المنطقة.
تجسس وتهريب
واستمرت إيران بسلوكها العدواني المستفز، في هذه المرة كانت الكويت على قائمة الدول المستهدفة من قبل نظام الملالي؛ حيث قامت بزرع خلايا تجسس وتهريب أسلحة متطورة تكفي لاحتلال جزء كبير من الكويت، وهو مخطط يقول خبراء أمنيون إنه كان في مراحله الأخيرة، وعُثر على أكثر من 19 طناً من الذخيرة وأسلحة متطورة وأجهزة تنصت وقذائف صاروخية كانت ستساعد في تدبير عملية استخباراتية تخريبية كبيرة لا تتقنها إلا إيران.
خبراء وأسلحة
وفي اليمن ورغم الحصار الذي تفرضه دول التحالف العربي على اليمن، حاولت إيران تهريب أسلحة متطورة وصورايخ محمولة على الكتف؛ لإسقاط الطائرات، وأجهزة اتصال حديثة، ضاربة بقرارات مجلس الأمن عرض الحائط، وهي القرارات التي تقضي بمنع توريد الأسلحة إلى اليمن، وكانت إيران مستمرة منذ سنوات في إرسال الخبراء وتهريب الأسلحة والمعدات وأجهزة الاتصال لجماعة "الحوثي"، في مسعى يهدف إلى الإضرار بالمملكة العربية السعودية، ومحاولة فرض الهيمنة الصفوية على اليمن.
آلاف الجنود
وفي سوريا لأول مرة تعلن إيران إرسال آلاف الجنود إلى هناك بشكل رسمي، وهو إعلان يرى كثيرون أنه انخراط عسكري كبير ضد الثورة السورية سيهدد بنقل الصراع إلى مستوى أخطر، ويساهم في نشر الفوضى والخراب وتعزيز الطائفية في المنطقة.
"صاروخية" تنتهك
وفي الأسبوع الحالي أطلقت إيران تجربة صاروخية خطيرة منتهكة قرارات مجلس الأمن، وهي التجربة التي عمّقت المخاوف لدى الدول المجاورة من مراوغة طهران ونكثها كعاداتها بالاتفاقيات والمواثيق المبرمة.
صحيفة "نيوريوك تايمز" الأمريكية وصفت تجربة إيران الصاروخية بأنها انتهاك لاتفاقية فيينا، وقالت في تقريرها: "إيران انتهكت اتفاق فيينا الذي تم التوصل إليه يوليو الماضي بين الدول الكبرى وإيران؛ ذلك على إثر قيامها بتجربة اختبار لصاروخ باليستي يوم الأحد، والتي جاءت بعد ساعات قليلة من موافقة البرلمان الإيراني على اتفاق فيينا".
قرار مجلس الأمن!
وأضافت الصحيفة: "تجربة إيران لصاروخ باليستي بعيد المدى تُعدّ انتهاكاً لاتفاقية فيينا، التي فرضت قيوداً على برنامج إيران الصاروخي الطموح"، وعكف خبراء على مناقشة تفسير قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي اعتمد بعد أيام من موافقة إيران على الاتفاق، إذ أكد منع إيران من تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية نووية.
تعزيز قدرات!
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الدفاع الإيراني حسن دهقان قال إن بلاده لن تطلب إذناً من أحد لتعزيز قدراتها الدفاعية والصاروخية، مؤكداً أن الصاروخ الجديد يسعى إلى تجاوز ما كان في الصواريخ السابقة، وأن بلاده استثمرت بكثافة في برنامجها النووي، وأنتجت صواريخ يمكن لها أن تصل أوروبا.
خجل أمريكا!
وعلق البيت الأبيض بخجل على هذه التجربة النووية، متوقعاً أن تقوم الخارجية الأمريكية بإحالة الموضوع إلى مجلس الأمن، والذي بحسب مراقبين سيكتفي ببيان إعلامي يذكّر إيران بواجباتها في الحفاظ على الاتفاقية!
ليس هناك انتهاك!
ونفى البيت الأبيض عبر متحدثه، أن التجربة الصاروخية انتهاك لبنود الصفقة النووية، وهو أمر أثار حيرة دول المنطقة حول سلوك طهران بعد رفع العقوبات عنها، وفي هذا التوقيت الذي تعيش فيه المنطقة فترة عصيبة كان لإيران نصيب الأسد في تأجيجها.
انسحاب حاملة الطائرات!
لكن الأمر المثير للريبة والشك هو الإعلان عن انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية الوحيدة في المنطقة؛ تزامناً مع التجربة الصاروخية الإيرانية المثيرة للجدل، وهي القوة الأمريكية الوحيدة والضاربة في المنطقة، تاركة وراءها فراغاً في منطقة تعجّ بالفوضى والصراعات.
تحذير "تيويل"
هذا الوضع حذر منه معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ففي مقال للرائد البحري راين تيويل نشره المعهد، قال فيه: "للمرة الأولى منذ عام 2007، لن يكون للولايات المتحدة حاملة طائرات في منطقة الخليج العربي، وهو غياب من شأنه أن يمتد بضعة أشهر خلال العام المقبل، ومن المقرر أن تبحر قريباً حاملة الطائرات "يو إس إس ثيودور روزفلت" التي تقوم حالياً بضرب أهداف تنظيم "داعش" في العراق وسوريا دعماً لـ"عملية العزم التام"، عائدة إلى موطنها بعد استكمالها عملية انتشار طويلة".
توقيت غامض
وزاد قائلاً: "كما أن حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان" لن تصل إلى المنطقة قبل أوائل الشتاء، وعلى الرغم من أن الشرق الأوسط نادراً ما ينعم بالهدوء، إلا أنه من الصعب تصوُّر وقت أكثر غموضاً من الوقت الحالي، إذا تم الأخذ بعين الاعتبار النزاعات المعقدة الدائرة في كل من سوريا والتدخل الروسي فيها، والعراق وليبيا واليمن، فضلاً عن المخاوف حول عزم الولايات المتحدة التراجع في أعقاب الاتفاق النووي مع إيران. وذلك يطرح السؤال: لماذا هذا التوقيت؟".
ردع وطمأنة
وقال الكاتب: "على الرغم من القواعد الأرضية المنتشرة في المنطقة، لكن تأثير مجموعة حاملة الطائرات الضاربة في الشرق الأوسط له شقّ نفسي وسياسي أيضاً، فهو بمثابة أداة دبلوماسية لردع إيران، وطمأنة حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة حول التزام واشنطن، وتقديم مساحة للرئيس الأمريكي لاتخاذ القرار خلال حالات الطوارئ في المنطقة، فحاملات الطائرات ترمز إلى الدبلوماسية الأمريكية في الوقت الذي تعطي فيه صورة عن القوة الخشنة والقدرة".
وأضاف: "لا بد من الإشارة إلى أنه من الصعب عدم رؤية حاملات الطائرات، خلافاً للمنصات السرية أو البعيدة المدى التي تُطلق منها أسلحة أمريكية أخرى بنفس الدرجة من القدرة مثل قاذفات "بي 2" وصواريخ "كروز" التي تطلق من الغواصات".
السفن الإيرانية!
وقال حول فائدة حاملة الطائرات الأمريكية ودورها في حادثة اعتراض السفن الإيرانية المتجهة لليمن: "ففي وقت سابق من هذا العام، أبحرت حاملة الطائرات روزفلت في بحر العرب من أجل وقف سفينة تجارية كانت ترافقها عدة سفن حربية من الحرس الثوري الإيراني، زُعم أنها تنقل أسلحة إلى المتمردين الحوثيين في اليمن"، مضيفاً أن مجرد وجود حاملة الطائرات قد دفع بالأسطول الإيراني إلى الالتفاف والعودة إلى أحد الموانئ.
تعميق الصراعات
وختم قائلاَ: "يمكن القول إن غياب حاملة طائرات في المنطقة قد يشجع إيران على تعميق مشاركتها في الصراعات الإقليمية التي تشارك فيها الآن. وبالمثل، إن ذلك قد يشجع روسيا على تكثيف جهودها لدعم نظام الأسد وكسب النفوذ في المنطقة".
صدام يحرق!
وانتهى منبهاً: "الآن وبعد انكفاء الولايات المتحدة وعدم جديتها في معاقبة طهران على سلوكها المدمر، من الواضح جداً أن الأحداث هناك تسير بسرعة باتجاه لحظة صدام كبيرة قد تحرق المنطقة".