مصطلح القمر يعود من الناحية الجغرافية إلى جسم فضائى يصاحب ويدور حول جسم فضائى أكبر منه.. فالقمر هو جسم تابع للأرض يدور حولها مثلاً.. بالإضافة إلى الأقمار الطبيعية يوجد الأن ما يسمى بالأقمار الصناعية (Satellite) والتى تستعمل فى الأغراض الأمنية والأهداف العلمية والاتصالات.
وتنقسم الأقمار الصناعية حسب استخداماتها إلى:
1- أقمار الاتصالات والتى تستخدم فى نقل المعلومات.
2- أقمار البث الفضائى والتى تستخدم فى بث القنوات التليفزيونية والإذاعية.
3- أقمار الأرصاد والتى تقوم بجمع المعلومات عن الغلاف الجوى وتنبؤات الجو.
4- الأقمار العسكرية وأقمار التجسس والتى تستخدم فى أغراض أمنية دفاعية.
5- الأقمار العلمية والتى تستخدم فى التجارب العلمية المختلفة.
نشأة الأقمار الصناعية:
تم إطلاق أول قمر صناعى فى عام 1957. وهو القمر الروسى (Sputnik) والذى معه تم افتتاح عصر الاتصالات الفضائية للأرض. بعد ذلك بعام تم إطلاق القمر الصناعى الأمريكى (Score) ثم تلاه بعد ذلك العديد من الأقمار.. لكن التاريخ الذى لا ينسى هو عام 1962 حيث تم إطلاق القمر الصناعى (Telstar 1) والذى استخدم فى نقل البث التليفزيونى بين أمريكا وأوروبا. بعد ذلك تم إطلاق العديد من الأقمار ذات الأغراض المختلفة.
كانت الأقمار الصناعية سابقاً تطلق قوة قدرها 10 وات والآن تطلق قوة قدرها 150 وات.. ومن المعروف أنه كلما زادت القوة الكهربية التى يطلقها القمر كلما أمكن استقبال إرسال القمر بأطباق ذات قطر أصغر.
والأقمار الصناعية المستخدمة فى البث الإذاعى، والتليفزيونى يتم وضعها فى المدار الجغرافى للأرض حتى يأخذ نفس سرعة الأرض حيث أنه إذا تم وضعها على ارتفاع أقل فإنها تدور حول الأرض بسرعة أعلى من سرعة دوران الأرض، وإذا تم وضعها على ارتفاع أعلى فإن سرعتها ستكون أقل من دوران الأرض. وتدور الأقمار حول الأرض فوق خط الاستواء مباشرة على ارتفاع 36 ألف كيلومتر، وهو مايسمى بالمدار الجغرافى للأرض وهذا يعنى أن القمر الصناعى سيدور بنفس سرعة الأرض ويكون دائماً فى نفس الموقع طالما هو على نفس الارتفاع.. فالعلامة والرقم المكتوب إلى جوار اسم القمر يدل على موقع القمر بالنسبة لموقع الصفر الجنوبى، فمثلاً القمر استرا 19.2 شرقاً يعنى أن هذا القمر يقع بالضبط عند الدرجة 19.2 شرق الصفر الجنوبى.
والقمر نايل سات 7 درجة غرباً تعنى أنه يقع عند الدرجة 7 إلى الغرب من الصفر الجنوبى. أما إذا كان هناك أكثر من قمر فى نفس الموقع فإنه يسمى موقع مشترك للأقمار (coopositioning) كما هو الحال فى أقمار استرا 19.2 درجة شرقاً وأيضاً أقمار هوت بيد 13 درجة شرقاً.. من المعروف أن الأقمار تقع فى مكعب وهمى طول ضلعه 100كيلومتر لكل قمر.
مما تتكون الأقمار الصناعية؟
تتكون أقمار الاتصالات والبث الإذاعى والتليفزيونى من وحدتين رئيسيتين: وحدة الخدمة ووحدة الاتصال.
الوحدة الأولى تحتوى على أجزاء تخدم عمل تحكم الأقمار الصناعية وأجهزة القياس وأجهزة إمداد القمر الصناعى بالطاقة الكهربية اللازمة لعمله.. ووحدة الاتصال تحتوى على الحوامل (Transponder) وهى أجهزة تقوم بإرسال واستقبال الإشارات من وإلى الأرض.. فى التقنية التماثلية كان يستخدم حامل لكل قناة أما فى التقنية الرقمية يمكن إرسال حتى عشر قنوات مختلفة على نفس الحامل.. والحامل يمثل بالذبذبة أو بالتردد.
والأقمار التى يستخدم فى البث الإذاعى والتليفزيونى تحتوى أيضا على مجموعة من الأطباق يستخدم جزء منها فى استقبال القنوات القنوات من الأرض وجزء آخر يستخدم فى إعادة إرسال هذه القنوات إلى الأرض وجزء ثالث يستقبل أوامر التحكم فى القمر الصناعى من المحطة الأرضية.
يتم إرسال الإشارة إلى المحطة الأرضية التى تقوم بتوزيعها على الأقمار الصناعية.. هذه الإشارة المستقبلة يتم تحويلها إلى ذبذبات قوتها 14 جيجا هرتز ويتم إرسالها إلى القمر الصناعى.
هذه الإشارة التى يستقبلها القمر الصناعى تذهب إلى وحدة التحكم داخل الحوامل حيث عن طريق (أوسيليتور) مقوى الذبذبات يتم تقويتها إلى ذبذبات فى نطاق بين 10.700- 12.750 جيجا هرتز.. بعد ذلك تذهب هذه الذبذبات إلى الأطباق التى تقوم بإرسالها مرة أخرى إلى الأرض حيث يتم استقبالها بأطباق أخرى على الأرض عن طريق المستخدمين.
والأقمار الصناعية لا تستخدم فقط فى البث الإذاعى والتليفزيونى الترفيهى ولكن فى إرسال الأخبار والأحداث المهمة الأخرى، فهى تستعمل فى تناقل المعلومات بين الدول.
والقمر الصناعى لا يمكنه إرسال المعلومات إلى الأرض كلها ولكنه يغطى منطقة معينة من الأرض.. هذه المنطقة تأخذ شكلاً دائرياً، وتعتمد مساحة هذه المنطقة على قوة القمر الصناعى.. وأقوى المناطق استقبالا التى تقع فى منتصف دائرة التغطية للقمر وعلى أطراف منطقة التغطية تكون الإشارة ضعيفة حيث يحتاج المستخدم فيها إلى أطباق ذات أقطار كبيرة لاستقبال إشارة معتدلة.
بعض الأقمار لا تغطى نفس مساحة الأرض التى تغطيها أقمار أخرى فهناك أقمار تغطى منطقة معينة صغيرة لا تتعداها مثل قمر ثور 1 درجة غرباً على سبيل المثال.
من المهم معرفة معلومات عن مناطق تغطية الأقمار الصناعية وقوتها حيث تتناسب تناسباً عكسياً مع قطر الأطباق اللازمة لاستقبال إرسال تلك الأقمار.. فكلما كانت قوة إرسال القمر الصناعى ضعيفة كان الطبق اللازم لاستقبال إشارته كبير الحجم ، وكلما كانت قوة إشارة القمر الصناعى كبيرة كان الطبق اللازم لاستقبال إشارته صغير الحجم.
وفى بعض الأحيان لا يذكرون قوة إرسال القمر الصناعى ولكن يذكرون القطر المناسب لاستقبال إشارته.
يقوم القمر الاصطناعي اليوم وبعد زمن من غزو الفضاء ، وبعد مراحل متقدمة من تطوير علومه ،
بمهام فريدة ودقيقة جداً لايمكن لمسيرة الحضارة البشرية أن تتجاوز أهميتها ،ويمكن أن نصنف هذه المهام ضمن علوم ،
أويمكن أن نقول أنها أنشأت علوما بحد ذاتها .
فقد تعددت التطبيقات وتعاظمت الإنجازات ،
لدرجة كانت الحاجات لتخصيص العمل وتوزيعه بدقة فنشأت النماذج المختلفة للأقمار وتشعبت في الاختصاصات حتى أصبحت تتناول مختلف النشاطات الإنسانية بنسب متفاوته ولكنها جميعها على درجة عالية من الأهمية.
يتم تصنيف الأقمار تبعا لوظيفتها منذ إطلاقها الى الفضاء ، فنموذج القمر الصناعي الذي يتم إطلاقه
من أجل إظهار حالات الطقس وتغير توزع الغيوم الماطرة مختلف تماما عن الأقمار المرسلة كي تقوم بإرسال والتقاط الإشارة التلفزيونية ،
فالقمر الصناعي جهاز مصمم لتنفيذ جزء من كم هائل الأوامر الوظيفية التي تتكامل في مجموعة كبيرة من نماذج هذه الأقمار التي أصبحت تملأ فضاءنا الأرضي
وتغطي مختلف النشاطات الإنسانية الهامة .
توجد أنواع مختلفة في الوظيفة أو في الغرض من نماذج الأقمار الصناعية
التي يتم استخدامها في الصناعات الفضائية .
الاقمار الفلكيةAstronomy Satellites
هي عبارة عن تيليسكوب هائل الحجم يسبح في الفضاء .
وبسبب كون هذه الأقمار تدور في مدارات ثابته حول الأرض ،
أي خارج غلافها الجوي ، فإن مدى الرؤيا لهذا التلسكوب الهائل لاتتأثر بغازات هذا الغلاف الجوي ( الأتموسفير )
، وبالتالي لاتتأثر معدات التصوير الخاصة بالتلسكوب والتي تعمل بالأشعة تحت الحمراء بحرارة الأرض .
نتيجة ذلك يمكن لهذه العدسات الهائلة الحجم الحصول على صور عبر الفضاء تفوق دقتها عشرة اضعاف مقارنة بالتلسكوبات الأرضية التي تمتلك نفس المواصفات الفنية ،
ويمكننا بسهولة تخيل الفوائد العظيمة لوجود هذه الأقمار في دراسات الفضاء المختلفة
التطبيقات المختلفة للأقمار الفلكية
- الحصول على خرائط النجوم .
- دراسة الظواهر الفلكية الغريبة كالثقوب السوداء و ظاهرة الكوايزر ( نوع من الكويكبات قلبها لامع بشدة وتبث أشعة راديوية ) .
- الحصول على صور لكواكب المجموعة الشمسية.
- الحصول على خرائط لسطوح الكواكب المختلفة .
أقمار الدراسات الفلكيةAtmospheric Studies satellites
ببساطة شديدة تعتبر أقمار الاتصالات من أهم الأقمار الاصطناعية المؤثرة في حياتنا اليومية في كل لحظة فهي تسمح بالنقل التلفزيوني والراديوي ،
الهاتفي المباشر من والى أي مكان على سطح الأرض ، فقبل وجود هذه الأقمار كانت الاتصالات صعبة جدا وفي بعض الأحيان مستحيلة وخصوصا عبر المسافات البعيدة ،
حيث تنتقل الإشارة في اتجاهات مستقيمة ، عندئذ يستحيل أن تنحني الإشارة مع تحدب سطح الأرض !!! .
بسبب توضع الأقمار الصناعية في مدارات حول الأرض ، يمكن لهذه الأقمار أن تستقبل الإشارات المختلفة
من محطة إرسال على الأرض وإعادة إرسالها من جديد الى منصة استقبال أخرى بعيدة جدا عن محطةالإرسال ،
وبهذه الطريقة تم التغلب على مشكلة كروية الأرض في نقل الإشارة التلفزيونية أو الراديوية .... الخ .
يمكن لهذه الأقمار القيام بدور أكثر إيجابية أيضا في نقل الأشارة وتقويتها أيضا
لضمان الحصول على أفضل نتيجة في عملية النقل ، فهذه الأقمار تزود بجهاز يدعى الناقل Transponders من أجل استقبال الإشارات وتضخيمها
ومن ثم إعادة إرسالها من جديد الى المحطة الأرضية المستقبلة .
تتوضع أقمار الاتصالات عادة في مدارات محددة وثابتة وبعيدة نسبيا ، يصل ارتفاعها حتى 35.800 كيلومتر ،
وهي تدور حول الأرض بنفس سرعة دوران الأرض حول نفسها مما يضمن ثباتها بالنسبة للمراقب من على الأرض ، أي تبقى دائما فوق بقعة محددة من الأرض تدعى منطقة التغطية للقمر footprint ,
وهي المنطقة التي يتمكن القمر من البث والاستقبال عبرها ويمكن أن تكون هذه المساحة بمقدار مساحة بلد مثل كندا من المحيط الى المحيط .
يمكن لأقمار الاتصالات أن تتوضع في مدار اهليلجي ( بيضوية ) ، وهذا النوع من المدارات مشابه لشكل البيضة ، مع توضع الأرض في قمة الشكل البيضوي .
في هذه الحالة تتغير سرعة القمر تبعا لموضعه على المسار البيضوي ،
فتكون سرعة القمر أكبر عندما يكون القمر في الجزء من مساره القريب من الأرض ،بسبب قوة سحب الجاذبية الأرضية التي تكون كبيرة في ذلك الموضع والتي تجذب القمر اليها وتسبب زيادة سرعته عندها .
هذا يعني أن القمر يكون فوق المنطقة الأرضية التي يقوم بتغطيتها لفترة زمنية أطول حيث تكون حركته أبطأ بالنسبة إليها وارتفاعه أكبر ، مما يسمح بزيادة مساحة التغطية أيضا ،
وهو يكون خارج نطاق منطقة التغطية فقط في الفترة التي يكون فيها قريبا من الذروة الإهليلجية والتي يقطعها بزمن أقل بسبب سرعته الزائدة خلال هذه المرحلة .
أقمار الملاحةNavigation Satellites
تم تطوير هذه الأقمار في نهاية عام 1950م ،
تلبية للمتطلبات الرئيسية للسفن وأهمها متطلبات تحديد المواقع في المحيطات في الأوقات المختلفة ،
وفي مختلف الظروف والأحوال الجوية .
بدأت فكرة استخدام الأقمار لأغراض الملاحة البحرية مع إطلاق القمر الصناعي الروسي Sputnik 1
في 4/ تشرين الأول /1957م ، حيث أوكل الى جامعة جونز هوبكينز التي جهزت مختبراتها الفيزيائية لمراقبة هذا القمر ،
وقد تم ملاحظة أنه عندما تم طباعة الترددات الراديوية المنقولة على الرسم البياني ، تم الحصول على نموذج جديد تم تمييز مايعرف بظاهرة دوبلر الشهيرة من خلاله .
تستخدم معظم أنظمة الملاحة العالمية اليوم الزمن والمسافة لتحديد المواقع ،
وقد استطاع العلماء في أوقات سابقة التعرف على القوانين التي تعطي السرعة والزمن اللازمة لنقل الإشارة الراديوية بين نقطتين ، وبالتالي أمكن حساب المسافة بين أي نقطتين ما من سطح الأرض .
في عالم الملاحة البحرية يتطلب معرفة الحسابات الدقيقة للأبعاد والمواقع ،
وهذا يتطلب أن تكون التواقيت الزمنية متطابقة بين القمر والقاعدة الأرضية المستقبلة للمعلومات القمرية ،
فالتزامن الدقيق مطلوب بشدة هنا .
فإذا أمكن قياس الزمن الذي تستغرقه الإشارة ،
عندها يمكن بمضاعفة الزمن المقاس عند السرعة الدقيقة للضوء الحصول على المسافة الدقيقة بين الموقعين .
تعتبر أقمار نافيستار Navstar satellites أحد الأمثلة على هذه الأقمار التي تعتمد هذا المبدأ في العمل .
حيث تستطيع النظام الملاحي الثلاثي الأبعاد لهذه المجموعة من الأقمار تمكن المسافر أي كان ،
من التأكد من موقعه باستمرار فوق أي بقعة فوق الأرض ، ويوجد حتى الآن 24 قمر نافيستار ضمن مداراتها التي تحتلها من النظام المداري العالمي .
أقمار الاستشعار عن بعدRemote Sensing satellites
تقوم هذه الأقمار بمراقبة ودراسة البيئة بشكل عام في كوكب الأرض دون تماس مباشر مع هذه البيئة ( عن بعد ).
وكمثال عام ،
يمكن استخدام هذه الأقمار لدراسة ومراقبة الطيور المهاجرة ، تحديد المصادر المعدنية وتوزعها ،
مراقبة المحاصيل الزراعية حمايتها من مخاطر الطقس ومراقبة ودراسة تشكل الأعاصير وانتقالاتها ،
ومراقبة الغابات وتحديد سرعة تراجع الغطاء النباتي في المناطق المختلفة من الأرض .
يمكن لجميع الدراسات السابقة أن تتم بشكل أفضل من الفضاء منه من الأرض ،
بسبب الإمكانية الكبيرة للحصول على أفضل الصور لامتداد واسع من المساحة المرئية التي من المستحيل الحصول على مثيلتها من الأرض .
أحد أهم الأمثلة على هذه الأقمار هي رادسات Radarsat التي أطلقت في 4/تشرين الثاني /1995م ،
والتي تمتلك خصائص متنوعة ، في دعم الأبحاث الزراعية وعلم المحيطات ، علم الغابات ،
علم المياه ، الجيولوجيا ، علم الخرائط ، وعلم الأرصاد الجوية ، والعديد من الحقول البيئية الهامة .
أقمار البحث والإنقاذSearch and Rescue satellites
بما أن الأقمار الصناعية يمكنها نقل الإشارة الراديوية والتلفزيونية ، فإنه يمكنها أن تنقذ حياة الناس ..!
هذه هي الفكرة التي أدت الى وجود هذا النموذج من الأقمار التي تم تصميمها لتؤمن الطرق والسبل للقوارب والسفن في البحر ، والطائرات في الجو ،
من خلال وسائل الاتصالات الخاصة بها .
يمكن لهذه الأقمار التحري وتحديد إشارات الطوارئ التي تطلقها السفن أو الطائرات أو حتى الأفراد في مناطق الخطر عن بعد ، والاستجابة لها بأسرع الطرق المتوفرة للوصول اليها .
فتح الاتحاد السوفيتي الباب أمام اتصالات الفضاء منذ عام 1957 حين أطلق أول قمر صناعي باسم Sputnik وكان ذلك إيذانا ببداية عهد جديد من الاتصالات عن بعد تميز به النصف الثاني من القرن العشرين.
وفى يوليو 1962 أطلقت الولايات المتحدة القمر الصناعي Telstar الذي أتاح الإرسال التليفزيوني لكل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة في نفس الوقت , وبعد ذلك أطلقت المنظمة الدولية للاتصالات الفضائية (Intelsat) سلسلة من الأقمار الصناعية بداية من القمر الصناعي Early Bird في إبريل 1965 وما تبعه من أجيال متتالية لنقل الإرسال الهاتفي والإذاعي , والتليفزيوني , وفى عام 1967 تم إطلاق الجيل الثاني من أقمار انتلسات , ثم بدأ الجيل الثالث من أقمار انتلسات بين عامي 1968 – 1970 , وظهر الجيل الرابع من أقمار انتلسات بين عامي 1971 – 1973 , وخلال الثمانينات تم إطلاق الجيل الخامس الأكثر تطورا من أقمار انتلسات ...
وبالإضافة إلى الاتصال الدولي عبر أقمار انتلسات, هناك أقمار صناعية تعمل على مستوى إقليمي مثل القمر الصناعي العربي الذي تم إطلاقه عام 1985, وكذلك أقمار إقليمية أخرى في كندا والهند وفرنسا . كذلك يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية مجموعة من الأقمار الصناعية في كندا والهند وفرنسا . كذلك يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية مجموعة من الأقمار الصناعية الوطنية مثل القمر التابع لشبكة RCA ويسمى (RCA Satcoms) وتم إطلاقه في ديسمبر 1973 وقمر تابع لشبكة (Western union) يسمى Westar وقمر تابع لشركة General Telephone and Electronic يسمى GTE وهو يغطى جميع أرجاء الولايات المتحدة من خلال 16 قناة تليفزيونية وبدأ العمل عام 1981 .
وفيما يلي أهم مزايا الأقمار الصناعية التي تتيحها تكنولوجيا الاتصال :
1- اجتياز العوائق الطبيعية للإرسال مثل الجبال والمحيطات والصحارى .
2- تتيح الوصلة الفضائية اتصالا مباشرا من نقطة الإنترنت عدة نقاط في الوقت نفسه.
3- لا تواجه الترددات الفضائية العقبات الجوية التي تصادف انتشارها في المحيط الأرضي مثل التشويش وتكثيف الغلاف الجوى .
4- ينتشر الإشعاع الراديو من خلال الأقمار الصناعية في خطوط مستقيمة تصل إلى سطح الأرض فتغطى مساحة كبيرة تعادل تقريبا ثلث مساحة الكره الأرضية وبذلك يتحقق انتشارا أكبر للإذاعة الموجهة من الفضاء فتصل إلى رقعة قطرها 15 ألف متر من الكرة الأرضية .
5- يمكن استخدام الاتصالات الفضائية بشكل مكثف على أسس اقتصادية .
6- تحقيق السرعة والوضوح الكافين في نقل الأحداث والمعلومات من مكان لأخر .
7- توفير استقبال عال الجودة لخدمات الراديو والتليفزيون والهاتف لنقل البيانات .
النقل التليفزيوني عبر الأقمار الصناعية :
يمكن نقل البرامج التليفزيونية باستخدام الأقمار الصناعية بإحدى الطريقتين :
- تعتمد الطريقة الأولى على نقل البرامج من موقع لموقع بحيث يتم الإرسال من مكان ما والاستقبال من مكان أخر , ومن أمثلة ذلك التقارير الإخبارية التي يتم إرسالها من إحدى الدول الأوربية عن طريق وصلة صاعدة إلى القمر الصناعي ثم يرتد الاتصال من القمر الصناعي إلى مدينة نيويورك الأمريكية حيث يمكن إذاعة التقرير على الهواء مباشرة أو تسجيله على أشرطة فيديو وإذاعته في وقت لاحق .
- وتعتمد الطريقة الثانية على استخدام الأقمار الصناعية لصالح الخدمة التليفزيونية وتسمى (الإذاعة بالأقمار الصناعية) Satellite Broadcast وفى هذه الطريقة يتم نقل البرامج إلى القمر الصناعي عبر المحطة الأرضية في مكان ما , ثم ترتد الإشارة من القمر الصناعي إلى منطقة جغرافية شاسعة بحيث يتم استقبالها بشكل مباشر من خلال العديد من أجهزة الاستقبال التليفزيوني فقط T.V. Receive only ويطلق عليها اختصارا (TVRo) ويمكن أن يتم هذا الاستقبال (Tvro) من خلال محطات تليفزيونية تقدم نفس البرامج من مواقع أو مدن مختلفة أو شبكات التليفزيون الكابلي التي تعيد توزيع الإشارات التليفزيونية إلى الأشخاص الذين تتوفر لديهم هوائيات استقبال البث المباشر من الأقمار الصناعية إلى منازلهم مباشرة .
ومع تطور هذه الأقمار الصناعية وتمكنها من البث المباشر إلى المنازل وتطور التكنولوجيا الرقمية التي فتحت مؤخرا طاقات جديدة مضاعفة أمام الأقمار الصناعية حتى أصبح القمر الواحد الذي كان يبث ما بين 12 , 18 قناة تليفزيونية قادرا الآن على بث ما يزيد عن 100 قناة تليفزيونية الأمر الذي ضاعف من عدد القنوات العابرة للدول والقارات بما يتراوح بين 6 , 8 مرات ويتضح ذلك فيما يلى :
القمر الصناعي العربي Arab-Sat
ويرجع التفكير في إطلاق أول قمر صناعي عربي إلى اجتماع مجلس وزراء العرب في بنزرت بتونس عام 1967 عقب هزيمة العرب أمام إسرائيل في 5 يونيو 1967 أي في نفس العام , وقد صدرت عن الاجتماع توصية تقول .. " ومن الضروري الاستفادة من التقدم التكنولوجي في وسائل الاتصال , وخاصة الأقمار الصناعية لمساندة الإعلام العربي " وهكذا ولدت المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية A.S.C.O التي قامت بإطلاق أول قمر صناعي عربي تضم المؤسسة 22 دولة هم أعضاء جامعة الدول العربية فهو قمر صناعي عربي 100 % فالأقطار العربية هي المالكة الوحيدة للشبكة , وقد تم إطلاق القمر الصناعي العربي الأول يوم 8 فبراير عام 1985 والذي لم يتحقق له النجاح المنشود , فأطلق القمر الصناعي الثاني في 12 يونيو عام 1985 أيضا , وهو يرتبط بمحطتين أرضيتين أحداهما في الرياض في المملكة العربية السعودية والأخرى في تونس . ولما كان العمر الأفتراضى للقمر الصناعي هو 7 سنوات قد تمتد إلى 10 سنوات فقد القمران أهميتهما عام 1992 وتم استخدام القمر العربي الثالث في بداية عام 1993 وينتظر أن يستمد صلاحيته حتى عام 2007 مع مواصلة الرحلة الطموحة لإطلاق أقمار عربية أخرى .
والقمر الصناعي العربي يربط الآن بين الدول العربية حيث يوفر خدمات الاتصال التقليدية مثل الهاتف والبرق والخدمات التليفزيونية عن طريق نقل البرامج بين محطات التليفزيون في الدول الأعضاء . والحقيقة أن القمر الصناعي العربي يحتوي علي 25 قناة قمرية Transponders وهي المستخدمة في الاتصالات التقليدية والنقل التليفزيوني ، بالإضافة إلي وجود قناة لها أهميتها الكبرى وهي القناة غزيرة الإشعاع التي تتميز بقدرتها علي بث البرامج إلي التليفزيونات مباشرة دون أن تمر هذه البرامج علي المحطات الأرضية . إنها لا تحتاج إلي هوائيات ضخمة لاستقبال بثها ؛ إذ يكفي وجود هوائي لا يزيد قطرة علي ثلاث أمتار فيستقبل جميع ما تبثه القناة غزيرة الإشعاع ؛ ولأن إرسالها يبلغ من القوة حدا لا يحتاج فيها المستقبل سوي هوائيات صغيرة ولذا أطلق عليها القناة غزيرة الإشعاع . ولم تنتظر مصر حتى إطلاق قمرها المصري في نهاية التسعينيات إنما أدركت أهمية تواجدها علي الساحة الأعضاء الفضائية ومن هنا كان وجود القنوات الفضائية المصرية
http://www.ibtesamh.com/showthread-t_202250.html