كشفتِ المَركبة الفضائية التابعة لناسا "نيو هورايزنز" عن صور ملوَنة تبينُ وجهان مختلفان لهذا الكوكب القزم الغامض (dwarf planet)، يُظهرُ الأول سلسلة من البقع المثيرة للاهتمام على طول خط استواء الكوكب، يفصلها عن بعضها مسافات متساوية، بينما يبلغ قطرها حوالي 300 ميل (480 كم)، بمساحة سطح لا تتجاوز مساحة ولاية ميزوري state of Missouri.
لم يرَ العلماءُ إلى الآن شيئاً كهذا، مما أثار فضول العاملين في نيو هورايزنز، حيث أن هذه المناطق المظلمة تمتازُ بـتناسق ملفتٍ في المسافات فيما بينها وفي الحجم على حدٍ سواء، بينما لا يزال مصدر هذه البقع مجهولاً إلى الآن، على أمل معرفة الجواب مع اقتراب المركبة من الكوكب أكثر فأكثر.
وفي تصريح لألان ستيرن Alan Stern كبيرُ الباحثين في نيو هورايزنز في معهد ساوث ويست للأبحاث في باولدر – كولورادو Southwest Research Institute, Boulder يقول : " إنهُ لأمرٌ محيرٌ فعلاً، نحن لا نعلم ماهية هذه البقع، لكننا ننتظرُ بفارغ الصبر اكتشاف حقيقتها، أيضاً، إنه لمن المستغرَب وجود هذا الاختلاف الكبير في اللون والمظهر بين بلوتو وقمره الأكثر عتمة شارون".
هذا وقامَ فريقُ نيوهورايزنز بدَمج صور بالأبيض والأسود لبلوتو وقمره شارون قادمة من جهاز المركبة الفضائية للاستطلاع طويل المدى (LORRI Long-Range Reconnaissance Imager) مع بيانات أخرى ملونة ذات جودة أقل، باستخدام أداة رالف (Ralph instrument) للحصول على هذه المشاهِد التي تُظهر بلوتو وأكبر أقماره شارون بألوان حقيقية تقريباً، كما لو كنت تشاهدها من على متن مركبة نيو هورايزنز! وتم تصوير نصف بلوتو، مما يعني أن الملامح الظاهرة بالقرب من قاع الكوكب القزم موجودة بالقرب من خط استوائه تقريباً.
أخبار جديدة من نيو هورايزنز، 1 – يوليو\تموز ..
المَعدات تبدأ في البحث عن غيوم في الغلاف الجوي لبلوتو.
لو كان بلوتو يمتلك غيوماً فعلاً، فإن نيو هورايزنز ستكون قادرة على رصدها باستخدام كلٍ من جهاز الاستطلاع طويل المدىLORRI، وجهاز رالف Ralph للتصوير الملون، حيث ستُجمعُ البيانات أثناء اقتراب المركبة وابتعادها عن الكوكب، لتغطي مساحة وجه بـلوتو كاملة.
وفي تصريح لـ بوستدوك كيلسي postdoc Kelsi عضو الفريق العلمي في معهد ساوث ويست للأبحاث: "نحن نبحث عن الغيوم في الصور باستخدام عدد من التقنيات، فإذا وجدناها، فإن هذا سيساعدنا على تتبع سرعة واتجاه الرياح في بلوتو"
فريق نيوهورايزنز يقول "!Bravo" لمتتبعي بلوتو من الأرض.
لأكثر من عقدين من الزمان، تسابق عديدٌ من العلماء لبناء مركبة فضائية لاستكشاف بلوتو، ولدحض فكرة اختفاء غلافه الجوي – أو تجمده على السطح – قبل استكشافه، هذا الأسبوع استخدم العلماءُ بياناتٍ مصدرها تيلسكوبات أرضيَة، بالإضافة إلى برنامج ناسا للمراقبة بالأشعة تحت الحمراء المحمول جواً SOFIA، أكدت على وجود غلاف جوي لبلوتو كما ورد على لسان العالمة المفوضة من مشروع نيوهورايزنز ليزلي يونج Leslie Young: "غلاف بلوتو الجوي موجود وبصحة جيدة، ولم يتجمد على السطح، ونحن فرحون بهذا".
في تصريح لـ كاثي أولكينCathy Olkin المُحققة المُساعدة في مهمة نيوهورايزنز في معهد ساوث ويست للأبحاث في باولدر، تقول:" المراقبات التي يقوم بها SOFIA ستكون أساسية لربط الدراسات القادمة من الأرض بالنتائج القادمة من مركبة نيوهورايزنز".
أداة بيبسي (PEPSSI Instrument) تُحلل غلاف بلوتو الجوي ..
(PEPSSI) هي أداة استكشاف جزيئات الغلاف الجوي النشطة لكوكب بلوتو (The Pluto Energetic Particle Spectrometer Science Investigation) والتابعة لنيو هورايزنز، ترسلُ بياناتٍ بشكل يومي، تُمثل المحيط الفضائي قرب بلوتو، بيبسي مُصممٌ لكشف الأيونات (الذرات التي فقدت أو اكتسبت ألكتروناً أو أكثر) التي هربت من غلاف بلوتو الجوي، وبمجرد هروبها تنحصرُ هذه الذرات في مجال الرياح الشمسي (Solar wind)، وهو تيار الذرات الصغيرة المنبعث من الشمس. وظيفة (PEPSSI) هي إخبارُ العلماء عن تركيبة غلاف بلوتو الجوي الهارب، وعن سرعة هروبه.
تبعدُ نيوهورايزنز الآن عن نظام بلوتو أقل من 9.5 مليون ميل (15 مليون كم)، والمركبة بحالة جيدة وأجهزتها تعمل بشكل طبيعي. معمل جامعة جونز هوبكينز للفيزياء التطبيقية The Johns Hopkins University Applied Physics في لوريل – ماريلاند، صَمم، وبنى، وشغل مركبة نيوهورايزنز، ويدير المهمة لناسا.
ويقوم معهد ساوث ويست للأبحاث الواقع في سان أنتونيو، بقيادة الفريق العلمي وعمليات النقل والتخطيط. وبهذا أصبحت نيوهورايزنز جزءاً من برنامج نيو فرونتيرز New Frontiers التابع لمركز مارشال لطيران الفضاء Marshall Space Flight Center التابع لـ ناسا في هنتسفيل – ألباما.
https://nasainarabic.net/newhorizon...faces-of-pluto-series-of-spots-that-fascinate