تسير البشرية في خطين متوازيين سيحددان مصيرها الأول : هو الجشع والتسابق لامتلاك اسلحة التدمير الشامل بكل أنواعها وأشكالها بغية تحقيق الهيمنة المطلقة على الكوكب مهما كانت النتائج والتداعيات والتكلفة المادية والبشرية، والثاني: استمرار العلم بالتقدم والتطور والمضي قدماً نحو مستقبل باهر ومذهل في كافة المجالات، المدنية والعسكرية في آن واحد، حيث سيفتح التقدم العلمي والتكنولوجي آفاقاً لا يتخيلها أحد اليوم ومن بينها أفق فهم أسرار الكون ومكوناته، الظاهرة والخفية، وعلى الأخص المادة والطاقة في الكون المرئي الذي نعتقد واهمين أننا نعرفه بذريعة أننا نعيش فيه.
من المتفق عليه اليوم أن معلوماتنا ومعارفنا في هذين المجالين تتراكم وتتسارع بوتيرة عالية بفضل تطور مصادمات ومسرعات الجزئيات العملاقة في العالم وعلى رأسها مسرع ومصادم الجزيئات LHC التابع لمركز الدراسات والأبحاث الأوروبي سيرن CERN والموجود على الحدود الفرنسية السويسرية. ولقد بات بمستطاعنا اليوم أن نفهم بدقة أغلب العناصر، حتى الأكثر تعقيداً، التي يزخر بها كوننا المرئي، وبالرغم من ذلك لا تزال توجد تساؤلات وأسئلة كثيرة نعجز عن الإجابة عليها إن لم نقل يستحيل علينا معرفة إجاباتها في الوقت الحاضر. ومنذ سنة 1928، وهو تاريخ تقديم العالم البريطاني لفرضيته بوجود المادة المضادة antimatière وهذه الأخيرة تثير فضول وحيرة العلماء حيث تساءل البعض منهم هل حقاً توجد هذه المادة المضادة، وأين هي الآن؟ لذلك كان العثور على المادة المضادة أو إنتاجها مختبرياً هو أحد التحديات الكبرى أمام العلم خلال ما يناهز القرن من الزمان. استناداَ إلى نظرية الانفجار العظيم Big Bang من المفترض أن يحتوي الكون المرئي على مادة مضادة تعادل كمية ما يوجد فيه من مادة والحال أننا نستطيع حساب كمية المادة في الكون المرئي، وهي ضئيلة جداً، ولا نستطيع أن نرصد وجود المادة المضادة أو نحسبها ولكن في عام 1956 قدم عالم الفيزياء الأمريكي موريس غولدهابير maurice Goldhaber فرضية تقول أن المادة المضادة قذفت إلى كون موازي غير مرئي univers parallèle invisible لذلك فهي نادرة في كوننا المرئي بينما تقول فرضية أخرى أن المادة المضادة كانت أقل بقليل وبنسبة لاتذكر من كمية المادة لذلك لم تفنى المادة كلياً في حين دمرت المادة المضادة كلياً منذ البدايات ا-لأولى للكون المرئي. ولم يتم تأكيد أو نفي أي من الفرضيتين علمياً . الأمر الثابت علمياً هو أن هناك في وقت ما وفي مكان ما مادة
مضادة وأنها يمكن أن تكون اقوى مصدر للطاقة يتجاوز بكثير المصدر المادي للطاقة. وفي سنة 2010 انتشر خبر حول العالم مفاده أن العلماء في مسرع أو مصادم الجزئيات التابع لوكالة سيرن الفضائية الأوروبية في جنيف نجحوا في اقتناص بضعة عشرات من ذرات عنصر الهيدروجين المضاد atomes d’antihydrogène ولم تتمكن هذه الذرات من العيش سوى عشر الثانية لكنها مدة كافية للعلماء في الوقت الحاضر لدراسة هذه المادة المضادة من الهيدروجين المضاد التي يبدو أنها اختفت تماماً في لحظة الانفجار العظيم أو الكبير، ويعود الفضل لاكتشاف المادة المضادة للعالم بول ديريك Paul Dirac . ولكن إذا كان الانفجار الكبير نتيجة لالتقاء عنيف بين المادة والمادة المضادة حيث من المفترض أن تفني إحداهما الأخرى ، فكيف أمكن لعلماء اليوم أن ينتجوا في المختبر مادة مضادة، وهل ستعرض نتيجة هذه التجربة العلمية في سيرن النظريات الفيزيائية للكون المرئي للطعن والمراجعة ، وهل سيترتب على نجاح هذه التجربة ، وبعد تطويرها وتعميمها على نطاق واسع ، ظهور تطبيقات عملية هامة من قبيل خزن الطاقة ، وربما الاستخدام العسكري لهذا المخزون الاستراتيجي من طاقة المادة المضادة؟. كل شيء في الكون المرئي مكون من ذرات، بعبارة أخرى إن الذرة هي عبارة عن نظام مكون من جزيئات ذات شحنة سالبة charge négative هي الالكترونات التي تدور حول نوى مركزية ذات شحنة موجبة charge positive ، بيد أن الأمور لم تكن على هذه الشكل دائماً لأن الفيزياء المعاصرة واجهت مشكلة وجود الجزيئات المضادة المكونة للمادة المضادة كما نصت عليها قوانين الرياضيات والفيزياء الحديثة وهي مشابهة تماماً للجزيئات المادية لكنها معاكسة لها بالشحنة.
مما يعني أن المادة المضادة هي صورة المادة في مرآة مماثلة لها ولكن كانعكاس في الاتجاه و الشحنة. أي هي مكونة من الالكترونات مضادة تشبه الالكترونات المادية لكنها تختلف عنها بشحنتها الكهربائية الموجبة وتسمى البوزترونات positrons وكذلك نوى مضادة تتميز بشحنتها الكهربائية السالبة، حيث صار بوسع العلماء اليوم إنتاج هذه الجزيئات المضادة في المختبرات والمسرعات التي تعمل بالطاقة العالية جداً hautes énergies لكننا لم نرصد جزيئات مضادة أو عوالم مضادة أو معاكسة لعالمنا المادي في كوننا المرئي مصنوعة من المادة المضادة، أي كواكب ونجوم ومجرات وشموس مكونة من المادة المضادة تشبه تماماً كوننا المرئي ولكن بالضد منه بالشحنة والاتجاهات. وهذا لا يعني أن هذا الكون المضاد غير موجود بل هو غير مكتشف من قبل البشر لحد الآن.
- تمكن العلماء من خلق جزيئات محايدة في المسرعات العملاقة تتميز بخاصية التأرجح أي التحول عشوائياً أو عفوياً من حالة الجزيء المادي إلى الجزيء المضاد . ففي كل مرة يتم فيها تحويل الطاقة إلى مادة تظهر كميات متساوية من الجزيئات والجزيئات المضادة وبالعكس عندما تلتقي المادة بالمادة المضادة يدمران بعضهما البعض وينتجان من جراء تصادمهما الضوء la lumière وتتولد مادة مضادة كلما ضربت الإشعاعات الكونية les rayons cosmiques الغلاف الجوي للأرض وتمت مشاهدة عملية النفي المتبادل بين المادة والمادة المضادة خلال التجارب التي أجريت في المصادمات أو المسرعات العملاقة للجزيئات . وكما نعرف فإن النموذج المعياري modèle standard لفيزياء الجزيئات هو نظرية تصف التفاعلات النووية الشديدة أو القوية والضعيفة والكهرومغناطيسية وجميع الجزيئات الأولية التي تكون المادة وقد صيغت هذه النظرية منذ بداية سنوات السبعينات للقرن العشرين وهي توائم وتتماشى مع مباديء ميكانيك الكم أو الكوانتا mécanique quantique ومع نسبية آينشتين la relativité d’Einstein . وبالرغم من دقة هذه النظرية إلا أن اختفاء المادة المضادة في الكون المرئي يبقى لغزاً غامضاً حيث أن النظرية المعيارية لفيزياء الجزيئات تصف تماثلاً symétrie في السلوك يكاد يكون تاماً بين المادة والمادة المضادة وفق معادلات هذه النظرية الرياضية.
ومع ذلك إذا كان كوننا المرئي موجوداً فهذا يعني أن عملية النفي المتبادل بين المادة والمادة المضادة تركت تفوقاً طفيفاً أو حيزاً ضئيلاً يميل لصالح المادة على حساب المادة المضادة بنسبة جزيء واحد من مليار عملية نفي متبادل أي أكثر مما تنبأت به وتوقعته النظرية المعيارية، وهو التفسير المتداول حالياً لوجود كوننا المرئي وعدم انعدامه.
* مخاطر قنبلة المادة المضادة:
كانت النتائج الأخيرة للتجارب في مجال المادة المضادة التي نشرها علماء وباحثين في سيرن CERN باهرة وتوحي بآمال استخدام الجزيئات المضادة لأغراض سلمية ومدنية، ولكن وللأسف لغايات وأهداف عسكرية ايضاً. فكما تبين على نحو جلي أن بالإمكان صنع قنبلة هيدروجينية وقنبلة نيوترونية، ولكن مع ثلاثة أو خمسة كيلوغرامات من البلوتونيوم plutonium التقليدي، يمكن استبدالها بميكروغرام microgramme وحيد من الهيدروجين المضاد أي جزيء من المادة المضادة. ويسمي العسكريون هذه النتيجة بالقنبلة النظيفة bombe propre اي سلاح نووي خالي من النفايات والتبعات الإشعاعية الناجمة عن القنبلة النووية التقليدية المادية.
وهو سلاح فعال جداً كما يأمل العسكريون بسبب الرهانات الاستراتيجية المرتبطة بمثل هذا الاختراع مما خلق نوع من التسابق بين العلماء الأمريكيين والعلماء الروس للمشاركة في تجارب وكالة الدراسات والبحوث النووية الأوروبية التي تتقدم نظيراتها على الأقل بخمس سنوات من البحث المتقدم في هذا المجال بعد أن تمكنت من إثبات أن المادة المضادة يمكن أن تشكل مصدر طاقة مهم جداً لتشغيل االيزر في أشعة إكس Rayons X التي أخذ الناس العاديون عنها فكرة شيقة من خلال فيلم الخيال العلمي حرب النجوم La guerre des étoiles.وعلينا أن نذكر بالمناسبة أن زاخاروف العالم الروسي هو الأب الحقيقي للقنبلة الهيدروجينية السوفيتية bombe H soviétique وهو مخترع مدفع البلازما الذي يسمح بالضغط الفائق للمادة.
والآن لنطلع على بعض القيم المتعلقة بقوة طاقة المادة المضادة التقريبية :
كل كيلوغرام من المحروقات يساوي 28500 كيلو جول من الطاقة المنبعثة 1 = 28500 kilojoules . التفاعل الكيميائي بين الأوكسجين والهيدروجين يبعث طاقة ويولد ماء. عملية الانفلاق تساوي 30000 والمقصود هو تقسيم أو فلق ذرة معدن ثقيل مثل يورانيوم 235 مما يؤدي إلى انبعاث طاقة هائلة Fission = 30 000 لمادة U235 ، أما عملية الإندماج الذري فتعادل 200000 أي Fusion = 200 000 مع أربع ذرات هيدروجين يمكننا الحصول على ذرة هيليوم atome d hélium مع انبعاث طاقة هائلة ، أما في حالة استخدام المادة المضادة فستعادل الطاقة ثلاثين مليون كيلو جول Antimatière = 30 000 000 حيث أنه في التصادم بين المادة والمادة المضادة كل الكتلة تتحول إلى طاقة ولو طبقنا معادلة آينشتين فيما يتعلق بالعلاقة بين الطاقة والكتلة E=MC2 يمكننا تخيل كمية الطاقة الناجمة.
في تجربة فريدة من نوعها حاول الأمريكيون من خلالها خلق التفاعل الذاتي للرشقات الإشعاعية des dards الذي يقتصر على الطاقة الحرارية thermonucléaires auto-confinés par MHD المانيتوهيدروديناميك حيث تولد طاقة غير متوقعة. في الواقع، من خلال هذا النوع من التجارب ، تم الحفاظ على ضغط لا يمكن تصوره "وبما يكفي من الوقت" يكون كافياً لإعادة بناء نفسه محلياً، وهو ما يشبه تماماً الظروف التي سادت في اللحظة التي نسميها "الانفجار الكبير".
وأكدوا لاحقا أنهم استفادوا من هذا الاكتشاف واستغلوه كفرصة لاستخدام التفجيرات النووية المسيطر عليها بشكل جيد وذلك من أجل تجميع المادة المضادة بواسطة الضغط، حيث يتم توجيهها عبر عدد من الأنفاق التي تشكل نجمة لها فروع كثيرة في مختلف أنحاء مركز الانفجار. يتم إتلاف الجهاز الاحتوائي الأولي، بناء على الموصلات الفائقة عالية الأداء التي لا يملكها في الوقت الحاضر لا الروس ولا الصينيين ، وذلك مباشرة بعد الانفجار. ولكن يتم توجيه المادة المضادة الثمينة بعد أن تفصل كهرومغناطيسياً électromagnétiquement (بات معروفاً كيف يتم ذلك) ليتم تخزينها في نهاية المطاف في زجاجات مغناطيسية، ذات أبعاد مترية مصنوعة من الكريستال الخالص.
ثم يتم تخزين المادة المضادة في الدوائروالأوعية des enceintes ، التي يتم التحكم بها تكنولوجيا بطرق باتت معروفة منذ فترة طويلة. ويمكن بعد ذلك استخدام هذه الكميات من المادة المضادة لأغراض واستخدامات متعددة.
يمكن في هذا المستوى من القراءة الإشارة الى ملاحظتين مثيرتين للاهتمام:
- السيطرة التامة على المواد فائقة التوصيل حيث يعتبر ذلك مفتاح النجاح، وحيث تكون المراهنة، على أن يتم القيام بكل شيء للحفاظ على أسرار هذه المواد فائقة التوصيل. إلى جانب معرفة أن الجسيمات التي كانت موجودة في الظروف الأولية المعروفة بظروف الانفجار العظيم أو الكبير هي من نوعين المادية والمضادة لها والتي يمكن التعامل معها وفق معادلات ديارك مع التغلب على صعوبة التحكم بالقوة الكهرومغناطيسية المضادة المرتبطة بالمادة المضادة قبل الاتصال بالمواد الطبيعية .
كنا نعرف بالفعل ومنذ سنوات أنه كان من الممكن إحتواء المادة المضادة في البلورات الكريستالية. ومنذ 1975 (على سبيل المثال في مختبر فرانسوا لور) كان معروفا استهداف زخات من الجسيمات الناجمة عن "السنكروترون synchrotrons " كأهداف مع دقة متناهية لا تتعدى بضعة أنجسترومات Angströms. يبدو ذلك غير قابل للتصديق، ولكن هذا هو واقع الحال. وبالتالي يمكننا استخلاص المادة المضادة من الذرات المكونة لبعض البلورات الكريستالية الخاصة cristaux spéciaux ، والتي لديها "الثغرات" الموزعة بالتساوي وبانتظام. وفي شكل جسيمات مشحونة، يتم تسريع المادة المضادة على نحوين وتتمثل أولاهما المادة المضادة (البروتونات المضادة والإلكترونات المضادة anti-électrons et anti-protons) ومن ثم يتم تعزيز إعادة التركيب (الحزمات المحايدة faisceaux de neutres). حيث تظهر الذرات المضادة للهيدروجين المضاد التي يتسنى لها دخول الكريستال في اتجاه الثغرات الشهيرة المزدحمة بالإلكترونات الحرة. ثم ينعدم الالكترون المضاد الموجود في الذرة المضادة عن التقائه بالالكترون العادي عندها يستغل البروتون المضاد ذو الشحنة السالبة الوضع الجديد الناجم عن عملية الفناء ليأخذ مكان الالكترون الحر داخل الثغرة الكريستالية وعند استقراره داخل الفجوة، يقوم بضمان الحياد الكهربائي لباقي المكونات. وبهذا نحصل على المادة المضادة المحتواة أو المحبوسة كهربائياً confinée électrostatiquement. إن هذا الحبس أو الاحتواء لا يتطلب أية طاقة ومستقر تماما ودائم. تندمج البروتونات المضادة كلياً في الشبكة الكريستالية وتعززها dopent وتضبطها أو تلجمها bridés بإحكام. وثم يمكننا ترك مثل هذا الكريستال على الأرض دون أن يحصل أي شيء. لا خوف من هروب أو إفلات البروتونات المضادة من زنازينها الالكتروستاتيكية électrostatiques. هذا هو السلاح المثالي، سهل لإنتاج والتخزين والذي يصبح الأكثر صلابة rustique في العالم. ولتنشيطه، نحتاج فقط لعامل أو عنصر خارجي لخلخلة الكريستال. و يمكن لبعض هذه البلورات أن تذوب ومن ثم تنفجرالقنبلة عند تغميس البلورات في فنجان القهوة الذي نشربه كل صباح! حيث يعمل السائل المذوب بمثابة مشغل التفجير déclencheur. تمكن الاميركيون (وفي وقت لاحق تأكدت هذه المعلومات من مصادر أخرى) من صنع "كرات بكية bucky balls " (المشهورة بإسم "الخنازير الصغيرة") من المادة المضادة لا تتعدى أحجامها السنتمتر taille centimétrique المخزنة في الكريستال، وتقدر قوتها، ما يعادل 40 طنا من مادة الـ TNT.
ولا يتعدى قطرها البوصة أو السنتمترين فقط، بما في ذلك الدرع الواقي من الحرارة , écran thermique.إن ظهور هذا السلاح من "الجيل الرابع" هو عامل رهيب لانعدام الأمن الدولي. وكان العالم الفيزيائي الفرنسي المعروف جون بيير بتي Jean-Pierre PETIT قد اصدر قبل سنوات كتاباً اثار ضجة في الأوساط العلمية واثار غضب الولايات المتحدة الأمريكية حيث انتشرت تهديدات بقتله واغتياله من جانب المخابرات الأمريكية لكشفه أسرارها، وكان عنوان الكتاب الأجسام المحلقة المجهولة الهوية والأسلحة السرية الأمريكية OVNI et Armes Secrètes Américaines وذكر فيه أن هناك تجارب سرية أمريكية على الأسلحة التي تعتمد المادة المضادة باستخدام تقنية الفيزياء مادون الذرية la physique sub-nucléaire وأسلوب التفجيرات النووية المتتالية la réaction en chaîne nucléaire حيث عرض تفاصيل تقنية هائلة ومذهلة مع معادلاتها الرياضية ورسوماتها التخطيطية والتوضيحية التي استلهمها الأمريكيون من التقنية التي استخلصوها من الفضاء الخارجي .
* المقالة للكاتب : جواد بشارة
http://www.xfiles-ar.com/2013/12/blog-post.html