قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية، قامت ألمانيا النازية بإخراج ما تبقى في جعبتها من أسلحة سرية، تعمدت إخفاءها على مدار سنوات الحرب.. وتمكنت برغم ما تتعرض إليه من قصف متواصل، من إطلاق ما يزيد على 8000 قنبلة موجهة تلقائياً على مدينة لندن، .. وهو سلاح كان يستخدم آنذاك لأول مرة في التاريخ..
فمع بدء استخدام المحركات النفاثة والصاروخية في دفع الطائرات المقاتلة والقاذفات، قامت القيادة الألمانية باستخدام نوع جديد من الأسلحة المدفوعة بتلك المحركات، وأوجدت طرقاً جديدة لضرب أراضي العدو في العمق، دونما اشتباكات مباشرة بطائرات سلاح الجو..
القنبلة الموجهة V1 والمدفوعة بمحرك نفاث، ثم الصاروخ الموجه V2 الذي لجأت إليه ألمانيا حين بدا أن نظام الدفاع الجوي البريطاني قد بدأ في التغلب على قنابل الـV1.. كانت أكثر الأسلحة التي ظهرت خلال الحرب فعالية وخطورة وإثارة للرعب.. بعد القنبلة النووية طبعاً.. بيد أن الإنجاز الحقيقي الذي قام به الألمان هنا ليس في حمل القنابل على محركات دفع صاروخية أو نفاثة، وإنما في إيجاد طريقة التوجيه الذاتي التي يمكنها أن تثبت الصاروخ على مساره إلى أن يصل إلى نقطة الهدف.. والفكرة ببساطة هي وضع جهاز حساس في مقدمة الصاروخ، يعمل كما تعمل البوصلة، ويقوم بترجمة كل انحراف في مسار الصاروخ إلى إشارة كهربائية بقوة معينة تتناسب مع نسبة الانحراف، وتؤدي إلى تشغيل محركات توجيه الأجنحة في مؤخرة الصاروخ لتقوم بتعديل اتجاهه ووضعه على المسار الصحيح.
وكانت هذه هي بداية ظهور الصواريخ الموجهة المقذوفة أو البالستية كما يطلق عليها (Ballistic Missiles)
