بزة الوقاية الروسية الجديدة .. راعـــي البقـــر .

anwaralsharrad 

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
18 مايو 2013
المشاركات
12,587
التفاعل
56,157 1,112 47
أطقـــــــم الدبابــــــات الروسيــــــــة وبـــــــزة الوقايــــــة الجديــــــدة
"راعــــــــــــــــــي البقـــــــــــــــــر"

tsniitochmash50-L.jpg

المراجعة الروسية لخسائر الدبابات والعربات المدرعة في حرب الشيشان شملت من ضمن أمور عديدة ما يخص تجهيزات الأطقم والسلامة الداخلية . فقد تحدث هؤلاء عن قصور في تجهيز الألبسة الواقية protective clothing التي كان من المؤمل أن تخفض خسائر أطقم هذه العربات . هذه الألبسة معدة لمواجهة خطر الشظايا والأجزاء الناجمة عن اختراق المقذوف لصفائح تدريع العربة ، بالإضافة إلى خطر النيران المندلعة نتيجة مصادر الاشتعال الداخلية . حيث تبين أن هناك فرصة حقيقية لنجاة الأطقم وخروجهم في العديد من الحالات ، ربما مع جروح وإصابات قطعية لكن دون خسارة أرواحهم .. في الوقت الراهن ، هناك طريقتان أساسيتان لحماية أفراد الطاقم من إصابات وجروح الشظايا في العربات المدرعة . الأولى باستخدام بطانة مانعة للتشظي والتجزؤ spall liner ، والطريقة الثانية تؤكد على استخدام معدات الوقاية والحماية الشخصية protective equipment . الطريق الأكثر فاعلية كما يرى الفكر الروسي تكمن في إتباع الوسيلة الثانية وتأمين البزات والستر الواقية التي يمكن أن تحمي الطاقم ليس فقط ضمن حدود العربة القتالية ، لكن أيضا في الساحات المفتوحة عندما يضطر الأفراد للخروج من عربتهم لأي غرض . وطبقا لتقارير ودراسات غربية يستدل بها الخبراء الروس ، فإن استخدام الأطقم لأجهزة الوقائية الشخصية يخض معدل الخسائر البشرية الدائمة لنحو عامل من 2-2.5 . لهذا ، في جيوش العالم المتطور يحرص على توفير تجهيزات خاصة لحماية أفراد طاقم العربات القتالية من خطر الإصابة بالشظايا والطلقات . في أغلب الأحيان جدا ، هذه العدد الوقائية تتضمن ثلاثة عناصر هي: خوذة وقاية مركبة protective helmet ، صدرية بالستية ballistic vest مصنعة من أنسجة الأراميد ، بالإضافة إلى بزات مقاومة الحريق fire-resistant overalls .


f2e8c946d09aae67882941221855a511.jpg

لمواجهة هذه التهديدات ، الروس في العام 2003 قدموا بزة الوقاية الكاملة المسماة "راعي البقر" Cowboy والخاصة بأطقم دبابات المعركة والعربات المدرعة الأخرى . هذه البزة التي حملت الترميز 6B15 يبلغ وزنها 6.5 كلغم (استبدلت البزة الأسبق ثقيلة الوزن 6B23) ، وصممت من الأنسجة الخاصة التي يمكن أن تقاوم اللهب المباشر والتسخين المفرط حتى 1100 درجة مئوية . البزة مصنعة من نسيج ليفي صناعي مقاوم للحرارة يطلق عليه اسم "الأراميد" Aramid ، لذا هي قادرة على حجب حرارة اللهب عن جسم مرتديها لنحو 15-20 ثانية . ويؤكد مصمموها أنها قادرة على تخفيض خسائر الأطقم خلال العمليات القتالية combat operations لنحو مرتين ونصف عما سبق . الشروط التي وضعت من بداية العمل كانت تتحدث عن توفير سترة أو صدرية واقية من الرصاص ملحقة بالبزة الجديدة ، قادرة على توفير حماية لمرتديها من طلقات المسدس الروسي "ناغانت" Nagant عيار 7.62 ملم ، وكذلك من طلقات المسدس "ماكاروف" Makarov عيار 9 ملم بالصميم الفولاذي . الشروط تناولت أيضاً وجوب توفر حماية موثوقة لمناطق الرقبة والأكتاف وأسفل البطن مع وزن إجمالي لا يتجاوز 6.5 كلغم . علاوة على ذلك ، تجهيزات هذه البزة يجب لا تعيق أعمال الطاقم وحركتهم في المعركة (يمكن ارتدائها لمدة 48 ساعة متواصلة دون مشاكل أو مضايقة) كما يتحتم عليها تأمين ما نسبته 80% من سطح جسم مرتديها تجاه النيران المباشرة ولنحو 10-15 ثانية . البزة 6B15 جرى تطويرها من قبل "معهد البحث المركزي لبناء الآلات الدقيقة" TsNIITochMash (من أهم المكاتب الصناعية الروسية التي تأسست في 17 مايو العام 1944 ، وهو مصمم ومنتج رئيس لبعض أسلحة الجيش الروسي وقوات النخبة في وزارة الداخلية) ، في حين إنتاجها يتولاه مركز "آرموكوم" Armokom الذي يعتبر المطور والمنتج الرئيس لمعدات الحماية الشخصية والشاملة في روسيا .


ec04a1b9b52a8c1d531ffdac91032164.jpg

المجموعة الكاملة للبزة 6B15 تتضمن: صدرية بالستية واقية من الرصاص تحمل الترميز 6B15-1 ، خوذة واقية من الشظايا تحمل الترميز 6B15-2 ومدمج بها سماعات اتصال داخلية ، رداء مقاوم للهب من قطعتين يحمل التعيين 6B15-3 . الصدرية الواقية من الرصاص التي يبلغ وزنها 3.5 كلغم ، مصممة لتوفر حماية لمنطقة الظهر والصدر من الشظايا الناتجة عن ثقب مقصورة الطاقم ، وكذلك حماية مرتديها من رصاص مسدس ماكاروف يطلق نيرانه من مسافة 5 أمتار . الخوذة الواقية من الشظايا التي يبلغ وزنها 0.8 كلغم ، هي الأخرى تؤمن حماية نوعية تجاه الصدمات الميكانيكية mechanical shocks (الارتطام العنيف بالأجزاء الصلبة في مقصورة العربة) . الرداء الواقي من اللهب والتأثيرات الحرارية يبلغ وزنه 2.2 كلغم ويتمتع بنظام تهوية طبيعي . البزات 6B15 بدأت بدخول الخدمة مع أطقم دبابات المعركة الروسية في 1 أغسطس العام 2012 ، لكنها صرفت بشكل مقنن ، ابتداء لفرق المنطقة العسكرية الجنوبية .


 
المراجعة الروسية لخسائر الدبابات والعربات المدرعة في حرب الشيشان
يلاحظ انه من البداية لم يهتموا بمسألة أجهزة الرؤية الليلة وذلك من تصميم الخوذة الخالي من أماكن تثبيتها وايضا عدم الاهتمام بملحقات التي يمكن اضافتها للخوذة مثل كشاف .. الخ
 
يلاحظ انه من البداية لم يهتموا بمسألة أجهزة الرؤية الليلة وذلك من تصميم الخوذة الخالي من أماكن تثبيتها وايضا عدم الاهتمام بملحقات التي يمكن اضافتها للخوذة مثل كشاف .. الخ

بالفعل هذا من الأمور المثيرة للإستغراب رغم البدايات المبشرة !!! فالمحاولات السوفييتية الأولى لممارسة تطبيقات الأشعة تحت الحمراء تعود إلى النصف الثاني من ثلاثينات القرن الماضي. ويعود الفضل في ذلك تحديداً إلى "المعهد التقني الكهربائي الروسي" Russian Electro Technical Institute، الذي تأسس في أكتوبر العام 1921 وانصب نشاطه الرئيس على حقل فيزياء الإلكترونات والبحث في تطوير أجهزة الفولطية العالية، الأنظمة الكهربائية ومتعلقاتها، الإلكترونيات للأغراض المختلفة.

هذا المعهد ضم مجموعة مختارة من العلماء السوفييت المتخصصين في علوم الفيزياء، وعلى رأسهم المهندس "فياشزلاف أركانغلسكي" Vyacheslav I. Arkhangelsky، الذي كان له الدور الأبرز في تطوير أنظمة الرؤية الليلية السوفييتية في صيغتها الأولى وغيرها من الأجهزة الكهربائية، وتم منحه على ذلك جائزة الدولة السوفيتية وغيرها من الجوائز الرسمية (البصريات والعدسات الضرورية لمشروع أدوات الرؤية الليلية تم تطويرها في معهد البصريات الحكومي، لينينغراد).

عمل أركانغلسكي في مختبره مع آخرين لأول مره على تطوير محول ضوئي إلكتروني electron-optical converter لتحويل الصورة المخفية إلى العين المجردة في الطيف تحت الأحمر إلى صورة مرئية. المحول استند في عمله على كاثود أو مهبط ضوئي photocathode، الذي يقوم بإطلاق الإلكترونات عندما يتعرض للإضاءة وبالتالي التسبب في توليد تيار كهربائي. ولتشغيل أداة الرؤية الليلية وكشف الأجسام في الظلام، كان هناك حاجة لضوء تحت الأحمر ينعكس عن الأجسام المحيطة، لكن دون أن يكون الشعاع بحد ذاته عرضه للكشف أو الرؤية بالعين المجردة.

وفي بداية الحرب العالمية الثانية وتحديداً في خريف العام 1941، ممثلين عن القوات الجوية والبحرية جاءوا إلى المعهد التقني الكهربائي الروسي بقصد إعداد خطة مستعجلة لتطوير أجهزة وأدوات تحت الحمراء لاستخدامات الجيش الأحمر. بالنسبة لقادة البحرية، الهدف كان منصباً على تطوير أجهزة بحرية التي يمكن أن توجه سفن الحرب كلما دخلت أو غادرت الموانئ باستعمال المشاعل تحت الحمراء infrared beacons. أما بالنسبة لسلاح الجو، الأجهزة تحت الحمراء قصد منها مساعدة الطيارين في عمليات الإنزال خلال الليل وتحت الأحوال الجوية السيئة.
 
عودة
أعلى