موسكو تتحدى واشنطن و تستنسخ" التجربة الأوكرانيا" في سوريا
أورينت نت
بدأت روسيا تعزيز تواجدها العسكري في الساحل السوري على نطاق أوسع يتجاوز مجرد قاعدتها البحرية المعروفة في طرطوس، من خلال تأسيس قاعدة جوية في اللاذقية من خلال تطوير وتوسيع مطار اللاذقية وتحويله للأعمال العسكرية الروسية المباشرة.
و منعت القوات الروسية كل العاملين السوريين المدنيين في المطار من الاقتراب من مواقع التوسيع والأشغال التي تجري في المطار.
وأكد ناشطون لصحيفة "العرب" أن التواجد الروسي في الساحل بدأ يظهر للعيان، وقد أخذ منحى واضحا مع اقتراب المعارضة المسلحة من جبال الساحل السوري الاستراتيجية.
ورأى مراقبون أن التوسع الروسي في سوريا يأتي في مرحلة تقاسم الكعكة السورية بين الأطراف المتصارعة، حيث كانت حمص في اتجاه الجنوب حتى دمشق من الحصة الإيرانية التي شهدت تعزيزات عسكرية من طهران وحلفائها، بينما من شمال حمص إلى كامل الساحل السوري فهو من الحصة الروسية.
واستطاع الرئيس الروسي أن يفرض أمراً واقعياً جديداً في أوكرانيا من خلال التدخل العسكري المباشر هناك، وهذا ما يحاول تكراره في سوريا من خلال العمل العسكري المباشر في المدن الساحلية.
وأصبح لدى الروس قناعة بعدم إمكانية استعادة السيطرة على كامل سوريا من خلال النظام القائم في ظل الانهيارات العسكرية الأخيرة، والخيار البديل لديهم هو تقاسم النفوذ في سوريا بين الأطراف المتصارعة المحلية والإقليمية والدولية، مما يحتم العمل العسكري الروسي لضمان مصالح موسكو في المرحلة الانتقالية وما بعدها وإلا فإن النفوذ الإيراني لن يترك للروس حصة.
ممر جوي عسكري لروسيا عبر إيران والعراق
وتستخدم روسيا ممراً جوياً فوق العراق وإيران لنقل معدات عسكرية إلى وجهة جديدة في سوريا، في تحد واضح لجهود الولايات المتحدة لوقف الإمدادات لتلك المناطق، الأمر الذي يزيد من حدة التوتر مع واشنطن.
وكشف مسؤولون أميركيون الأحد أن سبع طائرات نقل روسية ضخمة أقلعت من قاعدة جوية جنوب روسيا في وقت ما الأسبوع الماضي، لنقل معدات لسوريا فوق المجال الجوي الإيراني والعراقي.
وصرح مسؤول أميركي أن الطائرات توجهت إلى قاعدة جوية جنوب اللاذقية بسوريا، في خطوة تضمن لروسيا إيجاد موطئ قدم في الشرق الأوسط يعتبر الأكبر خلال العقود الماضية، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.
وكانت الإدارة الأميركية تأمل لو أنها أعاقت الجهود الروسية لنقل معدات عسكرية وقوات إلى سوريا عندما أعلنت بلغاريا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي، غلق مجالها الجوي أمام حركة الطيران، غير أن روسيا شرعت فورا في إرسال طائراتها إلى العراق وإيران. ومن ناحيته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تلك الرحلات سوف تستمر رغم الاعتراضات الأميركية.
امتعاض أمريكي من العراق
وأظهرت الأحداث تحدياً سياسياً آخر أمام الولايات المتحدة، وهو كيف تدفع رئيس وزراء العراق حيدر العبادي، الذي أتى للسلطة بمباركة منها إلى العمل على منع الطيران الروسي من استخدام مجاله الجوي.
وأثار دبلوماسيون أميركيون الأمر مع الحكومة العراقية في 5 سبتمبر (أيلول) الحالي، على أمل أن تحذو العراق حذو بلغاريا بأن تعلن غلق مجالها الجوي أمام طائرات الإمداد الروسي.
وحسب مسؤول أميركي طلب عدم ذكر اسمه، جاء الرد العراقي بأنهم سوف ينظرون في الأمر، لكن حتى الأسبوع الماضي لم يتخذ العراقيون قرارا في هذا الشأن.
ورفض متحدث باسم رئيس الوزراء العراقي الأحد التعليق، مؤكداً أنه ليس لديه معلومات حول الطيران الروسي أو قلق الولايات المتحدة من هذا الأمر.
ومما زاد من حجم التحدي أمام حيدر العبادي هو جهوده في سبيل المحافظة على العلاقات مع الولايات المتحدة، وإيران وروسيا. في حين أرسلت الولايات المتحدة نحو 3500 مستشار لمساعدة العراق في حربه ضد "داعش"، تلقى العراق دعما عسكريا من إيران للمساعدة في تلك الحرب، حيث تدعم إيران بشار الأسد شأنها شأن روسيا، إضافة إلى أن العراق يشتري السلاح من موسكو التي زارها عبادي في مايو (أيار) الماضي.
طهران :الشحنات الروسية" لا تحوي سوى معونات إنسانية"؟؟!!
في إيران، صرح مسؤول بالسفارة الروسية في طهران لوكالات الأنباء الروسية، الأربعاء، أن إيران وافقت على استخدام روسيا للمجال الجوي الإيراني في الطيران إلى سوريا، غير أن المسؤولين الإيرانيين أكدوا على أن الشحنة لا تحوي سوى معونات إنسانية.
موسكو تتحدى واشنطن
وقال الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" الأسبوع الماضي، "يبدو الأسد الآن قلقا بسبب استقدامه للخبراء الروس للعمل بالبلاد وبسبب جلبه للأسلحة الروسية"، مضيفاً: "غير أن ذلك لن يغير من جوهر سياستنا وهي الاستمرار في الضغط على داعش في العراق وسوريا، لكننا أيضا سوف نشرك روسيا معنا في الأمر كي تعرف أنه لا ينبغي عليها الاستمرار في أمر خطير ونتائجه مقدر لها الفشل مقدما".
ولا يبدو أن تلك التحذيرات كان لها أي تأثير يذكر على الرئيس فلاديمير بوتين الذي يبدو مصمماً على خلق حقائق جديدة على الأرض في سوريا.
روسيا تسرع وتيرة تعزيز قدرات النظام العسكرية
وأرسلت روسيا عدداً كبيراً من الخبراء العسكريين والعتاد المتطور كمنظومات مضادات جوية يديرها عسكريون روس حصراً، بالإضافة إلى دبابات وناقلات جنود تم تسليمها إلى جيش النظام.
وقال مسؤولان أميركيان لوكالة رويترز "إن روسيا وضعت عدداً من الدبابات في مطار سوري حيث تسرع الخطى لتعزيز النظم الدفاعية هناك".
وأشار أحد المسؤولين الأميركيين إلى أن سبع دبابات روسية من نوع تي- 90 شوهدت في المطار القريب من اللاذقية . وأكد المسؤولان الأميركيان أن روسيا نشرت أيضا قطعا مدفعية هناك.
وقال مسؤولان أميركيان إن واشنطن تعتقد أن حوالي 200 من قوات مشاة البحرية الروسية الآن يتمركزون في مطار قرب مدينة اللاذقية السورية أحد معاقل الأسد.
وحسب محللين، من الممكن أن يخدم التحرك الروسي عدة أغراض: فبالإضافة إلى مساندة الأسد ودعم خطة الكرملين لتكوين تحالف جديد ضد "داعش" يضم إيران والنظام السوري، فإن ذلك التحالف يمنح روسيا سلطة أكبر في مستقبل سوريا، ويبعد الانتباه عن تدخل روسيا في أوكرانيا.
بوتين: مستمرون بتقديم الدعم العسكري لنظام الأسد
بدوره، جدد الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" دعم بلاده العسكري لنظام "الأسد"، معتبراً أنه لولا الدعم الروسي لكان الوضع في سوريا أسوأ مما في ليبيا اليوم، وفق قوله.
ودعا بوتين إلى "وضع الخلافات الإيديولوجية جانباً وحشد الجهود لمحاربة الإرهاب"، مشدداً على "أولوية دور الجيش السوري على الأرض".
والنظام يكذب الجميع.
في المقابل رأى سفير نظام الأسد لدى موسكو "رياض حداد" أن وجود قوات روسية على الأرض في سورية "أكذوبة".
ونقلت وكالة أنباء "إيتار تاس" عن "حداد" أن نظامه يتعاون مع روسيا منذ 30 إلى 40 عاماً في مختلف المجالات، ومنها المجال العسكري، وقضية التزويد بالأسلحة والعتاد العسكري تأتي وفقاً لاتفاقيات مبرمة بين البلدين.
أورينت نت
بدأت روسيا تعزيز تواجدها العسكري في الساحل السوري على نطاق أوسع يتجاوز مجرد قاعدتها البحرية المعروفة في طرطوس، من خلال تأسيس قاعدة جوية في اللاذقية من خلال تطوير وتوسيع مطار اللاذقية وتحويله للأعمال العسكرية الروسية المباشرة.
و منعت القوات الروسية كل العاملين السوريين المدنيين في المطار من الاقتراب من مواقع التوسيع والأشغال التي تجري في المطار.
وأكد ناشطون لصحيفة "العرب" أن التواجد الروسي في الساحل بدأ يظهر للعيان، وقد أخذ منحى واضحا مع اقتراب المعارضة المسلحة من جبال الساحل السوري الاستراتيجية.
ورأى مراقبون أن التوسع الروسي في سوريا يأتي في مرحلة تقاسم الكعكة السورية بين الأطراف المتصارعة، حيث كانت حمص في اتجاه الجنوب حتى دمشق من الحصة الإيرانية التي شهدت تعزيزات عسكرية من طهران وحلفائها، بينما من شمال حمص إلى كامل الساحل السوري فهو من الحصة الروسية.
واستطاع الرئيس الروسي أن يفرض أمراً واقعياً جديداً في أوكرانيا من خلال التدخل العسكري المباشر هناك، وهذا ما يحاول تكراره في سوريا من خلال العمل العسكري المباشر في المدن الساحلية.
وأصبح لدى الروس قناعة بعدم إمكانية استعادة السيطرة على كامل سوريا من خلال النظام القائم في ظل الانهيارات العسكرية الأخيرة، والخيار البديل لديهم هو تقاسم النفوذ في سوريا بين الأطراف المتصارعة المحلية والإقليمية والدولية، مما يحتم العمل العسكري الروسي لضمان مصالح موسكو في المرحلة الانتقالية وما بعدها وإلا فإن النفوذ الإيراني لن يترك للروس حصة.
ممر جوي عسكري لروسيا عبر إيران والعراق
وتستخدم روسيا ممراً جوياً فوق العراق وإيران لنقل معدات عسكرية إلى وجهة جديدة في سوريا، في تحد واضح لجهود الولايات المتحدة لوقف الإمدادات لتلك المناطق، الأمر الذي يزيد من حدة التوتر مع واشنطن.
وكشف مسؤولون أميركيون الأحد أن سبع طائرات نقل روسية ضخمة أقلعت من قاعدة جوية جنوب روسيا في وقت ما الأسبوع الماضي، لنقل معدات لسوريا فوق المجال الجوي الإيراني والعراقي.
وصرح مسؤول أميركي أن الطائرات توجهت إلى قاعدة جوية جنوب اللاذقية بسوريا، في خطوة تضمن لروسيا إيجاد موطئ قدم في الشرق الأوسط يعتبر الأكبر خلال العقود الماضية، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.
وكانت الإدارة الأميركية تأمل لو أنها أعاقت الجهود الروسية لنقل معدات عسكرية وقوات إلى سوريا عندما أعلنت بلغاريا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي، غلق مجالها الجوي أمام حركة الطيران، غير أن روسيا شرعت فورا في إرسال طائراتها إلى العراق وإيران. ومن ناحيته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تلك الرحلات سوف تستمر رغم الاعتراضات الأميركية.
امتعاض أمريكي من العراق
وأظهرت الأحداث تحدياً سياسياً آخر أمام الولايات المتحدة، وهو كيف تدفع رئيس وزراء العراق حيدر العبادي، الذي أتى للسلطة بمباركة منها إلى العمل على منع الطيران الروسي من استخدام مجاله الجوي.
وأثار دبلوماسيون أميركيون الأمر مع الحكومة العراقية في 5 سبتمبر (أيلول) الحالي، على أمل أن تحذو العراق حذو بلغاريا بأن تعلن غلق مجالها الجوي أمام طائرات الإمداد الروسي.
وحسب مسؤول أميركي طلب عدم ذكر اسمه، جاء الرد العراقي بأنهم سوف ينظرون في الأمر، لكن حتى الأسبوع الماضي لم يتخذ العراقيون قرارا في هذا الشأن.
ورفض متحدث باسم رئيس الوزراء العراقي الأحد التعليق، مؤكداً أنه ليس لديه معلومات حول الطيران الروسي أو قلق الولايات المتحدة من هذا الأمر.
ومما زاد من حجم التحدي أمام حيدر العبادي هو جهوده في سبيل المحافظة على العلاقات مع الولايات المتحدة، وإيران وروسيا. في حين أرسلت الولايات المتحدة نحو 3500 مستشار لمساعدة العراق في حربه ضد "داعش"، تلقى العراق دعما عسكريا من إيران للمساعدة في تلك الحرب، حيث تدعم إيران بشار الأسد شأنها شأن روسيا، إضافة إلى أن العراق يشتري السلاح من موسكو التي زارها عبادي في مايو (أيار) الماضي.
طهران :الشحنات الروسية" لا تحوي سوى معونات إنسانية"؟؟!!
في إيران، صرح مسؤول بالسفارة الروسية في طهران لوكالات الأنباء الروسية، الأربعاء، أن إيران وافقت على استخدام روسيا للمجال الجوي الإيراني في الطيران إلى سوريا، غير أن المسؤولين الإيرانيين أكدوا على أن الشحنة لا تحوي سوى معونات إنسانية.
موسكو تتحدى واشنطن
وقال الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" الأسبوع الماضي، "يبدو الأسد الآن قلقا بسبب استقدامه للخبراء الروس للعمل بالبلاد وبسبب جلبه للأسلحة الروسية"، مضيفاً: "غير أن ذلك لن يغير من جوهر سياستنا وهي الاستمرار في الضغط على داعش في العراق وسوريا، لكننا أيضا سوف نشرك روسيا معنا في الأمر كي تعرف أنه لا ينبغي عليها الاستمرار في أمر خطير ونتائجه مقدر لها الفشل مقدما".
ولا يبدو أن تلك التحذيرات كان لها أي تأثير يذكر على الرئيس فلاديمير بوتين الذي يبدو مصمماً على خلق حقائق جديدة على الأرض في سوريا.
روسيا تسرع وتيرة تعزيز قدرات النظام العسكرية
وأرسلت روسيا عدداً كبيراً من الخبراء العسكريين والعتاد المتطور كمنظومات مضادات جوية يديرها عسكريون روس حصراً، بالإضافة إلى دبابات وناقلات جنود تم تسليمها إلى جيش النظام.
وقال مسؤولان أميركيان لوكالة رويترز "إن روسيا وضعت عدداً من الدبابات في مطار سوري حيث تسرع الخطى لتعزيز النظم الدفاعية هناك".
وأشار أحد المسؤولين الأميركيين إلى أن سبع دبابات روسية من نوع تي- 90 شوهدت في المطار القريب من اللاذقية . وأكد المسؤولان الأميركيان أن روسيا نشرت أيضا قطعا مدفعية هناك.
وقال مسؤولان أميركيان إن واشنطن تعتقد أن حوالي 200 من قوات مشاة البحرية الروسية الآن يتمركزون في مطار قرب مدينة اللاذقية السورية أحد معاقل الأسد.
وحسب محللين، من الممكن أن يخدم التحرك الروسي عدة أغراض: فبالإضافة إلى مساندة الأسد ودعم خطة الكرملين لتكوين تحالف جديد ضد "داعش" يضم إيران والنظام السوري، فإن ذلك التحالف يمنح روسيا سلطة أكبر في مستقبل سوريا، ويبعد الانتباه عن تدخل روسيا في أوكرانيا.
بوتين: مستمرون بتقديم الدعم العسكري لنظام الأسد
بدوره، جدد الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" دعم بلاده العسكري لنظام "الأسد"، معتبراً أنه لولا الدعم الروسي لكان الوضع في سوريا أسوأ مما في ليبيا اليوم، وفق قوله.
ودعا بوتين إلى "وضع الخلافات الإيديولوجية جانباً وحشد الجهود لمحاربة الإرهاب"، مشدداً على "أولوية دور الجيش السوري على الأرض".
والنظام يكذب الجميع.
في المقابل رأى سفير نظام الأسد لدى موسكو "رياض حداد" أن وجود قوات روسية على الأرض في سورية "أكذوبة".
ونقلت وكالة أنباء "إيتار تاس" عن "حداد" أن نظامه يتعاون مع روسيا منذ 30 إلى 40 عاماً في مختلف المجالات، ومنها المجال العسكري، وقضية التزويد بالأسلحة والعتاد العسكري تأتي وفقاً لاتفاقيات مبرمة بين البلدين.