أنطوان لحد أو «الجنرال الساقط» كما يلقب، يعتبره كثيرون الصورة العلنية لقصة العمالة والخيانة ضد الشعب اللبناني ومقاومته، قصة حياته تضم فصولا متناقضة بدأها من مكانة مرموقة بالجيش اللبناني وأنهاها بالخيانة والسقوط والهروب بقية حياته، هو ضابط لبناني جندته إسرائيل فقرر الانشقاق عن «جيش لبنان الوطني» ليقود «جيش لبنان الجنوبي » «الموالي لإسرائيل» ليكون حامي الكيان الصهيوني من هجمات المقاومة الفلسطينية واللبنانية، قبل أن تنتهي حياته قبل يومين في باريس.
«لست صديقا أو حليفا لإسرائيل، أنا كنت بطلا قوميا منذ 1984 حتى 1996 حين بدأوا يصدرون الأحكام بحقي»، بهذه الكلمات دافع من يوصفه اللبنانيون بـ«عميل إسرائيل» عن نفسه، مؤكدا أن بعد الانسحاب السريع لحليفته إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، شعر أنه انتهى فلم يجد مكانا يهرب إليه ويحتمي فيه سوى إسرائيل، وهو لا يملك إلا قميصا وبنطلونا، ليدير مطعما لبنانيا يعيش منه، ويظل بقية حياته هاربا ومطاردا لا يقو على مغادرة إسرائيل، بعدما أصبح مطلوبا كـ«مجرم حرب» في كثير من دول العالم ومنها فرنسا.
ولفظ «لحد» أنفاسه الأخيرة، صباح الخميس الماضي10-9-2015 ، نتيجة وعكة صحية، عن عمر يناهز 88 عاما، في باريس، رغم قرار منعه من دخول فرنسا باعتباره «مجرم حرب» ما يثير علامات استفهام كبيرة عن دور الحكومة «الاشتراكية الفرنسية» في حماية «عميل إسرائيلي»،
ويرصد «المصري اليوم» 27 محطة في حياة ربيب الدولة العبرية، أنطوان لحد.
27.ولد أنطوان يوسف لحد في بلدة كفر قطرة الشوفية في عائلة مارونية عام 1927، تخرّج من المدرسة الحربية عام 1952، وكان من المقربين إلى الرئيس كميل شمعون.
26.انشق «لحد» عن الجيش اللبناني، وأنضم إلى قيادة مليشيا «جيش لبنان الجنوبي» العميل لإسرائيل عام 1984 بعد وفاة الرائد سعد حداد الذي أسس هذه «المليشيا» في عام 1976 بمدينة مرجعيون، واستمر «لحد» في قيادتها حتى انهيارها وفرار قيادتها وعدد من عناصرها إلى إسرائيل إبان تحرير لبنان في مايو 2000.
25. ميليشيا «جيش لبنان الجنوبي» أو «جيش لحد» تشكلت بدعم من إسرائيل، وضمت عملاءها ووحدات منشقة من الجيش اللبناني منشقة، عام 1976 على يد أفراد من الجيش اللبناني في مدينة مرجعيون، إبان الحرب الأهلية، وأغلب أعضائه من اللبنانيين المسيحيين والمسلمين الشيعة الذين كانت لهم مشاكل مع فصائل من المقاومة الفلسطينية التي سيطرت على جنوب لبنان في ذلك الحين.
24.بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1978 الذي عرف بـ«عملية الليطاني»، توسعت نفوذ عملاء إسرائيل بحكم سيطرة جيش الاحتلال الميدانية، وقاتلت الميليشيا أعداء دولة العدو من منظمة التحرير الفلسطينية، والمقاومة اللبنانية المتمثلة في حركة أمل، والحزب الشيوعي اللبناني، وحركة المرابطون، وبعد 1982 الحزب الوليد أنذاك «حزب الله ».
23.أول قائد لمليشيا «جيش لبنان الجنوبي» الرائد سعد حداد، وبعد وفاة «حداد» بمرض السرطان 1984، خلفه «لحد»، ووصل عدد أفراد المليشيا إلي 6 آلاف جندي، وظل أفرادها يتقاضون رواتبهم من الجيش اللبناني حتى عام 1990، باعتباره منظمة مستقلة أنشئت في البداية بهدف حماية المدنيين من منظمة التحرير الفلسطينية.
22.أثناء فترة قيادة «لحد» لميلشيا «جيش لبنان الجنوبي»، زادت قوة العلاقات مع إسرائيل، بعدما دعمته دولة الكيان بالإمدادات، وازداد اعتماده على إسرائيل بعد عام 1990 عندما أعلنت الحكومة اللبنانية الجديدة وقتها أن جيش لبنان الجنوبي منظمة خارجة، وأوقفت دفع الرواتب لأعضائها.
21.في الفترة نفسها، شن حزب الله هجمات وكون عدد القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان لم يكن يزيد عن بضع مئات في ذات الوقت، وقاتل «جيش لبنان الجنوبي» تحت قياة «لحد» دفاعًا عن إسرائيل، كما أدار الشؤون الإدارية المدنية في المنطقة التي تسيطر عليها دولة الكيان.
20.تعرض «لحد» لمحاولة اغتيال في عام 1989 على يد المناضلة اللبنانية سهى بشارة، ولم يتعد عمرها وقتها 21 عاما، وتنتمي إلى الحزب الشيوعي اللبناني، وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وأوكلت لها مهمّة اغتيال «لحد»، فتركت الجامعة عام 1986 وانتقلت إلى مرجعيون حيث يسكن «لحد»، وعملت في النادي الثّقافي في مرجعيون، ومن هناك وصلت إلى بيته كمدربة رياضية لزوجته.
19.أصبحت «بشارة» تدخل بيته دون تفتيش، وفي 17 نوفمبر 1988، أطلقت «بشارة» عيارين على «لحد» من مسدس 4,45 ملم فأصابت صدره وذراعه، ونقِل إلى أحد المستشفيات في حيفا، وقضي بالعناية الفائقة مدة طويلة واستعاد عافيته بعد علاج طويل استمر عدة سنوات في إسرائيل، فيما اعتقلت «بشارة» وسجنت في معتقل «الخيام» مدة جاوزت 10 سنوات بعد محاكمتها، ثم أطلق سراحها في عام 1998 بعد وساطة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري مع عدد من الدول الغربية، على رأسها فرنسا.
18.في مايو 2000، انسحبت القوات الإسرائيلية من المنطقة المحتلة في جنوب لبنان طبقا لتصريحات إيهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي في حملته الانتخابية في مايو 1999، وبعد إبلاغ الأمم المتحدة عن ذلك في أبريل 2000.
17.عارضت قيادة «جيش لبنان الجنوبي» وعلى رأسها «لحد» قرار الانسحاب، واضطر أعضاء «جيش لبنان الجنوبي» للهروب إلى إسرائيل التي استقبلتهم، ونزح العديد من أفراد الجيش، وبعضهم مع أفراد عائلاتهم إلى بعض الدول الأوروبية، بينما سلم بعضهم الآخر نفسه أو أخذوا كمعتقلين على يد حزب الله، الذي سلمهم بدوره للسلطات القضائية اللبنانية حيث تمت محاكمتهم.
16. تتهم «ميلشيا لحد» من منظمات حقوقية بالتورط بأعمال تعذيب، منافية لحقوق الإنسان في بعض المعتقلات الواقعة تحت سيطرتها، مثل معتقل الخيام، وأصدرت فرنسا قرارا بمنع «لحد» من زيارتها منذ مايو 2000 باعتباره مجرم حرب، لكن عائلته لا تزال تعيش هناك.
15.هرب «لحد» إلى إسرائيل، وسافرت عائلته إلى فرنسا للإقامة بها، وحوكم «لحد» غيابيا في 4 ديسمبر 2001، ووصفته «محكمة جنايات لبنان الجنوبي» أنه «فارًا من وجه العدالة»، وأصدرت حكمها بحقه، في 14 مايو 2003، بالأشغال الشاقة المؤبدة، بتهمة التعامل مع إسرائيل، كما جردته المحكمة من حقوقه المدنية، ووضعت مذكرة إلقاء القبض الصادرة بحقه موضع التنفيذ.
14.طلب وزير الدفاع اللبناني السابق، خليل الهراوي، مارس 2002، إسقاط الجنسية اللبنانية عن «لحد»، موضحا أن طلبه يهدف إلى وقف راتبه التقاعدي الذي مازال يتقاضاه رغم إقامته في إسرائيل وحصوله على جنسيتها.
13.وضع زعيم ميليشيا «جيش لبنان الجنوبي» بزته العسكرية جانبا، وارتدى لباسا مدنيا وافتتح مطعما يقع على شاطئ مدينة تل أبيب في عام 2003، يقدم مأكولات لبنانية، سماه «بيبلوس»، نقلا عن «القناة الثانية» في التلفزيون الإسرائيلي.
12.أصدر «لحد» عام 2004، كتابا عن سيرته الذاتية، معنون بـ«في قلب العاصفة»، استعرض فيه محطات حياته السابقة في لبنان وعلاقته مع القيادة السياسية واللحظة التي اتخذ فيها قرارا بقيادة «المليشيا» حتى الانسحاب الإسرائيلي «المتسرع»، كما يصفه «لحد»، الذي نفذه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك.
11.سجل «لحد» في الكتاب قصة انتمائه إلى «مليشيا جيش لبنان لجنوبي» بعد وفاة مؤسسها، سعد حداد، وقصة خيانة إسرائيل له ولمليشياته، حسب وصفه، علما بأن إسرائيل حاولت وتحاول منذ ذلك الوقت إرضاءه بمختلف الوسائل، لدرجة أنها كانت تؤمن كل مصاريفه وحمايته حين كان نزيلا في فندق بتل أبيب منذ حل مليشياته بعد الهرولة الإسرائيلية انسحابا من شريط في الجنوب اللبناني احتله الجيش الإسرائيلي طوال 18 سنة.
10.أجرى «لحد» حوارًا مع صحيفة «الأخبار» اللبنانية، في سبتمبر 2006 بعد 6 سنوات من مغادرته لبنان، تحدث فيه عن ماضيه، مشيرا إلى أن «الإسرائيليين طعنوه في ظهره» بعد انسحابهم من الجنوب، وقال إن على «حزب الله» أن يسلّم سلاحه، ووصف حركة «14 آذار» أنها «لبنانية ومبادئها صحيحة»، مؤكّداً أنّه «يلتقي مسؤولين لبنانيين سرّا في أوروبا لبحث قضايا سياسية لبنانية».
9.عند سؤاله عما إذا كان نادما على تعاونه مع إسرائيل، قال «لحد»: «إسرائيل دولة عدوّ بالنسبة لنا في لبنان، هكذا فكّرت طيلة الحرب، لكن، في الوقت نفسه، كان علينا ألا نعطي فرصةً لدولة العدوّ أنْ تقصف بلدنا وتدمّره، أنا لم أكن صديقا ولا حليفا لإسرائيل، أنا كنت مع أهل الجنوب، وأثناء وجودي هناك، لم يستطع الإسرائيليون بناء مستعمرة واحدة، ولم يقدموا على أي عمل من هذا النوع، أنا أول من أقنع نتنياهو بفكرة الانسحاب من لبنان، والاعتراف بالقرارين 425 و 426 عن طريق المفاوضات، هذا كان هدفي، لكنّ الإسرائيليين هربوا وانسحبوا وطعنوني في ظهري، في المقابل، نسي العرب ما فعلته، واعتقدوا أنَّ حزب الله هو من طرد الاحتلال الإسرائيلي».
8.يرى أن الإسرائيليون «طعنوه في ظهره، وقال: «أنا أردت انسحابا من لبنان، لكن ليس بهذه الطريقة، بعد عودتي من باريس في 24 مايو 2000، وبعدما حاولت إقناع الفرنسيّين بإرسال قوات تحلّ محلّ القوات الإسرائيلية، وفهمت أنَّ الجيش الإسرائيلي انسحب من الجنوب وترك القرى اللبنانية في حال من الهلع، مّا اضطرهم إلى الهروب خوفا من قوات حزب الله المتقدمة, وفهمت من الإسرائيليين أني لا أستطيع العودة إلى لبنان وأنا لا أملك إلا قميصا وبنطلونا، وصلت إلى إسرائيل ولا ثياب لديّ سوى تلك التي كنت ألبسها، ولدى وصولي إلى إسرائيل، قالوا لي إنَّ باراك يريد التحدث إليّ، أجبتهم أني لا أريد التحدث معه، أريد أن أرى جماعتي وما حلّ بهم، وقابلت باراك فيما بعد، وقلت له إنّهم طعنوني في ظهري».
7.يعتبر «لحد» نفسه «بطلا قوميا»، وقال في حواره: «لن أطالب بالعفو لأنَّ الحكم ليس بيد الدولة اللبنانية، لقد كنت بطلا قوميا منذ عام 1984 حتى عام 1996 حين بدأوا يصدرون الأحكام بحقّي، لأن السوريين كانوا حاكمين، اسألهم أنت، لماذا عفوا عن آخرين؟ لكن حتى لو عفوا عنّي، فمن سيضمن لي هذا العف؟ هل تعتقد أنَّ الدولة اللبنانية هي الحاكمة؟ هذا ليس صحيحا، هل أقول إني أخطأت؟ لماذا أخطأت؟ كانت مهمتي الحفاظ على لبنانية الأرض وإبقاء الناس في كرامة، وعندما تسلّمت الجنوب لم تكن هناك طرقات، رتّبنا الأمور وسوّينا الطرقات، وعاش الناس بكرامة في الجنوب، كان 60% من الجيش من المسلمين، لم أملك القوة لدحر إسرائيل، كنا سنخرب المنطقة كلها، وما فعلته لم يفعله أحد».
6.يحكي «لحد»، لـ«الأخبار» اللبنانية، تفاصيل واقعة له مع وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها، موشي آرينز، قائلا: «نقلني الإسرائيليون عن طريق هليكوبتر إلى إسرائيل، والتقيت وتحدثت معه، وقال لي: (لا نريد شيئًا من لبنان، نريد أن نحفظ الأمن والسلام)، فقلت له: (أنا لا أستطيع تحقيق السلام، لكنّي أريد الحفاظ على المنطقة من دون أن تتدخّلوا، ومن دون أن تبنوا المستعمرات)، فوافق».
5.عن سؤاله عن تلقي جنود «جيش لبنان الجنوبي» رواتبهم من إسرائيل، قال «لحد» لـ«الأخبار»: «الجنود تلقوا رواتب من إسرائيل كي يعيشوا، وقبل دخولي إلى الجنوب قابلت الإسرائيليين وقالوا لي إنهم ليسوا معنيين بأي خطوة ضد الجنوب، وإنَّهم يريدون السلام والأمن، فقلت لهم (أنا معكم لأننا نريد الأمن)، نحن دولة ضعيفة لا نستطيع مقاتلة إسرائيل ؟
4.يرى «لحد» أن حسن نصر الله ، أمين عام «حزب الله» اللبناني «شخص ذكي وسياسي وقوي لكن (غلطة الشاطر بمئة غلطة)»، وفقا لـ«الأخبار».
3.في حكم جديد ضد «لحد»، أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة حكما غيابيا، في أكتوبر 2009، قضي بتخفيض عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة ضد «لحد» إلى حبسه 15 سنة بتهمة التعامل مع إسرائيل، واكتسابه الجنسية الإسرائيلية، كما جردته المحكمة من حقوقه المدنية ووضعت مذكرة إلقاء القبض الصادرة بحقه موضع التنفيذ.
2. قال «لحد»، في حديث للإذاعة العسكرية الإسرائيلية، يونيو 2012، نقلته صحيفة «الأخبار» اللبنانية، إن «الجيش الإسرائيلي غير قادر على هزيمة حزب الله»، مضيفا أن «أي عملية عسكرية قد تقدم عليها إسرائيل ضد حزب الله، من أجل إضعافه، لن تكون ذات جدوى».
وبحسب «لحد»: «الخيار الوحيد المتاح أمام إسرائيل في حربها ضد حزب الله، هو إضعاف إيران، رغم أنني لا اعرف كيف يمكن إسرائيل أن تقوم بذلك، فالمسألة ليست من اختصاصي»، وأضاف أن «إسرائيل اعتقدت في الماضي أن بإمكانها أن تتوصل إلى سلام مع لبنان، وأن هذا البلد سيكون الدولة العربية الثانية التي توقع معاهدة سلام معها، لكنها أخطأت، فلبنان سيكون الدولة العربية الأخيرة التي تقدم على ذلك»، مشيرا إلى أن «المسألة مرتبطة بسوريا، إذا أبرمت دمشق اتفاقية سلام مع إسرائيل، فسيسارع لبنان إلى فعل الشيء نفسه».
1. في مايو 2014، أصدرت «محكمة الجنايات في لبنان الجنوبي» حكما غيابيا بالإعدام على «لحد» ورفيقه جورج طاشجيان الملقب بـ«طاجو»، بتهمة محاولة القتل العمد لحسن نصرالله بإطلاق النار عليه من سلاح حربي غير مرخص في مارس 1993.
المصري اليوم
«لست صديقا أو حليفا لإسرائيل، أنا كنت بطلا قوميا منذ 1984 حتى 1996 حين بدأوا يصدرون الأحكام بحقي»، بهذه الكلمات دافع من يوصفه اللبنانيون بـ«عميل إسرائيل» عن نفسه، مؤكدا أن بعد الانسحاب السريع لحليفته إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، شعر أنه انتهى فلم يجد مكانا يهرب إليه ويحتمي فيه سوى إسرائيل، وهو لا يملك إلا قميصا وبنطلونا، ليدير مطعما لبنانيا يعيش منه، ويظل بقية حياته هاربا ومطاردا لا يقو على مغادرة إسرائيل، بعدما أصبح مطلوبا كـ«مجرم حرب» في كثير من دول العالم ومنها فرنسا.
ولفظ «لحد» أنفاسه الأخيرة، صباح الخميس الماضي10-9-2015 ، نتيجة وعكة صحية، عن عمر يناهز 88 عاما، في باريس، رغم قرار منعه من دخول فرنسا باعتباره «مجرم حرب» ما يثير علامات استفهام كبيرة عن دور الحكومة «الاشتراكية الفرنسية» في حماية «عميل إسرائيلي»،
ويرصد «المصري اليوم» 27 محطة في حياة ربيب الدولة العبرية، أنطوان لحد.
27.ولد أنطوان يوسف لحد في بلدة كفر قطرة الشوفية في عائلة مارونية عام 1927، تخرّج من المدرسة الحربية عام 1952، وكان من المقربين إلى الرئيس كميل شمعون.
26.انشق «لحد» عن الجيش اللبناني، وأنضم إلى قيادة مليشيا «جيش لبنان الجنوبي» العميل لإسرائيل عام 1984 بعد وفاة الرائد سعد حداد الذي أسس هذه «المليشيا» في عام 1976 بمدينة مرجعيون، واستمر «لحد» في قيادتها حتى انهيارها وفرار قيادتها وعدد من عناصرها إلى إسرائيل إبان تحرير لبنان في مايو 2000.
25. ميليشيا «جيش لبنان الجنوبي» أو «جيش لحد» تشكلت بدعم من إسرائيل، وضمت عملاءها ووحدات منشقة من الجيش اللبناني منشقة، عام 1976 على يد أفراد من الجيش اللبناني في مدينة مرجعيون، إبان الحرب الأهلية، وأغلب أعضائه من اللبنانيين المسيحيين والمسلمين الشيعة الذين كانت لهم مشاكل مع فصائل من المقاومة الفلسطينية التي سيطرت على جنوب لبنان في ذلك الحين.
24.بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1978 الذي عرف بـ«عملية الليطاني»، توسعت نفوذ عملاء إسرائيل بحكم سيطرة جيش الاحتلال الميدانية، وقاتلت الميليشيا أعداء دولة العدو من منظمة التحرير الفلسطينية، والمقاومة اللبنانية المتمثلة في حركة أمل، والحزب الشيوعي اللبناني، وحركة المرابطون، وبعد 1982 الحزب الوليد أنذاك «حزب الله ».
23.أول قائد لمليشيا «جيش لبنان الجنوبي» الرائد سعد حداد، وبعد وفاة «حداد» بمرض السرطان 1984، خلفه «لحد»، ووصل عدد أفراد المليشيا إلي 6 آلاف جندي، وظل أفرادها يتقاضون رواتبهم من الجيش اللبناني حتى عام 1990، باعتباره منظمة مستقلة أنشئت في البداية بهدف حماية المدنيين من منظمة التحرير الفلسطينية.
22.أثناء فترة قيادة «لحد» لميلشيا «جيش لبنان الجنوبي»، زادت قوة العلاقات مع إسرائيل، بعدما دعمته دولة الكيان بالإمدادات، وازداد اعتماده على إسرائيل بعد عام 1990 عندما أعلنت الحكومة اللبنانية الجديدة وقتها أن جيش لبنان الجنوبي منظمة خارجة، وأوقفت دفع الرواتب لأعضائها.
21.في الفترة نفسها، شن حزب الله هجمات وكون عدد القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان لم يكن يزيد عن بضع مئات في ذات الوقت، وقاتل «جيش لبنان الجنوبي» تحت قياة «لحد» دفاعًا عن إسرائيل، كما أدار الشؤون الإدارية المدنية في المنطقة التي تسيطر عليها دولة الكيان.
20.تعرض «لحد» لمحاولة اغتيال في عام 1989 على يد المناضلة اللبنانية سهى بشارة، ولم يتعد عمرها وقتها 21 عاما، وتنتمي إلى الحزب الشيوعي اللبناني، وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وأوكلت لها مهمّة اغتيال «لحد»، فتركت الجامعة عام 1986 وانتقلت إلى مرجعيون حيث يسكن «لحد»، وعملت في النادي الثّقافي في مرجعيون، ومن هناك وصلت إلى بيته كمدربة رياضية لزوجته.
19.أصبحت «بشارة» تدخل بيته دون تفتيش، وفي 17 نوفمبر 1988، أطلقت «بشارة» عيارين على «لحد» من مسدس 4,45 ملم فأصابت صدره وذراعه، ونقِل إلى أحد المستشفيات في حيفا، وقضي بالعناية الفائقة مدة طويلة واستعاد عافيته بعد علاج طويل استمر عدة سنوات في إسرائيل، فيما اعتقلت «بشارة» وسجنت في معتقل «الخيام» مدة جاوزت 10 سنوات بعد محاكمتها، ثم أطلق سراحها في عام 1998 بعد وساطة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري مع عدد من الدول الغربية، على رأسها فرنسا.
18.في مايو 2000، انسحبت القوات الإسرائيلية من المنطقة المحتلة في جنوب لبنان طبقا لتصريحات إيهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي في حملته الانتخابية في مايو 1999، وبعد إبلاغ الأمم المتحدة عن ذلك في أبريل 2000.
17.عارضت قيادة «جيش لبنان الجنوبي» وعلى رأسها «لحد» قرار الانسحاب، واضطر أعضاء «جيش لبنان الجنوبي» للهروب إلى إسرائيل التي استقبلتهم، ونزح العديد من أفراد الجيش، وبعضهم مع أفراد عائلاتهم إلى بعض الدول الأوروبية، بينما سلم بعضهم الآخر نفسه أو أخذوا كمعتقلين على يد حزب الله، الذي سلمهم بدوره للسلطات القضائية اللبنانية حيث تمت محاكمتهم.
16. تتهم «ميلشيا لحد» من منظمات حقوقية بالتورط بأعمال تعذيب، منافية لحقوق الإنسان في بعض المعتقلات الواقعة تحت سيطرتها، مثل معتقل الخيام، وأصدرت فرنسا قرارا بمنع «لحد» من زيارتها منذ مايو 2000 باعتباره مجرم حرب، لكن عائلته لا تزال تعيش هناك.
15.هرب «لحد» إلى إسرائيل، وسافرت عائلته إلى فرنسا للإقامة بها، وحوكم «لحد» غيابيا في 4 ديسمبر 2001، ووصفته «محكمة جنايات لبنان الجنوبي» أنه «فارًا من وجه العدالة»، وأصدرت حكمها بحقه، في 14 مايو 2003، بالأشغال الشاقة المؤبدة، بتهمة التعامل مع إسرائيل، كما جردته المحكمة من حقوقه المدنية، ووضعت مذكرة إلقاء القبض الصادرة بحقه موضع التنفيذ.
14.طلب وزير الدفاع اللبناني السابق، خليل الهراوي، مارس 2002، إسقاط الجنسية اللبنانية عن «لحد»، موضحا أن طلبه يهدف إلى وقف راتبه التقاعدي الذي مازال يتقاضاه رغم إقامته في إسرائيل وحصوله على جنسيتها.
13.وضع زعيم ميليشيا «جيش لبنان الجنوبي» بزته العسكرية جانبا، وارتدى لباسا مدنيا وافتتح مطعما يقع على شاطئ مدينة تل أبيب في عام 2003، يقدم مأكولات لبنانية، سماه «بيبلوس»، نقلا عن «القناة الثانية» في التلفزيون الإسرائيلي.
12.أصدر «لحد» عام 2004، كتابا عن سيرته الذاتية، معنون بـ«في قلب العاصفة»، استعرض فيه محطات حياته السابقة في لبنان وعلاقته مع القيادة السياسية واللحظة التي اتخذ فيها قرارا بقيادة «المليشيا» حتى الانسحاب الإسرائيلي «المتسرع»، كما يصفه «لحد»، الذي نفذه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك.
11.سجل «لحد» في الكتاب قصة انتمائه إلى «مليشيا جيش لبنان لجنوبي» بعد وفاة مؤسسها، سعد حداد، وقصة خيانة إسرائيل له ولمليشياته، حسب وصفه، علما بأن إسرائيل حاولت وتحاول منذ ذلك الوقت إرضاءه بمختلف الوسائل، لدرجة أنها كانت تؤمن كل مصاريفه وحمايته حين كان نزيلا في فندق بتل أبيب منذ حل مليشياته بعد الهرولة الإسرائيلية انسحابا من شريط في الجنوب اللبناني احتله الجيش الإسرائيلي طوال 18 سنة.
10.أجرى «لحد» حوارًا مع صحيفة «الأخبار» اللبنانية، في سبتمبر 2006 بعد 6 سنوات من مغادرته لبنان، تحدث فيه عن ماضيه، مشيرا إلى أن «الإسرائيليين طعنوه في ظهره» بعد انسحابهم من الجنوب، وقال إن على «حزب الله» أن يسلّم سلاحه، ووصف حركة «14 آذار» أنها «لبنانية ومبادئها صحيحة»، مؤكّداً أنّه «يلتقي مسؤولين لبنانيين سرّا في أوروبا لبحث قضايا سياسية لبنانية».
9.عند سؤاله عما إذا كان نادما على تعاونه مع إسرائيل، قال «لحد»: «إسرائيل دولة عدوّ بالنسبة لنا في لبنان، هكذا فكّرت طيلة الحرب، لكن، في الوقت نفسه، كان علينا ألا نعطي فرصةً لدولة العدوّ أنْ تقصف بلدنا وتدمّره، أنا لم أكن صديقا ولا حليفا لإسرائيل، أنا كنت مع أهل الجنوب، وأثناء وجودي هناك، لم يستطع الإسرائيليون بناء مستعمرة واحدة، ولم يقدموا على أي عمل من هذا النوع، أنا أول من أقنع نتنياهو بفكرة الانسحاب من لبنان، والاعتراف بالقرارين 425 و 426 عن طريق المفاوضات، هذا كان هدفي، لكنّ الإسرائيليين هربوا وانسحبوا وطعنوني في ظهري، في المقابل، نسي العرب ما فعلته، واعتقدوا أنَّ حزب الله هو من طرد الاحتلال الإسرائيلي».
8.يرى أن الإسرائيليون «طعنوه في ظهره، وقال: «أنا أردت انسحابا من لبنان، لكن ليس بهذه الطريقة، بعد عودتي من باريس في 24 مايو 2000، وبعدما حاولت إقناع الفرنسيّين بإرسال قوات تحلّ محلّ القوات الإسرائيلية، وفهمت أنَّ الجيش الإسرائيلي انسحب من الجنوب وترك القرى اللبنانية في حال من الهلع، مّا اضطرهم إلى الهروب خوفا من قوات حزب الله المتقدمة, وفهمت من الإسرائيليين أني لا أستطيع العودة إلى لبنان وأنا لا أملك إلا قميصا وبنطلونا، وصلت إلى إسرائيل ولا ثياب لديّ سوى تلك التي كنت ألبسها، ولدى وصولي إلى إسرائيل، قالوا لي إنَّ باراك يريد التحدث إليّ، أجبتهم أني لا أريد التحدث معه، أريد أن أرى جماعتي وما حلّ بهم، وقابلت باراك فيما بعد، وقلت له إنّهم طعنوني في ظهري».
7.يعتبر «لحد» نفسه «بطلا قوميا»، وقال في حواره: «لن أطالب بالعفو لأنَّ الحكم ليس بيد الدولة اللبنانية، لقد كنت بطلا قوميا منذ عام 1984 حتى عام 1996 حين بدأوا يصدرون الأحكام بحقّي، لأن السوريين كانوا حاكمين، اسألهم أنت، لماذا عفوا عن آخرين؟ لكن حتى لو عفوا عنّي، فمن سيضمن لي هذا العف؟ هل تعتقد أنَّ الدولة اللبنانية هي الحاكمة؟ هذا ليس صحيحا، هل أقول إني أخطأت؟ لماذا أخطأت؟ كانت مهمتي الحفاظ على لبنانية الأرض وإبقاء الناس في كرامة، وعندما تسلّمت الجنوب لم تكن هناك طرقات، رتّبنا الأمور وسوّينا الطرقات، وعاش الناس بكرامة في الجنوب، كان 60% من الجيش من المسلمين، لم أملك القوة لدحر إسرائيل، كنا سنخرب المنطقة كلها، وما فعلته لم يفعله أحد».
6.يحكي «لحد»، لـ«الأخبار» اللبنانية، تفاصيل واقعة له مع وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها، موشي آرينز، قائلا: «نقلني الإسرائيليون عن طريق هليكوبتر إلى إسرائيل، والتقيت وتحدثت معه، وقال لي: (لا نريد شيئًا من لبنان، نريد أن نحفظ الأمن والسلام)، فقلت له: (أنا لا أستطيع تحقيق السلام، لكنّي أريد الحفاظ على المنطقة من دون أن تتدخّلوا، ومن دون أن تبنوا المستعمرات)، فوافق».
5.عن سؤاله عن تلقي جنود «جيش لبنان الجنوبي» رواتبهم من إسرائيل، قال «لحد» لـ«الأخبار»: «الجنود تلقوا رواتب من إسرائيل كي يعيشوا، وقبل دخولي إلى الجنوب قابلت الإسرائيليين وقالوا لي إنهم ليسوا معنيين بأي خطوة ضد الجنوب، وإنَّهم يريدون السلام والأمن، فقلت لهم (أنا معكم لأننا نريد الأمن)، نحن دولة ضعيفة لا نستطيع مقاتلة إسرائيل ؟
4.يرى «لحد» أن حسن نصر الله ، أمين عام «حزب الله» اللبناني «شخص ذكي وسياسي وقوي لكن (غلطة الشاطر بمئة غلطة)»، وفقا لـ«الأخبار».
3.في حكم جديد ضد «لحد»، أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة حكما غيابيا، في أكتوبر 2009، قضي بتخفيض عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة ضد «لحد» إلى حبسه 15 سنة بتهمة التعامل مع إسرائيل، واكتسابه الجنسية الإسرائيلية، كما جردته المحكمة من حقوقه المدنية ووضعت مذكرة إلقاء القبض الصادرة بحقه موضع التنفيذ.
2. قال «لحد»، في حديث للإذاعة العسكرية الإسرائيلية، يونيو 2012، نقلته صحيفة «الأخبار» اللبنانية، إن «الجيش الإسرائيلي غير قادر على هزيمة حزب الله»، مضيفا أن «أي عملية عسكرية قد تقدم عليها إسرائيل ضد حزب الله، من أجل إضعافه، لن تكون ذات جدوى».
وبحسب «لحد»: «الخيار الوحيد المتاح أمام إسرائيل في حربها ضد حزب الله، هو إضعاف إيران، رغم أنني لا اعرف كيف يمكن إسرائيل أن تقوم بذلك، فالمسألة ليست من اختصاصي»، وأضاف أن «إسرائيل اعتقدت في الماضي أن بإمكانها أن تتوصل إلى سلام مع لبنان، وأن هذا البلد سيكون الدولة العربية الثانية التي توقع معاهدة سلام معها، لكنها أخطأت، فلبنان سيكون الدولة العربية الأخيرة التي تقدم على ذلك»، مشيرا إلى أن «المسألة مرتبطة بسوريا، إذا أبرمت دمشق اتفاقية سلام مع إسرائيل، فسيسارع لبنان إلى فعل الشيء نفسه».
1. في مايو 2014، أصدرت «محكمة الجنايات في لبنان الجنوبي» حكما غيابيا بالإعدام على «لحد» ورفيقه جورج طاشجيان الملقب بـ«طاجو»، بتهمة محاولة القتل العمد لحسن نصرالله بإطلاق النار عليه من سلاح حربي غير مرخص في مارس 1993.
المصري اليوم
التعديل الأخير: