مباشرة بعد نشر موقع وزارة الدفاع الأمريكية خبر تسليم المغرب عددا من الدبابات من طراز "أبرامز M1 A1"، ردت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "سابوتيك"، بقصاصة تبرز من خلالها خصائص السلاح الروسي وقدرته على تدمير هذا النوع من الدبابات.
وقالت "سابوتيك"، إن الدبابات الأمريكية لا تستطيع مواجهة المميزات التي تتمتع بها "كورنيت" الروسية، وهذا ما "دفع الجزائر إلى اقتناء السلاح الروسي"، مدعية في الوقت ذاته أن الجارة الشرقية تتفوق على البلدان المحاذية لها في مجال اقتناء أفضل الأسلحة، في إشارة منها للمغرب.
وأضافت الوكالة الروسية أن السلاح الروسي الجديد جربت نسخ قديمة منه في العراق بداية الألفية الحالية، وتمكن من تدبير عدد كبير من دبابات "ابرامز"، كما أن حزب الله استطاع بفضله تدمير دبابات "الميركافا" الإسرائيلية أيام الحرب في لبنان صيف 2006.
وتابع المصدر ذاته جرد مميزات "الكورنيت" في نسخته الجديدة " Kornet EM"، بالتأكيد على قدرته على توجيه الصواريخ بالليزر ضد الدبابات الثقيلة والمتعددة الخصائص، وذلك بعد أن أعادت معامل السلاح الروسية تحسينه صيف 2011، وتم تقديمه بعد سنتين في معارض السلاح.
وبما أن المغرب سيستفيد من الدبابات الأمريكية بعد أن تم إدخال تحسينات عليها، واقتناء الجزائر لصواريخ "الكورنيت"، فإن ذلك بحسب "سابوتيك"، يرجح كفة الجارة الشرقية "كأكثر الدول تسلحا في منطقة شمال إفريقيا".
وشهدت السنوات الأخيرة، احتلال المغرب والجزائر مراتب متقدمة في لائحة الدول الأكثر تسلحا عبر العالم، حيث أوضح التقرير الأخير لـ"معهد ستوكهولم"، أن المغرب يحتل المرتبة 13 عالميا في لائحة الدول الأكثر إقبالا على شراء الأسلحة، بعد الجزائر التي تستورد حوالي 30 في المائة من مجموع السلاح الوافد على القارة السمراء.
وفي تعليقه على هذا الموضوع، أكد الخبير في الشؤون العسكرية، عبد الرحمان المكاوي، أن نشر مثل هذه الأخبار، وإبراز مؤهلات كل سلاح، يدخل في إطار التنافس بين الشرق والغرب، خاصة الولايات الأمريكية المتحدة وروسيا وفرنسا، من أجل تسويق أسلحتها، بالنظر إلى أن صناعات الأسلحة تشغل نسبة تصل إلى 40 في المائة من اليد العاملة في بعض هذه الدول.
وعن الفرق بين السلاح الروسي الجديد ونظيره الأمريكي، أكد المكاوي، أن دبابات T90 الروسية، تستهلك "الديزل" أكثر من "أبرامز"، التي قد تشتغل بالغاز أو "الديزل" بالإضافة إلى الكهرباء، مضيفا أن انهيار أسعار البترول في السوق الدولية خلال السنوات الأخيرة، دفع روسيا إلى تقوية حضورها في مجال تسويق الأسلحة.
وتابع المتحدث ذاته، أن الصناعات الروسية انتقلت من صناعة دبابات T70 إلى T80 وT90، وهي آخر ما زودت به روسيا الجزائر، حيث حصلت هذه الأخيرة على 160 دبابة، مردفا بأن روسيا تمكنت كذلك، مؤخرا، من صناعة دبابة على شكل غواصة تدعى "أزماطة"، يمكنها أن تشتغل بدون طاقم، وهذا ما يروج له على أنه "جوهرة" المقاتلات عبر العالم.
وذكر الخبير في الشؤون العسكرية، أنه في حرب عاصفة الصحراء بالعراق، تمكنت "أبرامز" الأميركية، من تدمير أكثر من 400 دبابة روسية من نوع T70، في وقت كان يُنتظر أن تصمد في وجه السلاح الأمريكي.
وفصل المكاوي في أسعار أبرز ما جاد به السوق الدولي للأسلحة، بالتأكيد على أن ثمن الدبابة الواحدة من "أبرامز" يصل إلى 7 ملايين دولار، مقابل سعر منخفض للدبابة الروسية يقدر بـ 3 ملايين دولار، في حين أن الدبابة الألمانية "ليوبار" يصل سعرها إلى 5.6 مليون دولار في السوق الدولي.
وتبقى الدبابة الفرنسية "لوكريك"، بحسب المصدر ذاته، أكثر الدبابات باهظة الثمن، حيث يقدر سعرها بـ 8 ملايين دولار، حيث حاول الفرنسيون تسويقها للمغرب، لكنه رفض نظرا لثمنها المرتفع.
هسبريس- الشيخ اليوسي