نشرت صحيفة "كومرسانت" الروسية تقريراً أفادت فيه إن الولايات المتحدة تحاول بنشاط منع وصول المساعدات العسكرية الروسية الجديدة إلى النظام السوري لبشار الأسد في الوقت الذي ترى فيه موسكو أن البديل الأفضل هو العمل كفريق واحد مع طهران.
وأكدت الصحيفة، نقلا عن مصدر في الحكومة الروسية، أن موسكو تعمل بنشاط مع إيران "للحفاظ على بقاء نظام الأسد واقفًا على قدميه"، في مواجهة عدة نكسات في الآونة الأخيرة لدمشق.
ويأتي التقرير وسط تقارير إعلامية غربية تفيد بأن روسيا ترسل قوات إلى سوريا للقتال إلى جانب قوات الأسد، وهو ما تصفه الولايات المتحدة بأن سيؤدي إلى تصعيد الصراع والصدام المباشر مع التحالف الدولي الذي يقاتل ضد تنظيم "داعش" في سوريا .
وتعتقد الصحيفة أن الوجود الروسي في سوريا يهدد بتعميق الخلاف بين موسكو والغرب ودفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ خطوة غير مسبوقة بمطالبة اليونان بإغلاق مجالها الجوي أمام أي طائرات روسية تحمل مساعدات إلى سوريا.
وكان نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي، فلاديمير جباروف، قد أصر أنه حتى لو أغلقت اليونان مجالها الجوي، فلا تزال أمام روسيا مسارات طيران أخرى لسوريا. ولكن قد يكون من الصعب السير في هذه المسارات؛ لأنها تعني المرور من خلال تركيا أو العراق. وتعارض تركيا، وهي عضو بحلف شمال الأطلسي، نظام الأسد بينما ترتبط العراق بالولايات المتحدة كجزء من تحالف دولي لقتال داعش.
وتؤكد الصحيفة أن كل هذه الأسباب تجعل روسيا تعتقد أن إيران هي البديل الأفضل في جهودها لمساعدة الأسد لأنها خبيرة بشأن الطرق التي تصل بالمساعدات إلى دمشق .. في الغالب من خلال أجزاء من الأراضي العراقية.
وكان وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف قد صرح مجددًا بدعم بلاده لدمشق، مشيرًا إلى أن المسؤولية عن إراقة الدماء في سوريا تقع على عاتق البلدان التي دعت لإسقاط الأسد.
ووصفت المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التقارير الواردة حول وجود صفقة بين موسكو والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة لإطاحة الرئيس السوري بأنها "كاذبة". بل إنها كشفت عن تفاصيل محادثة هاتفية جرت بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري صرح فيها الأول بأن بلاده دائما ما دعمت دمشق عسكريا لمكافحة الإرهاب، وستظل في تقديم ذلك الدعم.
ونقلت "كوميرسانت" عن مصدر كبير في الحكومة الروسية قوله بأن المعلومات التي تفيد بوجود قوات روسية في سوريا "مبالغ فيها"، لكنه أضاف بأن "وجود عدد من الخبراء العسكريين لا يشكّل قوة ضاربة"، مؤكدًا أن روسيا تساهم ببعض المستشارين وغيرهم من الموظفين.
وفي الوقت نفسه، أكد السكرتير الصحفي للرئيس الروسى دميترى بيسكوف أن موسكو ودمشق تتمتعان "بعلاقة عمل" ولا يوجد ما يشوب علاقة التعاون بين روسيا والسلطات السورية.
وشددت الصحيفة على أن الأخبار التي تفيد بوجود قوات روسية في سوريا لن تعمل إلا على زيادة انعدام الثقة بين موسكو والغرب، وستعكس اختلافات جوهرية في طريقة تسوية الأزمة السورية. ترى واشنطن أن الأسد هو سبب صعود داعش في حين تقول موسكو إن الإطاحة بالأسد ستدفع الإسلاميين نحو الاستيلاء على دمشق ومعظم أنحاء البلاد.
http://24.ae/mobile/article.aspx?ArticleId=185793