النجوم

حكم مصارعه

عضو مميز
إنضم
27 نوفمبر 2014
المشاركات
4,272
التفاعل
5,255 0 0
تعريف النجوم:
النجمة أو النجم (مفرد نجوم) هي عبارة عن كرة ضخمة من غاز متوهج في الكون. وتُعتبر الشمس نجمًا، وهي النجم الوحيد القريب للأرض بالقدر الكافي لتبدو ككرة. والمليارات الأخرى من النجوم بعيدة جداً، لدرجة أنها تظهر في حجم رأس دبوس من الضوء حتى من خلال أقوى التلسكوبات.
stars_small.jpg

يوجد هناك مايزيد على 200 مليار مليار (200,000,000,000,000,000,000) من النجوم، والنجوم بالرغم من مظهرها فهي أجرام ضخمة، فالشمس ليست إلا نجمًا متوسط الحجم، لكن قطرها يزيد 100 مرة على قطر الأرض. وأضخم النجوم يزيد على ما يملأ الفراغ بين الأرض والشمس. ومثل هذه النجوم يكون قطرها حوالي 1,000 مرة قدر قطر الشمس. وأصغر النجوم تكون أصغر من الأرض.

ولانستطيع تخيل حجم بعض النجوم، لكن حتى النجوم الكبيرة تبدو نقطًا صغيرة لأنها بعيدة جداً. وأقرب نجم ـ غير الشمس ـ يبعد أكثر من أربعة سنوات ضوئية عن الأرض. وتستغرق أسرع الطائرات النفاثة مليونا من السنوات لتصل إلى أقرب نجم. لكن حتى هذه المسافة الكبيرة ماهي إلا واحد من مليار من المسافة إلى أبعد نجم.

والنجوم تختلف اختلافاً كثيرًا في لونها ولمعانها، لأنها تختلف في درجة حرارتها وحجمها. وتبدو بعض النجوم صفراء مثل الشمس. وبعضها الآخر يومض وميضا أزرقَ أو أحمر وذلك تبعا للمواد التي تتكون منها. والنجوم التي نراها في الليل خليط من نجوم قريبة معتمة، ونجوم بعيدة مضيئة جداً.

وتومض النجوم لأن ضوءها يأتينا عبر طبقات متحركة من الهواء الذي يحيط بالأرض. وتشع النجوم نهارًا وليلاً، ونستطيع أن نراها عندما تكون السماء مظلمة وصافية. وخلال النهار، يضيء شعاع الشمس السماء فيمنعنا من رؤية النجوم.

وبالليل تبدو النجوم كأنها تتحرك عبر السماء، كما تفعل الشمس خلال النهار. وتأتي هذه الحركة من دوران الأرض لا من حركة النجوم. والنجوم ذاتها تتحرك، لكن حركتها لايمكن رؤيتها لأنها بعيدة جداً عن الأرض، لكن التغيرات البطيئة عن مكانها يمكن تحديدها من خلال قياسات دقيقة عبر سنوات عديدة. وفي الماضي، كانت النجوم تدعى نجومًا ثابتة لأنها تبدو كأنها تشغل مكاناً ثابتاً في القبة السماوية، على النقيض من الكواكب التي تدور في مدار حول الشمس، ويمكن ملاحظتها بسهولة.

ويتكون النجم أساساً من غازين: الهيدروجين والهيليوم. والوزن والضغط الهائلين للنجم يجعل درجة حرارة مركزه عالية بقدر يكفي لحدوث تفاعل نووي على شكل اندماج بين ذرات الهيدروجين. وتحفظ الطاقة المنطلقة من التفاعل للنجم إشعاعه، حتى ينتهي معظم الهيدروجين الموجود بمركز النجم.

ومعظم النجوم بدأت تشع منذ حوالي 10 مليارات سنة مضت. لكن النجوم الجديدة مازالت تتكون من خلال سحب الغاز والغبار في مجرة درب اللبانة والمجرات الأخرى. والشمس نفسها ربما تكونت بهذه الطريقة، متطورة من كتلة دوارة من الغاز والغبار منذ حوالي خمسة بلايين سنة.
 
إن أي شخص يرى النجوم ليلا في السماء سيعتقد أنها متشابه، لكن ذلك غير صحيح فهي الكثير من الأنواع المختلفة.
النجوم الثنائية
معظم النجوم التي ترونها في السماء هي ليست نجوم منفردة كشمسنا، ولو استعملت منظرا فلكيا للاحظت أنها تكون عبارة عن نجمتين أو ثلاثة أو أكثر تحيا قرب بعضها البعض، وعلى عكس شمسنا فإن معظم النجوم هي ثنائية أو متعددة، وفي الواقع لو أن المشتري وهو أكبر كواكب نظامنا الشمسي كان أكثر كتلة بثمانية مرات لكان تحول إلى نجم وصار نظامنا الشمسي ذو نجمين وليس واحد فقط... المزيد: النجوم الثنائية

النجوم الأولية
وهي نجوم في مرحلة "الرضيع"، فرغم أنها متكونة من المواد الداخلية للنجوم إلا أنها لم تصبح بالحرارة الكافية بعد لكي تبدأ التفاعلات النووية في قلبها... المزيد: النجوم الأولية

النجوم القزمية
تمر النجوم بعدة مراحل من التوسع خلال حياتها، وعندما يكون حجمها عاديا بالنسبة لوزنها تُسمى بالأقزام. والمقصود بالقزم هنا هو تحول نواة النجم إلى حجم صغير مقارنة بحجم الأصلي وذلك بعد أن تفقد معظم وقودها، وهناك ثلاثة أنواع من الأقزام:
- الأقزام البنية: وهي نجوم لم تسخن بالقدر الكافي لتصبح نجما عاديا.
- الأقزام البيضاء: هي نجوم خلال فترة "الاحتضار"، حيث تبدأ بفقد آخر ما تبقى من وقودها، ووصفها باللون الأبيض غير دقيق فعليا، كونها تتراوح في الألوان من الأبيض الساطع إلى الأحمر الخفيف.
- الأقزام السوداء: كلا النوعين، الأول والثاني يتحول في نهاية المطاف إلى قزم أسود وهي نجوم ميتة غير مضيئة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الأقزام البنية والسوداء تُعتبر من المادة المظلمة في الكون.

المستعرات
النجوم العملاقة التقليدية تكون أكثر لمعانا من الشمس ب1000 مرة على الأقل، و200 مرة أكبر حجما، ويُمكن أن تكون بكل الألوان طبقا لحرارتها. لكن النجوم الأكبر من ذلك بكثير ندعوها المستعرات أي "النجوم العظيمة" وهي أكبر النجوم التي وجدت على الإطلاق حتى الآن، إنها أكثر إشعاعا من الشمس بعشرة مليارات مرة... المزيد: النجوم المستعرة

المستعرات العظمى
عندما يفقد نجم عظيم كامل وقوده فإنه ينكمش على نفسه ثم ينفجر انفجارا كارثيا، وهذا الانفجار هو ما ندعوه " المستعر الأعظم أو الطارف العظيم "، ويُشع هذا الانفجار مقدارا من الضوء يُمكن أن يُغطي الإشعاع المنبعث من مجرة بكاملها. ويترك هذا الانفجار خلفه غيوما ملونة مشعة من الغازات والتي تُعرف ب"السُدم"، وفي بعض الحالات ينتج أيضا عن هذا الانفجار نجم نوتروني... المزيد: المستعرات العظمى

النجوم النيوترونية
بعد انفجار مستعر عظيم، وتركه لسحابة سديمية فإنه في بعض الحالات يتبقى من النجم المتفجر مقدار مرتين من الشمس، وهذا المقدار يتحول إلى نجم نيوتروني، حيث يبدأ ذلك المقدار من المادة بالانكماش إلى الحد الذي تتحطم فيه ذراته، وتنسحق البروتونات والإلكترونات مع بعضها إلى أن تندمج وتبقى النوترونات فقط. ويُصبح النجم بكثافة عالية جدا، حتى أنه لو أمكننا إحضار مقدار ملعقة شاي من مادة النجم النيوتروني إلى الأرض فإن وزنها سيكون بقدر جبل... المزيد: النجوم النيوترونية

النجوم النابضة
النجوم النابضة هي نوع خاص من النجوم النوترونية، وهي نجوم بنفس بكتلة الشمس، لكن قطرها يكون حوالي 10 كيلومترات فقط، وتمتاز هذه النجوم بدورانها السريع حول نفسها والذي قد يصل إلى 1000 دورة في الثانية، وكذلك بكونها تبعث نبضات قصيرة من الضوضاء الموجيَّة لفترة محددة ثابتة بالنسبة لكل نجم.

ملحوظة:
بسبب الضعف اللغوي في عالمنا العربي فإنكم ستجدون بعض تسميات أنواع النجوم مختلفة، حيث يميل البعض إلى ترك التسميات الأجنبية كما هي دون محاولة ترجمتها أو حتى البحث عن التسميات المتوافقة معها والموجودة أصلا في لغتنا العربية، وكأمثلة ستجدون تسميات مثل: "بولزار" "pulsar" وهو "النجم النابض"، و"سوبرنوفا" "supernova" وهي "المستعرات العظمى"...
 
حياة النجوم
ميلاد النجوم

بعد الانفجار العظيم (big bang) بحوالي 300 ألف سنة تشكلت ذرات الهيدروجين والهليوم المستقرة، وبشكل تدريجي بدأت هذه الذرات في التجمع على شكل سُحب غبارية تُدعى السُدُم، وعلى مدى 300 مليون سنة نمت هذه السدم أكثر وبدأت تجذب الذرات أكثر وأكثر ما أدى إلى تكثفها أكثر وزيادة حرارتها.
في نهاية المطاف أصبح مركز هذه الغيوم السديمية ساخنا جدا وكثيفا لدرجة أنه انفجر على شكل تفاعل نووي هائل، وبسبب الضغط والحراة المتولدين من هذا الانفجار بدأت ذرات الهيدروجين بالاندماج مع بعضها البعض متحولة إلى هيدروجين ومنتجة معها كمية كبيرة من الحرارة، والغيوم السديمية تحولت إلى كرات مشتعلة من النار، وتلك الأحداث كانت ميلاد أولى النجوم.
حياة النجوم
بعد الانفجار الكبير، فقط العناصر الكيميائية البسيطة مثل الهيدروجين والهليوم كانت موجودة، هذا يجعلنا نطرح سؤالا ألا وهو: من أين أتت العناصر الكيميائية الأخرى مثل الكربون والأكسجين...؟
الجواب يكمن داخل النجوم، حيث أن النجوم طوال حياتها تعمل كمصانع للذرات في عملية تُدعى "التأليف النووي" "nucleosynthesis"، حيث يتم في البدأ تحول الهيدروجين إلى هليوم وبعد أن ينفذ الهيدروجين يبدأ الهليوم بالتحول إلى كربون وهكذا... ويتم ذلك عبر الاندماج النووي وليس الانشطار النووي كما يحدث في المفاعلات النووية على الأرض.
توضيح العمليات النووية
الانشطار النووي:
هو تشظية ذرات ثقيلة مثل ذرة اليورانيوم عبر قذفها بنترون في أغلب الأحيان، ويكون الناتج ذرتان أخف + نوترونين أو ثلاثة. وكمثال فإنه عند قذف ذرة يورانيوم 235 بنوترون يُمكن أني ينتج التالي: الكر يبتون 91 والباريوم 142 + ثلاثة نوترونات، وكذلك يُمكن أن ينتج سترونتيوم 94 إكزينيون 140 + نوترونين. لمزيد من المعلومات: الانشطار النووي

الاندماج النووي:
هو التحام ذرتين خفيفتين ويكون الناتج ذرة أثقل، فمثلا ينتج الهليوم وهو ذرة أثقل من الهيدروجين، عبر اندماج الهيدروجين 2 (أو ما يُعرف بالدوتريوم) مع الهيدروجين 3 (أو ما يعرف بالثريتيوم) وكذلك ينتج نوترون واحد عن هذا الاندماج هنا. وفي حالات أخرى تنتج فوتونات ذات موجات قصيرة وطاقة عالية. لمزيد من المعلومات: الاندماج النووي

ملحوظة: الذرة الخفيفة أو البسيطة هي التي تحتوي على عدد بروتونات أقل والثقيلة هي التي تحتوي على عدد بروتونات أكثر (ما يُعرف بالعدد الذري)، فمثلا: عدد بروتونات اليورانيوم هو 92 بينما عدد بروتونات الهيدروجين هو 1 والهليوم هو 2 والكربون هو 6.
إن النجوم الحديثة الولادة (نسبيا) يبدأ فيها (كما ذكرت أعلاه) اندماج الهيدروجين إلى هليوم وبعد ذلك تندمج ذرات الهليوم مكونة ذرات الكربون وبعد أن ينفذ الهليوم يبدأ الكربون في الاندماج وينتج الأوكسجين، ويستمر هذا التطور الاندماجي من الأخف إلى الأثقل ثم الأثقل... حتى يموت النجم، وشمسنا ستتوقف عند حد اندماج الكربون وتكوين الأوكسجين عندها ستموت، بينما نجوم أخرى أكبر ستستمر في إنتاج عناصر أثقل إلى حد إنتاج الحديد والذي عدده الذري 26، وهذا هو أقصى حد يُمكن للاندماج النووي بلوغه داخل النجوم.
إذا كان الحديد هو أقصى حد يُمكن بلوغه في النجوم فكيف تتكون العناصر الأثقل من الحديد مثل الكوبلت وعدده الذري 27، وذرات الذهب وعددها الذري 79...؟ الجواب هو أنها تنتج خلال انفجارات "المستعرات العظمى" وهذه الانفجارات هي موت النجوم الهائلة.
 
موت النجوم
موت النجوم يتوقف على كمية المادة الموجودة فيها فكلما كانت أكبر كلما ماتت أسرع، نعم لم تخطؤوا القراءة ولم أخطئ أنا في الكتابة، كلما كان النجم أكبر كلما مات أسرع وسبب ذلك هو أن وجود مادة أكثر يعني حرارة أكبر وإذا كانت الحرارة كبيرة فذلك يعني زيادة استهلاك مادة النجم.
موت الشمس
أقرب نجم إلينا هو الشمس (شمسنا)، سينفذ الهيدروجين منها خلال 4 مليار سنة، عند ذلك سينهار قلب الشمس تحت قوة جاذبيته، وفي نفس الوقت الغلاف الجوي للشمس سيصبح غير مستقر وعندها سيبدأ في التوسع لتتحول الشمس إلى نجم عملاق أحمر هائل. وهذا ليس بالأمر الجيد بالنسبة للأرض وللكواكب القريبة من الشمس مثل عطارد والزهرة، فهذان الأخيران سيبتلعهما توسع الشمس، بينما ستتبخر الأرض بالكامل وكل الحياة الموجود عليها ستنتهي. لكن الجيد في الأمر هو أن لدى البشر بضعة مليارات سنة لإيجاد كواكب أخرى صالحة للحياة البشرية والانتقال للعيش فيها. طبعا هنا لا أتحدث عنا نحن ولا الجيل القادم ولا الذي بعده... إنها أربع مليارات من السنين.
كنجم متوسط الحجم فإن الشمس خلال مليارات السنين بعد نفاذ الهيدروجين ستبدأ ذرات الهليوم بالاندماج منتجا ذرات الكربون وعندما ينفذ الهليوم سينهار قلب الشمس مرة أخرى على نفس بفعل جاذبيته وسينتفخ غلافها الجوي أكثر. وبما أن الشمس ليست بالكبر الكافي لتعيد تشغيل قلبها من جديد فإنها ستستمر في التوسع مشتتة بذلك غلافها الجوي في سلسلة من الانفجارات. سيتحول بعد ذلك قلب الشمس إلى "قزم أبيض" وذلك يعني أنه سيُصبح كرة ماسية في حجم الأرض، تكون مكونة من الكربون والأوكسجين، وابتدءاً من هذه النقطة ستبهت الشمس، وتبدأ تدريجيا بالخفوت أكثر وأكثر إلى أن يزول ضياؤها بالكامل.
نجوم أكبر من الشمس
كان هذا في ما يخص شمسنا والتي كما سبق وذكرت في الأعلى نجمة متوسطة الحجم نسبيا، لكن فيما يخص نجوما أكبر ببضع مرات من الشمس، فإنها تُسرع أكثر نحو إنهاء مخزونها من المادة، وعندما يحدث ذلك ستنتج موجة اهتزاز هائلة جدا من كل أنحاء النجم، الأمر الذي سيرفع درجة الحرارة حوالي مليار درجة مئوية، وعندها تنفجر كانفجار هائل "supernova"، ويظهر وميض هذا الانفجار كوميض مجرة بأكملها، ويترك النجم خلفه نجما "نوترونيا". تعرف على أنواع النجوم.

ماذا عن نجوم هي أكبر من الشمس بعشرين مرة من الشمس؟
هذه النجوم العملاقة لا تتوقف عن الانهيار على نفسها بفعل جاذبيتها وحتى بعد أن تصل إلى مرحلة "القزم الأبيض" فإنها تستمر في الانخساف، ولا توجد قوة في الكون تستطيع أن توقفها عن ذلك، وتستمر في ذلك حتى تنفجر، وعندما يحدث ذلك فإنها تحني أو تثقب نسيج الفضاء والزمن معلنة بذلك ميلاد نقاط رعب هذا الكون، ميلاد الثقوب السوداء.
ولادة النجوم وموتها مازال يجري إلى يومنا هذا، وفي هذه اللحظة التي تقرؤون فيها هذه الأسطر، تتكون نجوم وتموت أخرى في كل أنحاء هذا الكون.
 
التجمعات النجمية
التجمعات النجمية أو العناقيد النجمية هي مجموعات من النجوم متجمعة معا كأنها عناقيد مثل مجموعة الثريا والتي تقع فوق كتف الجبار اليمنى في كوكبة الثور. تنقسم العناقيد النجمية إلى نوعين: التجمعات المفتوحة والتجمعات المغلقة.
star-cluster_small.jpg

و نجوم العناقيد المغلقة ليست في الواقع قريبة ولو بدت كذلك، وهناك مجموعة أخرى مفتوحة تسمى النثرة أو المجموعة النحلية. ومن المجاميع ما يسمى بالمجاميع الكروية أو (العناقيد الكروية) كونها مكومة كالكرة، ولكن المسافات الفاصلة بينها في الحقيقة تبلغ ملايين الكيلومترات، وأول من وجد هذه المجاميع هو وليم هرشل العالم الفلكي الذي اكتشف كوكب أورانوس، وبعد ذلك تمكن أبنه جون هرشل أن يشاهد عناقيد نجمية كثيرة حيث سافر إلى الجنوب من خط الاستواء وفي منطقة جنوب أفريقيا قضى بعض الوقت في أكتشاف العناقيد النجمية في فضاء القبة السماوية الجنوبي، واكتشف إن أعدادها التي ترى في الجنوب من خط الاستواء أكثر عددا مما هي عليه في نصف الكرة الشمالي.
 
كتل النجوم:
لخلق شروط هذا الإنشطار النووي الحراري، يجب ان تكون النجوم هائلة، فشمسنا لها كتلة تساوي 333,000 أرض، والنجوم يمكن أن تتراوح إلى حوالي 100 مرة من كتلة الشمس وإلى حوالي 8 % من الشمس، النجوم التي كتلتها تحت 8 % تسمى الأقزام السمر او الاقزام البنية، وهذا النوع غير موجود بكثرة، وأقل من ذلك إلى حولي 1/80 من الكتلة الشمسية (13 كتلة المشتري) يمكن أن تصهر الهيدروجين الثقيل.
إحدى أكبر النجوم المعروفة هي Eta Carinae الذي يبلغ من 100 إلى 150 كتلة شمسية؛ وفترة حياة مثل هذا النجم تكون قصيرة جدا، تبلغ على الأغلب عدة ملايين السنين فقط . والدراسات الاخيرة تقترح بأن الحد الأعلى لكتل النجوم في العصر الحالي للكون لايتعدى 150 كتلة شمسية، ولكن سبب ذلك غير معروف بالتحديد، لكنه قد يكون جزئيا بسبب لمعان ادنجتون Eddington (الذي يحدد الكمية القصوى للمعان التي يمكن أن تمر من غلاف النجم الجوي للنجم بدون طرد الغازات إلى الفضاء الخارجي).
من المعتقد أن تكون النجوم الأولى التي تشكلت بعد الإنفجار الكبير كانت أكبروبحدود 300 كتلة شمسية أو يزيد، بسبب الغياب الكامل للعناصر الثقيلة (أثقل من الليثيوم) في تركيبهم. وهذا الجيل من النجوم الهائلة جدا، هي نجوم منقرضة منذ مدة طويلة وليس لها وجود حاليا، ويقتصر وجودها على النظريات فقط.
وكتلة تساوي حوالي 93 مرة كتلة المشتري، هي أصغر النجوم المعروفة حاليا، ونظريا أدنى كتلة يمكن أن يكون عليها نجم هي حوالي 75 مرة كتلة المشتري وعمليا وجدت الدراسات الأخيرة نجوم بحولي 8.3 % من كتلة الشمس، أو حوالي 87 مرة كتلة المشتري، وهي ماتسمى الأقزام البنية التي ذكرناها سابقا، وهي تحتل مناطق معينة بين النجوم وبين العمالقة الغازيين.
الجمع بين نصف قطر وكتلة نجم يحددان الجاذبية السطحية له، فالنجوم العملاقة لها جاذبية سطحية أقل بكثير من نجوم السلسلة الرئيسية، بينما على العكس للنجوم المضغوطة مثل الأقزام البيض.

تركيب النجوم:
النجوم تصنع من نفس العناصر الكيميائية الموجودة في الأرض، التراكيب الكيميائية التي وجدت من أطياف النجوم يتكون أكثرها تقريبا من الهيدروجين (حوالي 90 % من عدد الذرات) وهليوم (حوالي أقل من 10 %)، والباقي عناصر اخرى قليلة، يسيطر عادة الأكسجين يليه الكربون ثم النيون والنتروجين. والمعادن يسيطر عليها الحديد وعلى الرغم من هذا هناك ذرة وحيدة من الأكسجين في الشمس لكل 1200 ذرة هيدروجين وفقط ذرة حديد لكل 32 ذرة أكسجين، النجوم الأخرى يمكن أن تختلف إلى حد كبير إعتمادا على عمر النجم أو موقعة في المجرة.

ولادة النجوم:
إن الفراغ الهائل بين النجوم يمتلئ بالغاز والغبار، وغيوم الغبار السميكة يمكن أن ترى بالعين المجردة داخل مجرتنا درب التبانة التي تمنع ضوء النجوم البعيدة ويزود معظم تراكيب الاجسام داخل المجرة، وتلك الغيوم يمكن أن تتعرض لضغط أكبر خلال الإصطدامات أو بموجات الإنفجار الصادرة من النجوم المنفجرة ذات الكتل الكبيرة، لذا تتشكل كتل المواد ضمن الغيوم المتناثر بين النجوم، وإذا كانت جاذبيتهم هائلة وكافية فإنها سوف تتكثف مكونة نجم أو اكثر. ويساعد الإنكماش الحادث لتكون النجم على رفع درجة الحرارة الداخلية إلى حد إيقاد إنشطار الهيدروجين، تعمل الجاذبية على أن تجعل النجم صغير بقدر الإمكان، لكن ردود أفعال الإنشطار تثبته وتمنعه من التقلص مرة اخرى، من هنا تبدا قصة الحياة الكاملة لنجم صراع بين الجاذبية والتفاعلات النووية، تبدأ الاولى ثم تتبعها الثانية وتكون لها الغلبة ما دام النجم حيا.

نجوم السلسة الرئيسية:
تقضي النجوم حوالي 90 % من عمرها في دمج الهيدروجين لإنتاج الهليوم في درجات حرارة وضغط عاليين في قلبها، مثل هذه النجوم يطلق عليها نجوم السلسلة الرئيسية وتسمى النجوم القزمة.
وهناك العديد من أنواع وأصناف النجوم، تلك التي تحول الهيدروجين بشكل نشط إلى الهليوم في مركزها والتي تسمى نجوم "السلسلة الرئيسية" أو نجوم التتابع الرئيسي، (نجوم السلسلة الرئيسية أيضا يطلق عليها "الأقزام" )، والسلسلة الرئيسية هي المرحلة الأولى بعد ولادة النجم.
نجوم السلسلة الرئيسية لها تراكيب كيميائية مشابهة لتركيب الشمس، النجم الأعلى كتلة في السلسلة الرئيسية هو الأكبر في قطره والأعلى في درجة حرارته السطحية وتتراوح الأبعاد من حوالي 5 % من حجم الشمس (التي هي 1.5 مليون كيلومتر - تقريبا 109 أرض) إلى حوالي عشرة مرات من كتلة الشمس، ودرجات حرارة سطحية من حوالي 3000 درجة كيلفن إلى حوالي 50,000 كيلفن (سطح الشمس 5800 كيلفن).
في بداية عمر نجوم السلسلة الرئيسية، تزداد نسبة الهليوم في قلب النجم بمعدلات ثابتة، وكنتيجة لذلك ولكي تستمر النسبة المطلوبة للإنشطار النووي في القلب درجة حرارة ولمعان النجم تزداد ببطء، والشمس على سبيل المثال تقدر الدراسات أن لمعانها قد زاد حوالي 40 % منذ أن وصلت إلى نجم في السلسلة الرئيسية قبل 4.6 بليون سنة.
كل نجم يولد رياح نجمية من الجزيئات التي تسبب فيضان مستمر من الغاز إلى الفضاء. في أكثر النجوم كمية الكتلة المفقودة تعتبر تافهة، الشمس تفقد 10−14 كتلة شمسية كل سنة، أي حوالي 0.01 % من كتلتها الكلية خلال كامل فترة حياتها، والنجوم العملاقة يمكن أن تفقد من 10−7 إلى 10−5 كتلة شمسية كل سنة، يؤثر ذلك على تطورهم بشكل ملحوظ ، النجوم التي تبدأ بأكثر من 50 كتلة شمسية يمكن أن تفقد نصف كتلتها الكلية بينما مازالت ضمن السلسلة الرئيسية.
المدة التي يقضيها نجم في السلسلة الرئيسية تعتمد أساسا على كمية الوقود التي يجب أن تحرقها والنسبة التي يتم بها حرق هذا الوقود. بمعنى أخر، كتلته الأولية ولمعانها. بالنسبة للشمس فإنها من المحتمل أن تكون حوالي 1010 سنة. تحرق النجوم الكبيرة وقودهم بسرعة كبيرة وهي ذات آجال قصيرة، اما النجوم الصغيرة (المسماه الأقزام الحمر) فإنها تحرق وقودها ببطء شديد وتدوم من عشرات إلى مئات البلايين من السنين. وفي نهاية حياتها تصبح خافتة أكثر فأكثر، متحولة إلى أقزام سود، وعلى كل حال وحيث أن فترة حياة مثل تلك النجوم أكبر من العمر الحالي للكون (13.7 بليون سنة) فمن غير المتوقع إيجاد أقزام سود في الكون حتى الآن.
إضافة إلى الكتلة، جزء من العناصر الأثقل من الهليوم تلعب دور هاما في تطور النجوم، في علم الفلك تعتبر كل العناصر التي هي أثقل من الهليوم تعتبر معدن، والتركيز الكيميائي لهذه العناصر تسمى معدنية metallicity. والمعدنية يمكن أن تؤثر على المدة التي سيحرق فيها النجم وقوده ويتحكم في تشكيل الحقول المغناطيسية ويؤثر على قوة الرياح النجمية. النجوم الأقدم "الجيل الثاني للنجوم" لها أساس معدني أقل من النجوم الأصغر، الجيل الاول للنجوم وبسبب تركيب الغيوم الجزيئية التي تشكلت منها وبمرور الوقت هذه الغيوم تصبح أغنى على نحو متزايد في العناصر الثقلية عندما تموت النجوم الأقدم ناثرة أجزاء من أغلفتها في الفضاء.

نجوم السلسلة مابعد الرئيسية (العملاقة الحمر):
عندما يتحول الهليوم في مركز النجم إلى الكربون أو الأكسجين، ينكمش المركز ثانية، ويبدأ الهليوم بالتحول إلى الكربون والأكسجين في قشرة حول المركز، هذه القشرة تكون قد أحيطت بالهيدروجين المتحول إلى الهليوم، وينفتح الاثنان ويغلقان في تتابع. تزيد إضاءة النجم ثانية ويتوسع لدرجة أكبر، ويصبح أبرد وأشد إحمرارا بمستوي اكبر من ذي قبل، وبينما يزيد توهج النجم يصبح غير مستقر ويبدأ في الانبضاض " اي يصدر نبضات"، تلك النبضات تتفاوت أو تغير في سطوع النجم ويصبح ضخم جدا ( تقريبا بحجم مدار الأرض حول الشمس او اكثر من ذلك ) تلك النبضات ممكن أن تستغرق مدة سنة أو أكثر ( أول نجم وجد في هذه الحالة هو ميرا في Cetus) والتغييرات في مقدار إضاءة النجم من الدرجة الثانية أو المقدار الثالث يقفز إلى المقدار العاشر ويصبح غير واضح للعين المجردة، مثل هذه النجوم ما يسمى الآن بنجوم "الفترة الطويلة " أو " متغيرات ميرا".
وتتم هذه العملية تبعا لكتلة النجم قبل البدء في التحول ففي حالة النجوم التي كتلتها 0.4 كتلة شمسية على الأقل فإنها تستنزف مخزونها من الهيدروجين في القلب، وتتوسع طبقاتهم الخارجية وتبرد لتشكيل ما يعرف بالعملاق الأحمر ( في غضون 5 بليون سنة وعندما تصبح الشمس عملاق أحمر ستكون كبيرة جدا بحيث تلتهم كوكب عطارد ومن المحتمل الزهرة أيضا، وتتنبأ النماذج أن الشمس سوف تتوسع إلى حوالي 99 % من المسافة بينها وبين مدار الأرض الحالي (وحدة فلكية واحدة أي حوالي 150 مليون كيلومتر) وفي ذلك الوقت فإن مدار الأرض سوف يتوسع إلى حوالي 1.7 وحدة فلكية نظرا خسارة الكتلة بتأثير الشمس وهكذا سوف تهرب الأرض من التغلغل داخل الشمس إلا إنها سوف تخلو من محيطاتها وغلافها الجوي بينما يزداد لمعان الشمس الالاف المرات)
وفي حالة العملاق الأحمر الذي هو بحدود 2.25 كتلة شمسية، يستمر إنشطار الهيدروجين في الطبقة التي تحيط بالقلب، وفي النهاية يضغط القلب بما يكفي لبدء إنشطار الهليوم، وينكمش النجم بشكل تدريجي وتزداد درجة حرارته السطحية، واما في النجوم الأكبر تتحول مباشرة منطقة القلب من عملية دمج الهيدروجين إلى عملية دمج الهليوم، وبعد أن يكون النجم قد إستهلك الهليوم في القلب، يستمر الإنشطار في الطبقة التي حول القلب الحار المتكون من الكربون والأكسجين، ثم يتبع النجم مسار أخر من التطور الذي يشابه تطور النجوم الحمراء العملاقة، لكن في درجة حرارة سطحية أعلى.

النجوم العملاقة:
النجوم التي هي بحجم اقل او اكبر من الشمس ( تلك الكتل من حوالي 0.8 مرة مثل الشمس إلى حوالي 10 مرات الكتلة الشمسية ) عندما ينتهي منها الوقود الموجود في قلب لك النجم، يتقلص قلبه المكون من الهليوم تحت تأثير الجاذبية ويسخن ومن ثم يتمدد بتأثير إنشطار الهيدروجين ويتحول إلى قشور حول مركزه المحترق، وينتج مزيدا من الطاقة التي تزيد من لمعان النجم بشكل مؤقت ويتضاعف حجم النجم مرات عديدة، ثم يبرد هذا التوسع محولا النجم إلى تصنيف اخر وهو التصنيف M "عملاق أحمر"، وعندما تصل درجة الحرارة حول 100 مليون درجة كيلفن، يكون الهليوم قد أصبخ ساخنا جدا بما يكفي لحدوث عملية دمج بينة وبين الكربون. يوقف مصدر الطاقة الجديد إنكماش القلب ويستقر النجم لفترة من الوقت، وتخفت اضائته وتقل حرارته بعض الشيء على السطح، تصنف نجوم دمج الهليوم بالعمالقة تصنيف K. أمثلة لذلك النجم الدبران Al Debaran والنجم اركتوروس Arcturus، مثل تلك النجوم لها أقطار تصل لعشرات قطر شمسنا. المراحل العملاقة واللاحقة للموت الفعلي للنجم (نهاية الإنشطار النووي) يأخذ تقريبا 10 % من عمر النجم.
خلال مرحلة حرق الهليوم، النجوم ذات الكتل الكبيرة جدا أكثر من تسعة كتل شمسية تتوسع لتشكيل عملاق أحمر، وعندما بنتهي هذا الوقود في القلب، يمكن أن تتواصل عملية دمج العناصر الأثقل من الهليوم، يتقلص القلب وينكمش حتى تصل درجة الحرارة والضغط الى الدرجة الكافية لدمج الكربون. هذه العملية تستمر مع تتابع المراحل التي تدعم الأكسجين والنيون والسيليكون والكبريت، وقرب نهاية حياة النجم يمكن أن يحدث الإنشطار على طول سلسلة الطبقات التي تشبه طبقات البصل ضمن النجم، كل طبقة تدمج عنصر مختلف والطبقة الابعد تدمج الهيدروجين والتي تليها في البعد تدمج الهليوم وهكذا.
وفي المرحلة النهائية وهي وصول النجم لإنتاج الحديد، وحيث أن نواة الحديد تكون مرتبطة باحكام أكثر من أي نواة أثقل أخرى، فإذا اندمجت فلا ينتج عنها طاقة بل على العكس يستهلك طاقة. على نفس النمط، ولكونوهم مرتبطين بإحكام أكثر من كل النوى الأخف، فإن الطاقة لا يمكن أن تصدر بالإندماج في النجوم القديمة نسبيا والهائلة جدا، وسيتجمع الحديد الخامد في مركز النجم. العناصر الأثقل في هذه النجوم تأخذ طريقها صعودا إلى السطح، منتجة أجسام متطورة والتي تعرف بنجوم وولف رايت Wolf-Rayet التي لديها ريح نجمية كثيفة والتي تتناثر في الفضار الخارجي.

التصنيف النجمي:

في بداية القرن العشرون قسم الفلكيون النجوم إلى سبع مجموعات اعطوا الحروف الابجدية رمزا يتعلّق بدرجة الحرارة السطحيّة.

O ( فوق 31,000 كلفن )
B ( من 9750 الى 31,000 كلفن )
A ( من 7100 الى 9750 كلفن )
F ( من 5950 الى 7100 كلفن )
G ( من 5250 الى 5950 كلفن )
K ( من 3950 الى 5250 كلفن )
M ( من 2000 الى 3950 كلفن )
وحديثا تم اضافة تصنفين أخرين لتفسير النجوم الحمراء الضعيفة التي اكتشفت بالتقنيات الجديدة:
L ( من 1500 الى 2000 كلفن )
T ( حول 1000 كلفن )

المجموعة الكاملة الآن هي OBAFGKMLT، وكل مجموعة من تلك تقسم إلى عشرة تقسيمات فرعية من الاحر إلى الابرد وتستعمل الارقام من صفر إلى الرقم 9 ، وعلى سبيل المثال O0 يعتبر أحر نجم، اما شمسنا فهي تعتبر في التصنيف G. وبإستخدام النظام العشري يجعل الشمس في التصنيف G2، عموما التصنيف يشتق من أطياف النجوم.

الوان النجوم:
نظرا لاعتماد اللون على درجة الحرارة، التصنيفات تكون مختلفة، مع ذلك غير ملحوظة، والألوان تتدرج من الحمرة الخفيفة بعض الشئ للتصنيف M إلى البرتقالي للتصنيف K، وتتدرج بين الأبيض المائل للصفرة إلى الازرق للتصنيف B و O. الألوان الامعة يمكن أن تلاحظ بسهولة حتى بالعين المجردة خصوصا عندما يكونون قريبون لبعضهما البعض وملاحظة التدرج في اللون. نجوم التصنيف L و T، لايروا بالعين المجردة، المدى من أحمر الى الأحمر الغامق إلى "الأشعة تحت الحمراء" (هذه النجوم ترى بسهولة بمساعدة تلسكوبات وتحت أية ظروف).

أعمار النجوم:
نجوم السلسلة الرئيسية لها كمية معينة من الوقود الداخلي المتوفر داخل مركزهم الحار وعندما يتحول كل وقود الهيدروجين إلى الهليوم، يبدأ النجم بالموت وإنتاج اشكال مختلفة أخرى. وحيث أن النجوم ذوات الكتل الضخمة تستهلك وقود الهيدروجين بسرعة أكثر بكثير من النجوم ذوات الكتل الاقل فإن تلك ذوات الكتلة الأعلى تعيش حياة أقصر من غيرها الاصغر حجما وشمسنا لها عمر يقدر بـ 10 بليون سنة (وهي في نصف عمرها الان)، وتعيش النجوم ذات الكتل الهائلة حوالي مليونين سنة تقريبا، اما الأضغر تظل لتريليونات السنين وهو عمر طويل جدا بحيث انه لايوجد نجم كتلته أقل من 0.8 كتلة الشمس مات في تاريخ المجرة. ونظريا نحسب بأن مثل هذا النجم (الذي له كتلة اقل من 0.8 من كتلة الشمس) يجب أن يعيش لمدة 13 بليون سنة تقريبا، ويجب ان تكون المجرة بعمر اقدم نجومها، مما يعني بعمر 13 بليون سنة تقريبا.

خلق العناصر:
غازات النجوم العمالقة الحمر يمكن أن تتوزع صاعدة إلى سطح النجوم تحمل معها النواتج العرضية من الإنشطارات النووية، وعادة ما يكون الأكسجين أكثر وفرة من الكربون، فإذا كانت الشروط صحيحة فإن سطح بعض النجوم يمكن أن تغير تراكيبهم الكيميائية، البعض منهم سيصبح غني جدا بالكربون والذي قد تكون بفعل إنشطار الهليوم في القلب، ويؤدي ذلك إلى عكس النسبة الطبيعية، لذا فإن متغيرات ميرا والعمالقة الحمر الاكبر عمرا الآخرين تقسم إلى نجوم غنية بالأكسجين ونجوم كربونية، زيادة عناصر مثل zirconium والعديد من العناصر الآخرى التي تكونت في تشكيلة ضخمة من التفاعلات النووية التي تستمر في نفس الوقت مع إنشطار الهليوم يجعل سطح النجوم الأخرى غنية بالهليوم والنتروجين.

الرياح وخسارة الكتلة:
مثل هذه النجوم العملاقة الضخمة لها جاذبية منخفضة وتفقد كتلتها بفعل الرياح القوية التي تنطلق من سطحهم، فتتكثف بعض تلك الغاز إلى الجزيئات والغبار ومن الممكن ان يقوم النجم بحرقها وتختفي عن الانظار، ويمكن رؤية وهج الغبار الساخن فقط بواسطة أشعته تحت الحمراء (الحرارة) المشعة منه، النجوم العملاقة الغنية بالأكسجين تنتج غبار السيليكات بينما النجوم الكربونية تنتج غبار الكربون الذي يشبه الجرافيت والرماد. أغلب الغبار الذي يسكن الفضاء البين النجوم بدأ من هذا الطريق، لذلك تلعب هذه النجوم دور جيدا في تشكيل نجوم جديدة.

الأقزام البيض:
بينما يتفرق السديم الكوكبي إلى غازات في الفضاء بين النجوم فإنه يترك وراءه القلب القديم المستهلك (الذي يتضمن اثار العمليات النووية الميتة ). هذه النجوم تكون قد ضغطت تحت تأثير جاذبيتها وإنكمشت إلى حجم يبلغ حوالي حجم الأرض. امثلة لتلك النجوم (كوكب شعرى Procyon B و 40 Eridani B) كانت ساخنة جدا وبيضاء، لذا إكتسبت اسم "قزم أبيض" لتمييزه من السلسلة الرئيسية للنجوم (التي سميت أصلا "أقزام عاديون" لتمييزهم عن العمالقة). مع ذلك فإن الأقزام البيض ما زالت كتلتهم قريبة من كتلة الشمس، مما يعطيهم كثافة متوسطة تقدر بطن متري لكل سنتيمتر مكعب، ويعمل الضغط الخارجي الكبير الواقع تحت تأثير الكثافة العظيمة على منع الجاذبية من تقليصهم. الأقزام البيض، بقايا النجوم التي بدأت حياتهم بين 0.8 الى 10 كتلة شمسية، ليس لها أي مولد لمصدر طاقة وبالتالي يبدأ التبريد، وقت التبريد يكون طويل جدا، على أية حال، كل الأقزام البيض التي خلقها الله ما زالت مرئية، مع مرور الوقت تصبح باردة وتخفت، ويحمر لونها. (ليس هناك مثل هذا الشيء الغير مرئي والبارد "القزم الأسود." ) ونظريا يحسب عمر المجرة بحسب عمر اقدم الأقزام البيض سنا.

نجوم الكتل الهائلة والسوبرعملاقة:
عندما تبدأ النجوم السوبر عملاقة (والتي تبلغ كتلتها اكثر من 10 مرات كتلة الشمس) بالموت، تطور نفس الطريقة التي تتبعها النجوم العمالقة في البداية ثم يصبح التطور مختلف جدا.
النجوم ذات الكتل الهائلة كبيرة واللامعة، فبينما يسخن الهليوم الميت لتحويل الهليوم إلى الكربون والأكسجين، تتوسع النجوم في الحجم بدرجة رهيبة تقترب من حجم مدار الكواكب الخارجية للمجموعة، وتنتفخ العمالقة الحمر. أمثلة لذلك نجم Betelgeuse في برج الجوزاء Orion ونجم Antares في برج العقرب Scorpius.
السوبر عملاقة الهائلة جدا وبالرغم من خسارتها لمقدار كبير من الكتلة خلال الرياح الضخمة التي يطلقها النجم، والإنشطار النووي يمكن أن يستمر على نحو اكبر منه في العمالقة العاديين، وعندما ينتهي الهليوم يصبح خليط الكربون والاكسجين كثيفا وساخنا جدا مما يسبب التحول إلى خليط من النيون والمغنيسيوم والأوكسجين. إنشطار الهليوم والهيدروجين كان قد بدأ بالتحرك الى خارج القلب ويحيط به، وعندما ينتهي إنشطار الكربون في القلب تاركا وراءه مزيج النيون والمغنيسيوم والأكسجين، تبدأ بالتحرك للخارج بإتجاه القشرة، ومازال خليط من الأوكسجين والمغنيسيوم والنيون في القلب، ومن ثم تبدأ بالسخونة ويحدث أندماج محولا المكونات إلى مزيج من السيليكون والكبريت، وكل مرحلة من مراحل الإنشطار تأخذ فترة زمنية أقصر من سابقتها.
وخلال فترات تطور النجوم السوبر عملاقة الحمراء يمكن أن يتقلص بعضها ويسخن ليتحول الى سوبر عملاق أزرق خلال تلك العمليات، أما خسارة الكتلة العظيمة التي عانت منها من قبل يمكن أن يلاحظ بأن نرى سطح ضخم غني بالهليوم والنتروجين والكربون الذي نتج عن الإنشطار النووي.
وهذه مجموعه صور متنوعه عن النجوم
 
التعديل الأخير:
stars1.jpg

Gl623b
اصغر نحم اكتشف في مجرتنا يبعد 25 سنة ضوئية عنا
Image Credit
NASA/ESA

stars2.jpg

سوبرنوفا لنجم متفجر لوحظ من على الارض في مايو 1006 بعد الميلاد الانفجار حدث قبل ذلك بسبعة الاف سنة
Image Credit
NOAO

stars3.jpg

إحتضار نجم
stars4.jpg

تجمع النجوم المسمى M3
Image Credit
Indiana University, NOAO
stars5.gif

قزم ابيض
stars6.gif

السهم يشير الى نجم قزم ابيض
Sirius B
stars7.jpg

الدوائر تشير الى النجوم القزمة البيضاء في التجمع النجمي
M 4
stars8.gif

بقايا سوير نوفا ونجم نيتروني
Image Credit
ROSAT Project, NASA
stars9.jpg

ثقب أسود في مركز المجرة الإهليليجية M 87 التي تبعد عنا 50 مليون سنة ضوئية وتقع في برج العذراء
Image Credit
NASA / ESA
stars10.jpg

تجمع نجوم داخل سديم اوريون وفي المركز تجمع نجمي المسمى شبه المنحرف يبعد عنا 1500 سنة ضوئية
Image Credit
NASA / CXC
 
نجوم السوبر نوفا:
عند قرب نهاية حياة نجم أضخم من شمسنا بثمانية مرات على الأقل، يكون هذا النجم قد استهلك كل مالديه من وقود الهيدروجين فينفجر الغلاف الخارجي له بإنفجار هائل هو من أحد أعنف الأحداث التي تحدث في الكون، حيث تتبعثر مادة النجم في الفضاء المحيط مكونة سحابة هائلة من البلازما والتي تستمر لمدة من أسابيع إلى شهور، وينهار قلب النجم نحو مركزه متحولا إلى نجم نيوتروني أو لربما ثقب أسود.
يمكن لإنفجار السوبرنوفا أن يشع طاقة أكثر مما تنتجه شمسنا خلال كامل عمرها، ويؤدي إلى قذف معظم أو كل مادة النجم بسرعات هائلة تصل إلى 3,000 كيلومتر في الثانية الواحدة، تتسبب هذه السرعة بإحتكاكات بين تلك المواد مع الغاز والغبار الكوني المحيط به، وتعمل على رفع حرارة الغبار إلى ما يزيد عن عشرة مليون كلفن، وبذلك يتسبب في تكون البلازما في المنطقة المحيطة بالإنفجار. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن نجوم السوبرنوفا تصدر ذبذبات مسموعة مثل دندنة قبل الإنفجار.
ويعتبر معدل حدوث إنفجار سوبرنوفا في مجرتنا أو المجرات التي بحجم مجرتنا هو واحد كل خمسون سنة، وتزداد مع زيادة حجم المجرة، وبالنظر إلى عدد المجرات في الكون المنظور، ذلك يعني أن هناك نجم ينفجر كل ثانية أو أقل في مكان ما في الكون، وتعتبر إنفجارات السوبرنوفا هي المصدر الأساسي للعناصر الثقيلة في الكون.
موت النجم يعتمد جزئيا على كتلته، ففي حالة شمسنا على سبيل المثال وهي لا تمتلك الكتلة الكافية لأن تنفجر كسوبرنوفا (ما سيحدث لنجم مثل الشمس هو أنها وعندما تستنفذ وقودها النووي، لربما بعد بليوني سنة، ستنتفخ لتتحول إلى عملاق أحمر والذي سيكون كفيلا بتبخير أرضنا قبل أن تبرد بشكل تدريجي وتتحول إلى قزم أبيض).
وهناك أمران يتسببان في السوبرنوفا ومنهما يقسمان إلى قسمين أساسيين:
إما بأن يلتقط قزم أبيض مادة إضافية من إحدى النجوم المجاورة إلى أن يصل إلى كتلة نجمية حرجة فيخضع لانفجار نووي حراري. وهو النوع الأول من السوبر نوفا ويسمى I.
وإما أن تكون كتلة النجم أكثر من ثمانية أضعاف كتلة شمسية، حين ينتهي الاندماج النووي فيه فجأة بسبب نفاذ الهيدروجين وتتغلب قوة الجاذبية فينهار النجم ثقالياً. وهو النوع الثاني ويطلق عليه II.
النوع الأول للسوبرنوفا يتميز بقلة أثر الهيدروجين في أطيافهم، حيث أنهم قد فقدوا أغلب أغلفة الهيدروجين قبل الإنفجار إما بواسطة نجم مرافق وقريب أو حدث تدفق للهيدروجين للخارج. ويقسم العلماء هذا النوع ألى عدة تصنيفات طبقا لوجود خطوط أخرى وشكل المنحنى الضوء الصادر من السوبرنوفا.

SupernoveIa.jpg

شرح يوضح التصنيف الأول للنوع الأول من السوبرنوفا بداية من أعلى اليسار

التصنيف الأول Ia - وهو يمثل كثافة في عنصر السيليكون وضعف في الهليوم، ويعتقد بأنه ينشأ من النجوم القزمة البيضاء القريبة من نظام نجمي ثنائي. حيث تقوم بجذب مواد وعناصر من النجم المرافق له، وينضغط القزم الأبيض بشكل تدريجي، وفي النهاية يبدأ تفاعل نووي داخله يؤدي إلى إنفجار السوبرنوفا.
يستعمل الفلكيون نوع Ia من السوبرنوفا كعلامات قياسية لقياس المسافات الكونية حيث يعتقد أنها تشتعل بسطوع مساوي في ذروته.
التصنيف الثاني Ib - وهو يمثل كثافة في عنصر السيليكون وضعف في الهليوم، وهو في الغالب ناتج عن نجوم عملاقة قد استنفذا وقودها في داخل النجم، من الممكن أن يكون قد حدث ذلك بسبب فقد النجم لغلافه المحيط به نتيجة الرياح النجمية الضخمة أو نتيجة تفاعل جذبي بين النجم وأي نجم قريب منه. ويمرا النجم بإنهيار رئيسي أيضا مثل النوع الثّاني للسوبرنوفا، لكنه يفقد أغلب أغلفة الهيدروجين الخارجية.
التصنيف الثالث Ic - وهو يمثل كثافة في عنصر السيليكون وضعف في الهليوم، وهو في الغالب ناتج عن نجوم عملاقة قد استنفذت وقودها الموجود في داخلها. ويمر النجم أيضا مثل التصنيف Ib بإنهيار رئيسي أيضا ويفقد أغلب أغلفة الهيدروجين الخارجية.
السوبرنوفا من النوع الثاني يحدث عادة في المناطق ذات النجوم الشابة واللامعة مثل أذرع المجرات الحلزونية، وفيما يبدوا أنها لا تتواجد في المجرات الإهليجية، يجب أن يكون النجم اكبر عدة مرات من شمسنا (تقريبا من ثمانية إلى خمسة عشر كتلة شمسية). نجم مثل كتلة الشمس سيستنفذ الهيدروجين في النهاية وبعد ذلك وقوده من الهليوم في مركزه. وسيكون هذا النجم لديه كتلة وضغط كافيتين لدمج الكربون. وهنا ما سيحدث لاحقا:
- العناصر الأثقل ستتركز في مركز النجم بشكل تدريجي، وستصبح طبقات مثل طبقات ثمرة البصل، والعناصر الأخف ستنطلق نحو خارج النجم.
- عندما يتجاوز مركز النجم كتلة محددة يبدأ النجم بالإنفجار (لهذا السبب تعرف هذا النوع من السوبرنوفا بإسم سوبرنوفا إنهيار القلب).
- سيخن القلب ويزادد كثافة.
- في النهاية يرتد إنفجار داخلي من القلب طاردا المادة النجمية إلى الفضاء.
- وما يتبقى هو جرم كثيف جدا يسمى نجم نيوتروني.
هناك نوعين فرعيين من النوع الثاني للسوبر نوفا على أساس منحنى الضوء الصادر منهم، نوع L يخفت بثبات بعد الإنفجار، بينما النوع الثاني P يبقى الضوء ثابتا لفترة من الوقت قبل أن يبدأ بالخفوت. كلا النوعين لهم أثر للهيدروجين في طيفهم.
النجوم الهائلة الكتلة (حوالي 20 إلى 30 كتلة شمسية) قد لا تنفجر كسوبرنوفا، ويعتقد الفلكيون أنه بدلا من ذلك ينهاروا ليشكلوا ثقوب سوداء.
Evolved star fusion shells.jpg
 
بقايا السوبر نوفا:
عندما ينقشع حطام السوبر نوفا، نرى غلاف غازي واسع حول النجم القديم، بقايا السوبر نوفا هو الحطام الغني بالنواتج العرضية من التفاعلات النووية التي لا تعد ولا تحصى. نعتقد ان كل الحديد في الكون جاء من مثل هذه الاحداث وذو علاقة بالإنفجارات.
في الحقيقة بين العمالقة العاديين والسدم الكوكبية وكذلك إنفجارات النجوم العظيمة فإن كل العناصر ما عدا الهيدروجين والهليوم قد تكونت في النجوم.
بقايا السوبر نوفا الأكثر شهرة هو سديم السرطان Crab Nebula في برج الثور Taurus، وبقايا السوبر نوفا الاعظم 1054 الذي لوحظ جيدا من قبل الفلكيين الصينيين، بعد مرور عشرات آلاف السنوات من الإنفجار ما زل بإمكاننا أن نرى موجات الإنفجار الهائلة تكتسح غازات الفضاء البين بين النجوم، يضغطها وربما لتشكيل نجوم جديدة.


يحدث السوبر نوفا Supernova وهو إنفجار رهيب يحدث عندما تنتهي حياة نجم هائل في انفجار رهيب ومثير، لبضعة أيام يبعث النجم المتفجر نفس قدر طاقة مجرة كاملة، وعندما تنتهي هذه الحالة فإن جزء كبير من هذا النجم المتفجر ينتشر في الفضاء كبقايا وحطام لهذا النجم المتفجر.
أما كلمة Novae فهي كلمة لاتينية معناها جديد وتدل على ان الحدث هو لميلاد نجم جديد، مع ان هذا الحدث هو لموت نجم، ولكنه من الممكن إعتباره ميلاد لنجم جديد.
Tycho1.gif

سديم من النوع Supernovae Remnant ويقع في برج Cassiopeia ويبعد عنا مسافة تقدر بحوالي 7,500 سنة ضوئية ويبلغ حجمه حاليا حوالية عشرون سنة ضوئية.
لاحظ هذا الانفجار الفلكي الدنماركي تايكو براهي Tycho Brahe في عام 1572، عندما لاحظ تواجد نجوم لامعة مفاجئ في برج Cassiopeia واستمر لمدة شهر تقريبا إلى أن خفت.
والإنفجار ما زال مرئيا إلى اليوم كموجة إصطدامية والتي تولدت وإستمرت في التَوسع في سحابة من الغاز والغبار في الفضاء المحيط به، وخلافا عن بقايا السوبرنوفا الأخرى، لايوجد مركز حار في هذا السديم مما جعل العلماء يعتقدون انه ناتج عن إنفجار نجم قزمِ أبيضِ.
Puppisa.jpg

سديم من النوع Supernovae Remnant ويقع في برج Puppis ويبعد عنا مسافة تقدر بحوالي 7,000 سنة ضوئية ويبلغ حجمه حاليا حوالي عشر سنوات ضوئية.
لوحظ نجم نيتروني صور الولادة في مركز السديم، أما بقايا النجم المتهاوي فقد بعثر في الفضاء عند الانفجار والذي قدر العلماء بسرعة رياح الانفجار وصلت الى الف كيلومتر في الثانية الواحدة.
NGC6960.jpg

سديم من النوع Supernovae Remnant ويقع في برج Cygnus ويبعد عنا مسافة تقدر بحوالي 2,600 سنة ضوئية ، وهو كبير الحجم ويبلغ حوالي ستة مرات حجم القمر البدر، وقد حدث هذا الانفجار قبل 15,000 سنة.
وبسبب هذا الحجم الكبير للسديم تم رصده على عدة سدم أنباعثية Emission Nebula وأخذت الارقام التالية:-
NGC 6960 و NGC 6979 و NGC 6992 و NGC 6995 ويسمى أيضا Cygnus Loop
NGC1952s.jpg

سديم من النوع Supernovae Remnant ويقع في برج Taurus ويبعد عنا مسافة تقدر بحوالي 6,300 سنة ضوئية ، ويبلغ قطره حوالي ستة سنوات ضوئية.
السديم هو بقايا السوبرنوفا SN1952 الذي تم ملاحظته من قبل الصينيون والعرب في عام 1054 بعد الميلاد، وحدد العلماء بأنه ناتج عن إنفجار نجم من نوع القزم الابيض عند إقترابه من نجم عملاق أي من نوع La سوبرنوفا.
وهذا الانفجار كان مرئيا بالعين المجردة ولمدة سنتان تقريبا بحجم بلغ تقريبا ربع حجم القمر.
لوحظ وجود نجمين في مركز هذا السديم احدهما هو المسئول عن تكون السحابة، وهو يطلق موجات راديوية وأشعة X وأشعة جاما، وغي عام 1968 اكتشف العلماء ان هذا النجم يطلق الإشعاعات بنبضات سريعة، وأصبح بذلك اول اكتشاف للنجوم النابضة.
أول من رصده هو جون بيفيز John Bevis عام 1731، وبصورة مستقلة اكتشفه تشارلز مسيو Charles Messier عام 1758 عندما كان يتابع المذنبات .
ويسمى M 1 و NGC 1952.
 
السديم:
السديم هو عبارة عن سحابة من الغبار تتكون نتيجة ظروف معينة في غالبيتها من انفجار او مخلفات نجوم قد انفجرت نتيجة لاختلال في عملياتها منها تقدم عمر النجم وانتهاء عمره.
تعتبر السدم كتل البناء الأساسية للكون، فهي تحوي العناصر التي ينبى منها النجوم والنظم الشمسية. وهي أيضا من بين الأجرام الأكثر جمالا في الكون، تتوهج وتلتف بمزيج رائع من الألوان المنعكسة من أضواء النجوم داخل هذه الغيوم تجعلها تتوهج باللون الأحمر الجميل والأزرق والأخضر، هذه الألوان الناتجة من العناصر المختلفة داخل السديم.
أكثر السدم مكونة من حوالي 90 % هيدروجين وحوالي 10 % من الهليوم و 0.1 % من عناصر ثقيلة مختلفة مثل الكربون والنتروجين والمغنيسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد.
سحابة المادة تلك هي كبيرة الحجم جدا، وفي الحقيقة، أنها من بين الأجرام الأكبر في المجرة. العديد منها يمتد لعشرات أو لمئات من السنوات الضوئية.

RCW-38.jpg

السديم هو موقع ولادة النجوم:
السدم هي في الغالب منطقة ولادة النجوم، ففي هذه المناطق تتوافر تشكيلات كبيرة من الغاز والغبار وغيرها من المواد والتي تتجمع معا لتشكيل كتل أكبر، والتي بدورها تبدأ في جذب المزيد من المادة المنتشرة في السديم، وفي النهاية سوف تصبح هائلة بما يكفي لتشكل نجم أو أكثر، فتتشكل النجوم الضخمة في مركز السديم، ويمكن رؤيتها نتيجة تأين الغاز المحيط بها بتأثير الأشعة فوق البنفسجية، والذي يساعد على جعلها مرئية في الموجات الضوئية، وتأخذ النجوم الجديدة في التشكل ويطلق عليها حينئذ النجوم الشابة أو الناشئة، مكونة تجمع نجمي حر. وما يتبقى من مادة يعتقد أنه لتكوين الكواكب وغيرها من أجرام النظام الكوكبي.
السحب الجزئية العملاقة تكون في حالة توازن حيث تكون طاقة رابط الجاذبية في توازن مع الضغط الحراري للمكونات الجزيئية للسحابة وجزيئات الغبار، لذا يظل السديم في حالة سبات لملايين أو ربما لبلايين السنين منتظرا فقط حتى تتوفر الشروط اللازمة، قد تكون الجاذبية من مرور نجم أو موجة إهتزازية من مكان قريب لإنفجار سوبرنوفا تلك مثل تلك الأحداث تسبب دوامات وموجات للسحابة.
تبدأ بعدها المادة بالتكتل في مجموعات وتنمو في الحجم. وبينما هم كذلك تزداد جاذبيتهم ومن ثم تواصل الجاذبية سحب المادة من السديم حتى يصل واحد أو أكثر من التكتلات إلى كتلة حرجة. عندها تتشكل نجوم أولية Protostars - والتي هي مرحلة مبكرة من تشكل النجوم ومن الممكن أن تستمر هذه المرحلة لنجم في نفس كتلة الشمس حوالي 100,000 سنة - وبينما يتواصل إزدياد الجاذبية بشكل أشد، يحدث تحول لطاقة الجاذبية إلى طاقة حركية حرارية، والذي يؤدي إلى زيادة حرارة السحابة.
وكلما ازداد تقلص السحابة كلما ازدادت درجة الحرارة، وتستمر في الإزدياد في المركز لتصل إلى 18 مليون درجة، عند هذه النقطة يبدأ إنشطار نووي ويولد النجم. الريح النجمية من النجم المتولد سيدفع كل الغبار والغاز الفائض للخارج. وقد يحدث تشكل لتكتلات أصغر من المادة المحيطة بالنجم والتي قد تشكل كواكب. وبهذه يكون بداية تشكل نظام شمسي جديد.

Protostar.jpg

شكل السديم:
يعتقد العلماء أن هناك أصلان مختلافان لوجود السدم في الكون. الأصل الأول يعود إلى المادة المتكونة من عملية خلق الكون نفسه، فبعد ولادته بقليل، نشأت الذرات في الكون مكونة الغبار الأول وسحب الغاز، مما يعني أن الغاز والغبار التي تشكل في هذا النوع من السدم لم تنشأ من النجوم، ولكن هي المادة الأصلية من بدايات الكون.
أما الأصل الثاني فهو نتيجة إنفجار وموت النجوم، فمثلا إنفجار السوبرنوفا من النجوم العملاقة، والتي تحدث نتيجة موت النجوم قصيرة العمر وهي النجوم الهائلة الحجم، حيث يلقي انفجار السوبر نوفا المواد حوله، وحيث تتأين تلك المادة بتأثير من الطاقة التي يمكن أن تنتج والجرم المتكون من هذا الإنفجار.
واحدة من أفضل الأمثلة على ذلك هو سديم السرطان Crab Nebula في برج الثور Taurus، فقد تم تسجيل حدث السوبرنوفا في عام 1054 ويسمى SN 1054، والجرم الذي تكون نتيجة هذا الحدث يقع في وسط سديم السرطان هو نجم نيوتروني. أو قد تتشكل السدم نتيجة موت نجم منخفض الكتلة مثل شمسنا. حيث أن النجوم التي لها كتلة تصل من 8 إلى 10 كتل الشمسية تتطور إلى عمالقة حمر في نهاية حياتها وتفقد ببطء طبقاتها الخارجية خلال نبضات في غلافها الجوي. وعندما بفقد النجم ما يكفي من المواد، يمكن أن ترتفع درجة حرارته وتنبعث منع الأشعة فوق البنفسجية لتأين السديم المحيط به والذي القاه النجم نفسه. هذا النوع من السدم يتكون أساسا من الهيدروجين حيث تبلغ نسبته حوالي 97% تقريبا وحوالي 3% من الهليوم بالإضافة إلى كميات ضئيلة من عناصر أخرى.
ولكن تلك النظريات عن أصول السدم ليست واضحة المعالم أو أن هناك دراسة تؤكد أو ترجع طريقة محددة، ويمكن أن يكون السديم مزيجا من المادة البدائية المتبقية من خلق الكون فضلا عن مواد جديدة ناتجة عن موت نجوم.

أنواع السدم:
قسم علماء الفلك انواع السدم طبقا لشكل السديم او نتيجة الظروف التي تكون بها هذا السديم وفيما يلي انواع السدم ...
 
السديم الكوكبي:
يتكون هذا النوع من السدم عندما يشيخ النجم ويتقدم في العمر ويكون قد أحرق كل مخزونه من الهيدروجين وتحول الى الهليوم في مركزه، وتحول ايضا الهليوم إلى الكربون والاوكسيجين، حينها تصل التفاعلات النووية إلى النهاية في مركز النجم، وبينما يستمر الهليوم الذي يحترق في القشرة الخارجية مما يجعل هذا النجم يتمدد ويكبر في الحجم وتصبح الطبقات الخارجية للنجم غير مستقره بسبب ذلك ويفقد النجم كتلته في شكل رياح نجمية قوية، ويسبب ذلك الاختلال طرد الجزء الهام من كتلة النجم من الطبقة التي تمدت ويبقى قلب النجم ساخن جدا ويصبح نجم صغير في مركز السديم يبعث بالإشعاع ذو الطاقة العالية. وعمر هذا النوع من السدم قصير فقد يستمر لعدة الآف او عشرات الالآف من السنين ثم يتبدد بعد ذلك، ويبرد النجم ويتحول الى قزم ابيض، وليس لهذا النوع من السدم أية علاقة بالكواكب ولكنها اشتهرت بهذا الاسم لأنها ترى في المناظير الصغيرة مثل الكواكب، وسمشنا ستنتج سديم كوكبي في غضون 5 بليون سنة.
يعتبر 95 % من النجوم التي نراها في مجرتنا درب التبانة ستصبح في النهاية سدم كوكبية، من ضمنها الشمس، أما الـ 5 % الأخرى من النجوم، تلك التي لها كتلتها أكثر من ثمان مرات من شمسنا ستنتهي حياتهم كسوبرنوفا.
التسمية "سديم كوكبي" هي تسمية قديمة وليست لها علاقة بالكواكب، ولكنه يعتبر خطأ في التسمية. فقد ظهرت هذه التسمية قبل أكثر من قرن عندما كانت المناظير المستخدمة وقتها صغيرة، وحدث وأن شاهدوا تلك السدم كجسم مضغوط مستدير وذو لون أخضر فأعتقدوه مثل كوكب متأثرين بمشاهدتهم لكوكب اورانوس، واستمر إستخدام هذه التسمية إلى يومنا هذا.
وعلى كل حال السدم الكوكبية لم تصنع من الكواكب، ولا توجد كواكب مرئية داخل هذا السديم، أي ليست لها علاقة بالكواكب نهائيا. وهي بالأحرى المادة الغازية والغبار التي طردت من نجم قد شاخ في العمر قبل موته. وإن أفضل اسم يطلق لهذه السدم هي "سدم الطرد"، بإعتبارها سحب من الدخان مثل الدخان الذي ينبعث من جمر محترق.
NGC6543Gr.jpg

نهاية الشمس وتكون سديم كوكبي:
تنتج الشمس كل حرارتها كأي نجم في داخلها، في المركز، هذه الحرارة تدفئ الأرض وتحمي الشمس من حدوث إنهيار جذبي داخلها. الوقود الذي تستخدمه الشمس أو أي نجم هو الهيدروجين، حيث تتحول نوى الهيدروجين إلى الهليوم منتجة تلك الحرارة الهائلة.
وفي خلال خمسة بليون سنة سيسنفذ وقود الهيدروجين داخل الشمس، ويتبقى الهليوم الصافي تقريبا، الجاذبية ستجبر القلب المستهلك للإنكماش وتضغطه ويصبح أحر وأسخن من ذي قبل. درجات الحرارة العالية تلك ستشعل رماد الهليوم والنتيجة تكون نوى كربون وإرتفاع متزايد لدرجات الحرارة. وستكون هناك إطلاق ثاني للحرارة ويكون عنيف وعاصف، تزداد بتأثيره إضاءة سطح الشمس بألاف المرات. في خلال تلك الفترة تتسبب تلك الحرارة بإنتفاخ الطبقات الخارجية للشمس مشكلة ما يسمى عملاق أحمر.
ذلك العملاق الأحمر سينتفخ ويتمدد بحيث يكون مداري كلا من كوكبي عطارد والزهرة داخل هذا التمدد. وسيحدث أن كلا من الشروق والغروب على الأرض سيأخذان ساعات معدودة، وتظهر الشمس ناصعة الحمرة وضخمة بحيث تملأ نصف السماء. المياه في المحيطات ستغلي وتتبخر وتتسرب إلى الفضاء الخارجي مع الغلاف الجوي. الحرارة الإشعاعية الحادة ستحول سطح الأرض إلى طبقة سميكة صلبة كالفخار. بمعنى أن الأرض ستتحول إلى جحيم يستحيل معها الحياة بأي شكل.
لا يدوم الهليوم طويلا، وفي أقل من بضعة مئات ملايين السنين، بعدما تحول الهليوم إلى كربون غير قابل للإحتراق، ينكمش قلب النجم فجأة إلى النصف (خلال الآف السنين)، وتحشر كتلة النجم الحالية الحارة (حوالي مليون درجة)، وتصبح كثيفة (تقدر بطن لكل حجم ملعقة الشاي) وتصبح كرة في مثل حجم الأرض. هذه الكرة المتبقية تسمى قزم أبيض.
خلال المراحل الأخيرة ستبدأ الطبقات الخارجية للشمس بالإنهيار نحو المركز في الداخل، لكن المادة الأساسية ستشتعل وهي في طريقها للداخل، يتسبب ذلك في إختلال وتذبذب السطح الخارجي. في النهاية ستلفظ حوالي 40 % من كتلة الشمس إلى الفضاء، وتنتشر خلال النظام الشمسي وما بعده ويستمر إنفصال الطبقات الخارجية طبقة طبقة أعمق فأعمق، في شكل مجموعات من الفقاعات الكروية، والتي قد تتجمع معا في النهاية في شكل هالة عملاقة. والتي تلاحظ من بعيد في شكل سديم، هو السديم الكوكبي.
عندما تنتهي تلك العملية، يظهر قلب الشمس السابق كقزم أبيض من خلال ستار من المادة المطرودة. أما الضوء النشط المنبعث من القزم الأبيض فسوف يتفاعل مع إلكترونات الذرات الموجودة داخل سحابة الغاز المتكونة، مما يؤدي إلى ظهور السديم بألوانه الرائعة.
هذا ما يحدث مع كل النجوم التي بحجم الشمس أو أكبر قليلا أو أصغر قليلا، تنتهي حياة نجم ليولد نجم آخر، وتتحول البقايا إلى أجرام أخرى وهكذا هي دورة حياة النجوم، والعلم عند الله وحده.
PlanetryNebula.jpg

بعض السدم الكوكبية:-
NGC6720s.jpg

Ring Nebula
NGC6543s.jpg

Cat's Eye Nebula
NGC6853s.jpg

Dumbbell Nebula
NGC7635s.gif

Bubble Nebula
NGC3587s.jpg

Owl Nebula
NGC650s.jpg

Little Dumbbell Nebula
NGC7009s.jpg

Saturn Nebula
 
السديم الإشعاعي (الإنبعاثي):
هو سديم يلمع ويبعث ضوئها الخاص نتيجة اتحاد الإلكترونات بالبروتونات لتشكيل ذرات الهيدروجين، يحدث ذلك عندما يقترب الإلكترون من البروتون فيحدث تولد للطاقة تظهر على شكل ضوء احمر، وحيث ان هذه العملية تحدث لغالبية الذرات داخل السديم في الوقت نفسه فإنه يظهر باللون الاحمر.
وينشأ هذا السديم نتيجة انبعاث الاشعة فوق البنفسجية من نجم ما ساخن جدا على سحابة من غاز الهيدروجين، وتحدث نتيجة لذلك عملية تأين للذرات ( انتزاع الالكترونات من الذرات)، ومن الممكن أن تبدأ الإلكترونات الحرة بعد ذلك في عملية الاتحاد والاندماج، وغالبا ما تكون تلك السدم هي من بقايا توالد النجوم الضخمة.

EmissionNebula.jpg

وهي تسمى أيضا مناطق بلازما الهيدروجين (HII)، وتعود التمسية إلى أنها مؤلفة في الغالب من بلازما الهيدروجين المؤين والكترونات حرة، حيث أن ذرات الهيدروجين الموجودة في الوسط بين النجوم تتأين بتأثير الإشعة فوق البنفسجية من نجم أو أكثر يتواجدون في مكان قريب من السديم. وتكون فقط النجوم الحارة جدا من التصنيف النجمي O أو B أو A، وهي النجوم الفتية في العادة، هي التي تتسبب في ذلك حيث انها لها القدرة على إصدار إشعة فوق البنفسجي كافية لتأيين الهيدروجين، آما الطاقة الفائضة بعد تأين الهيدروجين تتحول إلى طاقة حركية للألكترونات. في النهاية وخلال التصادم تصبح الطاقة مشتركة مع جزيئات الغاز الأخرى. ويحدث توازن في السديم عندما تصل درجة حرارة هذه الطاقة الحركية بين 7,000 كيلفن و 20,000 كلفن .

nebula1.jpg

نجوم ، غبار، غازات
منتشرة في الفضاء

تتراوح كتلتهم عادة من 100 إلى 10,000 كتلة شمسية، ويمكن أن تنتشر في مساحة أقل من سنة ضوئية واحدة إلى عدة مئات السنين الضوئية. ولهذا السبب تتفاوت كثافاتهم إلى حد كبير، فتتراوح من ملايين الذرات لكل سنتيمتر مكعب إلى فقط بضعة ذرات لكل سنتيمتر مكعب إعتماد على ضغط السديم. وعادة ما تكون الكثافة حوالي ألف ذرة لكل سنتيمتر مكعب، ودرجة حرارتها المتوسطة 10,000 كيلفن تقريبا.
يعتمد لون السديم على تركيبه الكيميائي ودرجه تأينه، الأكثر شيوعا يكون أحمر اللون ويعود سبب ذلك إلى إنتشار الهيدروجين بين النجوم، وحيث أن طاقه تأينه منخفضة نسبيا، ولكن إذا توافرت طاقة أكثر وعناصر أخرى ستتأين فإن السديم قد يبدو بالوان أخرى مثل الأخضر والأزرق. ومعظم سدم هذا النوع يتكون من 90 % من الهيدروجين، والبقية من الهليوم والاكسجين والنتروجين وعناصر أخرى.
سديم الإشعاع الأكثر شيوعا هو حيث تتواجد سحابة من الغاز بين النجوم يسيطر عليها ذرات الهيدروجين المحايدة وتتأين تلك الذرات من نجم أو أكثر في مكان قريب من نوع O أو B. تبعث تلك النجوم الحارة واللامعة جدا كميات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية الغنية بالطاقة، حيث تقوم الفوتونات بفصل ذرات الهيدروجين المحايدة إلى نواة الهيدروجين عن إلكتوناتها وتصبح الالكترونات حرة طليقة. ثم تحدث ثانية عملية إعادة لتشكيل ذرة الهيدروجين المحايد مرة أخرى، لكنها تكون في حالة مثارة، وبينما تعود ذرة الهيدروجين المحايدة إلى حالتها الأقل في الطاقه تصدر فوتونات في أطوال موجة بصرية تقابل طول الموجة الحمراء للطيف المرئي، وهذا الذي يعطي سديم الإشعاع لونه الأحمر المتميز.
النوع المشترك الآخر لسديم الإشعاع هو السديم الكوكبي. حيث أنها تشمل على قزم أبيض في المركز محاط بغيوم من الغاز نتيجة تطور النجم الأصلي إلى مرحلة القزم الأبيض. في هذه الحالة، الغاز المثار لا يكون بالضرورة هو الهيدروجين المحايد، لكنه يمكن أن يحتوي على كميات كبيرة من الهليوم المؤين (HeII) وبذلك يظهر السديم باللون الأزرق، أو أكسجين مؤين (OIII) وحينها يكون السديم ذو لون أخضر. وحيث أن الطاقة اللازمة لتأيين الهليوم أكثر بكثير من الهيدروجين، فإن المناطق الزرقاء في السدم الكوكبية تكون مناطق ساخنة وتشير إلى مناطق غازات ذات إثارة أعلى.

EmissionNebula.gif

بعض السدم الإشعاعية:-
NGC1976-1s.jpg

Orion Nebula
NGC1982s.jpg

De Mairan Nebula
NGC2237s.jpg

Rosette Nebula
NGC3372s.JPG

Eta Carinae Nebula
NGC6514s.jpg

Trifid Nebula
NGC6523s.jpg

Lagoon Nebula
NGC6611s.JPG

Eagle Nebula
 
السديم العاكس:
السديم المنعكس أو سديم الإنعكاس هو سحابة من الغبار والغاز والذي لا يخلق ضوء خاص به، ولكن لمعانه ناتج من خلال أنعكاس الضوء القادم من النجوم القريبة والمحيطة به.
ألمع السدم الإنعكاسية والأكثر إنتشارا هي المناطق التي يجري بها تشكل نجوم جديدة، حيث أن كلا من الغبار والغاز هناك يكونان سميكين ومضاء جيدا بالنجوم الشابة الساطعة، حيث أنها نجم أو نجوم قريبة من تلك السحب وليست ساخنة بما يكفي ليسبب تأين غاز أو غبار ذلك السديم ولكنها لامعة بما يكفي لجعلها مرئية. وقد يكون الغاز أحيانا سميكا لدرجة أن تلك النجوم الجديدة لا يمكن رؤيتها بالمناظير البصرية.
ReflectionNebulaDrw.jpg

وينشئ سديم الانعكاس عندما ينتشر الضوء الصادر من نجم أو أكثر وينعكس عند ملاقاته لسحابة غاز وغبار مجاورة. ويكون الضوء المنتشر مستقطب قليلا ولديه طيف مماثل لتلك الصادرة من النجوم المضيئة وبزرقة فقط.
هذا التحول في اللون ينشأ بسبب حجم حبيبات الغبار المحتوية على نسبة عالية من الكربون في تلك السحابة والدقيقة جدا تعكس الضوء ذا الطول الموجي القصر بكفاءة أكثر من الموجات الأطول. ونتيجة لذلك فإن الضوء الأزرق يتبعثر وينتشر بصورة أكثر من الموجات الضوئية الأطول، مما يتسبب في إعطاء اللون الأزرق المميز لهذه السدم. وعادة ما تكون السدم المنعكسة أقل كثافة من السدم المظلمة
وقد يحدث أن يتواجد السديم بالقرب من نجم أكثر برودة (مثل النجم العملاق انتراس Antares)، في هذه الحالة سيكون لون السديم مائل للأصفرار حيث أن موجات الضوء الأزرق الصادرة من نجم بارد في مثل هذه الحالة يكون قليلا ولا يكفي لإنتشار.

ReflNebulaAndYoungStars.jpg


حجم السديم لا يتم تحديده عن طريق حجم سحابة الغبار عبر منطقة تواجدها، ولكنه بالأحرى يحدد بالمنطقة التي ينتشر فيها اللمعان خلال المساحة المحيطة. وغالبا ما تظهر السدم المنعكسة والسدم الإنبعاثية معا في بعض الأحيان ويشار إليها حينئذ بالسدم المنتشرة.

وخير مثال والأكثر شهرة لهذه السدم هو الضباب المحيط بنجوم الثريا Pleiades stars .

بعض السدم الإنعكاسية:-
NGC2068s.jpg

M78 Nebula
NGC1999s.jpg

NGC 1999
NGC1435s.jpg

NGC 1435
IC2118s.jpg

IC 2118
 
الســديـم المظلم:
السدم المظلمة هي سحب من الغبار التي تمنع او تمتص اية ضوء منبعث من خلفها. تتشابه تكوينيا مع سدم الإنعكاس Reflection Nebula؛ ولكنها مختلفة معها فقط بسبب طريقة او مصدر الضوء والسحابة.
السدم المظلمة ترى أيضا في أغلب الأحيان مرتبطة مع السدم الإشعاعية Emission Nebula و السدم الإنعكاسية Reflection Nebula.
بعض السدم المظلمه:-
B68s.jpg

B 68
B72-1s.jpg

Snake Nebula
B92s.JPG

B 92 Nebula
B142s.jpg

B 142
B168s.JPG

Cocoon Nebula
CoalsackNebula-1s.jpg

Coalsack Nebula
IC434-2s.jpg

Horsehead Nebula
PipeNebulas.gif

Pipe Nebula
 
نجوم النيوترون والاشعاعات الكونية:
في مركز غيمة متوسعة يوجد نجم نيوتروني وحيد يسرع العديد من المرات خلال الثّانية الواحدة، مع كتل أعظم من كتلة الشمس، يكون القطر بحجم بلدة صغيرة وذو كثافة رهيبة تبلغ حوالي 100 مليون طن لكل سنتيمتر مكعب، إن الحقول المغناطيسية لمثل هذه النجوم المنهارة تزداد مع الكثافة إلى ملايين الملايين المرات مثل التي للأرض.
تكون المغناطيسية قوية جدا بحيث ان الإشعاع يشع خارج المحور المغناطيسي، ويميل المحور بالنسبة إلى محور الدوران (مثل الأرض)، والتذبذب الحاصل حوله مثل نجوم صغيرة تسبح والطاقة المشعة تنتشر في الفضاء. من بعيد يبدو النجم مثل فنار، إذا كانت الأرض في الطريق نحصل على إشعاع الإنفجار، ومن هنا نرى النجم النيوتروني مثل إشعاع كوني. الاشعاع الحديث ينبعث على شكل موجات راديوية وأشعة سينية وأشعة غاما. وعندما تتقدم تلك الاشعة في العمر تتباطأ وتبعث فقط بموجات راديوية.

الثقوب السوداء:
الثقوب السوداء العملاقة هي ثقوب ذات كتلة تقدر بين مئات آلاف وعشرات البلايين من الكتلة الشمسية، ولك أن تتخيل حجم هذا الثقب، فهو كبير بما فيه الكفاية ليحتوي على 1,000 من نظامنا الشمسي تقريبا ويزن حوالي كل النجوم في درب التبانة. والاعتقاد الحالي بأن أكثر المجرات إن لم يكن كلها بما في ذلك درب التبانة، تحتوي على ثقوب سوداء عملاقة في مركز المجرة.
وقد بينت الدراسات التي قام بها فلكيون في جامعة ديركسيل وجامعة ودنير Drexel and Widener Universities أن تلك الثقوب العملاقة تتواجد حيث تتناثر المجرات ويقل تفاعلها فيما بينهم، وهذه النتائج تسلّط الضوء على تشكل الثقوب السوداء وعملية تطورها من خلال إثبات أن البيئة تؤثّر على سرعة نمو المجرات خلال دورات تطورهم.
blackhole.jpg

مميزات الثقوب العملاقة:
تتميز التثقوب العملاقة عن أخرياتها بصفات تنفرد بها، فنجد أن متوسط الكثافة للثقوب السوداء العملاقة يمكن أن تكون منخفضة جدا، وقد تكون اقل من كثافة الهواء، ويرجع ذلك بسبب أن نصف قطر شوارزجيلد Schwarzschild يتناسب طرديا مع الكتلة، فحيث أن الكثافة تتناسب عكسيا مع الحجم، وحيث أن حجم الجسم الكروي (مثل أفق حدث الثقب الاسود الثابت) ستتناسب طرديا مع مكعب نصف القطر، وتزيد الكتلة بشكل خطي، يزيد الحجم في نسبة أعظم من الكتلة، وهكذا تقل الكثافة بإزياد نصف قطر الثقب الأسود.
والميزة الاخرى هي القوة المدية للثقب الاسود العملاق، فنجد أن تلك القوة على مقربة من أفق الحدث ضعيفة جدا، حيث أن قلب الحدث Singularity في المركز يعتبر بعيدا جدا عن أفق الحدث، ورائد الفضاء الإفتراضي الذي يسافر نحو مركز الثقب الاسود العملاق لا يواجه قوة مدية مؤثرة حتى يصل إلى عمق الثقب الاسود.

تكون الثقوب:
هناك عدة طرق لتشكل الثقوب السوداء العملاقة، الطريقة الأكثر وضوحا هي النمو البطيئ عن طريق المادة (بدء من الثقب الاسود بالحجم النجمي). الطريقة الأخرى لإنتاج ثقب أسود عملاق يتطلب إنهيار غيمة غاز كبيرة داخل نجم قريب، وربما يكون بحجم مائة ألف كتلة شمسنا ومافوق، عندها يصبح النجم غير مستقر نتيجة التغيرات الإشعاعية بسبب زوجي الإكترون والبيزترون المنتج في قلبه، وقد ينهار مباشرة متحولا إلى ثقب أسود بدون إنفجار سوبرنوفا.
وطريقة أخرى تستلزم تجمع نجمي كثيف والذي يجتاز الإنهيار الرئيسي كطاقة حرارية سلبية للنظام ينقل تشتت السرعة في القلب إلى سرعات نسبية هائلة. وقد يكون من المحتمل أن تشكل الثقوب العملاقة حدث مباشرة وبتأثير الضغط الخارجي في المرحلة الأولى من الانفجار العظيم.
تكمن المشكلة في تشكيل الثقوب العملاقة في الحصول على المادة الكافية في حجم صغير، تحتاج هذه المادة أن يزال تقريبا كل زخمها الزاوي لكي يمكن أن يحدث هذا، تبدو عملية نقل هذا الزخم الزاوي إلى الخارج عامل إعاقة في نمو الثقب العملاق ، وتؤدي إلى تشكيل أقراص النمو.
blackhole2.gif

ملاحظة:
يبدو هناك حاليا فجوة في توزيع أعداد الثقوب السوداء في الكون، فهناك ثقوب سوداء بأحجام نجمية تشكلت من تحطم النجوم، والتي ربما يتراوح كتلتها بعشرة كتل شمسية، اما الثقوب العملاقة فهي في حدود مائة ألف كتلة شمسية على الأقل، بين هذه الأنظمة تظهر ندرة تلك الأجسام. على أية حال، توحي بعض النماذج بأن مصادر الاشعة السينية المضيئة جدا (Ultraluminous X-ray) قد تكون هي ثقوب سوداء من هذه المجموعة المفقودة.

الفراغ الكوني وتشكل الثقوب العملاقة:
توجد في الكون مناطق منعزلة والتي تعتبر شبه خالية تقريبا، فقد وجد الباحثون حقول ثلاثية الأبعاد من ملايين السنوات الضوئية تملأ تقريبا نصف الكون وهي شبه خاوية إلى حد كبير، فقط خمسة بالمائة من عدد مجرات الكون تقطن في هذه المناطق التي تشبه الفقاعة، أما مانسبته 95 بالمائة الباقية من المجرات تتواجد سويا في تجمعات وحشود تمثل مايشبه مدن وضواحي الكون.
ولكن ما يثير إهتمام العلماء انهم وجدوا أن هناك نمو وبشكل نشط للثقوب السوداء المجرية في كل مراحل التطور في هذه المناطق المتناثرة، هذا يعني بأن عملية نمو الثقوب مماثلة جدا بمقارنة المناطق الأكثر إنعزالا مع المناطق المزدحمة في الكون.
وفي دراسة قام بها العلماء لشريحة من الكون تمثل 700 مليون سنة ضوئية، وجدوا أن أطياف مراكز تلك المجرات المتواجدة في المناطق شبه الفارغة تظهر غازات حارة ومتأينة بتأثير الضوء المنبعثت من المادة التي تلتف حول ثقب أسود عملاق، وأن نمو الثقوب الأكثر عزلة ليست نشطة مثل مثيلاتها في المناطق الأكثر إزدحاما، كما أن الوقود اللازم للنمو يبدو أقل توفرا في الفراغات من المجرات المزدحمة. وهذا يشير إلى أن تشكل النجوم في تلك المجرات المنعزلة يتم بمعدل أعلى من نظرائهم في المناطق الكثيفة، هذا يعني وجود الكثير من الوقود، لكنه لم يتحول بشكل جيد نحو المحرك المركزي.
بما أن تشكيل النجوم يتطلب وجود كميات كبيرة للغاز، ولذا لابد وأن يكون هناك غاز أكثر من اللازم في المجرات المنعزلة إذا كان معدل تشكل نجومها عالي، ونسبة النمو الضعيفة التي لوحظت في المجرات المنعزلة تعني بأن هذا الغاز لا يهبط لمنطقة النواة حيث يحدث النمو، كما أن ضعف التفاعل مع المجرات الأخرى يعتقد بأنه يشوه القوة الجذبية والتي تقود بعض الغاز إلى منطقة النواة، وهذه التفاعلات ليست متكررة الحدوث في الفراغ كما هي في المناطق الكثيفة، لذا فإن عملية تغذية الثقوب السوداء هناك تكون أبطأ.

ندرة الثقوب العملاقة في الفراغ الكوني:
الثقوب السوداء في المجرات المنعزلة قد تأخذ وقت أطول للتطور وبمعدل نمو بطئ، وهذا السبب يوضح لماذا أكثر الثقوب السوداء العملاقة أقل تكرارا في البيئات الخاوية، كما أن الدراسات تظهر أيضا أن الثقوب السوداء النشطة تكون أكثر شيوعا في الفراغ لكن فقط بين المجرات الصغيرة، بينما أقل شيوعا بين المجرات الهائلة، هذه أيضا دليل على أن نمو دورة حياة الثقب الاسود في الفراغ أبطأ مقارنة مع تلك التي في المناطق الكثيفة.
فتلك الثقوب الضخمة المتواجدة في المناطق المنعزلة ليست بحاجة إلى أن تتنافس مع جيرانهم للحصول على وقودها الكافي للنمو، ودورة حياتهم نادرا ما تتعرض لمضايقات. على النقيض من ذلك فإن الحياة أكثر سخونة في المناطق المزدحمة حيث التفاعلات المجرية متكررة، وكنتيجة لذلك فإن المجرات المزدحمة إما تكون قد فرغت من غازتها أو من مادتها نحو القلب المركزي للمجرة، مما يعني بأن هناك مزيدا من فرص سواء لنمو الثقوب السوداء أو حتى لنهايتها في البيئات الأكثر إزدحاما.
وربما كون الأجسام الهائلة عرضة لتجمع المادة حولها، مما يجعلها تقوم بتفريغ المحيط حولها بما يشبة عملية التنظيف، وعملية التنظيف هذه تساهم في إفراغ الفضاء المجاور النادر موادة أصلا في الفراغ، وهذا يترك مقدار صغير من المادة أو مواد غير كافية لتشكيل المجرات الهائلة الأخرى من حولها، وعلى النقيض من ذلك وضمن التجمعات المجرية حيث الكثير من المادة في كل مكان، فإن نمو المادة المحيطة من الممكن أن يحدث فرق بسيط.

الثقوب العملاقة وتشكل المجرات:
يبدو أن هناك صلة بين كتلة الثقب الاسود العملاق في مركز المجرة وتركيب المجرة نفسه، هذا يظهر كإرتباط بين كتلة الجسم الشبه الكروي (إنتفاخ المجرات الحلزونية، والمجرة الكاملة الإهليجية) وكتلة الثقب العملاق، هناك إرتباط أشد مستوي بين كتلة الثقب الاسود وتشتت سرعة الجسم الشبه الكروي، التفسير لهذا الإرتباط يبقى مشكلة غير محلولة في الفيزياء الفلكية.

الثقوب العملاقة خارج درب التبانة:
في مايو 2004، أعلن باول بادوفيني Paolo Padovani وفلكيون بارزون آخرون عن إكتشافهم لحوالي 30 ثقب أسود عملاق مخفية خارج مجرة درب التبانة، ويوحي إكتشافهم أن هناك على الأقل ضعف هذه الثقوب كما كان معتقد في السابق، ويعتقد حاليا بأن كل مجرة تحتوي على ثقب عملاق في مركزها، معظمهم يكون في حالة خاملة لا تجذب كثيرا من المادة من حولها. على العكس من ذلك، لا يبدو أن هناك ثقوب سوداء في مركز التجمعات النجمية الكروية، بالرغم من أنّه يعتقد بأن البعض منهم يحتوي على ذلك، مثل M 15 في Pegasus وMayall 2 في مجرة Andromeda فلديهم ثقوب سوداء مركزية بكتلة في حدود 104 كتلة شمسية في مركزهم.

ثقوب عملاقة قديمة:
إكتشف فريق من الفلكيين بقيادة روجر روماني Roger Romani بجامعة ستانفورد Stanford University ثقب أسود عملاق وقديم جدا في العمر يسكن هذا الثقب في قلب مجرة بعيدة جدا، وما يحيرهم هو الوقت الكافي لنشوء هكذا ثقب ووصوله لحجمه الحالي، فهو بحوالي 10 بليون مرة كتلة الشمس، ويعد واحد من أقدم الثقوب العملاقة المعروفة إلى الان، فقد حددوا عمره بحوالي 12.7 بليون سنة تقريبا، الذي يعني بأنه تشكل بعد بليون سنة فقط من بدء تشكل الكون، وفي هذه الفترة كان الكون صغير جدا، فهو في الفترة التي يطلق عليها العلماء العصور المظلمة والتي بدأت بعد حوالي مليار سنة بعد الانفجار العظيم، عندما بدء الكون في التبرد وبداية نشأة الثقوب السوداء والنجوم والمجرات، كما أن وجود للثقوب السوداء العملاقة النامية في البدايات الاولى للكون تتحدى النماذج النظرية الحالية للمجرات وعمليات التشكيل والتطور، لذا فإن محاولة فهم حصول هذا الثقب على الكتلة الكافية للوصول لحجمه الحالي تعتبر تحدي كبير أمام العلماء، ومازال هناك وقت حتى يتمكنوا من إعلان نتائجهم.

الثقوب السوداء المتوسطة الكتلة:
هي ثقوب ذات كتلة أكبر من الثقوب النجمية (عشرات من كتلة الشمس) وأقل بكثير من الثقوب السوداء العملاقة (بضعة ملايين كتلة الشمس). وأدلة وجود هذا النوع قليلة مقارنة مع النوعين الاخرين العملاقة والنجمية، كما أن كيفية تشكل تلك الثقوب مازال ليس واضحا ، فمن ناحية يري العلماء أن تلك الثقوب هائلة جدا لأن تكون قد تشكلت بإنهيار نجم واحد (وهذا تفسير تشكل الثقوب السوداء النجمية)، ومن الناحية الأخرى فإن بيئة تلك الثقوب تفتقر إلى الظروف القاسية مثل الكثافة العالية والسرعة الملاحظة في مراكز المجرات التي تؤدي إلى تشكيل الثقوب العملاقة، ولكن العلماء قد فسروا طرق التشكل بإحتمالين، الطريقة الأولى هو إندماج الثقوب السوداء النجمية مع أجسام مضغوطة أخرى بواسطة الإشعاع الجذبي، والطريقة الثانية هو إصطدام لنجوم هائلة مع تجمعات نجمية كثيفة وإنهيار نتائج هذا الإصطدام متحولا إلى ثقب أسود متوسط.
في نوفمبر 2004 تم إكتشاف ثقب أسود متوسط إطلق عليه GCIRS 13E، وهو الاكتشاف الاول لمثل هذا النوع في مجرتنا درب التبانة، ويقع مداره على بعد ثلاث سنوات ضوئية من النجم Sagittarius A ، ويصل كتله الثقب حوالي 1,300 كتلة شمسية ضمن تجمع من سبعة نجوم، الذي من المحتمل أنه بقايا تجمع نجمي هائل والذي تفكك بفعل جذب من مركز المجرة، إلا أن هناك بعض العلماء قد شككوا في وجود مثل تلك الحفر بالقرب من مركز المجرة.
وفي يناير 2006 أعلن فريق من الفلكيين في جامعة آيوا عن إكتشاف جديد وهو مرشح أن يكون ثقب أسود متوسط الكتلة اطلق عليه M82 X-1 ، ويدور حوله نجم أحمر عملاق أحمر ويجذب محتوياته إليه. \
ومازال النقاش حول الوجود الحقيقي للثقوب السوداء المتوسطة مفتوحا وتختلف أراء العلماء حوله.


الثقوب السوداء النجمية:

وهي التي تشكلت بإنهيار نجم هائل (3 أو أكثر من الكتل الشمسية) في نهاية عمره. وهذه العملية تلاحظ كإنفجار سوبرنوفا أو كإنفجار شعاع غاما، مثل تلك الحفر يكون كتلتها على الاقل 1.44 كتلة شمسية ، وأكبر ثقب معروف لهذا النوع هو بكتلة 14 كتلة شمسية.

الثقوب السوداء الدقيقة:
وتسمى أيضا الثقوب السوداء الكمومية، وهو ثقب أسود صغير جدا تلعب تأثيرات ميكانيكا الكم دور مهم في تفسيره. وحاليا يجهز العلماء لإطلاق تليسكوب فضائي جديد وحساسا بدرجة عالية لإكتشاف نظرية وجود الثقوب السوداء الدقيقة التي قد تكون ضمن نظامنا الشمسي، ويقول العلماء أن ذلك يمكن أن يختبر نظرية جديدة تفترض وجود البعد الخامس للجاذبية والتي تنافس نظرية النسبية إذا تواجدت تلك الثقوب الدقيقة في الحقيقة.

تخليق ثقوب سوداء على الارض:
يعتقد العلماء أنهم سيكونون قادرون على خلق ثقوب سوداء، بإستعمال طريقة تحطيم الذرة خلال الخمس سنوات القادمة، ويعتقدوا أن مسرع المادة في المركز الأوروبي للبحث النووي سيكون قادرا على خلق ثقب أسود واحد كل ثانية، وهذا المسرع سوف يقذف البروتونات والبروتونات المضادة سويا بالقوة الكافية التي تخلق قدر رهيب من الحرارة ومن كثافة الطاقة لم ترى منذ البلايين الاولي من الثواني بعد الانفجار الكبير. الطاقة الناتجة يجب أن تكون كافية لتكوين العديد من الثقوب الصغيرة جدا بكتلة بضعة مئات من البروتونات، ومثل تلك الثقوب بهذا الحجم سوف تتبخر فورا، فبينما الثقب الاسود العادي يبعث بإضاءة ضعيفة وتبخر بطئ جدا، فإن الثقب الاسود المجهري (حوالي 1,000 مرة كتلة البروتون) سوف يظهر وبعد ذلك ينتهي في حوالي 10–27 من الثانية وذلك بليون على بليون من النانو ثانية.
وسيتم الكشف عن وجودهم بواسطة إنفجارات موتهم عن طريق إشعاع هوكنك، والثقوب السوداء المجهرية تظهر وجودها على نحو مختلف، فعلى الرغم من سمعة الثقوب السوداء في ان ضوئها لا يستطيع الهروب منها، إلا أنه ومع نظريات ميكانيك الكم التي تجعل من موتهم وإنبعاث لما يسمى بإشعاع هوكنك الذي هو السبب في تبخرهم، وهذا الإشعاع يشتد عند تبخير الثقب وإنكماشه، مما يتيح للعلماء إستنتاج مكونات الثقب وكيفية التعامل معه.
ويرجع سبب بحث العلماء في إشعاع هوكنك، كون أن هناك لغز كبير حول أن إشعاع هوكنك قد يحتوي على أية معلومات حول الجزيئات التي شكلت الثقب الاسود في البداية، أو التي سقطت فيه لاحقا. تلك الجزيئات كان لديها شحنة، وكيان، وخصائص أساسية أخرى والتي من المحتمل أن لم تزول بتأثير الثقب الاسود. وأيضا أن معرفة الطريقة الدقيقة الذي تموت فيها الثقوب السوداء قد يعطينا معلومات أكثر عن الأبعاد الاخرى في الكون. آخر النظريات حول اللانفجار الكبير واللحظات الأولى لبداية الكون تقترح أن هناك أكثر من أربعة أبعاد (ثلاثة من الفضاء، وواحد هو الزمن) والتي نتعامل بها حاليا.


النجوم المزدوجة:
مكونات بعض النجوم المزدوجة متساوية تقريبا في الكتلة ودرجة السطوع ويسيطر واحدا منهم على الآخر، بعض النجوم المزدوجة تكون بعيدة جدا عن بعضهما البعض ويستغرقون آلاف السنوات للدوران حول بعضهما البعض؛ والآخرون قريبون جدا بحيث ان دورتهم حول بعضهم البعض تستغرق أياما قليلة أو حتى ساعات. تسمح النظرية الجذبية لنا بقياس كتل النجوم من تشخيص مداراتها؛ مثل هذه المقاييس هي الطريق الوحيد لايجاد كتل نجمية.
أمثلة للنجوم المزدوجة المرئية بشكل بصري Alpha Centauri، Acrux، Almach، Albireo، وMizar.

تشكيل النجوم المزدوجة:
عندما يتكثف نجم جديد من الغازات يدور بسرعة، وإذا كان تقلص النجم بسرعة بما فيه الكفاية يمكن أن ينفصل أو يتطور إلى زوج من النجوم بدلا من نجم واحد، ومكونات هذا التقلص يمكن أن تنفصل الى الضعف، منتجا نجم ثنائي مضاعف، والأكثر شهرة هو Epsilon Lyrae في برج القيثارة Lyra.

تجمعات النجوم:
انتشرت تجمعات النجوم في مجرتنا درب التبانة في الماضي، فقد ظهرت أولا عندما تشكلت مجرتنا، ربما آلاف العناقيد جابت مجرتنا اما اليوم فما تبقى منها في حدود 200 تجمع. العديد من تجمعات النجوم تحطمت على مدار الحقب المتوالية بالمواجهات المشؤومة المتكررة مع بعضهم البعض أو بتأثير مركز المجرة، أما الآثار الباقية على قيد الحياة فهي أقدم من العصور المتحجرة للأرض واقدم من أية تراكيب أخرى في مجرتنا
عناقيد النجوم أو التجمعات النجمية هي من بين الأشياء الأكثر إثارة في السماء، فبعيدا عن أضواء المدينة وفي ليلة مظلمة يمكن بالعين المجردة أن ترى تلك التجمعات وقد بدت وانها تجمعت فيما بينها هنا وهناك في شكل رائع ومبهر للناظرين، هم فيما يبدو لنا مجتمعين بالقرب من بعضهم البعض، نعم هم كذلك اجتمعوا فيما بينهم في تكتل واحد، وأتخذ كل تكتل منهم صفاته ومميزاته الخاصة به من شكل ومكونات وعدد النجوم الذي يحتويه، ولكن لا ننسى اننا نتابع فضاء فسيح ويفصل بين كل نجم واخر سنوات ضوئية ومسافات شاسعة قد تصل إلى الاف السنين الضوئية.
Star-Cluster.jpg

العديد من النجوم سواء في مجرتنا أو في المجرات الاخرى المنتشرة في الكون هي جزء من نظم نجمية متعددة، فمنهم من هو جزء من نظام ثنائي حيث يدور نجمين حول مركز جاذبية مشترك، وهناك عدد آخر يكون من منظومة ثلاثية النجوم أو رباعية. وهناك بعض النجوم هي أيضا جزء من مجموعة أكبر وتتجمع معا في تجمعات تعرف بإسم عناقيد النجوم. وتلك العناقيد النجمية تختلف كل منها اختلافا كبيرا في الحجم والشكل وكذلك في محتواها من عدد النجوم، كما إنها تختلف أيضا في أعمار محتواها من النجوم من مجرد آلاف السنين إلى مليارات السنين.
ويمكن تعريف التجمع النجمي بأنه مجموعة من نجمين أو أكثر تجمعت معا عن طريق التجاذب المتبادل، وتشبه بعضها البعض في بعض الخصائص التي تشير إلى أصل مشترك للمجموعة، وعادة تتحرك النجوم في التجمع الواحد بنفس المعدل وفي نفس الاتجاه.
وقد صنف العلماء التجمعات النجمية إلى تصنفين رئيسيين، طبقا للشكل العام للتجمع وعدد ما يحتويه من النجوم داخله وتركيب محتويات ذلك التجمع بلإضافة إلى موقعه في المجرة وهما :-
- التجمعات الكروية
- التجمعات المفتوحة أو التجمع المجري
وهناك نوع أخر يشبه التجمع المفتوح ولكنه أقل تماسكا منه وينتشر في أطراف المجرة ويطلق عليه الترابط النجمي، وهناك تقسيم فرعي أخر يسمى التجمع الثنائي أو المتعدد للتجمعات الصغيرة من نجمين أو ثلاثة.

نشأة التجمع النجمي:
عامة تعتبر السحب الكونية أو ما يطلق عليها السدم هي موطن ولادة النجوم، لذا فهي تعتبر مصنع النجوم في الكون بما فيها من غازات وجزيئات حيث أن بعض تلك السدم تحوي مواد تعادل كتلتها المئات أو الألاف من الكتل الشمسية، وهذا يعني أنها تتشكل في مجموعات أو عناقيد، فبعدما يتم تسخين الغاز وتتجمع كتل الجزيئات تبدأ عملية الولادة وتتجمع النجوم معا عن طريق الجاذبية.
وخلال عملية تبادل الطاقة بين تلك النجوم الناشئة، فإن بعضها تكتسب سرعة هروب من التجمع الناشئ Protocluster وتفلت منه وتصبح نجوم حرة مستقلة، وتتجمع البقية من النجوم بقوة الجذب بينها، متخذه مدارات وتدور حول بعضها البعض إلى الأبد.
وعندما يكون التجمع ناشئ تكون المع نجومه من التصنيف النجمي O و B و A . ويطلق عليها التجمعات المفتوحة بسبب تبعثر وإنتشار النجوم داخل الغيمة، وعادة ما يحوي هذا التجمع بين 100 و 1,000 نجم. أما التجمعات الأقدم فهي التجمعات الكروية وتحتوي كل واحدة منها على أكثر من 10,000 إلى الملايين من النجوم، وتبدو مدمجة ومضغوطة للغاية وبها أقدم النجوم في الكون.
ولو عدنا إلى الوراء وبعد الإنفجار العظيم حين تشكلت المادة وتجمعت مشكلة تجمعات من النجوم والتي تجمعت سويا مكونة المجرات، وتمركزت تلك الحشود في البداية لتكون بمثابة قلب المجرة وأخذت في التطور على مر ملايين السنين، ولكن حقيقة أن التجمعات الغنية بالمعدن الموجودة بالقرب من نواة المجرة في حين أن التكتلات الفقيرة من المعدن تتواجد في الهالة أو أطراف المجرة الخارجية قد تشير تلك الحقيقة إلى وجود توزيع غير منتظم من العناصر في جميع أنحاء كتلتها البدائية. ومع ذلك فهناك أدلة على وجود حالات من الإفتراس بين المجرات، والذي يحدث فيها عملية دمج المجرات الأصغر مع الأكبر حجما التي ربما يختلفوا فيما بينهم في الخصائص والمكونات. والذي قد يؤدى ذلك إلى تعقيد الصورة من حيث تطورها الكيميائي، فمثلا في حالة التجمع الكروي أوميغا سنتوري يوحي بأن هذا الدمج قد يحدث على نطاق أصغر، فنجوم هذا التجمع غير متشابهة وغير عادية، وربما فريدة من نوعها، من خلال وجود مجموعة متنوعة من التراكيب الكيميائية، كما لو أنها جاءت من أكثر من تكتل واحد في وقت سابق.

الإندماج بين التجمعات النجمية:
طبقا للدراسات الحديثة لبعض نماذج التجمعات النجمية، فإن السدم العملاقة والتي أتت منها العناقيد النجمية تنقسم أو تتجزء لاحقا لتجمعات أصغر وتنتشر في الفضاء وخلال الزمن يحدث إندماجات بين تلك العناقيد مكونة تجمعات أكبر، فلذلك يتابع العلماء هذه النجوم المنفلتة ودراستها لتطوير نماذج حاسوبية دقيقة لتطور العنقود خلال عمره.
ومن الممكن أن يعاد النظر في كون أن العنقود الواحد متجانس التركيب من أعمار ومكونات أعضاءه هي سمة عامة لكافة العناقيد، ولكن وجود حالات عملية من الإندماج بين التجمعات النجمية يجعل من وجود تجمعات نجمية غير متناسقة التركيب من حيث أعمار ومكونات أعضاءه أمر وارد وحتمي.
Star Cluster Merging.jpg

الإندماج بين عنقودي نجمي في مجرة ماجلان الكبرى

فقد تبين للعلماء بعد دراسة صور من تلسكوب هابل الفضائي للحظات الأولى من إصطدام بين عنقودين نجمين. هذا الإندماج يحدث بين تجمع نجمي في سديم Tarantula Nebula وعمره حوالي 25 مليون سنة والذي يبعد حوالي 170,000 سنة ضوئية عن الأرض.
وهو سديم داخل غيمة ماجلان الكبرى Large Magellanic Cloud . ويعتقد العلماء بأنه سيستغرق حوالي ثلاثة ملايين سنة ليتكمل. العنقود الأكبر يحتوي على حوالي 52,000 نجم، التف بشكل كبير وجذب عنقود أصغر مجهول ويحتوي تقريبا على عشرة آلاف نجم.
وقد صادف فريق من العلماء هذا الإكتشاف بينما كانوا يجرون مسحا عن النجوم العملاقة والتي تفلت من تجمعات نشأتهم بسرعات في حدود 100,000 كيلومتر بالساعة، وقد ركزا على هذا السديم لشهرته بإحتواءه لمثل تلك النجوم الشاردة حيث يعتقد العلماء أن عمليات الدمج تولد تفاعلات جذبية تؤدي إلى وصول بعض النجوم إلى تلك السرعات العالية.

التجمعات في المجرات الحلزونية:
التجمعات المفتوحة الناشئة وتوابعها تحتل منطقة في الفضاء كسحابة من الهيدروجين المتأين (السدم الغازية) تساعد على تحديد مجال وشكل الأذرع الحلزونية. تلك المناطق التي يتركز بها ذلك التصنيف من التجمعات النجمية مرتبط دائما بوجود أذرع للمجرة من بدايته على أطراف الجزء الداخلي الساطع من المجرة وحتى نهاية الذراع. أما التجمعات الأقدم عمرا والتي لا تظهر أي ترابط مع الأذرع الحلزونية حيث أنه وخلال السنوات التي انقضت من عمرها إنتقلت بعيدا عن مكان ولادتهم لتصبح في مكان أخر داخل المجرة، فبينما تشكلت التجمعات النجمية المفتوحة وقدمت نجوم جديدة للأذرع الحلزونية، ظلت الحشود الكروية دون تغيير جوهري باستثناء اختلافات تطورها خلال الزمن. فهي تجمعات ضخمة جدا بحيث لا يمكن أن تتأثر كثيرا بقوى المد والجزر للمجرة، ولكن على الرغم من ذلك فأن أبعادها تحدد من خلال تلك القوى عند اقترابهم من مركز المجرة. والمثير للإعجاب فضلا عن أن وجودها منفردا، فإن كتلتها الكلية قد تبلغ حوالي عشرة مليون شمس، هذه الكتلة تعتبر صغيرة بالمقارنة مع كتلة المجرة ككل (حوالي 1 إلى 10,000). ووجودها يعنى ان المجرة في مرحلة مبكرة للغاية من عمرها.

التجمعات النجمية في مجرتنا:
انتشرت تجمعات النجوم في مجرتنا درب التبانة في الماضي، ظهرت أولا عندما تشكلت مجرتنا، لربما آلاف العناقيد جابت مجرتنا. اما اليوم فما تبقى منها هو في حدود أقل من 200 تجمع فقط ، العديد من تجمعات النجوم تحطمت أو تلاشت على مدار الحقب المتوالية بالمواجهات المشؤومة المتكررة مع بعضهم البعض أو تحت تأثير مركز المجرة، أما الآثار الباقية على قيد الحياة فهي أقدم من العصور المتحجرة للأرض واقدم من أية تراكيب أخرى في مجرتنا.
فإذا تمكنا من رؤية مجرتنا من خارجها فستبدو مثل مروحة حلزونية عملاقة مضيئة، مع أكثر من 150 تجمع كروي ينتشر حولها. الجزء الغني من أذرعها الحلزونية سيبدو مزين بالعشرات من التجمعات النجمية المفتوحة. وإن حالفنا الحظ لمتابعة دوران المجرة حول نفسها في فيلم يعبر بنا الزمن، فإننا سنرى التجمعات الكروية الهائلة تدور حول مركز المجرة في مدارات بيضاوية بفترات من مئات الملايين من السنين. اما التجمعات المفتوحة وتوابعها سنرى نشأتها من تكتلات من المادة والغاز التي تتواجد على شكل سحب أو غيوم والمنتشرة في الأذرع الحلزونية، تظهر وتبدأ دورة حياتها وتتشتت تدريجيا، ومن ثم تتلاشى.

التجمعات النجمية في المجرات الأخرى:
لم يكتفي العلماء بدراسة التجمعات في مجرتنا فحسب، بل تجاوزوها إلى المجرات الأخرى خارج مجرتنا ولا سيما المجرات التي تقع داخل التجمع المجرى المحلي. فتمت دراسة واكتشاف تجمعات نجمية في المجرات الجوار، ولكن تصنيفها في هكذا حالة من البعد الهائل حيث المسافات الشاسعة بين المجرات يجعله أمرا صعبا، ومع ذلك تم انجاز دراسات على ألوان الطيف الواردة إلينا من التكتل بأكمله لعدد قليل نسبيا منهم. فقد تم إكتشاف مئات من التكتلات في أقرب المجرات إلينا وهي المجرتين القزمتين غيمة ماجلان الكبرى والصغرى Magellanic Clouds ، ومجرة اندروميدا.

التجمعات في مجرتي ماجلان:
تشير التقديرات إلى أن مجرة سحابة ماجلان الصغرى، والتي تبعد عنا مسافة 200,000 سنة ضوئية، تحتوي على حوالي 2,000 تجمع مفتوح. وفي مجرة سحابة ماجلان الكبرى، والتي تقع على مسافة 163,000 سنة ضوئية، تحتوى على ما يقدر بـ 4,200 تجمع. معظمهما من التجمعات النجمية المفتوحة الناشئة مثل NGC 330 و NGC 1866. بعض تلك التجمعات المفتوحة تحتوي على نجوم نابضة وهي في التركيب الكيميائي مماثلة للتركيب العام لمجرتنا ولكن ليس بالشكل الكامل للتماثل.
أما التجمعات الكروية فإنها تقسم إلى مجموعتين متميزتين. المجموعة الأولى، وهي الحمراء، وفيه خلل كبير في نسب المعدن ومماثلة للتجمعات الكروية في مجرتنا، ومشهورة بإحتوائها على بعض نجوم النابضة الدورية Lyrae RR. والمجموعة الثانية منها فهي كبيرة ودائرية الشكل، مع زرقة في اللون أكثر بكثير من التجمعات الكروية العادية لمجرتنا، وأعمارها من حوالي مليون إلى مليار سنة، وهي تشبه التجمعات المفتوحة في نفس السحابة ولكن بكثافة نجوم أكثر.
SC-NGC 1929 LMC.jpg

تجمع نجمي NGC 1929 في مجرة ماجلان الكبرى

التجمعات في مجرة اندروميدا:
في المجرة المجاورة لنا اندروميدا (M31) تم التعرف على حوالي 400 تجمع نجمي كروي، بينت الدراسات من بعض هذه التجمعات أنهم لديهم محتوى من المعادن أعلى من الحشود الكروية من المجرة، وما يقرب من نصف عددهم تقع على مسافة 80,000 سنة ضوئية من مركز المجرة. وأغنى تكتل في تلك المجرة هو التجمع NGC 206 بكتلة تقدر بحوالي 200,000 شمس، كما تم العثور على بعض الحشود الكروية حول المجرتين القزمتين التابعتين لأندروميدا وهما مجرة NGC 185 ومجرة NGC 205.

التجمعات فيما وراء التجمع المجري المحلي:
وبعيدا عن التجمع المجري المحلي وعلى بعد حوالي 45 مليون سنة ضوئية وصولا إلى تجمع العذراء المجري، وبالتحديد في المجرة الإهليلجية العملاقة M87 أو NGC4486 تبدو وانها محاطة بحوالي 13,000 تجمع نجمي كروي، وتفيد الدراسات أنه وفي المجرات الإهليلجية الأخرى في هذا التجمع المجري لديهم أيضا تجمعات كروية والتي هي مماثلة لتلك التي في المجرة M87، على الرغم من أن عدد أعضائها من النجوم أصغر بكثير.

النجوم المزدوجة والمتعددة:
قد يؤدي تشكيل النجوم إلى تشكيل أنظمة نجمية متعددة، على الاقل كما هو غالب في النظام النجمي الفردي، مثل حال نظامنا الشمسي، إذا كانت كتلة كوكب المشتري اكبر بضعة مرات لأصبح نجما.
فعندما يتكثف نجم جديد من الغازات يدور بشكل سريع، وإذا صادف أن كان تقلص النجم سريعا يمكن أن يؤدي الى إنفصاله إلى زوج من النجوم بدلا من نجم واحد، وقد تتكرر هذه العملية وتنفصل الى الضعف، منتجا نجم ثنائي مضاعف، والأكثر شهرة هو Epsilon Lyrae في برج القيثارة Lyra.
 
عودة
أعلى