المتمردون زرعوا منها 40 ألفاً
الإمارات تنزع ألغام الحوثيين من عدن
مجموعة من الألغام التي تم نزعها مؤخراً (من المصدر)
تاريخ النشر: الجمعة 21 أغسطس 2015
بسام عبدالسلام (عدن)
لايزال المدنيون في اليمن وتحديداً في المحافظات الجنوبية يواجهون خطر آلاف الألغام، التي زرعتها ميلشيات الحوثي الانقلابية والمخلوع علي عبدالله صالح بطريقة عشوائية عقب هزيمتهم وخسارتهم، فيما تبدو إمكانيات الجانب الحكومي اليمني غير كافية لنزعها وحماية المواطنين.
في ظل ذلك، طالب البرنامج الوطني لنزع الألغام في عدن بسرعة مساعدته في انتشال الألغام، فكانت استجابة دول التحالف العربي سريعة وتحديداً من الإمارات التي تكفلت بتأمين المطار، حيث قامت بإرسال كاسحة ألغام وفريق هندسي ذي خبرة كبيرة في نزع الألغام كما أوضح لـ«الاتحاد» الفريق أول في برنامج نزع الألغام عارف محمد عبدالله.
وأشار إلى أن كمية الألغام التي زرعت في المطار كبيرة وهذا دعا الجانب الإماراتي إلى إرسال الكاسحة وفريق الهندسة، وفعلاً تم تأمين المطار وأسواره ونزع الكثير من الألغام، فيما لا تزال مناطق محظورة جراء الألغام الكثيفة فيها، وهي مناطق سكنية في شمال عدن، وفي الطريق الواصل إلى محافظة أبين.
وقال: إن دعم الإمارات مشكورة عليه، وهناك دعم من دول التحالف العربي ومن بينهم السعودية في هذا الجانب، وإن ما زرعته تلك العناصر من ألغام يحتم علينا مضاعفة الجهود، وهنا نوجه رسالة عاجلة بضرورة دعم البرنامج من أجل تنفيذ مهامه وتسخير إمكانياته لتطهير المناطق التي لا تزال محظورة حتى اللحظة لكثافة الألغام فيها ولتأمين سلامة المواطنين الأبرياء. وأضاف: نعمل بجهود بسيطة وذاتيه، وخسرنا حتى اللحظة من زملاءنا في فرق الهندسة أكثر من 13 شخصاً، وأصيب آخرون يحتاجون للعلاج في الخارج.
الميلشيات القاتلة زرعت أكثر من 40 ألف لغم في مدن عدن، والضالع، ولحج، وأبين، إضافة إلى العبوات الناسفة، مما فاقم معاناة المدن، وجعل عودة النازحين أمراً صعباً في الوقت الحاضر، وتأمين المدن وسلامة المدنيين عقب انتهاء الحرب ستحتاج إلى جهود كبيرة من الحكومة الشرعية.
وقال مجد عبدالله أحد أعضاء فريق نزع الألغام لـ«الاتحاد»: ما نسمعه هذه الأيام من قصص سقوط ضحايا مدنيين جراء الألغام، يؤكد أن الأيادي التي قامت بزرعها تمتلك من الإجرام والوحشية مالا يستوعبه عقل بشري، إذ وصل الإجرام لديهم إلى أن يقوموا بزرع الألغام في منازل المدنيين والمرافق الحكومية والمنشآت، وبصورة كثيفة وعشوائية، ومما صعب مهمة نزع تلك الأجسام القاتلة، عدم وجود خارطة الزراعة التي قامت بها تلك العناصر الإجرامية، والحصول عليها أمر مستحيل، مما دفع بفرق الهندسة إلى البدء بتمشيط واسع في المناطق التي كانت تحت سيطرتهم أو التي شهدت سقوط ضحايا مدنيين.
وبعد نزوح دام أكثر من ثلاثة أشهر عادت عائلة المواطن «أ. محمد»، التي هربت من أعمال القصف العشوائي لميلشيات الحوثي والمخلوع صالح على الأحياء السكنية، قبل أيام، إلى حي البساتين شمال عدن حيث تقيم، وكل أملها أن تعود إلى حياتها الطبيعية بسلام وأمن، وما أن أعلنت السلطات الشرعية أن عدن تحررت حتى ارتسمت الفرحة على وجوه هذه العائلة وبدأت تحلم بالمستقبل، ولكن ما أن وصل المواطن وأسرته إلى قرب باب المنزل حتى أنفجر لغم مزروع في بيته، فأودى بحياة الأب وأحد أطفاله وأصاب باقي أفراد الأسرة. ولكن لاتزال إحصاءات ضحايا الألغام التي زرعها المتمردون قبل هزيمتهم وهروبهم من عدن والمحافظات الجنوبية غير دقيقة، فالخسائر مستمرة، إذ يؤكد البرنامج الوطني لنزع الألغام في عدن أنه ما بين (300 ـ 400 ) شخص قتلوا في مدن عدن، وأبين، ولحج، والضالع، وشبوة، فيما الإصابات بالمئات في تلك المحافظات، وأن هذه الإحصائية قابلة للزيادة، فهي ليست محددة، فالمستشفيات في تلك المدن تستقبل بشكل يومي ضحايا جدداً. وكذلك عمدت ميلشيات الحوثي والمخلوع صالح على تفخيخ بعض المواقع الهامة، سواء العسكرية أو المدنية، ومن بين تلك المواقع مطار عدن الدولي، إذ قال الفريق أول في برنامج نزع الألغام عارف محمد عبدالله لـ«الاتحاد»: إن المطار يعد من أكثر الأماكن الملغومة، فمع إعلان بدء تحرير عدن والتوجه صوب تحرير المطار، شرعت تلك الميلشيات إلى تفخيخه بشكل كامل بأنواع مختلفة من الألغام، إذ بلغ عدد الألغام التي تم استخراجها من المطار وحده أكثر من (2000) لغم، ناهيك عن الألغام التي انفجرت جراء المعارك وتطهير المطار
http://www.alittihad.ae/details.php?id=78946&y=2015
الإمارات تنزع ألغام الحوثيين من عدن
مجموعة من الألغام التي تم نزعها مؤخراً (من المصدر)
تاريخ النشر: الجمعة 21 أغسطس 2015
بسام عبدالسلام (عدن)
لايزال المدنيون في اليمن وتحديداً في المحافظات الجنوبية يواجهون خطر آلاف الألغام، التي زرعتها ميلشيات الحوثي الانقلابية والمخلوع علي عبدالله صالح بطريقة عشوائية عقب هزيمتهم وخسارتهم، فيما تبدو إمكانيات الجانب الحكومي اليمني غير كافية لنزعها وحماية المواطنين.
في ظل ذلك، طالب البرنامج الوطني لنزع الألغام في عدن بسرعة مساعدته في انتشال الألغام، فكانت استجابة دول التحالف العربي سريعة وتحديداً من الإمارات التي تكفلت بتأمين المطار، حيث قامت بإرسال كاسحة ألغام وفريق هندسي ذي خبرة كبيرة في نزع الألغام كما أوضح لـ«الاتحاد» الفريق أول في برنامج نزع الألغام عارف محمد عبدالله.
وأشار إلى أن كمية الألغام التي زرعت في المطار كبيرة وهذا دعا الجانب الإماراتي إلى إرسال الكاسحة وفريق الهندسة، وفعلاً تم تأمين المطار وأسواره ونزع الكثير من الألغام، فيما لا تزال مناطق محظورة جراء الألغام الكثيفة فيها، وهي مناطق سكنية في شمال عدن، وفي الطريق الواصل إلى محافظة أبين.
وقال: إن دعم الإمارات مشكورة عليه، وهناك دعم من دول التحالف العربي ومن بينهم السعودية في هذا الجانب، وإن ما زرعته تلك العناصر من ألغام يحتم علينا مضاعفة الجهود، وهنا نوجه رسالة عاجلة بضرورة دعم البرنامج من أجل تنفيذ مهامه وتسخير إمكانياته لتطهير المناطق التي لا تزال محظورة حتى اللحظة لكثافة الألغام فيها ولتأمين سلامة المواطنين الأبرياء. وأضاف: نعمل بجهود بسيطة وذاتيه، وخسرنا حتى اللحظة من زملاءنا في فرق الهندسة أكثر من 13 شخصاً، وأصيب آخرون يحتاجون للعلاج في الخارج.
الميلشيات القاتلة زرعت أكثر من 40 ألف لغم في مدن عدن، والضالع، ولحج، وأبين، إضافة إلى العبوات الناسفة، مما فاقم معاناة المدن، وجعل عودة النازحين أمراً صعباً في الوقت الحاضر، وتأمين المدن وسلامة المدنيين عقب انتهاء الحرب ستحتاج إلى جهود كبيرة من الحكومة الشرعية.
وقال مجد عبدالله أحد أعضاء فريق نزع الألغام لـ«الاتحاد»: ما نسمعه هذه الأيام من قصص سقوط ضحايا مدنيين جراء الألغام، يؤكد أن الأيادي التي قامت بزرعها تمتلك من الإجرام والوحشية مالا يستوعبه عقل بشري، إذ وصل الإجرام لديهم إلى أن يقوموا بزرع الألغام في منازل المدنيين والمرافق الحكومية والمنشآت، وبصورة كثيفة وعشوائية، ومما صعب مهمة نزع تلك الأجسام القاتلة، عدم وجود خارطة الزراعة التي قامت بها تلك العناصر الإجرامية، والحصول عليها أمر مستحيل، مما دفع بفرق الهندسة إلى البدء بتمشيط واسع في المناطق التي كانت تحت سيطرتهم أو التي شهدت سقوط ضحايا مدنيين.
وبعد نزوح دام أكثر من ثلاثة أشهر عادت عائلة المواطن «أ. محمد»، التي هربت من أعمال القصف العشوائي لميلشيات الحوثي والمخلوع صالح على الأحياء السكنية، قبل أيام، إلى حي البساتين شمال عدن حيث تقيم، وكل أملها أن تعود إلى حياتها الطبيعية بسلام وأمن، وما أن أعلنت السلطات الشرعية أن عدن تحررت حتى ارتسمت الفرحة على وجوه هذه العائلة وبدأت تحلم بالمستقبل، ولكن ما أن وصل المواطن وأسرته إلى قرب باب المنزل حتى أنفجر لغم مزروع في بيته، فأودى بحياة الأب وأحد أطفاله وأصاب باقي أفراد الأسرة. ولكن لاتزال إحصاءات ضحايا الألغام التي زرعها المتمردون قبل هزيمتهم وهروبهم من عدن والمحافظات الجنوبية غير دقيقة، فالخسائر مستمرة، إذ يؤكد البرنامج الوطني لنزع الألغام في عدن أنه ما بين (300 ـ 400 ) شخص قتلوا في مدن عدن، وأبين، ولحج، والضالع، وشبوة، فيما الإصابات بالمئات في تلك المحافظات، وأن هذه الإحصائية قابلة للزيادة، فهي ليست محددة، فالمستشفيات في تلك المدن تستقبل بشكل يومي ضحايا جدداً. وكذلك عمدت ميلشيات الحوثي والمخلوع صالح على تفخيخ بعض المواقع الهامة، سواء العسكرية أو المدنية، ومن بين تلك المواقع مطار عدن الدولي، إذ قال الفريق أول في برنامج نزع الألغام عارف محمد عبدالله لـ«الاتحاد»: إن المطار يعد من أكثر الأماكن الملغومة، فمع إعلان بدء تحرير عدن والتوجه صوب تحرير المطار، شرعت تلك الميلشيات إلى تفخيخه بشكل كامل بأنواع مختلفة من الألغام، إذ بلغ عدد الألغام التي تم استخراجها من المطار وحده أكثر من (2000) لغم، ناهيك عن الألغام التي انفجرت جراء المعارك وتطهير المطار
http://www.alittihad.ae/details.php?id=78946&y=2015