بقلم الدكتور يحيي الشاعر
شبكة التجسس جندها 4 ضباط مخابرات عسكرية إسرائيلية.. المتهم الرئيسى يدعى عودة طلب إبراهيم.. ودخل الشبكة عن طريق والد زوجته
◄ المتهم الرئيسى بدأ نشاطه الاستخباراتى بإرسال معلومات فى أكتوبر 2009 للضابط دانى عوفاديا الشهير بالاسم الحركى "أبو أكرم"
◄المتهم نقل معلومات عن الأوضاع الأمنية والمعيشية للبدو فى رفح.. ونشاط العناصر البدوية بالمنطقة الحدودية فى مجال تهريب الأسلحة والاتجار بها
◄56 ورقة من محضر المخابرات العامة تكشف 36 محطة لتجنيد الشباب لصالح إسرائيل
◄الجاسوس "عودة" نقل للمخابرات الإسرائيلية معلومات خطيرة عن الأوضاع الأمنية والانفلات بسيناء.. وأوضاع القوات المصرية وانتشارها وأماكن ومقرات الأجهزة الأمنية المصرية برفح.. وأماكن الكمائن الأمنية للقوات المصرية برفح سيناء
◄عبد الله سليم المصرى.. مهندس تجنيد أبناء سيناء لصالح المخابرات العسكرية الإسرائيلية.. هرب من مصر منذ 18 عامًا لتورطه فى قضية تخابر وصدور حكم ضده فى 1990 بالتورط فى شبكة تجسس شهيرة
◄ "المصرى" فتح خط الاتصالات بين زوج ابنته و3 ضباط مخابرات فى 3 سنوات.. دانى عوفاديا فى 2009 وأهارون دانون فى 2010 وديفيد يعقوب فى 2011
◄الجاسوس الخائن هرّب عددًا كبيرًا من شرائح الهواتف المحمولة المجهزة فنيًا للاستخدام فى عمليات الرصد والتفجير إلى قطاع غزة لاغتيال قيادات حركة حماس لصالح المخابرات العسكرية الإسرائيلية
على الرغم من الثورة المعلوماتية الهائلة فى القرن العشرين وما تلاها من تطور وسائل وآليات التجسس الإلكترونية على المواطنين والحكومات فإن بعض الأجهزة السيادية فى عدد من الدول لا تزال تحتفظ بالطرق الأولية فى عمليات التجسس والتخابر وتجنيد عملاء للحصول على معلومات تتعلق بالأمن القومى للبلاد، وأحد أكبر الشواهد، شبكة «عوفاديا» الإسرائيلية للتجسس على الجيش المصرى، والتى تكشف «اليوم السابع» تفاصيلها أولاً بأول، وتقدم للقارئ أسرار وكواليس التحقيقات فيها ضمن سلسلة حلقات تبدأ من اليوم.
القضية رغم بدائية طريقة التجنيد التى استخدمها الجانب الإسرائيلى للعملاء المصريين فإنها تعد أخطر وأكبر قضية تخابر وتجسس فى السنوات العشر الأخيرة وذلك لـ 5 أسباب رئيسية أولها أن القائمين على تجنيد العملاء المصريين فيها هم 4 من أكبر وأكفأ ضباط جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية - جهاز الأمان - وهو جهاز يزيد فى مرتبة الأهمية الأمنية على جهاز الموساد الإسرائيلى، فضلا عن أن تلك القضية هى الأولى التى ينفذها جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلى على الأراضى المصرية منذ سنوات طويلة، فالدارج أن كل عمليات التخابر التى سقطت فى فخ المخابرات العامة المصرية بالسنوات الأخيرة نفذها ضباط بجهاز الموساد.
أما السبب الثانى فى خطورة شبكة تجسس «عافاديا الإسرائيلية» هى «ملعبها الأساسى» وحيز جمع المعلومات بشأنها وهو منطقة سيناء، وتحديدا شمال سيناء، وعلى وجه الخصوص رفح والشيخ زويد والشريط الحدودى، وجميعها مناطق ساخنة وكل شبر بها يتعلق بالأمن القومى للبلاد، بينما يمثل السبب الثالث فى الخطورة هو «هوية المتجسس عليه» فهو بحسب أوراق التحقيقات «الجيش المصرى»، حيث إن كل التكليفات التى وردت من رباعى ضباط المخابرات العسكرية الإسرائيلية إلى العملاء فى مصر تعلقت بالتجسس على الجيش المصرى فى سيناء وتحركات قواته، أما السبب الرابع فهو نوعية المعلومات التى حصل عليها ضباط المخابرات العسكرية الإسرائيلية، وهى بحسب التحقيقات معلومات فى غاية الخطورة عن الأوضاع الأمنية فى سيناء وأوضاع القوات، وانتشارها بالمنطقة، وأماكن ومقارات الأجهزة الأمنية المصرية برفح سيناء، ومعلومات عن العناصر الجهادية بسيناء، ومعلومات عن العناصر القائمة على الأنفاق والمتسللين وأماكن الكمائن الأمنية للقوات المصرية. أما السبب الأخير والأكثر كارثية هو أن العملاء المجندين ظلوا يتجسسون على مصر لصالح المخابرات العسكرية الإسرائيلية طيلة فترة زمنية تراوحت بين 4 إلى 6 سنوات دون أن تنكشف حقيقتهم، فنقلوا آلاف المعلومات الخطيرة فى الفترة من ديسمبر 2006 وحتى مايو 2013.
القضية تحمل رقم 177 لسنة 2013 «تخابر» أمن دولة عليا، وتضم تحقيقاتها 2500 ورقة، وانتهت النيابة العامة من التحقيقات فى يونيو 2013، وأحيلت إلى محكمة الجنايات فى 26 من نفس الشهر، وتضم 9 متهمين بينهم 3 مصريين، وهم: عودة طلب إبراهيم برهم، وسلامة حامد فرحان أبوجراد، ومحمد أحمد عيادة أبوجراد، و6 إسرائيلين بينهم 2 من العرب، وهم: عبدالله سليم إبراهيم الرقيبة، وعمر حرب أبوجرادة العوايشة، و4 من ضباط جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية، وهم: دانى عوفاديا، وأهارون دانون، ودايفيد يعقوب، وشالومو سوفير، وجميعهم يتمركزون فى مقر المخابرات العسكرية ببئر السبع على بعد كيلو مترات من الحدود المصرية، وسميت القضية فى الدوائر الأمنية فور اكتشافها بشبكة تجسس عوفاديا، وذلك نسبة لـ«دانى عوفاديا» باعتباره ضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلى الأول الذى جند العملاء المصريين ودربهم على طرق جمع المعلومات وتحليلها وطريقة نقلها إلى إسرائيل.
الحلقة الأولى من التحقيقات التى تنشرها «اليوم السابع» تتضمن النص الكامل لتحريات جهاز المخابرات العامة المصرية عن العملاء المصريين المتهمين بالتخابر لصالح جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية، وهو التقرير الذى اعتمدت عليه نيابة أمن الدولة العليا فى توجيه الاتهامات إلى العملاء المصريين، خاصة أنه يتضمن معلومات تفصيلية عن الجواسيس المصريين، وقصة تجنيدهم، وجميع المعلومات التى نقلوها لإسرائيل عن تحركات الجيش المصرى فى سيناء، ويتكون التقرير من 56 ورقة مقسمة إلى جزأين، الأول 34 ورقة، ويتعلق بالمتهم الأول عودة طلب إبراهيم، بينما يضم الجزء الثانى 22 ورقة، ويتعلق بالمتهمين الثانى والثالث سلامة حامد فرحان أبوجراد، ومحمد أحمد عيادة أبوجراد.
التقرير الأول للمخابرات العامة المصرية عن المتهم الأول عودة طلب إبراهيم يحمل رقم 21361 أمن قومى، وتم تحريره بتاريخ 20 يونيو 2013 ويتضمن التقرير 36 محطة أساسية فى حياة عودة طلب إبراهيم، رسمت قصة تجنيده الكاملة فى شبكة تخابر «عوفاديا» الإسرائيلية بشكل درامى أقرب للمسلسلات وأفلام التجسس العالمية بوقائع كاملة ومعلومات تفصيلية عن طرق التجنيد، ووسائل الاتصال، وأدوات نقل المعلومات، ورحلاته إلى إسرائيل، والتخابر المتواصل طيلة 4 سنوات حتى الثراء الفاحش، والسقوط فى فخ المخابرات العامة المصرية.
بداية الحكاية.. زواج وراء قضية التجسس
فى 2006 تزوج عودة طلب ابن الـ 24 عامًا وقتها من فتاة بقبيلة الرقيبات - بمنطقة جوز أبورعد برفح - تدعى فاطمة عبدالله سليم إبراهيم الرقيبة، وعلى عكس تقاليد أهل رفح فى الأفراح من حضور كل أقارب العريس والعروس، إلا أن والد الفتاة فاطمة لم يحضر، والسبب أنه هرب من مصر إلى إسرائيل قبل 18 عامًا بسبب تورطه فى قضية تخابر لصالح إسرائيل، وهى قضية شهيرة وقتها حملت رقم 1 لسنة 1990 جنايات أمن الدولة، إدارة المدعى العام العسكرى تخابر مع إسرائيل.
لم تفسد قضية التخابر ولا تهمة الخيانة والتجسس الموجههة للأب اكتمال الفرح وانتشار السعادة بين الزوجين، غير أن تلك السعادة لم تستمر كثيرًا لأن باب الرزق الوحيد للزوج عودة لم يكف لسداد أغراض المعيشة، فمهنة الحدادة التى ورثها عن والده لم تمكنه من سداد متطلبات الحياة، ولا يستطيع أن يشغل مهنة أعلى قيمة لأنه لم يكمل تعليمه الدراسى بالأساس، وتوقف عند المرحلة الإعدادية.
لجأ عودة لباب إضافى للرزق، وهو التجارة فى تهريب السلع الغذائية إلى قطاع غزة عبر الأنفاق، مثل مئات الشباب، على الحدود من الجانبين، واشترى مع بداية 2009 خط تليفون لشبكة اتصالات إسرائيلية تدعى «أورانج» لكى يتمكن من التحدث مع العملاء فى قطاع غزة ممن يهرب لهم البضائع والمواد الغذائية، خاصة أن قوة تلك الشبكة توفر له الاتصالات بصوت أكثر وضوحًا من أى شبكة مصرية على الحدود برفح.
ذاع صيت عودة فى تهريب السلع الغذائية عبر الأنفاق رغم صغر سنه، وأراد أن يجنى أموالا كثيرة بتهريب البضائع ليس لغزة فقط ولكن إلى إسرائيل أيضًا، ولجأ فى ذلك إلى والد زوجته- الشهير بأبوعزيزة - عبدالله سليم إبراهيم الرقيبة، الهارب فى إسرائيل، حيث اتصل به على الرقم 0545535466، طالبًا منه أن يتوسط لدى القائمين على عمليات تهريب البضائع من وإلى إسرائيل أن يعمل معهم.
شعور الحاجة الذى ظهر على عودة فى المكالمة الهاتفية دفع والد زوجته- أبوعزيزة- إلى أن يعرض عليه بعد أيام قليلة التعاون معه فى جمع معلومات عن الأوضاع الأمنية فى سيناء لصالح الجانب الإسرائيلى مقابل مبالغ طائلة تغنيه عن التجارة فى تهريب البضائع والسلع عبر الأنفاق، أو العمل بورشة الحدادة، ولم يتردد عودة فى قبول العمل بجمع معلومات عن الأوضاع الأمنية لصالح إسرائيل، ووقتها كان والد زوجته- أبوعزيزة - سعيد جدًا لإقناعه بالعمل لصالح إسرائيل، وأخبره بأنه قبل أسبوع سيحدد له ميعادًا للتحدث مع أحد ضباط المخابرات وترتيب الاتفاق النهائى وطريقة العمل.
سعادة «أبوعزيزة» لم تكن فقط فى أن التخابر سيكون من وجهة نظره باب رزق لزوج ابنته الذى يعانى ضيقًا فى المعيشة، إنما تلك السعادة تأتى من فرحته بتجنيد عميل جديد لصالح المخابرات، وهى المهنة التى يمارسها منذ منتصف الثمانينيات، وجنى من ورائها المال الكثير، وحصل بسببها على الجنسية الإسرائيلية، ومنحته حكومة تل أبيب منزلا فى منطقة أفاكيم الإسرائيلية بعد هروبه من مصر لتورطه فى القضية رقم 1 لسنة 1990 جنايات أمن الدولة تخابر مع إسرائيل.
قبل مرور الأسبوع المتفق عليه وتحديدًا فى ثانى أيام عيد الفطر عام 2009، اتصل «أبوعزيزة» بعودة من نفس الرقم الإسرائيلى 0545535466، وجرى خلال هذا الاتصال للمرة الأولى أول حوار بين عودة وبين أحد ضباط المخابرات العسكرية الإسرائيلية، ويحمل اسم حركى «أبوأكرم»، بينما اسمه الحقيقى «دانى عوفاديا»، ولم يعرف عودة الاسم الحقيقى لضابط المخابرات الإسرائيلية إلا قبل وقت قليل من إلقاء القبض عليه فى إبريل 2013، وظل يتعامل معه باسمه الحركى طيلة 4 سنوات.
اتفق ضابط المخابرات الإسرائيلية عوفاديا مع عودة أن يمنحه مكافآت مالية مجزية بالدولار مقابل تجميع معلومات عن سيناء، وحدد عوفاديا طبيعة المعلومات التى يحتاجها، وهى معلومات عن العناصر العاملة فى مجال تجارة وتهريب السلاح والذخيرة بسيناء وتهريب الأفارقة، ومعلومات عن العناصر الفلسطينية بالمنطقة الحدودية برفح.
وبعد شهر من العمل وجمع المعلومات وتحديدًا فى الأسبوع الأول من أكتوبر 2009، انتهى عودة من المهمة المكلف بها، واتصل على الفور بضابط المخابرات الإسرائيلى عوفاديا وأمده بمعلومات تفصيلية عن:
أ- الأوضاع الأمنية والمعيشية للبدو بالمنطقة الحدودية برفح.
ب- نشاط العناصر البدوية بالمنطقة الحدودية فى مجال تهريب الأسلحة والاتجار بها.
الجديد أن حرص عودة على الدقة فى جمع المعلومات لصالح المخابرات الإسرائيلية وصلت إلى أنه أجرى حصرًا كاملًا بالأسماء عن العناصر النشطة فى تهريب الأفارقة عبر الحدود المصرية، وبحسب ما ورد بتقرير المخابرات العامة كانت الأسماء هى:
«1» المدعو صالح أبوالحسن المنيعى، مقيم بمنطقة المهدية، رفح، من قبيلة السواركة.
«2» المدعو حمدان أبوعيد المنيعى، مقيم بمنطقة المهدية، رفح، من قبيلة السواركة.
«3» المدعو سامح أبوصنية، مقيم بمنطقة المهدية، رفح، من قبيلة السواركة.
«4» المدعو موسى أبوالشاى المنيعى، مقيم بمنطقة المهدية، رفح، من قبيلة السواركة.
«5» المدعو محمد أبوعطية أبوعرار، مقيم بمنطقة المهدية، رفح، من قبيلة السواركة.
أول أموال التخابر.. 750 دولارًا مكافأة ضابط المخابرات «عوفاديا» لـ«عودة» مقابل أسماء المهربين الأفارقة فى سيناء
بعد تأكد عوفاديا، ضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلية، من صحة المعلومات التى أمده بها عودة، قرر صرف 750 دولارًا مكافأة له، وتولى والد زوجته - أبوعزيزة - إبلاغه بهذا الخبر السار، خاصة أن عودة لم يعتد أن يمسك الدولار من قبل، وفى 24 من شهر أكتوبر 2009، اتصل «أبوعزيزة» بعودة من نفس الرقم الإسرائيلى المخصص للاتصال، وطلب منه أن يتسلم الـ 750 دولارًا عبر شخص بدوى يدعى أحمد المنيعى، وحدد له توقيت مقابلته بميدان الماسورة بمدينة رفح، وبالفعل توجه عودة وتسلم الـ 750 دولارًا ولم يسع فرحته وقتها، واتصل على الفور على الهاتف الشخصى لضابط المخابرات العسكرية عوفاديا وشكره على المبلغ الكبير.
السؤال هنا: من الشخص الوسيط الذى حصل منه عودة على الأموال؟ وما علاقته بإسرائيل؟، والإجابة بحسب ما ورد فى محضر تحريات المخابرات العامة أن أحمد المنيعى يعمل صرافًا وتاجر عمله، ويدعى بالكامل أحمد سلامة عبدالله وهبة سليم المنيعى، وهو مصرى الجنسية من مواليد 18/9/1989، يقيم بمنطقة المهدية، برفح، وينتمى للعناصر الجهادية، وسبق له الاشتراك فى عمليات اقتحام أقسام الشرطة بالعريش والشيخ زويد، وهو على اتصال وعلاقة وطيدة بوالد زوجة عودة.
نموذج المنيعى فى الوساطة لعمليات نقل الأموال يكشف انتشار الخلايا النائمة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، ويكشف أيضًا كيف أن العناصر الجهادية التى ينتمى إليها المنيعى ترتبط بشكل غير مباشر بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وأن تنفيذ عمليات جهادية بسيناء قد يكون بتمويل إسرائيلى بالأساس.
فرحة عودة بالدولارات دفعته لأن يفعل أى شىء مقابل إرضاء عوفاديا، ضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلية، ومنحه أى معلومات عن الجيش المصرى، إلا أنه فوجئ بأن عوفاديا لم يعد يرد على هاتفه المحمول، وكذلك والد زوجته يغلق هاتفه فى أغلب الأوقات، ولم يعد لدى عودة أى وسيلة للتواصل مع المخابرات الإسرائيلية طيلة 60 يومًا، وهو ما جعله فى حيرة من أمره، ولم يعد يعرف، هل يعود لورشة الحدادة مرة أخرى، أم يمارس مهنة تهريب البضائع عبر الأنفاق إلى قطاع غزة؟
وفى أول يوم من أيام العام الجديد 2012، فوجئ عودة باتصال هاتفى من رقم غريب هو 0542859035، ولكن المتحدث معه لم يكن ذا صوت غريب، فهو «أبوعزيزة» والد زوجته، وبعد الاستفسار عن طول الغياب وعدم الرد على الهواتف طيلة الفترة الماضية، أخبره «أبوعزيزة» أنه يتحدث من تليفون أرضى خاص بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية، ويريده فى عمل جديد.
يتبع
شبكة التجسس جندها 4 ضباط مخابرات عسكرية إسرائيلية.. المتهم الرئيسى يدعى عودة طلب إبراهيم.. ودخل الشبكة عن طريق والد زوجته
◄ المتهم الرئيسى بدأ نشاطه الاستخباراتى بإرسال معلومات فى أكتوبر 2009 للضابط دانى عوفاديا الشهير بالاسم الحركى "أبو أكرم"
◄المتهم نقل معلومات عن الأوضاع الأمنية والمعيشية للبدو فى رفح.. ونشاط العناصر البدوية بالمنطقة الحدودية فى مجال تهريب الأسلحة والاتجار بها
◄56 ورقة من محضر المخابرات العامة تكشف 36 محطة لتجنيد الشباب لصالح إسرائيل
◄الجاسوس "عودة" نقل للمخابرات الإسرائيلية معلومات خطيرة عن الأوضاع الأمنية والانفلات بسيناء.. وأوضاع القوات المصرية وانتشارها وأماكن ومقرات الأجهزة الأمنية المصرية برفح.. وأماكن الكمائن الأمنية للقوات المصرية برفح سيناء
◄عبد الله سليم المصرى.. مهندس تجنيد أبناء سيناء لصالح المخابرات العسكرية الإسرائيلية.. هرب من مصر منذ 18 عامًا لتورطه فى قضية تخابر وصدور حكم ضده فى 1990 بالتورط فى شبكة تجسس شهيرة
◄ "المصرى" فتح خط الاتصالات بين زوج ابنته و3 ضباط مخابرات فى 3 سنوات.. دانى عوفاديا فى 2009 وأهارون دانون فى 2010 وديفيد يعقوب فى 2011
◄الجاسوس الخائن هرّب عددًا كبيرًا من شرائح الهواتف المحمولة المجهزة فنيًا للاستخدام فى عمليات الرصد والتفجير إلى قطاع غزة لاغتيال قيادات حركة حماس لصالح المخابرات العسكرية الإسرائيلية
على الرغم من الثورة المعلوماتية الهائلة فى القرن العشرين وما تلاها من تطور وسائل وآليات التجسس الإلكترونية على المواطنين والحكومات فإن بعض الأجهزة السيادية فى عدد من الدول لا تزال تحتفظ بالطرق الأولية فى عمليات التجسس والتخابر وتجنيد عملاء للحصول على معلومات تتعلق بالأمن القومى للبلاد، وأحد أكبر الشواهد، شبكة «عوفاديا» الإسرائيلية للتجسس على الجيش المصرى، والتى تكشف «اليوم السابع» تفاصيلها أولاً بأول، وتقدم للقارئ أسرار وكواليس التحقيقات فيها ضمن سلسلة حلقات تبدأ من اليوم.
القضية رغم بدائية طريقة التجنيد التى استخدمها الجانب الإسرائيلى للعملاء المصريين فإنها تعد أخطر وأكبر قضية تخابر وتجسس فى السنوات العشر الأخيرة وذلك لـ 5 أسباب رئيسية أولها أن القائمين على تجنيد العملاء المصريين فيها هم 4 من أكبر وأكفأ ضباط جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية - جهاز الأمان - وهو جهاز يزيد فى مرتبة الأهمية الأمنية على جهاز الموساد الإسرائيلى، فضلا عن أن تلك القضية هى الأولى التى ينفذها جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلى على الأراضى المصرية منذ سنوات طويلة، فالدارج أن كل عمليات التخابر التى سقطت فى فخ المخابرات العامة المصرية بالسنوات الأخيرة نفذها ضباط بجهاز الموساد.
أما السبب الثانى فى خطورة شبكة تجسس «عافاديا الإسرائيلية» هى «ملعبها الأساسى» وحيز جمع المعلومات بشأنها وهو منطقة سيناء، وتحديدا شمال سيناء، وعلى وجه الخصوص رفح والشيخ زويد والشريط الحدودى، وجميعها مناطق ساخنة وكل شبر بها يتعلق بالأمن القومى للبلاد، بينما يمثل السبب الثالث فى الخطورة هو «هوية المتجسس عليه» فهو بحسب أوراق التحقيقات «الجيش المصرى»، حيث إن كل التكليفات التى وردت من رباعى ضباط المخابرات العسكرية الإسرائيلية إلى العملاء فى مصر تعلقت بالتجسس على الجيش المصرى فى سيناء وتحركات قواته، أما السبب الرابع فهو نوعية المعلومات التى حصل عليها ضباط المخابرات العسكرية الإسرائيلية، وهى بحسب التحقيقات معلومات فى غاية الخطورة عن الأوضاع الأمنية فى سيناء وأوضاع القوات، وانتشارها بالمنطقة، وأماكن ومقارات الأجهزة الأمنية المصرية برفح سيناء، ومعلومات عن العناصر الجهادية بسيناء، ومعلومات عن العناصر القائمة على الأنفاق والمتسللين وأماكن الكمائن الأمنية للقوات المصرية. أما السبب الأخير والأكثر كارثية هو أن العملاء المجندين ظلوا يتجسسون على مصر لصالح المخابرات العسكرية الإسرائيلية طيلة فترة زمنية تراوحت بين 4 إلى 6 سنوات دون أن تنكشف حقيقتهم، فنقلوا آلاف المعلومات الخطيرة فى الفترة من ديسمبر 2006 وحتى مايو 2013.
القضية تحمل رقم 177 لسنة 2013 «تخابر» أمن دولة عليا، وتضم تحقيقاتها 2500 ورقة، وانتهت النيابة العامة من التحقيقات فى يونيو 2013، وأحيلت إلى محكمة الجنايات فى 26 من نفس الشهر، وتضم 9 متهمين بينهم 3 مصريين، وهم: عودة طلب إبراهيم برهم، وسلامة حامد فرحان أبوجراد، ومحمد أحمد عيادة أبوجراد، و6 إسرائيلين بينهم 2 من العرب، وهم: عبدالله سليم إبراهيم الرقيبة، وعمر حرب أبوجرادة العوايشة، و4 من ضباط جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية، وهم: دانى عوفاديا، وأهارون دانون، ودايفيد يعقوب، وشالومو سوفير، وجميعهم يتمركزون فى مقر المخابرات العسكرية ببئر السبع على بعد كيلو مترات من الحدود المصرية، وسميت القضية فى الدوائر الأمنية فور اكتشافها بشبكة تجسس عوفاديا، وذلك نسبة لـ«دانى عوفاديا» باعتباره ضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلى الأول الذى جند العملاء المصريين ودربهم على طرق جمع المعلومات وتحليلها وطريقة نقلها إلى إسرائيل.
الحلقة الأولى من التحقيقات التى تنشرها «اليوم السابع» تتضمن النص الكامل لتحريات جهاز المخابرات العامة المصرية عن العملاء المصريين المتهمين بالتخابر لصالح جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية، وهو التقرير الذى اعتمدت عليه نيابة أمن الدولة العليا فى توجيه الاتهامات إلى العملاء المصريين، خاصة أنه يتضمن معلومات تفصيلية عن الجواسيس المصريين، وقصة تجنيدهم، وجميع المعلومات التى نقلوها لإسرائيل عن تحركات الجيش المصرى فى سيناء، ويتكون التقرير من 56 ورقة مقسمة إلى جزأين، الأول 34 ورقة، ويتعلق بالمتهم الأول عودة طلب إبراهيم، بينما يضم الجزء الثانى 22 ورقة، ويتعلق بالمتهمين الثانى والثالث سلامة حامد فرحان أبوجراد، ومحمد أحمد عيادة أبوجراد.
التقرير الأول للمخابرات العامة المصرية عن المتهم الأول عودة طلب إبراهيم يحمل رقم 21361 أمن قومى، وتم تحريره بتاريخ 20 يونيو 2013 ويتضمن التقرير 36 محطة أساسية فى حياة عودة طلب إبراهيم، رسمت قصة تجنيده الكاملة فى شبكة تخابر «عوفاديا» الإسرائيلية بشكل درامى أقرب للمسلسلات وأفلام التجسس العالمية بوقائع كاملة ومعلومات تفصيلية عن طرق التجنيد، ووسائل الاتصال، وأدوات نقل المعلومات، ورحلاته إلى إسرائيل، والتخابر المتواصل طيلة 4 سنوات حتى الثراء الفاحش، والسقوط فى فخ المخابرات العامة المصرية.
بداية الحكاية.. زواج وراء قضية التجسس
فى 2006 تزوج عودة طلب ابن الـ 24 عامًا وقتها من فتاة بقبيلة الرقيبات - بمنطقة جوز أبورعد برفح - تدعى فاطمة عبدالله سليم إبراهيم الرقيبة، وعلى عكس تقاليد أهل رفح فى الأفراح من حضور كل أقارب العريس والعروس، إلا أن والد الفتاة فاطمة لم يحضر، والسبب أنه هرب من مصر إلى إسرائيل قبل 18 عامًا بسبب تورطه فى قضية تخابر لصالح إسرائيل، وهى قضية شهيرة وقتها حملت رقم 1 لسنة 1990 جنايات أمن الدولة، إدارة المدعى العام العسكرى تخابر مع إسرائيل.
لم تفسد قضية التخابر ولا تهمة الخيانة والتجسس الموجههة للأب اكتمال الفرح وانتشار السعادة بين الزوجين، غير أن تلك السعادة لم تستمر كثيرًا لأن باب الرزق الوحيد للزوج عودة لم يكف لسداد أغراض المعيشة، فمهنة الحدادة التى ورثها عن والده لم تمكنه من سداد متطلبات الحياة، ولا يستطيع أن يشغل مهنة أعلى قيمة لأنه لم يكمل تعليمه الدراسى بالأساس، وتوقف عند المرحلة الإعدادية.
لجأ عودة لباب إضافى للرزق، وهو التجارة فى تهريب السلع الغذائية إلى قطاع غزة عبر الأنفاق، مثل مئات الشباب، على الحدود من الجانبين، واشترى مع بداية 2009 خط تليفون لشبكة اتصالات إسرائيلية تدعى «أورانج» لكى يتمكن من التحدث مع العملاء فى قطاع غزة ممن يهرب لهم البضائع والمواد الغذائية، خاصة أن قوة تلك الشبكة توفر له الاتصالات بصوت أكثر وضوحًا من أى شبكة مصرية على الحدود برفح.
ذاع صيت عودة فى تهريب السلع الغذائية عبر الأنفاق رغم صغر سنه، وأراد أن يجنى أموالا كثيرة بتهريب البضائع ليس لغزة فقط ولكن إلى إسرائيل أيضًا، ولجأ فى ذلك إلى والد زوجته- الشهير بأبوعزيزة - عبدالله سليم إبراهيم الرقيبة، الهارب فى إسرائيل، حيث اتصل به على الرقم 0545535466، طالبًا منه أن يتوسط لدى القائمين على عمليات تهريب البضائع من وإلى إسرائيل أن يعمل معهم.
شعور الحاجة الذى ظهر على عودة فى المكالمة الهاتفية دفع والد زوجته- أبوعزيزة- إلى أن يعرض عليه بعد أيام قليلة التعاون معه فى جمع معلومات عن الأوضاع الأمنية فى سيناء لصالح الجانب الإسرائيلى مقابل مبالغ طائلة تغنيه عن التجارة فى تهريب البضائع والسلع عبر الأنفاق، أو العمل بورشة الحدادة، ولم يتردد عودة فى قبول العمل بجمع معلومات عن الأوضاع الأمنية لصالح إسرائيل، ووقتها كان والد زوجته- أبوعزيزة - سعيد جدًا لإقناعه بالعمل لصالح إسرائيل، وأخبره بأنه قبل أسبوع سيحدد له ميعادًا للتحدث مع أحد ضباط المخابرات وترتيب الاتفاق النهائى وطريقة العمل.
سعادة «أبوعزيزة» لم تكن فقط فى أن التخابر سيكون من وجهة نظره باب رزق لزوج ابنته الذى يعانى ضيقًا فى المعيشة، إنما تلك السعادة تأتى من فرحته بتجنيد عميل جديد لصالح المخابرات، وهى المهنة التى يمارسها منذ منتصف الثمانينيات، وجنى من ورائها المال الكثير، وحصل بسببها على الجنسية الإسرائيلية، ومنحته حكومة تل أبيب منزلا فى منطقة أفاكيم الإسرائيلية بعد هروبه من مصر لتورطه فى القضية رقم 1 لسنة 1990 جنايات أمن الدولة تخابر مع إسرائيل.
قبل مرور الأسبوع المتفق عليه وتحديدًا فى ثانى أيام عيد الفطر عام 2009، اتصل «أبوعزيزة» بعودة من نفس الرقم الإسرائيلى 0545535466، وجرى خلال هذا الاتصال للمرة الأولى أول حوار بين عودة وبين أحد ضباط المخابرات العسكرية الإسرائيلية، ويحمل اسم حركى «أبوأكرم»، بينما اسمه الحقيقى «دانى عوفاديا»، ولم يعرف عودة الاسم الحقيقى لضابط المخابرات الإسرائيلية إلا قبل وقت قليل من إلقاء القبض عليه فى إبريل 2013، وظل يتعامل معه باسمه الحركى طيلة 4 سنوات.
اتفق ضابط المخابرات الإسرائيلية عوفاديا مع عودة أن يمنحه مكافآت مالية مجزية بالدولار مقابل تجميع معلومات عن سيناء، وحدد عوفاديا طبيعة المعلومات التى يحتاجها، وهى معلومات عن العناصر العاملة فى مجال تجارة وتهريب السلاح والذخيرة بسيناء وتهريب الأفارقة، ومعلومات عن العناصر الفلسطينية بالمنطقة الحدودية برفح.
وبعد شهر من العمل وجمع المعلومات وتحديدًا فى الأسبوع الأول من أكتوبر 2009، انتهى عودة من المهمة المكلف بها، واتصل على الفور بضابط المخابرات الإسرائيلى عوفاديا وأمده بمعلومات تفصيلية عن:
أ- الأوضاع الأمنية والمعيشية للبدو بالمنطقة الحدودية برفح.
ب- نشاط العناصر البدوية بالمنطقة الحدودية فى مجال تهريب الأسلحة والاتجار بها.
الجديد أن حرص عودة على الدقة فى جمع المعلومات لصالح المخابرات الإسرائيلية وصلت إلى أنه أجرى حصرًا كاملًا بالأسماء عن العناصر النشطة فى تهريب الأفارقة عبر الحدود المصرية، وبحسب ما ورد بتقرير المخابرات العامة كانت الأسماء هى:
«1» المدعو صالح أبوالحسن المنيعى، مقيم بمنطقة المهدية، رفح، من قبيلة السواركة.
«2» المدعو حمدان أبوعيد المنيعى، مقيم بمنطقة المهدية، رفح، من قبيلة السواركة.
«3» المدعو سامح أبوصنية، مقيم بمنطقة المهدية، رفح، من قبيلة السواركة.
«4» المدعو موسى أبوالشاى المنيعى، مقيم بمنطقة المهدية، رفح، من قبيلة السواركة.
«5» المدعو محمد أبوعطية أبوعرار، مقيم بمنطقة المهدية، رفح، من قبيلة السواركة.
أول أموال التخابر.. 750 دولارًا مكافأة ضابط المخابرات «عوفاديا» لـ«عودة» مقابل أسماء المهربين الأفارقة فى سيناء
بعد تأكد عوفاديا، ضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلية، من صحة المعلومات التى أمده بها عودة، قرر صرف 750 دولارًا مكافأة له، وتولى والد زوجته - أبوعزيزة - إبلاغه بهذا الخبر السار، خاصة أن عودة لم يعتد أن يمسك الدولار من قبل، وفى 24 من شهر أكتوبر 2009، اتصل «أبوعزيزة» بعودة من نفس الرقم الإسرائيلى المخصص للاتصال، وطلب منه أن يتسلم الـ 750 دولارًا عبر شخص بدوى يدعى أحمد المنيعى، وحدد له توقيت مقابلته بميدان الماسورة بمدينة رفح، وبالفعل توجه عودة وتسلم الـ 750 دولارًا ولم يسع فرحته وقتها، واتصل على الفور على الهاتف الشخصى لضابط المخابرات العسكرية عوفاديا وشكره على المبلغ الكبير.
السؤال هنا: من الشخص الوسيط الذى حصل منه عودة على الأموال؟ وما علاقته بإسرائيل؟، والإجابة بحسب ما ورد فى محضر تحريات المخابرات العامة أن أحمد المنيعى يعمل صرافًا وتاجر عمله، ويدعى بالكامل أحمد سلامة عبدالله وهبة سليم المنيعى، وهو مصرى الجنسية من مواليد 18/9/1989، يقيم بمنطقة المهدية، برفح، وينتمى للعناصر الجهادية، وسبق له الاشتراك فى عمليات اقتحام أقسام الشرطة بالعريش والشيخ زويد، وهو على اتصال وعلاقة وطيدة بوالد زوجة عودة.
نموذج المنيعى فى الوساطة لعمليات نقل الأموال يكشف انتشار الخلايا النائمة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، ويكشف أيضًا كيف أن العناصر الجهادية التى ينتمى إليها المنيعى ترتبط بشكل غير مباشر بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وأن تنفيذ عمليات جهادية بسيناء قد يكون بتمويل إسرائيلى بالأساس.
فرحة عودة بالدولارات دفعته لأن يفعل أى شىء مقابل إرضاء عوفاديا، ضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلية، ومنحه أى معلومات عن الجيش المصرى، إلا أنه فوجئ بأن عوفاديا لم يعد يرد على هاتفه المحمول، وكذلك والد زوجته يغلق هاتفه فى أغلب الأوقات، ولم يعد لدى عودة أى وسيلة للتواصل مع المخابرات الإسرائيلية طيلة 60 يومًا، وهو ما جعله فى حيرة من أمره، ولم يعد يعرف، هل يعود لورشة الحدادة مرة أخرى، أم يمارس مهنة تهريب البضائع عبر الأنفاق إلى قطاع غزة؟
وفى أول يوم من أيام العام الجديد 2012، فوجئ عودة باتصال هاتفى من رقم غريب هو 0542859035، ولكن المتحدث معه لم يكن ذا صوت غريب، فهو «أبوعزيزة» والد زوجته، وبعد الاستفسار عن طول الغياب وعدم الرد على الهواتف طيلة الفترة الماضية، أخبره «أبوعزيزة» أنه يتحدث من تليفون أرضى خاص بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية، ويريده فى عمل جديد.
يتبع