العراق وفرنسا يضعان اللمسات الأخيرة لصفقة مروحيات قتالية
كشف السفير العراقي لدى باريس فريد ياسين عن وضع اللمسات الأخيرة لصفقة بين العراق وفرنسا لشراء مروحيات فرنسية ذات جودة وقدرة قتالية عالية وتكنولوجيا متطورة مؤكداً أن صفقات تسليح أخرى مازلت في طور المفاوضات بين الطرفين وأن هذه الصفقات إن تمت ستزيد من قدرة القوات العراقية في مجابهة التحديات والمخاطر وعلى رأسها مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأوضح ياسين في حوار مع (الصباح) أن فرنسا تسعى ومن خلال برامج طموح ومن بينها مشاريع الطاقة ومقترح "صندوق إعادة إعمار المناطق المحررة" إلى إيجاد موطئ قدم لها في السوق العراقية، مؤكداً أن استقرار الوضع الأمني والسياسي في العراق سيسهم في تزايد انتشار الحضور الاقتصادي الفرنسي على الأرض العراقية.
عن آفاق التعاون بين العراق وفرنسا وخصوصاً في المجالات الأمنية والعسكرية، قال السفير ياسين: إن "هناك تعاونا كبيرا وقويا بين العراق وفرنسا تجسد في عدد من المناسبات والزيارات المتبادلة"، وأضاف: "لقد كانت الزيارة التي قام بها إلى باريس مؤخراً وزير الداخلية محمد سالم الغبّان بعد مشاركته في مؤتمر بمدريد، لسببين أساسيين، حيث التقى نظيره الفرنسي واطلع على التجهيزات والمعدات الفرنسية وبحث سبل تزويد الشرطة الاتحادية بها، وكما يعرف المختصون بالشأن الأمني والعسكري أن الصناعة الفرنسية في هذا المجال تحديداً تأتي على قمة الهرم الدولي لجودتها ومتانتها وقدراتها القتالية، أما السبب الآخر للزيارة فقد كان إكمال التفاوض ووضع اللمسات الأخيرة لصفقة مروحيات قتالية فرنسية هي الأحدث في مجالها، ونحن بانتظار اتمام التفاصيل التقنية من الجهات الفرنسية".
تعاون عسكري
وأكد السفير العراقي لدى باريس وجود مشاريع للتعاون العسكري بين بغداد وباريس قيد النقاش والتنفيذ، وقال: "في ما يخص التعاون مع باريس من جانب وزارة الدفاع، فهناك عدد من المشاريع المطروحة وقيد النقاش بين الطرفين؛ وأؤكد –ولا أتحدث في هذا الموضع كمختص بالشؤون العسكرية- أن هذه العقود لو أنجزت فإنها ستزيد من القدرة القتالية والعسكرية للقوات العراقية في مجابهة المخاطر والتحديات". وبشأن الزيارات المتبادلة بين العراق وفرنسا، قال ياسين: "ليس لدينا حالياً برنامج محدد للزيارات الرسمية بين الطرفين، ولكن هناك زيارة سيقوم بها وزير الخارجية إبراهيم الجعفري لباريس الشهر المقبل، وزيارات أخرى تمت لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزير النفط".
طاقة ونفط
وبشأن التعاون في مجال النفط والطاقة، أكد السفير ياسين أن الوجود الفرنسي على الساحة العراقية لم يكن بالمستوى الذي يطمح به العراق رغم تواجد شركة "توتال" الفرنسية، وأوضح،"على حد علمي فان الفرنسيين كانوا مهتمين بصورة كبيرة بحقل (مجنون) وخلال جولة التراخيص في 2009 فازت شركة (شل) البريطانية- الهولندية بالترخيص وبفارق 10 بالمئة عن شركة (توتال)، واستدرك السفير: "إلا أن الفرنسيين لديهم حصة في حقل حلفاية، كما أنهم وقعوا عقوداً مع حكومة إقليم كردستان سببت بعض التوتر مع الحكومة المركزية". وأكد ياسين أن تفاصيل ترخيص حقل (مجنون) والتفاصيل الأخرى التي أوردها بما يخص قضايا العقود والتراخيص النفطية لم تؤثر بأي صورة في عمل الشركات البترولية الفرنسية في العراق، وقال: "في ما يخص الشركات الفرنسية للخدمات النفطية المتواجدة في العراق، هناك شركة (ألستوم) و(شنايدر إلكتريك) لدعم المجهود النفطي في جنوب العراق الذي ينعم بالأمن والأمان، إلا أن تدهور الوضع الأمني وسيطرة (داعش) الإرهابي على الموصل العام الماضي أجّل العديد من قضايا التعاون المشترك بين العراق وفرنسا، ومنها مؤتمر رجال الأعمال العراقي-الفرنسي الذي كان مقرراً في حزيران 2014". وأكد السفير تشكيل لجانٍ اقتصادية مشتركة وهي تعمل على فتح الآفاق بين البلدين وتسهم في طرح الحلول للمشاكل أو القضايا الروتينية التي يمكن أن تسهم بتعطيل المسارات الاقتصادية وتتيح تذليل العقبات المعيقة. وكشف ياسين أن سبب عدم الحضور والتواجد الفرنسي القوي في السوق العراقية ناجم عن قوانين وضوابط فرنسية تخص إجراءات الأمن والسلامة وتأمين كوادرهم العاملة في الخارج.
إعمار وتعليم
وبخصوص مشاريع فرنسا في اعادة اعمار العراق يقول السفير العراقي لدى باريس فريد ياسين: "خرج مؤتمر مكافحة داعش الذي عقد في باريس منتصف أيلول الماضي بتوصية لإنشاء صندوق دولي لإعادة أعمار المناطق المحررة، ولدى فرنسا إلى الآن استعداد للتعاون في هذا المجال"، وأوضح السفير: "لا اتصور أن الدولة الفرنسية تقوم بإنشاء صندوق بدون أن تسمح وتفتح الفرص للشركات الفرنسية القادرة على تلبية هذه الاحتياجات أن تشارك به".
وفي شأن التعاون الأكاديمي بين بغداد وباريس، كشف ياسين عن عقبات وإشكاليات تخص آلية اختيار طلبة الدراسات العليا العراقيين المبتعثين إلى فرنسا، وأكد السفير أن "عقبة دراسة اللغة الفرنسية التي يجب أن تولى برعاية كافية في العراق ومتطلبات الجامعات الفرنسية بهذا الشأن، وكذلك عدم سماح الجهات الفرنسية بجلب الطالب لعائلته أثناء فترة دراسة اللغة وما يعانيه طلبة الدراسات العليا بسبب ذلك، هي أهم العقبات التي تواجه المبتعثين، وهناك آليات وضوابط جديدة بهذا الخصوص سيجري الإعلان عنها لاحقاً.