برقية سعودية “مميزة” ومنصب رسمي جديد في عمان “..” ومرحلة ”الإستعانة بالخبرات الأردنية ” بدأت
برقية جديدة مختصرة وواضحة أرسلها الجانب السعودي ورحبت بها العاصمة الاردنية تمثلت بزيارة الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي ونائب رئيس الوزراء الثاني وزير الدفاع، تفيد أن "خط الرياض- عمان” بخير أيضا، والتنسيق مستمر على المستوى الثنائي.
الاردن من جانبه جاء ترحيبه واسعا بالوفد الذي ترأسه الامير بن سلمان، فالعاهل الاردني كان مع تركيبة مثيرة من بين مسؤولي الصف الاول (عدا رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور)، والذين يدلل وجودهم على أن عدة ملفات كانت على طاولة النقاش وتحت بند "العلاقات الثنائية”، تبدأ بالتأكيد بالتعاون والتنسيق العسكري ولا تنتهي عند "المشاريع السعودية في العاصمة عمان”.
زخم الاهتمام الاستباقي بالزيارة من جانب السفارة السعودية بالحدث، يدلل بكل بساطة على أن المملكة السعودية اليوم بدأت "إجراءاتها” في إعادة التقارب مع عمان بعد ما حاولت الاخيرة ذلك مرارا، وقطفه أخيرا رئيس الديوان الملكي الاسبق الدكتور باسم عوض الله.
الحديث عن الدكتور عوض الله والذي بدا كـ "مخلّصٍ” (بالتشديد على اللام) للعلاقات الاردنية السعودية مؤخرا، يظهر أنه اليوم ورسميا يتزعم المشهد، تحت مسمى "مبعوث ملكي للمملكة العربية السعودية”، بصورة تظهر "استمرارية توليه لمنصب غير منصوص عليه في الحياة السياسية بصورة حرفية”، فالرجل كان بالاستقبال الذي تم لوزير الدفاع السعودي بن سلمان، كما نعلم انه هندس وجود الامير محمد بن نايف "بصورة سرية” قبل ذلك بأيام في العاصمة الاردنية.
لا يمكن في التفاصيل ايضا اغفال التواجد السعودي في عمان عقب مؤتمر وزراء الخارجية الخليجيين في الدوحة والذي جرى على هامشه "قمة ثلاثية عظمى بين وزير الخارجية السعودي ونظرائه في الولايات المتحدة وروسيا”، وهنا تحديدا قد يتم توظيف حديث بيان السفارة السعودية في عمان عن "التشاور والاستعانة بالخبرات الاردنية”، فالجانب الاردني منخرط بالتفاصيل عند الحديث عن حرب الارهاب وموجود في صورة التفاهمات المتعلقة في الملف اليمني وفقا لمصادر المغرقة في الاطلاع.
بالمقابل ايضا لا يمكن اغفال عمان في الحديث عن "تسليح” الخليج عبر قنوات ايرانية، وهو ملف يحتاج المزيد من البحث بين الجانبين الاردني والسعودي بطبيعة الحال.
تركيبة الموجودين لم يكن غريبا عليها على سبيل المثال وجود المستشار العسكري للعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال مشعل الزبن، فالعلاقات العسكرية هي الاكثر انفتاحا مع الجانب السعودي في الاونة الاخيرة خصوصا في ظل التعاونات المشتركة في ملفات مكافحة الارهاب، ولكن المثير في التركيبة كان ان تجد امين العاصمة عقل بلتاجي ومحافظها خالد ابو زيد، وذلك تحديدا يدلل على ان العلاقات "الاخوية” تمر كما ذكر بيان السفارة السعودية في العاصمة الاردنية "بأفضل مراحلها”.
ورغم عدم تخصيص البيان الصادر عن الديوان الملكي للحديث عن أي من الملفات بصورة منفردة، إلا ان ذكر السفارة السعودية ان الامير محمد بن سلمان سيقضي يوما واحدا في المملكة وتواجد شخصيات تحمل ملفات مختلفة في المقابل يدلل على "تحرّك المياه الراكدة” بين البلدين بصورة جيدة.
الزيارة المذكورة والتي تأتي اليوم كصعود ملحوظ في منحنى الرسم البياني للعلاقات الاردنية، لا يمكن ان تخفى الكثير من تفاصيلها كثيرا وستظهر خلال الايام القليلة القادمة، خصوصا مع تنويع الملفات بين البلدين كما يقول مراقب مقرب.
http://www.alwakaai.com/الشؤون-المح...ة-”الإستعانة-بالخبرات-الأردنية-”-بدأت-132109/