هل قصفت تركيا بطارية الدفاع الجوي قرب معامل الدفاع بحلب؟
أورينت نت – خاص | راني جابر
دوت عدة انفجارات فجر الثلاثاء في معامل الدفاع بمنطقة السفيرة في ريف محافظة حلب، يعتقد أنها قصف من قبل طائرات مجهولة استهدف تلك المنطقة.ولايزال الهدف الذي قصف مجهولاً فعلياً وسط تضارب الأنباء حول ما حصل. فقد كثرت الروايات والتكهنات حول الهدف الذي قصف ومن قصفه سواء كانت طائرات تركية أو صواريخ غراد من مصدر أخر، والأسباب وراء قصفه أو حتى إن كان خطأ داخل المعامل نفسها. وستبقى الأمور غامضة حتى يصدر تصريح رسمي (في حال كانت القوات التركية من قصف المنطقة).
الفيديو!
نشر مركز (السفيرة) الاخباري فيديو وحيد عن الحريق الذي شب في المعامل بسبب الضربة حيث تحدث المصور عن انفجارات ضخمة وحالة هروب للعناصر واشتباكات.
صور الفيديو بكاميرة مثبتة على منظار رؤية ليلية وتشاهد في الفيديو منطقة مضاءة بعدد كبير من الأنوار[1]، ووجود بعض الأدخنة المتصاعدة من نقطتين من تلك المنطقة ما يوحي بحدوث انفجارين في تلك المنطقة، وهو ما يتطابق مع رواية تحدثت عن اطلاق طائرات مجهولة لصاروخين على المنطقة.
لا يعتقد أن ما استهدف هو مستودع للذخيرة أو شيء من هذا القبيل لأنه لا يوجد ما يوحي بحصول انفجارات ضخمة بالنظر لحجم سحابة الدخان [2].
كذلك عدم ملاحظة أي انفجارات ثانوية تنشأ عن انفجارات الذخائر عند استهداف مستودعات الذخيرة والتي تستمر أحيانا لساعات، كما لا توجد آثار حرائق ثانوية ناتجة عن انفجارات الذخيرة في المنطقة المحيطة، لذلك لا يعتقد أن ما أصيب هو مستودع للذخائر .
خطأ بشري غير وارد!
موضوع الخطأ البشري في المعمل غير وارد أيضاً بسبب وجود سحابتي دخان صغيرتين منفصلتين ناجمتين عن حريقين وليس واحدة.
تعتبر معامل الدفاع منطقة ضخمة وواسعة وتحتوي العديد من الأبنية والمنشآت والمعامل، التي لا تكفي ضربة (في حال صح أنها من قبل الطيران التركي) كهذه لتدميرها، فهي بحاجة لهجوم أوسع لتخرج من الخدمة.
في حين يمكن اعتبار ضرب هدف محدد ضمن هذه المعامل هو الفكرة الأجدر بالمتابعة، بحكم ورود بعض الأنباء عن استهداف كتيبة الدفاع الجوي المسماة (كتيبة سليمان) والموجودة في تلك المنطقة [3].
دفاع جوي!
لا يوجد حتى الآن أي عنصر قوة لدى الأسد يؤثر على العملية العسكرية التركية لإنشاء منطقة عازلة سوى بقايا عدة وحدات دفاع جوي تنتشر في المنطقة التي لايزال يسيطر عليها النظام في حلب.
فوجود عدة بطاريات دفاع جوي صالحة منتشرة في المنطقة التي لايزال يسيطر عليها النظام تعتبر مصدر القلق الوحيد لدى القوات التركية، وخصوصاً بعد اسقاط طائرة تركية قبل عامين من قبل الدفاع الجوي للنظام.
ويجب على القوى الجوية التركية ضمان أمن طائراتها بتنظيف الأرض من أي وحدات دفاع جوي عاملة تغطي المنطقة.
لم يتبق الكثير!
فعلياً لم يتبق للنظام الكثير من بطاريات الدفاع الجوي الصاروخية العاملة والتي تغطي محافظة حلب، بعد أن خسر قسماً كبيراً من بطاريات دفاعه الجوي الصاروخية خلال معاركه مع الثوار، سواء قسم من البطاريات قرب معامل الدفاع أو مطار كويرس أو مطار النيرب [4].
بعد تعطيل الباقي من البطاريات لن تكون الطائرات التركية فعلياً في حاجة للعمل ضمن منطقة تغطية الدفاع الجوي للنظام بسبب وجود عمق أمن يمتد حتى مائة كم جنوبي الحدود (خالي من أي شكل دفاع جوي تابع للنظام)، شكله الثوار بعد السيطرة على مناطق واسعة في حلب وإدلب وريفيهما... فبطاريات الدفاع الجوي في المنطقة الساحلية لا تغطي المنطقة الشمالية وتقتصر تغطيتها على المنطقة الساحلية بعمق لا يتجاوز 60 كم، والبطاريات في المنطقة الوسطى لا تصل تغطيتها إلى مدينة حلب(باستثناء بطاريات s-200 والتي لا يعرف مدى جاهزيتها).
دفاع جوي متنقل!
لا يعتقد بأن النظام سوف يواجه الطائرات التركية بأي شكل سواء جوياً أو بواسطة دفاعه الجوي. لكنه في حال قرر ذلك فقد يكون الخيار الوحيد لديه هو نقل عربات دفاع جوي متنقلة إلى مناطق سيطرته في مدينة حلب كعربات (بنتسير) أو (أوسا) (حيث تستطيع العربة الواحدة العمل بشكل مستقل [5]، واستخدامها بشكل كمائن ضد الطائرات التركية التي قد تحلق في منطقة الحظر الجوي المفروضة.
مع أن هذا الاحتمال ضعيف جداً وخصوصاً بسبب امتلاك الجيش التركي لمستوى عالي من تقنيات الاستطلاع الجوي سواء البصري والالكتروني*، الذي سيمكنهم من تحديد مواقع هذه العربات وتدميرها بسهولة، اضافة للرد المتوقع بضرب مواقع أخرى في عمق مناطق النظام.
أكبر مشكلة ستواجه النظام في استخدام دفاعه الجوي هي تمييز تبعية الطائرات التي سيستهدفها سواء تركية أو تابعة للتحالف، بسبب نشاط طائرات التحالف في نفس المناطق التي قد تحلق فيها الطائرات التركية، فقد يستهدف النظام طائرات التحالف ظناً منه أنها طائرات تركية (إلا أذا كان يوجد تنسيق بين طائرات الحالف وقوات الأسد في مواعيد ومواقع الغارات ورموز التعارف وهو ما يعتبر تنسيقا على مستوى عالي ).
هوامش
[1] من المعروف أن مناظير الرؤية الليلية حساسة جداً للضوء وقد ضخمت الإنارة الصادرة عن الأنوار في المنطقة المصورة، فمعظم النقاط المشعة هي أنوار كهربائية وليست نيران .
[2]لا يوجد الكثير من الأتربة والدخان في الفيديو بل تظهر بشكل محدود جداً، ما يوحي بكون الضربة محدودة التأثير ولا تستهدف ايقاف المعامل بقدر ما تستهدف هدفاً محدداً فيها.
[3]يكفي لتعطيل أي بطارية دفاع جوي استهداف رادار الاستطلاع ورادار توجيه الصواريخ (بصاروخين) .
[4]كانت هذه البطاريات تغطي منطقة محافظة حلب وخصوصا معامل الدفاع ومطاري كويرس والنيرب وعدد من الوحدات العسكرية في المنطقة، ويمتد نطاق تغطيتها من الحدود السورية التركية تقريباً إلى حدود محافظة حماة، و هي مكونة من عدة بطاريات متوزعة منها في معامل الدفاع و مطار كويرس والنيرب وغيرها من المواقع.
[5]الأوسا: عربة دفاع جوي تحمل ستة صواريخ مداها 15 كم بارتفاع 5 كم
البنتسير : عربة دفاع جوي تحمل صواريخ مداها 20 كم ومدافع رشاشة مضادة للطائرات .
كلتا العربتين يمكنها العمل بشكل مستقل بحكم احتوائها على راداراتها الخاصة، وحتى امكانية العمل بصرياً بدون الرادارات بحكم وجود كاميرات .
*خلال تاريخ النظام كله لم يكن فشله العسكري مصدره الأسلحة المتخلفة بقدر ما كانت التكتيكات والاستراتيجيات الغبية والمتخلفة.
أورينت نت – خاص | راني جابر
الفيديو!
نشر مركز (السفيرة) الاخباري فيديو وحيد عن الحريق الذي شب في المعامل بسبب الضربة حيث تحدث المصور عن انفجارات ضخمة وحالة هروب للعناصر واشتباكات.
صور الفيديو بكاميرة مثبتة على منظار رؤية ليلية وتشاهد في الفيديو منطقة مضاءة بعدد كبير من الأنوار[1]، ووجود بعض الأدخنة المتصاعدة من نقطتين من تلك المنطقة ما يوحي بحدوث انفجارين في تلك المنطقة، وهو ما يتطابق مع رواية تحدثت عن اطلاق طائرات مجهولة لصاروخين على المنطقة.
لا يعتقد أن ما استهدف هو مستودع للذخيرة أو شيء من هذا القبيل لأنه لا يوجد ما يوحي بحصول انفجارات ضخمة بالنظر لحجم سحابة الدخان [2].
كذلك عدم ملاحظة أي انفجارات ثانوية تنشأ عن انفجارات الذخائر عند استهداف مستودعات الذخيرة والتي تستمر أحيانا لساعات، كما لا توجد آثار حرائق ثانوية ناتجة عن انفجارات الذخيرة في المنطقة المحيطة، لذلك لا يعتقد أن ما أصيب هو مستودع للذخائر .
خطأ بشري غير وارد!
موضوع الخطأ البشري في المعمل غير وارد أيضاً بسبب وجود سحابتي دخان صغيرتين منفصلتين ناجمتين عن حريقين وليس واحدة.
تعتبر معامل الدفاع منطقة ضخمة وواسعة وتحتوي العديد من الأبنية والمنشآت والمعامل، التي لا تكفي ضربة (في حال صح أنها من قبل الطيران التركي) كهذه لتدميرها، فهي بحاجة لهجوم أوسع لتخرج من الخدمة.
في حين يمكن اعتبار ضرب هدف محدد ضمن هذه المعامل هو الفكرة الأجدر بالمتابعة، بحكم ورود بعض الأنباء عن استهداف كتيبة الدفاع الجوي المسماة (كتيبة سليمان) والموجودة في تلك المنطقة [3].
دفاع جوي!
لا يوجد حتى الآن أي عنصر قوة لدى الأسد يؤثر على العملية العسكرية التركية لإنشاء منطقة عازلة سوى بقايا عدة وحدات دفاع جوي تنتشر في المنطقة التي لايزال يسيطر عليها النظام في حلب.
فوجود عدة بطاريات دفاع جوي صالحة منتشرة في المنطقة التي لايزال يسيطر عليها النظام تعتبر مصدر القلق الوحيد لدى القوات التركية، وخصوصاً بعد اسقاط طائرة تركية قبل عامين من قبل الدفاع الجوي للنظام.
ويجب على القوى الجوية التركية ضمان أمن طائراتها بتنظيف الأرض من أي وحدات دفاع جوي عاملة تغطي المنطقة.
لم يتبق الكثير!
فعلياً لم يتبق للنظام الكثير من بطاريات الدفاع الجوي الصاروخية العاملة والتي تغطي محافظة حلب، بعد أن خسر قسماً كبيراً من بطاريات دفاعه الجوي الصاروخية خلال معاركه مع الثوار، سواء قسم من البطاريات قرب معامل الدفاع أو مطار كويرس أو مطار النيرب [4].
بعد تعطيل الباقي من البطاريات لن تكون الطائرات التركية فعلياً في حاجة للعمل ضمن منطقة تغطية الدفاع الجوي للنظام بسبب وجود عمق أمن يمتد حتى مائة كم جنوبي الحدود (خالي من أي شكل دفاع جوي تابع للنظام)، شكله الثوار بعد السيطرة على مناطق واسعة في حلب وإدلب وريفيهما... فبطاريات الدفاع الجوي في المنطقة الساحلية لا تغطي المنطقة الشمالية وتقتصر تغطيتها على المنطقة الساحلية بعمق لا يتجاوز 60 كم، والبطاريات في المنطقة الوسطى لا تصل تغطيتها إلى مدينة حلب(باستثناء بطاريات s-200 والتي لا يعرف مدى جاهزيتها).
دفاع جوي متنقل!
لا يعتقد بأن النظام سوف يواجه الطائرات التركية بأي شكل سواء جوياً أو بواسطة دفاعه الجوي. لكنه في حال قرر ذلك فقد يكون الخيار الوحيد لديه هو نقل عربات دفاع جوي متنقلة إلى مناطق سيطرته في مدينة حلب كعربات (بنتسير) أو (أوسا) (حيث تستطيع العربة الواحدة العمل بشكل مستقل [5]، واستخدامها بشكل كمائن ضد الطائرات التركية التي قد تحلق في منطقة الحظر الجوي المفروضة.
مع أن هذا الاحتمال ضعيف جداً وخصوصاً بسبب امتلاك الجيش التركي لمستوى عالي من تقنيات الاستطلاع الجوي سواء البصري والالكتروني*، الذي سيمكنهم من تحديد مواقع هذه العربات وتدميرها بسهولة، اضافة للرد المتوقع بضرب مواقع أخرى في عمق مناطق النظام.
أكبر مشكلة ستواجه النظام في استخدام دفاعه الجوي هي تمييز تبعية الطائرات التي سيستهدفها سواء تركية أو تابعة للتحالف، بسبب نشاط طائرات التحالف في نفس المناطق التي قد تحلق فيها الطائرات التركية، فقد يستهدف النظام طائرات التحالف ظناً منه أنها طائرات تركية (إلا أذا كان يوجد تنسيق بين طائرات الحالف وقوات الأسد في مواعيد ومواقع الغارات ورموز التعارف وهو ما يعتبر تنسيقا على مستوى عالي ).
هوامش
[1] من المعروف أن مناظير الرؤية الليلية حساسة جداً للضوء وقد ضخمت الإنارة الصادرة عن الأنوار في المنطقة المصورة، فمعظم النقاط المشعة هي أنوار كهربائية وليست نيران .
[2]لا يوجد الكثير من الأتربة والدخان في الفيديو بل تظهر بشكل محدود جداً، ما يوحي بكون الضربة محدودة التأثير ولا تستهدف ايقاف المعامل بقدر ما تستهدف هدفاً محدداً فيها.
[3]يكفي لتعطيل أي بطارية دفاع جوي استهداف رادار الاستطلاع ورادار توجيه الصواريخ (بصاروخين) .
[4]كانت هذه البطاريات تغطي منطقة محافظة حلب وخصوصا معامل الدفاع ومطاري كويرس والنيرب وعدد من الوحدات العسكرية في المنطقة، ويمتد نطاق تغطيتها من الحدود السورية التركية تقريباً إلى حدود محافظة حماة، و هي مكونة من عدة بطاريات متوزعة منها في معامل الدفاع و مطار كويرس والنيرب وغيرها من المواقع.
[5]الأوسا: عربة دفاع جوي تحمل ستة صواريخ مداها 15 كم بارتفاع 5 كم
البنتسير : عربة دفاع جوي تحمل صواريخ مداها 20 كم ومدافع رشاشة مضادة للطائرات .
كلتا العربتين يمكنها العمل بشكل مستقل بحكم احتوائها على راداراتها الخاصة، وحتى امكانية العمل بصرياً بدون الرادارات بحكم وجود كاميرات .
*خلال تاريخ النظام كله لم يكن فشله العسكري مصدره الأسلحة المتخلفة بقدر ما كانت التكتيكات والاستراتيجيات الغبية والمتخلفة.