المقـــــذوف المصـــــري شديــــــد الانفجــــــار المضـــــاد للدبابـــــات
كوبــــــرا .. Cobra
كوبــــــرا .. Cobra
المقذوفات المصرية المضادة للدروع والخاصة بالسلاح الكتفي RPG-7 تشهد رواج الإستخدام في كل من العراق وسوريا وليبيا . ويمكن مشاهدة العديد من هذه المقذوفات وهي ضمن تجهيزات المليشيات والمجاميع المسلحة المتقاتلة .. واحده من أهم هذه المقذوفات المصرية هي تلك التي تحمل التعيين "كوبرا" Cobra . هذه القذيفة التي يبلغ طولها 925 ملم ووزنها 2.2 كلغم ، هي من تطوير إحدى الشركات الغربية في بداية التسعينات وينتجها منذ ذلك الوقت مصنع صقر للصناعات المتطورة Sakr Factory for Development Industries الذي تأسس العام 1953 (يتبع الهيئة العربية للتصنيع AOI وهو مسئول عن تطوير تشكيلة من الذخائر المضادة للدبابات وقذائف المدفعية والصواريخ البالستية وغيرها) . علماً أن المصنع ينتج أيضاً السلاح RPG-7 تحت الترخيص منذ العام 1970 . نظام الكوبرا عبارة عن سلاح مضاد للدبابات بقابليات متقدمة وبرأس حربي محسن عن المقذوف القياسي الروسي PG-7 . القذيفة التي يبلغ قطرها 80 ملم هي من النوع شديد الإنفجار المضاد للدبابات HEAT وهي بذلك تحمل شحنة مشكلة مع متفجرات من نوع "أكتول" Octol (مزيج من متفجرات HMX التي تتميز بسرعة إنفجارها المرتفعة جداً وبنسبة 75% ، ومتفجرات من نوع TNT بنسبة 25%) .
الرأس الحربي الذي يبلغ وزنه 1.0 كلغم ، خضع لشروط تصميم محددة ، بما في ذلك نمط تصنيع خاص لبطانة الشحنة المشكلة ، وذلك لتحسين وزيادة أدائه لنحو 20% مقارنة بمخاريط النحاس التقليدية . صمام الشحنة الكهرو-ميكانيكي electro-mechanical للقذيفة يستهل عمله حال الاتصال بين الأقواس الثنائية شبه المخروطية double ogives في مقدمة الرأس الحربي . لقد تم استخدام صمام piezoelectric في مقدمة الرأس الحربي (المصطلح يشير لأداة تعمل على تحويل موجة الاهتزاز الميكانيكية mechanical shockwave الناتجة عن الاصطدام بالهدف إلى إشارة كهربائية ناتجة لإشعال المفجر) يعمل على إكمال الدائرة الكهربائية وإشعال الشحنة الرئيسة في قاعدة الرأس الحربي . هذا الصمام الأنفي قادر على الاشتغال في الزوايا من 80 درجة للوضع الطبيعي وله زمن ردة فعل عند الارتطام بالهدف لأقل من 10 مايكرو . الرأس الحربي للكوبرا أثبت كما أظهرت الاختبارات الساكنة static tests قدرته على اختراق نحو 500 ملم من التدريع الفولاذي المتجانس . هو يمتلك لهذا الغرض مقدمة أنبوبية لتحقيق مسافة مباعدة قصوى من 3.5 عيار . أيضاً إضافة مشكل موجه wave shaper على شكل قرص اسطواني في فسحة المادة المتفجرة الرئيسة ، ساهم في زيادة عمق اختراق النفاث للقذيفة كوبرا . إن وظيفة مشكل الموجة هو ضمان أن موجات الاهتزاز المنحرفة والمتفرقة الناتجة عن الانفجار ، ستتحرك في طريقها للتجويف كموجات مستوية أو متقاربة ومتجمعة ، مما يؤدي لانهيار محسن وأكثر كفاءة للمبطن .
تطلق الكوبرا من القاذف RPG-7 بشكل مماثل لذخيرة السلاح التقليدية ، وهي تمتلك سرعة فوهة من 120 م/ث ، لكنها تزداد مع اشتغال المحرك الرئيس لتبلغ 300 م /ث .. إذ اشتملت هذه القذيفة على نظام دفع يتكون من مرحلتين ، الأولى هي شحنة التعزيز booster charge لإخراج القذيفة من سبطانة القاذف قبل اشتعال المحرك الرئيس . هي عبارة عن شحنة دافع من مسحوق النيتروغليسرين Nitroglycerin . مسحوق الدافع هذا على هيئة قصاصات شريطية يبلغ مجمل وزنها 125 غرام ، مصففة ومرتبة على امتداد المحور الطولي لقضيب الألمنيوم الخاص بزعانف الاتزان رباعية الأنصال . وللحماية من الضرر الميكانيكي والرطوبة moisture ، هذه الشحنة معبأة في كيس أو أنبوب كرتوني قابل للاحتراق بطول 264 ملم ، الذي بدوره مغطى بمادة راتنجية عازلة للماء (غلاف سميك من الورق المقوى ، شديد التنقيع والتشريب heavily impregnated) مع غطاء أو سدادة رغوية foam wad . هذه الشحنة تحترق بالكامل قبل مغادرة المقذوف سبطانة السلاح ، لتوفر سرعة إطلاق تبلغ 117-120 م/ث ، حيث يظهر أثرها على هيئة غمامة خفيفة خضراء مائلة للزرقة . هي في وضع التخزين تكون منفصلة عن القذيفة ، ولكن يلزم شدها وتثبيتها إلى قاعدة ذراع أو عارضة ذيل القذيفة tail boom قبل التحميل ، ثم يحشر الاثنان بعد ذلك معاً في مقدمة سبطانة السلاح ملساء الجوف (يوجد في مؤخرة قضيب المقذوف انتفاخ خاص بمادة الخطاط الأحمر tracer لتتبع أثر المقذوف أثناء طيرانه) .
الشحنة الثانية هي المحرك الصاروخي rocket motor بطول 250 ملم ، وتستخدم لإيصال القذيفة لهدفها النهائي البالغ 500 م (المدى العملياتي الفعال 350 م) وبسرعة طيران قصوى حتى 295-300 م/ث . هذه الشحنة موضوعة في اسطوانة مجوفة ، وهي تعمل تلقائياً بعد أن تتجاوز القذيفة مسافة 10-20 م من القاذفة ، بهدف حماية الرامي من اللفح والعصف الخلفي . ومع احتراق شحنة الدافع ، فإن عدد ستة ثقوب تنفيس أو تصريف vents ، مثبته خلال زوائد وتدية الشكل في النهاية الأمامية لعارضة الذيل ، تبدأ عملها في تصريف غازات الدافع للخلف . هذه المصرفات موضوعة مباشرة خلف قاعدة صمام الرأس الحربي ، عند زاوية 18 درجة للخارج . ويساهم موضعها بالقرب من منتصف مركز ثقل جسم القذيفة في تحقيق استقرارها وتوازنها أثناء الطيران . ويسمح هذا الترتيب في إحداث وإيجاد عزم دوران عكسي لحالة الدوران الممنوح من قبل الزعانف الكبيرة ، وبالتالي تخفيض معدل التسارع المغزلي للقذيفة .
وفور انطلاق القذيفة كوبرا من السلاح RPG-7 ، فإن نتوءات زعنفية صغيرة في أقصى المؤخرة تتكفل بمهمة توفير معدل دوران متوازن طوال مرحلة طيران المقذوف . وتعمل هذه على توفير دوران بطيء لجسم القذيفة بمعدل عشرة دورات بالثانية عكس عقارب الساعة ، بحيث تحقق مسير أكثر تسطحاً Flatter Trajectory ودقة أفضل . كما وتنفرد أربعة زعانف اتزان كبيرة مطوية للأمام من مؤخرة ذراع المقذوف . هذه الزعانف لا تزود استقراراً تجاه مقاومة الهواء فقط ، لكنها مصممة لتمنح معدل دوران بطيء للمقذوف (أي رياح عرضية crosswind ستميل لممارسة ضغط على زعانف الاستقرار ، مما يتسبب في توجه وتحول القذيفة إلى الريح . وبينما محرك الصاروخ ما زال قيد الاحتراق ، فإن ذلك سيتسبب في تقوس وانحناء مسير الطيران باتجاه الريح .. عموماً الرماة مدربين على تجاوز هذه المعضلة جزئياً) .
نسخة أحدث من القذيفة يطلق عليه Cobra Tandem أو ثنائية الرؤوس مصممه خصيصاً لمواجهة عناصر الدروع التفاعلية المتفجرة ERA . حيث تم تثبيت شحنتين مشكلتين في نفس الرأس الحربي للقذيفة خلف بعضهما البعض (ربما مع تركيبة متفجرات أكثر قوة) ، وبتأخير زمني مؤكد ومع مسافة عازلة تفصل بينهما . الشحنة الابتدائية المتفجرة الأولى مثبته على مقدمة هيكل الرأس الحربي وضمن مسبار/مجس طويل probe مثبت على مقدمة الرأس الحربي للقذيفة كوبرا تاندم ، لذا قدرات الإختراق مع هذه النسخة زادت لنحو 600 ملم من التصفيح الفولاذي المتجانس .