تواصل صحيفة الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة، نشر سلسلة من الحلقات تستمد مادتها من وثائق بريطانية، أفرج عنها أمس بناء على قانون السرية المطبق على الملفات الرسمية التى مضى عليها 30 عاما. ففى نهاية كل عام فى شهر ديسمبر ترفع الحكومة البريطانية قيود السرية المفروضة على نقاشات رئاسة الوزراء ومحاضر جلساتها ومراسلات سفاراتها مع جهازها الإدارى فى وزارة الخارجية ولقاءات وزرائها مع نظرائهم فى الدول الأخرى وطواقم مباحثاتها الدولية ومفاوضاتها فى أمور الساعة والقضايا الدولية.
فى حلقة اليوم تلقى الوثائق السرية البريطانية، التى تعود لعام 1982 وأفرج عنها أول من أمس، الضوء على عدد من القضايا خلال حصار بيروت، منها المشاورات العربية العربية حول استقبال المقاتلين الفلسطينيين من خلال مراسلات السفارة البريطانية مع وزارة الخارجية فى لندن بناء على لقاءات السفير البريطانى فى واشنطن مع كبار المسئولين فى البيت الأبيض.
وتبين الوثائق أن الإسرائيليين كانوا يعطلون اللقاءات الفلسطينية اللبنانية من أجل إثبات عدم نية قوات منظمة التحرير الفلسطينية الانسحاب من بيروت، كما أن الإسرائيليين كانوا يطالبون بتحديد جدول زمنى للوصول إلى اتفاق وهذا ما رفضه حتى أقرب حلفائهم، خصوصا الأمريكان. ومن هنا جاءت وثيقة السفارة البريطانية فى واشنطن والتى تبين أن السفير الأمريكى فى تل أبيب حذر مناحيم بيغن بأن دخول بيوت الغربية خط احمر عليهم ألا يتعدوه. إلا أن الأميركان كانوا لا يريدون أن يعرف الفلسطينيون بذلك حتى لا يغيروا موقفهم الذى قبلوه على مضض حتى لا تدمر بيروت بالكامل ويسقط الكثير من الضحايا.
وزير الدفاع الأمريكى كاسبر واينبيرغر كان ضد أى وجود أميركى مسلح فى لبنان، لكنه كان مع اشتراك قوة أميركية محدودة المهام من أجل إنجاح مهمة فيليب حبيب.
كما تتناول الوثائق قضية المشاورات من أجل تحديد الدول العربية التى سيكون بوسعها استقبال قوات منظمة التحرير الفلسطينية، وتبين أن السعودية لعبت دورا أساسيا فى إقناع سوريا باستقبال بين 5 آلاف إلى 6 آلاف مقاتل فلسطينى، فى السابق رفضت سوريا استقبال مقاتلين فلسطينيين وكذلك كان الحال بالنسبة لمصر. كان العرب يأملون أن مغادرة قوات منظمة التحرير الفلسطينية عن بيروت وبسط السيادة اللبنانية على كامل التراب اللبنانى يجب أن يتبعه حل للقضية الفلسطينية ونهاية للنزاع العربى الإسرائيلى، ومن هنا جاءت فكرة تشكيل وفد عربى على أعلى المستويات للقاء الدول الأعضاء فى مجلس الأمن يقوده الملك الحسن الثاني، إلا أن بريطانيا التى لا تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية رفضت استقبال الوفد الذى يتضمن ممثلا عن المنظمة وبهذا أغضبت حلفاءها مثل الملك حسين والملك الحسن الثانى الذى اعتبر الموقف البريطانى إهانة شخصية له. الوثائق تلقى الضوء على العلاقات العربية البريطانية المضطربة وتخوف بريطانيا من موقفها سيكون انعكاسه سيئا على مصالحها التجارية إلا أن ذلك لم يحدث ولم تتأثر مصالحها بذلك. الإسرائيليون يغلقون المعبر بين شقى بيروت، الشرقى والغربي، لتعطيل لقاء عرفات مع الوزان
* برقية السفارة البريطانية فى واشنطن الموجهة إلى وزارة الخارجية (8 يوليو) تبين كيف أن وزير الدفاع الأميركى كاسبر واينبيرغر كان ضد وجود أميركى مسلح فى لبنان، لكنه كان مع اشتراك قوة أمريكية محدودة المهام من أجل إنجاح مهمة فيليب حبيب. وتقول البرقية «واينبيرغر ما زال ضد أى وجود لقوات أميركية مسلحة على المدى البعيد تعمل كمنطقة عازلة لحماية الإسرائيليين. إنه يقبل أن تشترك الولايات المتحدة بقوة محدودة لإعطاء مهمة حبيب الفرصة للنجاح».
وقال واينبيرغر «لا أعتقد أن هناك حالة يمكن من خلالها أن تقوم قوة بخطوات أحادية الجانب من أجل المحافظة على مصالح الولايات المتحدة الأميركية». وتقول البرقية إن الولايات المتحدة تأمل أن توافق فرنسا خلال الأيام القليلة المقبلة فى الاشتراك بـ«قوة بيروت». «لكن السفارة الفرنسية تقول إن فرنسا لم تتلقَ بعد طلبا رسميا من الحكومة اللبنانية من أجل الاشتراك بالقوة وتأكيد من منظمة التحرير الفلسطينية على قبولها بهذه الصيغة، وكذلك قرار من مجلس الأمن بهذا الخصوص».
وتنوه البرقية بأن الفرنسيين كانوا يختبئون وراء حق النقض الذى قد تمارسه روسيا فى مجلس الأمن، «أى إن عدم رضا فرنسا جعلها تتلكأ وتنتظر أن يقوم الاتحاد السوفياتى بإيقاف القرار».
مشاورات حبيب فى لبنان لم تتمخض عن شيء ملموس بعد، كما جاء فى البرقية، «بسبب إغلاق المعبر بين شقى بيروت الشرقى والغربى من قبل الإسرائيليين. الأمريكان يرون أن الخطوة المقبلة هى اتفاق مفصل بين ياسر عرفات ورئيس الوزراء اللبنانى شفيق الوزان حول انسحاب القوات الفلسطينية من لبنان. ويأمل الأمريكان أن تتخلى منظمة التحرير عن شرط إبقاء قوة مسلحة تتمركز فى شمال لبنان».
خلال محاصرة بيروت الغربية كان يهدد الإسرائيليون باقتحام المنطقة ويطالبون بالوصول إلى صيغة بأسرع فرصة من أجل رحيل قوات منظمة التحرير عن لبنان. وتبين البرقية أن الولايات المتحدة «رفضت المطالب الإسرائيلية المتكررة بوضع حد زمنى للمفاوضات»، كما أنها اعترضت على «إغلاق المعبر بين شقى بيروت، الغربى والشرقي. وتحت هذا الضغط الأميركى اضطرت إسرائيل أن تعيد تزويد بيروت الغربية بالماء والكهرباء».
الولايات المتحدة تحذر إسرائيل من دخول بيروت الغربية ولا تريد أن يعرف الفلسطينيون بذلك.
* رسالة سفارة المملكة المتحدة من واشنطن تقول على لسان السفير أنه اجتمع مع لورنس ايغلبيرغر مساعد وزير الخارجية الأمريكى الذى قال له بأن فيليب حبيبى لم يتمكن من القيام بعمله بسبب إغلاق الإسرائيليين المعبر بين بيروت الشرقية والغربية. وقال إن «السفير الأمريكى فى إسرائيل التقى مناحيم بيغن ليحتج على هذا العمل ويسلمه تحذيرا شديد اللهجة ولا غبار عليه يمنعه من دخول بيروت الغربية». وأضاف السفير أن ايغلبيرغر «لا يريد أن يعرف الفلسطينيون بالتحذير لأنه قد يشجعهم أنه بإمكانهم البقاء فى بيروت ويقوى فوقفهم التفاوضي».
وقال السفير إن وكالة الاستخبارات المركزية (سى آى إيه) «أخبرتنا أن الإسرائيليين أعطوا حبيب 24 ساعة من أجل إنجاح مهمته وبعد ذلك سيتعاملون مع الوضع على نحو خطير».
لورنس ايغلبيرغر يثنى على الموقف السعودى
* وتقول الوثيقة بأن لورنس ايغلبيرغر أثنى على الموقف السعودي. «الموقف السعودى ساعدنا جدا. لقد ضمنوا موافقة السوريين لاستقبال ما بين 5000 إلى 6000 فلسطينى. ولحد الآن غير معروف إذ سيبقى جميع هؤلاء فى سوريا أم سيتجهون إلى بلدان عربية أخرى، لكن لم تبد أى منها أى استعداد لاستقبالهم. ولحد الآن غير معروف إذا كان سيغادر الفلسطينيون عن طريق البحر أم البر، لكن الولايات المتحدة تفضل أن يغادروا عن طريق البحر حتى لا يكون هناك أى متاعب مع الإسرائيليين فى مناطق أخرى فى لبنان ومن الصعب تأمين الحماية الكافية لهم. وقال ايغلبيرغر إنه لم يتم تحديد ما يمكن أن يأخذه معهم الفلسطينيون من أسلحة».
وأكد ايغلبيرغر أن وزارة الخارجية الأميركية «مستعدة أن تقبل وجود فلسطينى مسلح عداده 300 إلى 400 شخص يتم اختيارهم من قوات غير موجودة فى بيروت، إلا أن الإسرائيليين رفضوا الفكرة كاملا. لهذا فإن توجه حبيب فى المفاوضات هو ألا يكون هناك أى وجود فلسطينى مسلح فى بيروت. لكن الموقف الأميركى يقبل بوجود سياسى لمنظمة التحرير من خلال مكتب فى لبنان، لكن بيغن يرفض ذلك».
ايغلبيرغر أظهر امتعاضه فى لقاء مع السفير البريطانى من الموقف الفرنسى بخصوص تشكيل «قوة بيروت» الدولية. وقال إن الولايات المتحدة ستستعمل حق النقض فى حالة قدم مشروع القرار الفرنسى المصرى والذى يطالب بقوة دولية للفصل بين القوات والوجود فى بيروت قبل رحيل القوات الفلسطينية من هناك.
وزير الخارجية السعودى يبعث بالتماس خاص لاستقبال القدومي
* تقول رسالة من وزارة الخارجية وموجهة إلى رئاسة الوزراء إن السفارة السعودية فى لندن اتصلت لإبلاغ الوزارة شفهيا بفحوى رسالة من وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل يطالب فيها الحكومة البريطانية وبسبب الظروف الاستثنائية فى لبنان بأن تستقبل فاروق قدومى ضمن الوفد العربى الزائر. وتقول الوثيقة بأن «الالتماس الشخصى» سلم شفهيا بسبب الطبيعة الملحة للموضوع، وقالت السفارة إن نص الرسالة سيسلم مؤخرا، وطلبت أن نخبرهم بقرارنا بأسرع وقت ممكن. واطلعت رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر على الرسالة المؤرخة فى 2 يوليو 1982 إذ إنها تحمل توقيعها بالأحرف الأولى. ويتضمن الملف الرسالة الرسمية من السفير السعودى والتى تحمل تاريخ 8 يوليو وتتضمن طلب الأمير سعود الفيصل لقبول فاروق قدومى كممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية فى الوفد العربى. بريطانيا: ضربة على الحافر وضربة على المسمار
* اطلع وزير الخارجية الحكومة على الوضع فى لبنان، وقال إن المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية التى تجرى من خلال طرف ثالث، ما زالت غير واضحة المعالم ومشتتة، لكن هناك إمكانية ترحيل المنظمة إلى سوريا، وأن الولايات المتحدة عرضت أن تساعد فى عملية الترحيل لكن الشروط ما زالت غير معلنة.
وفى هذا اليوم (فى 8 يوليو) وصل وفد عربى إلى لندن مكون من وزير خارجية البحرين ووزير خارجية تونس وفاروق قدومى رئيس الدائرة السياسية فى منظمة التحرير وسيجتمع الوفد مع وزير الدولة للعلاقات الخارجية دوغلاس هيرد. وهذه أول مرة تتفاوض وتستقبل بريطانيا ممثلا لمنظمة التحرير الفلسطينية. الوفد سيلتقى مع بعض الدول الأعضاء فى مجلس الأمن. وكان قد التقى الوفد مع وزير خارجية فرنسا كلود سيشون.
لكن رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر ستلتقى فقط مع وزيرى الخارجية العرب، البحرين وتونس، وليس القدومى. الوفد لن يلتقى مع وزير الخارجية فرانسيس بيم، حسب الاتفاق. ومحضر جلسات الحكومة يبين أن بريطانيا تريد أن تظهر بمظهر اللاعب السياسى المتوازن وإرضاء للعرب باستقبال وفد يضم منظمة التحرير، وعلى الجانب الآخر إرضاء الإسرائيليين الذين تعرض سفيرهم ارغوف فى لندن لمحاولة اغتيال على يد فصيل فلسطينى منشق عن منظمة التحرير الفلسطينية.
توتر فى العلاقات العربية البريطانية بسبب منظمة التحرير الفلسطينية
* وزير الخارجية فرانسيس بيم يطلع الحكومة على المشكلة التى تواجهها بسبب الوفد العربى برئاسة الملك الحسن المقبل إلى لندن فى ديسمبر الذى سيتضمن ممثلا لمنظمة التحرير الفلسطينية والتى لا تعترف بها بريطانيا ولا يوجد بينهما اتصالات رسمية. الاجتماع خلص إلى أن العرب يضعون بريطانيا تحت ضغط وإحراج كبير خصوصا فى ظل رسالة شديدة اللهجة «وصراحة غير معهودة» فى العلاقات العربية البريطانية بعث بها الملك حسين إلى رئيسة الوزراء يطالب فيها بأن يكون هناك حوار جاد للتوصل إلى حل شامل فى المنطقة فى ظل مقترحات الرئيس ريغان.
وزير الخارجية قال إن «الوفد العربى، الذى تضمن ممثلا لمنظمة التحرير، استقبل من قبل الرئيس الفرنسى فرنسوا ميتران، وهذا سيزيد الأمور تعقيدا، خصوصا بسبب ما يطمح له الفرنسيون دائما وهو أن يتميزوا فى الموقف عن بريطانيا ويظهروا انحيازهم للقضايا العربية، ويحصلوا مقابل ذلك على عقود تجارية»، وهذا ما يقلق البريطانيين.
الاجتماع فى 25 نوفمبر اقترح ألا «يرفض الطلب العربي. لأن ذلك سيحرم بريطانيا فى لعب دور أساسى فى حل النزاع» العربى الإسرائيلى ويغضب العرب. واقترح أن «تتخذ بريطانيا موقفا متوازنا وأن يلتقى الوفد العربى، الذى يتضمن ممثل لمنظمة التحرير، مع وزير الخارجية وليس رئيسة الوزراء بشرط أن ترفض المنظمة العنف كطريق لتحقيق أهدافها وتعترف بحق إسرائيل فى الوجود».
وخلص الاجتماع «يجب أن نعترف بأن رفض استقبال الوفد حسب الصيغة المقترحة قد يجبره على إلغاء زيارته إلى لندن، وهذا له مضاعفات على العلاقات العربية البريطانية ويضعف موقف بريطانيا فى المنطقة».
ولخصت رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر الموقف قائلة «لا يمكن أن تقبل بريطانيا استقبال وفد يضم ممثلا عن منظمة التحرير الفلسطينية إلا إذا قبلت الشروط التى وضعناها». مضيفة أنه تم فى السابق استقبال وفد وزراء خارجية عرب وممثل عن المنظمة من قبل وزير الدولة دوغلاس هيرد «وكان هناك تغطية للموضوع فى الصحافة ووجهت انتقادات لاذعة للحكومة من قبل أصدقائها. إنه من غير المستحسن رفض استقبال الوفد بالصيغة المقترحة، لأن ذلك سيكون له انعكاسات سلبية على بريطانيا على المدى البعيد. أما إذا قبلت المنظمة بالشروط المقترحة فإن ذلك سيجعل منها منظمة مختلفة تماما». الحكومة وافقت على مقترح وزير الخارجية.
رفض استقبال الوفد «إساءة شخصية» للملك الحسن الثانى
* فى اجتماعها فى 2 ديسمبر قال وزير الخارجية بأن «رد الفعل العربية أخذ شكلا عدائيا تجاه شروط بريطانيا لاستقبال وفد بعضوية منظمة التحرير الفلسطينية. كما أن الصحافة العربية وجهت انتقادات لاذعة لموقف بريطانيا. هذا سيضر بالمصالح التجارية البريطانية. لقد اتخذنا بعض الخطوات لاحتواء الوضع. لكن المشكلة تكمن فى أن الوفد يرأسه الملك الحسن الثاني، الذى يرى أن رفض استقبال الوفد هو بمثابة إساءة شخصية له. وقررت الحكومة وضع بعض الترتيبات من أجل إرسال مبعوث شخصى إلى المغرب للقاء الملك». وفود ورسائل بريطانية موجهة للملك فهد والملك الحسن الثاني
* قال وزير الدولة للعلاقات الخارجية دوغلاس هيرد إن الحكومة البريطانية «اتخذت بعض الخطوات لنزع الفتيل من رد الفعل العربية تجاه فشل ترتيبات زيارة الوفد العربى برئاسة الملك الحسن الثانى إلى بريطانيا. لحد الآن لا يوجد أى مؤشرات على تأثر المصالح التجارية البريطانية، على الرغم من ارتفاع الضوضاء المنادية بالتهديدات». لجنة المقاطعة العربية ستجتمع الأسبوع المقبل لكن لا يوجد أى بند على جدول أعمالها ينادى بمعاقبة بريطانيا، «لكن طبيعة اجتماعات اللجنة وقراراتها تجدها غير متوقعة ومن الصعب السيطرة عليها».
الحكومة البريطانية أوفدت اللورد شالفونت، وهو صديق شخصى للملك الحسن الثاني، مع مسؤول كبير من وزارة الخارجية البريطانية، يحملان رسالة خاصة من رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر. وتعتقد الحكومة أن الرسالة ستعدل الموقف مع العاهل المغربى وترد له الاعتبار. كما بعثت رئيسة الوزراء برسالة أخرى للملك فهد يسلمها السفير البريطانى لدى الرياض، ويقترح أيضا أن يقوم وزير الخارجية فرانسيس بيم بزيارة للسعودية فى مطلع يناير.
http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2012/12/29/346964.html