• دول من بينها الكويت والسعودية والإمارات ومصر بدأت فعلياً محادثات مع الروس والصينيين لتطوير قدراتها النووية
• التفاهم الإطاري مع مجموعة 5+1 لم يتضمن مسألة مستقبل الصواريخ الباليستية الإيرانية • الصواريخ الإيرانية يمكن أن تضرب بسهولة أهدافاً في داخل الدول الخليجية
• قلق بسبب عدم وضوح نوايا إيران إزاء عقيدتها ذات الصلة باستخدام الأسلحة عموماً
• كوبر: الروابط واضحة بين صواريخ إيران الباليستية وبين الحمولة النووية
• فلين: بمجرد أن يتم رفع العقوبات عن إيران سيخرج المارد من القمقم وسنشهد انتشاراً للأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط
بينما يترقب العالم ما إذا كانت مجموعة 5+1 بقيادة الولايات المتحدة ستتوصل في نهاية الشهر الجاري إلى اتفاق نهائي حاسم مع إيران حول برنامجها النووي، حذرت خرائط بيانية من أنه من المحتمل لترسانة الصواريخ الباليستية الإيرانية أن تصبح «ثورا جامحا» يهدد دول منطقة الشرق الأوسط بما فيها الكويت، بالاضافة إلى أجزاء من جنوب روسيا وجنوب أوروبا، لا سيما وأنه ليس من المرجح لذلك الاتفاق المحتمل أن يشمل تلك الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية.
وإذ تُبينُ تلك الخرائط المثيرة للقلق تقديرات للمدى الذي يمكن للصواريخ الباليستية الإيرانية أن تصل اليه، فإنها تلقي الضوء على ما يمكن أن يكون لدى إيران من خيارات في حال وجدت طهران نفسها في صراع عسكري مفتوح مع خصومها وجيرانها في منطقة الشرق الأوسط.
وجغرافياً، فإن الكويت تُعتبر النقطة الأقرب في مرمى ذلك «الثور الجامح» المحتمل، وهو الأمر الذي عبر عنه تقرير استراتيجي أميركي بالقول إن «صواريخ المدفعية الإيرانية ذات المدى الأقصر تستطيع أن تحمل نيرانا شاملة ضد أهداف تكتيكية قريبة نسبيا، بينما صواريخ المدفعية الإيرانية ذات المدى الأطول يمكن أن تُستخدم لإطلاق نيران تحرشية وكأسلحة تهديدية ضد أهداف عبر الحدود الإيرانية في داخل كل من العراق والكويت تحديدا». كما نوه التقرير ذاته إلى أن «الصواريخ الإيرانية الأطول مدى يمكن استخدامها بسهولة لضرب الدول الخليجية العربية الواقعة على الجانب الغربي من الخليج».
ويبدو أن هذا الأمر دفع دولا شرق أوسطية – من بينها الكويت أيضا – الى الشروع في التحرك من أجل مواجهة ذلك التهديد الإيراني المحتمل، وهو ما كشف عنه خبير استراتيجي أميركي أمام لجنة تابعة للكونغرس قبل بضعة أيام عندما قال نصاً إن «دولا شرق أوسطية مثل المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة والكويت ومصر قد بدأت فعليا في إجراء محادثات مع الروس والصينيين حول تطوير قدراتها النووية».
وفي سياق تقرير استراتيجي حول هذا الخصوص تم توجيهه قبل بضعة أيام إلى لجنة شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس النواب الأميركي، شرح «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» (CSIS) بالتفصيل ما وصفه بأنه «تهديد صاروخي دائم من جانب إيران».
واستعرض التقرير القدرات الصاروخية الإيرانية الحالية، كما سلط الضوء على التحديات التي سيكون على إيران أن تتخطاها كي تتمكن من تصنيع صواريخ باليستية عابرة للقارات.
ووفقا للتقرير التفصيلي فإن «صواريخ المدفعية الإيرانية ذات المدى الأقصر تستطيع أن تحمل نيرانا شاملة ضد أهداف تكتيكية قريبة نسبيا، بينما صواريخ المدفعية الإيرانية ذات المدى الأطول يمكن أن تُستخدم لإطلاق نيران تحرشية وكأسلحة تهديدية ضد أهداف عبر الحدود الإيرانية في داخل كل من العراق والكويت تحديدا». وينوه التقرير أيضا إلى أن الصواريخ الإيرانية الأطول مدى يمكن استخدامها بسهولة لضرب الدول الخليجية العربية الواقعة على الجانب الغربي من الخليج بما في ذلك دول تعتبر من أشد المنافسين الاقليميين لإيران على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط.
لكن التقرير يرى أن التهديد الحقيقي يكمن في القدرات المستقبلية المحتملة التي يمكن لترسانة الصواريخ الإيرانية أن تكتسبها.
وصحيح أن الصواريخ الإيرانية طويلة المدى ليست دقيقة التوجيه والاستهداف في الوقت الراهن ولم يثبت حتى الآن أنها تشكل تهديدا فوريا، لكن التقرير حذر من أن هذا الوضع قد يتغير قريبا، واصفا أسلحة إيران طويلة المدى بأنها «عائلة مستمرة التطور تتألف من صواريخ ذات مدى يسمح لها بمهاجمة اي هدف تقريبا في داخل دول شرق البحر المتوسط ودول الخليج وفي عمق الجزيرة العربية وحتى في وسط آسيا إلى جانب أجزاء من جنوب روسيا وجنوب أوروبا».
ويشير التقرير أيضا إلى أن إيران تعاونت مع كوريا الشمالية وأن طهران قد تسعى إلى التعويض عن افتقار صواريخها إلى الدقة التصويبية من خلال زيادة قدرتها التحميلية وتحديدا بقنبلة نووية. وفي الوقت ذاته فإن ترسانة الصواريخ الإيرانية قد تحصل على تحديث قريبا إذ إن هناك تقارير سرية أفادت بأن طهران تجري محادثات حاليا مع روسيا من أجل شراء منظومة دفاع صاروخية من طراز S-300، وهي المنظومة التي تستطيع ضرب أهداف جوية من على مسافة تصل إلى نحو 240 كيلومتر.
لكن أحد الجوانب الأكثر إثارة للقلق في برنامج طهران الصاروخي يتمثل في عدم الوضوح بشأن نوايا إيران الاستراتيجية في ما يتعلق بصواريخها الباليستية وكذلك في ما يتعلق بعقيدتها ذات الصلة باستخدام الأسلحة عموما.
لذا فإن التقرير يختتم بالقول: «إن عدم قدرة الغرب على التنبؤ بكيف ومتى سيستخدم الايرانيون صواريخهم طويلة المدى، وبالسرعة التي سيتطورون بها إلى منظومات صاروخية أكثر دقة... هو أمر يمنحهم قيمة رادعة كما يجعلهم بمثابة أسلحة ترهيب (للآخرين)».
وفي السياق ذاته، حذر خبراء أميركيون من أن الإخفاق في معالجة مسألة مستقبل برنامج الصواريخ الباليستية الخاص بالجمهورية الإسلامية في أي اتفاق محتمل معها سيشكل «إغفالا خطيرا قد تكون له عواقب وخيمة على منطقة الشرق الأوسط والعالم ككل».
وأوضح أولئك الخبراء أن تحذيرهم ينبع من أنه لم يتم تضمين مسألة مستقبل الصواريخ الباليستية الإيرانية عندما أعلنت إيران ومجموعة 5+1 - الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا – عن التوصل إلى تفاهم «إطاري» من المقرر أن يتم التوصل على أساسه إلى اتفاق نهائي في موعد أقصاه الثلاثون من شهر يونيو الجاري.
وأكد أولئك الخبراء على أن طهران تمتلك أضخم ترسانة صواريخ باليستية على مستوى منطقة الشرق الأوسط.
ومن بين أولئك الخبراء ديفيد كوبر من كلية الحرب التابعة لسلاح البحرية الأميركية، والذي أدلى بشهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس في العاشر من يونيو الجاري حول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مؤكدا على أن «الروابط بين صواريخ إيران الباليستية المتوسطة والبعيدة المدى وبين الحمولة النووية هي روابط واضحة».
وقال كوبر في سياق شهادته الرسمية: «حاليا، إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تقول إنها ليست لديها طموحات تتعلق بالأسلحة النووية ورغم ذلك فإنها نشرت صواريخ باليستية متوسطة المدى».
ومن جانبه فإن روبرت جوزيف، كبير الباحثين في المعهد الوطني للسياسات العامة، سلط الضوء على ما سيكون على المحك «في حال التوصل إلى اتفاق معيب مع طهران».
وقال جوزيف أمام اللجنة ذاتها: «إذا تم التوصل إلى اتفاق مع طهران على غرار ما وصفه البيت الأبيض والقيادة الإيرانية، فأعتقد أن مثل ذلك الاتفاق سوف يمثل أكبر خطأ استراتيجي في مجال الأمن القومي الأميركي خلال السنوات الـ 35 الماضية».
أما الخبير أنتوني كوردسمان، من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، فقد قال أمام اللجنة إن الصواريخ الباليستية الإيرانية المتوسطة والبعيدة المدى «لها سمعة سيئة بسبب عدم دقتها في الاستهداف»، منوها إلى أن «الاسرائيليين دأبوا على النظر إلى تلك الصواريخ ليس باعتبارها سلاحا استراتيجيا ولكن كسلاح لبث الإرهاب والذعر الشامل».
لكن كوردسمان وغيره من الخبراء اتفقوا على أن تكنولوجيا الصواريخ الايرانية – والتي تم تطويرها بفضل مدخلات وإسهامات تقنية كبيرة من جانب كوريا الشمالية وروسيا - آخذة في التحسن.
وقال الفريق متقاعد مايكل فلين (المدير التنفيذي السابق لوكالة الاستخبارات الدفاعية) إنه يخشى من العواقب إذا تم تمرير الاتفاق المقترح المطروح الآن على الطاولة، وأضاف: «بمجرد أن يتم رفع العقوبات (عن إيران)، سيخرج المارد من القمقم وسنشهد انتشارا للصواريخ الباليستية والأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط، وسيكون ذلك بسبب نظرتنا الضيقة جدا إلى هذه القضية»، منوها إلى أن ذلك سيطلق سباح تسلح محموم في المنطقة.
وشهد فلين أمام لجنة الكونغرس بأن دولا شرق أوسطية مثل المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة والكويت ومصر «بدأت فعليا في إجراء محادثات مع الروس والصينيين حول تطوير قدراتها النووية».
وكانت رئيسة اللجنة، النائبة الجمهورية ايليانا روس-ليتينن، قد افتتحت جلسة الاستماع قائلة إن «هناك العديد من الإغفالات الصارخة» في الاتفاق المحتمل (مع إيران) وإن تلك الإغفالات جعلت كثيرين يعتبرونه اتفاقا «ضعيفا وخطيرا».
وأكدت روس-ليتينن على أن «حقيقة أن إيران تواصل تحقيق تقدم على صعيد تطوير صواريخها الباليستية العابرة للقارات - والتي تستخدم فقط لحمل أسلحة نووية - تكذّب فكرة أن برنامج إيران النووي هو للاستخدامات السلمية فقط».
http://www.alraimedia.com/Articles.aspx?id=601042
• التفاهم الإطاري مع مجموعة 5+1 لم يتضمن مسألة مستقبل الصواريخ الباليستية الإيرانية • الصواريخ الإيرانية يمكن أن تضرب بسهولة أهدافاً في داخل الدول الخليجية
• قلق بسبب عدم وضوح نوايا إيران إزاء عقيدتها ذات الصلة باستخدام الأسلحة عموماً
• كوبر: الروابط واضحة بين صواريخ إيران الباليستية وبين الحمولة النووية
• فلين: بمجرد أن يتم رفع العقوبات عن إيران سيخرج المارد من القمقم وسنشهد انتشاراً للأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط
بينما يترقب العالم ما إذا كانت مجموعة 5+1 بقيادة الولايات المتحدة ستتوصل في نهاية الشهر الجاري إلى اتفاق نهائي حاسم مع إيران حول برنامجها النووي، حذرت خرائط بيانية من أنه من المحتمل لترسانة الصواريخ الباليستية الإيرانية أن تصبح «ثورا جامحا» يهدد دول منطقة الشرق الأوسط بما فيها الكويت، بالاضافة إلى أجزاء من جنوب روسيا وجنوب أوروبا، لا سيما وأنه ليس من المرجح لذلك الاتفاق المحتمل أن يشمل تلك الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية.
وإذ تُبينُ تلك الخرائط المثيرة للقلق تقديرات للمدى الذي يمكن للصواريخ الباليستية الإيرانية أن تصل اليه، فإنها تلقي الضوء على ما يمكن أن يكون لدى إيران من خيارات في حال وجدت طهران نفسها في صراع عسكري مفتوح مع خصومها وجيرانها في منطقة الشرق الأوسط.
وجغرافياً، فإن الكويت تُعتبر النقطة الأقرب في مرمى ذلك «الثور الجامح» المحتمل، وهو الأمر الذي عبر عنه تقرير استراتيجي أميركي بالقول إن «صواريخ المدفعية الإيرانية ذات المدى الأقصر تستطيع أن تحمل نيرانا شاملة ضد أهداف تكتيكية قريبة نسبيا، بينما صواريخ المدفعية الإيرانية ذات المدى الأطول يمكن أن تُستخدم لإطلاق نيران تحرشية وكأسلحة تهديدية ضد أهداف عبر الحدود الإيرانية في داخل كل من العراق والكويت تحديدا». كما نوه التقرير ذاته إلى أن «الصواريخ الإيرانية الأطول مدى يمكن استخدامها بسهولة لضرب الدول الخليجية العربية الواقعة على الجانب الغربي من الخليج».
ويبدو أن هذا الأمر دفع دولا شرق أوسطية – من بينها الكويت أيضا – الى الشروع في التحرك من أجل مواجهة ذلك التهديد الإيراني المحتمل، وهو ما كشف عنه خبير استراتيجي أميركي أمام لجنة تابعة للكونغرس قبل بضعة أيام عندما قال نصاً إن «دولا شرق أوسطية مثل المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة والكويت ومصر قد بدأت فعليا في إجراء محادثات مع الروس والصينيين حول تطوير قدراتها النووية».
وفي سياق تقرير استراتيجي حول هذا الخصوص تم توجيهه قبل بضعة أيام إلى لجنة شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس النواب الأميركي، شرح «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» (CSIS) بالتفصيل ما وصفه بأنه «تهديد صاروخي دائم من جانب إيران».
واستعرض التقرير القدرات الصاروخية الإيرانية الحالية، كما سلط الضوء على التحديات التي سيكون على إيران أن تتخطاها كي تتمكن من تصنيع صواريخ باليستية عابرة للقارات.
ووفقا للتقرير التفصيلي فإن «صواريخ المدفعية الإيرانية ذات المدى الأقصر تستطيع أن تحمل نيرانا شاملة ضد أهداف تكتيكية قريبة نسبيا، بينما صواريخ المدفعية الإيرانية ذات المدى الأطول يمكن أن تُستخدم لإطلاق نيران تحرشية وكأسلحة تهديدية ضد أهداف عبر الحدود الإيرانية في داخل كل من العراق والكويت تحديدا». وينوه التقرير أيضا إلى أن الصواريخ الإيرانية الأطول مدى يمكن استخدامها بسهولة لضرب الدول الخليجية العربية الواقعة على الجانب الغربي من الخليج بما في ذلك دول تعتبر من أشد المنافسين الاقليميين لإيران على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط.
لكن التقرير يرى أن التهديد الحقيقي يكمن في القدرات المستقبلية المحتملة التي يمكن لترسانة الصواريخ الإيرانية أن تكتسبها.
وصحيح أن الصواريخ الإيرانية طويلة المدى ليست دقيقة التوجيه والاستهداف في الوقت الراهن ولم يثبت حتى الآن أنها تشكل تهديدا فوريا، لكن التقرير حذر من أن هذا الوضع قد يتغير قريبا، واصفا أسلحة إيران طويلة المدى بأنها «عائلة مستمرة التطور تتألف من صواريخ ذات مدى يسمح لها بمهاجمة اي هدف تقريبا في داخل دول شرق البحر المتوسط ودول الخليج وفي عمق الجزيرة العربية وحتى في وسط آسيا إلى جانب أجزاء من جنوب روسيا وجنوب أوروبا».
ويشير التقرير أيضا إلى أن إيران تعاونت مع كوريا الشمالية وأن طهران قد تسعى إلى التعويض عن افتقار صواريخها إلى الدقة التصويبية من خلال زيادة قدرتها التحميلية وتحديدا بقنبلة نووية. وفي الوقت ذاته فإن ترسانة الصواريخ الإيرانية قد تحصل على تحديث قريبا إذ إن هناك تقارير سرية أفادت بأن طهران تجري محادثات حاليا مع روسيا من أجل شراء منظومة دفاع صاروخية من طراز S-300، وهي المنظومة التي تستطيع ضرب أهداف جوية من على مسافة تصل إلى نحو 240 كيلومتر.
لكن أحد الجوانب الأكثر إثارة للقلق في برنامج طهران الصاروخي يتمثل في عدم الوضوح بشأن نوايا إيران الاستراتيجية في ما يتعلق بصواريخها الباليستية وكذلك في ما يتعلق بعقيدتها ذات الصلة باستخدام الأسلحة عموما.
لذا فإن التقرير يختتم بالقول: «إن عدم قدرة الغرب على التنبؤ بكيف ومتى سيستخدم الايرانيون صواريخهم طويلة المدى، وبالسرعة التي سيتطورون بها إلى منظومات صاروخية أكثر دقة... هو أمر يمنحهم قيمة رادعة كما يجعلهم بمثابة أسلحة ترهيب (للآخرين)».
وفي السياق ذاته، حذر خبراء أميركيون من أن الإخفاق في معالجة مسألة مستقبل برنامج الصواريخ الباليستية الخاص بالجمهورية الإسلامية في أي اتفاق محتمل معها سيشكل «إغفالا خطيرا قد تكون له عواقب وخيمة على منطقة الشرق الأوسط والعالم ككل».
وأوضح أولئك الخبراء أن تحذيرهم ينبع من أنه لم يتم تضمين مسألة مستقبل الصواريخ الباليستية الإيرانية عندما أعلنت إيران ومجموعة 5+1 - الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا – عن التوصل إلى تفاهم «إطاري» من المقرر أن يتم التوصل على أساسه إلى اتفاق نهائي في موعد أقصاه الثلاثون من شهر يونيو الجاري.
وأكد أولئك الخبراء على أن طهران تمتلك أضخم ترسانة صواريخ باليستية على مستوى منطقة الشرق الأوسط.
ومن بين أولئك الخبراء ديفيد كوبر من كلية الحرب التابعة لسلاح البحرية الأميركية، والذي أدلى بشهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس في العاشر من يونيو الجاري حول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مؤكدا على أن «الروابط بين صواريخ إيران الباليستية المتوسطة والبعيدة المدى وبين الحمولة النووية هي روابط واضحة».
وقال كوبر في سياق شهادته الرسمية: «حاليا، إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تقول إنها ليست لديها طموحات تتعلق بالأسلحة النووية ورغم ذلك فإنها نشرت صواريخ باليستية متوسطة المدى».
ومن جانبه فإن روبرت جوزيف، كبير الباحثين في المعهد الوطني للسياسات العامة، سلط الضوء على ما سيكون على المحك «في حال التوصل إلى اتفاق معيب مع طهران».
وقال جوزيف أمام اللجنة ذاتها: «إذا تم التوصل إلى اتفاق مع طهران على غرار ما وصفه البيت الأبيض والقيادة الإيرانية، فأعتقد أن مثل ذلك الاتفاق سوف يمثل أكبر خطأ استراتيجي في مجال الأمن القومي الأميركي خلال السنوات الـ 35 الماضية».
أما الخبير أنتوني كوردسمان، من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، فقد قال أمام اللجنة إن الصواريخ الباليستية الإيرانية المتوسطة والبعيدة المدى «لها سمعة سيئة بسبب عدم دقتها في الاستهداف»، منوها إلى أن «الاسرائيليين دأبوا على النظر إلى تلك الصواريخ ليس باعتبارها سلاحا استراتيجيا ولكن كسلاح لبث الإرهاب والذعر الشامل».
لكن كوردسمان وغيره من الخبراء اتفقوا على أن تكنولوجيا الصواريخ الايرانية – والتي تم تطويرها بفضل مدخلات وإسهامات تقنية كبيرة من جانب كوريا الشمالية وروسيا - آخذة في التحسن.
وقال الفريق متقاعد مايكل فلين (المدير التنفيذي السابق لوكالة الاستخبارات الدفاعية) إنه يخشى من العواقب إذا تم تمرير الاتفاق المقترح المطروح الآن على الطاولة، وأضاف: «بمجرد أن يتم رفع العقوبات (عن إيران)، سيخرج المارد من القمقم وسنشهد انتشارا للصواريخ الباليستية والأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط، وسيكون ذلك بسبب نظرتنا الضيقة جدا إلى هذه القضية»، منوها إلى أن ذلك سيطلق سباح تسلح محموم في المنطقة.
وشهد فلين أمام لجنة الكونغرس بأن دولا شرق أوسطية مثل المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة والكويت ومصر «بدأت فعليا في إجراء محادثات مع الروس والصينيين حول تطوير قدراتها النووية».
وكانت رئيسة اللجنة، النائبة الجمهورية ايليانا روس-ليتينن، قد افتتحت جلسة الاستماع قائلة إن «هناك العديد من الإغفالات الصارخة» في الاتفاق المحتمل (مع إيران) وإن تلك الإغفالات جعلت كثيرين يعتبرونه اتفاقا «ضعيفا وخطيرا».
وأكدت روس-ليتينن على أن «حقيقة أن إيران تواصل تحقيق تقدم على صعيد تطوير صواريخها الباليستية العابرة للقارات - والتي تستخدم فقط لحمل أسلحة نووية - تكذّب فكرة أن برنامج إيران النووي هو للاستخدامات السلمية فقط».
http://www.alraimedia.com/Articles.aspx?id=601042