بل يوجد
الراداران AN/TPQ-37 و AN/TPQ-36 وضيفتهما مراقبة ورصد وتحديد مواقع النيران المعادية
وهذا مقال لتيم ريبلي في هذا الشأن
النظم المضادة
للهاون والقذائف الصاروخية
بقلم: تيم ريبلي
كانت الطريقة الوحيدة لتأمين دفاع ضد القذائف الصاروخية او قذائف الهاون حتى مؤخراً هي في اتخاذ اجراء مباشر لتدمير نقطة اطلاق النار باستعمال ما يسمى النار المضادة للبطارية، او حشد قوات برية لطرد وحدات القذائف الصاروخية او بطاريات الهاون المعادية.
في بعض السيناريوات، لا سيما في الأوضاع المدينية او المضادة للتمرد، كان يصعب القيام بهذا الاجراء نظراً للتحديات في تحديد نقطة اطلاق النار، او نظراً لحظر وقوع اصابات بين السكان المدنيين. وهذا كان يعني ان القوات التي تتعرض لهجوم بالقذائف الصاروخية او قذائف الهاون لم يكن لديها غالباً الا خيار اتخاذ الحماية في الخنادق والملاجىء والانتظار حتى يتوقف اطلاق النار.
ومن الطبيعي ان هذا الانتظار كان يعني حتمية وقوع قتلى او اصابات بين القوات في هذه الهجمات مع قليل من الأمل باتخاذ اجراء مضاد فعال. وهذا كان له وقع سلبي جداً على معنويات القوات التي تتعرض لنار القذائف الصاروخية او الهواوين وبين السكان المحليين للبلدان التي تساهم في تقديم القوات. وقد وجهت الأسئلة، عن حق، حول ما اذا كان يجب ارسال هذه القوات الى اماكن ليس للقوات فيها وسائل فعالة للدفاع عن النفس. وقد ادى هذا الى ضغط شديد لتطوير ما بات يعرف بنظم القذائف الصاروخية والمدفعية والهواوين المضادة
(C - RAM) لتدمير تلك القذائف في الجو قبل ان تصيب الأهداف الارضية الموجهة ضدها.
ان اكثر نظام معروف جيداً يستعمل القذائف الصاروخية والمدفعية والهواوين المضادة (C - RAM) هو النموذج القائم على الارض للسلاح القريب "CIWS" (Phalanx) من شركة (Raytheon) الذي طور رداً على بيان عن الحاجات العملانية صدر من القوة المتعددة الجنسيات في العراق التي تقودها الولايات المتحدة. وجاء البيان التوجيهي رداً على عدد متزايد من الاصابات نتيجة الهجمات التي تستعمل فيها القذائف الصاروخية والمدفعية والهواوين ضد القواعد الاميركية والتحالف في العراق. وقد نشر نظام (Phalanx B) القائم على الارض لاحقاً في العراق في صيف عام ٢٠٠٥ وأدى الى حماية المنطقة الخضراء (Green Zone) ومعسكر النصر (Camp Victory) في بغداد ومنطقة الدعم اللوجستي (Anaconda) في البلد (Balad) في العراق كما قام بنشره الجيش البريطاني ايضاً في جنوب العراق.
نظم الكشف والانذار
يحتاج سلاح القذائف الصاروخية والمدفعية والهواوين المضادة (C - RAM) ليكون فعالاً تماماً ان يكون مدمجاً في نظام يعمل بفعالية يتضمن اسلحة وعناصر كشف وانذار. وتشكل النظم الرادارية اكثر الطرق الفعالة لكشف الأسلحة المطلقة، وتتضمن معظم نظم القذائف المضادة
(C - RAM) بطاريات مضادة في الخدمة حالياً او رادارات تحدد الموقع، وتتيح من ثم توجيه الأسلحة الدفاعية على الهدف واطلاق اشارات الانذار لتتيح للقوات الاختباء.
ان رادار (AN/TPQ - 63 Firefinder) من شركة (Raytheon) هو الرادار القياسي الذي يحدد الموقع للجيش ومشاة البحرية الاميركية، ويصدر على نطاق واسع حول العالم. ويتضمن مزايا عديدة موجودة في رادارات تحدد موقع اطلاق النار في الخدمة حالياً. وتدار الكترونياً، ما يعني ان هوائي الرادار لا يتحرك فعلاً عندما يكون قيد التشغيل.
ويبلغ مداه القصوي ٢٤ كيلومتراً، في حين يستهدف فعلاً اهدافاً ابعد من هذا المدى الفعال ٢٥ كلم وأكثر وقد تمت بالفعل متابعتها وتسجيلها.
اما نظام (Cobra) من شركة (Euro-Art) فيستعمل راداراً نشطاً يكشف بطاريات متعددة لنظم تطلق ناراً غير مباشرة وقنابل هاون وقذائف مدفعية وصاروخية على مسافة ٤٠ كيلومتراً. وهو قادر على كشف ٤٠ هدفاً خلال دقيقتين، ويكشف كل من الموقع ويصنف اطلاق القنبلة او الهاون او القذيفة الصاروخية. وقد انتجت نظام (Cobra) شركة (Euro-Art) لكل من الجيش البريطاني والألماني والفرنسي. وان الشركاء في كونسورتيوم (Euro-Art GmbH) هي شركة (EADS) و(Lockheed Martin - GESD) وشركة (Thales D.Ltd.)
و(Thales Air Def.) وقد طُور رادار (ARTHUR) في السويد، وهو مركب على متن شاحنة (Bandvagn 602) طورتها وانتجتها شركة (Hgglund) وطور الرادار شركة (Ericsson) - حالياً شركة (Saab Mircowave Systems) وهو يحدد المدفعية الميدانية لدور رئيسي ليكون عنصراً اساسياً على مستوى اللواء او الفرقة لنظام مستشعر مضاد للبطاريات. ويمكن استعماله ايضاً لعمليات دعم السلام. ويستطيع نظام (ARTHUR) ان يكشف قذائف المدفعية المطلقة على بعد ٤٠ كيلومترا. وان القصد الرئيسي منه هو تحديد مواقع مدفعية العدو والتنبؤ بالهدف المحتمل. وان النتائج من وحدة نظام (ARTHUR) هي الدقة على بعد مترين التي تساعد على تصويب بطاريات المدفعية الصديقة.
نظم الاسلحة
بحثا عن حل للهجمات الدائمة بالقذائف الصاروخية والهواوين على القواعد في العراق، طلب الجيش الاميركي في ايار"مايو عام ٢٠٠٤ نظاما مضادا للقذائف ينشر بسرعة كجزء من المبادرة الصاروخية والمدفعية والهواوين المضادة (C-RAM). وكانت النتيجة النهائية لهذا البرنامج نظام (Centurion)، وهو نموذج ارضي لنظام سلاح (Phalanx CIWS) المستخدم في البحرية الاميركية مع تجربة اثبات مفهومة اجريت في تشرين الثاني"نوفمبر في السنة نفسها. وبدأ نشره في العراق في عام ٢٠٠٥، حيث نصب لحماية القواعد العاملة الامامية ومواقع اخرى ذات قيمة عالية في العاصمة بغداد وحولها.
تألف كل نظام من سلاح (Phalanx 1B CIWS) معدلا ومجهزا بمولد مرفق ومثبت على مقطورة جر ومسلح بمدفع (Gatling M16A1) عيار ٢٠ ملم قادر على اطلاق ١٥٠٠ قذيفة او ٢٠٠٠ قذيفة من نوع (M-642) او (M-049) بالدقيقة. وكان هناك في عام ٢٠٠٨ اكثر من ٢٠ نظام سلاح (CIWS) تحمي القواعد في منطقة القيادة المركزية الاميركية للعمليات وقد الحقت النظم الهزيمة بنحو ١٠٥ هجمات في السنة الاولى، وكانت معظم الاهداف المعنية بذلك هي نيران الهاون. واعتمادا على نجاح نظام (Centurion)، طلب في ايلول"سبتمبر عام ٢٠٠٨ نحو ٢٣ نظاما اضافيا.
يستعمل نظام (Centurion)، مثل نموذج (1B) البحري، رادارا بذبذية (Ku) ونظام (FLIR) لكشف القذائف المقتربة ومتابعتها. وهو قادر ايضا على الاشتباك مع اهداف سطحية وعلى الوصول الى ارتفاع سمتي حتى ٢٥ درجة. ويستفاد بان نظام (Centurion) قادر على الدفاع عن منطقة مساحتها ٢،١ كيلومتر مربع. اما المفارقة الرئيسية الوحيدة بين النماذج الارضية والقائمة في البحر هي اختيار الذخيرة. ففي حين تطلق نظم سلاح (Phalanx) قذائف طنغستن (tungsten) الخارقة للدروع. يستعمل سلاح القذائف المضادة (C-RAM) البحري ذخيرة (M 642) او (M 049 HEIT-SD) الخطاطة الحارقة المتفجرة بقوة والتي تدمر نفسها بعد فترة، وقد طورت اصلا لنظام الدفاع الجوي (M 361 Vulcan). وهذه القذائف تنفجر لدى تماسها بالهدف او لدى انطفاء فتيلة الخطاط، بحيث تخفض كثيرا خطر الاضرار الجانبية، اذا فشلت اي قذيفة في اصابة اهدافها.
اشترت وزارة الدفاع البريطانية ايضا نظام (Centurion) كجزء من برنامج المتطلبات العملانية العاجلة (UOR) لحماية قواتها في العراق من نيران المتمردين. وتضمن ذلك تكييف عدد من نظم الاسلحة المحكمة المضادة للصواريخ (Phalanx Block 1A) من شركة (Raytheon) في البحرية الملكية للقيام بدور مضاد للقذائف الصاروخية والمدفعية والهاون (C-RAM) في البصرة.
بعد ان استأجرت في البداية ٥ نظم اسلحة (Phalanx) ارضية (LPWS) من الجيش الاميركي لفترة ٦ شهور حتى آخر عام ٢٠٠٧، شحن البريطانيون حمالات لاسلحة من فئة (Block 1A) ل ٣٦ سلاح (Phalanx) (CIWS) في مخزون البحرية الملكية الى شركة (Raytheon) لاعادة تصميم نظام السلاح (Phalanx) ليستخدم على الارض (LPWS) بموجب عقد مبيع تجاري مباشر.
عكس قرار الحصول على قدرة السلاح المضاد (C-RAM) الذي تتجه نظم اسلحة (Phalanx القائمة على الارض (LPWS) تبدلا جذريا في اهتمام وزارة الدفاع البريطانية بالنسبة لهذا السلاح، لان وزير القوات المسلحة، آدم انغرام، كان قد قال في ١٢ كانون الاول"ديسمبر عام ٢٠٠٦ ان التقديرات الاولية لنظام سلاح (Phalanx) المضاد للهاون (C-RAM) ولّت وانه ليس مناسبا للمتطلبات البريطانية الحالية.
في آذار"مارس - نيسان"ابريل عام ٢٠٠٧، منحت المملكة المتحدة، بصورة منفصلة عقودا عاجلة (UOR) لشركة (Lockheed Martin) في المملكة المتحدة وشركة (Saab Microwave Systems) تتعلق ببرنامج نظام تحديد موقع النار غير المباشرة ونظام الانذار والاعتراض (IFLAIS) من فئة (Block 0 UOR). وعلى الرغم من ان لا وزارة الدفاع البريطانية ولا الشركات المعنية عبّرت رسميا عن مدى اهمية نظم الانذار والاعتراض (IFLAIS UOR) هذه، الا ان العقدين ارتبطا بتقديم حماية محسنة من النار غير المباشرة للقوات البريطانية في العراق. ويعتقد بان شركة (Saab) زودت رادار (Giraffe AMB) لهذا الغرض.
تعرضت القوات الالمانية في افغانستان ايضا لنار القذائف الصاروخية والهاون ادت الى نشوء ما يسمى باللغة الالمانية نظام (Nchstbereichschutzsystem) MANTIS، وكان يحمل عنوانا سابقا (NBS-C-RAM) يؤمن نظام حماية قصير المدى للجيش الالماني يهدف الى حماية القاعدة. وقد انتجت النظام شركة (Rheinmetall Air Defense)، وهي فرع من شركة (Rheinmetall) في المانيا. وسوف يكون الجيش الالماني أحد الجيوش العسكرية في العالم الذي يملك دفاعا فعالا ضد هذا النوع من التهديد اللاتماثلي، ويشكل جزءا من مشروع الدفاع الجوي (SysFla) مستقبلا للجيش. ويفترض ان يكشف نظام (NBS C-RAM) ويتابع ويسقط القذائف القادمة قبل ان تتمكن من الوصول الى الهدف ضمن مدى قريب جدا. ويعتمد النظام نفسه على نظام مدفع الدفاع الجوي (Skyshield) من شركة (Oerlikon Contraves).
يتألف نظام (NBS C-RAM) من ٦ مدافع اوتوماتيكة عيار ٣٥ ملم قادرة على اطلاق ١٠٠٠ قذيفة بالدقيقة ومن وحدة تحكم ارضية ومن مستشعرين. وان النظام برمته مؤتمت تماماً.
تطلق المدافع ذخيرة (Ahead) مبرمجة طورتها شركة (Rheinmetall) للاسلحة والذخيرة في سويسرا سابقا شركة Oerlikon Contraves Pyrotec، التي تحمل حملا نافعا مؤلفا من ١٥٢ قذيفة طنغستن، تزن كل منها ٣،٣ غرام. وقد طلب الجيش الالماني دفعة اولى من نظامين، ويخطط لشراء المزيد. وتبلغ تكلفة هذين النظامين نحو ٨،١١٠ مليون يورو، بالاضافة الى ٢٠ مليون يورو للتدريب واغراض التوثيق. وسوف تسلم شركة (Rheinmatell) بموجب عقد متابعة تقدر قيمته بنحو ٤،١٣ مليون يورو الذخيرة المعنية للجيش الالماني. ويتوقع ان يتم التسليم في عام ٢٠١١.
مستقبل القذائف المضادة
ان الجيل الجدد من نظم القذائف المضادة (C-RAM) هي كلها ارتجالية وتتضمن تعديلات لمعدات قيد الخدمة. وان الخبرة في استعمال النظم المضادة (C-RAM) في القتال ولّدت تساؤلات كثيرة من المستعملين، ويجري ادخالها في التحديثات مستقبلا. وان تطوير نظم مضادة (C-RAM) مستقبلا سوف تستفيد من كونها مصممة من البداية لهذا الدور، وهذا سوف يمنحها دون شك اداء فائقا للغاية بالنسبة للمعدات من الجيل الحالي.